رواية كهرمان الفصل الأول 1 بقلم ياسمين الهجرسي
رواية كهرمان الجزء الأول
رواية كهرمان البارت الأول
رواية كهرمان الحلقة الأولى
♡♡♡♡♡♡
سبحان الله وبحمده ✨ سبحان الله العظيم
♡♡♡♡♡♡
نوفيلا كهرمان مسجله حصرى بأسمى ياسمين الهجرسى ممنوع منعا باتا النقل أو الاقتباس أو النشر فى اى موقع أو مدونه أو جروب او صفحه حتى ولو شخصيه من دون اذنى ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للمسأله القانونيه
♡♡♡♡♡♡
في حي من احياء القاهرة
وفي ليله من ليالي الشتاء الظالمه التي انقطع فيها الكهرباء واسدل الظلام لباثه، وأعلن الرعد و البرق غضبهم، والسماء اختفي صفائها، والرياح ارتفع صوتها، و الأشجار انتزعت من جزورها كما فعلت بها الحياه، جلست في منتصف الطريق تبكي وتصرخ بصوتٍ عالٍ حتي انقطع صوتها، وهي تبكي علي نفسها وعلي ما فعلته بها زوجه أبيها لكي تأخذ منها المنزل الذى ورثته عن أمها، جعلت منها فتاه لا تصلح للحياه وأصبحت عار علي كل من يقترب منها، على حين غره انتبهت علي صوت سياره تريد أن تسير وهي تعوق طريقها نظرا لشرودها فيما حدث لها، استقامت ونظرت الي الرجل بهلع الذى كان يصيح عليها وهو يسبها بأفظع الألفاظ وهي لا تسمع صوته، هرولت تجرى من أمامه واكملت سيرها في الطرقات تبكي علي حالها وما آلت له حياتها جراء فعلة زوجه أبيها، رفعت رأسها ونظرت الي السماء تناجي ربها وهي لا تشعر بمرور الوقت، أخذت تجر أذيال الحسره والقهر وحرب جلد الذات تجلدها بلا هواده..
مرء الوقت ولا تعلم كم مضى عليها وهى تسير ممزقة الثياب مشعثة الشعر والدماء تلطخ أماكن متفرقه من جسدها، جلست من تعب اقدامها علي رصيف من أرصفه الشارع المظلم تنظر حولها تريد أن تعرف أين هي..
سبحت مع الظلام الحالك الذى طمس النور الذى كان ينير دربها سابقا، فهى من بعد ممات والدتها فقدت عينيها نعمة إبصار الضى واختفى بريق الحياه الذى كان يمدها بالقوه للبقاء، وحل مكانه قسوة أب وطمع وجشع زوجة أب أنانيه كل ما يهمها المال..
ارتعدت أوصالها عندما رأت شباب يأتون باتجاهها يترنحون في مشيتهم من هيئتهم يظهر عليهم السكر..
حدثت نفسها
• شكلهم جايين عليا..
يارب ارحمني مش كفايه اللي أنا فيه هيحصلي إيه تاني..
أقترب منها الشباب وأشار عليها أحدهم
• الحق منك له دي عصفور حلوه بس تلزمني أنا الأول اااااه.
وكأنها تركه سيتقاسموها سويا بلا شفقه رد عليه آخر:
• لا العصفوره دى تخصني
ودفعه بيده وهتف لها
• أنا أفضل منهم كلهم مش كده يا حلوه تعالي عشان تجربي..
رد عليه ثالثهم بشهوه
• بالراحه منك له دى شكلها زى القطط عنيها بتنور في ضلمه هيجي دور كل واحد منا واحنا بنبدلها بينا
قالها واقترب منها وهو يلعق شفتيه بانتشاء يريد أن يلمس وجهها وأشار علي ثلاثتهم.
• اختارى بقي مع مين هتبدأي الأول سرنجه، ولا منشار، ولا مفتاح..
كانت ترتجف من الخوف من كلامهم ظلت ترجع بظهرها للخلف حتي ابتعدت عنهم وهم يضحكون عليها، استقامت واقفه تريد الفرار من براثينهم، كان الخوف يمتلكها من الداخل، أسرعت في خطواتها تجرى وهم يجرون ورائها مثل الوحوش الجائعه..
صاحوا عليها بغضب وهم يهرولون ورائها للامساك بها، وعلى بعد خطوات لم تحملها قدميها للجرى كثيرا نظرا لحالتها المزريه تعثرت قدماها فوقعت أرضا، امسكها أحدهم من خصلات شعرها، يسحبها عنوه تحت صراخها، سريعا والتف الأخرين حولها كالفأر الذى وقع بالمصيده ، احكموا عليها الدائره كلا منهم ينهش جسدها من طرف تحت صياحها أن يغثها أى شخص من الماره بالطريق، ولكن لسوء حظها هذه الليله ممطره والماره بهذا الطريق قليلون نظرا لتطرفه عن المبانى السكنيه..
أخذت تدفعهم بعيدا عنها باستماته ولكن هى كالعصفوره أمام هذه الذئاب البشريه الجائعه، صرخت حتى تقطعت أحبالها الصوتيه، حاولت النهوض وهى تعافر وتقاوم مخالبهم، تاره يهم أحدهم بتقبيلها، وتاره يتحسس الآخر جسدها بقذاره، وثالثهم يالا الحسره ديوس يراقب بخسه حتى يأتى دوره فى اغتنام الفريسه..
مقاومتها أفقدتهم لذة الاستمتاع بها، قام أحدهم بضربها فى ساقها حتى خرت ساجده أرضا، انهالوا عليها بالضرب حتى يخرسوا عويلها بالصراخ..
جثى عليها أحدهم يكبل يديها، وجاء من ورأه من يكبل ساقيها، دفعته بقدميها أسفل بطنه جعلته يتقهقهر للخلف وهو يصرخ كالنساء ويسبها بوقاحه، جرى ثالثهم عليه كى يغيثوه، انتهزت فرصة تشتتهم ضربت من يكبل يديها بمقدمة رأسها فى أنفه مما جعله يتراخى فى الإمساك بها سريعا استقامت تهرول من أمامهم تسلك طريق آخر عامر بالماره والسيارت لعلا تجد منقذ، وكأن السماء أرادت أن ترحم ضعفها وقلة حيلتها أرسلت لها من ينقذ هلاكها المُحتم…
إضاءة خافته إذ فجأةَ رمت بظلالها أنارت الطريق حتي جعلتها تدقق النظر، رأت سياره فارهه تستهل عليها عبرت الطريق سريعا ووقفت أمامها وهي تنظر بهلع باتجاههم وتلوح للعربه بيديها لكي توقفها..
انتبه الرجل الجالس فى المقعد الخلفى للسياره لهيئتها المرتعبه وكأنها تستغيث، أثارة حميته الشرقيه فى نجدتها أمر السائق أن يستوقف كى يرى سبب هلعها..
فى التو واللحظه استوقفت عربة الحراسه الخاصه به، فهو رجل من علية القوم ذا باع وسيط فى الطبقه المخمليه، فهو رجل الأعمال “أصلان العزيزى” من أصول صعيديه ولكن محل إقامته بالقاهره نظرا لجذور والدته القاهريه التى على آثارها انتقل والده للعيش بالقاهره ونقل أعماله ومشاريعه لأكبر ضواحيها، فصاروا ذات مكانه مرموقه بين كبار عائلات القاهره..
وفجأة وبدون مقدمات كان يقف حولها ثلاث رجال يرتدون بدل سوداء كان مظهرهم يرعب من يقف أمامهم مثل المصارعون المحترفين نظرت لهم بخوف
تحدث الحارس الشخصي ل رجل الأعمال ‘أصلان العزيزى” بصوته الذي بث الرعب في قلبها:
• أنتى مجنونه يا آنسه في حد يقف قدام العربيه كده هو أنتي عايزه تموتي..
قالها وهو يهز زراعها لكي تتحدث..
نظرت له برعب وأغرقت عينيها بالدموع واختلطت بحبات المطر التي تغمرها وهي تنظر حولها وتتكلم بتلعثم وخوف واشارت عليهم:
• في شباب سكران بيجروا ورايا أرجوك احميني منهم انا خايفه جدا
وامسكت رأسها تشعر بدوار يكتاح رأسها .
هبط “أصلان” من سيارة واقترب منها وهتف بصوت حاول أن يكون هادئ:
• أهدى يا آنسه محدش هيقدر يقرب منك فاهمه..
تابع بتروى
• انتي تعرفي حد فيهم .
هزت رأسها بمعني لااا وهتفت من بين دموعها:
• صدقني أنا معرفش حد فيهم .
ورفعت يديها وهتفت بتوسل:
• احميني منهم أرجوك.
نظر “أصلان” الي مكان يديها وجد الشباب تقبل عليه بكل جرأه ووقاحه..
تحدث واحد منهم وهو يترنح في وقفته ورائحه الخمور تفوح منه:
• البت دى تخصني يا كابتن ملكش دعوه بيها
واقترب يمسك ذراعها لكي يسحبها ناحيته .
انتفضت من الخوف وقلبها يكاد ينفجر من شدة ضخ الادرينالين فزعا ورعبا ما ان تركها هذا المنقذ، أزاحت يده بعيدا عنها وهى تبصق عليه، وجرت تختبئ وراء ظهر “أصلان” وأمسكت ذراعه بقوه وهى ترتجف من الخوف وتكلمت بصوت يكسوه الرجاء.
• ارجوك أنا معرفش حد فيهم انجدنى أبوس أيدك..
هرول نحوها أحد حراسه يزيحوها بعيدا عنه مخافتا أن يكون هذا ملعوب مدبر مع هؤلاء الحثاله من أحد منافسيه..
نظر “أصلان” علي عينيها التي يكسوها كاسات من الدماء، تعمق فى هيئتها وهو يستشف صدقها، وهى تزرف دموعها الرقيقه متوسله شهامته ومرؤته فى نجدتها، ارتعاش جسدها وهى ممسكه بزراعه، ارسل ذبذبات لجسد “أصلان” جعلته ينصهر من قربها، ولكن سرعان ما قطع تبادل النظرات عندما سقطت فاقده للوعي وارتطم جسدها بالأرض بقوه.
_ تحدث “أصلان” بصوته الأجش وهو يشير إلى رجاله على هولاء المغتصبين:
• تمسكوهم وتخلوهم يندموا علي اليوم اللى اتولدوا فيه وتبلغ عنهم الشرطة..
انتهى من إلقاء أوامره وانحني عليها يحملها يضعها داخل سيارته.
بالفعل نفذ رجاله الأوامر وأمسكوهم ينهالون عليهم بالضرب المبرح والركلات القاسيه، وبعد ان انتهوا من تحطيم عافيتهم فى شد وجذب ومقاومه من هؤلاء الحثاله البشريه، القوهم فى السياره بالقوه حتي أتت الشرطة وأخذتهم لتزج بهم فى غياهب السجن جزاء لفعلتهم المشينه..
جلس “أصلان” في المقعد الخلفي للسياره ووضع رأسها علي قدمه وأمر السائق أن يعطيه زجاجه عطره الخاصة به لكي يفيقها، نظر إلى ملامحها الهادئه التى وعلى رغم حالتها المذريه تشع برأه، لفت انتباه علامات وكدمات حمراء تدل علي تعرضها للعنف ،غض بصره عندما وقعت عينيه على ملابسها الممزقه، لعن الظروف الذى وضعته فى هذا المأزق، ولكن سرعان ما استغفر فلعل الله ارسله فى هذا الوقت رحمةً لانقاذ تلك المسكينه، خلع جاكيت بدلته ووضعه على مقدمة صدرها، ورفع يده وازاح خصله من شعرها تمردت علي وجهها، أخذ منديله يجفف لها بعض الدماء المنتشره على وجنتيها نتيجه للصفعات التى تلقتها على يدى هؤلاء المجرمين..
بدأ “أصلان” ينثر عليها عطره لكي تفيق، رويدا رويدا بدأت ترفرف بأهدابها، تفتح عينها بتثاقل لتفرج عن مقلتيها التي كانت تشع مثل لون حجر الكهرمان، والتقت بعينيه التي يحاوطها روموش كثيفه مثل غابات الزيتون ترسل لها العديد من الاسئله والاتهامات فى آناً واحد..
فزعت من نظرته و فكرة ادانتها واتهامها أن تكون قاسم مشترك برغبتها أتت معهم، استفاقت من السيناريو الذى نسجه عقلها، ورفعت رأسها من علي قدميه وهي تمسك رأسها بخوف سيطر عليها وهتفت وهي تنظر حولها وتبكي وتحاول فتح باب السياره بعنف وهتفت بين شهاقاتها وخوفها وانهيارها بالبكاء
• ارجوك نزلني كفايه اللي حصلي.. انا مش كده.. بلاش النظره دى انا مش زى ما أنت فاكر.. أنا مش معاهم بمزاجى.. حرام الكل يظلمنى.. انا الدنيا جت عليا بالقوى.. بس خلاص أنا معدش ليا عيش فيها أنا لازم أموت نفسي.. أنا مليش حد في الدنيا دى يحن ويعطف عليا.. اللى كانت بتحمينى من قساوة الدنيا راحت..
ظلت تصرخ بهيستريا وهى تدفعه بصدره كى يفتح لها باب السياره وهو يحاول أن يكبل يديها كى يخفف من هياجها، اختنق تنفسها وشحب وجهها وتباطئت نبضاتها إلى أن غابت عن الوعي…
*******
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كهرمان)