روايات

رواية لأجلك نبض قلبي الفصل التاسع عشر 19 بقلم أسماء عادل المصري

رواية لأجلك نبض قلبي الفصل التاسع عشر 19 بقلم أسماء عادل المصري

رواية لأجلك نبض قلبي الجزء التاسع عشر

رواية لأجلك نبض قلبي البارت التاسع عشر

لأجلك نبض قلبي
لأجلك نبض قلبي

رواية لأجلك نبض قلبي الحلقة التاسعة عشر

برغم معرفتها للامر و لكن سماعها تلك الكلمات تخرج من فمه كانت كحد السكين يقطع اوصالها و ينغرز بقلبها، حاولت ان تخفى ضيقها و حزنها و ظلت واقفه بصمت تستمع لتهنئات اخواته له و لها و نهى جالسه الى جواره بفراش المشفى
اقتربت ببطئ من فراشه بعد ان تلقى التهنئات و انحنت اليه لتصبح فى مقربه منه و نظرت له بعيون حزينه و اردفت بصوت قوى ” الف مبروك يا ابيه ”
ثم التفتت لنهى التى اندهشت لنعتها له بهذا اللقب و اردفت “الف مبروك يا نهى ”
اومأت نهى بامتنان و شكرتها برقه ” متشكره يا خديجه ”
خرجت من غرفته بالمشفى لتحاول كتم بكائها فتبعها عدى و نظر لها بفضول و هتف ” مالك يا ديچا؟”
ابتلعت لعابها بتوتر حاولت اخفاءه و رددت “ابدا…بس حاسه انى تعبانه شويه، تقريبا لسه مبقتش تمام…لو توصلنى البيت؟”
وافق عدى على الفور لتردف ” تعبتك معايا يا عدى”
ابتسم لها برقه ” يا ستى تعبك راحه…المهم لو حسيتى انك تعبانه قوليلى اجيبلك الدكتور ”
” حاضر ”
اما عمر فجلس بغرفته بعد ان طلبت هاله من الجميع المغادره و تركهما بمفردهما فهدرت به صائحه بغضب ” لا يا عمر…كده حرام و الله و ربنا ميرضاش بكده ابدا، ده انت كانك قاصد تقهرها و…..”
قاطعها عمر بحزن دفين و ردد بالم ” كده احسن، خليها تنسانى و الطريقه الوحيده لده انها تكرهنى يا ماما ”
حاولت فهمه فهى القلب الذى يفهمه من نظرات عيونه و لكنها عجزت تلك المره عن تفهمه فرددت بحيره” ليه؟ ما تقولها و سيبها تختار لكن انت عشان خايف ترفضك عندك استعداد تكسر قلبها و توجعها بالشكل ده؟”
تغيرت قسمات وجهه و ترقرقت عيناه بدموع ناريه و ردد بانكسار ” انتى شكلك نسيتى اللى حصل لى؟”
احتضنته و رددت بحب ” عمرى ما نسيت يا عمر بس ايديك مش زى بعضها و اللى عملته عبير مش شرط تعمله خديجه و الوضع وقتها كان حاجه و دلوقتى حاجه ”
ردد بتلعثم ” و اذا انا وقتها تعبت بالشكل ده لما رفضت انها تكمل معايا و انا فى الاساس محبتهاش، امال لو ده حصل مع واحده بحبها انتى متخيله انا ممكن اتدمر ازاى؟”
تنهدت بحيره و حسره على حال ابنها و رتبت عليه و رددت بتساؤل ” انت ميعاد الفحص بتاعك امتى؟”
” لسه شهر…بس انا عارف النتيجه مسبقا ”
حاولت اثناءه عن تشائمه فهتفت ” متيأسش يا عمر و سيبها على ربنا يا حبيبى، هو قبل ما بيبلى بيدبر”
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
مرت ايام تجهيز زواج عمر و نهى على الجميع بمشاعر كثيره فهاله كانت حزينه على حال من اتخذته ابنا لها بحنانها و حبها الفائض
و اما خديجه فحاولت قدر الامكان ان تتماسك امام الجميع و عادت لعادتها القديمه ان تشغل وقتها حتى تنسى و تخرج من المها فبدءت بالخروج كثيرا للبحث عن عمل بالتصوير او الطبخ و ابلغت عدى برغبتها للنزول و العمل بالفندق فوافق الاخير على مضض فهو يعلم ان علم عمر بذلك سوف يقيم الارض عليهما و لكنها طمأنته
” متقلقش ابيه عمر مشغول بالجواز و كمان مش حيكون متواجد فى البيت زى الاول يعنى مش حيعرف ”
انصاع عدى لرغبه خديجه فهو كل يوم يتاكد ان مشاعره ناحيتها صادقه و ليس مجرد اعجاب و لكنه تخوف من ان يفاتحها لعله اخطأ بتفسير مشاعره فيألمها فهو لم يشعر بالحب من قبل و لا يعلم ما هيه شعوره لذلك آثر ان ينتظر ريثما يتاكد اكثر و الى حين انتهاء دراستها حتى تكن فتاه شابه تستطيع ان تتخذ قرارها بنفسها
فور ان علمت لوچين بامر زيجه عمر من نهى انهارت و بكت بحرقه و هرعت لمنزل عمتها حتى تتقصى الامر
” قوليلى الحقيقه يا طنط…هو بيحبها و لا حيتجوزها عشان عمر ”
اجابتها هاله ” يا بنتى انا معرفش حاجه و اتفاجئت زيكم بالظبط و انتى انسيه بقى… من و انتى صغيره و انا بقولك ان عمر شايفك اخته و عمره ما حيبصلك بالشكل ده ”
اجابتها وسط بكائها المرير ” بس انا بحبه…بحبه اوى اوى يا طنط و مش قادره ”
بكت هاله على حالها و رددت فى نفسها ” يا ريتك تختار واحده تناسبك و ترضى باللى فيك يا بنى و انت الكل بيحبك و يتمنى تراب رجليلك لكن انت عنيد ”
صعدت لاعلى لتجد خديجه تجلس بغرفه والدتها تنام على فخذيها كما لو كانت طفله رضيعه و تربت امها على شعرها بحنان و دموعها لا تنصاع لها و تنزل على وجنتيها لتبلل فخذى امها
حزنت هاله على حالها و قررت ان تصارح خديجه بحقيقه زواجه من نهى فاقتربت منها لتعتدل خديجه فى جلستها باحترام و تنظر لها وسط بكائها فتهتف هاله ” حقك عليا يا ديچا ”
لتتحدث حياه و لاول مره تتخذ موقفا تجاه ما يحدث و تردد بضيق ” كفايه يا هاله لحد كده….انا مش حقبل ان بنتى تتاذى اكتر من كده، ده حتى حرام و الله اللى بيحصل ده، فضلتى تخططى انهم يقربو من بعض و انا ساعدتك على ده و فى الاخر بنتى اللى وقعت فى الفخ ده لوحدها و هى اللى مكسوره دلوقتى لوحدها و انا من ناحيتى مش مغلطه عمر…هو كان صريح معانا من الاول و مغيرش كلامه بس انا بنتى بنى ادمه و ليها قلب فاعذرينى يا هاله، انا حاخد ولادى و ارجع المنصوره و كفايه اوى لحد كده ”
حاولت هاله التحدث فهتفت خديجه تقاطعها ” بصى يا طنط….انا مش زعلانه صدقينى، انا بس….”
تصمت فيختنق صوتها بالبكاء و تحاول استجماع انفاسها الهاربه و تردد بحزن ” هو حر يعمل اللى هو عاوزه بس من غير ما يفضل حاكم عليا انى افضل هنا….الرحمه حلوه برده ”
حركت هاله راسها بخزى و حزن و حاولت اثنائهما عن قرارهما و لكن يبدو انهما لن تنصاعا ابدا لها فحاولت شرح الامر بهدوء فاردفت ” خديجه يا بنتى….عمر بيحبك و الله، و جوازته دى عشان عمر الصغير بس و الله حتى هو اتفق معاها ان الجواز على الورق ”
ضحكت ضحكه عاليه و اخذت تضحك و تضحك بسخريه حتى تضايقت هاله من رده فعلها فنظرت لها بوجل لتهتف خديجه وسط ضحكاتها ” عارفه انا الاتفاق ده…حضرته قبل كده بس كنت انا الطرف التانى فيه وقتها ”
يأست هاله من التحدث بعقلانيه فصممت على ان تتحدث معها بانفتاح عن حالته الصحيه و كل ما تعلمه من صغيره لكبيره فى حياته علها تفهم و ترتضى ان تكمل حياتها معه و فور ان بدءت بالحديث ” بصى يا ديچا عمر بعد اللى حصله فى معسكرات التعذيب يا بنتى……”
قاطعها دخول ليان المفاجئ لتهتف بمرحها المعتاد و هى تغمز بعينها لخديجه و تردد ” ديچا…..تعالى عيزاكى ”
تضايقت هاله من اصرارها على اخذها معها للخارج و دخولها بهذا الشكل الفظ فهدرت بها ” انتى يا بت ايه قله الذوق دى…انتى مش شيفانى قاعده بتكلم ”
ليان بحرج ” سورى يا مامى بس….”
وقفت خديجه و اتجهت ناحيه ليان و استاذنت بادب ” معلش يا طنط حروح اشوفها عايزه ايه و ارجع نكمل كلامنا ”
خرجت معها لتنظر لها بحيره و فضول فتردد ليان بمرح ” امير تحت و عايزك يا جميل و جايب معاه هديه كبيره اوى و شكلها تحفه ”
نزلت خديجه لتتفاجئ بامير يحضر معه علبه هدايا كبيره الحجم فتنظر له ببسمه و تردد بخجل ” ايه مناسبتها الهديه دى؟”
اجابها و سهام الحب تنطلق من عينه ” شوفتها و عجبتنى و حسيت انها حتعجبك ”
فتحت العلبه لتجد فستان سهره مناسب للمحجبات من اللون الاخضر ذو اكمام مطعمه بالفصوص البراقه و يضيق قليلا عند الخصر ليعود و ينزل بطريقه ساحره على الجسد
تعجبت ليان هل وصلت بهما العلاقه لهذا الحد؟هل اخطات هى و اسيل فى التقدير فدائما ما ظنا انه يوجد ما يربط خديجه باخيهم الاكبر عمر حتى اثناء نعتها له بلقب الاحترام كانتا تشعر بشرارات الحب فى صوتها و فى نظراته و لكنه ها هو سيتزوج باخرى و ها هى خديجه ترتبط بامير بروابط رومانسيه
شعرت خديجه بالخجل من هديته و جرأته فى اظهار عواطفه ناحيتها و لكنها لن توقفه و ستكمل معه الامر علها تنسى ما تشعر به تجاه عمر و لكن احساسها بالذنب و الخداع يقتلها فهى لن تقبل ان تقوم بخداعه لذا ستتحين الفرصه المناسبه لاخباره الحقيقه كامله
★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★
فى ڤيلا الباشا
تحديدا اليوم المقرر لعقد قران عمر على نهى و الذى اصر ان يكون بمنزل ابيه و حضور الاقارب و الاصدقاء فى حفل عائلى تميز بالبساطه
ارتدت خديجه الفستان الذى اشتراه لها امير فظهرت غايه فى الروعه و الجمال فشهقت والدتها بدهشه و ورددت بمدح ” زى القمر و يمكن احلى كمان….خليه يموت بغيظه الطوبه ده، ربنا يجعله يوم اسو…..”
و قبل ان تكمل الكلمه وضعت خديجه يدها على فم والدتها تمنعها من الدعاء عليه او تمنى الشر له فرددت ” ربنا يتممله بخير يا ماما…خلى لسانك حلو دايما و ربنا يسعده و يبعده عنى و انا مش عايزه اكتر من كده ”
ربتت حياه بحنان على ظهرها و رددت بتشفى “ادخلى كملى زواء ( بمعنى تجميل) خليه يشوف جمالك اللى مش على حد عشان يعرف ان اللى اختارها دى متجيش حاجه فيكى ”
تقوس خديجه فمها بضيق و تهز راسها باعتراض على ما تقوله والدتها و تذهب لتكمل زينتها و تعطرها
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جلس الجميع ببهو الڤيلا الواسع فى انتظار مجئ المأذون ليكتب الكتاب و كان الصغير عمر يجلس على قدم عمر الباشا و الاخير لا ينفك ان يقبله و يداعبه غير عابئ بنهى الجالسه الى جواره ترتدى فستان رقيق من اللون الابيض المائل الى الكريمى او ما يعرف ب ( اوف وايت)
نزلت خديجه بطلتها الرائعه و جمالها الاخاذ و عطرها الذى انتشر لدرجه ان زكم انف القريبين منها من قوته فنظر لها امير و تنفس بعمق و اقترب منها و هو مبتسم و ردد ” ايه الجمال ده؟ ده انتى مش بس غطيتى على العروسه ده انت غطيتى على كل الموجودين”
ابتسمت له برقه مما جعلت النيران تضرب بصدر عمر الجالس على جمرات من نار يتابع ما يحدث فى صمت حتى عدى نظر لهما بضيق و حدث نفسه “شكلك اتاخرت اوى انك تقولها مشاعرك و غيرك سبق”
لينطفئ وهج وجهه و يشعر بالحزن الشديد و لكنه يمنى نفسه بوجودها معه بنفس المنزل و رؤيته لها كل يوم
استرسل المأذون بمقدمته عن الزواج و الموده و الرحمه و خطب بهم عن اصول الزواج و المعاشره الطيبيه و كانت والده رفيقه تجلس يرتسم على وجهها السخريه و كانها تود اخبار الجميع انه لا يوجد شئ مما قاله ذلك الكهل حقيقى و يمثل تلك الزيجه التى اصر عمر ان يؤكد لهما انها مجرده من المشاعر و لن تتعدى حبر على ورق
فور ان قاما بالتوقيع على وثيقه الزواج اقترب عمر من نهى و قبلها من جبينها و ربت على ظهرها فاستعادت خديجه ذكرى كتب كتابهما و جمود تعابيره اثناءها ليؤكد للجميع وقتها ان زيجته ليست سوى اتفاق فرددت فى نفسها ” هو ده الفرق بينى و بينها…هى حقيقه و انا حبر على ورق ”
تشعر بضيق يعتمر صدرها فتتجه لاعلى و تدلف غرفتها و تجلس لتبكى حالها فهى كلما اتخذت قرارها بنسيانه تجد نفسها بالنهايه تتالم بشده
ظلت الاجواء مليئه بالفرحه المصطنعه فالجميع يتصنع البسمه فعمر غير راضٍ عن تلك الزيجه و لكنه مضطر عليها من اجل صغيره و اما هاله فكانت تشعر بالحزن على حاله ابنها البكر الذى اختار لنفسه دربا موحشا ليجلس بمفرده فى العتمه بعيدا عن احبائه ليختار لنفسه زوجتين واحده يعشقها و يفعل معها المستحيل لتكرهه و الاخرى لا يشعر تجاهها باى مشاعر ليضطر ان يرسم الفرحه حتى يكتمل شقاءه، و اما عن اخوته فظل عدى يفكر بها وحدها و بخسارتها لصالح امير او كما ظن و خصوصا بعد ان علم من ليان ان ذلك الفستان قد اشتراه لها امير ليشعر بتقاربهما الشديد و ببعده عنها فهو حتى لم يتذكر ان يشترى لها اى هديه او ان يسالها ان ما احتاجت لشيئ
اما عن ليان و اسيل فهما كانتا تتمنيان ان يتزوج عمر بخديجه و لكن الامر لم يفلح لتشعرا بالضيق و انتهاءا بلوچين التى نبت فى قلبها بذره شر و غضب لربما ستنمو مع الايام لتحرق كل من يعترض طريق وصولها لمبتغاها
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جلست خديجه بغرفتها لتتفاجئ بطرقات خفيفه على بابها فتظن انها والدتها لتفتح دون ان تعدل من وضعها و تمسح عبراتها فتتفاجئ بامير الذى اندهش من حالها فردد بقلق و حيره ” ديچا….مالك بتعيطى ليه؟”
حاولت ان تختلق اى كذبه و لكنها لم تستطع فقد وعدت نفسها باخباره الحقيقه كامله فنظرت له بحزن و اردفت بهدوء ” خدنى اى مكان بعيد عن هنا يا امير…انا مخنوقه اوى و محتاجه اخرج من الجو ده”
ابتسم على الفور و بلهفه واضحه اردف ” عز الطلب..يلا بينا ”
خرجت معه لتركب سيارته و تتجه خارج اسوار الڤيلا فنظر لها بتسليه و ردد بمرح ” عمرك اكلتى طبق سمين و لا حلويات مدبح قبل كده؟”
ابتسمت بجانب فمها فهى فهمت على الفور محاولته ان يضحكها فرددت بتاكيد ” مش بس اكلت…ده انا محترفه فى عمايلهم كمان، بفكر افتح مسمط و الله حكسب دهب ”
ضحكا الاثنان على مزحتها و ردد امير ” طيب ايه رايك اخدك مسمط بس ايه عجب العجاب…حيعجبك اوى ”
اومأت بالموافقه و بالفعل اتجها بسيارته للمكان المنشود و هناك جلسا الاثنان على طاوله الطعام و طلب امير كل المأكولات الموجوده على القائمه لتنظر له بخضه واضحه و تردد بتعجب ” ايه يا امير….هو احنا وحوش؟ ايه كل الاكل ده؟”
ابتسم لها و ردد ” عايزك تقوليلى رايك فى كل الاصناف و بالمره تاخدى خبره عشان المسمط بتاعك”
ضحكه رنانه خرجت من فمها عفويا لينظر امير حوله بعد ان انتبه لضحكتها الجالسين بالمطعم من حولهما فردد بتحذير ” ديچا…احنا هنا فى منطقه شعبيه، واحده واحده بدل ما يقفشو علينا ”
عادت البسمه لشفتيها و عاد هو ليضحك معها و يضحكها ليمر بعض الوقت حتى اتى الطعام و بدءا فى تناوله و ساد الصمت قليلا حتى قطعه امير بسؤاله المفاجئ ” كنتى بتعيطى ليه؟ لان انا مش متخيل ان يكون احساس لوچين حقيقى و انك تكونى…..”
صمت لتفهم هى تلميحه فتنظر له فى وجل و تردد بحزن “للاسف ”
اردف امير بحيره ” للاسف….للاسف ايه بالظبط؟ بتحبيه؟ بتحبى عمر يا خديجه؟”
دمعت عيناها فنظر لها بحزن و ردد بانكسار ” ليه؟ واحد زى ده ايه اللى بيعجبكم فيه انا نفسى افهم…. بنى ادم معندوش احساس و لا بيقدر حد و لا بيعرف يحب من اصله، ايه اللى يعلقك بيه و فى غيره يتمنى بس التراب اللى بتمشى عليه ”
بللت شفتاها بلسانها لتزيل احساسها بجفاف حلقها و رددت بتخوف” انا ليا ظروفى هى اللى خلتنى…..”
قاطعها بحده طفيفه ” مفيش اى ظروف ممكن تخلى واحده تحب واحد…”
قاطعته ” اسمعنى بس و انت لما تعرف الحقيقه حتعذرنى ”
نظر لها بفضول فقصت عليه منذ لقائهما الاول مرورا بزيجتهما المزعومه و تخبط مشاعره معها و تقربه منها تاره و بعده تاره اخرى و لكنها استحت ان تقص عليه فترات التقارب الجسدى بينهما
نظر لها بحزن و الم و ردد ” يعنى انتى مرات عمر؟”
خديجه بخجل ” على الورق…اه ”
تخبطت افكاره و هتف بغضب ” ازاى؟ ده انتى مش بتقوليله غير يا ابيه ”
خديجه ” ده كان بناء على طلبه عشان ياكد لى اننا عمرنا ما حيكون فى بينا حاجه ”
ردد بحده ” و مع ذلك حبتيه ”
” ما هو مش بايدى و الله… و كمان ساعات كتير كنت بحس من تصرفاته انه….”
ترددت و نظرت له بخجل و اردفت ” لوچين كانت واخده بالها من مشاعره دى بس هو كل فتره بيرجع تانى و يحسسنى انه عمره ما فكر فيا، انا بجد كنت محتاره بس خلاص انا اخدت قرارى و لازم انساه بس مش حعرف اعمل ده طول ما انا عايشه معاهم و هو الوصى عليا و انا المفروض على ذمته ”
اردف بتخوف ” يعنى انتى عايزه ترجعى المنصوره؟”
خديجه ” مبقاش ينفع الا بعد ما اخلص الدراسه مش حفضل اتنقل من هنا لهنا ”
شعر بالم يضرب قلبه فردد ” بس انا مقدرش ابعد عنك….انا بحبك يا ديچا ”
اطرقت راسها باسف فوضع يده على كفها المسند على الطاوله فسحبتها سريعا و رددت بانكسار “مقدرش…مقدرش اوافق على كده و اذا كان عمر ماحترمش صفتى و راح اتجوز فانا طول ما اسمى مربوط باسمه مستحيل اوافق على كده ”
حاول ان يحدثها بهدوء علها تفهم ” انا مش طالب منك تبادلينى مشاعرى و لا بلزمك بحاجه و حستنى بعد ما موضوعك يخلص مع عمر بس على الاقل ادينى امل بان ممكن يكون فى حاجه بينا بعدين ”
قوست فمها بضيق و رددت ” مقدرش اوعدك بحاجه انا نفسى مش عارفه حقدر عليها و لا لأ….خلينا اصحاب و معارف و قرايب و لما يبقى موضوعى يخلص نبقى نشوف ”
ردد بتساؤل ” هو اعلام الوصايه امتى؟”
رددت ” قصدك رفع الوصايه؟ بعد ما اتم 21 سنه يعنى فاضل شهرين و شويه ”
اومئ راسه و ردد ” هانت ”
※※※※※※※※
فى ڤيلا الباشا
انتهى الاحتفال و وقف عمر ليغادر مع زوجته و والدة رفيقه لمنزلهما فاتجه ناحيه سيارته و ركبوا ما عدا هو الذى اخذ ينظر حوله فلم يجد خديجه التى غابت عن عيونه من لحظه كتب الكتاب فتاكد بانها تنطوى على نفسها بغرفتها فنظر لنهى و اردف ” استنونى طالع فوق شويه و راجع ”
رددت الحاجه عنايات ” نسيت حاجه و لا ايه؟”
اجابها بحده ” لا…طالع اطمن على مراتى ”
نظرت له بتبرم فاشاح وجهه بضيق و دلف للڤيلا مره اخرى فعادت هاله لاحتضانه و التربيت عليه و رددت باسى ” مش عارفه ازاى مش حشوفك كل يوم على الفطار زى ما اتعودنا ”
ابتسم لها و ردد ” حبيبتى يا امى…كل كام يوم اكيد حاجى و افطر معاكى يا ست الكل ”
ردد عدى بمزاح و غيره ” انا موجود يا ماما و لا انا مليش لازمه؟”
نظرت له بضيق و رددت ” يوم ما تتجوز و تمشى حزغرط من قلبى عشان حكون فرحانه انك مشيت من البيت ”
ضحك الجميع و نظر لها عدى بسخريه و ردد بمزاح “ماشى يا مرات ابويا ”
اقتربت سميره منه و رددت ” حتوحشنا يا عمر ”
اجابها ” و انتى اكتر يا عمتى…خلى بالك من نفسك و بطلى تناقرى فى طنط حياه ”
امتعض وجهها فاشاح بنظره عنها و حدث اختيه متسائلا ” هى خديجه فين؟”
ليان ” طلعت اوضتها من بدرى ”
صعد الدرج بلهفه كل درجتين معا حتى وصل غرفتها و طرق الباب اكثر من مره دون اجابه منها ففتح اخيرا ليجد الغرفه فارغه فصاح عاليا ينادى اختيه “اسيل….ليان ”
صعدتا له فردد بفضول ” هى فين؟”
ليان ” معرفش يا ابيه ”
نظر فى عين اخته الصغرى تلك التى تعلم كل الاخبار فهتف متسائلا ” فين يا رويتر؟”
ابتلعت اسيل لعابها بوجل و رددت برهبه ” بص…هى غالبا مع امير، بس فين و الله ما اعرف ”
احتقنت الدماء بعروقه و اخذ هاتفه و اتصل بها على الفور فسمع رنين هاتفها بالغرفه فزفر بضيق و انهى المكالمه ليعيد الاتصال و لكن تلك المره على هاتف امير
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
فى تلك اللحظه نظر امير الى شاشه هاتفه فوجد رقم عمر يتصل به فنظر لخديجه بقلق و ردد ” ده عمر ”
خديجه بثقه ” رد عليه….انا مبقاش يهمنى خلاص ”
اجاب امير فسمع صوته الهادر ” انت فين؟”
امير بهدوء ” فى المطعم باكل ”
عمر بصياح” وخديجه معاك؟”
” ايوه ”
على صدره صعودا و هبوطا اثر تنفسه القوى و هو يحاول كبح غضبه فردد بحده ” قوم حالا انت و هى و تعالو على هنا فى ظرف خمس دقايق تكونو قدامى ”
اجابه امير ببرود ” بس احنا فى التحرير يعنى قدامنا مش اقل من ساعه لحد ما نوصل ”
ضغط باسنانه على شفته السفلى بغيظ و غضب و ردد بقسوه ” قوم انت و هى فورا و تعالى هنا بدل ما انا اللى حاجيلكم و ساعتها متلوموش الا نفسكم ”
سحبت من يده الهاتف و رددت بفتور ” فى ايه يا ابيه مالك؟ فيها ايه لما اخرج اشم هوا شويه و اغير جو؟حرام و لا عيب؟”
ضغط على اسنانه من لا مبالاتها و ردد بصراخ سمعه كل الحضور ” خديجه…..قومى فورا بدل ما تخلينى اوريكى وشى التانى و اللى لحد دلوقتى ماسك نفسى علي انى اوريهولك ”
ابتسمت بسخريه و رددت بصوت تهكمى ” ليه؟…هو انت لسه عندك اوحش من كده؟تصدق دايما بتفاجئنى ”
نظر امامه فوجد جمع العائله يقف يستمع له فكبت حنقه و ردد بهدوء مصطنع ” قومى يا خديجه تعالى فورا الساعه بقت 11 و ميصحش ابدا تبقى بره البيت للوقت ده و مع واحد غريب ”
اجابت ببرود قاصده التلاعب معه ” امير مش غريب يا ابيه ”
قوس فمه و انتفخت انفه و لمعت عينه ببريق الغضب و ردد من بين اسنانه ” انا مش حكرر كلامى تانى….ساعه بالظبط و تكونى قدامى ”
” ليه..مش مروح مع عروستك؟…..”
لم تكمل جملتها فقد اغلق المكالمه معها فتركت الهاتف من يدها و بكت حتى تورمت عيناها من البكاء و شعر امير بالمها فردد بهدوء ” قومى…..بلاش تعملى معاه مشاكل لحد ما الشهرين دول يعدو و انا حسويهولك على الجنبين ”
نظرت له بعدم فهم لما يرمى اليه و رددت بفضول “حتعمل ايه معاه؟ ”
ابتسم امير و ردد بثقه” حخليه يولع و يحس بكل الوجع اللى وجعهولك ”
نظر لها بمرح و وردد ” حعرفه بمشاعرى و يمكن كمان اطلب ايدك منه ”
” بس……”
قاطعها امير ” من غير بس…انتى مش عايزه تاخدى بتارك منه؟ حتى لو زى ما قلتى مش حتقدرى الا بعد رفع الوصايه بس برده مفيهاش حاجه لما نضايقه شويه و نطلع عليه اللى عمله معاكى ”
ابتسمت برضاء و اومأت بالموافقه فدفع امير حساب الطعام و اتجها راسا لفيلا الباشا
★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★
ظل يطرق الارض ذهابا و ايابا و هو يشعل سيجارته باخرى بعد ان عادت نهى و الحاجه عنايات للجلوس داخل الڤيلا فى انتظار عوده خديجه
ظلت نهى تفرك يدها من الغيظ و الغضب فهى شعرت بان فعله خديجه مقصوده حتى تكدر صفوها ليله عرسها فبدءت تشعر ناحيتها بالكره و كأن زيجتها حقيقه
رددت عنايات بتهكم واضح ” هو احنا حنفضل قاعدين كده كتير يا بنى؟….عمر يا حبيبى نام على نفسه ”
نظر لها بطرف عينه و ردد ” شويه بس يا حاجه….الصبر حلو ”
اقتربت هاله منه و همست له بحنان و استعطاف “عشان خاطرى متعملش معاها حاجه….هى معزوره برده، و حط نفسك مكانها يا عمر ”
نظر لها بالم و ردد هامسا ” ما انا مكانها اهو يا امى….انا قاعد مستنيها ترجع من خروجتها مع راجل تانى….ايه رايك فى ابنك؟”
هزت راسها باعتراض و رددت ” كنت عايزها تعمل ايه و انت اصريت ان كتب الكتاب يكون هنا؟ قلتلك نعمله فى الفندق موافقتش و برده حرام نخليها تحضر جوازك ”
” كنت فاكر انى لما اعمل كده حكون بساعدها انها تكرهنى و تنسانى بس متخيلتش ابدا ان النار دى حتحرقنى بالشكل ده ”
ربتت على كتفه بود فنظر لهما عدى بجانب عينه و اردف بسخريه ” ما كفايه وشوشه بقى يا جماعه انتو معاكو سناجل ”
ابتسمت هاله و رددت بمرح ” اتلم يا ولد ”
حاول عدى تخفيف الاجواء المشحونه فهو يعلم اخاه و عصبيته و كيف يمكن ان يتعامل معها فور عودتها و هذا ما لا يريده لها حتى و ان اختارت امير و ضاعت من يده فردد بمرح
” تحب اجى انا يا عمر اقولك بيحصل ايه فى ليله الدخله و لا حتفضل تاخد نصايحك من ماما؟”
ادار وجهه باستنكار و ردد بحده طفيفه ” لا يا دنچوان….انا عارف يا اخويا اللى بيحصل و متشكر على المساعده ”
مرت الساعه و دلفت خديجه و امير الى جوارها فنظر لها عمر و احتدت نظراته لهما و اردف بشرر مخيف ” حمد الله على السلامه…. يا ترى السهره كانت حلوه؟ ”
نظرت بامتعاض من اسلوبه التهكمى فاوقفها صوت امير عن الدخول معه فى مهاترات فاردف بجديه “اه جدا… بصراحه كانت عيزاك كنت حتتبسط اوى انت و عروستك بس ملحوقه و المره الجايه تيجو معانا”
ارتفع حاجبه بتعجب و دهشه من ثقته بنفسه فاقترب منه و علامات الغضب ترتسم على وجهه فتخوفت خديجه من رده فعله لتقترب هى بدورها منهما
نظر لها عمر ببسمه ساخطه من رده فعلها و خوفها الظاهر على امير فاردف بحده ” اسمعنى كويس عشان مش حكرر كلامى مرتين….. دى اخر مره تخرج معاها او حتى تكلمها او تقابلها، يعنى من الاخر كده تنسى انك تعرف واحده اسمها خديجه ”
وقف امامه صامدا يرسم القوه و لكنه من الداخل كان يرتعد خوفا منه و لكنه سيحارب من اجل حبيبته علها تراه فارسها المغوار الذى تستطيع الاحتماء به و الاعتماد عليه فاردف بقوه مصطنعه “و الكلام ده ايه سببه بقى ان شاء الله؟”
ردد عمر بغرور ” مزاجى كده و اللى اقوله يتنفذ من غير نقاش ”
” اسف…..مش حنفذ ”
تحدث عمر بحده و هو ينظر له شزرا ” نعم؟….هو ايه اللى مش حتنفذه، ده انا انسفك انت و اللى يعصانى يا بنى ادم انت”
ردد امير بعجرفه ” و انت بتتكلم كده بصفتك ايه؟ مش معنى انك الوصى عليها يبقى تتحكم فيها بالشكل ده ”
تدخل عدى عله يهدئ الاجواء فردد ” براحه يا امير، انت مالك داخل هجم ليه كده؟ عمر بس خايف على خديجه…”
قاطعه امير بغضب ” خايف عليها من ايه و من مين؟ منى انا؟ محدش حيخاف عليها اكتر منى ”
تعجب عدى من حديثه فنظر له بعيون لامعه و اردف ” نعم؟…ده الموضوع متطور بينكم بقى؟”
اجابه بثقه ” ايوه…احنا بنحب بعض ”
★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك نبض قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى