رواية ليتك كنت سندي الفصل الثامن عشر 18 بقلم أسماء عبد الهادي
رواية ليتك كنت سندي الجزء الثامن عشر
رواية ليتك كنت سندي البارت الثامن عشر
رواية ليتك كنت سندي الحلقة الثامنة عشر
عندما استمع لما قاله الطبيب، أغمض أعينه في أسى لا يدري أيفرح بما فعله ابنه أم يحزن لأجله … أخذ نفسا عميقا يخرج مع هواء الزفير كل الوجع الذي يعتلي صدره مرددا الحوقلة لا حول ولا قوة إلا بالله … استرها معانا يارب
استعد خاله “إبراهيم ” ليذهب معه لحتى يقف جوار ابن اخته في شدته عله يستطيع أن يخرجه منها
أنا جاي معاك يا ماهر
ليهتف والده بينما ينهض من كرسيه وأنا كمان جاي معاك يا ابني … مش هنسيبك لوحدك
هتف هو بأعين ثابتة متحدثا بحدة، كي يمنعهم من الذهاب معه لا … مش عايز حد معايا .. أنا هروح معاهم لوحدي
قالها ثم نظر لأخته بغير القلب الذي كان هو عليه معها دائما
لتفر منه دمعة متمردة مكنتش عايز أمشي قبل ما استسمحك يا قطتي البريئة ااه إنتي قطتي البريئة فعلا ماجد كان معاه حق لما سماكي قطته .. أنا مش عارف إزاي كنت أعمى للدرجة دي
قبل رأسها بحنان بالغ وكأنها مولود خرج من بطن أمه للتو
سامحيني يا حبيبي.. أنا جيت عليكي بالقوي… يمكن السجن
يكون عقاب ليا على اللي عملته معاكي وبكدا أكون انتقمتلك
من حسن الكلب ده ومن نفسي كمان
في تلك الأثناء … استمعوا لصوت طرقات على الباب ليدلف
منه الشرطي
ماهر فهمي موجود هنا !!!
انتصب ماهر واقفا مجيبا بهدوء
ايوة أنا يا حضرت الظابط
طيب اتفضل معانا .. إنت مطلوب في القسم
إزدرد فمي وابراهيم ريقهم من الخوف على ماهر وما ستؤول إليه أمورهم
بينما تقدم ماهر بجمود شديد نحو الضابط
حاضر . نادى الضابط العسكري الذي يقف بالخارج
يا عسكري خده على البوكس يلا. ليتقدم منه العسكري واضعا الكلبشات في يده، لتصرخ سناء
بعويل
ياااالهوتي. ليرمقها ماهر بحدة قبل أن يغادر مع العسكري الأسفل ششش…. بتعملي إيه … إياكي تصوتي .. مش عايز أسمع نفس حد فيكم بيصوت لا هنا ولا ف البيت ووصي أمي بكده.
ابصرته يرحل مبتعدا عن المكان مع رجال البوليس… فتنفست براحة وكأن وجوده يسحب الهواء التي تتنفسه
اااووف.. أخيرا أرتحت منه.
عرفت أنها فرصتها للتقرب من ماجد مرة أخرى فتقدمت
نحوه قائلة بصوت جعلته مائعا غير مناسب للموقف البتة
ازيك يا ماجد .. محتاج حاجة اعملهالك
ليرمقها ماجد بازدراء فما كان ينقصه وجود تلك الفتاة
السمجة” ملك”
لذا هتف متجاهلا ما قالته مديرا وجهه تجاه والده وخاله
وكأنها لا تقف جواره من الأساس
بابا… اتفضل روح ارتاح انت وخالي واطمنوا على ماما .. وأنا
هفضل هنا مع رهف
أراد فهمي أن يبقى جوار ابنته فلا يتركها في حالتها تلك لذا هتف أنا هخليني معاك هنا يا ماجد.. مش هسيب بنتي في حالتها دي واروح
يابابا أنا معاها متقلقش.. وبعدين حضرتك تعبان ومحتاج ترتاح.. علشان بكرة تروح تطمن على ماهر وتقومله محامي وتشوفوا الدنيا هتمشي معاه إزاي هناك ربنا يسترها ويعدي منها
هتف ابراهيم واضعا يده على كتف زوج أخته
ماجد معاه حق … ورهف كدا كدا نايمة ومش حاسة بينا ربنا يقومها بالسلامة يارب … تعالى نروح علشان نشوف
هنعمل إليه في المشكلة اللي ماهر ابنك وقع نفسه فيها
لم يجد فهمي بد من أن يعود مع إخوة زوجته إلى المنزل .. حتى يتسنى له التفكير في حل لمشكلة ابنه الشائكة.
هتفت ملك التي لم تبرح مكانها بجوار ماجد بعد والتي لم ينتبه ماجد أنها مازالت واقفة جواره
إيه رأيك أفضل معاك هنا يا ماجد .. علشان اطمن على رهف
وأكون جنبها لو احتاجت أي حاجة
ليرمقها ماجد بنظرة صارمة
روحي معاهم يا ملك .. أنا مش محتاج حد معايا .. أنا اعرف
كويس أخد بالي من أختي.
كادت أن تنطق بالحاح لتبقى معه لكن نظراته الصارمة منعتها
من التحدث ببنت شفقة واتجهت مغادرة مع أمها بصمت
حانق.
وصلوا إلى المنزل ليبصروا سوسن مازالت تجلس مكانها لم تتحرك منه وما إن رأتهم يدلفون المنزل حتى هتفت بنبرة
جامدة
خلاص دفنتوها!! ليحملق بها فهمي باستغراب
دفنا مين؟؟
ليقترب ابراهيم من أخته محاولا جعلها تصمت ولا تتحدث
فقام بنغزها في كتفها
اسكتي إنتي بتقولي إيه
لتزيح يده بضيق
ابعد كدا يا ابراهيم… فين عيالي .. فين ماجد وماهر .. اوعوا يكونوا زعلانين عليها .. أهي غارت وأخدت فضيحتها معاها
لم يتحمل ابراهيم ما تقوله فقام بنهرها بصوت عال.. بينما فهمي يقف يستمع لما تقوله ولا يفهم عن أي شيء تتحدث بس بقى اسكتي مش عايز أسمع صوتك
تحدث فهمي بتيه وكأنه في واد آخر سوسن بتتكلم عن إيه تحدث ابراهیم بابتسامة مزيفة ولا حاجة يا جوز اختي .. ادخل انت ارتاح بس وانا هقعد
هنا مع إخواتي
لتنهد فهمي بتعب فهو بحاجة الي الراحة فعلا
ماشي البيت بيتك يا ابراهيم .. هريح ساعة زمن بس
وارجعلك
ربت ابراهيم على كتفه
خد راحتك … هتفرج أن شاء الله
وما أن ذهب فهمي لينال قسطا من الراحة حتى هب ابراهيم
في اخته مؤنبا إياها ايه التخاريف اللي بتقوليها دي… رهف مظلومة ومعملتش حاجة من الافترا اللي اتقال عليها ده.
وقال بقص الحقيقة كاملة على مسامعها كما أخبره زوجها
أثناء عودتهم من المشفى
لتشهق سوسن مغتاظة من ابنتها اااه يابنت الايه يا غبية .. طول عمري بقول عليها عبيطة وهبلة … يا مين يلا يمني عليها دلوقتي
استغرب ابراهیم رد فعلها ورفع حابه بتعجب لصنيع أخته انتي بتقولي ايه يا سوسن !!… ده بدل ما تزعلي من اللي عملتيه ف بنتك والاذية اللي هيه اتعرضتها علشان تحميكم
لتهتف سوسن بغضب دي بنت عبيطة وتستاهل اللي جرالها … بقى بالزمة في وحدة عاقلة تسكت على اللي بيتقال في حقها ده وكل ده قال إيه علشان تحمي أهلها.. يا شيخ تتوكس الموكوسة.. هو في حد يرضى يفضح نفسه بالشكل ده إلا العبط اللي زيها … طب كانت قالتلنا وإحنا نتصرف .. سكوتها مش منطقي وغايظني … اااه يا ياني .. حتى بعد ما عرفت الحقيقة فرساني بردو يابنت بطني إنتي عايزة تموتيني بالحيا.
لم يستطع ابراهيم فهم عقلية أخته فهب من مكانه مختنقا
من تصرفات اخته لا إنتي غريبة أوي يا سوسن .. إنتي إزاي مش فارق معاكي اللي حصل لبنتك.
هتفت سوسن وكأنها لم تسمع ما قاله أخوها فهتفت متسائلة
الوقتي ماجد لابد لأخته في المستشفى.. أومال ماهر حبيبي
فين؟
لتهتف سناء بحسرة اسكتي ياختي ماهر راح ف داهية… ابنك قال إيه حب يعمل فيها بطل وراح قتل حسن بسبب اللي عمله ف رهف وودى نفسه لحبل المشنقة .. ويا ميلة بختلك في خطيبك يا ملك
يا بنتي.
ضربت سوسن على صدرها بفزع يالهووووي!! ابني … ضنايا .. هيروح مني… كان مكتوبلنا ده كله فين ياربي… يا ماهر يا حبيبي …اااه يا ماهر.
حرك إبراهيم رأسه أسفا على قلب أخته فهي لا تحمل ذرة شفقة على ابنتها المسكينة رهف وما تهتم به فقط هو ابناءها الذكور ، لذا هتف مستاءا لينهرها لتكف عن النواح والعويل بس بقا اسكتي… جوزك جوا دخل يرتاح سيبيه ينام شوية .. ده الراجل شوية ويطب ساكت من الزعل بسبب اللي حصل لرهف
لتهتف سوسن بغضب وغيظ كله بسببها … دايما هي مصدر الهم اللي ف البيت هروح اصحيه علشان نطمن على ماهر ابني أنا
هدر بها ابراهيم بغضب عارم
لا إنتي زودتيها أوي… قسما بالله لو مكنتيش اختي الكبيرة
لكنت وريتك شغلك… اقعدي هنا وسيبي الراجل يرتاح
وياريت مسمعش صوتك خالص… والله رهف خسارة فيكي يا
شيخة
قالها وهو يدلف لشرفة غرفة الضيوف شاعرا بالاختناق من
أخته وتصرفاتها القاسية مع رهف … هو ظن أنها تغيرت لكنها
كالسابق تعامل ابنتها بقسوة تخلو من الحنية.
ابتسمت ملك بشماتة في رهف فبالرغم من الحقيقة مازالت أمها مغتاظة منها لذا هتفت بلا مبالاة ماما أنا تعبت وعايزة أروح يلا نمشي
لتهتف أنها بأعين متسعة نمشي نروح فين وخطيبك محبوس !!! نمشي ونسيب خالتك لوحدها ؟ يخص عليكي يا ملك
لوت ملك شفتيها بغيظ وقالت بينما تهم للتوجه لأحد الغرف يووه.. طيب أنا هدخل أشوف أي أوضة ارتاح فيها… وبالطبع توجهت لغرفته نعم هو بعينه… توجهت لغرفة ماجد لتنام بها .
بينما هو ينظر إلى عينيها المغمضتين بألم والتي يغطيهما السواد من المعاناة التي تعرضت لها … استمع لها تأن من الألم بينما تحرك جفون أعينها تحاول فتحهما بصعوبة ومع كل حركة من جفنها يزداد صوت ألمها…..
هب من مكانه فزعا وأمسك بيدها باشفاق شديد وكأن كل
أهة تصدرها أخته سوطا ينخر في ظهره فيدميه بشدة
رهف حبيبتي… مالك… حاسة بإية
لم يجد إجابة بل استمرارها بالتوجع والألم فما كان منه الا أن
ضغط زر استدعاء الممرضة التي أتت في الحال
خير في حاجة يا أستاذ .. الأنسة رهف فاقت
ليتحدث ماجد بخوف مشيرا إلى أخته
من فضلك استدعي الدكتور آدم بسرعة.. رهف شكلها بتتألم
أوي
لتهتف هي بهدوء
يبقى الظاهر مفعول المسكن خلص.. حالا هحط لها مسكن
تاني متقلقش
لكن قلق ماجد لم يزول وأصر عليها أن تحضر الطبيب والذي أدى على الفور ليطمئن على رهف والتي أصبحت حالتها جل
اهتمامه فهو يتعاطف معها كثيرا
أتى وعلى وجهه آمارات القلق من أجلها، لينطلق نحوها
بسرعة ليفحصها ومن ثم يتنهد براحة
الحمد لله .. مفيش حاجة تقلق .. هية بس مفعول المسكن
انتهى قالها وهو يلتفت للممرضة عطيها مسكن تاني في الكينولا
ايوة يا دكتور قبل ما أنادي لحضرتك طيب اسمعي كل ٤ ساعات تعطي لها واحد مش عايز أشوفها
تتوجع تاني .. تمام!! حاضر يا دكتور تحت أمرك.
أقترب منها وبيده منديلا مبللا يمسح به حبات العرق التي تجمعت على جبينها من الألم الذي كان يداهمها…. بينما يهتف
ناظرا لها أنا آسف إني خليتك تشعري بالألم … ألف سلامة عليكي
انتبه آدم إلى حاله وأنه يهتم لأمر تلك المريضة كثيرا فخشي
أن يفهمه أخوها بأسلوب خاطىء .. فتحنح بجدية وناول
ماجد الذي كان ينظر لأخته بأعين دامعة حزينا على ما تمر به
اتفضل يا ماجد المناديل دي… أمسح بيها لأنسة رهف
حوالين رقبتها وجبينها .. ودقايق ومفعول المسكن يشتغل
ومش هتحس بأي ألم.
ليهتف ماجد بألم
هيه هتفضل نايمة كدا كتير
النوم أفضل ليها لحد على الأقل الكدمات والكسور اللي ف
جسمها تخف شوية.
أخذ ماجد نفسا طويلا واخرجه بألم مرددا حسبنا الله ونعم الوكيل في عمل فيها كدا.
دلفت غرفته بانتشاء كبير… تنظر لكل شبر فيها بسعادة عارمة .. تبصر أشياءه وملابسه المعلقة بنظرات حالمة وكأنها تتخيله فيها .. جلست على فراشه تتحسسه بيدها ومن ثم ارتمت بظهرها عليه وعلى وجهها تنفرج ابتسامة تكبر رويدا
رويدا فالطريق أمام قلب ماجد بات سالكا الآن . بعد برهة من الزمن فاقت من غفلتها على فراش ماجد مستغلة عدم وجوده بالمنزل … وقفت تتحدث في الهاتف في إحدى جروبات الماسنجر الجماعية على الفيس بوك .. في
شرفة الغرفة
استمعت لصوت أفزعها يأتيها من خلفها … صوت أرعبها حتى
كاد يسقط منها الهاتف أرضا
بتعملي إيه … ده إنتي وقعتك سودا!!!
التفت برأسها تزدري ريقها وتهتف بارتياع شديد مصحوبا
بصدمة
تفتكروا قصدها مين
ماجد
ولا
ماهر……..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية اضغط على : (رواية ليتك كنت سندي)