رواية لا افهمك الفصل الثامن 8 بقلم هدير محمد
رواية لا افهمك الجزء الثامن
رواية لا افهمك البارت الثامن
رواية لا افهمك الحلقة الثامنة
” كل الحوار يا ريناد… ان معاذ بقا معايا… با*عك يعني…
• انتوا بتقولوا ايه !!
دخل الشرطي و وضع الكلبشات في يدها… قال آسر
” خدوها على البوكس !!
امسكها الشرطي من يدها و اخذها على البوكس… نظر معاذ للارض و قال بإحراج
* اكيد لسه زعلان مني…
” لا مش زعلان… بس انت عرفت ازاي ؟
* قرصت ودن لميس و اغرتها بفلوس فقالت على كل حاجة… شكيت فيها اول ما عرفت ان الـ 2 مليون اللي نقصوا من الشركة و كله قال انها خساير بسببي انا… طلعت الأستاذة ريناد سر*قاهم و لزقتها فيا و طبعا بابا صدقها لانه بيثق فيها… فقولت لازم اوقعها…
” عجبتني… جدع يا معاذ…
* قول ل رنا اني آسف على اللي عملته… كان لازم اعمل كده عشان اعرف مين وراء كده و اقنعهم ان خطتهم نجحت…
” هقولها… متقلقش…
* خلاص يعني مش زعلان مني ؟
” مش زعلان يا عم…
قالها ثم عانقه… فرح معاذ و بادله العناق…
كان ياسين يقف في الشرفة و ينظر في كل اتجاه… حتى رأى سيارة آسر… ركض للداخل و قال
* رنااا… عمو آسر جه !!
ابتسمت رنا بفرح… قال ياسين
* هنزل اقعد معاه لغاية ما تيجي…
‘ متجريش… انتبه كويس…
اومأ لها و خرج… وقفت رنا أمام المرآة لترى نفسها… قالت منال
* شكلك حلو…
‘ بجد ؟
* ايوة… هتعجبيه… الراجل لما يقع في الحب بيحب يشوف حبيبته في اي حالة…
‘ قصدك إن آسر بيحبني ؟
* اه طبعاً… واضح عليه اوي…
ابتسمت رنا و عانقت منال
‘ هتوحشيني أوي..
* و انتي كمان… هنتكلم واتس…
‘ اكيد… و بالمرة تقوليلي طريقة عمل الكيكة…
* عيوني…
ودعتها… اخذت رنا حقيبتها و نزلت…
” كل ده حصل ؟!
* ايوة… في حاجات تانية كتير هحكيهالك بعدين… ( نظر للسلم ) اهي رنا جات…
نظر آسر و ابتسم… اقتربت منهم و قالت
‘ اتأخرت على فكرة
” المرور كان واقف شوية… يلا نمشي ؟
امسك ياسين يده و قال بحماس
* يلاااا
ابتسما آسر و رنا و ذهبوا…
‘ مينفعش تقعد ياسين على رجلك و انت بتسوق العربية
” يا بنتي انا اشتكيتلك منه ؟ بعدين ماله ياسين يعني ما هو قاعد هادي اهو…
* عمو آسر هو ايه ده ؟
” ده الدريكسيون…
* و ده ؟
” دي الفرامل…
* طيب و ده ؟
” ده الزرار اللي بيفتح شباك العربية…
ظل ياسين يستكشف و يسأله و آسر يجيب عليه بلا ملل… سعدت رنا كثيرا من ذلك… فحالة ياسين النفسية تحسنت فور قدوم آسر… ظلت نتظر لآسر و هو يتكلم مع ياسين… كم كلامه لطيف و ابتسامته جميلة للغاية… لاحظ آسر ان عيناها عليه ف غمز لها بعينه… شعرت بالاحراج و على الفور نظرت الى النافذة…
بعد دقائق وصلوا الى القصر…
‘ احنا جينا هنا ليه ؟ انا مش عايزة اقعد هنا…
” هفهمك كل حاجة… انزل يا ياسين قول للدادة اننا جينا…
* حاضر…
نزل ياسين من السيارة… نظر آسر لرنا و قال
” انزلي…
‘ مش نازلة…
” هنقعد كام يوم هنا…
‘ ولا ساعة وحدة يا آسر… انت عايز تقعد اقعد براحتك… انا هاخد اخويا و امشي…
” ممكن تسمعي كلامي ؟
‘ اسمع ايه ؟! مش هقعد هنا يا آسر بعد البهدلة اللي اخدتها من البيت ده و من اخوك…
” مين قالك اني هقعد هنا اصلا ؟ هو كام يوم كده لغاية ما الاقي بيت حلو يلمنا انا و انتي و ياسين باشا…
‘ انت مش مجبر تسيب اهلك بسببي…
” كده كده كنت هسيبهم… و كنت هعيش لوحدي… دلوقتي انتي معايا… هتعيشي معايا انا بعد كده… كام يوم بس… يلا انزلي
نظرت له لوهلة ثم نزلت… لا تعرف لماذا وافقت على كلامه… يبدو انها تعلقت به فعلا…
نزل آسر من السيارة ايضا و دخلا للمنزل… كان محمد و فاطمة في الصالون… تفاجئوا عندما رأوا آسر… نهضت فاطمة و اقتربت لتحتضنه لكنه رفض و رجع للوراء… اندهشت رنا كثيرا و تسائلت… حتى الآن مازال مخاصمهم !!
” انا مش جاي اسلم على حد ولا احضن ولا حد يحضني…
كان يقصد والداه…
” هنقعد انا و مراتي كام يوم هنا لغاية ما اشتري بيت كويس نعيش فيه…
• ليه يا ابني ؟
” اهو كده… كنت همشي من هنا و اعيش لوحدي ( امسك بيد رنا و نظر إليها مبتسمًا ) هي وافقت تيجي معايا…
ابتسمت رنا له… جاءت ركضت إليه و عانقته
* ايه الغيبة دي… وحشتني اوي…
” انتي اكتر يا روح اخوكي
ابتعدت عنه ثم عانقت رنا و قالت
* البيت نور والله… وحشتيني و وحشني الكلام معاكي
‘ انتي أكتر…
* ياسين في اوضتي بيتفرج على كرتون…
‘ خليه معاكي شوية
* حاضر…
حمحم آسر و قال
” يلا يا رنا…
اومأت له و ذهبوا لغرفتهم… اغلقت رنا الباب و قالت
‘ هو انت ليه مسلمتش على اهلك ؟
” معلش أجلي الأسئلة دي لبعدين…
قالها ثم اخذ ملابسه و دخل الحمام ليستحم… هي أيضا بدلت ملابسها… جلست تنتظره حتى خرج و هو يجفف شعره بالمنشفة… جلس بجانبها و حكى لها كل ما حدث…
‘ ريناد ؟! ازاي ؟ هي بتكر*هني ليه كده ؟ ده انا حبيتها…
” و لما كمت محجوز في القسم كانت عيزاني اتجوزها عليكي كمان مقابل اني اخرج…
‘ و انت قولت ايه ؟
” هقول ايه يعني… رفضت طبعا…
‘ رفضت ليه ؟
” انتي من وجهة نظرك ليه رفضت ؟
‘ معرفش…
قالتها ثم نظرت بعيدا عنه…
” معاذ قالي انه مش هيجي هنا غير لما تسامحيه…
‘ خلاص سامحته…
” و انتي سامحتيني ؟
‘ اسامحك على ايه ؟
” على قسو*تي عليكي من أول ما اتجوزتك…
‘ سامحتك…
ابتسم لها ثم عانقها و ربت على ظهرها…
” تخرجي معايا النهاردة بالليل ؟
‘ ماشي… مفيش مشكلة… هروح احضر هدومي…
اومأ لها و نهضت فتحت الدولاب لتختار فستانًا ترتديه… امسكت بيدها فستانًا كُحلي و آخر أبيض و احتارت بينهم… وقف آسر خلفها و همس في اذنها
” إلبسي الكُحلي… شكله بسيط و هيليق عليكي عشان بشرتك فاتحة و وزنك جامد…
ابتسمت رنا بخجل و وضعت الفستان الابيض مكانه و نظرت للكُحلي… هو جميل فعلا لكن اعجبها أكثر لانه نال اعجاب آسر و قررت ان ترتديه… فجأة وجدت يدين تلتف عليها و تعانقها… همس في اذنها و قال
” عجبك ذوقي ؟
‘ اه عجبني…
” كويس…
‘ هتفضل حاضني كده كتير ؟
” مضايقك في حاجة ؟
‘ عايزة اروح اصلي المغرب…
” ده نفسه المغرب اللي لسه مأذنش اساسا ؟
‘ هو المغرب مأذنش ؟
” شوفتي بقا…
‘ ياسين !! هروح اعمله اكله…
” الدادة وفاء ابقا تأكله…
‘ يلهوي… مطبتش الغسيل !!
” ده نفسه الغسيل اللى على الكنبة و مطبق ؟
‘ نسيت ارتبه جوه الدولاب…
” خايفة مني ؟
‘ مش خوف… انا محرجة شوية… اول مرة تقرب مني كده…
” و هقرب اكتر من كده… تحبي تشوفي ؟
‘ لا ( ابتعدت عنه و اكملت ) هروح ألبس…
” لسه بدري…
‘ ما انا باخد وقت…
قالتها ثم توجهت للحمام و اغلقت الباب… و بعد دقيقتين خرجت و لم تغير بيجامتها… قالت بتوتر
‘ هروح اشوف ياسين…
قالتها ثم ذهبت بسرعة و خرجت… ضحك آسر و قال
” بتكسف اوي…
في الليل…
كانت تجهز امام المرآة… خرج آسر من الحمام بعد ما ارتدى بنطلون اسود و جاكت جلد اسود… رآها لم تنتهي بعد… جلس على التسريحة و ربع يديه و ظل ينظر لها حتى انتهت من لَف طرحتها…
‘ انت بتبصلي كده ليه ؟
نهض و وقف امامها… اقترب منها و شد البندانة للامام
” شعرك كان باين…
‘ بتغير عليا ؟
” هغير على مين يعني ؟
‘ مش ملاحظ ان كلامك اتغير اوي ؟
” للاحسن ولا للاوحش ؟
‘ للاحسن طبعا… ياريت تفضل كده دايما…
” المهم انك متبعديش…
‘ مش هبعد…
ابتسم لها و قال
” يلا تعالي…
قالها ثم مد يده إليها… نظرت ليده ثم نظرت إليه و امسكت يده و خرجوا…
* اوعوا تتأخروا… لو اتأخرتوا هضر*بكم !!
” ياسين باشا كِبر و بيدينا أوامر كمان…
* ايوة… المفروض متخرجش بعد الساعة 9 بس خليتها تخرج عشانك بس يا عمو آسر…
ضحك آسر و قالت رنا
‘ شوف الواد !!
* يلا امشوا… متنسوش تشترولي حاجة حلوة و انتوا راجعين…
” و دي حاجة تتنسي يا باشا…
‘ حاضر يا روحي هشتريلك… يلا ادخل عشان متبردش…
اومأ لهم و دخل البيت
ركبوا السيارة و ذهبوا
‘ هنروح فين ؟
” حابة تروحي مكان معين ؟
‘ انت رايح فين دلوقتي ؟
” لأكتر مكان بحبه…
‘ ايه هو ؟
” عند امي…
‘ مامتك ؟!
” هي قريبتي… هي مربياني عشان كده بقولها يا امي… بقالي فترة مروحتش عندها ف اصرت اجي و اصرت كمان اجيبك معايا… لما تشوفيها هتحبيها اوي…
‘ ماشي نروح…
اكمل الطريق حتى وصلوا الى منزلها… طرق آسر الباب و فتحت إمرأة عجوز في سن ال 60 سنة اسمها ( سهير ) …
* آسر ابني !!
عانقها آسر و قَبل يدها
” وحشتيني جدا يا ماما…
تفاجئت رنا… قال كلمة ماما لمربيته و لم يقولها لامه الحقيقية ! نظرت الى رنا و قالت
* الامورة دي مراتك صح ؟
” اها…
‘ ازيك يا طنط ؟
* لا طنط ايه انا مش بحب الكلمة دي… قوليلي يا ماما زي آسر…
‘ حاضر يا ماما…
عانقتها سهير و قالت
* واقفين ليه قدام الباب ؟ ادخلوا جوه…
دخلوا و اغلقت الباب… ظلت رنا تنظر للبيت من داخل… واسع و بسيط و نظيف جدا… مكون من دور أرضي فقط… ذهب آسر للمطبخ أما رنا خلعت حذائها و فكت طرحتها… ذهبت رنا ورائها الى غرفة الطعام… وجدتها اعدت العشاء لهم…
* اتفضلي…
جلست على الأرض… قالت سهير
* معلش يا بنتي انا متعودة من زمان اكل على الطبلية… لو قعدة الأرض هتضايقك اجبلك ترابيزة عادي…
‘ لا مفيش داعي… بالعكس كده اريح… بس آسر ؟
* لا آسر متعود… آسر اتربى في البيت ده… و ياما اكل معايا على الطبلية دي
دخل آسر الغرفة و معه اطباق و معالق… جلس على الأرض معهم و وضع طبق امام كل شخص…
” كده في حاجة ناقصة يا ماما ؟
* ايوة… افتح التلاجة هتلاقي شوب مية… هاته و هات كوباية فاضية…
” حاضر…
قام آسر و ذهب للمطبخ مجددا… تعجبت رنا و نظرت ل سهير
* اوعي تستغربي… بقولك مربياه ف بيسمع كلامي كده دايما…
‘ عشان كده حسيته سعيد جدا لما جالك…
* انا زعلانة منه اصلا… كل ده حصل و عرفت من الناس الغريبة اللي حصله و هو مقاليش…
‘ كان مضغوط ف اكيد نسي…
* يتعشى و هحاسبه…
جاء آسر وضع شوب المياه و الكوب و جلس معهم
” بقولك يا ماما… لقيت طبق عدس في التلاجة… بتاع مين ؟
* تاكله ؟
” لا طبعا مش عايزه…
* اهو على كده يا بنتي… تجيبله سيرة العدس يخاف…
‘ ليه ؟
* انا هقولك…
” يا ماما اهدي…
* والله لاقولها… الواد آسر بيكره العدس جدا… انا كرهته فيه… لما كان في تالتة ثانوي كان قاعد عندي بيذاكر… سيبته و طلعت للسوق اشتري شوية حاجات… رجعت لقيت الباشا مجمع عيال الحي و بيلعبوا كورة… روحت بقا مسكتهولك من ودنه و غديته و عشيته عدس… قعدت اسبوع كامل مأكلهوش غير عدس لغاية ما كِرهه… و من ساعتها حَرم وبدأ يذاكر بجد عشان مأكلهوش عدس…
ضحكت رنا و نظرت لآسر الذي ينظر لسهير بحِدة
” جدعة يا ماما… ضيعتي كاريزمتي قدامها…
* يعني البنت سألت مش هقولها يعني ؟
” فيكي الخير…و انتي بطلي ضحك…
كتمت رنا ضحكتها بصعوبة… وضعت سهير المكرونة و فراخ في طبق آسر و رنا…
‘ الريحة تحفة…
* عيب عليكي ده انا سهير… اي نعم كبرت بس لسه نفسي في الأكل لا يُعلى عليه…
‘ على كده يا ماما سهير انتي عايشة هنا لوحدك ؟
* ايوة…
‘ معندكيش ولاد ؟
* عندي بنت وحدة… متجوزة بس بيتها بعيد عني… بتزورني كل جمعة هي و عيالها… آسر ده بقا ابني التاني… كل ما يكون فاضي يجيلي و يبات عندي كمان… بس مش عارفة ماله كده بقاله شهور مجانيش…
” احلفك بإيه اني كنت في السجن ؟
* مش مبرر ده… كنت قولتلي او بعت مع حد… انا خوفت عليك و قولت ليكون جرالك حاجة بسبب اختفائك ده… في الآخر عرفت من الناس الغريبة
” والله نسيت حقك عليا ( قَبَل يدها ) خلاص متزعليش…
* المشكلة اني مش بعرف ازعل منك… كُل كويس…
تعجبت رنا من علاقتهم… يعاملها كأنها امه بالفعل… بدأوا بالاكل…
* قوليلي يا بنتي… انتي حامل ؟
نظرت لها رنا و كانت ستتكلم لكن سبقها آسر
” لا رنا مش حامل حاليًا… بس هتحمل قريب اوي…
نظرت رنا له بشدة… ابتسم لها بخُبث… احست رنا بالاحراج الشديد و نظرت بعيدا
* على خير يا ابني… كبرت يا آسر و اتجوزت و كمان هتخلف… ياااه الزمن ده بيجري بسرعة… مين يصدق ان آسر الطويل ابو دقن حلوة ده هو نفسه آسر اللي كان بيستحمى و يسيب الباب مفتوح…
ضحكت رنا بشدة… شعر آسر بالاحراج و قال
” انا كنت طفل ساعتها… خلاص يا ماما كفاية فضا*يح…
* كُل و انت ساكت…
قالتها ثم اطعمته بيدها…
* تعالي اكلك انتي كمان…
اطعمتها بيدها و اكملوا الطعام و يدردشون سويًا…
بعد الطعام…. ذهبت رنا للمطبخ لتعد الشاي كما طلبت منها سهير… ظلت تنظر في كل الرفوف
‘ فين السكر ؟
آتاها صوت من خلفها يقول
” السكر اهو…
‘ فين ؟
” لابسة فستان كُحلي و عندها شامة جمب بوقها…
ابتسمت رنا لمغازلته لها… اخفت ابتسامتها منه و قالت بجدية
‘ انا بدور على السكر اللي بيتحط مع الشاي…
” سهلة… حطي صباعك في الكوباية و كده الشاي هيبقى حلو…
‘ آسر… مامتك مستنية الشاي… ف اخلص و قولي على مكان السكر…
” خلاص يا ختي متتعصبيش… السكر عندك اهو في الرف ده…
نظرت رنا للرف و رفعت يدها لتأخذه لكن لم تستطع ان تصل إليه و رفعت نفسها و لم تعرف الوصول اليه أيضًا
” مش عارفة توصليله يا قصيرة…
‘ انا مش قصيرة على فكرة… هو مكانه بعيد…
” اساعدك ؟
‘ وريني شطارتك…
قالتها ثم ابتعدت من امامه… نظر لها و هو يبتسم ابتسامته الجانبية… و بدون ان يرفع نفسه مثلها اخذ برطمان السكر و اعطاه لها
” الطول هيبة برضو…
‘ نينينيني…
فتحت البرطمان و بدأت بتحضير الشاي… وقف خلفها و اقترب منها…اسند يديه على الرخام و حاوطها… توترت و قالت
‘ في حاجةيا آسر ؟
” لا مفيش…
‘ ليه مقرب مني كده ؟
” بتفرج عليكي… بتعلم منك طريقة عَمل الشاي…
‘ يعني انت مبتعرفش تعمل شاي ؟
” بعرف… بس باخد من خبراتك شوية…
‘ ههه ضحكتني… ممكن تبعد عشان اعرف اعمل الشاي ؟
” هو انا جيت جمبك ؟ اعملي الشاي…
‘ اعمله ازاي و انت محاوطني كده كأني هسرق برطمان الشاي و اجري…
” قُربي منك مضايقك ؟
‘ مش عارفة اتحرك…
” لا خلينا كده… بس قوليلي ايه رأيك في كلام ماما ؟
‘ رأيي في ايه ؟
” سألتك انتي حامل ولا لا… و انا قولتلها لا… ايه رأيك نحقق كلامها و تحملي مني ؟
اتسعت عيناها بشدة و نظرت له… ابتسم لها و قَبلها على وجنتها… ابتعدت رنا عنه و خرجت في الحال… ضحك آسر و قال
” خرجتي و نسيتي تعملي الشاي !!
عادت رنا مجددا… و لم تنظر له… همس في اذنها و قال
” مكنتش اعرف انك بتتكسفي كده… خدودك بقوا شبه الطماطم…
وضعت رنا يدها على خدها… نظرت له لتجده يضحك عليه… غضبت و امسكته من يده و اخرجته خارج المطبخ
‘ متجيش تاني…
ضحك آسر عليها و ذهب ليجلس مع امه… اعدت رنا الشاي و وضعت الكيكة في الطباق و ذهبت اليهم… وضعت كل شيء على الطاولة و جلست معهم…
* بصوا انتوا هتباتوا معايا…
نظرت رنا لآسر و قالت
‘ لا مينفعش…
* ليه يا بنتي ؟
‘ لازم ارجع…
* ترجعوا ازاي… الدنيا بتطمر بره… و المسافة من هنا لبيتكم بعيدة… افرض جرالكم حاجة في الطريق… مش هتمشوا…
‘ بس…
* مفيش كلام تاني… والله هتباتوا هنا…
‘ آسر انت ايه رأيك ؟
” ماشي موافق…
‘ و ياسين ؟
” هتصلك على رغد يقعد معاها…
* مين ياسين ده ؟
‘ ده اخويا الصغير…
* خلاص متقلقيش… آسر يتصلك على رغد هي تاخد بالها عليه…
‘ ماشي…
* مدي ايدك و كُلي الكيكة بتاعتي… ولا هي مش عجباكي ؟
‘ لا بالعكس شكلها حلو… ده كفاية ريحتها القمر…
* طيب كُلي مش هتحايل عليكي يعني… آسر المفجوع خلص طبقه…
” الآه ؟! في ايه يا ماما ؟ طيب مش مكمل أكل اهو…
* بعد ايه ؟ ده انت لحست الطبق…
” يا ماما ابو*س دماغك الحلوة دي احترميني شوية قدامها…
* الله يرحم ايام ما كنت بغيرلك البامبرز…
” انتي جيباني هنا تهزقيني ؟
* مش بحكيلها عليك ؟
” لا متحكيش… الهيبة راحت خلاص…
ضحكت سهير أما رنا كانت تضحك بشدة… نظر لها آسر من تخت لفوق و قال بإبتسامة اصطناعية
” خلاص يا خفة…
كتمت رنا ضحكتها و دردشوا و شربوا الشاي…
* انتوا هتناموا في الأوضة دي… تعرفي يا رنا دي تعتبر اوضة آسر… دايما لما يجي هنا ينام فيها…
‘ جوها حلو…
* دي البطانية… ابقوا اقفلوا الشباك عشان بيجيب سقعة شديدة على الفجر… يلا تصبحوا على خير…
‘ و انتي من اهله…
” و انتي من اهله يا ماما…
اخذ منها البطانية و خرجت… اغلق آسر الباب ثم نظر للغرفة
” مفيش كنبة هنا… خلاص هفرش و انام على الأرض…
‘ لا مينفعش… الجو برد مينفعش تنام على الأرض…
” هنام فين يعني ؟ هو مفيش غير سرير واحد حتى ماما ادتني بطانية وحدة على اساس هنام سوا…
‘ اممم… نحط مخدة في النص و نام ؟
” انتي هتتضايقي… خلاص انا هعرف انام على الأرض…
‘ لا… السرير كبير… نحط مخدة في النص و خلاص…
” ماشي…
وضع آسر وسادة في النصف و فرد الغطاء على السرير… نام في جمب و رنا في الجمب الآخر… كان ينظر لها و يريد التحدث لها… لكنها اعطته ظهرها و صامتة… إلتفت اليه و قالت
‘ ممكن اسألك سؤال ؟
إلتفت لها أيضا و قال
” اتقضلي…
‘ هي مامتك دي… تقربلك ؟
” لا…
‘ تعرفها ازاي ؟
” كانت بتشتغل في القصر… اول ما وعيت على الدنيا لقيتها… تعبت فترة ف بطلت تشتغل… بس انا مقدرتش انساها و بقيت ازورها عشان تعلقت بيها… بتعاملني لحد الآن كأني ابنها بالضبط… لما دخلت ثانوي كنت باجي اذاكر عندها و ابات كمان… حبيتها اوي ف بقيت اقولها يا ماما… هي امي فعلا… هي الوحيدة اللي لقيتها جمبي في كل تفاصيل حياتي…
‘ طب و مامتك ؟… اقصد طنط فاطمة… انت على كده بتحب ماما سهير اكتر من مامتك الحقيقية ؟
” اها…
‘ ليه ؟
” مش هقدر اجاوبك اجابة صريحة… بس اقدر اقولك ان اللي وقفت جمبي و بَنِت الثقة جوايا هي ماما سهير وبس… لما كنت بعيط كنت بلاقيها هي اللي بتمسح دموعي و تاخدني في حضنها…
‘ عشان كده علاقتك بيها كويسة ؟
” ايوة… ربنا يحفظهالي…
‘ يارب… بس بتسائل يعني… انت ليه بتكر*ه اهلك ؟
” اسباب كتير…
‘ ممكن اعرف ولا هبقى غِتتة ؟
” هقولك… بصي اهلي دول مجرد اهل بالاسم…
‘ ازاي ؟ ده حتى انت الأكبر يعني فرحتهم الأولى…
ضحك آسر بسخرية و قال
” فرحتهم الأولى اه ! و الدليل اني فرحتهم الأولى معاملتهم ليا…
‘ كانوا بيعاملوك ازاي ؟
” اسوأ معاملة انتي تتخيليها… عارفة لما تكوني عايشة في بيت اهلك بس وجودك زي عَدمُه بالضبط ؟ كأنك ولا حاجة بالنسبالهم… صعب تتخيلي نفسك في الموقف ده لاني عارف كويس ان اهلك الله يرحمهم كانوا بيحبوكي اوي… ببساطة انا ملقتش حنان منهم… لقيت الحنان و الاهتمام اللي عايزه بره… هنا في البيت الصغير ده… عشان كده انا بحب ماما سهير اكتر من امي اللي ولدتني…
‘ بس انا شايفة ان اهلك بيحبوك بجد…
” تمثيل… انا كبرت و مبقتش محتاج ليهم زي زمان… هم دلوقتي محتاجين ليا… ف بيمثلوا انهم بيحبوني…
‘ مش بيمثلوا على فكرة…
” لا بيمثلوا… لولا اني رافض اشتغل في الشركة ف بيتحايلوا عليا امسكها ف بيمثلوا انهم بيحبوني و بيخافوا عليا… انتي شايفة ان ده حب… بس انا شايف و متأكد ان ده كذب و خداع… مستحيل اقع في فخهم… فَخ الاهتمام و الحب المزيف…
‘ هم عملوا ايه خلاك تكر*هم للدرجة دي ؟
” اوعدك اني هحكيلك كل حاجة… بس مش دلوقتي…
‘ مستعدة اسمعك في اي وقت…
ابتسم لها ف قالت
‘ تصبح على خير…
قالتها ثم اعطته ظهرها… تضايق آسر فهو كان يريد ان يتحدث معها في مواضيع مختلفة…
تاني يوم……
فتحت رنا عيناها بتثاقل… تفاجئت بأن الوسادة التي كانت في منتصف السرير ملقاه على الأرض !! وجدت يد آسر مُلتفة حول بطنها و ضمها اليه و دفن رأسه في رقبتها و يغض في نومٍ عميق و انفاسها الدافئة تصطدم برقبتها… توترت رنا من قربه منها لهذا الحد… حاولت الإبتعاد عنه بدون ان يستيقظ لكن لم تنجح بسبب أنه قافل عليها كأنه لا يريد ان تبتعد عنه… بعد دقائق زال توترها… سعدت انه يحضتنها هكذا… وضعت يدها على يده التي مُلتفة حول بطنها… ظلت تنظر لكل ركن في الغرفة… قطرات المطر المتبقية تتساقط على النافذة… و صوت العصافير الذين يغردون… كم يغردون بصوتٍ جميل…
رن هاتفها و كان ياسين… اقفلت الصوت بسرعة قبل ان يستيقظ…ردت على ياسين
* مجتوش من امبارح يعني ؟
‘ كنا هنيجي بس امبارح مطرت و الطريق طويل ف خفنا لنعمل حادث بسبب الجو…
* اممم… عمو آسر فين ؟
‘ عمو آسر نايم…
* اه عشان كده بتتكلمي بصوت واطي… لما يصحى ارجعوا…
‘ حاضر… سلام يا روحي…
اغلقت الهاتف… تحرك آسر و ضمها إليه أكثر ثم طبع قُبلة لطيفة على رقبتها… اتصدمت رنا و احمر وجهها من الخجل
‘ آسر…
” لقيتك بردانة في الليل ف قولت احضنك يمكن تتدفي… دفيتي ؟
زاد توترها… فلتت منه ثم إلتفتت اليه
‘ هو انا صحيتك ؟
” اه
‘ آسفة… كمل نومك…
وضع يده على خصرها و ضمها إليه… توترت رنا لكن لم تمنعه فهي تريده قريب منها دائمًا… ظل ينظر داخل عيناها…
‘ بتبصلي كده ليه ؟ في حاجة ؟
” عيونك حلوين…
شعرت رنا بالخجل و ظل بؤبؤ عيناها يتحرك يمينًا و يسارًا… لمس شفتاها بيده و اقترب ليُقبلها… لكن قاطعهم صوت الباب عندما طُرق…قالت سهير
* اصحوا كفاية نوم !! قوموا يلااااا
ابتعدت رنا عنه و نهضت بسرعة… تأفف آسر و نهض… نظر لرنا وجد وجهها احمر من الخجل… اقترب منها و ابتسم بخُبث و لمس شفتاها بيده مجددا و قال
” المرة الجاية محدش هيرحمك مني… يا مراتي…
تفاجئت رنا من كلامه و نظرت له بصدمة… ضحك على ريأكشنها و خرج…
وضعت رنا يدها على قلبها الذي يدُق بسرعة… كسرعة صافرة القطر… ابتسمت بسعادة… انه حقًا يريد ان يقترب منها مثلها… فاقت من تفكيرها ذاك و خرجت ورائه…
* نمتوا كويس ؟
” نمنا كويس اوي… رنا مكنتش راضية تبعد عن حضني قولتها قومي عشان نفطر… قامت بالعافية…
نظرت رنا له بشدة من كلامه أما هو نظر لها و ضحك… قالت سهير
* شكل كده الحفيد في الطريق…
شعرت رنا بالخجل و توجهت للحمام…
* مراتك بتتكسف اوي…
” بحب كسوفها اوي… بتعمد اكسفها…
* يا جامد انت… تعالى ورايا على المطبخ نحضر الفطار…
ذهب معها ليحضروا الفطار و بعد دقائق جاءت رنا لتساعدهم… نظر آسر لرنا و غمز لها… تفادت رنا نظراته لكن مازال قلبها يدق بسرعة…
* يوووه نسيت ازازة اللبن بره…
‘ اروح اجبهالك ؟
* لا خليكي انا هجيبها…
خرجت سهير… نظر آسر لرنا بخُبث ثم قال بصوت منخفض
” بالراحة على ايديكي… خليهم ناعمين زي ما هم…
‘ آسر اتلم لو سمحت…
” زي ما حضنتك هنا و نمنا سوا… هحضنك و نام سوا في البيت برضو… و يمكن اعمل حاجات تانية غير الحضن…
‘ انت قلـ.ـيل الادب على فكرة !!
ضحك آسر و جاءت سهير و حضروا الأكل… فطروا سويًا و بعد قليل غَيَر آسر ملابسه هو و رنا و عادوا للقصر… آسر اخذ ياسين للمعلب كما وعده و رنا جلست مع رغد…
* انا لازم اعرف ايه سِر سعادتك دي… احكيلي
‘ مش عارفة ابدأ ازاي… بس انا حاسة ان آسر…
* آسر ماله ؟
‘ يعني آسر بيبادلني نفس الشعور…
* شعور ايه ؟
‘ الحب… انا بحب آسر…
فرحت رغد كثيرا و قالت
* كنت عارفة ان هيجي يوم و تحبوا بعض…
‘ بس مش متأكدة من شعوره ناحيتي…
* بيحبك… والله بيحبك… شوفته و هو بيبص عليكي بدري… عيونه بتقطر حُب ليكي…
فرحت رنا و قالت
‘ انا عايزة اقوي علاقتنا أكتر من كده…
* ازاي ؟
‘ عندي احساس… انا و آسر يعني… اقصد يعني انا عايزة اقرب من آسر… الحاجات دي يعني انا حساها ناحيته… مش عارفة اشرح… انتي مش هتفهميني…
غمزت لها رغد و قالت
* فهمتك يا سكر…
‘ انا محتارة اقوله ازاي اني بحبه…
* انا اقولك… انتي تحضريله عشاء خفيف كده مع اجواء رومانسية كده… شموع و ورد… تلبسي حاجة كده قصيرة تغر*يه…
‘ زي ايه ؟
* مع نفسك… انتي وشطارتك… خلاص الساعة جاية 8… اعملي اللي قولته ده قبل ما يجي…
خرجت رغد… فتحت رنا الدولاب و اختارت الذي سترتديه…
بعد ساعتين… عاد آسر… دخل الغرفة وجد النور مقفل… فجأة فُتحت أضواء هادئة… وجد أكل على الطاولة و شموع… تفاجئ و ابتسم… تفاجئ اكثر عندما وجد رنا أمامه ترتدي قمـ.ـيص نوم قصير يظهر مفاتنها و شعرها مفرود… اعجبته كثيرا…
‘ اي رأيك ؟
” قمر…
شعرت رنا انه قالها بدون نفس و قالت و هي تأخذ جاكته
‘ تعالى ناكل قبل ما الأكل يبرد…
” عايز اتكلم معاكي في حاجة…
‘ قول…
” الأول بصيلي…
نظرت له ثم امسك يدها و قال
” عارف اني مكنتش لطيف معاكي في الأول… كنت بتخانق معاكي دايما… يعني بدايتنا مكنتش مرضية لاي حد مننا… في المواقف الأخيرة حسيت يعني بحاجة غريبة ناحيتك…
‘ حسيت بإيه ؟
” بحب… حاسس إني بدأت احبك…
قالها و هو ينظر لعيناها نظرت له في عيناه و قالت
‘ اها و بعدين ؟
” عايز ابدأ معاكي من الأول… و عايز اعرف ايه رأيك… متوافقيش دلوقتي… فكري الأول… اكيد هتسألي عن السبب… السبب انا مش عايز اتعلق بيكي و بعد كده تسبيني
‘ اسيبك ليه ؟
” كل الاحتمالات جايزة… مش عايز اللي تكرر زمان يتكرر تاني…
‘ يتكرر تاني ؟! هو انت كنت…
” كنت متجوز قبل كده…
اتصدمت رنا و سحبت يدها من يده
” كنت عارف ان ده هيبقى رد فعلك… طبيعي تتفاجئي… محدش قالك لاني طلبت منهم كده… و السبب اني كنت عامل حسابي اني هطلقك فقولت مش لازم تعرفي… لكن دلوقتي لازم تعرفي لان بدأت احبك فلازم اكون صريح معاكي…
‘ كنت بتحبها ؟
” ايوة… بس دلوقتي لا… لو كان لسه في قلبي واحد في مية حب ليها مكنتش هصارحك ولا اقولك نبدأ من جديد…
‘ اتجوزتوا اد ايه ؟
” سنتين…
‘ لمـ.ـستها ؟
” ايوة…
تغلغت الدموع في عيناها… اقترب منها لكنها ابتعدت عنه الفور… و قالت بنبرة إنكسا*ر
‘ كان مفروض تقولي من بدري… كان مفروض اعرف قبل ما امضي على قسيمة جوازنا…
” هيفرق معاكي ؟
‘ ايوة هيفرق طبعا !
قالتها بإنفعال عليه ثم اكملت
‘ خلفت منها ولا لا ؟
” لا…
‘ ليه ؟ مش كنت بتحبها ؟
” ايوة كنت بحبها بس هي محبتنيش…
‘ حجج الرجالة المعتادة… اكيد طبعا هي سبب طلاقكم…
” هي فعلا سبب طلاقنا… مش بكذب عليكي…
ضحكت بسخرية و قالت
‘ يعني انا مجرد وسيلة هتنساها بيا ؟!
” لا… مين قال كده ؟
‘ انت قولت كده… قولت كده لما خبيت عني انك متجوز قبل كده…
” عارف اني غلطت لما خبيت عنك كده بس متكبريش الموضوع…
‘ مكبرش الموضوع !! انت شايف ان الحوار تافهة للدرجة دي ؟! طب لو كنت انا مكانك… و كنت انا اللي متجوزة و اتطلقت و اتجوزتك و مقولتش حاجة ليك و قولت نفس كلامك ان كده كده هطلق منك و انت متقربتش مني يعني انا في أمان و مش مهم تعرف… هيبقى ايه رد فعلك ؟
” رنا… اهدي و خليني اوضح كل حاجة…
‘ على كده لو مكنتش اتكلمت انت كنت هفضل طول عمري معرفش ولا حاجة عن كده ؟ ده انا طلعت عبيطة اوي… انت منستهاش يا آسر… و الدليل على كده معاملتك القا*سية ليا و كلام الجاف معايا من اول ساعتها عيشتها معاك في نفس الأوضة… كل اللي انت عملته كان بيوضح اد انت مش طايق تعيش مع وحدة غيرها و مش عايز وحدة تانية تبقى مراتك غيرها… جاي بكل بجاحة تقولي انا بدأت احبك ؟! … و انت بتعمل كل ده عشان تنساها بيا… و انا زي المغفلة صدقتك !!
” مين قال كده ؟ والله مش بنساها بيكي…
‘ المفروض اصدق انا ؟ تعرف الغلط عليا انا لاني وحدة غبية… مدورتش وراك زي ما انت دورت ورايا و جبت تاريخي كله من اول ما اتولدت… ( نزلت دموعها و اكملت ) ساعتها لما اتحججت ان يحصل ما بينا حاجة عشان نخلف… اصريت ان اخضع لرغباتك بدون موافقتي… بس طبعا ملمـ.ـستنيش مش عشان انا مكنتش موافقة… انت مقربتش مني لانك مش طايق وحدة غيرها تكون في حضنك… طبعا اول ما عرفتني قعدت تقارن بيني و بينها و لما لقيتني مش بشبهلها كر*هتني… ياااه كل حاجة كانت واضحة قدامي… لاني عبيطة معرفتش و محاولتش حتى افكر انت ليه كنت كا*رهني للدرجة دي…
” مش ده السبب… اهدي و خلينا نتكلم… والله هقولك كل حاجة…
‘ مش هنتكلم !! مش هنتكلم يا آسر خلاص مفيش كلام ما بينا تاني… انا عايزة اطلق…
” لا… مستحيل اطلقك… انا مش موافق…
‘ لا هتطلقني و هاخد حقوقي كاملة… خلي كل واحد فينا يظهر على حقيقته… ايوة انا بتاعت فلوس و هاخد منك المهر بتاعي و المؤخر اعالج بيهم اخويا… انا اصلا اتجوزتك عشان كده مش اكتر… زي ما انت بتحاول تنساها بيا و تقولي انا بدأت احبك… انا كمان اتجوزتك عشان فلوسك مش اكتر…
تفاجئ من كلامها… كيف ؟ الحب الذي رآه داخل عيناها هل كان مزيفًا ؟ نظرت رنا الى السرير و تخيلته و هو نائم بجانبها و يعانقها… اشمئزت منه و نظرت للارض و دموعها تسيل على وجهها و قالت بصوت مكـ.ـسور
‘ و انا بغبائي كنت هسمحلك انك تقربلي و جوازنا يبقى حقيقي؟؟ بلعـ.ـن قلبي لاني حبيتك !!
قالتها ثم تركته و دخلت الحمام… ضر*ب آسر الكرسي بغضب و مسح آسر وجهه بيديه بتعب و تنهد بضيق
” غبي… انت واحد غبي… كان لازم اقولها من الأول… بس انا خبيت بما فيه الكفاية… كان لازم تعرف…
تاني يوم…..
كان آسر ينتظر خروج رنا من الحمام… هااا هي خرجت اخيرا… يبدو على وجهها انها كانت تبكي…
” رنا ممكن نتكلم ؟
لم ترد و لم تنظر لوجهه حتى و تفادته و خرجت… تنهد آسر بضيق و خرج ورائها… جلست رنا معهم على السفرة… اضطر آسر للجلوس معهم من اجلها… كانت رنا تأكل و عيناها لا تتحرك من الطبق… أما آسر ينظر لها و ينتظر منها ان تتكلم بأي كلمة… فصمتها هذا يقتـ.ـله !! لاحظت رغد ان هناك شيء حدث… جعلهم سطحيين بهذا الشكل…
قالت فاطمة
• مالك يا رنا ؟ شكلك متغير عن امبارح
‘ مفيش… نسيت البلكونة مفتوحة امبارح ف اخدت برد عشان كده حاسة بتعب…
• ألف سلامة… تاخدي رغد و تروحوا للدكتور ؟
‘ لا مفيش داعي… شوية برد و هيرحوا عادي…
• هخلي الدادة وفاء تعملك كمون مغلي… حلو اوي للبرد…
‘ تسلميلي يا طنط…
” رنا… تعالي نطلع على اوضتنا…
قالها آسر… رنا لم ترد عليه و ركزت في طبقها… رن جرس القصر… فتحت الدادة وفاء الباب… دخلت منه فتاة عشرينية جميلة ترتدي جاكت جينز و تنورة قصيرة للركبة و هيلز و تحمل طفل بين يديها…
* هاااي…
نظروا لها جميعًا… نظر لها آسر بذهول… تقدمت منه و قالت
* ازيك يا آسر ؟ وحشتني…
نظرت رنا لآسر و قالت
‘ مين دي يا آسر ؟!
* انتي اللي مين ؟!
‘ انا مراته…
ضحكت بسخرية و نظرت لها من تحت لفوق و قالت
* مراته !! للدرجة دي يا آسر ذوقك في البنات اندثر من بعدي ؟!
” نهلة اخرسي !!
ضحكت نهلة أما رنا كررت سؤالها
‘ انتي مين ؟!
* انا يا حبيبتي اسمي نهلة… بنت عم آسر… ابقا طلقيته… و ده زين ابني… و ابن آسر !!
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لا افهمك)