روايات

رواية لماذا أنا الفصل السابع 7 بقلم نورا سعد

رواية لماذا أنا الفصل السابع 7 بقلم نورا سعد

رواية لماذا أنا البارت السابع

رواية لماذا أنا الجزء السابع

رواية لماذا أنا
رواية لماذا أنا

رواية لماذا أنا الحلقة السابعة

-أمجد موجود؟
نظرت لها مايا نظرات متفحصه ثم سألتها بتعجب: خير؟ هو في حاجة؟
تجاهلت نظراتها وقالت: موضوع مهم يخصه، ويخصك برضه يا حلوة.
قالت أخر كلماتها بنبرة لعوب متقاطعة، لم تفهم مايا شيء منها، أفسحت لها الطريق وغادرت تبلغ أمجد بوجود مليكة، حالته لم تختلف عن مايا عندما عُلم إن مليكة تُريد مقابلته، لم يفكر كثيرًا، أرتدى أي شيء أمامه وخرج لها، وبقتضاب سألها وهو يجلس أمامها: خير أيه سبب الزيارة؟
نظرت له مليكة بهدوء، وضعت قدم فوق الأخرى ثم خرجَت علبة سجائر وأشعلت وحدة منها، نفثت دخانها في الهواء وظلت تتابعه وهو ينتشر في الجو، ثم قالت وهي عينيها مثبته على دخان السيحارة.
– أنا جيالك ومعايا الحل اللي يخليك تنتقم من أخوك يا أمجد، هحققلك اللي طول عمرك بتتمناه.
قالت أخر كلماتها وهي تنظر له بثبات، كانت عينينا ثابته وواثقه من حالها لأبعد الحدود، بينما أمجد فقابل كلماتها بصدمة، بدل نظراته بينها وبين زوجته، ثواني مَرت عليهم وهم يتبَدلوا النظرات، حتى هتف أمجد: أزاي يعني؟
ضحكت ضحكة عالية ثم قالت وهي تنهض: لما تبلغني رأيك في العرض هقولك أزاي، يلا مع السلامة.
نهت كلماتها واتجهت نحو الباب وغدرت بهدوء، بينما أمجد ومايا كانا يتبادلون النظرات في حيرة، حتى هتفت مايا….
*******************
عودة مرة اخرى حيث غيث ومازن، رافق مازن الفتاتان إلى مكتبه، كانت ملك مزالت تبكي، خبط مازن بيداه على سطح المكتب وهو يصيح فيهم: ممكن أفهم بقى حصل أيه؟
واصل وهو يواجه حديثه لملك: ينفع تهدي؟
تقدمت ريم بعصبية وهتفت: هو أحنا لحقنا نعمل حاجة! دِ البت يدوب بتقوله أسمي مل.. لقيناه اتحول بقى شيه مصاصين الدماء!
ضيق عيناه وسألها بتعجب: هو انتِ أسمك أيه؟
شهقت من بين دموعها، وبصوت مبحوح من آثر البكاء: ملك.
هزّ رأسه بتفهم، فقد عُلِم لماذا تحوَل غيث بهذا الشكل، مَد يده لريم بملف وهو يقول لها: تمام حصل خير، حضراتكم هتمسكوا الحسابات، هتاخدي الملف دَ تدي لساندي اللي برا وتروحوا معاها عشان تعرفكم شغلكم بالظبط، اتفضلوا.
اخذت منه الملف وابتسم بأصفرار ثم تحركت بصحبة ملك، ولكن قبل خروجهم كان وقفهم صوت مازن وهو يقول: وصحيح يا استاذة ريم.
لَفت له مرة اخرى ونظرت له بتسأل فواصل: اللي عملتي دَ مينفعش يتعمل، انك تطولي لسانك على مديرك دَ شيء غير لائك بحضرتك، أنا بس هعديها عشان شايف صاحبتك منهارة ازاي.
واصل وهو يواجه حديثه لملك: وحضرتك ياريت تجمدي شوية، اتعلمي من صاحبتك!
لم تريد ريم أن تجادل معه، يكفي ما حدث، فَهي تحمد الله أنهم مزالوا في ذلك العمل رغم ما حدث! سحبت ملك من يدها واتجهوا لساندي، رحبت بهم ورفقاتهم لمكتبهم الخاص، وبدأت في شرح طبيعة عملهم، أما مازن فواصل عمله وقرر عدم التحدث مع غيث عن ما حدث الآن.
-يلا يا كوتش.
ابتسم غيث بسخرية ثم حرك جسده لكي يسهل على مازن تحريكه إلى السيارة، صعدوا للسياة وحرك مازن مُحرك السيارة وهو يقول: بس مقولتليش بقى يا ابو الغيوث ليه العفرته اللي حصلت الصبح مع البنات؟
أشاح بوجهه بعيدًا ولم يرد، ولكن مازن لم يصمت، رمقه بعتاب ثم هتف: هو أي حد هيكون أسمه قريب من السنيورة هنطلع عليه عفارتنا ولا أيه يا غيث!
نهى جملته بنبرة مُعاتبه لِمَ حدث، بينما الأخر فصاح بحنق: مقدرتش يا مازن، أول لما نطقت الأسم دَ شوفتها قدامي، أفتكرت كل حاجة عملتها!
– مينفعش يا غي.. يا نهاار اسود الحق!
صرخ بكلماته وهو يُسحب يد الفرامل، وقفت العربية فواصل وهو يُشير لمكانٍ بعيدًا عن بصرهم.
-مش دول البنتين الجُداد؟ شكلهم بيتثبتوا يا غيث!
نهى حديثه وخرج من السيارة وركض نحوهم، نظر للشباب بتفحص ثم هتف.
-مش رجوله دِ يا كباتن برضه؟
كانا شابان واقفون حَول ملك وريم، نظرا لغيث ثم بدلوا نظراتهم لبعضهم، تقدم واحد منهم والذي كان يحمل أله حادة صغيرة، تقدم من مازن لبعض خطوات وهو يقول بنبرة تهديد: طب ما تتكل على الله وملكش في يا حلو.
استغلت ريم تركيز الفتى الأخر مع حديث مازن وصديقه وقفزت على ظهره وغرزت أسنانها بكتفه بغلٍ، ضوى صراخ الشاب في المكان وهو يتحرك بعشوائية لعلها تتركه! أما مازن فبحركة سريعة رَكل يد الشاب بقدمه، وقعت الأله الحاده من يده وقبل استيعاب ما يحدث حوله كان مازن تقدم منه ولكمه بعنف في وجهه، ارتد للخلف وهو يضع يده على فمه الذي بدأ ينزف، ولحقها ركله قوية استقرت في قدمه جعلته يفترش الأرض، ركض مازن نحو الشاب الأخر، صرخ في ريم وهو يستعد للكمه.
-انزلي من على ضهره بسرعة.
نهى حديثه وقفزت على الأرض سريعًا وتركت ظهره، وقبل فَرد الشاب لظهره من الأساس كان أستقبله مازن بلكمه قوية، وهو يصرخ بهِ.
– ودِ عشان تتعلموا يعني أيه مرجله يا شوية حريم.
فَر الشاب الأول هاربًا، ولحقه الأخر وهو يركض معه، بينما مازن فنظر لهم وهم يركضوا مثل الفئران وضحك عاليٍ، نظر لريم وقال لها بفخر: لا بس عاش حقيقي، طلعتي بتعرفي تتصرفي.
هندمت ملابسها بفخر ثم قالت: طبعًا يبني، أنت فكرني من البنات المايعه ولا أيه!
– الصراحة شكل صاحبتك هي اللي طريه شوية.
-مش طريه هي بس.. احيه فين ملك!
نظروا حولهم برعب، فَهم لم ينتهبوا لملك، وريم كانت منشغله مع ذلك الشاب، لم تعلم أين ذهبت، ضربت بكفيها على خديها وهي تصيح برعب.
– ملك! ملك فين؟
كان ينظر حولهم بتفحص، نظر بعينه هنا وهناك وليس لها آثر، مد يده لها وصاح وهو بتسعد للركض: يلهوي أنا نسيت غيث! تعالي.
ركضت معه وهي تدور بعينها في المكان على صديقتها، وصلا للسيارة، ولكن فور وصلهم فُتح فاهم من ذلك المشهد العجيب! فكانت ريم تسند رأسها على قدم غيث والدموع مُزينة خديها، وغيث يسند رأسه على زجاج السيارة وأثر الدموع واضح على خديه.
مسح غيث وجهه بيده سريعًا، واعتدلت ملك في جلستها، لم ينطق أحد بحرف، فقال غيث.
-مش عيب عليكم تنسوا البت المسكينة دِ!
أخيرًا ادركت ريم ما يحدث، فصاحت بغضب في ملك: أنتِ يا بت هنا واحنا قالبين عليكِ الدنيا، انتِ ناوية تشليني!
صعد مازن السيارة وقال بعد اكترث لما يحدث: بقولك أيه اركبي اخلصي خلينا نمشي من هنا.
كتفت ساعديها امام صدرها بتذمر وصاحت: وأحنا نركب معاكم بأمارة ايه إن شاء الله؟!
شغل مُحرك السيارة وقال وهو يستعد للتحرك: دَ على أساس جوز خالتك اللي لسه لحقك من تحت شوية البلطجية، أركبي اخلصي.
صرخ بأخر كلماته، بينما ريم فخافت منه، وأقتنعت أيضًا بحديثه، صعدت السيارة بحنق وهي تُسب مازن داخل نفسها.
بعد وقت من الصمت، سألت غيث.
-هو أنتوا أخوات؟
ردت ريم: لا ولاد خاله، صحاب يا عم، انت مخدش بالك من أسامينا عندك في الملف؟ أوبس، نسيت انك كنت عصبي الصيح ومكنتش مركز.
نهت حدثها وهي تنظر له بأصفرار، بينما الأخر فهم ما ترمي بكلماتها، لم يهتم وفضل الصمت، بينما مازن فَنفجر ضاحكًا، نظرت له ريم بتذمر وصاحت.
-ما تبطل ضحك.
نظر لها بسخرية وهو يكتم ضحكاته ثم قال: انتِ كمان هتدخلي في ضحك الأنسان! بس قوليلي انتوا أيه اللي ممشيكم من هنا في الوقت دَ؟
– والله يخويا حكم القوي، أحنا ساكنين أخر الشارع دَ.
نهت كلماته وهي تُشير لجهة، وقف مازن بالسيارة وقال لهم بجدية: دَ انتوا ساكنين في طرقنا، خلاص بعد كده نبقى نوصلكم بعد الشغل عشان ميحصلش معاكم زي اللي حصل انهاردة.
نزلا الفتيات من السيارة، فردت ريم على مازن: وانت توصلنا بأمارة ايه؟
ابتسم غيث بسخرية وقال: بصفاتنا مُدرينك في الشغل، ولا انتِ مش وخده بالك، وبعدين توصيله وببلاش عايزة أيه تاني!
-لا شكرًا مش عايزين حاجة.
نكزتها ملك في ذرعها بعصبية، ثم قالت ببسمه: شكرًا ليكم، يلا عن أذنكم.
نهت كلماتها وسحبتها من يدها جهة منزلهم، بينما مازن فبدل نظراته لغيث وانفجرا الأثنين من الضحك.
*******************
في مكان اخر، وتحديدًا في منزل مليكة.
-عملتي أيه.
ابتسمت مليكة لبنت خالتها، وقالت بخبث: أهو أنا دلوقت قدمت لـ أمجد فرصة من دهب، فرصة لو عرف يستغلها صح هيكسب كتير، كتير أوي.
– بمعنى؟
– عرض عليه أني هخلي ينتقم من أخوه، ومنغير ما يظهر في الصورة.
نظرت لها ببلاه، ثم هتفت بعدم تصديق: انتِ عبيطة يا مليكة، انتِ روحتي قولتي لـ أمجد تعالى اخليك تنتقم من أخوك! أنت بجد فكرة أنه ممكن يوافق!
ضحكت مليكة بسخرية ثم قالت: أمجد أكتر واحد بيكره غيث يا حببتي، وأكتر واحد يتمنى كده يشوف غيث مذلول.
– حتى لو زي ما بتقولي، بس عمره ما هيوصل بي الحال انه ينتقم منه! أو يدخل نفسه مع حد عايز ينتقم من أخوه، دَ في الأول والأخر أسمه أخوه يا مليكة! بدأت أقلق عليكِ، أتمنى دماغك متغرقيش يا مليكة.
ابتسمت لها، وقالت بتحدي: هيوافق يا مي.
-هتغرقي يا مليكة، دَ أخوه!
*******************
في مكانٍ أخر، وفي غرفة الفتيات.
كانت ريم تصعد للفراش وفي يدها طبق فشار كبير، جلست بجوار ملك وهي تقول: جبتلك بقى فشارنا، وحلوياتنا، وبابا غنوجنا، واحلى فلم رعب عليكي يا عسل.
ضحكت ملك عليها، فقالت: طب ما نخليها كوميدي، ليه رعب على المسا!
– خلاص يا ستي كوميدي.
رَبعت قدمها على الفراش وسألتها بجديه: قوليلي بقى يا ست الكل ليه سبتيني وقت الخناقة؟ وأيه اللي وداكي عربية مستر غيث؟
ضحكت ملك وهي تتذكر ما حدث، ثم بدأت تقص عليها ما حدث: ولا حاجة يبنتي، الموضوع كله أني لقيتكم عمالين تضربوا في العيال وأنا شبه كيس الجوافة، قوبت لما أبعد بدل ما يحصل زي ما بشوف في الأفلام ويخدوني بقى ويهددوكوا بيا، فَ أنا قولت أهرب عشان مكونش نقطة ضعف، لسه بجري لقيت مستر غيث بيحاول ينزل من العربية ومش عارف، حاولت اتكلم معاه وقولت له أن خلاص الموضوع خلص، فراح قالي تعالي أستني هنا، الصراحة ركبت منغير تفكير أساسًا، شوية ولقيته بيعيط! وأنا أصلًا كنت بتلكك عشان اعيط، فعيط معاه وسندت راسي على رجله وقعدنا نعيط سوا، بس.
كانت ريم تسمع لما تقوله ملك وهي تأكل الفشار باستمتاع، وكأنها تقص عليها فلمٍ ما! نظرت لها بتأثر زائف ثم صاحت بحنق: لا حقيقي ناس نكد بصحيح.
ثم واصلت بجدية: بس تعرفي، حقيقي عايزة اعرف أيه حكاية غيث المنشاوي، أصل أيه اللي يخلي واحد من أكبر رجال الأعمال فاجأة يختفي من السوق وشريكاته كلها تعلن أفلاسها! وهو يبدأ من الصفر! أكيد الموضوع مش بسيط.
مسكت ملك ريموت التلفاز وصاحت وهي تسندت ظهرها للخلف: عندك حق، المهم دلوقت شغللنا الفلم بقى.
*******************
وعند غيث ومازن الوضع لم يختلف كثيرًا، فكانا الأثنين جالسين على الأريكة، مازن في يده كوب الشاي، وغيث يضع على قدمه الحاسب الألي لكي ينهي بعض الأعمال عليه.
كان مازن يمسك في يده قطعة بسكوت ويغطسها في الشاي ثم يأكلها باستمتاع، قطع تلك الاجواء نظرات غيث لمازن وهو يصيح بهِ: أنت ياض مش معاك شغل المفروض تخلصه؟
نظر له ناظن بضيق وقال: يعم لما أكل، هو هيطير.
صاح الأخر غاضبًا: يعني هي سئسئة البسكوت في الشاي هي اللي هتطير!
أكل اخر قطعة بسكوت بستمتاع شديد ثم ترك كوب الشاي من يده وقال بجدية: اديني سبت الشاي، وسبت البسكوت، قولي بقى، ممكن أعرف بقى كان مالك انهاردة؟
– مفيش حاجة، مالي!
ضيق عيناه وقال: لا والله! طب كان مالك يا غيث؟
تنهد الأخر وصمت، فَهو يعرف ذلك النبرة جيدًا، قفل الحاسب الألي وقال: بتسأل كان مالي يا مازن؟
في أني كنت حاسس بالعجز، حسيت أنا كنت فين، وبقيت دلوقت فين! ازاي غيث المنشاوي اللي كان الكل بيخاف منه دلوقت بقى موظفين شركته بيتعرضوا للتحرش قدام عيني وأنا.. وأنا مش عارف اعملهم حاجة! تخيل لو أنت مكنتش مووجود يا مازن؟ كنت هعمل أيه؟ هو الحقيقة لو أنت مكنتش موجود أنا كان زماني ميت من زمان اووي.
لم يعلم ماذا يقول في مثل تلك المواقف، فقط فتح احضانه له وغرزه بين ضلوعه، كان يربت على ظهره لعله يخفف من ألآم قلبه، همس له وهو يسمع شهقات صديقه: اوعى تنسى أن دَ ابتلاء من ربنا يا غيث، كل واحد فينا ربنا بيحطه في اختبار ولازم تصبر وتتحمل اختبارك.
ثم واصل بمزاح: وبعدين مش تحمد ربنا عن عوض ربنا ولا ايه، دا ربنا عوضك بيا يا جدع، ولا أنا مش مالي عينك!
ابتسم غيث من بين دموعه، فكانت كلماته في محلّها، فَهو حقًا عوض الله له عن كل ما حدث له، لولا وجود مازن في حياة غيث ما كان غيث موجود الآن من الأساس! فور انهاء كلمات مازن ضمه غيث لأحضنه اكثر، وكان ذلك خير تأكيد لحديثه هذا.
*******************
ولكن عودة مرة أخرى لمنزل أمجد.
-هاا يا امجد، أي رأيك؟
نظر لها أمجد بتعجب، صاح وهو ينهض من مكانه: أنتِ عايزاني انتقم من أخويا يا مايا؟! أنتِ أتجننتي!
تابعته مايا بنظراتها، ثم انفجرت ضاحكة…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لماذا أنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى