روايات

رواية لأجلك نبض قلبي الفصل الثامن 8 بقلم أسماء عادل المصري

رواية لأجلك نبض قلبي الفصل الثامن 8 بقلم أسماء عادل المصري

رواية لأجلك نبض قلبي الجزء الثامن

رواية لأجلك نبض قلبي البارت الثامن

لأجلك نبض قلبي
لأجلك نبض قلبي

رواية لأجلك نبض قلبي الحلقة الثامنة

تمر الايام على عمر لتتشابه احداث اليوم مع امس و امس مع الغد…يفيق من نومه على كوابيسه المعتاده ليتناول الافطار مع عائلته و يذهب للعمل ثم يعوم لتناول العشاء و يصعد غرفته لينفس عن كبته و غضبه بكيس الرملى يلاكمه كما لو كان يلاكم الد اعدائه حتى يسقط مجهدا متعبا فينام ليعيد الكره
اما عن خديجه فقد آثرت ان تشغل نفسها بعملها فطوال وجودها بالمنزل تقوم بتجهيز طلبات الطعام او تخرج لجلسات التصوير و التى اصبحت تقبل كل العروض المقدمه اليها على عكس الفتره الماضيه و التى كانت لا تقبل الا طلبات الاصدقاء و لكنها ارادت ان تشغل نفسها عن التفكير عما حدث بالعمل
ظل عدى يهاتف خديجه على فترات ليحدثها و يمزح معها حتى اصبحت محادثاته شبه يوميه و اخذ يتعلق بها يوما بعد يوم دون انتباه خديجه لذلك
ظلت حاله عبد الرحمن مستقره الى حد ما حتى تدهورت فجأه و نصحه الطبيب باخذ جلسات العلاج الاشعاعى و الكيماوى و رشح له احدى المراكز الموجوده بالقاهره
نظر عبد الرحمن لزوجته بحيره و تساؤل ” جلستين فى الاسبوع يا حياه…ازاى حفضل رايح جاى ع القاهره كده؟ ”
تجيبه حياه بطمأنه ” متقلقش يا عبده….اروح انا معاك مره و خديجه مره و حتتحل بامر الله ”
تدلف خديجه لتجدهما فى حيره من امرهما فتردد بمرح ” مالكم فى ايه؟”
حياه “بقول لبابا يا ديچا ميشيلش هم و اننا حنسافر معاه انتى مره و انا مره….ايه رايك؟”
خديجه بتوتر ” اه يا بابا متقلقش يا حبيبى ”
عبد الرحمن بفضول ” هو عمر مش بيكلمك يا بنتى من ساعه ما كان هنا اخر مره؟”
تتوتر خديجه و تحاول تدارك الامر فتجيبه بدبلوماسيه ” بيكلمنى لما بيكون فاضى بس واضح انه مشغول اوى اليومين دول ”
تتجهز حياه للسفر مع زوجها لتلقيه العلاج و تترك خديجه و الصغير محمد بمفردهما فيتوسل محمد لاخته ” عشان خاطرى يا ابله خديجه…عايز اروح العب عند احمد صاحبى، و النبى توافقى ”
خديجه ببسمه رقيقه ” ماشى يا حماده…بس متتاخرش عشان مقلقش عليك ”
فور خروجه يطرق الباب فتظن انه قد عاد فتتجه بسرعه لفتح الباب دون وضع حجابها فتتفاجئ بعمها جلال و ابنه محمود فترتبك و تسرع بوضع حجاب راسها و لكن بعد ان لمعت عين محمود فهو يعشقها منذ الصغر
ترحب بهما و تقوم بادخالهما غرفه الضيوف فيهتف جلال ” امال ابوكى فين؟”
تجيبه خديجه ” عنده جلسه علاج فى القاهره ”
محمود بفضول ” و سايبينك لوحدك؟”
خديجه بضجر ” عادى….و محمد معايا، هو فى حاجه يا عمى؟”
ينظر لها جلال بتفحص و يقترب منها و يردد بخبث ” قوليلى بقى يا بت عبد الرحمن…. موضوع جوازتك من عمر ماشى و لا اشتغاله ابوكى عاملها عشان متتجوزيش ابنى؟”
” ايه الكلام ده يا عمى، مش بابا قال لكم اننا كتبنا الكتاب؟”
تهتف خديجه بتلك الكلمات بعد ان وقفت مستنكره حديث عمها المبتذل ليردد هو بعجرفه ” و انا بقى مش مصدق الحوار ده و حاسس انها لعبه منكم و……”
يقاطع حديثه رنين هاتف خديجه فتتنحنح بحرج لتنظر الى شاشتها و تجده عمر فتتعجب فى قراره نفسها فهو لم يحدثها منذ اكثر من عشره ايام و لكنه اتصل بالوقت المناسب فتعتذر من عمها و تردد برقه مصطنعه ” ايوه يا عمر…. انت كويس؟”
يجيبها عمر بتحفظ ” ايوه انا تمام، كنت عايز اقو…..”
تقاطعه خديجه ” ده عمى جلال هنا هو و محمود ابن عمى و بيسلمو عليك ”
ينتبه عمر لحديثها فيردد بحزم ” جايين ليه؟”
خديجه ” معرفش….خد كلمه هو عايزك؟”
يتناول منها الهاتف و يردد بصوت اجش و عنيف ” ايوه يا عمر…ازيك و ازى ابوك!”
” الحمد لله، يا ترى ايه سر الزياره الغير متوقعه؟”
يلوى جلال فمه من حديثه فيهتف بضيق ” انا جاى بيت اخويا يا عمر و مظنش انى لازم اخد اذنك الاول ”
يرددها باستهزاء فيجيبه عمر بغضب و حده ” اكيد يا حاج جلال بس لو رايح لوحدك انما تروح بابنك اللى كان عايز يتجوز مراتى فاظن من حقى انى اعرف و يا اوافق يا ارفض ”
” و هى….مراتك بجد؟” يرددها جلال باستخفاف فيهدر به عمر بصوره فجه و صياح عالى ليردد ” انت ايه حكايتك بالظبط؟….مفيش حد عاجبك و لا ايه؟ و انت ملكش دخل بيا و بخديجه من اللحظه دى ”
يردد جلال ” و لو طلعت الجوازه ملعوب عشان تسكتونا ”
” انت ايه اللى بتقوله ده؟ ملعوب ايه و كلام فارغ ايه؟”
جلال ” طيب لما هو مش ملعوب معملتش دخله ليه لحد دلوقت؟”
عمر بنفور ” عشان انا بفهم فى الاصول، عشان ابوها تعبان و فيه اللى مكفيه و عشان الوقت مش مناسب لفرح و هيصه و عشان برده الطبيعى اننا نعمل فتره خطوبه لانه مش سلق بيض يا حاج جلال ”
يترك جلال الهاتف من يده بعد ان وبخه عمر بحده فاخذ عمر يتنفس بغل و غضب و ظلت خديجه تستمع لانفاسه الغاضبه لتردد امام مرئى و مسمع عمها و ابنه ” اهدى يا عمر، متخليش اللى حصل يعصبك كده ”
يحاول التحدث بهدوء فيخرج صوته جاد و قوى ” انا جاى اخدك انتى و محمد، جهزى شنطتك و قفلى البيت على ما اجى كلها 3 ساعات و اكون عندك ”
خديجه بفضول ” ليه مش فاهمه؟ حصل حاجه؟”
يتوتر عمر و يحاول اخفاء توتره فيردد بخفوت ” عمى حيعمل عمليه و اتحجز فى المستشفى و اكيد مش حسيبك لوحدك فى المنصوره ”
” بابا ماله؟ هو تعبان و لا كويس؟ و النبى تطمنى عليه يا عمر ”
يجيبها بهدوء ” متقلقيش…بس الدكتور شاف انه الاحسن يستأصلو جزء كده يمكن تجى بفايده ”
تبتلع لعابها بالم و تبكى و هى تحدثه ليخرج صوتها متقطع اثر بكائها ” بابا تعبان و انت مش عايز تقولى…انا حاسه بكده ”
عمر بصرامه مزيفه ” اهدى و مش عايز توتر و انا سايق، ادخلى اعملى اللى قلتلك عليه و حاولى متتكلميش مع عمك فى حاجه لحد اما اجى ”
يغير نبرته لنبره رقيقه مازحه و يردد ” و جهزيلى غدا من اديكى يا ديچا احسن واقع من الجوع ”
تبتسم هى من طريقته لترتسم ابتسامه عريضه على وجهها و شفتاها ليراها محمود الذى يضغط على اسنانه من الغيظ و هو يرى الفراشات تخرج من عينها اثر حديث عمر لها فيزفر فى ضيق و يقف مكانه يضع يديه بحيب بنطاله و يرزع الارض مجيئا و ايابا حتى تنهى خديجه حديثها مع عمر
ينظر لها بحسره و يردد بتساؤل “عمر الباشا فيه ايه زياده عنى يا بنت عمى؟”
تجيبه ” القلب و ما يريد يا محمود ”
” يعنى بتحبيه؟” يهتف متسائلا لتنظر هى الى الارض بخجل و تردد بصدق واضح فى عينها ” ايوه يا ابن عمى بحبه،و بحبه اوى كمان ”
★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★
يجلس عدى بمكتبه و لكن طيفها دائما ما يهاجمه و تقطع عليه شروده مساعدته ملك التى تدلف مكتبه تتمختر بخطوتها فتقترب منه و تهتف مناديه ” عدى بيه…حضرتك سامعنى؟”
ينظر لها بعد ان فاق من شروده لينهرها على الفور ” اخرجى بره و متجيش غير لما اناديكى ”
يحدث نفسه بحزن ” يا ترى عملتى ايه بعد ما عرفتى حاله باباكى؟ خايف اكلمها متكونش عرفت….انا احسن حاجه اكلمها عادى و اكيد حعرف من صوتها ”
يمسك هاتفه و يضغط على شاشته ليتصل بها فتجيبه على الفور ” ايوه يا عدى…عامل ايه؟”
عدى بمرح ” الحمد لله، بتعملى ايه؟”
خديجه بجديه ” بعمل الغدا عشان عمى عندنا و عمر كمان جاى فى الطريق ”
يهتف جلال ماسائلا ” ده عدى اخو عمر؟”
” ايوه يا عمى ”
فيردد بدهشه ” ده باين ابوكى تعبان اوى طالما الكل بيكلمك كده ”
يستمع له عدى على الطرف الاخر فيردد بتلعثم ” هو انتى عرفتى ان باباكى…..”
يقاطعه صوت رنين جرس الباب لتنزل هى الهاتف من على اذنها فلا تستمع لباقى حديثه و يتجه محمود راسا ليفتح الباب فيجده عمر الذى فرض حضوره رهبه و هيبه قويه ليدلف بقامته و قتامته و يردد بجديه ” ازيك يا محمود؟”
يجيبه الاخير باقتضاب ” اهلا يا ابن عمى، اتفضل ”
يبتسم بسخريه و يردد ” يزيد فضلك يا سيدى ”
ينظر لخديجه الواقفه تحمل بيدها الهاتف حتى تسمع عدى يحدثها ” هو عمر جه؟”
تلحظ شرودها به فقد اشتاقت له كثيرا فتجيب ” ايوه…حبقى اكلمك تانى ”
تغلق الهاتف فيقترب منها بموده و يقبل جبينها امام عمها و ابنه و يردد بصوت حنون ” ايه يا حبيبى وحشتينى ”
تزدرد لعابها بحرج و لكنها تنتبه انه يتصنع امام عمها فتجاريه و تردد مبتسمه ” و انت كمان”
تنظر له بتخوف و قلق و تردد متسائله ” بابا ماله يا عمر؟ و النبى متخبيش عليا ”
يضع راحتيه على صدغها و يقترب منها و يحدثها برقه و صوت هادئ” اهدى يا حبيبتى…كل الحكايه الدكتور قال لو عمل العمليه دى باسرع وقت ممكن يكون فى امل، و بابا محبش يضيع وقت، بس كده ”
” يعنى هو كويس؟” يجيبها مطمئنا اياها ” كويس جدا كمان ”
يتدخل جلال بالحديث و يردد ببرود ” و انت بقى جاى تاخد خديجه و توديها فين ان شاء الله؟”
” حتقعد عندنا هى و مامتها و اخوها ”
يرددها و هو يبحث بعينه عن محمد فيهتف ماسائلا ” هو اخوكى فين؟”
” عند صاحبه هنا جنبنا، اتغدى و انا حتصل بمامه الولد عشان تبعته ”
يبتسم لها برقه و يغمز لها بطرف عينه ليراه محمود و يردد بغزل ” طيب اكلينى احسن ميت من الجوع و اكلك وحشنى اوى ”
” من عنيا ”
★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★
يجلس محمود بمنزل ابيه يضع وجهه بداخل راحتيه ينتحب حظه بالم و اسى حتى ينهره اباه عن افعاله فيردد بخزى ” ضاعت منى خلاص يا بابا، انا شفت فى عنيها حبها ليه….الموضوع باين عليه بجد مش زى ما انت ما بتقول، بس عشمتنى و خلتنى احط امل على الفاضى و الامل خلاص راح”
ينظر له جلال بغضب و شرر يتطاير من عينه و هو يتنفس بقسوه و يردد بصوت حاد ” و انا مستحيل اضيع الاطيان دى كلها كده، كفايه نصيب العيل الصغير اللى خلفه على كبر ده، و خديجه ليك يا ابنى ”
يضحك محمود باستخفاف و يردد ” ليا طب ازاى؟ ده كاتب كتابه عليها مش خطوبه و خلاص و تتفركش ”
جلال بحزم ” سيبنى بس احاول افكر و اكيد حلاقى حل ”
※※※※※※※※※
تجلس خديجه بجوار عمر فى السياره و يجلس الصغير محمد فى الخلف و يظل عمر يقود و هو يقبض على المقود بغضب و غل تنتبه له خديجه فتتحدث بهدوء محاوله فهم ما به ” ممكن تهدى شويه، مينفعش تسوق و انت عصبى كده ”
ينظر لها بعيون ناريه و يهتف متسائلا ” هم اتكلمو معاكى فى ايه قبل ما اجى؟”
” مش مصدقين ان جوازنا بجد و عمى شايف ان بابا عمل كده عشان متجوزش ابنه”
يتنفس بقسوه و غضب و هو يلوى فمه و يضغط على شفته السفلى باسنانه فتضع خديجه يدها على كتفه لتهدئنه و هى تتحدث برقه ” عمر….اهدى مش كده ”
ينتفض فور لمستها و يفرمل بالسياره لتخرج صوت المكابح عاليا فيصحو الصغير مفزوع و يردد عمر بحده ” مش اتفقنا انى ابيه عمر و لا نسيتى…. و اكيد انتى فاهمه ان طريقتى معاكى كانت عشان قدام عمك، يا ريت متنسيش ”
تغلى الدماء بعروقها و تنفر للخارج و تشعر بالالام حاده بصدرها تحاول اخفاءها فتردد بطريقه فجه ” انت اللى ناسى ان انا اللى اخترت اقولك ابيه يا ابيه….. و لأ منستش متخاقش و يا ريت تعرف حجمك و مكانك كويس و متخليش الواحد يندم انه بيتعامل معاك بذوق ”
” غصب عنك تعاملينى بذوق مش بمزاجك…… لان اللى متعرفهوش انى مش بتساهل مع اللى بيغلط معايا ”
تشعر بقسوته الزائده عن الحد و تفكر هل تدخل معه فى صدام ام تتجاهله و يظل عقلها يفكر لتتخذ قرارها بالنهايه بتجاهله فتنظر له بضيق و تردد ” ممكن تكمل سواقه…عايزه اطمن على بابا و يا ريت ميكونش فى بينا تعامل خالص اليومين اللى حنقعدهم عندكم ”
يردد باستخفاف ” و ماله…عز الطلب ” ليكمل قياده حتى يصلا الى ابواب المشفى و التى فور دخولهم تسمع صراخ امها الحاد ” اااااه…..العوض عندك يا رب ”
تلمع عينها و هى ترى امها مسجاه على الارض و هاله تحتضنها فى محاوله منها لتهدئتها و طه يقف بعيون دامعه يتحدث مع الطبيب ” ازاى؟”
الطبيب بحرفيه ” انا فهمتك ان الحاله متاخره اوى و انه لازم يتحجز و دى اراده ربنا…..البقاء لله ”
يهرع عمر ناحيه والده بفضول و يردد بلهفه ” ايه اللى حصل…قصدى حصل امتى؟”
يجيبه طه بحزن ” لسه حالا يا بنى لو جيت بدرى خمس دقايق بس كنتم شفتوه ”
يلتفت للوراء و ينظر لخديجه الواقفه مكانها لا تتحرك و لا تبكى و لا تتحدث فاقترب منها و حاول ان ياخذها باحضانه و لكنها ابت فسالها بلهفه ” انتى كويسه؟”
تومئ براسها فى هدوء لتبتلع لعابها بالم و تقترب من امها الجاثيه على الارض تصرخ بحرقه فتحتضنها و تربت عليها دون ان تتحدث او تذرف دمعه واحده
يضطر الجميع الانتظار للصباح حتى تنتهى اجراءات الدفن و قد اصرت زوجته على دفنه ببلدته كما اراد هو فيسافر الجميع لاتمام الدفن
#####################
ركب كل من خديجه و ليان و اسيل بسياره عمر و الذى ظل طوال الطريق ينظر لصمتها بريبه حتى اخواته توجسوا خوفا من هدوءها و صمتها الزائد عن الحد فهى حتى لم تدمع
نظرت ليان لاخاها فى مرآه سيارته تحدثه بعينها بان يطمئن على خديجه فمسكها من يدها و اخذ ينظر لها تاره و للطريق طاره و هو يحدثها برقه ” ديچا…انتى كويسه، ردى عليا ”
تومئ براسها و تظل على حاله الصمت فتحدثها ليان ” طيب انتى ساكته ليه؟ اتكلمى او عيطى يا خديجه ”
تزفر بفروغ صبر،و تردد بصوت هادئ ” انا كويسه، و مش عايزه اعيط…..ممكن تسيبونى بقى ”
يصل الجميع للمقابر و يحمل عمر النعش مع ابناء اعمامه و يتبعهم جمع العائله من الرجال و خلفهم النساء و هن فى انهيار تام من سهام الاخت الصغرى لعبد الرحمن و سميره بالطبع التى اخذت تبكى بحرقه و انتهاءا بزوجته و رفيقه دربه حياه و التى لا تستطيع المشى دون اسنادها من قبل هاله،و اما خديجه فقد كانت قويه صلبه هادئه
تجتمع عائله الباشا بجميع فروعها فى مقابر العائله لدفن عبد الرحمن و فور الانتهاء من الدفن و العزاء يذهب طه و ابنائه لمنزل خديجه ليمكثوا معهم ايام العزاء الثلاثه
××××××××××
فى منزل خديجه
و بعد انتهاء ايام العزاء و خديجه لا تظل على حالها حتى بعد محاولات عدى التحدث معها او جعلها تتكلم و احيانا محاولاته فى اضحاكها و لكن دون جدوى
طه محدثا عائلته ” جهزو نفسكم عشان نسافر انهارده على اخر النهار كده”
هاله بقلق ” و حنسيبهم لوحدهم يا طه؟”
طه بضيق ” حبقى اجى انا شويه و عمر شويه، يعنى مش حنسيبهم يا هاله ”
ينظر عدى بحنق و ضيق و يردد ” و انا مليش دور فى الليله دى؟”
طه باستنكار ” و انت من امتى ليك دور فى حاجه؟ ”
عدى بغضب” و انا بقى عايز يبقى ليا دور فى مراعاه ولاد عمى و ما اعتقدتش ان دى حاجه تضايق حضرتك يا بابا ”
تحاول هاله تخفيف الاجواء ” اه يا حبيبى طبعا، اهو لما يبقى ابوك و عمر مشغولين تبقى انت تيجى تطمن عليهم ”
تقف ليان بالمطبخ مع خديجه المشغوله بتجهيز الغداء للحضور و تحاول التحدث اليها بمرح فتردد متسائله ” الغدا ايه انهارده يا ترى؟”
” مكرونه بالوايت صوص و لحمه محمره و سلاطه ”
ترددها بصوت هادئ منكسر و تكمل ” معلش يا ليان حضرى السفره عشان نتغدى ”
تذهب ليان فتجد عمر يتحدث على الهاتف فتنبهه لها فيغلق الهاتف و ينظر لها بتساؤل فتجيبه ” خديجه مش كويسه خالص يا ابيه عمر، انا خايفه عليها اوى و بابا بيقول اننا حنسافر انهارده و مش عارفه ازاى حنسيبهم لوحدهم و هى بالحاله دى؟”
يحرك راسه بتفهم و يتجه راسا لخديجه و يقف خلفها و يردد بمرح ” الاكل ريحته تجنن ”
” حالا و ححضر السفره، انا عارفه انك دقيق فى المواعيد ”
يضع يده على كتفها و يحركها لتواجهه و يضع يده اسفل ذقنها ليرفعها و تتلاقى عيناه العسليه بخضروتاها فيردد بهدوء ” كفايه يا خديجه ”
” كفايه ايه؟ ”
يضع يده على صدغها و يحرك راسه و هو يستطرد ” كفايه يا ديچا….كفايه ”
تجيبه بخفوت ” كفايه ايه انا مش فاهمه حاجه ”
” سيبى نفسك،سيبى نفسك يا ديچا ”
تردد بتلعثم و تهرب واضح من حديثه ” انا….المكرونه حتبوظ…و و.”
يسحبها داخل اضلعه و يحتضنها بقوه و يربت على ظهرها و يردد ” كفايه يا خديجه انا عارف انك قويه بس لا الحزن و لا العياط يعتبر ضعف …..سيبى نفسك…. عيطى، عيطى عشان ترتاحى ”
تحاول التماسك و دفعه بعيدا عنها و لكنها لا تستطيع فيخرج صوتها مختنق بالبكاء و هو تحاول كبحه ” انا…كويسه ”
” عيطى يا خديجه….عيطى انا عارف باباكى كان ايه بالنسبه لك و عارف انك بتتوجعى…. عيطى يا ديچا”
تدمع عيناها و تحاول ان تتماسك و لكنها تنهار فجأه من البكاء ليجتمع كل الحضور على صوت بكائها و هى تردد بالم قاصى ” بااااابااا……اااااه…..بااااباااا، بابا راح يا عمر و سبنى….سبنا و احنا لسه صغيرين، انا خلاص مش حشوفه تانى ”
تبكى الفتايات على حالها و يعتصر قلب عدى من الالم و يحاول التدخل و لكن يوقفه اباه ” سيبها يا بنى، سيبها تخرج اللى جواها ”
يظل عمر محتضنها حتى بعد ان ارتمت على الارض فجلس هو الاخر على عجزيه و ظل يربت على ظهرها و عيناه تدمع هو الاخر حتى وضع يده على صدغيها و نظر فى عينها و حدثها بطمأنه “متخافيش انا معاكى و مش حسيبك،حاخد بالى منكم و عمرى ما حتخلى عنكم ابدا”
تنتبه خديجه لجموع الواقفين ينظروا لها باسى فاخذت تسحب انفاسها فنظر عمر لاخته ليان يامرها ” هاتى مناديل ”
لينظر لخديجه بمرح و يردد بمزاح ” ولا بتمسحى فى الكم عادى ”
تبتسم ببكاء من مزاحه و تردد ” لا بمسح فى الكم ”
يمسح عبراتها بيديه و يقرب وجهه منها لينظر فى عينها و يردد بحيره ” بقيتى احسن دلوقتى؟”
تومئ براسها فيحتضنها و يقبل اعلى راسها وسط شعور عدى بالضيق من قربه لها بهذا الشكل و لكن الوقت غير مناسب للكلام الآن
يطلب طه من هاله و حياه و عمر الجلوس للتحدث بامر هام ” دلوقتى عبده الله يرحمه كان موصينى ان الوصايه تبقى معايا و ده لازم يحصل بسرعه قبل ما صفوت و لا جلال حد فيهم يفتح معاكى موضوع الوصايه ده ”
تجيبه حياه باستسلام ” اللى تشوقه اعمله يا طه…انا سيبالك كل حاجه تحت تصرفك ”
طه ” تمام، بس كان فى حاجه عايز اعملها و لازم تعرفوها كلكم ”
حياه ” ايه هى؟”
طه بتفسير ” دلوقتى اديكى شايفه مين اللى ماسك الارض و بيراعى حالى و مالى فى البلد ؟”
حياه ” عمر طبعا ”
طه ” طيب يبقى ايه رايك انه هو يبقى الوصى على الولاد بدل ما انا اعمل الوصايه و بعدين اعمله توكيل….حتبقى شغلانه ”
حياه ” اللى تشوفه اعمله يا طه ”
ينظر لابنه و يردد متسائلا ” ايه رايك يا عمر؟”
ينظر عمر فى وجوههم و يفكر عقله فهى الان تتعامل معه انه كبيرها و تنعته بلقب احترام و الآن سيصبح الوصى عليها؟ الهذا الحد هى صغيره و لكن مهلا فربما تلك الخطوه جيده و ليست سيئه كما يراها فبعد ان اجبرها على نعته بالقاب ها هو سيصبح الوصى عليها و ربما يغلق هذا التصرف الباب تماما امام مشاعرهما على حد سواء فيجيب والده بالموافقه ” ماشى يا بابا…انا كده حضطر افضل هنا عشان امشى فى الاجراءات من بكره الصبح ان شاء الله ”
طه ” خلاص تمام و اهو برده تطمن على خديجه احسن مش عجبانى خالص ”
عمر بقلق ” انا لو حسيت انها لسه زى ما هى حوديها للدكتور ”
يمكث عمر بمنزل خديجه و يسافر باقى عائلته وسط شعور عدى بالغيره الشديده عليها من عمر و اخذ يفكر بان يفاتحه فى ما اذا يكن لها اى شعور ام لا فلقد نبض قلبه لها و لاول مره يشعر بتلك المشاعر القويه تجاه فتاه فهو عدى الباشا كثير العلاقات ذو الوسامه الشديده و الذى لم يقع فى الحب من قبل و لكن تلك المره ستكون مرته الاولى فلابد ان يعرف من اخاه الاكبر ان كان هناك رابط ما بينه و بينها
و اما عمر فقد ظل بالمنصوره حتى انهى اجراءات اعلام الوراثه و الوصايه وسط رفض اعمامها لوصايه عمر فيتحدث معه صفوت بحده عامره ” طيب انت تبقى وصى على مال مراتك و قولنا ماشى انما تبقى وصى على محمد ليه ان شاء الله؟”
يجيبه عمر بثقه وقوه ” اصحاب الشأن طلبو منى كده و انا معاهم فى اللى يطلبوه ومحدش ليه انه يتدخل ”
ينظر اعمامها له بكره و حقد فقد عرفوه قوى لا يهاب احد و ها هو يفوت عليهما فرصه التحكم فى اموال الصغير محمد بعد ان ضاعت فرصه الاستيلاء على اموال خديجه بزواجه منها فينهى معهما الحوار و يتجهز ليغادر المنصوره فيقف امام خديجه بحميميه و يقترب من وجهها فيشعر بانفاسها و اخذ يربت على راسها و هو يردد ” لو احتاجتى حاجه كلمينى و انا مسافه الطريق و اكون عندك ”
تومئ بالموافقه فيحتضنها و يربت على ظهرها و يردد بحنين ” حتوحشونى كلكم، بس انا حجيلكم كل ما اكون رايح البلد ”
تجيبه حياه ” ماشى يا عمر، ربنا يخليك لينا يا رب ”
يودعهما ليعود الى روتينه المعتاد و الممل من البيت للعمل و منه للبيت حتى تبدء الدراسه من جديد و تتقابل خديجه مع رفيقاتاها من جديد
تتحدث نورهان بغضب و ضيق شديد و تردد ” انتى ازاى متكلميناش و تقوليلنا يا ديچا، يعنى على الاقل نكون جنبك فى ظروف زى دى ”
تردد خديجه بحزن ” مكنتش فايقه و الله و ربنا العالم حالى كان عامل ازاى ”
تنظر رنا بتعجب و استنكار ” بس صدفه جامده جدا ان اللى اسمه عمر ده يطلع ابن عمك ”
تبتسم نورهان و تردد بمكر ” نيره اختى كانت حتتهبل عليه فى فرحى و رنا كانت معجبه بيه و انتى كنتى مش طيقاه يطلع ابن عمك و دلوقتى الوصى عليكى كمان ”
تتحدث هكذا بعد ان قصت عليهما ما حدث و لكن دون اخبارهما بامر الزواج فهى قد تيقنت انه لم و لن يتعامل معها كزوجته ابد فآثرت ان تخبئ امر زيجتها
يمر بعض الوقت و الحال كما هو لا جديد الا من مكالمات عدى المتكرره لخديجه و التى تكون معظمها للمزاح و السخريه…… و فى الجامعه تذهب للدراسه و تعود لعملها بالطبخ المنزلى و تخرج للتصوير كلما اتيحت لها الفرصه …..نعم فقد اهلكت نفسها بالمذاكره و العمل حتى تنسى احزانها و باسها لتذهب يوميا للجامعه و تتعامل مع استاذها المشجع لها دائما على المواصله ” انا خلصت الكتاب اللى حضرتك قلتلى عليه ”
يجيبها سامى و هو يحدق بجمالها ” كويس جدا….انتى شاطره و قليل اوى لما بتكون بنت شاطره فى المجال ده، بس هو انا ممكن اتكلم معاكى فى حاجه؟”
تجيبه بادب ” طبعا يا دكتور ”
سامى ” اللبس الاسود مع انه لايق عليكى جدا بس مخلى وشك حزين اوى، و وفاه باباكى عدى عليها وقت مش كده؟”
” ايوه…قرب يكمل 4 شهور، بس بجد مش قادره اقلعه ”
ينظر لها سامى و يردد ” هو الحزن فى اللبس برده؟ انتى لسه صغيره و حرام عليكى تعملى كده فى نفسك ”
” ححاول يا دكتور ”
تتركه و تذهب فى طريقها فينظر فى اثرها و يردد بحب ” يا ريتنى فاتحتك السنه اللى فاتت فى مشاعرى يمكن كنت لحقت اخطبك و باباكى عايش بس معلش كل تاخيره و فيها خيره ”
ينتهز الفرصه و يقترب من رفيقتها نورهان عندما وجدها تقف بمفردها فى انتظار زوجها ليعيدها للمنزل فيتنحنح بحرج و يردد بصوت هادى ” معلش يا نورهان لو حعطلك لحظه واحده ”
” اتفضل يا دكتور…خير؟”
يتحدث معها بتوتر ملحوظ ” اصل انا كنت عايز اسالك على حاجه كده، بس مش عارف افتح الموضوع ازاى؟”
تتعجب من حديثه و ياتى زوجها فى تلك اللحظه ليجدها تقف معه فيقترب ليعرف عن نفسه ” انا ابراهيم…جوز نور”
سامى بخجل ” سامى….المعيد بتاعها ”
يفرك يده بارتباك فتنظر له بتوجس و تردد متسائله ” خير يا دكتور، قلقتنى ”
” لا ابدا مفيش، انا كنت عايز اعرف منك اذا كانت خديجه مرتبطه و لا لأ؟”
تبتسم ابتسامه عريضه فهى دائما ما كانت تحدث رفيقاتها بانها ترى اعجابه بخديجه و لكنهما كانتا دائما ما تسخر منها فتجيبه بسرعه و يقين ” لا…مش مرتبطه ”
سامى بخجل ” طيب هو انا لو فاتحتها يعنى ممكن يكون ردها ايه؟”
يجيبه ابراهيم ” اعتقد ان الاحسن تدخل البيت من بابه يا دكتور خصوصا ان والدها متوفى ”
سامى بلهفه ” خلاص اكلم مامتها ”
ينظر له ابراهيم بتعجب فهو من المفترض ان يكون لديه حنكه اكثر من ذلك فيحاول شرح وجه نظره بهدوء فيفسر له بايضاح ” بص يا دكتور….خديجه عليها وصى هو المسئول عنها، اظن الافضل انك تكلمه هو الاول ”
سامى بتساؤل ” طيب انت تعرفه؟”
ابراهيم ” ايوه…ده صاحب اخويا الكبير و يبقى ابن كبير عيله الباشا….عمر الباشا بس هو عايش فى القاهره ”
سامى بفضول ” هو يعنى الوصى عليها، مش فاهمها دى؟”
ابراهيم باستفاضه ” عيله الباشا بتتعامل معاه انه كبير العيله لان ابوه هو الكبير بس مخليه مسؤل عن كل حاجه بالنيابه عنه عشان كده هو الوصى عليها هى و اخوها الصغير ”
سامى بتوسل ” طيب لو ممكن تدينى رقمه و عنوانه و انا على استعداد اروح اكلمه ”
” تمام..و اكيد هو حيشوف لو الوقت مناسب دلوقتى و لا لأ و حيقولك و متقلقش هو انسان متفهم جدا ”
و بالفعل يذهب لسامى للقاهره لمقر عمل عمر الباشا دون حتى اخذ موعد منه و عندنا يصل لابواب شركته يتقدم من مساعده معتز بوقار و يردد ” كنت عايز اقابل عمر الباشا لو سمحت ”
ينظر له معتز بتعجب و يهتف ماسائلا ” مين حضرتك؟”
” انا الدكتور سامى، معيد بكليه السياحه و الفنادق ”
يظن معتز انه لربما شئ يخص فنادق والده فيدلف لمكتب عمر المرتكز على ساعديه شارد بشاشه هاتفه يتطلع لصوره خديجه فينتبه لدخول مساعده فيردد بحيره ” فى حاجه يا معتز؟”
” فى دكتور بره عايز يقابلك ”
يلوى فمه بتعجب و يردد ” دكتور مين؟”
يردد معتز بتوضيح ” دكتور سامى من كليه السياحه و الفنادق ”
يتعجب عمر و يسمح له بالدخول ليقف من مكانه و يقترب منه ليمد له يده بترحيب ” اهلا و سهلا….اتفضل ”
يجلس سامى بتوتر فينظر له عمر و يساله ” تشرب ايه؟”
” ممكن قهوه ” يرددها و هو تظهر عليه معالم الخجل و كانه عروس ليله عرسها فيبتسم عمر فى قراره نفسه من طريقته و يامر عامله باحضار القهوه و يعود ليجلس امامه على تلك المقاعد المريحه الملحقه بمكتبه
يظل صامتا حتى يمل عمر فيقرر التحدث ليساله بصوته الاجش و المخيف بعض الشيئ ” خير يا دكتور؟ ايه الموضوع….حاجه تخص فنادق بابا؟”
يومئ راسه بالرفض و ينظر له بتوتر و يردد بفضول” فنادق الباشا بتاعتكم صح؟”
” اممم…ده واضح انك جاى فى حاجه تانيه…خير انا سامعك؟”
يرددها و هو يتكئ بجسده على ظهر المقعد و يضع ساق فوق الاخرى بعجرفه ليجيبه سامى بتلعثم ” انا معيد فى جامعه المنصوره و بدرس للانسه خديجه ”
تلمع عين عمر فور سماعه لاسمها ليتوجس خوفا فيردد بلهفه و خوف ” خديجه مالها؟ حصل حاجه، انطق…اتكلم”
يبتلع لعابه بتوتر و يردد بتردد و قلق ” لا..لا هى كويسه، انا بس كنت جاى اكلمك عنها يعنى…..”
يصمت فينظر عمر له بحيره و يردد بنفاذ صبر ” ما تقول فى ايه يا دكتور قلقتنى و انا مش فاضى لتضييع الوقت ده ”
يبتلع لعابه و ياخذ نفسا عميقا و يردد بعن ان زفره من رئتيه ” انا بصراحه كده معجب بالانسه خديجه تقريبا من اكتر من سنه…و و كنت عايز اتقدم يعنى بس السنه اللى فاتت الوقت و رساله الدكتوراه بتاعتى كانت اخده كل وقتى ”
يستمع له عمر و الدماء تغلى بعروقه و هو يحاول ان يكتم ضيقه و غيظه و لكنه يتحدث معه و صدره يعلو و يهبط بقوه دالا على مدى عصبيته و لكن يخرج صوته هادئ فيساله ” هى اللى بعتاك؟”
” لا…هى حتى متعرفش انى جاى هنا، انا اخدت عنوانك من ابراهيم يبقى اخو صاحبك ”
يومئ راسه بالايجاب و يردد ” اه…اخو مهاب صاحبى و يبقى جوز صاحبتها مش كده؟”
يجيبه سامى بارتياح بعد ان شعر بسلاسه الحديث ” ايوه…و هو اللى نصحنى انى اجيلك بعد ما عرفنى انك الوصى عليها”
يبتسم عمر قليلا و يردد متسائلا ” يعنى انا برده مش فاهم، هل انت فاتحتها فى الموضوع و لقيت منها قبول و على الاساس ده جيت لى؟”
يجيبه سامى ” لا انا قلت ادخل البيت من بابه و اكلمك الاول و بعدين……”
يقاطعه عمر بنبره عاليه و حاده بعض الشيئ ” يعنى انت جاى من المنصوره لحد هنا من غير حتى ما تعرف رأيها الاول….مش غريبه دى؟ ولا تكون فى بوادر مخلياك مطمن انها حتوافق؟”
يتوتر سامى من حدته و نبرته العاليه فيحاول تهدئته و يردد بخفوت ” انا تعاملى معاها فى حدود و مش شايف نفسى غلطان انى جيت لولى امرها على طول من غير ما اكلمها و اكيد ده من احترامى ليها و لعيتلها”
عمر بسخريه ” اكيد….طيب تمام، يعنى انت جاى عايز تتجوز خديجه؟”
” ده يشرفنى ”
يمسك عمر هاتفه و يضغط على شاشته و هو ينظر له بقسوه و ضيق واضح و يردد ” يبقى اخد رايها، و قدامك عشان تعرف ردها على طلبك ”
يتوتر سامى و يحاول التحدث و لكن يأتى صوتها على مكبر الصوت برقتها المعهوده و هى تردد ” السلام عليكم ”
يجيبها عمر محاولا اخراج صوته طبيعى قد الامكان ” و عليكم السلام يا ديچا…عامله ايه يا حبيبتى؟”
تتعجب من نعتها بالحبيبه و لكنها تجيبه على اى خال” الحمد لله….. و انت عامل ايه؟”
” انا كويس خالص ”
يصمت قليلا و هو يركز بصره على انفعالات سامى الذى جلس و كانه يجلس على جمرات من نار فتتعجب هى من صمته لتردد ” ابيه عمر….انت معايا؟”
يبتسم سامى من نعتها له بذلك اللقب فقد راى غيرته عليها و لكن يبدو انه قد اخطئ التقدير ليهتف عمر ” معاكى يا ديچا…اصل عندى هنا ضيف من عندكم من المنصوره و عشان كده بكلمك ”
“ضيف مين؟” تهتف متسائله ليردد و بحزم ” دكتور سامى المعيد بتاعك ”
تتعجب خديجه و تلوى فمها و تتسائل بحيره ” مش فاهمه، انا ليا دخل بزيارته دى و لا هو عندك فى شغل تبع الفنادق؟”
” لا يا ديچا جاى بخصوصك….طالب ايدك يا حبيبتى قولتى ايه؟” يرددها و انفاسه تخرج منه كنيران تنفث من التنين ليمسك بسجائره و قداحته و يشعل سيجارته و يزفر دخانها بتوتر و عصبيه فى انتظار اجابتها
” ها…قلتى ايه؟” يكررها عليها فتجيب بصوت مهزوز ” اكيد مش موافقه، و مكانش فى داعى ابدا تتصل تسالنى رايى لاننا…..”
يغلق على الفور مكبر الصوت و يضع الهاتف على اذنه ليستمع لباقى حديثها و هى تردد ” اتفقنا ان جوازنا على الورق بس برده اتفقنا ان الوضع ده ميصحش و انا على ذمتك و اكيد انا محافظه على كرامتى من انى اتحط فى موقف بالشكل ده بان جوزى يتصل ياخد موافقتى على الجواز من واحد غيره ”
تخرج كلماتها كالرصاص دفعه واحده بحده و عصبيه هادره و ضيق شديد من رده فعله فلا يجد بد سوى ان يجيبها بصياح حتى يجاريها فى علو صوتها ” متعليش صوتك عليا يا خديجه متنسيش نفسك، و راجعى تصرفاتك اللى اكيد السبب فى الثقه اللى الدكتور جاى يتكلم بيها معايا ”
تهدر به عاليا ” انت لسه حتشكك فيا و فى تصرفاتى، بس انا اللى غلطانه لانك لو فاكر كويس اتفاقنا مع بعض فانت كنت موافق و قابل بالوضع ده و كنت عايزينى اجى و احكيلك و انا اللى رفضته فياريت انت اللى تراجع تصرفاتك معايا ” لتغلق الهاتف فى وجهه وسط ابتسامته العريضه
استدار عمر ليواجه سامى و نظر له بنظره خبيثه فردد سامى مفسرا ” انا مش عايزكم تضايقوها، هى فعلا متعرفش حاجه و انا حتى ملمحتش لاى حاجه ”
” انا عارف و عموما تصرفك تصرف انسان محترم بدل ما يلف على بنتنا و بعدين يبقى ييجى يتقدم انت دخلت البيت من بابه…..انست و نورت يا دكتور ”
يخرج سامى يجر اذيال الخيبه و يجلس عمر لتعتمر النيران صدره، هل ظن انه لن يعجب بها احد او حتى يقع اسير غرامها ليتناسى عالمه و يغوص فى ذكرياته

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك نبض قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى