رواية لأنها استثناء الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم ياسمينا أحمد
رواية لأنها استثناء الجزء الرابع والعشرون
رواية لأنها استثناء البارت الرابع والعشرون
رواية لأنها استثناء الحلقة الرابعة والعشرون
الرابعه وعشرون (عندما يعشق الاستثنائئ )
تجمدت مكانها بعدما سمعت جملته الاخيره رفضه الصريح لطفلها سألته غير مستوعبه :
_ يعنى ايه عايزنى أنزله ؟
مسح وجه بضيق كى يستطيع اجابتها :
_ يعنى مش عايز مش مستعد فى الوقت الحالى أشيل همك وهم بيبى كمان فى بطنك
انفجرت فى وجه بهوجاء :
_ انا مش هسيبك تقرر عنى تانى انت اتجوزتنى غصب عنى ودخلتنى الفندق بمزاجك
وجبتنى لحد هنا برغبتك وبعدتنى عن أخويا من غير ما تسألنى لحد كدا وكفايا
سيب انت الدفه ليا انا أقدر احمى نفسى بنفسى
دار حول نفسه بعصبيه وصاح بها محتدا :
_ مش وقته ارجوكى افهمينى لمره واحده صح
هتفت وقد تحولت نبرتها لسخريه :
_ انا فهمتك المره دى صح
سألها باهتمام :
_ فهمتى ايه ؟
اجابته بلا اكتراث :
_ مــيــؤس مــنـــك
صدمته بجملتها الحاده والتى أثبت أن بينه وبين توبته جبال وأميال لن يقطعها عمره
وإن كركض الوحوش فى البريه,مرت من أمامه لتفاديه وتخرج تماما من الغرفه
فامسك ساعدها دون ان ينظر لها لقد كان متاكدا انه ان نظر فى عينيها سيكرهه
اضعاف مما تعتقد انه كبيرا الان هتف بنبره جامده :
_ المعنى اللى وصلتيله غلط انا عمرى ما عملتك انك رخيصه وهرميكى بعدين
انتى بنت عمى وحبيتى واخيرا بقيتى مراتى
نفضت يدها من يده لتهدر غاضبه :
_ يبقى تثبت ,ولحد ما تثبت اعتبر انى مش موجوده فى حياتك يا ابن عمى
___________ بقلم سنيوريتا ______
بعد مده قصيره ,,,,
لم يتاخر “الحرجاوى ” عن غايته لكنه كان ينتظر اللحظه الحاسمه لكى يظهر من جديد
فى وقت مناسب ليعيد امجاده ويكون الآمر الناهى فى المنطقه على كل من لاحول له ولا قوة
انتظر بجلد الوقت الحاسم للعوده من جديد والقضاء على عدوه الاول والعقبه الكبرى “فهد ”
___________________جميع الحقوق مخفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________
فى فيلا الدمنهورى
لم ترضى “سجى ” عن أنس بعد لكن حياتهم كان بها الكثير من الموده وظل “أنس ” يهتم
بشده بمتابعة حملها والاهتمام المبالغ بصحتها وادق التفاصيل من جانبها هى لم تعترض
على شئ كانت هادئه ومسالمه لابعد الحدود تحاشت اغضابه أو حتى مناقشته لم تنكر أن هناك
حاجز بينهم لم تتخطاه بعد لكنها كلما رأته قائما يصلى تعجب به وكأنها تحبه من جديد
جلسا معا على طاولة الطعام الصغيره وقدم لها طبق صغير من التمر باللبن كانت
تجلس الى جواره كالطفله عبس وجهها على الفور عندما رأته يدس المعلقه فى الطبق
ليقدمها اليها وهتفت بانزعاج :
_ انا ما بحبش اللبن
رسم ابتسامه على فمه وهو يقول :
_ انا عارف ,,كل الاطفال اللى زيك ما بيحبهوش
أمسكت يده الممسكه بالمعلقه فجأه وهدرت برجاء :
_ ارجوك انا ما بحبش اللبن خالص مش عايزه
لم تكن تدرك انه فى عالم اخر من لمست يدها التى اعتلت يده :
_ انا بقى مش هتنازل عن انك تحبيه عشان هو بيحبك جدااا
فهمت اسلوبه المبطن واذدرات ريقها لتهتف :
_ انا عمرى ما هحبه
زفر هو بارتياح :
_ كفايا أوى انه بيحبك يا سجى
نظر الى يدها التى مازالت فوق يده يشعر بحرارتها تدفئ قلبه المتجمد من الجفا
وأردف متنهدا :
_ كفايا عليا لمست ايدك بالحلال
عقدت حاجبيها ونفضت يدها عنه سريعا هكذا هى ما ان تشعرانها بدأت تنجذب له
وتساق مشاعرها نحوه وتستجيب لتلبيه قلبها الغبى الذى ابدا لن تثق به مره اخرى
تنسحب بصمت كأنها تخشى الحب وتخشى الحياه
علق بصره بتفاصيلها وقدم اليها المعلقه المحمله بالتمر وهو يقول :
_ التمر مع اللبن مفيد جداا للبيبى وان شاء الله الدوخه اللى عندك هتروح بس نسبه الهموجلوبين
تترفع
وقبل ان يقربها من فاها هتف كى يشغلها عن طعمه الذى لم ترغبه ويلهيها فى شئ آخر :
_ هااا فكرتى هنسمى بنتنا ايه ؟
وعندما لاحظ شرودها فى الاسم وضع المعلقه بالكامل فى فاها مضغطه على مهل وهى
تكاد لا تشعر بطعمه لقد نجح “أنس ” فى تشتيت ذهنها ناولها الاخرى ثم هتف :
_ بقول أسميها “سجى ”
نفضت رأسها وهى تنفى بإيماء رافض مع اصدار اممم لوجود بقايا من التمر فى فمها
مازلت لا تعرف نوعه بسبب اصرارها على عدم معرفته نوع الجنين سوى فى الولاده
لكنه يتمنى ومن يكره الاناث انهم المؤنثات الغاليات
كرر “أنس” جملته بعبوس :
_ ليه لأ انا عايزها شبهك
ابتلعت سريعا ما فى فمها وهتفت باصرار :
_ لااا مش عايزه حظها يبقى زيي
لم يكترث لما قالت لقد كان امامه هدف لابد من التركيز عليه ليبادلها الاصرار
وهو يقدم لها المعلقه الاخرى قائلا :
_ يا ستى انا نفسى فى بنوته شبهك
ابتلعت سريعا ما فى فمها لتجيبه :
_ ليه شبهى ما تقول نفسى فى بنت أحلى منى
ابتسم فمه ونطق قلبه عوضا عنه لقد كانت جميله حتى وهى غاضبه :
_ عشان انتى اختصرتى كل الجمال
لم تقاوم رقته وجاهدت اخفاء ابتسامه لاحت على وجهها لكنه التقطتها وأسترسل مغازلته برقه متناهيه :
_ أقول سجى يعنى الجمال نقول الجمال يبقى سجى
قدم اليها اخر معلقه عندما لاحظ صمتها وهى اتخذتها فرصه لتلهى فمها الذى يبتسم رغما عنها فى الطعام
ترك هو قلبه يضخ كلماته :
_ أقول أنس يبقى لسجى واما اقول سجى تبقى لاأنس
ابتلعت الطعام بصعوبه وابعتدت عينها عنه لتهرب من تأثيره القوى عليها والذى سيأتى بها
رغما عنها ذات يوم ,وقع بصرها على الطبق الذى رفضته من قبل لتجده انتهى رفعت
وجهها اليه لتطالع ذلك الساحر بدهشه فرأت بعينه نظرت انتصار وابتسامه خبث لم يخفيها
كاد وجهها ينفجر بالحمره وهمت بالنهوض وهى تهتف :
_ الحمد لله
منعها من ذلك بامسك يدها قائلا :
_ ايه رايحه فين لسه فى اسماء باقى عيالنا لازم نختارهم
ظل متمسكا بيدها وبيده الاخرى جذب اليه طبق الدجاج وهو يهدر :
_ بسم الله هنسمى البنت الاولى سجى والتانيه ايه بقى ؟
نظر اليها لكنها رفعت كتفها لتخبره انها لم تفكر فقرر هو مبتسما :
_ على بركة الله والتانيه سجى برضوا
هنا لم تستطيع اخفاء ابتسامتها التى أظهرت أسنانها وخرجت من منتصف قلبها لتخبره
دون شعور أن قلبها يحبه لكن ظلمة عـقلها هى من ترفضه ويا حظه السيئ قلبه يحبه
وعقل يظلمه ,,
_____________بقلم سنيوريتا ______
“لين ”
جلست فى الشرفه تنظر بشرود الى الحديقه الواسعه المضيئه فى الظلام عينها عليها لكن نظرها بعيد
هناك لدى الاستثنائئ يتكرر مشهد وقوعها فى احضانه لآلاف المرات وتشعر نفس الشعور
دون تغير أو حتى اعتياد لقد مر على هذا الحادث مده لا بأس بها تكاد تصل الى شهر كامل
لكنها لم تنسى أى تفصيله صغيره مما حدث أو حتى لون عينه الجارحه التى يحاوطها الغموض
كانت طائشه ومجنونه عندما بحثت عن الحب لم تتعرف على مذاق الحب
الحقيقى فقط عرفت اللوعه والتفكير والسهر,,,
___________بقلم سنيوريتا _________
فى الخارج لدى (عون )
لم تختلف حالة “عون ” عنها كثيرا علق سلسالها امامه فى المرآه الداخليه
وصار يحدثه وكأنه هى :
_ هاا يا ست لين هنتعشى فين انهارده
شرد ذهنه فى الطريق قليلا ليستحضر اجابه وكأنها هى ثم قال وهو يقضب حاجبيه :
_ انا واثق لو موجوده كانت طلبت ناكل فى الشارع هى صحيح باين عليها بنت ناس لكن مجنونه وش
ابتسم وهو يتذكرما فعلته به تلك المجنونه المشاكسه خرجت
للتمرد أمامه على كل بنى جنسها الذى كرهم عن بكرت أبيهم لكنها كانت الاستثناء الوحيد
الذى طرأ على حياته المستقره حديثا تركته وهو حائر يشتم رائحتها بين ضلوعه
ويرى خطواتها المجنونه فوق مكتبه تركته يسأل بتحير لما هى الوحيده التى قلبت كيانه
_________________ بقلم سنيوريتا __________
(فهد وغزل )
من اكثر المحظوظين بسعادتهم بعد يوم عمل شاق تمدد الى اريكته المفضله وجلست هى معه
على نفس الاريكه لتستمع الى حكاياته المثيره لقد كان يحكيها لها كل ليله حكايه مختلفه
وكأنه سندباد صال وجال حول العالم وعرف الكثير من آسراره لكن فقط كان صديق الكتب
لفتره طويله والأن هى اصبحت صديقته وزجته وكل حياته لا يريد أن ينشغل عنها بأى شئ
هتف وهو يضعها اسفل ابطه ويداعب خصلاتها بنعومه :
_ وبعدين بقى الملك انتصر فى الحرب لكنه مازال بيدور على الاميره وبنت عمه اللى عمره
ما حب حد زيها كان عارف انها اترهبت ومعنى الرهبنه انه مستحيل يقربلها خلاص لكنه
كان محتاج يشوفها من قريب وتفضل دايما معاه
كانت “غزل ” تتابعه وعينها تتسع الحكايه غايه فى الجمال وتريد أن تعرف خاتمتها بشغف ظهر
فى بؤبؤ عينها بوضوح أردف هو دون انقطاع :
_ المملكه الاخيره اللى انتصر فيها كانت الامل الاخير انه يلاقى فيها حبيبته وطبعا
طلب ان رهبات الدير اول من يشوفهم هو هى كانت عارفه وبتحبه جدااا عشان كدا
كانت خايفه لما تشوفه تضعف وتخل بالوعد اللى قطعته على نفسها هببت وشها
برماد من الارض وهى بتدعى انه ما يعرفهاش لحد ما ظهر هو وبدأ يدور
حوليهم و,,,,,,,,,
قطع كلماته لتهدر “غزل ” بتسرع :
_ وايه كمل ..
ابتسم فمه بلوم وقال :
_ لاااااا دى يلزمها بوسه
لقد تعمد حشى كل حكاياته بالتشويق ليساومها باستمرار على تقبيله
وكزته بخفه فى صدره كى لا يقطع حماسها :
_ يا فهد كمل بقى بعدين
حرك رأسه باصرار :
_ ما ينفعش يا “غزل ” والله بنزينى خلص
ابتسمت له ونهضت لتضع قبله متعجله على وجنته :
_ اهو كمل بقى
ليرفع هو حاجبه وبهدر باذدراء :
_ دى ما تودكيش حتى لحد النقط اللى فى بعدين
قلبت عينها بضجر لن يسكت مشاغبها حتى ينسيها القصه ويدخلها فى قصه آخرى
مالت اليه واستقبلها هو بشوق اكبر ومعها نسيت المملكه والملك والقصه والكاتب
والاميره ولم تذكر سوى روايه الاســتــثــنــائـئ
___________ بقلم سنيوريتا ________
(جودى وسليم )
مازال يعمل فى محله بشرف وكل يوم يكبر بعين “جودى” عن ما سبق حتى اصبحت لاترى
رجالا سبقوه أو بعده أصبحت تعشق تفاصيله واصرراره على نطق “حبيبى” عوضا عن اسمه
فقد كان محروما من هذه الكلمه لكن اسمه القديم شبع منه كثيرا
_حبيبى ,,
هكذا نادته “جودى ” لينير وجه “سليم ” سريعا وهو يجيبها :
_ ايوه يا حبيبتى
هتفت وهى ترد غزله الرقيق :
_ ما اتحرمش منك ,,بس انت لما ترد بحبيبتى بنسى انا كنت عايزه ايه ؟
ظهر على وجهه السعاده واستدار لها بكرسيه ليترك ما بيده من حسابات ثم قال مبتسما :
_ أحسن تعالى أحب فيكى بقى
وضعت راحت يدها على وجنته وهى تحافظ على ابتسامتها :
_ انا كفايا عليا حب كدا
سارع بوضع يده على يدها التى تحاوط وجنته وهدر :
_ انتى تستاهلى الحب كل يوم وكل ساعه انتى وبس اللى ما ينفعش الحب الا ليها
كفايا انك راضيه بحالتى وعجــزى…..
قطمت جملته سريعا بـ :
_ اوعك تقلل من نفسك انت احسن راجل على وش الدنيا واللى انت مفكروه
عجز دا ربنا حاطت ضُعفه فى قلبك وحنانك وطيبتك وروحك اللى طايره
فى سابع سما انا اللى ما استحقش حد زيك كل واحد ناقص حته يا سليم وانا اللى ناقصنى اكتر منك
انهت كلامها وقد تحولت صفحة وجهها الى الحزن ليسحبها هى بكامل جسدها الى قدمه
ويهدر نافيا :
_ لاأأا انا لو لفيت الدنيا دى كلها عمرى ما كنت هلاقى حد زيك انتى كامله والكمال مش
فى الجسم الكمال كله فى العقل والقلب ,,,
يا ست البنات والستات يا تاج راسى وقلبى كمان
اختتمت قصتهم بالحب والرأفه والحنان صدق “سليم” لايوجد انسان الكامل الكمال يكمن
فى القلب والعقل والنفس ,,,
#لانها استثناء
_______________ بقلم سنيوريتا _____
(تيم وتوبا )
كانت حالتهم شبيه بالبرود هى تبتعد عنه وهو لا يحاول الاقتراب لقد وصل الى قمه احباطه
فى سير حياته طبيعيه يسحبه الماضى ويعانده الحاضر يريد أن يحيا مع توبته لكن
لا يستطيع الاطمئنان انه قادر على حمايتها يجلسان الى جوار بعضهم البعض لكن كلا منهم
روحه فى مكان مختلف هى تحدق فى طعامها وهو ينظر الى هاتفه ورأسه يعج بالافكار
لم ينسى تواجدها ولم يغفل عن تتبعه بطرف عينه وبقلبه امسكت كوب الشاى لترتشف منه
لكنه وضع يده على يدها ليسحب يدها بالكوب الى فمه كان يشاكسها ويستفز صمتها
لكنها نظرت اليه بتعجب بينما هو استمر كأنه لم يفعل شئ
اعاد الكوب الى الطاوله وأمسك بيده حاولت سحبها لكنه جذبها اكثر الى فمه وطبع قبله
مطوله تبعها بـ :
_ آسف
ظهر على وجهها الدهشه وهى تستقبل اعتذاره بعد مده من الهجر والخصام ليردف هو حتى
يزيل دهشتها :
– يمكن انا ما كنتش مستعد لطفل بينا بس صدقينى دا ما يقللش من حبى ليكى أبداا
مش عايزك تزعلى
ظلت تنظر اليه بصمت فاسترسل كى يحرك صمتها :
_ ما قولنا آسف بقى هو انتى مفكره ان فيه راجل بيعتذر
ابتسمت رغما عنها لكنها رفعت احدى حاجبيها هتفت متحديه :
_ وما يعتذرش ليه يعنى مش غلطان ؟
اتسعت ابتسامته وهو يهدر :
_حتى لو غلطان يا حبيبتى ما بيعتذرش
صاحت مستنكره :
_ياسلام ,,
غمز بطرف عينه :
_ يا كل السلام ,,, قومى نتمشى على البحر شويه
وبرغم فرحتها الغامره سالته :
_ ايه دا انت مش رايح الشغل انهارده ؟
اجاب وهو ينهض من مكانه :
_ ايوه اخدتلك اجازه يا جميل ..
نهضت معه فى سعاده لقد رضى عنها اخيرا ورضت عنه ,,
#لانهااستثناء
___________بقلم سنيوريتا ______
(بين أنس وسجى )
انتهى من طعامها وناولها الدواء كعادته تحركت الى غرفتها حتى تستعد للنوم
جلست على كرسي امام المرآه لتمشط شعرها تركته ينسدل على كتفها
وظهرها وبدئت فى تمشيطه تبعها “انس ” كى يلقى عليها نظره اخيره قبل
ان يخلد هو الاخر الى النوم لكنه عندما رأها فى هذه الحاله اصابه الجنون
تشبه القمر فى ليله اكتماله وهو يحاصره ليلا اسود يبرز جماله ويضاعف
جذبيته لم يبقى فى نفسه شئ تحرك نحوها كالمسحور ووقف من خلفها
امسك الفرشاه التى بيده وبدء يحركها باستمتاع على خصلاتها الناعمه
والطويله ظلت “سجى ” مستسلمه له وعينها معلقه بما يفعل وهى تراقب
صورته المنعكسه فى المرآه كانت تشعر بالسكينه تحت يده وقلبها يضخ
الدماء بقوه وكأنه يدفعها الى ضمه بقوه توقفت عن النظر اليه عندما لاحظ
هو ذلك وبدأت اعينهم تتقابل فى مواطن عده انهى تصفيف شعرها
ومال على كتفها ببطء متعمد كى يضع الفرشاه وعاد ليقبل رأسها بحنو
طبع قلبه عميقه ودافئه ثم القى نظره الى عينيها التى تلمع فى المرآه
ثم دار على عقيبه وخرج من الغرفه
…………………………………………………………
دخل الى غرفته وفرش مصلته ليصلى العشاء رفع يده وبدء بالصلاه
لم تقاوم سجى ضجيج قلبها بتتبعه وراحت تقف على عتبت باب غرفته
تتابعه وهو قائم يصلى وكأنها لا ترتاح حتى ترها ساجدا ارضا للخالقه
مرت الدقائق ثوان وهى تحاول التخفى وتتمنى أن يطيل حتى الصباح
انتهى من الصلاه ورفع يده داعيا ويالعجب لم يغير دعوته المستمره بـ :
_ يا رب اغفر لى ولزوجتى يارب تتمم حملها وقومها بالسلامه يارب
اقبل توبتنا ومَن علينا بفضلك يارب حنن قلبها عليا يارب
استمعت الى دعائه وعادت مرة آخرى الى غرفتها لقد تخطى “أنس “كل التوقعات
وفاجئها انه لم يمل منها مهما عاملته بجفاء كان حقا استثنائيا ولولا انه استثناء
لم يكن يرضى بها زوجه ولا يدخلها الى عائلته بعدما حملت منه وغيره الكثيرون
تركوا اطفالهم وكأنهم لم يعنوهم بعدما ماتت ضمائرهم واصبحت عدم
______________ بقلم سنيوريتا __________
(فهد وغزل)
اعتدل فى جلسته الى جوارها وهتف بحرص :
_ غزل انا عندى شغل و هسافر لمدة يومين كدا
اعتدلت هى الاخرى وسألته وهى تضم حاجبيها بشك :
_ شغل ايه ؟
هدر وقد تحشرج صوته وهو يحاول اخفاء كذبته :
_ رايح اجيب بضاعه للمحل
احتضنت عنقه باطمئنان :
_ هتوحشنى ,,تروح وتيجى بالسلامه
ربت هو على كتفها بحنو وقد قست ملامحه وضاق صدره من خداعه لها يا لها من ساذجه
تصدق كل كذباته دون عناء رجع بذاكرته للخلف عندما كان بالمحل مع والده
_____فلاش باك _________
عبود :
_ الجلسه بتاعة عزيز المظ اتحددت بكرا
ابتلع “فهد ” ريقه وكأنه يقاوم جيناته المفترسه التى بدئت فى تقطيع أوردته
فى شوق للقضاء والفتك ورؤية الدماء السائله
اردف والده “عبود ” عندما استمر صمته :
_ عزيز عايزك تراقب “سلطان ” وتقتله قبل الجلسه على طول وبيقول اكيد
هيبقى موجود بس هيشددوا عليه الحراسه عشان كدا اختارك
نهض “عبود “من مكانه ليستكمل بتفاخر :
_ طبعا هو مين يعدى من تحت ايد السفاح اكيد كدا كدا ميت
رفع يده الى السماء التى تتدالى منها سبحه طويله يزيف بها ايمانه وقال :
_ الله يرحمك يا ” سلطان ”
اخير نطق “فهد ” بغليل :
_ الله يجحمه مطرح ما هـــيغــور ,,
التفت اليه والده وابتسامته ترقص على وجهه لعودة ابنه سفاحا شرسا كما أراد لا كما كان يريد
_____عوده ____
كررت “غزل ” ندائها عندما لم يجيبها فهد ولاحظت شروده :
_ حبيبى
انتبه اخير ا ونظر اليها فقط دون ان ينبث فمه بكلمه واحده لكن عينه المظلمه
وغيمات الدم التى كانت تكثر بداخلها أرعبتها تراجعت للخلف وهى تشعر
بأنه يتحول دون شعور وحركت كتفه برفق وهى تناديه باسمه لعله يفيق :
_ فــهــد ,,
انتبه اخيرا وتحولت عينه لطبيعتها على الفور عندما لاح طيفها الملائكى فى عينه اجابها سريعا :
_ ايوه فى حاجه ؟
حركت رأسها بالنفى وساد الصمت بينهما شيئا يخبرها انه ليس بخيرا ليس فهد الذى تعرفه
انه يعانى من شئ يخفيه عنها ….
___________ بقلم سنيوريتا _______
(عون )
كان يقود سيارته متجها الى عمله حتى توقف فى اشاره مروريه نقر باصابعه على مقوده
والتف بوجه الى جانبه دون اكتراث لكن ما لفت نظره شيئا يصعب تجاهله استدار سريعا
لينظر الى ساحرته “لين ” التى لم تراه حتى الآن وانطلقت عندما اضائت الاشاره الى الاخضر
أسرع هو الاخر من ورائها كشارد فى الصحراء اخيرا حصل على الماء اعطى اشاره صوتيه
لكل من يعترض طريقه وانطلق كالسهم كانت “لين” تحدق امامها دون أن تدرك هذا الملهوف
الذى يركض ورائها اخيرا انتبهت عندما لاحظت عربه من خلفها تطلق بواق عال
هتفت متذمره :
_ ايه دا ؟ مجنون دا ولا ايه ؟
ضاعفت السرعه وهى تنوى ان تعانده وتسبقه إن أرد هو سبقها من خلفها كان يركض “عون ”
وهو يصر على اسنانه بعدما فهم مقصدها من مضاعفتها للسرعه وهدر مغتاظا :
_ يا بنت الـمجنونه
اخيرا تعادل الى جوارها ونادها وهو بمحاذتها لتلتفت :
_ لين ,,لين
ازاحت نظرها عن الطريق لتشهق بفزع عند رؤيته وتضع يدها على فمها تاركة المقود
يأخذها الى ما يشاء :
_ انت ؟؟؟
انتبه “عون ” سريعا الى ما فعلته ويكاد يودى بحياتها وتحرك بسيارته ليصد سيارتها الطائشه
ويناديها صارخا :
_ وقفى يا مجنونه
انتبهت اخيرا وأوقفت السياره نزل “عون فورا وتوجه اليها وفعلت هى نفس الشئ
نزلت هى الاخرى من سيارتها لكن مشاعرها المضطربه جعلتها تنوى الحده له
اقترب منها لتصرخ هى بوجهه :
_ عايز ايه وبتجرى ورايا ليه ؟
اجاب وهو يبتسم :
_ ولا حاجه فى حاجه تخصك معايا …….ومصدقت لاقــيتــك
شدد على كلمته الاخيره حتى يصل معنها اليها ونجح
اشارت الى نفسها بعدما تأثرت بكلمته وقالت :
_ انا ,,,
حرك رأسه مؤكدا :
_ ايوه انتى ,,ممكن نروح نقعد فى مكان هادى واديهالك
كادت تستجيب لكنها آثارت التعقل وهتفت :
_ بمناسبه ايه اروح معاك انت مش كـ,,,,,
قاطع كلماتها وهدر راجيا :
_ خلاص يا ستى انا مسامحك على اللى عملتيه فى العربيه والورق
بس ياريت توافقى نروح اى كافيه ونتكلم ..
كانت تجاهد اخفاء الفرحة التى تلمع فى عينها من اصراره على الحديث معها
يبدوا انه بادلها مشاعر كما تكن هى له الاعجاب
هتفت باقتضاب :
_ اوك
التفت الى سيارتها وفتحت الباب واستعدت للانتقال وهو الاخر ذهب الى سيارته
……………………………………….
وصلا الى احد الاماكن العامه القريبه واصتف سيارتهم الى جانب الرصيف
ودخل “عون ” مع “لين ”
سحب اليها الكرسي لتجلس وابتسمت لين على اسلوبه الطيف وظهور ذوقه وترسيخ فكرة
“الجنتيل مان” فى رأسها
جلس فى مقابلها وعقد يده على الطاوله امامه وهو يسألها باهتمام مصاحبا ابتسامه :
_ تحبى تشربى ايه ؟
اجابت بهدوء :
_ ممكن نتدخل فى الموضوع على طول
ابتسم لها وهدر :
_ الموضوع كبير انا من وقت ما قابلتك وانا حياتى كلها مشيت بالعكس
انا عايز اتعرف عليكى اكتر واعوض الفتره اللى قضتيها وانا بكلم نفسي
عاد الغضب الى “لين” ودون مقدمات وثبت من مكانها وهى تهدر بحده :
_ حضرتك مفكر انك ممكن تقعد تاخد وتدى معايا بدون علم اهلى لااا
انت غلطت لتانى مره فى العنوان انا جيت هنا عشان قولت ان فى حاجه
تخصنى معاك
همت لتغادر لكنه وقف سريعا يهدر بسرعه :
_ لا ااا استنى وحيات ابوكى انا اكتر من كدا اتجنن
اعتبرينى جاهل وقوليلى اوصل ليكى ازاى انا ما اعرفش غير اسمك بس
صدقينى انا موضوع الجواز دا شلتوا من دماغى للابد لكن مع وجود واحده فى جمالك
واخلاقك خلانى اتراجع عن الفكره كلها
نظرت اليه “لين” بتمع وعزمت على عدم الالتفات لكن “عون” قفز فى وجهها من جديد وكانه
يطاردها دس يده فى جيبه وقدم اليها سلسالها وهو يقول :
_ بصى دا وقع منك وانتى بتجرى فى اخر مره
وقع من على رقبتك ووقع فى قلبى انا طول اليوم رايح جاى اتكلم معاه
ياريت لو تقوليلى ازاى اعرف اتكلم مع صاحبته لاحسن قربت اتجنن
اختطفت سلسالها من يده وعزمت على الرحيل لكنها قبل ان تتجاوزه فتحت
حقيبتها واخرجت الكارت الخاص بوالدها وقدمته اليه وغادرت على الفور
التقط الكارت وقلبه يرقص فرحا لحصوله على معلومات خاصه بمن سرقت لبه
وقرر اللجوء فورا الى منزل والدها وطلب يدها تلك المميزه التى
سحرته وغيرت فكرته عن كل النساء ,,,لانها استثناء _________ بقلم سنيوريتا ______
(تيم وتوبا)
كان أسعد يوم يمر عليهم من مده طويله تمشى معها على طول الشاطئ ولعب معها
كثيرا وحملها اكثر وهذا كا ن يسعده هو اكثر سألها وهى بين يده :
_ فاكره لما كنتى صغيره والشوارع تتملى مياه من الشتاء
ابتسمت بفرح واحتضنت عنقه وهى تكمل عنه :
_ كنت بجرى عليك اقولك وكأن انت سوبر مان حياتى
هتف هو مقلدا صوتها الطفولى :
_ الحق يا تيم مس عارفه اروح المدرسه
اردفت وهى تنظر الى وجهه البشوش :
_ كنت بتشيلنى على ضهرك لحد المدرسه عشان رجليا ما تبلش
ابتسم على ذكراياته الخاليه معها فأردفت وهى تدفن رأسها فى عنقه :
_ طول عمرك راجل يا تيم ما كنتش محتاج تكبار عشان تثبت دا
كنت استثنائئ فى كل حلاتك ,,
زفر انفاسهما معا كان متحسرا بشده على نجاح الحياه فى تغيره اردفت “توبا ”
وهى تستقر على عنقه :
_ يارب اجيب ولد زيك يا “تيم ” انتفضت كل جوارحه عند ذكرها حملها
ورقص قلبه على حافة النار يخشى ان تتلقفه الحياه لتحوله الى شيطان جديد
انزلها برفق وهتف :
_ توبه ,, يا احلى توبه ان جبتى ولد أوعى تسبيه مهما كانت الضغوطات عليكى
حركت رأسها بنفي وهى تقاوم احساسها بصوته المغموس بالخطر اكمل هو :
_ انا سيبلك فلوس كتير فى شنطة العربيه الفلوس دى هتأمن مستقبلك انتى وهو
امسك يدها وقبض عليها بشده وهو يحدق فى عينيها قائلا :
_ افتكرى إن تيم وسلطان الاتنين حبوكى
سارعت لتهدر بقلق :
_ انت بتقول الكلام دا ليه ؟
اجابها وهو يجفل عينها ويكاد يخنقه الدمع :
_ عشان بـحـبـك
لم تشبع اجابته قلقها النامى فى صدرها من لهجته المختلفه :
_ تيم انت مخبى عنى حاجه ..
نفض رأسه وهو يهدر :
_ لااا ما فيش حاجه
كررت رجائها :
_ تيم عشان خاطرى كلامك مش مريحنى
اغتصب ابتسامه على وجهه وهو يقول :
_ انا بقول كدا عشان راحتك يا توبه كفايا التعب اللى جالك من ورايا
اهتزت مقلتيها وهتفت متلهفه :
_ انا مسمحاك
عندها زفر بارتياح وهو يخبرها :
_ وانا مش عايز اكتر من كدا
رفع يدها الى فمه وطبع قبله على كلتا يديها و إستجمع قواه و أردف :
_ انا رايح المحكمه بكرا
اتسعت عينها ونفضت رأسها برفض تام وصاحت فى وجه غير مصدقه :
_ لأأأأأ ,,, مش هتروح انا مش هسيبك تروح
أسرع باحتضان وجنتها ليهدئ من روعها :
_ اهدى اهدى ما تخافيش انا هرجعلك تانى
كان خوفها اكبر من ان يهدئه أى كلام لذا صرخت :
_ مستحيل اسيبك تروح للموت برجليك
انفلت غضبه وبصراخ مماثل صاح :
_ وانا يستحيل اسيبهم يوصلوا ليكى انا لو قتلونى بكرا
هموت مره واحده لكن لو وصلو ليكى هموت ألف مره
هتفت برعب من الفكره التى تلوح بشر :
_ تعال نهرب نروح آخر الدنيا سواء
كرر احتضان وجهها بلطف ليهدئها :
_ مش هفضل لاخر عمرى هربان هيوصلولى حتى بعد موت عزيز
نفضت يده وتحركت يمينا ويسارا بتوتر :
_ يعنى ما فيش أى حل تانى
امسك يدها ليجبرها على الثبات :
_ الحل انى اشهد عليه وابقى حر من جهة الحكومه بدل ما اهرب
من الحكومه ورجالة عزيز
نظرت الى عينه وفى عينيها دموع مقهوره وسالته متمنيه :
_ هترجع
عاد يهدئها قائلا :
_ هرجعلك على طول وفى بنت اتعرفت عليها هنا هوصيها عليكى
لو ما رجعتش هتاخدك معاه وهى مسافره وبالفلوس اللى سيبتهالك
تقدرى تكملى حياتك بره
صاحت لتوقف خرافاته :
_ لااااا ما تقولش كدا هترجع
استطنع ابتسامه زائفه على وجهه واجابها :
_ طبعا راجع حد يقدر يستغنى عن توبته
سألته وهى تحاول ثبت اغواره :
_ بجد ,, هنكمل سواء ؟
اجابها وفى فمه ابتسامه وعينه دمعه لا يعرف أيا سيسبق الاخر :
_ ايوه وهنجيب عيال كتير نجرى بيهم على الشط هنا صيف شتاء
لاحت ابتسامتها اخيراا فهدر مطمئنا لها :
_ ما تقلقيش انا هيبقى عليا حراسه مشدده هرجع يا توبا
مال بجبينه على جبينها واردف :
_ هــيــرجــعــلك الــســافــل الـمـتــحــرش
……………………………………………………………!!
لانها استثناء _ سنيوريتا ياسمينا احمد (الكاتبه)
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأنها استثناء)