روايات

رواية لقاء في القطار الفصل التاسع 9 بقلم جوجو

رواية لقاء في القطار الفصل التاسع 9 بقلم جوجو

رواية لقاء في القطار الجزء التاسع

رواية لقاء في القطار البارت التاسع

رواية لقاء في القطار الجلقة التاسعة

حرقة قلب .. تناسى يفشل داخلها … خداعٌ يحوطها من كل مكان … تنهمر الدموع من عينيها … حرمانٌ يتحكم بها .. حزنٌ يرفرف على حياتها .. ابتسامةٌ تليها نزيف دمعى بقلبها .. أحاسيسٌ متضاربة داخلها حب وكره وخيانة وظلم .. انفعالات وأحاسيس ضدها .. لومٌ وعتاب وقهرة شديدةٌ .. أنفاسٌ سريعة فى بحر الأحزان .. ذكرياتٌ خلابة جارحة .. خسارة لحب وهمى يحمله قلبها وحده .. إنكارٌ وكذب وحياةٌ ليست لها الحق فيها .. كلمة أرادت الاحتفاظ بها وفجأةٌ وجدتها حروفاً زادت عليها قسوةًَ .. نظرات مرتعبة وغير مستقرة .. ألمٌ بصدرها يذهب ويأتى وكأنما هى صخرٌ لا يشعر بتلك الآلام .. أخذتُ درساً قاسياً فى حياتها .. ضحى بها وخدعها واستمر فى حياته هو .. لم تنساه لحظةً .. ذهب وتركها غارقةٌ بحزنٍ فى ليالٍ سوداء .. كسرةً وإهانة وخيالٌ لقلب أراد الحب ولم يجد إلا الانكسار .. كيف لم تشعر ولو لدقيقة بأنه مخادعٌ .. كيف دخلت فى دوامة الجرح دون وضع ذلك الجرح فى الحسبان .. كيف تظل تفكر به حتى هذا الوقت .. يجب أن تنسى .. ليس هو .. ولكن تنسى ذلك الجرح المتمكن بقلبها وضلوعه … ذلك الألم الذى يحيطها من كل جهة ولا تستطع الفرار منه .. يجب أن تبتسم .. ربما ابتسامةٌ زائفة تتحول إلى ابتسامة حقيقية ..

تنظر إلى حاتم وتجده نائماً بعمق وكأنه لم ينم من قبل .. فما معنى هذا .. هل معناه أنه بالفعل أحبها وبحبها نسى جرحه وانكساره .. هى أيضاً تميل إليه وتشعر بأحاسيسٌ جميلة .. ولكنها لم تنسى جرحها بعد .. فما الفرق بينهما ؟

فى لحظةٍ شعرت آية بأنها لم تعد تتذكر من قصتها مع وائل ولو سطراً واحداً .. قصةٌ تؤلمها من حينٍ لآخر .. من دقيقةٍ لأخرى .. إذن فلن أتناسى جرح وائل بل سأنساه ..

مرت الساعات فى القطار سريعةٌ جداً ولكنها حزينةٌ سعيدة .. لم يتجادل حاتم مع آية ولم يتعاركا .. كانا فى قمة الصفاء .. حاتم فى قمة سعادته وآية فى قمة سعادتها وألمها .. ربما كان كلٍ منهما يحتاجُ إلى تلك المعركة الأخيرة ليعرفا أن فى شئٌ بداخلهما يتحرك تجاه بعضهما البعض .. فكانت نظراتهما بقية الوقت تنم على حبٍ وُلدَ نتيجة معارك بينهما .. ذلك الحب الذى يظل لآخر العمر وكأن المثل الذى يقول ( من حب إلا بعد عداوة ) مثلاً صحيحاً مائةٌ بالمائة .. ورغم سعادتهما إلا أن جرحهما السابق لم يخلو منهما .. حيث أن كلٍ منهما ورغم ثقته الأكيدة فى الآخر ولكنه خائفٌ من إصابته بجرحٍ آخر ..

وجاء وقت مغادرة القطار وكلٌ ممسكاً بحقيبة سفره مستعداً للنزول وإذ بحاتم يسير بجانب آية ويحمل عنها حقيبتها ولم يقبل المناقشة .. خجل أيمن وفعل نفس الشئ وإن كان يفكر بفعل ذلك أيضاً ولكن سبقه حاتم .. وأوقفوا سيارة أجرة ( تاكسى ) كبيرة لتقلهم إلى الفندق التى حجزت فيه فاطمة قبل سفرها … وبدأوا يوماً جديداً .. ربما عهداً جديداً ..

نام الجميع فى سلام .. وشعورٌ كبير بأمانٍ لم يشعرون به من قبل .. وجاء الصباح عليهم .. وكان أول من استيقظ هو أيمن .. وأحدث ضوضاء بالحجرة وإذ بحاتم يستيقظ وهو حانقاً عليه …

حاتم : ايه فى ايه .. هو انت لازم تصحى الخلق معاك .. نام لسة بدرى … ثم صاحى بدرى ليه هو جسمك مش مكسر من قعدة كرسى القطر .. نام ياأخى نامت عليك حيطة ..
أيمن : انا قايم هروح مع فاطمة .. هوصلها لفرع الشركة بتاعها ..
حاتم : انت عبيط ؟ ولما الموظفين هناك يشوفوك هتقولهم البنت عنك مين ؟ استهدى بالله ونام ..
أيمن : انا مش هطلع الشركة .. انا هستناها فى أى كافيه جنب الشركة لحد ما تخلص ..
حاتم ( فى سخرية ) : ياعينى على الحب .. انا بقى هنام ..
أيمن : اعمل ما بدالك .. انا نازل سلام ..
حاتم : طيب ياشيخ بالله عليك يعنى فاطمة هتنزل 6 الصبح ..
أيمن : الساعة 10ونص يامسطول أفندى ..
حاتم : مممممممممم .. طيب تصبح على خير .. سلام ..
أيمن : سلاااااام …

نزل أيمن إلى بهو الفندق وينتظر قليلاً فيجد الفتاتين وقد نزلا … وعرف منهما أن آية ستذهب مع فاطمة .. فاستأذن منهما دقيقتين …

على الجانب الآخر .. يرن هاتف حاتم بإصرار .. فيستيقظ حاتم معترضاً على إزعاجه تارة من أيمن وتارة من هاتفه وهم أن يغلقه إلا أنه وجد اسم أيمن على الشاشة .. فرد عليه والشرر يتطاير من عينيه ..

حاتم : ياأخى ارحمنى .. مش عايز اصحى دلوقتى ..
أيمن : نفسى اعرف من امتى نومك كان تقيل .. اقل من 5 دقايق تنزل وتيجى معايا ..
حاتم : اجى فين يابنى آدم انت .. هو بالعافية .. مش نازل .. مش نازل .. اقولك مش ناااااازل ..
أيمن : اسكت ياحمار .. آية جاية معانا ياغبى ..
حاتم : ياسيدى ولو .. مش جاى انا عايز انام .. انا عاي……… انت بتقول ايه ..
أيمن : انت لسة هتسأل اخلص والبس بسرعة وانزلنا تحت فى بهو الفندق .. حأخرهم بأى طريقة ..
حاتم : هوا وأكون عندك ..

يغلق أيمن الخط .. ويذهب إلى الفتاتين .. فتبادره آية بسؤالها ..

آية : ايه انت كنت فين ؟
أيمن : كان ضرورى اعمل تليفون قبل ما انسى .. عملته وجيت ..
آية : تليفون شغل يعنى ؟
أيمن : لا .. اقصد آه ..
آية : ومكنش ينفع تتكلم قدامنا فى الشغل ده .. او حتى نمشى وانت تتكلم واحنا ماشيين ..
أيمن : لا مش هبقى مركز …
فاطمة ( فى اهتمام ) : مش هتبقى مركز فى ايه ؟
أيمن : فـ…… فـ……. فى الطريق وانا ماشى .. كان ممكن أتكعبل ..
آية : صح عندك حق .. طيب ليه متكلمتش قدامنا واحنا واقفين .. ايه اسرار مثلاً ؟
أيمن : على فكرة انتى سوسة ..
آية : على فكرة عارفة .. ها هينزل بعد قد ايه ؟
أيمن ( متفاجئاً ) : عرفتى منين انى كنت بكلمه ؟
آية : الحاسة السادسة ..
أيمن : ماشى ياستى .. اهو وصل ..
فاطمة : طب نمشى واللا ايه .. انا كدة هتأخر وهناك هيأخرونى وهيأرفونى .. دى تعتبر عهدة .. ولسة هيشوفوا الورق ويقروه كلمة كلمة .. ده انا هقعد هناك مش اقل من 5 ساعات ..
حاتم : مين اللى 5 ساعات ده .. بتتكلموا فى ايه ؟
آية : أهلاااااااا ياحاتم … مظنش انك نمت كويس ..
حاتم : ليه بتقولى كدة ؟
آية : بسيطة .. عنيك لسة نيمانة ..
حاتم : ده من .. ده من ..
آية : مفهوم .. من قلة النوم لان أيمن صحاك عشان تنزل معانا ..
أيمن : مش بقولك انتى سوسة ..
آية : لا مش سوسة .. بس مش غبية ..
فاطمة : حاجة من التلاتة لو هنفضل نتكلم هنا كتير .. ياهترفد ياهترفد ياهترفد ..

يضحك الجميع ويذهبون إلى مقر فرع الشركة مع فاطمة … ويجلس كلٍ من حاتم وأيمن فى كافييه بجانب الشركة لتمضية الوقت حتى تنتهى فاطمة من عملها وطلبت آية الذهاب معها فهى خجلة أن تجلس مع حاتم وأيمن وحدها .. وفى أثناء ذلك دار حوار انفعالى بين أيمن وحاتم ..

أيمن : ناوى امتى ياحاتم ؟
حاتم ( سارحاً ) : يعنى ايه ناوى على ايه ؟
أيمن : لا متجننيش .. هتصارح البنت إمتى .. والبنت اللى هى آية عشان بس متسألنيش بنت مين ..
حاتم : اصارحها بإيه ياأيمن انت اتجننت ..
أيمن : لا ده انت اللى لسعت .. اومال انت خلتنا ننزل أسوان ليه .. واقنعتها تيجى معانا ليه .. نزلت معانا المشوار ده ليه .. وليه لسة هتكمل معانا اليوم وانت عارف اننا هنتفسح ونقعد شوية مع بعض ؟
حاتم : ياأيمن انا مش عايز أظلمها ..
أيمن : نعم ياأخويا ؟ تظلمها ازاى يعنى .. هو مش مفروض حسيت ناحيتها بحبة حبة واللا انا يتهيألى ؟
حاتم : أيوة ياأيمن انا فعلا حسيت ناحيتها بكدة بس خايف يطلع احساس مؤقت ..
أيمن ( فى دهشة وسخرية ) : والله العظيم ؟! فعلا خايف يطلع مؤقت .. ياأخى الله يسامحك ..
حاتم : ليه بس ياأيمن ..
أيمن ( فى انفعال ) : ليه ايه ؟ انت بتستهبل ياحاتم ؟ تفهم ايه آية لما طلبت منها انها تيجى أسوان معانا .. ايه استغليت انها ملهاش أهل وقلت تلعب بيها وتجرحها أكتر ماهى متنيلة بنيلة واللا علشان بتحبها وعايز تقعد معاها وقت أطول وهتصارحها بميلك ناحيتها ؟
حاتم : لا ياحاتم لأ .. انا مبلعبش بيها .. انا مقدرش اجرح حد الجرح اللى انا اتجرحته .. انا خايف يكون احساس مؤقت وساعتها أكون فعلا جرحتها ..
أيمن ( محاولاً الهدوء ) : حاتم ..
حاتم : نعم ..
أيمن : شايف الترابيزة اللى هناك دى ؟ الفاضية دى ؟
حاتم : ايوة شايفها ..
أيمن : روح ياابن الحلال اقعد عليها لوحدك وفكر بينك وبين نفسك انت شعورك ايه من ناحية الغلبانة دى وبعد ما توصل لقرار ابقى تعالى نتكلم ..
حاتم ( فى شبه انفعال ) : متعاملنيش كدة ياأيمن ..
أيمن : مهو ياتروح انت ياأروح أنا لاما هصور قتيل النهاردة .. اسمع انت صاحب عمرى أه وبحبك أه .. لكن مش معنى كدة انى اساعدك فى الارف اللى انت فيه ..
حاتم ( بغضب ) : طيب ياأيمن .. انا قايم هقعد لوحدى ..
أيمن ( فى عصبية ) : ياللا بالسلامة ..

يجلس حاتم وحده متفكراً فيمنا عساه أن يفعل فى خوفه هذا .. وهل بالفعل يخاف أن تكون مشاعره جهة آية مؤقتة أم يخاف من مواجهة جرح جديد من آية .. لماذا يخاف هكذا … لا .. إنه لا يخاف من أن تجرحه آية فمثلها لا يستطع الجرح فهى شخصية رقيقة .. بينها وبين جرح أية قلب مسافاتٌ طويلة .. بالفعل أحبها .. ولكن كيف يتأكد أن هذا حباً حقيقياً وليس مؤقتاً ..

حاتم ( فى سره ) : يارب إشارة واحدة انى بحبها بجد ..

وما هى إلا لحظات حتى يسمع صرير سيارة تقف فجأة وتصطدم بشخصٍ ما وضوضاء وأناسٌ يلتفون حول ذلك الشخص .. فيهرع حاتم ومعه أيمن لمعرفة ماذا حدث .. وكأن شئٌ فى قلب حاتم أن هذا الشخص يخصه .. بالفعل فمن صُدم هى آية وكانت فاطمة تجلس بجانبها على أرض الشارع باكية بشدة .. بل وعندما وصل وجد الدماء تنزف بغزارة من رأسها وفاقدة للوعى .. فيحملها وهو صارخاً فيمن حوله ويساعده فى حملها أيمن ..

حاتم : تاكسى تاكسى .. وقفوا تاكسى ..
فاطمة ( فى ذهول وبكاء ) : أنا قلت لها تستنى متعديش دلوقتى .. هى اللى عدت .. هى اللى عدت ..
حاتم ( صارخاً فى فاطمة ) : اسكتى وده وقته ..

يقف تاكسى كان ماراً بالصدفة وركب فيه الأربعة دفعة واحدة دون وضع فى الحسبان ضيق المكان .. إلى أن يصلون إلى المشفى … ويهرعون بها للاستقبال .. وتراهم ممرضة وفى أيديهم آية وهى نازفة دماءها … فتنادى ممرضٌ مثلها ليأتى بالترولى .. ويضعون عليه آية ويدخلون بها حجرة الطوارئ ثم ينادون على الطبيب المختص ويأتى سريعاً .. ويدخل حجرة الطوارئ .. ثم يخرجه قائلاً ..

الطبيب : جهزوا أوضة العمليات ..
الممرضة : حاضر يادكتور .. حالاً ..

وبعد دقائق يأخذون آية إلى حجرة العمليات ويقف حاتم وفاطمة وأيمن على بابها منتظرين فرج الله ونجدته لآية والكل يدعى الله بنجدتها .. ويغيبون فيها نصف ساعة حتى تظهر الممرضة وتسألهم ..

الممرضة : محتاجة نقل دم بسرعة .. بس فصيلة دمها نادرة ومش موجودة فى المستشفى ..
حاتم : وايه هى فصيلة الدم دى ؟
الممرضة : AB سالب ..
حاتم : انا فصيلة دمى AB سالب ..
الممرضة : طب اتفضل معايا ..

تأخذ الممرضة من حاتم كيسين من فصيلة الدم المطلوبة … وتدخل بها حجرة العمليات فوراً .. وبعد ساعة خرج الطبيب قائلاً :

الطبيب : ادعوا تمر ال12 ساعة دول على خير ..
حاتم : هى حالتها خطيرة يادكتور ؟
الطبيب : انا مش عايز أكدب عليك أو اهون من الأمر .. هى نزفت كتير وجالها ارتجاج فى المخ .. احنا محتاجين النزيف يقف بس وبالنسبة للارتجاج هو بسيط مفيهوش مشكلة ..
حاتم ( وهو يبكى بصدق ) : طيب انا مستعدة اديها دم تانى ..
الطبيب : مش دلوقتى ياأستاذ .. هيبان بعد 12 ساعة .. ربنا يستر ..

لأول مرة فى حياته .. يجلس على الأرض ويبكى .. ويتضرع إلى الله ويناجيه أن ينقذ آية من الموت .. يمسكه أيمن وهو يقول له ..

أيمن : أظن لما تفوق آية وتقوم بالسلامة هتصارحها بالحب ده كله ياحاتم ..

يحتضنه حاتم باكياً داعياً إلى الله وقائلاً ..

حاتم : ان شاء الله تقوم بالسلامة .. يارب .. يارب ..
فاطمة ( فى بكاءٍ شديد ) : انا قلت لها متعديش ..
أيمن : خلاص يافاطمة .. دلوقتى ندعيلها ان ربنا يقومها بالسلامة .. ياللا يافاطمة انا هوصلك للفندق وهرجع استنى انا وحاتم هنا ..
فاطمة ( صارخةً ) : لا انا مش هسيب آية .. مش هسيبها ابداً ..
أيمن : يابنتى دول 12 ساعة ..
فاطمة : أقسم بالله ما همشى من هنا ..
أيمن : لا حول ولا قوة إلا بالله .. خلاص استنى .. وربك يسترها ..
حاتم وفاطمة : يارب .. يارب ..

تمر الاثنى عشر ساعة ببطءٍ شديد وماتزال آية فى غيبوبتها .. ويأتى الطبيب لمتابعة حالة آية .. يحاول حاتم الدخول معه ولكنه يمنعه .. ويدخل هو والممرضة .. وبعد قليل يخرج الطبيب وعلى وجهه ابتسامة .. قائلاً ..

الطبيب : الحمد لله الخطر زال والمريضة فاقت كمان ..
حاتم ( بصوتٍ عالى جداً ) : ينصر دينك يادكتوووووووووور …

دخل حاتم وفاطمة وأيمن إلى حجرة آية التى تبتسم لهم فى وهن وتشاور لهم قدر استطاعتها لتطمئنهم عليها … يقترب منها حاتم قائلاً ولكن بحركة شفاهه ..

حاتم : بحبك ..

تفاجئت آية بذلك الاعتراف المبكر … نعم كانت تشعر به وأخبرها به أيمن ولكنها لم تكن تتوقع ان يصارحها حاتم بتلك السرعة .. فهو مثلها مجروحاً وبالطبع مثلها يخاف من الجرح مرةً ثانية .. فكيف اعترف باكراً بذلك الاعتراف .. ماذا تسميه .. هل هو اعتراف جميلٌ أم اعتراف يجعلها تقلق منه .. بل هو اعترافٌ جميل .. نظرت آية إلى حاتم فى حبٍ وعدم تصديق .. فقالت له وهى واهنةٌ ..

آية : بتحبنى ؟
حاتم : ايوة والله العظيم بحبك ..
آية ( فى خجل ) : كدة على طول ؟!!
أيمن ( بخفة ظل ) : أومال على عرض ياآية .. ياللا بقى ياجميل قوميلنا بسرعة بالسلامة عشان الاخ ده يروح لجدك يطلبك منه ..
آية : شكلكو بتهزروا …
فاطمة ( فى بكاء وفرحة ) : تفتكرى المواضيع دى فيها هزار .. هما الناس وبنات الناس لعبة وهزار فى ايد الشباب برده ياآية .. ياللا ياجميلة قومى بالسلامة عشان هاجى معاهم ومش هسيبك أبدا أبداً .. وانا مش هعمل خطوبتى الا بعد منك ..
أيمن : ايه ده .. هو هيجى على دماغى انا واللا ايه .. لا يبقى احنا الاربعة فى يوم واحد .. مفهوم واللا ايه ياحاتم ..
حاتم : لو كان ينفع دلوقتى كنت عملتها .. بس هنعمل ايه .. لازم اروح لجدك ..
آية ( فجأة ) : جدو .. جدو .. لازم أكلمه لازم ..
حاتم : تكلميه فين ياآية بس .. انتى تعبانة .. احنا حتى هنسكت عشان منجهدكيش فى الكلام خالص اليومين دول ..
آية : بس هو مستنى منى تليفون ياحاتم ..
حاتم : ابقى كلميه بكرة تكونى روقتى شوية ..

تدخل الممرضة وتطلب منهم الرحيل لراحة المريضة .. ويودعونها ويوعدونها بزيارتها فى الغد الباكر .. وفى الطريق تدمع عينى حاتم متخوفاً على آية بشدة .. فيطمئنه أيمن ومشجعاً له على التماسك حتى لا تتأثر آية بحالته النفسية فتسوء حالتها النفسية ومن ثم تسوء حالتها الصحية .. فيقتنع حاتم بحديثه .. ويصلون إلى الفندق ومازال الوقت أمامهم باكراً على النوم .. ورغم ذلك لم يرغب منهم أحد فى الفسحة دون آية .. فتتوجه فاطمة إلى حجرتها وأمسكت بهاتفها المحمول فتطلب والدها لتخبره بما حدث ..

يرن جرس هاتف والد فاطمة فيرد عليها ويدور هذا الحوار ..

فاطمة : ألو .. بابا حبيبى ازيك وحشتنى ..
الأب : ازيك انتى يافطومة .. وحشانى اوى ياحبيبتى .. ايه ياحبيبتى هتيجى بكرة خلاص .. استناكى الساعة كام على المحطة ..
فاطمة ( فى تردد ) : لا يابابا مش جاية بكرة ..
الأب ( متعجباً ) : ليه يافاطمة .. هتطولى فى الشغل واللا ايه .. ده انتى هتسلمى ورق بس ..
فاطمة : مهو يابابا برده انا مش هقعد شوية عشان خاطر الشغل ..
الأب ( فى حزم ) : أومال فى ايه ؟
فاطمة : أصل يابابا فى واحدة صاحبتى عملت حادثة وهى يتيمة ملهاش حد .. وكانت معايا لما حصلت الحادثة وهى دلوقتى فى المستشفى فى العناية المركزة وهستنى معاها لحد ما تقوم بالسلامة ..
الأب : صاحبتك فى الشغل هناك ؟
فاطمة : لا يابابا .. دى واحدة اتعرفت عليها فى القطر ..
الأب : واحدة اتعرفتى عليها فى القطر ولحقت تبقى صاحبتك وكمان هتقعدى جنبها لحد ما تقوم بالسلامة ..
فاطمة : يابابا مجتش على انى أكمل أسبوع فى أسوان ما انا ياما سافرت ..
الأب : انا مش بتكلم انك تقعدى كمان كام يوم يافاطمة .. انا بتكلم عن انك عايزة تقعدى جنب واحدة انتى متعرفيهاش الا من يومين وفجأة بقت صاحبتك .. دى معرفة يومين وهتعدى ومش هتشوفيها تانى ..
فاطمة : لا ياحبيبى بالعكس دى بنت حلوة وطيبة ومحترمة ويتيمة وانا حسة انى انا وهى هنفضل أصحاب طول العمر ..
الأب : ممممممم .. قوليلى يافطومة ؟!
فاطمة : نعم يابابا ؟
الأب : هو أيمن معاكى ؟
فاطمة ( متفاجئة بسؤال أبيها ) : مين ؟ أيمن ؟ آ…… لا يابابا أيمن نزل فى سوهاج وانا كملت انا وآية على أسوان ..
الأب : فعلا ؟!
فاطمة : اه يابابا صدقنى ..
الأب : ماشى يافاطمة انا مصدقك .. انتى فى المستشفى ؟
فاطمة : لا يابابا ما ( احنا مشينا ) ودلوقتى فى الفندق ..
الأب : ماشى يافاطمة . ارتاحى بقى عشان تقدرى تواصلى مع صاحبتك .. ابقى سلميلى عليها .. وكلمينى تانى ..
فاطمة ( فى ندمٍ ) : حاضر يابابا ..

تغلق فاطمة الخط وهى نادمة أشد الندم على كذبتها .. لماذا لم تقل لأبيها الحقيقة .. مهما حدث فكان يجب أن تقول له أن أيمن معها لحمايتها من أى شئ ومعه صديق حاتم .. ورجعت تفكر وكيف ستكون ردة فعله .. ربما سيثور ويطلب منها أن ترجع القاهرة فوراً دون الاعتبار لحالة آية … هكذا أفضل ..

ومن ناحية أخرى .. يرن هاتف أيمن … ويستعجب للمتصل ..

أيمن : ايه ده ؟ معقولة ؟! غريبة …
حاتم : فى ايه ياأيمن ؟
أيمن : ثوانى وهقولك فى ايه .. انا بس هرد على المكالمة الأول ..
حاتم : خلاص رد بسرعة ..
أيمن : ألو .. أهلا اهلا ازى حضرتك .. أنا فين ؟ أنا فى أسوان .. ايوة اصل بصراحة محبتش فاطمة تكون لوحدها فى أسوان حتى ولو لساعة .. وبعدين ياعمى معانا بنت اسمها آية صاحبتنا يعنى عملت حادثة امبارح وهى خارجة مع فاطمة من الشركة .. ودلوقتى فى العناية المركزة .. ايه ده معقولة .. فاطمة قالت لك كدة .. طب ايه اللى يخليها متقولكش على الوضع .. طب مش يمكن تكون خافت على زعلك او تفهمها غلط ؟ خلاص خلاص ياعمى انا هشوف الموضوع ده مع فاطمة .. ليه بس ياعمى مش عايزنى اقولها .. اه تمام تمام .. خلاص ماشى .. لا متقلقش فاطمة فى عينى وأختى لحد ما اقابلك ان شاء الله .. مع السلامة ياعمى ..

بالطبع عرفتن أن أيمن يتحدث مع حماه المستقبلى .. والد فاطمة ..

ينتهى أيمن من المكالمة مع والد فاطمة وهو يزفر ومتنهداً فيسأله حاتم ..

حاتم : هو ده أبو فاطمة ؟
أيمن : ايوة ياسيدى ..
حاتم : هو حصل ايه ؟
أيمن : فاطمة أنكرت أننا معاها .. سألها وأنكرت وغلطت فى الكلام وقالت له احنا رجعنا من المستشفى فعرف اننا معاها .. بس هو مستغرب ان فاطمة كذبت عليه وان دى اول مرة فى حياتها تكدب عليه ..
حاتم : يمكن خافت على زعله ياأيمن ؟
أيمن : مهو انا قلت له كدة .. انا مش عارف ألمحلها واللا اعمل ايه ..
حاتم : لا طبعا لازم تقولها ..
أيمن : مهو انا بقوله كدة قالى متكلمهاش انا عايزها هى اللى تيجى تقولى .. انا بقول ألمحلها وساعتها تحس بالندم وتقوله ..
حاتم : مش عارف والله ياأيمن .. انا مش هقدر أفيدك .. بس طالما طلب منك متقولهاش خلاص خليها منها ليه هما أدرى ببعض فى التعامل بينهم وبين بعضهم .. وأكيد طالما هى مكدبتش عليه قبل كدة أبدا يبقى أكيد هى اللى هتقوله الحقيقة منها لنفسها ..
أيمن : عندك حق ..
حاتم : ياللا قوم نطلع على أوضتنا ويحلها ربنا وكمان نكلم المستشفى نطمن على آية ..
أيمن : ونعم بالله .. ياللا ياسيدى ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لقاء في القطار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى