روايات

رواية كوابيس الفصل الثامن 8 بقلم ابتسام محمود الصيري

رواية كوابيس الفصل الثامن 8 بقلم ابتسام محمود الصيري

رواية كوابيس الجزء الثامن

رواية كوابيس البارت الثامن

رواية كوابيس
رواية كوابيس

رواية كوابيس الحلقة الثامنة

البودى جارد رجع لوره وأحمد قرب منها بلهفه: جودي حبيبتى كنت متأكد أني هوصلك، والنصاب اللي خطفك ده حسابه معايا كبير.
جودي انشكحت لما لقت أحمد بيستقبلها بحب وحنان بس حاولت تتكلم تبرئ عويد من خطفها ملحقتش وأحمد شدها من ايدها ونزل بيها جري على السلالم: يا احمد اسمعني اللي فوق ده مخطفن……
أحمد بجدية: بس اسكتى انتى، ده عمو هيموت عليكى من القلق، قولي ليها يا طنط دنيا.
دنيا فتحت ايدها تاخدها في حضنها: حبيبتى يا چودي ينفع كده يا حبيبتى توجعي قلبي عليكى.
حاولت جودي تفكر، أكيد كل اللي حصل هي مش فهمته غلط الدرجة دي، ولا ممكن هما صح بيحبوها وعويد كان عايز يستغلها وياخد فلوس من وراها وهو اللي كان بيقنعها بكرههم ليها…….، دماغها لفت ومابقتش قادره تميز مين الحبيب ومين العدو، ركبت عربية وفي العربية اللي وراها عويد كانوا شيلينوا البودي جارد ورمه على ضهر عربية ربع نقل
أحمد كان واخدها في حضنه ودنيا كانت بتطبطب عليها.
★*****★
عويد بين صاحي ونايم سامع صوت چودي بتصرخ فتح عينه شاف نظراتها وايدها اللي ممدودة ليه بستغاثه، فاق من الضربه اللي كان اخدها على رايه،وقعد على ضهر العربية ومسك راسه بايده جامد وفضل يتلفت حوليه يشوف هيتصرف ازاي، قام طلع فوق ضهر الكبينه اللي فيها السواق وفضل يضربه باللكميات في وشه وفتح الباب برجله وهو ماسك في سقف العربيه ورمه السواق بره العربية دخل بسرعة عدل الدركسيون وواضح من وشه أنه كان بيجرب الانتحار و اول مابدأ يتمالك نفسه وصله قلم ثلاثي الابعاد على وشه من اللي قاعد جنبه و لف حبل على رقبة، عويد حاول يفك الحبل بايد ويتحكم في العربية بايده التانيه، لحد ما ساب الحبل وراح بايده يمسك شومه كانت على التبلوه وضرب بيها اللي كان بيخنقه بالحبل ضربات ورا ضربة على دماغه وكان فقد السيطرة على العربية ساب العربية ونط، اخد باله أحمد من اللي بيحصل في العربية اللي ورا وقال للسواق: سوق بسرعة.
عويد مستسلمش قام لقى موتوسيكل راكن صاحبه بيعمل زي الناس على جنب في الشارع، ركبه الموتوسيكل وطلع ورا العربية اللي فيها جودي بسرعة جدا.
جودي بهدوء: يا جماعة وقفوا العربية وخلوني اقوله أني معاكم في أمان واني كنت فاهمه غلط.
أحمد بقوه: ده بلطجي ويا عالم يعمل فيكى ايه….؟ أنا لازم احميكى منه ده بيستغل طيبتك وسوء التفاهم اللي حصل وبيلعب عليه.
چودي حطت ايدها على دماغها وبقت متلخبطه هو مين مع مين هو اللي بيحصل ده بجد ولا هي في كابوس حقيقي، طيب دلوقتى المفروض بتهرب من مين ومع مين ؟!
فاقت من شرودها على صوت عويد اللي وصل جنب شباك السواق وبيضربه على دماغه بالشومه اللي كانت معاه ومن قوة الضربه الراجل مال على جنبه أحمد طلع بسرعه قدام وحاول يسيطر على العربية
دنيا وهي بتصوت بخوف: يا لهوووي قلتلك يا احمد البودي جارد مايمشيش هنعمل ايه دلوقتي مع المجنون ده؟
جودي وهي تحاول تدافع عن عويد: يا طنط اهدى عويد طيب.
دنيا مسكت چودي من شعرها جامد: انتى تخرصي خالص كل اللي بيحصلنا ده من تحت راسك.
جودي بقت بتتخبط في اركان عقلها من التوهان وتبديل الأدوار وقالت في سرها: هو ايه اللي بيحصل ده، عويد من ثانيه قالي نفس الكلام؟
عويد بص ليها بعيون خوف وبصوت عالي: چودي نطي على ضهر الموتوسيكل، يلا يا چودي متخفيش نطى، أنا جنبك نطي يلا.
چودي بصت لعويد اللي عيونه كلها قلق ورعب، ول دنيا اللي بتشد في شعرها بكل جبروت وعلى أحمد اللي سابها وبيحاول يتحكم في العربية.
“چودي وضعها ناووو جراى ايه يا عالم صايع هو مين معايا ومين بيكرهني🤣🤣🤣🤣🤣🤣”
چودي بدون وعي لقت نفسها بتزق دنيا وفتحت باب العربية كأنها منومة او فاقدة للذاكرة، عويد مسك الباب اللي اتفتح وقرب اوي بالموتوسيكل من العربية لحد ما چودي ركبت ورا ضهره، وكانت دنيا بتزق الموتوسيكل برجلها عشان يقع، وأول ما ركبت چودي، عويد ساب الباب وضرب فرامل ولف ماشى عكس الاتجاه واختفى خالص عنهم.
وبعد مسافة وقف الموتوسيكل ونزل ومد ايده الشمال حاوط وسطها ونزلها ورمى الموتوسيكل على الأرض وفضل باصص جوه عيونها اللي حس فجأة انها بتثلبه كل عقله.
من أحراج چودي قالت بصوت متقطع: مش قلت خلاص مش هحميكى… وخلى أحمد يحميكى، خطفتنى منه تاني ليه؟
عويد بعد عنها وهو بيضحك ورجع بص ليها: أنا قلت كده ؟!
چودي بتأكيد وهي بتهز راسها ونزلت دموعها: آه.
عويد طبطب على ضهرها: طيب الف سلامة.
چودي وقفت حطت ايدها على وسطها وبعصبيه: مش بهزر خطفتنى ليه؟
عويد كح وهو بيمسح طرف مناخيره واتكلم بجدية وهوبيقرب منها اووي وحط ايده في وسطه: طب افتكري أني وعدتك وهنفذ وعدي وعلى اكمل وجهه ومش هفرط في تنتوفة واجب معاكي، وبالنسبة لخطفك، اه خطفتك عجبك ولااااا…..
چودي بنظرات طفله بريئه كلها حيره: عويد انت خطفني بجد؟
عويد سابها و نام على الأرض وحط ايده تحت راسه ورجل على رجل بكل عنجهيه، وهز راسه بتأكيد.
چودي استغبت نفسها جدا من كل المشاعر اللي حاسه بيها عكس بعض وقعدت جنبه بعد ما أتاكدت أن عقلها اتخله عنها في اكتر وقت محتاجة ليه فيه: بجد أنا ناقص ليا ديل، خلاص مابقتش عارفه ولا فاهمه حاجة.
عويد لف على جنبه اليمين وحط ايده تحت رأسه وهو بيبص ليها: ندمانه أنك جيتى معايا يا چودي.
چودي رفعت ايدها بغيظ، و نفسها تفرتك نفسها من الغباء اللي حل عليها: لا مش ندمانه، والمصيبه وأنا معاك ببقى مش خايفه.
كملت كلمها وهي بتضحك وتضرب ايد على ايد بطريقة هبله: لا والغريبة حاسه اني سعيدة.
غمض عينه بأرتياح بعد كلمتها، وفاق من شروده على صوتها المتسائل: عويد انت هتنام… احنا هنعمل ايه دلوقتي؟
قام من على الارض وفضل يدور على التليفون اللي ادهوله حمزه ملقهوش ضحك وقال: هي جت عليك ما لازم تهرب من الوعكه دي.
چودي باستغراب: فيه حاجة؟
عويد: متاخديش في بالك.
قالها عويد وهو يمسك ايد چودي واستعد للمشي، وفجأة بص لرجلها، بصتله بقلق وقالت وصوتها باين عليه الخضه: لا كده بقى فيه حاجة؟
عويد بابتسامة مشاكسه: لا كنت بطمن أنك لبسه الشبشب، أصل المره دي أنا اللي حافي، ماتجيبي شبشبك زيرو.
ضحكت وهي بتضربه على كتفه، وطلعت تجري، عض شفته من شقوتها وجرى وراها…..
★****★
فاقت سعده بخضه على صوت هبد باب الشقة، قفلت النار على الأكل وحطت الأكل في الاطباق وطلعته بعد ما فرشت في الأرض ملاية قديمه مقطعه تشبه مشاعرها وندت عليه وهي بتحاول ترسم على شفايفه ابتسامه عشان ميخدش باله من حاجة لحد ما تشوف هتتصرف ازاي وتقوله الخبر اللي ممكن يموتها فيه، جه عوض وقعد وهو مذاجه معكر وأول ما داق الشربه لقاها نقصه ملح نادى عليها بصوته كله: انت يا زفت الاكل ماسخ شبه أيامك السودا.
سعده بهدوء: حجك عليا هچيب الملح واظبطه حالا.
عوض بعصبية بعد ما جابت الملح: ما انتى مفضياش غير لحرجة دمي.
قال كلامه وهو بيزقها خلى الملح يقع كله من ايدها في طبق الشربه كله، اتعصب أكتر: الله يحرجك وليه بومه متعرفش تعمل حاچة واصل.
سعده بخوف: ثواني واغرفلك صحن تاني من الحله.
عوض مسك الملاية ورفعها وخلى الأكل المولع كله يتكب عليها، صرخت سعده وطلعت من كتمنها: حرام عليك يا شيخ ارحم عشان تلاجي رحمة ربنا عليك، انت مخلوج من ايه فاكر نفسك حاكم الدنيا، أني خلاص زهجت من دي عيشة.
عوض عينه اتحولت لبصه ترعب لكن خلاص هي قررت تطلع كل اللي جواها لأن مصيرها واحد مالهوش تاني فضلت تعرفه حقيقته وهو فضل يضرب فيها ولا كأنه داخل خناقه بيرد فيها تار قديم وهي لأول مره كانت بتحاول ترد جزء من أهانتها وضربته قلم على وشه خلاه ثار أكتر عليها وهي كانت بتضرب اه مش هتوجعه بس قصدها تهين رجولته خلاص فاض بيها، لحد مافقدت توازنها ووقعت على الأرض فضل يضربها بالشلاليت وطلع وهو بيدعي عليها: ربنا ياخدك ويخلصني من فقرك.
فتحت عينها بضعف وقالت من قلبها: إن شاء الله انت يا عوض.
قفل الباب جامد قالت بصوت ضعيف: يارب يتجفل في وشك باب الرحمة، بحق ظلمك ليا.
★****★
بعد وقت عويد وجودي وصلوا سنتر فيه تليفون استأذن يعمل مكالمة واتصل على حمزه وكان محرج جدا منه: حمزه أنا عارف أني سحلك معايا بس معلش اعذرنى اهل چودي عرفوا مكان البيت ومش هقدر اروح هناك تاني، تبقى تروح تلم كل حاجة هناك.
حمزه بضيق: متشغلش بالك بيا، انت هتعمل ايه دلوقت؟
عويد بقلة حيلة: مقدميش حل تاني هروح البلد، ربنا معاك يا صاحبي عتوحشني.
حمزه بأرتياح بال: ومعاك يا عويد انت جدع وربنا هيعمل ليك كل خير.
قفل الفون وجه على باله سؤال، فبص لچودي بأتهام: أوعي تكوني انتى اللي اتصلتي ب سي زفت بتاعك وعرفتي المكان اللي كنا فيه.
چودي بنفي: لا، ما انت كنت موجود ورفضت اتصل بيه وقت ما هما جم.
عويد بعصبية: امال عرفوا مكانا من فين؟ مش هيضربوا الودع ؟!
چودي بضيق من اتهامه: يا عويد قلت لا…..
سكتت ثواني وقالت بتأكيد: أحمد صدقنى بيحبني بس فيه حاجة غلط.
عض شفته جامد وضم ايده بقوة لدرجة الدم هرب منها وسابها وماشي بدل ما الراجل الصعيدي يطلع عليها.
چودي جريت وراه: يا عويد… يا عويد انت بس تعرفه وهتغير رأيك فيه صدقني.
عويد بعصبية وهو بيشوح ليها بايده في الهوا: هو أنا كل ده ولسه معرفتهوش!؟ وياريت ترتاحي عمري ما هغير رأيى فيه… لأن خطيبك ده حمار.
چودي بزعل: متقولش على خطيبي حمار.
عويد بتصميم وتأكيد كلامه: لا حمار يا چودي، وحتى الديل مش ناقص موجود رباني.
چودي وقفت قدامه ورفعت صباعها وفضلت تنغزه في كتفه: ولا هو حمار ولا عنده ديل.
عويد بتريقة: بجد!! امال الديل اللي قدامي ده يبقى ايه؟
چودي وشها بقى بيطلع نار وقالت بعصبية: انت تقصد ايه؟
عويد بعدها من قدامه وكمل مشي: ولا اقصد ولا مقصدش، بصى يا بت الناس أنا هاخدك وهروح البلد، يعنى الصعيد، عارفه يعني ايه الصعيد.
چودي ضحكت وهي قصده تخلي يضايق: هتخطفنى يعني؟
ضرب مقدمة راسه بايده جامد عشان يطلع عصبيتة بدل مايطلعها فيها، وقال بطريقة مسرحية: اه هخطفك، وهنعمل قلبان والدنيا هتتقلب عليكى والحكومة تفضل تدور عليكى، وأنا هطلع أعمل طريخ طرخ وانتى في الاخر هتبقى ملكى يا قمري انت، حلو السيناريو ده.
چودي حطت أيدها جوه جيبها وبأنشكاح: اه جميل جدا، بس قمري دي اعتبرها معاكسه ولا تحرش.
عويد بتريقه: تحرش طبعا.
جودي بهزار: طب كمل.
عويد بذهول: اكمل ايه؟!
چودي ضحكت ومشيت قدامه وهي نفخه صدرها، عويد ضرب ايد على ايد: والله شكلي وقعت مع واحده هبله.
چودي وهي تمثل التكشير: لو سمحت مسمحلكش، اخطفني بآدب.
عويد قرر يجاريها عشان يخلص من رغيها: حاضر بس كده عيوني.
چودي لفت طلعت لسانها ليه وكملت ماشي.
★***★
كان عوض طلع قعد على القهوه اللي جنب البيت وهو لسه بيشتم ويدعي عليها لحد ما واحد جاله كان واقف على الجنب التاني من الطريق شاور ليه قام عوض من مكان وعدى الطريق ليه لكن قبل ما يوصل ليه درفة دولاب اوضة نوم في الدور التالت كانت محطوطه على سور بلكونه وقعت على راس عوض وكأن الملايكة كانت بتأمن على دعاء سعده اللي عاشت معاه كابوس عمرها، ملحقش حتى يصرخ ووقع على الأرض فاقد الوعي ودمه سايح، الناس قامت تبص عليه وكان فيه ناس بتقول إسمه، سعده كانت لسه مرميه على الأرض بس أول ما سمعت صوت الهبده وإسم عوض جت على نفسها وقامت ما كتير جت على نفسها بس المره دي تستاهل حقيقي تيجى على نفسها بعد شعر قلبها بالفرحة من قبل ما تشوف اي حاجة، وبالفعل طلعت متحمله على نفسها لقت دمه مغرق الأرض صوت نفسها عالي وشهقتها زادت ودموعها بقت بحر من الدموع وشفايفها كانت بتبتسم بفرحه حقيقية عمرها ما دخلت قلبها من سنين، وأول ما جت الإسعاف رفضت تشيل عوض لأنه مات بس مرجعتش فاضيه اخدت سعده اللي كانت بتنزف بس برغم العلقه اللي اخدتها ونزيفها كانت طيره زي العصفور اللي اخد حريته وكأن حريتها بلسم لطف على كل جروحها، أول ما دخلت المستشفى دخلت على الطوارئ والدكتور كتب ليها عملية اجهاد في الحال، زادت ابتسامتها وفرحتها لأن قبل ما يكون هو رافض منها عيال هي مش حابه تفضل منه ذكرى تفكرها بأسود كابوس دخلت فيه، خلصت العملية ولاكأنها خرجه من كوافير وريحه على فرحها كانت طايره ولا كأن دخلت عملية ولا فيها اي جرح، راحت بيتها بصت على كل ركن هنا اتهانت هنا اتسلب منها حريتها هنا فقدت احلامه اتخلت عن نفسها البنت المرحه هنا ضاع منها طفولتها، اتأكدت أن ماينفعش تقعد ثانيه كمان فيه واستعدت تمشي بطولها وقررت حتى تسيب الهدوم، ولسه بتفتح الباب، لقت ناس جيبين جثته جوزها، وقفت لأول مره بجمود: سبوه في العربية زي ما هو طلعوا على الصعيد.
وبالفعل ركبت نفس العربية بس قدام وكانت طول الطريقة مطلعه ايدها في الهوا وبتاخد نفسها بعد سنين عذاب وقهر.
★***★
كان عويد وجودي وصلوا محطة قطر ركبوا قطر الصعيد، كان وش عويد مطحون ضرب، طلبت چودى من الكافيه اللي في القطر تلج و فضلت تعمله جمدات.
★*****★
أول ما طلع الصبح
وصله سعده الصعيد لبسه اسود في اسود بس على أيام عمرها اللي ضاعت معاه، كانت تايه برغم انها كانت ماشية مع ناس جيرنها تعرفهم، وبدأ شعرها بالسعادة يروح بالتدريج أول ما رجلها اتحطت على أرض بلدها وكل ما بتقرب من بيت ابوها قلبها يتقبض أكتر، و أول ما شافتها اختها: خيتي بنت ابوووي وحشااني كاتير يا غاليه.
بعد ما سعديه قالت كلامها بدأت سعده تعيط وهي بتترمى في حضن اختها طيبة القلب والطبع، وبدأ ستات كتير تدخل بيتهم وتعزي سعده في موت جوزها، اللي رفضت تحضر جنازته، قلبها من كتر التعب والقهر اللي عاشته مع راجل عديم الاحساس والحب بقت مش عارف المفروض دلوقتى قلبها يفرح على الحرية ولا يندب على فراق راجل المسمى جوزها، فضلت الصمت وهز راسها للناس اللي بتعزي، لحد ما سمعت ابوها بيقول: ابن الكبير جي يعزيكى يا سعده.
قلبها اتجمد و وقفت بجمود بكبرياء لكن دموعها المتحجرة بدأت في اخد وضعها الطبيعي و نزلت زي الفيضان أول ما دخل بهبته وشافت طلته بطوله الفارع بعيونه الواسعه السوده المكحله وشنبه اللي بيزيد هيبته، كان لابس جلبيه بيج صعيدى وعلى كتفه شال، أول ما العيون اتقبلت بدأت تتكلم بعتاب ولوم لكن كبريائها خلاها متقبلش منه عزا ودتله ضهرها.
رحيم اتكلم بصوت اجش قوي: البقاء لله يا سعده.
فضلت الصمت وقلبها بيتعصر، ردت سعديه بطريقتها: مش باقي الا وجه الله يا واد الكبيييير.
وقف ثواني عدت عليه سنين خلت دماغه تقلب في كل اللي فات، جمع احزانه وهمومه ونزل بسرعة ووشه باين عليه الغضب رجلته حوطه أول ما رجله لمسة الشارع، فضل طول الطريق بيصك سنانه وبيقفل في ايده جامد لحد ما وصل بيته الرجاله وقفت بره وهو أول ما دخل، قبلته مراته فرحه اللي هي بنت عمه في الاصل: منور يا رحيم الدوار، ده النهارده يوم المنى أول مره من يوم متچوزنا تاجى الدوار بدري.
رحيم بحده: بجولك ايه مش ناقص فت وعجن الحريم عاد، دماغي وچعاني وجاي اريح يلا روحي شوفي بتعملي ايه.
فرحه ميلت عليه وقلعته الجزمه وقالت بدلع: يوه طب ما براحه يا رررحيم.
رحيم وقف وقال بعصبية مفرطة: نهارك مربرب على راسك بجله، خبر ايه يا مره متتعدلى وغوري من وشي.
مشيت من قدامه من غير نقاش وفضلت تبرطم بكلمات مش مفهومه، قام دخل اوضته وفرد جسمه على السرير بس للأسف مهديش بدأ يتعصب أكتر لما سرح بذكرته وهو عنده ٢٥ سنه……………
– ابوي أني عايز اتچوز؟
منصور وابو رحيم زكبير البلد رد بهدوء وهو حاطط ايده على عصايته: يوم ما تقرر تچوز يبقى أنا والعياذ بالله من جولت أنا، اللي هختار العروسه.
رحيم باستغراب كلام ابوه اللي يعرف أنه بيحب : بس يا ابويا العروسه موجودة وأنا بحبها، وحضرتك خابر زين.
منصور حط ايده على عصيته وفضل يحرك ايده عليها كأنه بيدعك مصباح علاء الدين، وبدأ كلامه بتهكم: مش هجول لاء من غير نقاش…. عايزك تسمع كلامي زين يا رحيم….. خليك يا ولدي دايما شايل قلبك على يدك وأوعاك وطريق الحب، الحب هيخليك تدخل جلبك جوه ضلوعك وتخاف عليه، الحب واعر ويخلي الراجل منينا يتدهول ويتصرف كيف الحريم، وانت هتبجى الكبير من بعدى ولازما تبقى أسد قلبك تحت رچلك وكل الخلق يعرف بأكده عشان لازم الكل يعرف أنك يوم ما تجف في مشكله تكون داخل وشايل كفنك ومش فارج معاك حاجة واصل، خليهم يهابوك ويخافوا منيك من كتر جلبك الميت.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كوابيس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى