روايات

رواية لم تكن مجرد صدفة الفصل الثالث 3 بقلم نور سعيد

رواية لم تكن مجرد صدفة الفصل الثالث 3 بقلم نور سعيد

رواية لم تكن مجرد صدفة الجزء الثالث

رواية لم تكن مجرد صدفة البارت الثالث

رواية لم تكن مجرد صدفة
رواية لم تكن مجرد صدفة

رواية لم تكن مجرد صدفة الحلقة الثالثة

 

كانت تجلس ندي وهي تمسك هاتفها عندما استنشقت رائحة عطر ثقيلة …قالت ندي دون ان تلتفت الي الشخص الماثل امامها :

_يبنتي مش قولتلك ميت مرة متحطيش من البرفيوم بتاع ابوكي …ريحته بتبقي تقيلة وبعدين من امتي ابوكي بيحط بريفوم تقيل اوي كدة ؟

سمعت ضحكات مع رائحة انفاس ممتلئة بالسجائر فالتفتت لتجده رجل في اواخر الثلاثينات من عمره ذو شعر بدأ يغزوه الابيض معلنا عن احتلاله الابدي لشعره …ذو عينان زرقاء مليئتان بالخبث ..وبشرة بيضاء ..كان أشبه برؤساء الانجليز في الماضي … قالت ندي وهي تنهض بصدمة :

_انت..انت بتعمل اي هنا؟دخلت ازاي ؟انطق ..رد …ازاي ؟

قال *عماد*وهو يقترب منها محاولا مسك يديها:

_ما انتي عارفة اني مبغلبش يا ندوش

افلتت يديها من يده وهي تصرخ بحزن:

_جيت ازاي قولت؟كرمشت عشريناية في ايد المدير ولا اي؟

ثم استطردت وقد ادركت علو صوتها :

_انت ملازمني في كل حتي في حياتي لية؟انا مش عايزاك مش طيقاك …انت مش مدرك الهبل اللي بتعمله دة …انا اصغر من بنتك الكبيرة والاهم من دة كله انك جوز خالتي…

قال وهو يجلس امامها ويخرج سيجارة ويشعلها :

_اولا فرق العمر مش مشكلة ياما ناس حبت ناس اكبر منها بكتير ثانيا الجوازة دي اتفرضت عليا …انا محبتش كوثر وعمري ما حبيت اسلوبها معاكي

ثم استطرد “انا حبيتك انتي ……انتي ذكية وجميلة ورقيقة وطيبة جدا

قالت ندي وهي تبتسم بسخرية”

_انت عبيط اي حبيتني دي؟انت فاكر انك مراهق لسة ؟ فوق يا اللي مفروض اقولك يا عمو …ثانيا ميهمنيش حبيتها ولا محبيتهاش تولعوا انتوا الجوز ..انا عايزاك تسيبني في حالي

في تلك الاثناء ضرب جرس الحصة معلنا عن بدء الحصة الجديدة …نهضت ندي وهي تشير له بإتجاه الباب *اتفضل مطرح ما جيت …ولو جيت هنا تاني هقولها …وهي تتصرف معاك..

ثم خرجت مسرعة من الغرفة واخذت تركض وهي تبكي دون ان تلاحظ من امامها فاصطدمت به..نظرت له لتجده انه امير معلم اللغة العربية…

قالت له وهي تعتذر”

_اسفة مخدتش بالي ….

ابتسم قائلا”اعذارك كترت خدي بالك ….

ثم لاحظ الدموع المتجمعه في عينيها ليقول في دهشة”

_مالك ؟تسمحيلي اسالك مالك ؟ بتعيطي لية ؟

قالت ندي بهدوء”مفيش …تعبانة شوية بس مش اكتر ..يوم متعب

قال امير وهو يضع يديه تحت ذقنه ساخرا*

_طب ما انت تعبان جدا من المدرسة …مبعيطش لية يا تري ؟

ابتسمت ندي له وقالت* معرفش يمكن حضرتك قوي

_قصدك انت ..قولت مش بحب كلمة حضرتك بتكبرني مليون سنة

في تلك الاثناء كان عماد قد خرج من الغرفة ووقف يشاهدها وهي تتكلم مع امير وهو يقول غاضبا*بقي بتسيبيني بسبب دة … فيه ايه مميز عني؟

ثم سار امامهما وكأنه تعمد ان يضعها في موقف محرج

قال امير باستغراب*

_حضرتك مدرس؟اول مرة اشوف حضرتك

قال عماد وهو يضع يديه علي كتف ندي*

_لا ..انا اعتبر ابوها التاني..انا جوز خالتها واللي مربيها

ازاحت هي يده من علي كتفها وقالت باشمئزاز*

_عن اذنك يا امير …..

………….

في احدي الشركات ….كان زياد جالسا في مكتبه شاردا ..يفكر فيها..فهي مسكينة يشفق عليها حقا ومن قسوة امه عليها …فهو لم يكبر مثل اخته فيروز حقود وجشع وسئ القلب …لقد جمعت فيروز صفات امها اما هو فيفكر لمن يشبه هو فلا يجد …فأبوه ايضا ليس مثالا يحتذي به ..هو اب سكير دائما غير مبالي بهم …يحب النساء…يكره زوجته التي هي ام زياد ودائما ما يضربها…اغلق عينيه وهو يكاد يبكي من وطأة عذاب ضميره ..كيف يسمح لهم بهذه المعاملة ؟كيف ؟هو سُيحاسب امام الله عن صمته وجبنه ….اللعنة علي امثالي من الصامتين والجبناء ..هكذا قالها في داخله ثم افاق من شروده علي صوت هاتفه..نظر ليجدها *منار* تلك الفتاة الشقية التي استطاعت ان تسلب لبه من اول مقابلة..هو يرتاح معها وينسي همومه او بالاحري ينسي جبنه ..هي من شجعته علي ان يتخلي عن صمته وهي من ابرزت اجمل ما فيه من صفات ….افاق ليجيب عليها”

_ازيك يا ميرو عاملة ايه؟

قالت منار بضحكة تذيب القلب*

_انا بقيت دلوقتي بخير لما سمعت صوتك

قال لها مبتسما*

_طول عمرك كلامك حلو ورقيق زيك يا ميرو…

ثم عاد لحزنه وقال *

_انا عايز اتكلم معاكي ضروري ..انا اخدت قرار مهم بخصوص بنت خالتي

……………

عادت ندي الي المنزل وهي تكاد ان تسقط من فرط التعب…ومن الحزن..كم هو وقح …الا يخجل وهو في هذا العمر ؟ وكم يتعبها ايضا الصمت..كأن مشاكلها مع خالتها لا تكفي فيظهر هو ايضا…..عند دخولها وجدت خالتها تجلس هي وابنتها و شاب اخر لم تلاحظه لانه كان يعطيها ظهره …فاقتربت بلا فضول لتقول “

_انا جيت ..ابدا بأنهي حاجه في البيت؟

ليلتفت وتصطدم بوجهه…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لم تكن مجرد صدفة)  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى