رواية لن تحبني الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم ميرال مراد
رواية لن تحبني الجزء الخامس والثلاثون
رواية لن تحبني البارت الخامس والثلاثون
رواية لن تحبني الحلقة الخامسة والثلاثون
اليوم قد سمح لها الطبيب بمغادرة غرفتها …تستطيع زيارته لكنه حذرها من إجهاد نفسها .
كان جلال يتجنب زيارته كيلا يضطر لمجابهة اسئلته التي لا تنتهي .. لم يكن يعلم أنه قد أخذ إجابته يومها
لا ينفك يحدث نفسه و يقنعها بسيناريوهات عقيمة
“هي قد وجدت أخيرا حبيبها ….تذكرت حياتها السابقة …لم يعد هو يشكل بالنسبة لها سوى ذكرى … لا يعرف حتى ان كانت ذكرى جميلة او لا ”
أخيرا تستطيع رؤيته …ستزور حبيبها أخيرا
رافقتها شيماء و هي تستند عليها حتى وصلت الى غرفته
تجنبت شيماء الدخول …ترجتها كثيرا ألا تتركها بمفردها
فلم تكن تقو على تلك المواجهة ..كانت تتجنب رؤية كسرة القلب التي من المحتمل ان تراها في عينيه .
كان بإمكانها مكالمته لكنها لم تكن تستطيع الكذب عليه
كانت ستنهار و تعترف بأنها تشتاق اليه بجنون …لذا تعمدت القسوة مع أن قلبها يعتصر ألما أكثر منه
دخلت بهدوء و بطء
بقلم آلاء إسماعيل البشري
كان ينتظر زيارتها منذ الصباح فقد اخبرته شيماء بذلك
يشعر بأنه لم يرها منذ دهر …لا يصدق أنه مجرد اسبوع فقط
وقفت من بعيد قائلة
– مساء الخير…..الحمد لله على سلامتك
اقتربت بهدوء ..كان ينتظر منها تلك اللهفة التي تعود عليها
لكن مهلا ! تبدو هادئة .. اكثر من العادة … تمشي ببطء يمزق قلبه ..شاحبة ..و ملامحها باهتة على غير عادتها….كأنها خسرت على الأقل خمسة كيلوغرامات من وزنها في اسبوع فقط ! لا تبدو بخير حتى و لو كانت تحاول أن تبدو كذلك
جلست بالقرب منه و هي لا تجرؤ على النظر في عينيه
تكلمت بتحفظ بصوت متقطع حتى لا تبكي لوعتها :
– حاسس بنفسك احسن دلوقت ؟
ياسين بسخرية موجعة: الحمد لله… ان شاء الله تكون اعصابك بقت احسن دلوقت ؟؟
ابتلعت غصة ثم اكملت – انا بخير …أهم حاجة ان انت قومت بالسلامة .
تمتم بهمس مع نفسه لكنها سمعته : مش باين ابدا انها اهم حاجة
حاولت تغيير الموضوع
– الدكتور قال هتقدر تطلع بكرة …يعني الحمد لله هتكون وسط اهلك و احبابك مش احسن من رقدة المستشفى ؟
ابتسم بسخرية و لم يعقب كان يفكر بداخله
“اي مكان لست فيه يكون سجني
بعدك عني غربتي ….
لم اعد أجد راحة بدون عينيكِ …
حكمتِ عليا بالغربة وسط احبتي بغيابكِ
نظر الى يدها بوجع و هو يراها خالية
ياسين : اومال فين الاسورة اللي ادتهالك ؟؟
ضغطت على يدها بوجع …تذكرت مروان القذ”ر الذي اقتلعها بقوة من يدها و اتلفها .. لم يتسن لها أن تصلحها بسبب كل هذه الأحداث … لكن كل ما كان يربط على قلبها هو تلك الاسورة التي كانت تحتضنها بحب بجوار قلبها كل يوم حتى تستطيع النوم .. تستشعر من خلالها قربه . و ريحه و دفءه … وعدته بأنها لن تنزعها من يدها مهما حدث …لا يعرف انها تحملها بجوار قلبها
اجابت بهدوء لا يعكس أبدا ألمها الداخلي
-احم اتقطعت مني …و لسة ما صلحتهاش
بقلم آلاء إسماعيل البشري
الهذه الدرجة قد نسيته !! لم يعد لأي شيء منه قيمة عندها ؟؟ الهذه الدرجة قد قست عليه !!
حاولت طي هذه الزيارة التي باتت موجعة لكليهما …و نقصد الوجعين النفسي و الجسدي
– طب اسيبك ترتاح دلوقت ..بكرة هيكتب لك الدكتور على اذن الخروج هأبقى ارجع بكرة مع شيماء و ماما عشان نساعدك
ياسين : مفيش داعي تتعبي نفسك
قامت تجر الخطى خرجت من تلك الغرفة و هي تجاهد لكتم دموعها التي تهدد بالانهمار
خرجت أخيرا و تحطمت كل الحصون و سقطت كل اقنعة القوة و البرود التي كانت تضعها ..انهارت على اقرب كرسي و هي تبكي بوجع …بصوت يكاد يكون مسموعا
هرعت اليها شيماء التي لم تكن بعيدة ..اسندتها و طلبت من الممرضة كرسيا متحركا و اوصلتها الى غرفتها مسرعة
ساعدتها على التمدد و هي تفك طرحتها بأسف على حالها
– ما تعمليش في نفسك اكده يا روحي ..انتي كمان عتطلعي بكرة …المفروض تكوني اقوى من اكده عشان ما يشكش و كل اللي عملناه يروح هدر ..
روز ببكاء : مش ب ايدي يا شيماء …كل كلمة كانت بتطلع منه عاملة زي سكينة بتغرز في قلبي …كل تلميح بيضغط على السكينة دي اكثر …مش هاقدر اتحمل كده …نظرة الخيبة و الوجع اللي شفتها النهاردة كسرتني يا شيماء 😭💔
شيماء : هوني عليكي يا قلبي .. تبات نار تصبح رماد. .
رن هاتف شيماء : ديه حامد ابن خالي .. أكيد وصل انا لازم اروح بكرة عنجو بدري …مش عايزة اشوفك بالحالة دي
روز : هأحاول يا شيماء …
– تصبحي على خير يا ڨلبي.
بالكاد انقضت تلك الليلة على خير
بالنسبة اليه كانت اشبه بآخر ليلة في حياة سجين ينتظر حكم الإعدام في اليوم الموالي
في ذلك المنزل المهجور الذي يقع في أطراف المدينة
دخل أشرف يحمل الاكياس بيده بينما يتفقد مروان الجوار بترقب
– محدش شافك و انت جاي ؟
أشرف : ما تخافش يا مروان بيه …اهو الكباب اللي طلبته و دي الازازة اللي طلبتها كمان …افخر انواع الويس’كي
بس انت ما قلتليش حضرتك كنت عايز تحتفل ب ايه ؟
امسكها مروان و هو يتأملها بمتعة : بكرة هتعرف يا أشرف …بكرة هتعرف …هات لي كاس من جوة و روح انت دلوقت
أشرف : حاضر يا بيه
مروان لنفسه : لسة هتحلو اكثر معاك يا مروان …لما تسمع بكرة خبر مو”تهم …ساعتها بس يحقلك تحتفل بجد
بقلم آلاء إسماعيل البشري
استيقظ مصطفى في وقت مبكر و هو يستعد للخروج من المنزل مكلما فريقه عبر اللاسلكي: ها يا وائل كل حاجة جاهزة ؟
وائل : ايوة يا حضرة الضابط
مصطفى : مش عايز اي تهاون …أي غلطة ممكن تكلفنا حياتهم هوما الإثنين ..
عماد : ما تخافش يا حضرة الضابط انا فهمت كل واحد منهم هيعمل ايه
أحمد : زي ما اتفقنا قبل كدة .. كل القوات هتتمركز في مكانها من غير ما تلفت انتباه حد
وائل : بس متأكدين ان التنفيذ النهاردة يا حضرة الضابط ؟؟
مصطفى : ايوة يا وائل متأكد ان التنفيذ النهاردة … روز و ياسين هيطلعوا من المستشفى النهاردة …يعني ده انسب وقت للي بعث الرسالة عشان ينفذ تهديده …عشان كدة مش عايز عصفور يطير حوالين المستشفى من غير ما تتبعوه فاهمين؟
– فاهمين يا حضرة الضابط
– تهديد ايه و رسالة ايه يا مصطفى ؟؟
التفت خلفه بصدمة ليجد سيف يقف بتوجس مكررا : سألتك سؤال يا مصطفى !؟؟! رسالة ايه دي ؟؟! اتكلم !!!
لم يجد مصطفى بدا من إخفاء الامر
فأجاب بإستسلام : فيه حد باعث رسالة تهديد لياسين …مش هو بس .. و روز كمان .
سيف بهلع : يعني روز في خطر ؟!
مصطفى : ما تقلقش انت ..احنا مسيطرين على الوضع انا طالع دلوقت
خرج مصطفى مسرعا و بقي سيف متوجسا : يكونش مروان ؟؟ لا …مروان مش غبي عشان يروح المستشفى
تذكر مكالمة طارق :
– قال معقولة كلامه صح ؟! يبقى مروان هو اللي أتصل بطارق و قاله !!! عارف ان طارق متهور و ممكن يعمل اي حاجة !!
أنا لازم اتصرف…
في الصباح
كان يقف امام تلك العمارة من بعيد يبتسم بإستمتاع هو هو يرى النيران المندفعة من ذلك البيت و يتذكر ما حدث
فلاش
– زي ما فهمتك يا أشرف ..مش عايزه يحس بحاجة انت عارف انه ثعلب حويط
أشرف : ما تقلقش يا بيه …انا حقنت المنوم في الازازة زي ما اتفقنا و هأرجع المفتاح لمكانه من غير ما يلاحظ
دخل أشرف الشقة
و بينما انشغل مروان بفتح زجاجة الخ”مر التي كانت تحتوي على المنوم ..دلف الى المطبخ بعدما اخذ المفاتيح الموضوعة فوق الكومودين …أخذ نسخة منها بإستعمال العجينة التي كان يخفيها ثم خرج مسرعا بالكأس بعدما أعاد المفاتيح بخفة في مكانها
بعد مدة دلف ذلك المبتسم الى الشقة بإستعمال المفتاح الذي حصل عليه عن طريق أشرف….. كان مروان يغط في نوم عميق ..ربطه بإحكام مع ذلك السرير
فتح كل منافذ الغاز بعدما اقفل كل النوافذ و الابواب بإحكام
أشعل شمعة و وضعها بجواره و خرج و هو يبتسم بإنتصار
باك
ابتسم طارق بشماتة
– يعني فكرك هوما هيموتو سوا و اروح انا ف داهية لوحدي .. و انت تطلع منها كسبان ؟؟ لا يا مروان …المرة دي ما حسبتهاش صح …. المرة دي انت اللي طلعت غبي لانك وثقت في أشرف و هو أخلص الناس ليا … اصلا انت سبب كل اللي بيحصل ده …لولاك كان زمان روز معاي دلوقت ….عشان كدة كان لازم تسبقهم انت الاول ..
سبق و قلتلك ان موتك هيبقى على ايدي…..يا ابن عمي
بقلم آلاء إسماعيل البشري
غادر المكان بعدما رأى بعينيه تلك الج”ثة المتفحمة التي اخرجها رجال الإطفاء بعدما تمكنوا أخيرا من اخماد ذلك الحريق المهول …و هكذا كانت نهاية مروان
انطلق و شرار الحقد يشع من عينيه
-و دلوقت جيه دوركم يا استاذ
انطلق و هو يتصل
– جاهز ؟؟!
مجهول : من زمان يا بيه …مستني الاشارة بس
طارق : و اهي وصلت …استعد ..هأبعثلك الاحداثيات
مجهول : تمام يا بيه ….اعتبر الموضوع خلص.
كان يستعد للخروج …تساعده شيماء بينما يحمل حامد تلك الحقيبة ،و من خلفهم سعدية و طاهر و جلال
كانت تمشي بجوار شيماء تحاول ألا تظهر ألمها كي لا يلاحظ
اوصت شيماء مسبقا ان تأخذ حقيبتها قبل خروجهما بمدة
تلقى مصطفى اتصالا
– الووو … بتقول ايه ؟؟يعني لقيتو ج”ثته ؟؟
– مش متأكدين لسة أنه هو .. مشتبهين بس
– حالا تبعث للمعمل الجنائي يعمل تحليل DNA و اول ما تظهر نتيجة التحاليل تبلغني فورا .
أحمد : فيه ايه يا حضرة الضابط ؟
– الظاهر ان مروان اتحرق جوة بيت مهجور …بس مش متأكدين لسة .
أحمد : يعني افهم من كدة ان الهدف بأمان ؟ نقدر ننسحب؟
مصطفى : لا خليكو…. احنا ايش عرفنا ان هو اللي بعث الرسالة اصلا !
كل شيء كان على ما يرام …عدا ذلك السكوت القاتل الذي طغى على الموقف
ركبا في السيارة معا و من خلفهما سيارة جلال و معه سعدية و طاهر انطلقوا جميعا ..
في سيارة حامد
لا أحد منهما يجرؤ على النظر في اتجاه الاخر
كانت شيماء تجلس في الأمام بجوار حامد …غير مدركة لتلك العيون التي كانت تلاحقها بغضب :
مصطفى – هو انا كل ما اشوفها بيكون اللزقة ده معاها ؟؟
أحمد- حضرة الضابط ؟ الظاهر مفيش اي خطر
مصطفى بشرود : هااا !! …اااه بس خلي عربية تتبعهم و الباقي اول ما يروحوا تقدروا تاخذو وضع الراحة ….ولا اقولك ؟ انا و انت هنتبعهم قل للباقي ينسحبوا بهدوء
– اوامرك يا حضرة الضابط
بقلم آلاء إسماعيل البشري
وصلت السيارتين
ترجل كل منهما يجاهد وجعه و بينما انشغل حامد بركن السيارة و شيماء بحمل الحقيبة اسرعت نحوه تسنده و تستند عليه في آن واحد .. حاول الرفض لكنها تمسكت به بقوة
– انا اقدر امشي لوحدي . متشكر
– ما تعاندش يا ياسين ..يالا بينا
خطيا أول خطوتين لقطع الطريق نحو العمارة قبل أن تأتي سيارة مسرعة لم يعرفا حتى من أين ظهرت …
فجأة و قبل أن تصل اليهما بثانية .. سمعا صرخة عالية
رووووووز !!!
ركض بكل جهده من الاتجاه المعاكس و دفعهما معا نحو الرصيف بسرعة شديدة ليقعا معا و يستقر هو فوق الرصيف بعدما صدمته السيارة بشدة و فرت مسرعة
ارتطم رأسه بقوة مع الرصيف و صرخت روز بقوة : سيييييف !!!!
لم تكن سوى ثوان فقط … و انتهى كل شيء !!!
نهضت بألم و اتجهت نحوه و تبعها ياسين و الباقين بخوف على حالتهما
وصل مصطفى في تلك اللحظة و اندفع برعب و هو يرى شقيقه الغارق في دمائه : سييييييف !!!!
هرع مرتميا على الطريق يحتضنه و هو يبكي بحرقة : ليه بس يا سيف ليييييه يا قلب اخوووك!!! ليه عملت كدة !
روز بببكاء ممتزج برعب – سيف !!! ايه اللي انت عملته ده يا سيف !! رد عليا …يا سيف !
سرعان ما تجمع حولهما جمع من الناس بعد أن أتصل احدهم بالاسعااف فور رؤية الحادثة
كان مضرجا بالدماء …رأسه ينزف بشدة و مع ذلك يبتسم بوجع
– الحيااااه …ما له…هاش اي… مع..نى.. من غي…رك يا …رو…ز …
مصطفى : قاوم يا قلب اخوك عشان خاطري قاوم لحد ما توصل الاسعاف
سيف لمصطفى: ط. طااارق . ..اللي عم.. ملها.. مش ..مر ..وااان
نظر الى ياسين و هو يحاول التقاط انفاسه و تجميع الحروف بصعوبة بالغة : اا…او…عه تت…خلى. عنها لو ما كاا. نتش بتح….بببك …ما تت…برعش ب…حتتة ممنها …ع…عشااان تن…تن قذك… من… المو…
للأسف فارق الحياة قبل أن يكملها …
انهار مصطفى يضمه اليه وهو يبكي بحرقة و صرخت روز بشدة بينما صعق ياسين لما سمعه للتو
كان ينظر بجمود الى جلال و شيماء و سعدية الذين لم يستطيعون التفوه بكلمة
روز بإنهيااار – لالاااا …. سيف !!!!! اوعة تموووووت لااااا ارجوووك أفتح عينيك !!
وصلت الاسعاف بسرعة على غير العادة و بعدما تأكدوا من عدم وجود أي نبض حملوه في كيس للج”ثث تحت انظار الجميع و صدمتهم و خصوصا ياسين الذي لم يتحرك من مكانه ينظر بجمود لا يستطيع الحركة او النطق
بقيت روز مكانها قابعة وسط تلك الدما’ء … ترفض تصديق ذلك …تهز رأسها بجنون
– لااااا سيبوووه واخذينه على فين ؟؟ سيف ما ماتش لالا مش ممكن يموووت ..ما تعمل حاجة يا مصطفى !! 😭
تبع مصطفى و أحمد سيارة الاسعاف بينما امسكتها شيماء و سعدية تحاولان تهدئتها و قد اسنداها كي تقف بصعوبة
لم يعد هناك داع للكذب اكثر فقد انكشف كل شيء
فاردفت سعدية بحزن : بس يا ضناي ما تعمليش في نفسك اكده انتي لسة عيانة جرحك عيتفتح !!و هو ربنا يرحمه
شيماء : امة عندها حق يالا يا حبيبتي تطلعي ترتاحي
روز بانهيار : مش عايزة ارتاح ….سيبووني اموووت
ضحى بنفسه عشاننا يا شيمااااااء ا!! مات عشان احنا نعييييش انا السبب في كل ده انا …انااااا …يا ريتني انا اللي متت .. انا مش بجيب غير الوجع لكل اللي بيحبني …مش عايزة ارتااااح …مش عااا…. في لحظة فقدت كل قوتها و قدرتها على تحمل الموقف ..فسقطت مغشي عليها ….
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لن تحبني)