رواية لعلك تشتاق فتعود الفصل الثاني 2 بقلم بسملة محمد
رواية لعلك تشتاق فتعود الجزء الثاني
رواية لعلك تشتاق فتعود البارت الثاني
رواية لعلك تشتاق فتعود الحلقة الثانية
الساعه الواحده والربع بعد منتصف الليل هاتف والدها” ناجي” يرن ليستيقظ علي أثرهُ مستجيباً لهُ مجيباً علي المتصل وهو يجعد حاجبيه مستغرباً من سيهاتفهُ بهذا الوقت ويجد رفيقهُ “عاطف” هو المتصل ليجيب بقلق متسألاً بتوجس خشية أن يكون أصابهُ أو احد من أولاده مكروهُ:
_السلام عليكم، إي يا عاطف في حاجه؟.
=أبو جوز بنتك بيموت يا “ناجي”..!
هتف بها بأسي مجيباً علي سؤالهِ، ليتسأل الاخر بإندهاش غير مستوعب حديثهُ:
_اي اللي بتقولوا دا !!، وعرفت منين و اي اللي حصلهُ انا لسه شايفهُ بخير وكويس إمبارح ؟!
” عاطف” رفيقهُ بحزن أردف والأسي ظاهر بنبرتهِ:
_عمل حادثه من 3 ساعات وهو جاي من الشغل عربيه دخلت فيه، والدكاتره بيقولوا مفيش في حالتهُ أمل وصعب يعيش لأن في قصور في جسمهُ كلهُ، غير الخبطه اللي في دماغه، وقولت لازم أبلغك تيجي تعمل واجبك، مهما حصل من إبنه هو ملوش ذنب وإعمل حساب انهُ كان صحبك في يوم..!
=إي اللي بتقولهُ دَ يا “عاطف” إقفل إقفل انا جايلكم أهو بس هو مستشفي اي.!؟
ليخبرهُ عاطف إسم المستشفي ويرتدي ثيابهُ ويخرج من الغرفه يجد “بتول” أمامهُ لتقول هي بشحوب مضطرباً:
_كويس اني لاقيتك صاحي يا بابا !، “زينب” بنت خالت “أمير” كلمتني وقالتلي ان عمي عمل حدثه وفي المستشفي ولازم نروحلهُ!
=عمك عاطف كلمني عرفني، طب يلاا بسرعه!
_يلا علي فين يا أخويا بنتي مش هتتحرك من هنا..!!
ناجي بنافذ صبر أردف حانقاً:
_مش واقتك واللهِ يا “ناهد” لما نرجع نبقي نشوف الموضوع دَ.
وأخذ” بتول” وغادر تحت تزمر “ناهد” بغيظ وهي تتواعد لهم حين عودتهم.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أخذها والدها واتجهوا الي المستشفي وهي تفكر كيف ستقابلهُ، كيف ستتحدث معهُ، كيف ستواسيه، ظلت تتسأل وتتسأل طيلة الطريق، واحترم والدها صمتها وعلم انها في صراع داخلي فقرر تركها مع نفسها قليلاً.
وصل أخير وأول ما خطت قدمها خارج السياره قشعر بدنها من شدة البرد فهي من ربكتها نست إحضار معطفها ليقول والدها بتشجيع وهو يريٰٓ حيرتها الظاهر علي قسمات وجهها:
_يلا يا “بتول” مالك؟!،
انا عارف انها خطوه صعبه عليكِ، بس برضوا دا واجبك تجاههم، وحتي لو مشوفتيش منهم شئ حلو هتعملي دا انهارده عشان خاطر ربنا ونفسك وربنا يجازيكِ كل خير يا بنتي.
أومات متناهده بعمق وهي تفكر بكلماتهِ وان ما تفعلهُ هو الصواب فقط وتستعيذ من الشيطان لترد تلك الأفكار والأسئله التي لا تمتلك إجابةٍ لها علي جَنب فليس وقتها الأن، فلتتصرف بطبيعتها ويحدث ما يحدث فلن يحدث شئ أبشع من ما هي عليه الأن، هذه ما تمتمت لنفسها وبعدها قالت لوالدها وهي تزفر بقوه مرتبكه:
_يلا نطلع!
=يلا يا بنتي.
،،،،،،،،،،،،،
صعدا سوياً واقترب هي منهِ ما أن رآتهِ وأردفت بتنهيده مسهده وهي تفرك يداها بإرتباك وتحت نظرات التشجيع من والدها قالت:
_هيبقي كويس بإذن الله.
بتعب أجابها شارداً وهو يشيح بنظرهُ عنها:
_بإذن الله.
=جايه ليه؟، جايه تشمتي فينا في عز وجعنا..؟!!
هتفت بها والدتهُ بتهكم حاقد، ليكن رد بتول بتفهم لحالتها بهدوء:
_ألف سلامه عليه يا حماتي ربنا يقومه بالسلامه، بعد إذنك.
وأبتعدت عنهم كي لا يذداد حدة الموقف ووقفت بجوار والدها وعمها “عاطف” بعد أن صافحتهُ.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بعد عدة ساعات قرر “ناجي” إصتحاب إبنتهُ للمنزل حين رآيٰ نظرات والدة زوجها “شاديه” الحاقد، وتعب إبنتهِ الظاهر علي قسمات وجهها.
وأثناء سيرهم للمنزل هاتفهُ عاطف وأخبرهُ بحزن مبشراً إياه بأسف:
_إرجع يا ناجي بِبنتك عشان أبو جوزها مات!
=لا إله إلاّ الله، لا إله إلاّ الله، انا لله وإن إليه راجعون.
بتول بعدم إستيعاب إلتفت لهُ وتسألت متوجسه:
_في اي يا بابا..؟!!
=طب إقفل يا” عاطف” إحنا جاين أهو..!
أكمل بعد أن أخذ نفس عميق مردفاً بأسي:
_حماكِ مات..!
بدموع أجابته غير مصدقه:
_لا إله إلا الله، ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويثبتهُ عند السؤال،
إرجع يا بابا انا لازم أكون مع” أمير” أكيد محتاجلي.
بتنهيده حزينه أجابها:
_طبعاً يا بنتي.
،،،،،،،،،،،،،،،
ذهبوا للمستشفي وظلّ بجوارهم إلي أن تم دفنهُ، و”بتول”دائماً بجوار زوجها “أمير” تحاول التخفيف عنهِ ولكنه لا يبالي بأفعلها ويصدها بالجمود، فهي تعلم أن خلف جمودهِ وقسوتهُ هذهِ هناك روحٍ تبكي من شدة آلمها فخسارتهِ لوالده كانت بمسابة القشه التي قسمت ظهر البعير، يحاول إستيعاب الأمر ولكن عقلهُ يرفض تصديق ذلك، وهي تريٰ تشتت روحهُ من نظرة عيناه، لتقترب منهُ وتمسك يداهُ وتقوم بالضغط عليها بخفه لتطمئنه، ولكن رد فعلهِ صدمها بشده فهو أزاحَ يداها بعنف نافراً وتطلعهِ إليه بغضب حاقداً، وابتعد عنها، وكل هذا حدث تحت عيون والدها الذي ما إن رأي رد فعله زاد حنقهُ لينادي عليها ويجبرها علي العوده معهُ للمنزل بحجة تبديل ثيابها.
_اهلاً ..اهلاً.
قاطعها ناجي ناظراً لها بحده مردفاً بغضب:
_اقصري الشر يا ناهد والله ما رايقلك .
ليكمل موجهاً حديثه ل “بتول ” بتنهيده يحاول تمالك أعصابه:
_يلا يا بنتي غيري هدومك عشان نرجع !
بطاعه أجابتهِ:
-حاضر يا بابا
بعد مغادرتها اردف موجهاً حديثه “لناهد” هو بزفر بضيق :
_وانتِ كمان اجهزي تروحي تقعدي معاها ،انتِ عارفه أن الأمور لسه متحسنتش بينهم ، وبالمره تاخدي بالك منها .
=حاضر …
ارتدوا ثيابهم واخذهم “ناجي” للعزاء وتركهم علي باب المنزل وتوجه هو لمجلس الرجال .
،،،،،،،،،،،،
دلفا هم وواقفت “بتول” عل أعتاب باب شقة حماتها ،وتفاصيل ذلك اليوم المشؤوم تهاجم افكارها بحده
fhash back
-السلام عليكم ، ازيك يا ماما .
اردفت بها بهدوء وهي تزفر بارهاق مع دخولها للشقه، فهي كانت تنوي الصعود لشقتها مباشراً من شدة تعبها ،ولكن باب شقة حماتها كان مفتوحاً فا اضطرت للدلوف لالقاء التحيه عليهَا
اجابتها بسخريه متهكمه :
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، اهلاً ياست هانم ما لسه بدري..؟
ردت “بتول” بتبرير منهمك وإرهاقها بائن بصوتها:
_كان في شغل كتير انهارده وضغط كبير علينا ،وحضرتك عارفه ان بعد تريقيتِ زي ما “امير” عرفك الحِمل زاد عليا وانهارده كان في ضغط كتير معرفتش اجاي بدري فَ جيت انا وامير سوا .
اردفت بسخط حانقه وهي تنظر لها بنفور:
_ولما انتِ اخرتي لدلوقتِ هتاكلوا اي؟
اجابت هي بتلقائيه سريعه :
_ما امير راح يجيبلنا أكل جاهز !
حماتها بسخريه اردفت بتهكم حاد :
_وهي الهانم تترقي وتاخر في الشغل وابني اللي يطفح الدم، وبعدين نازله الشغل ليه هو جوزك مقصر معاكِ في مصاريف ولا حاجه ولا هي عطله وخلاص؟
=الشغل مش عطله يا ماما وبعدين “أمير” معرفنيش غير من شغلي ، ولما وافقت عليه مكنش ممانع شغلي اي اللي اتغير بقا؟ ، هو انهارده بس اتأخرت ومش هتتقرر تاني وانا هكلم المدير واظبط معاه المواعيد بس الفتره دِ في ضغط ،دَ غير ان انا لسه في مكان جديد محتاجه وقت اتعود عليه واتكلمنا انا و”أمير” في الحته دِ وهوا ما منعش.!
اردفت بتهكم ساخطاً :
_وهو من امتي بيمانع …؟
لتكمل بمكر دفين مردفه:
_ الا قوليلي عاملتي اي للمدير خلاه يرقيكِ بالسرعه دِ…؟
اجابتها بمزاح لتخفف من الحدة الحديث بعفويه:
_هكون عملتلهُ سحر مثلاََ يا ماما ، كل الحكايه ان انا كنت ماسكه ثفقه مهمه للشركه فنجحت فيها فترقيت بس…!
اردفت حماتها بتلاعب بنبره يقطر منها المكر :
_وتمسكك بالشغل دَ عشان نجاحك ولا حاجه تانيه؟
=حاجه تانيه زي اي يعني ؟ ، ماما حضرتك عامله تتكلمي بشكل مش مفهوم هو فيه حاجه ، لو حضرتك عايزه تسألي عن حاجه اتفضلي؟.
هتفت بها “بتول” بستغرب عاقده حاجبيه من حديثها الغير مفسر بنسبه لها،لتجيبها هي ببرائه مزيفه يكسوها مكر دفين :
_لا ابدََا بسأل عشان يعني ابني معاكِ في نفس الشغل وانتِ دوناََ عنهم كلهم اترقيتي مش شايفه ان الصفقه دِ حجه؟؟
=حجة اي…؟
_دايماً امي كانت تقولي اللي فيه داء عمرهُ ما بيتغير ،وانتٍ المثل دا بينطبق عليكِ .!
بفضول أردفت بعد إن جلست امامها وتسألت بحماس :
_ازاي يا ماما ..؟
بخبث قالت متشفيه شامته :
_أصل يعني المدير مش هيرقيكِ كدَ، أكيد مقضيها معاه زي ما كنتِ مقضيها مع أبني !
أكملت وهي تنظر لها بشماته والمقر يتراقص من عينيها:
_اصل اللي يعمل العمله مره يعملها ألف ، أوعي تكوني فاكره أن خروجك ودخولك مع أبني انا مكنتش أعرف عنهُ حاجه، لأ! دا انا اعرف كل صغيره وكبيره أبني حبيبي مبيخبيش عني أي حاجه دا حتي كان بيقولي بتروحوا فين وبتاكلوا اي،دا حتي الصور كان بيوريهاني.
جلست جامده تستمع لحديثها وهي تشعر بالبرود بأطرافها فهي حتي لا تستطيع إنكار ما تقول شّل لسانها عن النطق حقاً ،وما يؤلم حقاً هو شعورها بالغدر منهِ فلم تكن تصدق ان مقابلاتهم السريه تعرفها والدته ،وظلت تتسأل أين كان عقلهُ حين أخبر والدته ،لما لم يحفظ شكلها أمامهم ،هي تعلم علاقته بوالدته ومد إرتباطهم ولكن لم تظن يوماً انهي بهذا العمق ليقص عليها “خصوصيتهم” من منظورها ونست أن الله مطلع عليهم يريٰ سهواتهم وإرتباطهم الفريحين بهَ ،ونسوا ان هناك رب مطلع عليهم يري أخطائهم ومع ذلك مستمرين بهِ والآن هي خجله من نفسها امام حماتها ونست إن تخجل من الله ،خالقها الذي هان عليها غضبهُ ،تذكرت كل شئ ولم تتذكر أن ما تقوم بهِ حرام يغضب الله فهذا هو الحرام يا عزيزي في بادي الأمر يصعب ثم يرخي ثم يسهل ثم يعتاد القلب علي فعلهُ دون تأنيب ضمير أو التفكير بعواقب ذلك فإن سمحت لشيطانك التمكن منك فحينها حقاً يالاا الشفقةٍ عليك.
رفعت رأسها بخزي بعد تفكير عميق أرهقها حقاً أردفت بحرج وهي تتجنب النظر لها بسبب دموعها التي ملأت مقلتيها قائله:
_ طيب حضرتك ليه بتفتحي في الكلام دا دلوقتِ..؟
=حبيت بس أفكرك ،وأعرفك اوي أني عارفه كل حاجه من الأول !،وأن انا مش “أمير”عشان تضحكِ عليه بكلمتين مزوقين منك وهيلين معاكِ ،لأ دا انا عارفه كل صغيره وكبيره وبسكت بس مش كتير ،فلخصي علينا وقوليلي اي اللي بينك وبين المدير..؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لعلك تشتاق فتعود )