روايات

رواية محكمة الحياة الفصل الثامن عشر 18 بقلم مروة البطراوي

رواية محكمة الحياة الفصل الثامن عشر 18 بقلم مروة البطراوي

رواية محكمة الحياة الجزء الثامن عشر

رواية محكمة الحياة البارت الثامن عشر

محكمة الحياة
محكمة الحياة

رواية محكمة الحياة الحلقة الثامنة عشر

تعالت ضحكات جميله و هي تغيظه قائله
-و انت مش فوقت التوقعات في التمثيل،صحيح تعلب و التعلب فات فات و في ديله سبع لفات،أه منك يا مكارتحرق دمي و عايزني أرجع معاك.
-و مين قالك اني مش تعلب،هو أنا لو مش تعلب كنت عرفت أوقع واحده بالجمال ده،بس الشهاده لله انتي اللي موقعاني و من زمان أوى.
تقدمت منه تعبث في أزرار قميصه بدلال قائله
ماشي يا متر،و لا أقولك يا باشا،علي سبيل يعني انك كان نفسك تبقي وكيل نيابه،بس تعرف مكر و لؤم المحامين أحسن بكتير من وكلاء النيابه.
-يا جميلة حوار وكيل النيابه ده كان والدي هو اللي عاوزه مش أنا يا حبيبتي،أنا عاجبني شغل التعالب علشان ألاعب بونبونايه زيك بحب البونبون.
-بعد كده لو قلتها تاني هكرهك في صنف البونبون هخليك تشرب حشيش بداله،مفيش بونبون غيرى،و سيباده المحامية تروح تدرب عند غيرك.
-طب ما أنا نفسي في البونبون النهارده،ما تخليني أخد واحده ،الصنف شاحح بقاله ياما،و بكره ان شاء الله هبتها مكتب واحد صاحبي متقلقيش.
ردت عليه جميلة بتمني قائله
-ياريت تبعتها دلوقتي،علشان في بونبون و شيكولاته و مكسرات و في حاجات كتير،بص الشقه دي أنا متفائله بيها و شكلي هقعد فيها علي طول.
-طيب خدي راحتك لغاية ما أخرج أرتب أمورى بره و أجيلك و أبعت أجيب ديلفرى و اللذي منه،و انتي كلمي سياده المستشار طمنيه عليكي.
ابتسمت جميله قائله
-سلام مؤقت يا بيبي هدخل أخد شاور و انت طمن بابا مش فايقه لأسالته و أسالة ماما و متنساش تطمن جدائل و تشكرها حقيقي صاحبه جدعه.
-ماشي يا نور عيني،خدي بالك اطفي المكيف قبل الشاور مش عايزك تبردي اليومين دول،أنا محتاجك و محتاج أعوض اللي فاتني كله.
قبلت جميلة أكمل و من ثم خرج لتستلقي هي علي فراشه و هي لا تصدق نفسها أنها سامحته بهذه السهوله و هذا هو حب جميل
الأمر بينهم كان معانده نفسية لا أكثر،روحه المحطمة بسبب الأوراق التي انتزعت منه كانت تقيد جسده أن يذهب نحوها،ما زالت عيناه بها حزن له أثر كبير،لأنه لم يعرف من السارق الحقيقي،يشعر أنه ليس له نصيب من السعاده الصافيه،لقد انكمشت روحه داخله.
عند كمال و كاميليا
يشعر كمال بخطب ما خاصه أن أكمل دائما يتحاشي النظر نحوهم و عندما يسأله ما به يحاوبه
-كويس.
الاجابه تكون بكل سلاسه،اضطر كمال الي أن يسحب جدائل لعلها تبوح بالسر وراء تغير أكمل و بعده عن المنزل و لكنها دائما كانت تتلوى من الاجابه حتي لا يصل الأمر لكامل والدهم،دائما ترد بنبرة هادئه
-انت عارف ان جميلة مزعجه،غصب عنه أخدها وراحوا سكنوا لوحدهم.
دلف كمال الي غرفته يجد كاميليا تصلي و تختم صلاتها
-صليتي لوحدك؟كنتي استنيني مصلتش العشا في المكتب كان عندي قضية متعبة نفسيا،و مش عارفه الاقي ليها حل،الظاهر الواحد هيعتزل.
-الحمد لله انك بتفكر في القضيه من الجانب النفسي مش بتبقي عايز تكسبها و خلاص،احمد ربنا علي نعمة الضمير الصاحي،بس ده كله ميعطلش عن الصلاة.
=ربنا يسامحني،أنا فيا أخطاء كتير،أنا نفسي مش قابل نفسي،و عارف ان ربنا مش قابلني ،بس بيعطيني فرص و أنا غبي بضيعها من ايدي.
-يا حبيبي ليه بتقول كده،هو انت عملت حاجه غلط،بالعكس أنا شيفاك أحسن واحد في الدنيا،طول عمرك غير عمي و أكمل،عندك حتة القلب الصافي.
ابتسم لها كمال قائلا
-تلات أسابيع غيروا فيا حاجات كتير،أنا كان لازم أتجوزك من زمان،تعرفي ان لحد دلوقت مش مصدق اننا تحت سقف واحد،حاسس انه حلم.
احتضنته كاميليا قائله
-أنا حقيقه و هفضل ديما حقيقه في حياتك يا حبيبي،أنا فعلا مش مصدقه نفسي ان في يوم و ليلة بقيت ملكك،و بدعي ربنا يديمك نعمة في حياتي.
أحاطها كمال بذراعيه قائلا
-كل اما أفتكر انك كنتي هتبقي لغيرى حتي لو كان غيرى ده أخويا بتجنن،أنا كنت هطفش من البلد و مكنتش هرجع تاني حتي لو كامل الزيات أمر بعكس كده.
-كنت هتعمل ايه لو مظهرتش جميلة في حياتنا،حتي لما اتجوزنا جميلة اختفت،حتي لو كانت راحت سكنت مع أكمل في شقه تانيه رغم اني مش مقتنعه.
-كل اللي أعرفه و من جدائل انه شايف انها بقت مزعجه و خصوصا علي بابا فأخدها و بعدها،أنا كمان مش مقتنع ،حاسس انهم مش مع بعض,
ربتت كاميليا علي صدره قائله
-انت كنت قريب منها أوى،و أكتر واحده فاهمه أكتر من أكمل،ايه رأيك تروح أو تتصل بيها،هي مش بترد عليا،هترد عليك زى ما بترد علي جدائل.
-الحمد لله ان جدائل موجوده في النص،بس برضه يا كاميليا حاسس ان جدائل مخبيه حاجه كبيرة،هي ايه مش عارف،و ايه اللي حصل ليلة فرحنا.
احتضنته كاميليا قائله
-فعلا معاك حق،لدرجه اني حسيت اني نحس،ربنا يستر احساسي ما يطلعش صح،بس ليه مش بترد عليا،انا بحبها جدا،و الغريب أونكل كامل ساكت.
-علي فكرة كل ده مأثر عليكي و مناقشة الماستر بتاعك قربت،و انا مش عايز يكون وشي وحش عليكي،ركزى انتي و ملكيش دعوة بيهم.
ابتسمت كاميليا بسعاده قائله
-و أخيرا حقق حلمي و من بعدها أجهز للدكتوراة،بحبك أوى يا كمال،خصوصا لما عرفت انك انت اللي خليت أكمل يقنع أونكل اني أخدها.
-بكره ان شاء الله تنزلي الكلية و لو محتاجه كل يوم تروحي مفيش مشاكل،أنا بفكر أخد أجازة من المكتب و أتفرغ ليكي،فرصه أصفي ذهني.
-لااا مش للدرجه دي يا حبيبي،بطل هروب بقي،من امتي بقيت كسول كده،عايز أونكل كمال يقول انك من يوم ما اتجوزتني و أنا مقعداك جمبي.
ابتسم لها كمال ابتسامة جذابة قائلا
-ربنا يباركلي فيكي يا حبيبة قلبي،يقول اللي يقوله،طول عمره منتقدني و شتيفني أقل حتي من جدائل،بحس اني زى جميله،الكل مستقل بيا.
-ده انت نور عيني،ربنا يبتركلي فيك،مين ده اللي يستقل بيك يا كموله،أنا طول عمرى شيفاك جاجه كبيرة بنفسك الصافيه،و بحب جميلة علشان شبهك.
تذكر كمال شيئا ما
-علي فكرة عيد ميلاد أكمل بكره،و طبعا المتر مش بيحب يحتفل بأعياد ميلاد،تفتكرى جميلة تعرف عيد ميلاده و لو تعرف هتهتم تحتفل بيه؟
اندهشت كاميليا قائله
-طب و جدائل مش هتقولها؟و لا هتخاف من رده فعل أكمل،مش عارفه في ايه بجد،ديما معقد المواضيع مع انها أبسط ما يكون،ربنا يهديه.
-بابا لما جاب نتيجته في الليسانس أنا فاكر الموقف كأنه امبارح و سبحان الله كان يوم عيد ميلاده و ليه و ليه انه جايب مقبول و هيبقي محامي.
-ربنا عوضه و سعده و بقي من أحسن المحامين ،علي فكرة أكمل من جواه عايز يتغير علشان كده اختار جميلة تغيره،احنا لازم نوجهها .
-أنا حاسس انها كمان بتحبه،بس هو ديما بيصدهانبس أنا لازم أعرف ايه اللي حصل يوم فرحي،تفتكرى ممكن يكون اتجوزها مؤقتا لحد ما احنا نتجوز.
-الحمد لله يعني مش احساسي لوحدي،طيب بص بقي سيبه عليا، أنا هعرف أقرره،و انت عليك جدائل و جميلة لازم تعرف ايه اللي حصل.
لم ينتبه كلا من هشام المرشدي و قدرية الي غياب جميلة حيث كان هشام منشغلا بالتلفاز،و قدرية بالمذياع و مع كلمات ابنها المدونة و شتائمه المتكررة و نقده المستمر لكل من حوله و اعتراضه علي الحياه نفسها،لم تنتبه يوما أن ابنها بهذه الفظاعه،تأكدت الأن أن الخيبه كبيرة ،أما أكمل الذي احتضن زوجها و ابنتها حتي هي لم يكن خيبة علي الاطلاق،بل هو جبر كامل لجميعهم،يسطو علي الجميع بحبه و عطفه و سخائه،استطاع بعبقرية أن يبقي ابنتها تتلهف للقائه،تعتقد الأن أنها بأحضانه و تتمني ذلك،يا الهي كم تغير احساسها و مشاعرها نحوه،أحيانا نحتاج الي الهدوء لكي نفهم بعضنا البعض،أما عن الهجوم يفقد رونق الأشخاص و الأشياء ،أغلقت المدونه و أخذت تدعو لهم.
كانت نائمة علي جانبها الايسر في مقابلته و هو يداعب خصلات شعرها يحاول ايقاظها لترد عليه بصوت ناعس
-انت مين،انت جيت تاني في الحلم،طب هتيجي امتي في الحقيقه،كل يوم أحلم بيك بتصحيني و لما أفوق أكتشف انها ماما،لدرجه اني مش عايزة أفوق.
تعالت ضحكات أكمل قائلا
-ههههه ،طبعا عارف احساسك ساعتها بتكوني متغاظة جدا لأن الحلم طلع كابوس،انما مامتك محاولتش تسألك ليه انتي بعيده عني و لا عرفت.
-طب ليه كده بس السيرة دي يا أكمل،بص يا سيدي هي عرفت من بابا بس محاولتش تتكلم في الموضوع ده معايا لكن كل شويه هتروحي امتي.
-ايه ده انتي بتتكلمي عن مين مامتك،طب معرفتيش ليه سر التغير الغريب ده،العجيبة انها مش بتيجي تزرك و الطبيعي تشتاقلك و ما تصدق.
-الصراحه لا،أنا سالت بابا ماما ايه اللي غيرها كده،يقولي اسكتي و ربنا يستر من قلبتها علينا،فأنا بصراحه بعمل بنصيحته،أكمل انت شاكك في حاجه؟
-طب ليه بقي مفكراني شاكك،تقصدي يعني من بعد كلام الزفت غسان،ما أظنش ان مامتك هتعصر علي نفسها كيلو لمون و تتقبلني علشان تنتقم.
-بحب ديما لما بتكون هاديه معايا و مع بابا و متقبلانا بس بخاف زى بابا،ربنا يستر يا أكمل،أنا طول عمرى بخاف أفرح،الدنيا قلابة و مش عادله.
-الدنيا ملل بس لما بيكون فيها جميلة زيك ميتزهقش منها أبدا،بالنسبه لماما بلاش نستعجل الأحداث أكيد في سر و هتبوح لينا بيه،اصبرى.
-دي حاجه جميلة انك متزهقش من دنيتك علشان أنا فيها،أنا كمان مكنتش حابة الحياه لغاية ما انت كملتها،مش هنكر اني بخاف بس انتي بتعطيني الأمان.
-بموت فيكي يا جميله ،بحبك و بحب جنانك،و مقدرش أتخيل حياتي من غيرك،لسه زعلانه مني؟لو زعلانه أصالحك،أنا مش ورايا حاجه.
عضت جميلة علي شفتيها بخجل قائله
-أكمل مش انت لسه مصالحني؟و لا ناوى تزعلني تاني علشان تصالحني،تعالي نتصالح علي طول و نحقق المثل اللي يقول ما محبة الا بعد عداوة.
-ما هو أنا لو قلت لك بكره ايه انتي هتصالحيني و تجبيلي هدية كبيرة،بس و الله ما انتي مكلفة نفسك انتي كلك علي بعضك كده هديتي،مش أنا عيد ميلادي بكره.
تفاجئت جميلة و انتفضت قائله
-بتتكلم جد طب ليه جدائل ما قالتش ليه،أها علشان كده كل يوم ما تحاولش تجيب سيرتك و امبارح بالذات فضلت تلف و تدور و تفهمني انك تعبان،لحظة أكمل انت طمنت بابا عليا؟
-من ساعه كده كلمته و انتي نايمة كان بيتفرج علي التلفزيون و لا علي باله،الظاهر عارف جنانك و عارف انك ممكن ترجعيلي في أي وقت.
ابتسمت جميلة بسعاده قائله
-و الله يا أكمل الواحد مش عارف يودي جمايل جدايل فين،يعني هي عملتلك أحلي مفاجئه و أنا كمان المفاجئة الأحلي هو رغبتك بالاحتفال.
-عايزك بكره تبقي ملكة متوجه علي عرش أكمل الزيات،و أنا بكره من ايدك دي لايدك دي كأنه عيد ميلادك،خلينا أنسي أي ذكرى وحشه.
-أنا متلخبطة أولى يا أكمل،انت بجد بتحرجني بحبك،ازاي مكنتش قادرة أحبك و انت بالجمال ده،كلامك الدبش بقي أجمل كلام في العالم.
تعالت ضحكات أكمل قائلا
-هههه،لا بس الشهاده لله اللخبطة ما بينا حاجه غير لخبطتك بره،و بصراحه أنا بحب أقرب منك علشان أشوف اللخبطة دي فيكي،بطلي كلام بقي و تعالي أقولك مفاجئة كمان.
عندما علم والدها برجوعها عقد حاجبيه بعبوس من هذا الانقلاب المفاجئ من النقيض الي النقيض الاخر في يوم و ليلة و هذا الا نقلاب خطير حقا عليها،دائما والدها لا يستجوبها عن تغير انفعالتها الا أن هذه المرة تغير كل شئ،ذهبت لتجمع ملابسها من منزل والدها فاستدار نحوها ينظر لها مباشرة قائلا
-رجعتي له ليه؟
عليها الأن أن تعترف لوالدها هو الأخر عن سر رجوعها و لكن ماذا تقول ستقول أن أكمل خطف قلبها و لا تطيق العيش بدونه.هو الوحيد القادر علي تشتيت انتباهها بعد أن كانت تبحث عن السلام النفسي فقط و لكنه باحترافية ثبتها باتجاه واحد ألا و هو اتجاه قلبه.بالرغم من كل الحالات التي مرت بها،هو حقا مختلف.
ابتلعت جميلة ريقها سريعا و أردفت بعفويه صادقه
-أول و أخر مرة هسيب فيها أكمل.
كان يريد أن يكمل حديثه معها و لكن أتاه اتصالا هاما فمن ثم تركها و ذهب الي صاحب الاتصال و هاتف في طريقه أكمل ليأتيه علي وجه السرعه.
طرق أكمل الباب و دلف يصافح هشام قائلا
-مساء الخير يا سياده المستشار،معلش اتأخرت عليك كان عندي مرافعه مهمه و مكنش ينفع تتأجل،خير ايه الموضوع المهم اللي حضرتك عايزني فيه.
-أهلا يا أكمل ،اتفضل ،ارتاح،الصراحه مش أنا اللي كنت عايزك،واحد غيرى و مينفعش لا يجيلك البيت و لا الشغل و لا حتي انت تروح شغله.
و من ثم أشار الي من يجلس خلفا و استغرب من وجود هذا الشخص تحديدا ترى ماذا يريد
-خير يا سياده المستشار ،ايه الحاجه المهمه و الجديده اللي هيقولها ليا الدكتور نعمان،و بخصوص ايه صلا،أنا مفيش بيني و بينه أي علاقه.
-لا في طبعا أنا زميل الدكتورة جدائل أختك و الدكتورة جميلة حرمك،و عارف ان جدائل حكيالك عني كل حاجه،أومال أنا وسط بينا المستشار ليه.
-اتفضل يا دكتور قول خير عايز تقابلني ليه،و خد بالك أي مواضيع تافهه أنا مليش فيها،حوار شكوى من جميله ميخصنيش هي تعمل اللي تعمله.
-الدكتورة جدائل و جميلة في خطر،غسان داخل تحدي كبير مع المافيا الدوليه انه يلبسهم قضية مخدرات ،من النوع اللي بتتحط في الدوا و المحاليل.
انتبه أكمل و أنصت الي نعمان قائلا
-ازاي يا نعمان،و انت عرفت منين كل ده،و تعرف منين غسان أصلا،و ليه مبلغتش ،افرض أصلا المصيبه حصلت هتتكلم بعد ما خربت مالطه.
-هو متفق معايا يدمرهم سوا،و علي فكرة دي طريقه الانتقام الجديده اللي حطاها سينفرو بعد ما اتأكد من ولائه انت عارف انه علي علاقه ببنته.
اندهش أكمل قائلا
-سينفرو!!!تاني مرة ما هي الخيانه في دمهم،و انت عرفت سينفرو انت كمان و الله عال،مع اني توقعت انه هيلعب علي جدائل بس الظاهر طلع ذكي.
-أكيد عن طريقي هيتم كل حاجه،أنا بالنسبه لجدائل و جميلة شخص عبيط استحالة هيشكوا فيا ،علي فكرة أنا متراقب،بس أنا مفهمه اني موسط سياده المستشار علشان أخطب جدائل.
نظر اليه أكمل بتفكير قائلا
-حاسس انهم بيشتغلوك ،استحالة يستخدموا واحد زيك علشان يوصلوا لجميلة و جدائل،مش عارف أصدق و أخد احتياطي و لا أفكني و أفكر ان الضربة هتيجي من اتجاه تاني.
عقد نعمان ما بين حاجبيه بتفكير هو الأخر قائلا
-ممكن ليه لا لأنه قالي متفكرش نفسك مهم،أنا وصلت لبيت أكمل و أخدت الأوراق اللي تخصني بس مش دي المهم لازم جدائل و جميلة ينتهوا.
وقف أكمل و استدار حول مكتب هشتم و وقف قبالته يبتسم له قائلا
-يعني زى ما انت قلت يا سياده المستشار في حد من بيتي مطلوب منه يخلص من جميلة بس أنا متأكد ان جدائل مش في الليله،موضوع جدائل ده تمويه.
-قصدك ان ده كله تمويه للتخلص من جميلة و بس،معني الكلام ان فكرة جميله انكم تكملوا حياتكم في الشقه أفضل بكتير من الرجوع،صح كده.
هز أكمل رأسه بتأكيد قائلا
-بالظبط كده يا سياده المستشار،لو فرضا ان تخمينا صح يبقي الصح وجود جميلة في الشقه أفضل،أما بالنسبه للي قاله نعمان برضه نحطه في عين الاعتبار.
-طيب غسان كده استفاد ايه لما دخلني في القصه دي طالما في حد عندك في البيت ممكن يخلص الموضوع علي اكمل زجه،ده كمان عايزني أخطب جدائل و من زمان .
-أولا انت لما تخطبي أختي يعني هتيجي البيت كتير و اللي جابله الورق زمان هيجيب له ورق كتير و انت اللي هتلبس لأنك الغريب،ثانيا رغبتك زمان انك ترتبط بجميله.
-لا معتقدش،الصراحه هو طلع معندوش أدني علم بحوارى مع جميله،كل كلامه اني لازم أقرب من جدائل بأي ثمن،و اني لو رفضت أنا اللي هلبس الليلة.
هز أكمل رأسه بتأكيد قائلا
-و ده يأكد احتمالي الأول،في شخص بيجيب الورق له و هيجيب له أكتر،طبعا حوار ان جميلة اللي بتسرق فشنك،انما انت هتتثبت عليك.
-و الاحتمال التاني ممكن يكون يعرفه ما هو اللي بيجيب له الورق أكيد حاكيله حوار زى ده،أنا بجد مش خايف علي نفسي و بس بالعكس خايف عليهم.
-يبقي لازم ترتبط بجدائل فعلا لو انت عايز تساعدهم حقيقي،دخولك و خروجك عندها هيخليني أراقب كويس مين بيدخل مكتبي لأنه هيلعب في الوقت ده.
-محامي عقر بصحيح يا واد يا أكمل عرفت تشقلب كيان القضيه قبل ما تتعمل،ذكاء تعلب بصحيح،مش بقولك كان نفسي تكون ابني يالا.
-بتعلم منك يا والدي الروحي،أقصد يا سياده المستشار و مجال الشغل ده علمني كتير،و شاكر لفضلك عليا في حاجات كتير،اتعلمتها منك.
نظر له نعمان باعجاب قائلا
-بجد أنا مذهول يا متر أكمل،بس ازاي هنقنع جدائل بحوار الخطوبه ده،يعني هنقول ليها الحقيقه،أصلها عمرها ما هتصدق اني معجب بيها.
ابتسم أكمل بثقه قائلا
-اتعلم ما تحطش النهاية قبل البداية،ابتدي الموضوع خطوة خطوة،و بعدين جدائل مش أي بنت،دي عاقله و لو عارفه ان الموضوع فيه مصلحه هتشارك
-عندك طريقه تقولها يعني،علي فكرة انت برضه مش فاهم قصدي،أنا فعلا معجب بالدكتورة جدائل،بس لا هي و لا انتوا هتصدقوني،و هتفكروني بشتغلكم.
وقف أكمل يتظر اليه بأريحية و بدأ يتحدث له بجدية قائلا
-احنا هنخلص مهمتنا و بعدين نشوف موضوع اعجابك ده بعدين،لازم دلوقتي غسان يصدق اننا صدقناك،حتي جميلة نفسها لازم تصدقك.
-بس يا متر الدكتورة جميلة دي أول واحده مش هتصدقني،و هتشك في جدائل ان في حاجه مخبياها ورا ارتباطي بيها،بصراحه اللي يعينك.
-عارف،بس خلي بالك انت بس من نتيجه أفعالك،و ان شاء الله هتعدي،و طبعا سياده المستشار في ضهرنا،فيعني مفيش أي خوف و لا غلطة.
-معاكم و في ضهركم،علشان لما نخلص منهم أقدر أخد عزايا في ابني الوحيد و أقدر أحط عيني في عين قدرية علشان ترتاح من العذاب.
نظر له أكمل باهتمام قائلا
-طبعا الست قدرية دي أهم عنصر لازم يرتاح،متقلقش المرة دي هنخلص من كل حاجه،هما دقوا المسمار الاخير في نعشهم اللي عندي.
انتبه نعمان له قائلا
-الا قولي يا متر هو انت لسه عندك أوراق غير اللي أخدوها أهم يعني من الأوراق دي و اللي سرقهم ليه مسرقهمش كلهم مش حاجه تحير.
-مفيش حد يعرف أنا بحط الورق المهم فين ،حتي أبويا صاحب البيت ميعرفش،أنا مش مغفل،بس مش هنكر ان اللي سرق ساب أهم ورقه.
-طبعا عملت بنصيحتي زمان يا أكمل لما قلت لك ،اعمل حسابك مفيش حد يعرف عنك حاجه حتي لو الحاجه دي متخصكش،بس خد بالك.
-كله تمام يا سياده المستشار لا تقلق،و مش يمكن كنت حاطط في دماغي ان ده يحصل و سبت الورق ده يتسرق بمزاجي علشان أعرف مين الخاين.
ابتسم نعمان قائلا
-تمام يا متر،أمشي أنا بقي و منتظر منك تليفون تقولي فيه مبروك يا عريس،الله كان نفسي أسمعها من زمان و تخيلت متحصلش،اهي حصلت.
ابتسم أكمل له قائلا
-اوعي تتكلم مع جدائل في حاجه قبل ما أقعد معاها و أفهمها،و بعدين ما تفرحش أوى ده كله تمثيل لو حقيقه استحالة جدائل توافق عليك .
-حاضر يا متر و ان شاء الله هيبقي حقيقه مش تمثيل و بكره هتشيل الشمعه في فرحي و هتشوف،المهم نخلص من غسان و المافيا و يبقي جواز رسمي.
تركهم نعمان و رحل و أكمل ينظر في أثره في سعاده قائلا…..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية محكمة الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى