روايات

رواية لن تحبني الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم ميرال مراد

رواية لن تحبني الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم ميرال مراد

رواية لن تحبني الجزء السادس والثلاثون

رواية لن تحبني البارت السادس والثلاثون

رواية لن تحبني الحلقة السادسة والثلاثون

في لحظة فقدت كل قوتها و قدرتها على تحمل الموقف فسقطت مغشي عليها ….
حينها فقط أفاق من صدمته و ابعد يد جلال الذي يسنده وهو يهوي خلفها : رووووز !!!!
جلال : انا هاتصل بالدكتور اللي متابعها يالا شيلوها عشان نطلعها فوق
كان طاهر يهم مع حامد لرفعها لكنه اوقفهم بحدة : محدش يلمسها !!!
نظر الى سعدية و شيماء بأمر : ساعدوني نوصلها فوق
سعدية : بس يا ولدي جرحك …
ياسين بحدة : محدش له دعوة بجرحي !! يالا ساعدوني نسندها ..
استسلم كل من حامد و طاهر لرغبته و حملا الحقيبتين بينما اذعنت كل من اخته و والدته لمطلبه و حملاها برفقته للاعلى فقد كان في حال عصبية لم تره بها من قبل رغم وجعه ..
وضعاها في الفراش و ساعداها على تغيير ملابسها الملطخة
سرعان ما حضر الطبيب ..بقيت معها شيماء بينما الجميع في الصالة ينتظرون .
سعدية : عيني عليكي يا بتي من وڨعة لوڨعة .. يا رب تحميها
جلال : ربنا يطمنكم عليها يا حجة
كانا ينظران الى ياسين بخوف فتعابير وجهه لم تكن تبشر بالخير …لا أحد منهم يجرؤ على مخاطبته
لم يستطع الجلوس مكتوف اليدين بينما حبيبته في تلك الحال
كان يطوي تلك الصالة ذهابا و إيابا بعصبية و ألم ايضا
سعدية بخوف: ارتاح يا ولدي انت كمان تعبان ..حلفتك بالغالي ما تحرڨ ڨلبي عليك …
ياسين بحدة: مش عايز .ارتاح ! اني اكده على راحتي
تشجع جلال و اردف : امك عندها حق يا ….
الجمه بحركة واحدة و هو يشير اليه بغضب :مش عاوز كلمة زيادة .. كلامي معاك بعدين …دلوك مش عاوز أسمع حد !
خرج الطبيب قلقا هو يخاطبهم بحدة
أظن انا سبق و أكدت على المشاكل النفسية و خطورتها على صحة المتبرع و قلت ان القلق والاكتئاب والغضب والاستياء و كل ده مش كويس عشانها ، دي لسة طالعة من عملية منح و ضعيفة مناعة مكانش لازم تتعرض للضغط النفسي ده لأنه بيترتب عليه إجراءات وأدوية مضادة للإكتئاب و اللي للأسف بتتفاعل مع العلاج اللي وصفتولها و بتدي آثار سلبية …
ياسين : يعني ايه يا دكتور ؟؟
الدكتور : يعني ما قدرتش اديها غير مسكن ألم و مهديء بسيط عشان تنام لباقي اليوم ..و الباقي عليكم …حاولوا تطلعوها من حالة الانهيار اللي هي فيها من غير دوا …ألف سلامة عليها
خرج الطبيب بعدها حاسبه حامد بينما توجه ياسين نحو غرفتها و هو يشير بيده الى الجميع …يمنع اي احد من اللحاق به …طبعا استسلم الجميع لطلبه و لم يتقدم أحد
فاطمة بإحراج : ڨعادنا هني ماعادش منيه فايدة بعد ما ياسين رچع لنا بالسلامة احنا لازم نعاود البلد يا أم ياسين عشان نشوف مصالحنا
سعدية بإستسلام : براحتك يا ام طاهر و شاكرين وڨفتكم دي
فاطمة : بينا يا طاهر …و انت يا حامد خذ الشنط على ما البس
جلال : استأذن انا كمان يا حجة
شيماء بخوف: وه يا جلال …عتسيب صاحبك و هو في الحالة ديه ؟
جلال : أعتقد أن وجودي هيزيده غضب ..هو محتاج يقعد مع نفسه شوية و لما يرتاح و يفكر على رواق هيلاقي ان اللي عملناه ده في مصلحته ..يالا سلام عليكم
راح يتأمل وجهها الجميل رغم شحوبه …لا تزال تبدو كالملاك رغم هيئنها المبعثرة …تقدم نحوها برفق و راح يهندم ملابسها بعناية و حنان
و بينما يعيد ترتيب تلك الطرحة لإخفاء خصلاتها التي تمردت خارجا لاحظ شيئا لامعا يلتصق بإحدى الخصلات المندسة بين ثيابها… جذب تلك الخصلة لتخرج اسوارتها معها …كانت تربطها بعناية مع سلسلة تضعها لم ينتبه إليها من قبل !
كانت السلسلة تنتهي بكتاب فتحه فوجد صورة امراة جميلة .. نسخة طبق الأصل منها …و يقابلها صورة لها حين كانت صغيرة …صدم حين وجد اسوارته مكسورة فعلا !
لهذا لم تكن ترتديها ! يا له من غبي متسرع !!
كل شيء كان مبهما و غامضا من قبل بات واضحا الآن
كانت هي ذاك المتبرع المجهول الذي لا يريد احدا ذكر اسمه
لهذا كانت باهتة اللون و شاحبة !
هي لم تكن ترفض زيارته …..كانت تعجز عنها !
كانت تتجنب المكالمات حتى لا يعلم أنها تتألم !
كانت تمشي ببطء لأنها متألمة …ليس لان لهفتها قلٌت !
ليس لانها تحب آخر !!
بعد كل ما ضحت به من اجله هكذا يكافؤها !!
بالشك و السخرية و الجمود ؟؟ آلمها و كسرها في الوقت الذي كانت تتعذب فيه من اجله ؟
فسر الامور كما يحلو له …صدق ما كان يريد ان يصدقه
و كذب قلبه ..و احساسه و حدسه …كان يشعر بها بالقرب منه طوال الوقت ..كان يعلم انها كانت معه قبل العملية …
شعر بلهفتها و رعبها عليه …بعتابها له … حتى أنه يكاد يقسم أنه سمعها تصارحه بحبها …لكنه انشغل عن كل هذا ببعض اعتقادات غير مبررة و غيرة غبية !!
ألم شديد كان يعتصر قلبه يكاد يفقد الوعي من شدته
امسك يدها يقبلها و هو يبكي بحرقة :
روز …حبيبتي .. يا ڨلب ياسين و نور عينه .. اوعدك اني هأعوضك عن كل حاجة يا روحي …عن كل الألم اللي سببتهولك …زي ما قلتي…وعد الصعيدي سيف فوق رقبته.
اخذ تلك الاسورة و وضعها في جيبه و خرج بعد أن جفف دمعه الذي كان يكوي فؤاده قبل جفونه
طارق بغضب : يعني ايه حد انقذهم !!!
– ده اللي حصل يا استاذ طارق. ..واحد ظهر في آخر لحظة دفعهم بعيد …ما لحقتش افهم الموضوع هربت فورا زي ما اتفقنا… بس هو أكيد مات فورا
– طب اختفي حالا !!! ما تتصلش بيا تاني !!
كان يستشيط غضبا : يعني كل اللي عملته ده عالفاضي !!
يا ترى مين ده ؟؟
كان يهم بالخروج من الفيلا حين قابل والده داخلا …
سمعت الاخبار يا طارق ؟؟
طارق بتوتر : اخبار ايه ؟؟
– في حد حاول يقتل روز و الجدع اللي معاها ده بالعربية
طارق بخضة : هااا !! حصل ايه !؟؟
محمد : انقذهم سيف بس هو للأسف ….تعيش انت
شهق طارق بصدمة : سيف !!!! طب انت مين اللي قالك
– عاصم لسة مكلمني حالا
انطلق بجنون
محمد : استنى رايح فين ؟؟؟
لم يجب بل لم يسمع اصلا …خرج طارق مسرعا لا يدري وجهته . كان يشعر بشعور مرير
الرغبة في الانتقام جعلته اعمى العين و البصيرة
فيه كل الصفات السيئة .. يعترف أنه لم يكن شخصا صالحا أبدا لكنه لم يكن يوما قاتلا !!!
يجول بصره بانحاء الصالة و لا يرى سواهما
كانت سعدية تنظر الى شيماء التي تبادلها نظرات الخوف من حالته
كانتا تنتظران في أي لحظة ذلك الانفجار الهادر
لكنه لم ينطق بحرف…توجه بهدوء نحو غرفته و اغلق الباب ورائه أين قضى ما تبقى من يومه ..يرفض ان يفتح لأحد حتى أنه لم يتناول شيئا ولم يأخذ علاجه
شيماء : و بعدين يمة عنسيبه اكده ؟؟
سعدية : في يدنا ايه نعمله يا بنيتي و ما عملناهوش
شيماء : اني عنكلم جلال يجي بالليل يحكي معاه يمكن يعڨله
في القسم
وائل : تحليل DNA بيثبت ان الج”ثة فعلا هي جث”ة مروان
أحمد : بس مش ملاحظ انها حادثة غريبة !!
وائل : غريبة ازاي يعني ؟
– افرض أنه تسرب غاز عادي … كان مات مخنوق بس ..لكن ده انفجار بفعل شرارة نار و فوق كل ده كان في مكانه ما اتحركش ولا قاوم …يعني الحادثة كدة مش طبيعية
– تقصد انها مدبرة صح ؟
– ده مؤكد ..المشكلة ان النار محت كل آثار ساحة الجريمة و عناصر الدفاع المدني كملوا عالباقي. يعني مش هنقدر نعرف اللي حصل أبدا ..
– يا سيدي ..هو ده واحد يتزعل عليه ! اهوو العالم ارتاح من شره …الله يرحمه بقى …انا قلبي مش مقهور غير على الضابط مصطفى …حالته صعبة اوي
– ايوة …هو متعلق باخوه جدا و ملوش غيره…يالا خلص اللي وراك عشان نلحق نكون جنبه في الظروف دي.
وصل جلال إلى الشقة
– لسة زي ما هو؟
سعدية : ايوة ي ولدي ..
– طب انا هاتصرف
فتح الباب بهدوء ودخل …كان يستلقي بإنكسار على ذلك السرير يندس بداخله كأنما يخفي عارا عظيما
– ياسين …
– لا رد
– و بعدين يا اخوي …هتفضل كدة لحد امتى ؟
– ………لا رد
جلال بوجع : يا اخوي رد عليا …اصرخ في وشي اضربني لاني خبيت عنك ..عاتبني لاني كذبت عليك …بس بالله عليك ما تعملش في نفسك كدة ! انت عبان و محتاج تاكل عشان تأخذ الدوا !! غصب عننا يا ياسين .. انت مكانش قدامك وقت .. مكانش قدامنا حل تاني افهم …. يعني كنت عاوزنا نشوفك بتموت و نقعد نتفرج عليك ؟؟
ياسين بصوت مختنق : تقوم تضحي بيها هي ؟ هي دي الامانة الي امنتك عليها يا جلال ,!!
جلال : ياسين افهمني ..محدش ضحى بحد…. هي صممت تتبرعلك. لانها الوحيدة اللي دمها وافق دمك …كانت مستعدة تقوم بالتضحية دي عشان ما تخسركش و الدكتور شاف انها مناسبة و ماعندهاش اي مانع يمنعها من التبرع و الا مكنتش اوافقها أبدا ..
– قام من مكانه بألم و امسكه من ملابسه بقوة : بس انت متأكد اني كنت هأرفض التضحية دي . … عارف ولا لا يا جلال !!!!
جلال بوجع : عارف …عشان كدة محدش رضي يجيبلك سيرة
اهم حاجة انك تقوم بالسلامة …الدكتور منع عنك اي انفعال عشان كدة كتمنا عالموضوع …بس صدقني يا ياسين .. محدش قدر يقنعها بالعكس …حتى لو كنا كلنا رفضنا .. ماكنتش هتوافقنا و برضو كانت هتتبرع لك
سكت قليلا و هو يرى الدموع التي تجمعت في عيون صديقه
ثم اكمل ؛ روز بتحبك اكثر من نفسها .. مكانتش بتفكر في حاجة غير انك ترجع للحياة من تاني … كانت مستعدة تمو”ت عشان انت تعيش ..انت ما شفتش حالتها كان شكلها ايه ولا انهيارها لما عرفت وضعك …تتخيل بعد كل ده انا ممكن اعمل ايه عشان امنعها ؟!
لم يعد يستطيع المقاومة و ارتمى في حضن صديقه الوحيد يبكي كالطفل : كنت قلتلي على الأقل….عشان ما اجرحهاش ..عشان ما اشكش فيها ..عشان ما اوجعش قلبها
جلال : كنت هتثور و تتعصب. ..مكنتش هتتقبل الموضوع أبدا
و الدكتور اكد علينا محدش يعصبك و الا عملية الزرع هتفشل
ياسين بألم : ان شالا عنها ما نجحت …انا واحد غبي ما يستاهلش دمعة وحدة من عينين روز … ازاي ما فهمتش !
جلال : بس يا ياسين .. كفاية يا قلب اخوك ..اهو اللي حصل و اهم حاجة انكم انتو الإثنين بخير ..
ياسين بوجع : بس انا كنت حقير اوي يا جلال ..انا ما استاهلش تضحيتها ولا استاهل حبها …ازاي هي تعمل كل ده عشاني …لا و فوق كل ده مش عايزاني اعرف عشان نفسيتي و انا فاكر انها بتحب واحد تاني و بألقح عليها بالكلام !
– دخلت سعدية بصينية الاكل و العلاج
جلال : ياسين انت اقوى من كدة ….انت دلوقت لازم تأخذ علاجك و ادويتك …لو مكانش عشانك .. عشان روز
سمعت الدكتور قال ايه !هي مش هتقدر تأخذ ادوية لازم احنا اللي نطلعها من اللي هي فيه .. محدش هيقدر يطلعها من الحزن ده غيرك …بس لازم الاول انت تستحمع شتاتك … يالا يا اخوي…انت أقوى من كدة
اومأ ياسين بإستسلام و هو يرى ان صديقه محق في كل كلمة
– طب انا عايز اطلب منك خدمة
– اأمرني يا اخوي
ياسين : ….
بقلم آلاء إسماعيل البشري
في اليوم الموالي
تجلس شيماء بجوارها تحاول معها بشتى الطرق كي تتناول بعض الطعام لكي تأخذ الدواء .. لكنها ترفض بشدة ..
دموعها لا تنفك تنهمر بغزارة . .. دون التفوه بأي كلمة
تنظر شاردة في اللاشيء …يئست شيماء بعد ما بائت كل محاولاتها بالفشل و قامت خارجة من الغرفة
سعدية : ها يا بتي ؟
اومأت شيماء برأسها بحزن : برضو مش عاوزة يمة …
سعدية : و بعدين بڨى !! عنسيبها اكده لحد ميتي ؟ البنية ضعيفة محتاجة تأخذ علاجها ..اني عندخل نكلمها ثاني
خرج من غرفته …سيبي الموضوع ديه عليا يمة
في هذه الاثناء رن جرس باب الشقة
جلال : سلام عليكم
الجميع : و عليكم السلام
جلال ؛ حاسس نفسك احسن يا خوي ؟
ياسين : الحمد لله
جلال : طب انتو جاهزين يا حجة ؟؟
نظرت سعدية الى شيماء و قالت : ايوة يا ولدي لحظة بس اطفي عالنار و جايين..
ياسين بتعجب : جاهزين ليه و رايحين فين عاد!
سعدية : رايحين نحضر دفنة المرحوم و نعمل واجب العزا لاخوه يا ولدي .. مش عنتأخر …خلي بالك منها على ما نرچع
دلفت سعدية المطبخ و شيماء نحو غرفتهم لجلب حقيبتها
تقدم جلال نحو ياسين و ربت على كتفه بفخر :
– شكلك أحسن النهاردة ..ده صاحبي اللي اعرفه
اخرج علبة من جيبه و اعطاه إياها : امانتك اهي .
في فيلا محمد والد طارق
عاد متأخرا الى المنزل بعد أن ثمل بشدة حتى لا يفكر بأي شيء ..ارتمى على الارض فور وصوله و نام
استيقظ أثر اصوات في الخارج و هو يعاني من صداع عنيف نظر حوله فوجد هيئته يرثى لها …قام مسرعا ليأخذ حماما و ينزل الى الأسفل ليرى ما الامر
– ده بيت المدعو طارق محمد الحديدي ؟
محمد بإستغراب : ايوة يا ابني انا ابوه ..فيه ايه ؟؟
– انا الضابط سليم رفعت …ابنك مطلوب القبض عليه و دي المذكرة بتفتيش البيت
محمد بصدمة : بتقول ايه ؟؟ تقبضو عليه بتهمة ابه ؟؟
-هتعرف كل حاجة في القسم …فتشوا المكان !!
انتشر عناصر الشرطة يبحثون عنه وسط رعب و هلع كل من في المنزل بما فيهم الخدم
هالة : فيه ايه يا محمد عايزين ايه دول ؟
ريم : انا خايفة اوي يا ماما
ريناد بحب : ما تخافيش يا قلب ماما ..
اقتربت ريناد من والدتها بخوف و هي تضم صغيرتها
: هو فيه ايه يا ماما ؟؟
هالة : مش عارفة …هنعرف بعد شوية هو جوزك فين ؟
– عاصم قال عنده شغل و ما جاش من امبارح
عادوا به بعد لحظات
محمد بغضب – انت عملت آيه يا طارق ؟!
– ما عملتش حاجة يا بابا …أتصل بالمحامي
اشار الضابط اليهم : خذوووه
ثم نظر من جديد الى محمد : فيه حاجة تانية يا محمد بيه
مروان أمجد الحديدي يبقى ابن اخوك مش كدة ؟؟
محمد بيأس : ايوة ابن اخوي …هبب ايه هو كمان !!
الضابط : البقاء لله …ابن اخوك لقوه في بيت مهجور بعد ما شبت حريقة في البيت..
محمد بصدمة : الله أكبر ! إنا لله و إنا إليه راجعون
اكمل الضابط بعملية : جث”ته للأسف متفحمة بس من تحليل الحمض النووي اتاكدنا أنه هو..ممكن تعدي عالمشرحة تستلمها و تتمم باقي الاجراءات عشان الدفن…عن اذنك
هالة: لا حول ولا قوة إلا بالله !! ايه اللي بيحصل لنا يا محمد !
محمد : هنتكلم بعدين يا هالة…ريناد كلمي عاصم خليه يلحقني عالقسم و يجيب معاه محامي الشركة.
ريناد بحزن : حاضر يا بابا .
بقلم آلاء إسماعيل البشري
دلف الى غرفتها ..فوجدها شاردة كما تركتها شيماء
صينية الطعام بجانبها على حالها ..
اقترب منها دون أن يتفوه بكلمة ..جلس بجانبها ينظر إلى هيئتها التي تدمي القلب
كانت دموعها تنهمر تلقائيا و في صمت
ظلا على هذا الوضع لبضع دقائق
– يعني مش ناوية تاكلي لقمة عشان تاخذي الدوا ؟
لا رد
– روز ..حرام عليك نفسك انتي كدة بتأذي صحتك…..
لا رد
– لو كل واحد مات له انسان عزيز عليه فضل يبكي عليه لحد ما يموت هو كمان مكانش زماننا موجودين دلوقت و كانت الدنيا خلصت من زمان …هو مات الله يرحمه و الحي أبقى من الميت
لا رد
عشان خاطري يا روز ….قولي اي كلمة …فضفضي ما تقطعيش قلبي عليكي كدة 😓💔
لا رد
تنهد بحزن قائلا : مش عايزة تتكلمي ولا تاكلي ….ماشي
ولا انا …خلينا ساكتين و من غير اكل و من غير دوا …بس انا مش هسيبك …لو عايزة تموتي هنموت سوا..
ظل يجلس بجانبها قرابة العشر دقائق هو يتأمل ملامحها بوجع و هي تتأمل اللاشيء ….فجأة بدأت بالكلام
بقلم آلاء إسماعيل البشري
– ابوي كان بيعاملني وحش من و انا صغيرة اوي
كان عصبي اوي و طباعه وحشة و كل ما بيشوفني بيضريني و بيطلع عصبيته من ماما فيا و هي كانت بتخبيني طول الوقت عشان تحميني منه
من لما ابتديت اوعى للدنيا بقيت اقعد عند سيف و مصطفى في بيتهم …سيف اكبر مني بثلاث سنين و مصطفى بثمانية
ماما الله يرحمها كانت صاحبة والدتهم و بتثق فيها جدا و في تربيتها لولادها رغم ان بابا مش بيطيقهم لانهم ولاد بواب العمارة …بس مع كدة مكانش بيدور عليا كأنه ماكان بيصدق اني اغور من وشه …
طنط سهير كانت بتحبني كأنها ماما التانية و عارفة الوضع في بيتنا عامل ازاي .. كانت هي و جوزها و ولادها بيحاولوا يعوضوني عن جو الأسرة اللي اتحرمت منه طول عمري
أول ما كان يوصل وقت رجوعه من الشغل بتبعثني أمي عندهم
انا و سيف كنا طول الوقت سوا مش بنفترق خالص ..ولا في البيت ولا في المدرسة
كان بيحميني من الناس كلها حتى من مصطفى اخوه لما كان بيزعقلي ساعات لاني كنت شقية اوي و بأفتش في حاجاته كثير …اتعودت اتسند عليه طول عمري.. كان ابوي و اخوي في نفس الوقت
يمكن وجوده في حياتي هو اللي خلاني افضل ضعيفة ..
لاني كنت متأكدة انه موجود دايما عشاني …طول عمره بيديني كل حاجة: الحماية و الاهتمام و السند و الامان
الحاجة الوحيدة اللي كان مستنيها مني بالمقابل ما قدرتش اديهاله …
انهارت بصوت مسموع
غصب عني …مكنتش قادرة اشوفه حاجة تانية غير أخ ..
اتخيله جوزي ازاي …و هو كان بيسرحلي شعري و بينيمني في سريره كل يوم من و انا عندي 3 سنين لحد ما وصلت الاعدادي؟ أحبه حب تاني ازاي و هو كان بيفضل يمسح على خدي بحنان لحد ما اروح في النوم و ماما تجي تاخذني على بيتنا ؟كل ما بابا بيضربني اول حد اجري عليه هو سيف عشان يمسح لي دموعي و ياخذني ف حضنه و يطبطب عليا ..
هو وقف جنبي كثير …بس انا خذلته كثيرررر 😭😭😭
انهارت بشدة ..فأمسك منديلا و مسح دموعها المنهمرة بغزارة
لم يشأ ان يوقفها ..فهي كانت بأمس الحاجة لمن يسمعها
إكتفى بالصمت و حسن الاستماع رغم وجع الكلمات
بقلم آلاء إسماعيل البشري
هدأت قليلا ثم اكملت
لما طلب ايدي اول مرة و بابا رفض …اعترفت بيني و بين نفسي اني اول مرة افرح لقرار يقرره بابا بخصوصي …مش لأنه ابن البواب زي ما قاله بابا … لا …لأن هو كان بيجسد دور ابوي اللي ابوي الحقيقي ما عرفش يكونه أبدا .
بعدين لما طارق طلب ايدي ….اول واحد عرف كان هو
رحت جري عليه و قلتله اني اتخطبت
كنت شايفة الإنكسار في عينيه و مع كدة ما قدرتش اعمل حاجة… قلت يمكن لما اتجوز ينساني و يشوف حياته من غيري …كنت مستعدة ابتدي حياة جديدة مع طارق و أحبه لو شفت فيه واحد في المية بس من الحب اللي كنت شايفاه في عينين سيف ..
حتى يوم الحادثة ..كان يومها كتب كتابنا انا و هو
كنت موافقة صحيح … بس جوايا كنت رافضة الفكرة و بادعي ربنا تحصل اي حاجة تخلصني من الموقف ده … لان حبي ليه كان من نوع تاني خالص … حاجة غالية و مقدسة
سكتت قليلا ثم نظرت اليه و اكملت ببكاء : سيف طيب اوي يا ياسين ماكنش يستاهل أنه يموت.. كان يستاهل وحدة احسن مني تحبه الحب اللي ما عرفتش احبهوله انا
انا كنت انانية اوي معاه و اخذت منه كل حاجة و ما قدرتش اديه حاجة أبدا … و مع كدة ضحى بنفسه عشاني .. مااات عشان انا أعيش 😭😭….انا مش هأقدر أعيش مع الاحساس الفظيع ده بالذنب يا ياسين !! 😭
بقلم آلاء إسماعيل البشري
ياسين بحزن :ذنب ايه بس يا روز … ده قضاء ربنا و قدره …كان في قدره أنه يموت في اليوم ده و المكان ده .. قدره أنه يروح مكان افضل من ده ..انتي كنتي سبب بس ..هو دلوقت عند اللي احسن مني و منك ..ان شاء الله هيعوضه ربنا بالحور العين .
على فكرة لو كلامي فيه عزاء ليكي…. سيف الله يرحمه انسان صادق ..حبه ليكي اتولد من الطفولة يعني حب نقي و عميق و بريء …تبقي غلطانة لو فكرتي و لو للحظة إن واحد حبك بالشكل ده ممكن يتخطى حبه ليكي ولا هيقدر يعيش مع واحدة غيرك بأي شكل من الأشكال …و كان هيعيش كئيب طول عمره و مكانش هيبقى لأي حاجة في حياته طعم ولا معنى ..والمفروض انتي اكثر واحدة عارفة انتي بالنسباله كنتي ايه و اهو اختصرلك كل ده في آخر جملة قالهالك
اومأت برأسها ايجابا و هي تمسح دموعها
– يبقى بلاش تحملي نفسك ذنب موته
يمكن ربنا رحمه من كل ده و اخذه لجواره الكريم … ادعيله انتي بالرحمة….و يلا كفاية عياط بقى
امسك الصينية و قربها منها
انتي لازم تاخذي الدوا
يالا ناكل سوا عشان انا كمان اخذ علاجي احسن انا متأخر ساعتين عنه
في شقة مصطفى
يجلس بجانبه أحمد و وائل . ..بعد ان انتهوا من الدفن و انصرف الجميع … يجلس بوهن ..ينظر إلى المكان بغربة …
لا يصدق أنه صارم وحيدا ..لم يعد لشقيقه مكان هنا …باتت الشقة موحشة منذ الآن ..
بقلم آلاء إسماعيل البشري
دلف كل من جلال و سعدية و شيماء
صافحه جلال بحرارة : شد حيلك يا حضرة الضابط
شيماء : عظم الله أجركم
سعدية : البقاء لله يا ولدي ربنا يصبر ڨلبك عليه ..
– يا رب يا حجة ..مجيتكم على راسي
– ربنا العالم إحنا موجوعين لوچعك ڨد ايه ..بس ديه ڨضا ربنا و محدش يڨدر يهرب من ڨضاه يا ولدي
مصطفى بحزن: و نعم بالله يا حجة …اتفضلوا ارتاحوا
همس لأحمد : قوم جيب قهوة للجماعة
جلال : ملوش لزوم يا حضرة الضابط …نشربها في الافراح
سعدية : ياسين و روز لوحديهم منڨدرش نتأخر عنيهم
اومأ بقلة حيلة
بضع دقائق و قام الجميع و اردف جلال و هو يربت على كتفه : طب نستأذن إحنا و ان شاء الله آخر الاحزان.
سعدية : عنبقى نزورك تاني يا ولدي ڨبل ما ندلى البلد …
لما ياسين و روز جرحهم يطيب …دير بالك زين على نفسك
لم تتفوه شيماء بكلمة لكن نظراتها إليه طيلة الوقت كانت تلخص كلاما كثيرا … كأن عيونها كانت تحتضنه بحنان و تقول له : لستٓ وحيدا أبدا …أنا بجانبك ..قلبي معك ..يشعر بألمك
غادروا المكان و عيونه معلقة على إثر طيفها الذي كان آخر من غادر …كان يود لو يرتمي في حضنها و يبكي فقيده
كطفل صغير وجد في حضن امه ملاذا لآلامه ..لاحظ وائل و أحمد نظراته و وجعه و اومآل لعضهما ..فقام أحمد
أحمد : مش هتقوم ترتاح جوة يا حضرة الضابط ؟ أظن محدش جاي دلوقت … يالا اساعدك …وانت يا وائل روح اعمل له لقمة بسرعة من امبارح ما اكلش حاجة
مصطفى : ملوش لزوم يا وائل …هنام شوية
يا ريت تقفلوا الباب وراكم …
أحمد : معقولة نسيبك و انا في الحالة دي ؟؟
– ما تخافش عليا …اتفضلوا انتو
بقلم آلاء إسماعيل البشري
في شقة ياسين
انتهيا من الطعام و اخذ علبة الدواء و كأسا من الماء
خذي اشربي الدواء بتاعك و كملي اكلك يالا
– لا خلاص شبعت
نظر الى الطبق بحدة: شبعتي ايه انتي كلتي اصلا !! انتي عايزة تجننيني ؟؟ انا اللي واكل نص الطبق و النص التاني اهو زي ما هو !! خلي بالك انا أصلا لسة ما حاسبتكيش عالعملة المهببة اللي انتي عملتيها دي !
اجابت بصوت متقطع – معملتش حاجة تستاهل اتحاسب عليها
انت كنت هتموت ….اقف اتفرج عليك يعني ؟
ياسين – تقومي تضحي بحياتك بالشكل ده ؟
روز- و انت مين قالك ان حياتي مهمة اكثر من حياتك ؟
– بالنسبة لي انا حياتك أهم …
روز : ادينا عايشين احنا الإثنين ما تكبرش الموضوع
ياسين بحب : هي اسوارتك فين ؟! مش اتفقنا عمرك ما تشيليها مهما حصل ؟
وضعت يدها تلقائيا فوق قلبها ثم انتبهت فأنزلت يدها بإحراج
و اجابت : قلتلك انها اتكسرت يوم الحادثة …
اخرج علبة من جيبه و فتحها بهدوء
لمعت عيناها بفرحة رغم حزنها : بتعمل ايه عندك !!
انت صلحتها ؟!
أخرجها و البسها إياها بحب : اوعي تشيليها تاني ..
عاد و اخذ شيئا آخر من العلبة …و اكمل بحنان
– هو يمكن مش الوقت المناسب في ظل الظروف اللي احنا بنمر بيها دي .. او يمكن بالعكس ده انسب وقت …بس انا قررت انفذ وصية سيف الله يرحمه ليا …
فتح يده فدهشت لرؤية ذلك الخاتم الموضوع امامها
– انا بحبك يا روز و ما اقدرش ابعد عنك اكثر من كدة
تقبلي تتجوزيني !؟
كانت صدمتها قوية انهمرت دموعها بشدة مزيجا من الحزن و الفرحة و خليط متناقض من الاحاسيس لم تقل شيئا سوى انها اومأت برأسها بشدة و هي ترتمي داخل احضانه
البسها ذلك الخاتم و هو يشعر أخيرا أنه امتلك أغلى ماسة في العالم

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لن تحبني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى