روايات

رواية مذكرات فيروزة الفصل الثالث 3 بقلم شيماء آل شعرواي

رواية مذكرات فيروزة الفصل الثالث 3 بقلم شيماء آل شعرواي

رواية مذكرات فيروزة البارت الثالث

رواية مذكرات فيروزة الجزء الثالث

رواية مذكرات فيروزة
رواية مذكرات فيروزة

رواية مذكرات فيروزة الحلقة الثالثة

استيقظت “فيروزة” فى الصباح الباكر هبطت إلى الأسفل لم تجد أحد مستيقظاً غيرها فذهبت إلى المطبخ تعد لهما الفطار وبعد الانتهاء منه وضعته على السفرة وصنعت بعض الفطائر التى يحبها والدها، اقتربت جدتها منها قائلة: صباح الخير ياروزا.
– صباح النور يا أجمل تيتا فى الدنيا.
أبتسمت لها “الجدة” : أنا شامة ريحة فطائر تجنن.
وضعت “فيروزة” أخر طبق على السفرة قائلة:
– ما أنا عملت شوية علشان بابا كان نفسه فيها وكمان عملت ليكم .
تذوقت الأخرى قطعة ثم قالت: بجد تسلم أيدك يافيروزة والله أنتى أحسن شيف.
ابتسمت “فيروزة” لها بلطف : بألف هنا وشفا.
اقترب منهما “وليد” وهو يفرك مقدمة رأسه قائلاً:
– صباح الخير ياتيتا ممكن بعد أذنك تعمليلى فنجان قهوة لان مصدع.
– حاضر ياحبيبى.
تحدثت “فيروزة” قائلة: خليكى أنتى ياحبيبتى وانا هعملها له.
أردف الآخر بغضب مكتوم: أولا أنا مطلبتش منك تعمليها فياريت تريحى نفسك وتخليكى فى حالك، ثم أستدار بجسده واكمل حديثه: انا قاعد فى الصالة ياتيتا لما تعمليها نادي عليا.
نظرت إليه “فيروزة” لأثره بحزن فربتت جدتها على يديها قائلة: متزعليش منه هو شكلك تعبان مش أكتر.
– عادى مش زعلانة هروح أصحى عمر علشان يفطر ويلحق يروح الكلية.
– ماشى ياروزا.
تحدثت “سهر” وهى تنزل من على الدرج: الله يخربيت الثانوية عامة على اللى عايز يخشها.
قابلتها “فيروزة” الذى قالت:
– مالك يابنتي بتصيحي كدا ليه من على الصبح.
اجابتها “سهر” قائلة بملل: زهقت يابنت عمى من المدرسة مش هو المفروض اللى زي حالاتي يروح الدروس فقط.
– ومين اللى قالك كدا.
– أنا اللى قولت هل هناك من أعتراض على قولى أيتها الفتاة.
ابعدتها “فيروزة” من أمامها قائلة: هقول ايه غير أنك اصلا مش نافعة وسعى كدا من قدامى خلينى أطلع اشوف اخويا حبيبى.
– أطلعى ياختى.
بعد الإفطار تحدث “عامر” قائلاً: معاذ خد لارين وسهر وصلهم فى طريقك.
هب “معاذ” واقفاً وهو يقول: حاضر ياعمى هستناكم برا يابنات.
اقتربت “لارين” من والدها وقبلت خده وهى تقول: هتوحشنى أوى يابابي.
نظر إليها “أنيس” ثم قال: على أساس انك مسافرة ومش هتشوفيه تانى دا أنتى رايحة المدرسة ياعسل.
ابتسم “عامر” بخفة: مالكش دعوة بيها ياسوسة يلا ياحبيبتى علشان معاذ وراه شغل وابقى خلى بالك من نفسك أنتى وسهر ولو حد عملك أى حاجة كلميني على طول وأنا أجيلك.
***********************
فى المستشفى كانت “دارين” جالسة فى الكافتيريا وقت الأستراحة، رفعت رأسها عندما وجدت شخص يقف بجانبها ويقول: أسف على الإزعاج ممكن أقعد معاكى.
تعجبت منه قائلة: نعم.
وضع يديه على رأسه بحرج: خلاص اعتبريني مقولتش حاجة.
– مش قصدى بس مستغربة طلبك وبعدين أنت شكلك جديد هنا أنا أول مرة اشوفك.
– دى حقيقة أنا لسه متعين هنا أمبارح وشغال مع الدكتور “صفوت” ولسه معرفش أى حد هنا ولاقيتك قاعدة لوحدك قولت يمكن أنتى زيي علشان كدا جيت أقعد معاكى ولو وافقتى نكون أصدقاء فى العمل هكون ممتن ليكي، دا إذا سمحتى لو هدايقك بلاش.
– موافقة اتفضل أقعد.
جذب المقعد وجلس معها ليقول بهدوء: شكرا ليكي ياأنسة.
– الشكر لله.
نظر إليها قائلاً بإبتسامة: صحيح نسيت أقولك أنا أسمي باسم .
نظرت إليه وقالت بإبتسامة خفيفة: وأنا دارين.
– عاشت الأسامى، بقولك ايه هو الدكتور “صفوت” ايه طبعه فى الشغل عصبى وبيقعد يزعق ولا لأ أصل أنا الصراحة قلقان منه مشوفتهوش غير إمبارح وماتعملتش كتير معاه.
– لا ياسيدى متقلقش هو شخص محترم جدا وتحس معاه كدا أنك بتتعامل مع باباك مش دكتور شغال عنده.
زفر بإرتياح ثم قال:
– بجد طمنتيني ربنا يطمنك دايما ويريح بالك، أومال أنتى شغالة مع مين من الدكاترة.
تحدثت “دارين” قائلة بهدوء: مع دكتور أنيس.
نظر “باسم” إليها ثم قال: دكتور أنيس دا أنا من أول ماجيت هنا ومفيش غير سيرته الكل بيقول انه من أشطر وأحسن الدكاترة اللى هنا من رغم انه لسه بيدرس.
أبتسمت “دارين” و قالت:
– طبعا هو حد مجتهد جدا فوق ما تتخيل وبيشتغل على نفسه أوي.
لفت نظره ذاك الخاتم اللامع فقال: هو أنتى مخطوبة ؟.
نظرت إلى يديها بشرود قائلة: اه مخطوبة.
حدق بها طويلاً ثم قال: شكلك مش مبسوطة يعني أصل أى واحدة بتكون مخطوبة بتبقى فرحانة لكن أنتى شكلك العكس.
أشاحت بوجهه بعيداً وقالت: لا عادى الحكاية مش كدا وكمان أنا أصلا لسه مخطوبة إمبارح.
أتسعت عينيه بدهشة ليقول: أنتى بتهزرى صح.
– ابدا والله وانا ههزر ليه.
– أصل دا مش شكل واحدة لسه مخطوبة إمبارح هما يابنتى أجبروكي على الجوازة دى ولا ايه.
تحدثت “دارين” بتوتر: لا مفيش الكلام دا.
فى ذاك الوقت كان يقف “أنيس” على مقربة منهما يتحدث فى هاتفه فرأئها تجلس مع هذا الشاب فغضب بشدة، ثم أغلق المكالمة مع المتصل واقترب منهما وهو يشعر بغليان فى رأسه، ليقف بجانبها وأردف بضيق وهو يرمق “باسم” بنظرات لا تبشر بالخير: دارين عايزك ضروري هستناكي فى مكتبي.
نهضت من مكانها بعد ما أستاذنت من “باسم” وولجت إلى مكتبه ليقوم بغلقه خلفها ثم قال بغضب: ممكن أعرف مين دا اللى الهانم قاعدة معاه.
اردفت “دارين” بتوتر: دا زميل جديد فى الشغل مش أكتر.
أنيس: وأزاي ياهانم تسمحي لنفسك تقعدى مع واحد غريب متعرفهوش.
– عادي يادكتور واحد شغال معانا ولسه ميعرفش حد فيها ايه يعنى لو جه قعد معايا.
تحدث أنيس بغضب أشد: لا ياشيخة وانتى بقا الصدر الحنين اللى هتطبطبى عليه أصله ياعيني واحد جديد ولسه ميعرفش حاجة أقسم بالله لو ما بطلتى اسلوبك دا يادارين لعمل حاجة متعجبكيش خالص.
رفعت يديها وقالت بغضب مماثل: انت ازاى تتدخل اصلا فى حياتى وتقولى اعمل أى ولا معملش أى وانت مين علشان تقولى الكلام دا أنت فاكر نفسك ايه ياأنيس.
كان أنيس لا يشعر بكلامها بعد ما وقعت عيناه على ذاك الخاتم الذى ترتديه ليقول بتوتر وهو يشير إلى أصابعها: ثانية واحدة هو اي دا.
نظرت إليه “دارين” بألم لكنها أرتدت قناع البرود: يعنى انت شايف ايه.
– دبلة بس لابساها ليه.
– هو ايه اللى لابساها ليه واحدة مخطوبة أكيد هتبقى لابساها.
صعق الآخر من حديثها ليقول بتوتر: مخطوبة؟ مخطوبة ايه أنا مش فاهم حاجة دارين أنتى أكيد بتهزرى صح ودا ملعوب جديد منك.
تحدثت “دارين” ببرود: وأنا هعمل ملعوب ليه يادكتور أنيس أنا فعلا اتخطبت.
شعر “أنيس” من تلك الكلمة بأن قلبه تمزق إلى شطرين:
– ايه اللى بتقوليه دا يادارين بجد حرام عليكي بطلى كلامك دا انتى بتوجعيني هو علشان رفض طلب الاستقالة فبتعملى كدا، طب أنا عملت ليكى حاجة تزعلك منى تخليكى عايزة تبعدي عنى بالله ما تعملى كدا أنا عارف أنك بتهزرى و..
قاطعت حديثه قائلة: أنا مش بهزر يادكتور انا اتخطبت فعلا.
ترقرقت الدموع فى عين “أنيس” ليقول: لا مستحيل اللى بتقوليه دا يحصل، ثم أمسك يديها ليكمل كلامه: دارين أنا بحبك وانتى عارفة كدا كويس أرجوكِ بلاش توجعى قلبى حرام عليكى اللى بتعمليه فيا دا، ازاى اتخطبتى طب وانا وحبك الكبير اللى بتحبيه ليا كل دا راح فين، لم ترد عليه واشاحت بنظرها بعيداً عنه ليكمل، ولا أنتى مكنتيش بتحبينى من الأول أصلا.
دفعته بعيد عنها وقالت: ايوة انا مكنتش بحبك من الأول كنت بسلى وقتى معاك مش أكتر وياريت بقا تنسانى خالص وكمان ملكش علاقة بيا نهائياً انت فاهم.
أجابها “أنيس” وقد تجمدت دموعه قائلاً : أنتى أحقر بنادمه شوفتها فى حياتى وعمرى ماهسامحك على وجع قلبى اللى أنا فيه دلوقتى. أخذ مفاتيحه وهاتفه ليخرج من ذاك المكان الذى ضاق عليه فقد بدأ يشعر بتحطمه وانهياره أمامها وهو لايريد أن يفعل ذلك خصوصاً بعد الذي حدث منها.
خرجت من الغرفة لتفر دمعة هاربة من جفنها، اقترب “باسم” منها ليقول باستغراب: هو الدكتور أنيس ماله شكله مدايق أوى وركب عربيته وساقها بسرعة البرق والله خايف ليعمل حادثة.
قبض قلبها بالخوف لتنهمر دموعها على وجنتيها لاحظ هذا “باسم” ليقول بقلق: دارين مالك بتعيطى ليه بس هو الدكتور عملك حاجة.
أردفت بشهقة قائلة: لا أنا اللى عملت، ثم قامت بوضع كفيها الصغير على وجهها لتغطيه بأكمله.
تحدث الأخر وقال: ممكن تهدي شكل الموضوع كبير تعالى نقعد فى أى حته وتحكيلى ايه اللى حصل..
*******************
كانت “فيروزة” تقف فى الحديقة تسقى الأزهار لتجد “أنيس” يمر من أمامها، أخذت تنادي عليه ولكنه لم يعبأ لها، تركت ما بيديها لتذهب خلفه استوقفتها “نازلى” قائلة: هو أخوكى ماله واخد فى وشه وطلع على طول من غير ما يرد عليا.
أجابتها “فيروزة” بهدوء: مش عارفة ياماما هطلع أشوفه فيه ايه.
– ماشى ياحبيبتى وابقى طمنيني عليه.
تحدثت وهى تصعد إلى الأعلى: حاضر ياأمى.
طرق على الباب بخفة ثم دخلت وأغلقته خلفه بهدوء اقتربت من أخيها الذى وجدته يضع رأسه بين يديه وباين عليه الإرهاق والألم، جلست بجانبه وهى تربت على ظهره بحنان قائلة: أنيس مالك ياحبيبى فيك حاجة مزعلاك أو حصل حاجة فى الشغل.
لم يجيها رده لتكمل حديثها: فيك ايه ياأنيس أنا مش متعودة عليك وأنت ساكت كدا طمنى مالك.
نظر إليها بعيون متغرغرة بالدمع ليقول: عارفة أنا حاسس بأيه دلوقتى.
– حاسس بأيه.
تحدث بوجع وحزن دافين قائلاً: حاسس بكل حاجة وحشة حاسس بوجع فى قلبى ومش عايز يقف حاسس بأن فى حد جايب سكينة وعمال يجرح فى صدرى، أنا تعبان أوى يافيروزة هى ليه الدنيا وحشة كدا ليه بتاخد أكتر ما بتدي.
تحدثت “فيروزة” قائلة: ليه ياحبيبى بتقول كدا ايه اللى مدايقك.
– دارين أتخطبت.
– ايه !
نظر أمامه بحزن وقال بصوتٍ أقرب للبكاء: اتفأجت النهاردة بأنها أتخطبت معرفش هى ليه عملت كدا
عارفة هى قالتلى أنها مكنتش بتحبنى أصلا أنا كنت مجرد تضيع وقت بالنسبه ليها، أنا اللى واجعنى أنى حبتها من كل قلبى ووثقت فيها وكنت هكلم بابا خلاص وكنت هروح أخطبها لكن هى ضيعت كل حاجة، وفى لحظة كل دا راح وأنتهى وأنا انتهيت معاها احساس وحش أوى يافيروزة لما اللى بتحبيه يسيبك مرة واحدة ومتعرفيش أيه سبب بعده وتغيره وبعدها تكتشفي انه مش بيحبك بعد كل اللحظات والذكريات الحلوة اللى قضتوها مع بعض، صمت قليلاً محاولاً أن لا يكبح دموعه وأن يظل متماسكاٍ ولكن أحضنته “فيروزة” بحزن قائلة: عيط ياأنيس ومتكتمش عياطك ووجعك وحزنك خرج كل اللى جواك ياحبيبى علشان ترتاح لو فضلت كاتمه هتتعب أكتر.
جاء حديثها كأشارة منها ليبدء بالبكاء وهو يضمها بقوة لتربت الأخرى على ظهره بحنان ومواساه وهى تشعر بألم وقد بدأت دموعها فى التساقط من الحزن على أخيها، فأتاها صوته الباكى قائلاً:
– أنا مخنوق أوى حاسس أن نفسي بيضيق من الوجع والحزن هو ليه بيحصل معايا كدا ليه مش مكتوبلي أفرح أنا والله عمرى مأذيت حد ولا جرحت حد ودايما فى حالى أنا والله مكنتش عايز أى حاجة من الدنيا غير أنى أفرح وأعيش سعيد مع الانسانة اللى أتمناها قلبى لكن دى حتى طلعت مجرد مسرحية بايخة ونهايتها مؤلمة.
أردفت “فيروزة” بدموع: علشان خاطرى متعملش كدا فى نفسك وقول الحمدلله وأرضى بقضاء وحكمة ربنا لعله خير ياعمرى وبأذن الله هتفرح وكل حاجة هتتصلح بس بالله عليك بلاش كلامك اللى بيوجع القلب دا حرام عليك نفسك يا أنيس.
أبتعد عنها قليلاً وقال: مش بأيدي والله ما بأيدي يافيروزة أنا موجوع ومش عارف امتى هيخلص كل الوجع دا ادعيلي ان ربنا يهونها عليا، ثم قام بضمها مرة أخرى لتمسد على رأسه بحنان أخوى.
****************
فى غرفة “عمر” و “طارق” كانوا يجلسون على مكاتبهم أرجع “عمر” جسده للخلف متكأً على الكرسى قائلاً بإرهاق: حرفياً أنا فصلت ودماغى بقت قد كدا من كتر المعلومات المتلخبطة دى.
أجابه “طارق” وهو يفرد ذراعيه بملل: الواحد تعب من كتر المذاكرة ف احنا ناخد بريك ساعة أو ساعتين وبعدين نرجع نكمل .
نظر إليه “عمر” الذى أبتسم بخفة: على أساس أن احنا كان بقالنا خمس ساعات بنذاكر دا احنا يأخى مكملناش ساعة حتى بس مش عارف ليه الواحد كل ما يجي يذاكر يحس بفرهدة من قبل ما يبدأ وبيبقي عايز ينام.
تثأب الأخر الذي قال: لا أحنا ناخد قيلولة أحسن.
– لا صحصح كدا احنا ورانا امتحان بعد يومين مش عايزين نسقط.
– ماتيجي نلعب بلاستيشن يمكن نفوق وخلى ماما أو مرات عمى تعملنا سندويتشات وعصير فريش ينعنشنا.
نهض “عمر” من مكانه وقال: خلاص اشطا أنا هنزل اقولهم وانت شغل الجهاز.
بعد دقائق دلف إليهم “معاذ” قائلاً: بتعملوا ايه يافاشلين.
أجابه “طارق” وهو يضع الطعام فى فمه وقال:
– كنا بنذاكر وبعدها زهقنا قولنا نأكل ونلعب شوية .
جلس بجانبه ليردف بسخرية: وماله ياعسل دا أنا هلعبكم على الشناكل يوم الامتحان.
نظر إليه “عمر” وقال: وحياة أبوك ياشيخ مش علشان مادتك تقوم جيبلنا الامتحان صعب خليك حنين معانا دا احنا حتى أخواتك.
– حنين ماتت ودفناها من زمان و بعدين مفيش الكلام دا ياحلو أنت وهو الشغل شغل والامتحان امتحان ماشى.
تحدث “طارق” بأستعطاف: إن شاء الله يخليلك عيالى ياشيخ متصعبش الامتحان احنا عايزين ننجح مش نسقط.
– أنا مش هرد عليكم عارفين ليه.
رد “طارق” و”عمر” فى آن واحد: ليه .
– علشان انتو عيال فاشلة ومستهترين بمستقبلكم وأنا بقا هفضل وراكم لحد ما تتعدلوا.
نظر إليه “طارق” وقال: تدرى ليش ماهرد عليك.
– ليش ياروح أخوك.
– لأنك زي أخويا الكبير مش أكتر.
– استغفرالله العظيم وربنا أنا غلطان مش عارف ايه اللى قالى أجى أقعد مع أتنين متخلفين زيكم.
أردف “عمر” قائلاً بملل: الواحد زهقان بشكل لا يطاق.
أجابه “طارق”: اه والله بقولك ايه متيجي نسافر اهو نفك الملل شوية.
نظر إليهم “معاذ” : لا والله هو انتو مش واخدين بالكم أن الامتحانات بعد يومين ولا ايه طب استنوا لما تتنيلوا وبعدها اعملوا اللى عاوزينه.
نظر إليه “عمر” : ما أحنا بنخطط من دلوقتى ياعم وبعدين يعني هو انت شايفنا لمين هدومنا وماشين.
– بحسب.
-لا متحسبش تانى بعد كدا متشوف ابن عمك ياعم طارق.
تحدث “طارق” ببرود: سيب الحمار ينهق وبعدين سيبك منه كأنه مش موجود.
أمسك “معاذ” المخده ودفعها فى وجهه: تصدق أنك متربتش.
– أعمل إيه ابويا وأمي مكنوش فاضين يربونى .
أبتسم “عمر” بخفة: ياعيني تصدق صعبت عليا كنت قولى يابنى وأنا كنت أخلى اللواء عامر يربيك.
نظر إليه “طارق” وقال بسخرية: ياعم أتنيل كان رباك أنت الأول وبعدين هو أصلا كان فاضى دا كان بيفكر ازاى يخلف الخلفة اللى بعدك.
وقف “معاذ” وقال: أنا أول وأخر مرة أجى أقعد مع أشكالكم ياشوية فاشلة.
فى غرفة “لارين” التى كانت نائمة بعمق على فراشها فتح باب الشرفة بهدوء شديد ودلف رجل ملثم لا يظهر من وجهه سوى عيناه، نظر بخبث الى تلك السكينة التى يحملها بيده ثم تقدم منها بخطوات هادئة ليقف بجانب الفراش، نظر حوله وهو يتأكد من أن المكان آمن لا يوجد به أحد لحظات وبدأت “لارين” تتحرك قليلاً فى نومتها بعد شعورها بالقلق فركت جفنها بضيق، وفتحت عينيها الناعسة ليتسع بريقها بصدمة وهى تنظر إلى ذاك الملثم الذي يقف بجانبها ويحمل سكيناً، ثوانٍ وصرخت عالياً بذعر عندما رأته يرفع السكين ويسقط بها نحوها ليغرزها..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مذكرات فيروزة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى