روايات

رواية كسرة وضمة وسكون الفصل الرابع عشر 14 بقلم رحاب ابراهيم حسن

موقع كتابك في سطور

رواية كسرة وضمة وسكون الفصل الرابع عشر 14 بقلم رحاب ابراهيم حسن

رواية كسرة وضمة وسكون الجزء الرابع عشر

رواية كسرة وضمة وسكون البارت الرابع عشر

كسرة وضمة وسكون
كسرة وضمة وسكون

رواية كسرة وضمة وسكون الحلقة الرابعة عشر

أختفت رقة من أمام حازم الذي وقف متسمرًا للحظات من صدمته مما قالته أو بالأصح اكتشفته … وعندما استفاق من تيهة تفكيره كان على صوت شهد التي تسأله بخوف وعينيه تتأرجح بينه وبين الفراش الخالٍ :
_ أختي فين ؟!
حرك حازم أهداب عينيه بارتباك ثم قال لها :
_ تعالي معايا نلحقها قبل ما تعمل في نفسها حاجة.
فغرت شهد فاها من الذهول وصاحت وهي تركض خلفه :
_ ايه اللي حصل لأختي فهمني ؟!.
ولم يكن حازم في حالة تسمح له بشرح الامر كاملًا فقال مختصرا :
_ سوء فهم بس وهيعدي أن شاء الله.
خمنت شهد أن الأمر لابد يخص تلك المرأة المسماه بـ “نهال” ، فزمت شفتيه بعصبية وهي تلتفت يمنة ويسرة باحثةً عن شقيقتها ..
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
دخل أشهد الغرفة الطبية بالمشفى المفتوح بابها على مصراعيه وهو يقول بعجالة :
_ هتتنقلي دلوقتي حا….
وانقطعت جملته عندما وجد الفراش خاليًا والغرفة كذلك .. قطب حاجبيه في دهشة وعينيه تتجولان بجميع الأرجاء، وأسرع للخارج يسأل ماذا حدث وأين زوجته .. وعندما سأل أحدى الممرضات بالممر نظرت بحيرة وتعجب للغرفة وأجابته بغرابة :
_ معرفش راحت فين ، أنا سيباها مع أختها وروحت أشوف بقية المرضى !.
دق الخوف بقلب أشهد وسار بالمشفى بغير وجهة حائر وقلقا حتى أنتبه لشقيقه حازم وهو ينزل درجات السلم مع شهد بخطوات سريعة .. فهتف أشهد باسمه حتى انتبه حازم وتوقف وهو يبتلع ريقه وينظر لأشهد بتوجس، فأسرع اليه أشهد وسأله بقلق:
_ رقة مراتي فين ؟
نظر حازم لشهد مفكرا للحظات ثم قال لها :
_ شوفيها أنتي الناحية التانية ، وأنا وأشهد هنقلب المستشفى عليها ..
حدجته شهد بشك، ثم ركضت الجهة المقابلة لهما دون الدخول في مناقشة ليس لها داعِ الآن، وجذب حازم يد شقيقه أشهد لزاوية بعيدة عن التنصت والعيون وقال مرتبكا :
_ رقة عرفت الحقيقة كلها يا أشهد .. وطالبة الطلاق.
اتسعت عينان أشهد بذهول وصدمة، وخرج من صدمته وهو يهز ذراعي حازم بشراسة وهو يقول بعينان يملأها الغضب :
_ حقيقة إيه اللي عرفتها وعرفتها منين ؟!
هز حازم رأسه بحيرة شديدة وقال :
_ بتقول أنها شافت وسمعت، مش فاهم تقصد ايه تحديدًا، المهم دلوقتي ما نفضلش واقفين ونسيبها، هي مشيت بعد ما قالتلي ..
ضيق أشهد عينيه بنظرة نارية الغضب وسأله :
_ قالتلك ايه أنطق ؟!
تنهد حازم بضيق شديد ثم أجاب :
_ قالتلي … قول لأخوك أني هعرفه مين هي رقة اللي استغلها واستغل براءتها وطيبتها لمصلحته، وأن ورا الوش البريء ده واحدة تانية هتكسر قلبه وهتنتقم منه ومش هيوصل حتى لضلها، وورقة طلاقي توصلني وإلّا ههد الدنيا فوق دماغه.
اتسعت عينان أشهد بذعر وهو يبتعد خطوة فاغرا فاه من الذهول، ثم هز رأسه رافضا الأمر برمته قائلًا :
_ لا مستحيل، مستحيل ده يحصل .. أنا لازم أشوفها.
نظر حازم لأشهد بعتاب شديد وقال :
_ المهم دلوقتي نلاقيها، مكنتش في حالة طبيعية قبل ما تمشي.
شحب وجه أشهد والتمعت عينيه بالخوف من الآت، ليس بعد أن أحبها وعشقها تغادره وترحل !.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
أحيانًا من عنف الصدمة نتجمد ونجد أن الدموع ليست كافية لتنفث عن ما بداخلنا من أثقال الألم ..
سارت بالطرقات ناظرة لكل شيء، ولكنها لا ترى أي شيء، تائهة، ضائعة، روحها مكلومة، مبتور جناحيها وسقطت أرضا بعدما كانت تحلّق عاليًا بحرية وجنون .. كان يجب أن تبك ،وتصرخ ، وتركض وتصيح .. بدلًا أن تسير هكذا جافة العينان، ناظرة لكل شيء وللاشيء بهذا الهدوء المزيف، الذي لا يمت بصلة بما يدور بداخلها الآن ..
حتى أنها لا تعرف أين هي الآن، وبأي شارع تسير ، وكيف تعود، وإلى أين ستعود … ولكنها لا تريد شيء سوى أن تظل بمفردها، بعيدا عن أنظار العالم، حتى لا يذكرها أحد أنها كانت حمقاء غبية عندما صدقت أنها حبيبة أكبر مخادع وكاذب رأته أو سمعت عنه بيوم … كانت كلماته القاسية بالفيديو المصور تتردد كل لحظة بعقلها، وتشق قلبها وروحها لقطع لن تلتئم مرةً أخرى.
وعندما تعبت بعد أكثر من ثلاث ساعات سيرا على الأقدام ارتمت على احد الأرصفة التي يعمها الظلام، سوى بصيص نور يأت من البعيد .. وظلت جالسةّ بلا أي شعور بالوقت أو بمن حولها.
وكأنها اصبحت بلا شعور أو ادراك بهذا الكون بما يحمله ..
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
ضحكت نهال ضحكة عالية بنظرات لامعة منتظرة عندما انهت المكالمة الهاتفية التي أخبرتها أحدث التطورات .. وطالعها كريم بريبة وهو جالسا قبالتها فقال :
_ ايه الأخبار ..؟!
نفثت نهال دخان سيجارتها بعدما تمالكت موجة الضحك وقالت بابتسامة واسعة :
_ خبر الموسم يا كيمو .. أهي دي الأخبار ولا بلاش .. بس ما تنساش تبعت لسالي الشيك بتاعها ، بصراحة نفذت اللي قولتهولها بالحرف ..
ابتسم كريم بخبث ثم قال :
_ حركة جاحدة منك .. بس الفضل كله للفيديو اللي محدش عارف مين بعته لحد دلوقتي !.
ضحكت نهال مرةً أخرى وهى تهز رأسها بسخرية من غبائها ثم قالت :
_ أنت لسه بتفكر !! .. هو في غيرهم !!..
تفاجأ كريم أنها تعرف من وراء هذا الفيديو وسألها بتعجب :
_ تقصدي مين ؟!!
امتلأت عينان نهال بالشماتة وقالت :
_ الفارتين بنات خالة أشهد .. اللي أعرفه أنهم في أجازة مع أمهم في بيت أشهد .. يبقى مين يعني اللي صوره وبعته بذكائك كده ؟! … وعلى قد ما الفيديو ده كان النجدة ليا في وقت كارثي ، على قد ما هربيهم وأفضحهم بيه لو حصل ورجعت لأشهد .. عشان مش هسمح لمخلوق يتدخل ما بينا تاني ..
ابتسم كريم لذكائها وقال :
_ مش سهلة أنتي يا نهال .. ايه بقا الخطوة الجاية ؟
نظرت نهال للبعيد بتفكير، ثم ابتسمت وهي تنظر له وقالت بغمزة :
_ وقتك بدأ يا كيمو .. بس قبل كده لازم تخلي حد يراقب البت دي كويس أوي ، أنت مش قولتلي أنك بعت وراها حد من وقت ما خرجت من المستشفى ؟
أجاب كريم وقال :
_ أه ..
تابعت نهال حديثها وقالت :
_ خليك مراقبها ال ٢٤ ساعة … المهم ما تقابلش أشهد أبدًا ، ولو حصل وقابلته أنت عارف هتعمل ايه ..
رد عليها كريم محذرا :
_ هيبقى خطف كام يوم بس من غير اللي في دماغك .. أنا مش مستعد اتسجن بسببك !!.
لم تهتم نهال لتحذيره وقالت بإصرار :
_ أنا مش هسمح لأي حد ولا لأي شيء يبعدني عن أشهد تاني .. مهما كان التمن.
رمقها كريم بقلق وتوجس .. وشعر بالخوف من تفكيرها وما تؤول اليه الأمور إذا جرت الرياح عكس ما تشتهيه نهال !.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
عند منتصف الليل ..
وقف أشهد بجانب سيارته وهو يطرق عليها بعنف وجنون ويصرخ :
_ يعني ايه مش عارف الاقيها لحد دلوقتي !! .. ولا عارف راحت فين ولا ايه اللي حصلها !! …
وقف بجانبه حازم وقال ليطمأنه رغم قلقه :
_ أن شاء الله هنلاقيها وهتكون بخير .. أهدى يا أشهد عصبيتك دي مش هتفيدك في شيء ! … أنا مش ساكت من وقت ما شيت وبلغت صحابي وكل اللي أعرفهم، ده غير المستشفيات .. أهدى أرجوك.
نظر أشهد لحازم قليلا ثم رفع يديه وجذبهمن ياقة معطفة وجره جرا بغضب شديد مصيحا :
_ وأنت موقفتهاش ليه وفهمتها الحقيقة !… عجبك اللي أنا فيه دلوقتي ؟!.
أنفعل حازم وقال بعصبية :
_ حقيقة ايه يا أشهد اللي كنت عايز أقولها ؟! .. أنا لو قولتلها الحقيقة فعلًا من البداية كانت هتبقى كارثة فعلًا .. كنت عايزني أقولها أنها كانت لعبة من البداية عشان تنسى بيها واحدة تانية ؟!. .. ولا كنت عايزني أقولها حكاية الخطوبة والخطة بتاعتنا ؟! .. أنا معنديش حقيقة غير دي ، ومكنش ينفع أقولها !.
انتفخت عروق عنق أشهد من الصدمة والغضب، ثم قال بشراسة معترفا :
_ عشان أنت غبي ما فهمتنيش.. الحقيقة أني بحبها ، حبيتها ومن أول مرة شوفتها، ومكنتش عايز كده .. الحقيقة أن هي الأنسانة الوحيدة اللي حبيتها ! .. ومعرفتش ده الا متأخر ومقدرتش اعترف لنفسي بيه غير من أيام قليلة .. الحقيقة أن المرادي المصيبة كبيرة والوجع فوق طاقتي ..
صدم حازم ونظر لشقيقه بنظرة متسعة، ثم تمتم وقال :
_ كان لازم تقولي يا أشهد .. أنا اتكلمت معاك كذا مرة في الموضوع ده، مافيش مرة حسستني أنك حتى معجب بيها وكنت بتهرب وبتقول كلام تاني !.
صرخ أشهد بعنف فيه وقال :
_ مكنتش عايز أحب .. مكنتش عايز اتوجع تاني، حاربت نفسي الف مرة عشان أبعد عنها ومعرفتش، خدتني من وحدتي وخوفي ووجعي وأطمنت وحبيت وفتحت قلبي من جديد .. أنا مش هسمح لحد يبعدها عني، ولا هسمحلها هي شخصيا تبعد ..
ابتلع حازم ريقه من الخوف على شقيقه من هذا الغضب والقهر الغارق بعينيه .. فربت على يده وقال بتأكيد :
_ أنا متأكد أنها بمجرد ما تتكلموا هتصفى وهتفهم وهتصدقك، اللي أتقالها اكيد صعب وصدقته ..
هز أشهد رأسه بحيرة وعذاب ثم قال :
_ صدقته بسببكم .. سمعت أمي بتقول كده، وأخويا ما دافعش عني في غيابي وسكت، أهلي نفسهم كانوا ضدي، مش عايزها تصدق أزاي ؟! …
أكد حازم وقال بجدية :
_ لما ترجع هتشوف هعمل إيه ..
امتلأت عينان أشهد بالخوف والقلق ثم قال :
_ المهم هي ترجع .. لإن لو مارجعتش مش هرحم حد، وهتشوفوا مني وش عمركم ما شوفتوه.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
وبعد مرور ثلاثة أيام …
كانت فيهم شهد لم تذق للنوم طعما ، حتى تكونت دوائر سوداء حول عينيها من كثرة البكاء والبحث بالشوارع والترقب لأي خبر صادم ..
وعندما أجبرها حازم أن تظل بالبيت فهو ومعه فريق كامل يبحثون عنها، خلافا لأشهد الذي أصبح مثل المجنون ويبحث عنها في كل مكان ..
ارتفع رنين هاتف شهد برقم مجهول وأجابت سريعا وهي تبك خوفا من الآت :
_ الو ؟
عم السكون للحظات .. حتى قالت رقة بصوتٍ هادئ هدوء مريب :
_ أنا بخير يا شهد ..
انتفضت شهد بابتسامة وصرخت :
_ أنتي فين يا رقة كنت هموت من القلق عليكي، أنتي كويسة وبخير ؟ ..
ردت رقة وأضحى وكأنها ليست هي، عدى صوتها المعتاد ، وقالت بتأكيد :
_ قولتلك أنا بخير .. بس مش راجعة البيت، ومتعرفيش حد أني كلمتك.
دهشت شهد وقالت بتسائل :
_ أنتي فيكي ايه يارقة ؟! … لولا أني عارفة صوتك مكنتش صدقت أنك أختي وإنك واحدة تانية !!.
سمعت شهد تنهيدة السخرية بصوت شقيقتها حتى قالت رقة بصوتٍ عاصف :
_ بالضبط .. أنا واحدة تانية .. بس هفضل أختك.
سألتها شهد بعصبية :
_ أنتي فين عايزة أشوفك وافهم منك اللي حصل ..
ردت رقة بثقة وحزم :
_ هقولك .. بس لو حازم وأخوه عرفوا أنا فين مش هتعرفيلي طريق بعد النهاردة !.
انتبهت شهد أن رقة ترفض حتى لفظ اسم أشهد !!، أظن الأمر برمته يدور حول أشهد وما فعله لتصبح هكذا ، فسألتها شهد بلهفة :
_ طب أنتي فين ووالله ما هقول لمخلوق ..
أجابت رقة بثبات :
_ أنا في فيلا .. بيلا جود.
أجابت رقة بثبات :
_ أنا في فيلا .. بيلا جود.
دهشت شهد وشعرت بالخطر خصيصا مع النغمة المخيفة الهادئة بصوت شقيقتها فسألتها بعجالة :
_ عنوانها إيه ..؟!
أخبرتها رقة بالعنوان وأنتهى الأتصال الذي بعده أسرعت شهد مباشرةً لتبديل ملابسها حتى تذهب لشقيقتها حيث هي ..
( وبفيلا بيلا جود ..)
دخلت بيلا بكوبين من عصير البرتقال الطازج لغرفة الأجهزة الرياضية، حيث توجد رقة التي كانت تركض على آلة الركض بسرعة خطرة غير معتادةً عليها .. رمقتها بيلا بتعجب ثم ذهبت لتخفف سرعة الآلة وأوقفتها تدريجيًا وهي تنظر لرقة بنظرة جدية حذرة.. فابتعدت رقة عن الآلة وهي تلهث بقوة وحبيبات العرق تنزف من مسامات بشرتها … وبعدها ارتمت على مقعد قريب لتستريح وتهدأ أنفاسها بعض الشيء .. فأخذت بيلا كوب من العصير وأشارت لرقة لتأخذه قائلة :
_ خدي نفسك وبعدين أشربي العصير ده ..
أخذته رقة ووضعته قربها على المنضدة، ثم ارجعت ظهرها للمقعد بارياحية وبدأت تلتقط أنفاسها بهدوء .. ولكن عينيها زائغتان للبعيد وكأنهما يتطلعان بعالمً آخر .. وراقبتها بيلا عن كثب ثم قالت بتحفظ :
_ مش حابة أتدخل في شؤونك الشخصية .. بس مش أنتي البنت اللي شوفتها من أيام!! .. فيكي حاجة متغيرة أوي!.
أطرفت رقة أهدابها ببطء ثم قالت بهدوء مريب دون أن تنظر لبيلا :
_ مش هتقل عليكي يا بيلا ما تقلقيش .. أنا برتب أموري وهمشي في أسرع وقت .. وجميلك ده دين في رقبتي و هردهولك في يوم من الأيام.
قالت بيلا بعجالة وحرج:
_ ما اقصدش صدقيني يا رقة .. ده أنتي منوراني وونستيني والله العظيم .. أنتي شوفتي بنفسك حياتي اللي فاضية وبيتي اللي عايشة فيه لوحدي، يعني مستحيل تكوني مسببالي اي ازعاج زي ما ظنيتي.
وبعدها نظرت بيلا حولها بألم ثم قالت بصدق وحزن ظهر بصوتها وعينيها :
_وبعدين تتقلي عليا إيه بس، شايفة الفيلا الكبيرة دي .. قاعدة فيها لوحدي، زمان لما كنت خياطة على قدي وعايشة في حارة كانت اوضة السطوح ما بتخلاش من البنات والستات اللي جايين يفصلوا فساتين وهدوم عندي .. كنت مشغولة طول الوقت ، وسنة ورا سنة ونجاح ورا نجاح نسيت أن العمر بيعدي وبينتهي ، والشباب له مدة صلاحية وبيخلص .. بقا عندي كل اللي حلمت بيه زمان، إلا حاجة واحدة مش عارفة أشتريها ولا أحققها !.
التفتت رقة وسألتها باهتمام :
_ إيه هي ؟!
أجابت بيلا بنفس الألم :
_ راحة البال .. الأمان والحب .. الحاجات دي مش بالفلوس يا رقة.
قالت رقة بسخرية وثورة متقدة بعينيها :
_ أومال بالفقر وقلة الحيلة والضعف والكسرة !..
ردت بيلا وقالت بصدق :
_ الدنيا ما بتديش لحد كل حاجة ، هتلاقي كل واحد متاخد منه حته.. لا الفقير مرتاح .. ولا الغني مرتاح.
نهضت رقة وتجهت نحو باب زجاجي ضخم يطل على مسبح بالحديقة تتلألأ مياهه تحت آخر خيوط النهار، ثم قالت بصوت عميق وعينان شاردة يغمرهما رفة انتقام وغضب :
_ محدش تعبان ومكسور في الدنيا دي قد الفقير .. اللي بالنسبة للناس اللي فوق لعبة وتسلية تترمي في أقرب صفيحة زبالة وقت ما يحبوا .. الفقر ضعف .. الفقر كسرة وذل .. وأنا قررت ما أبقاش ضعيفة تاني.
صوتها بدا شرسا عنيفا ،فنهضت بيلا واقتربت من رقة وهي تسألها بشك وتوجس :
_ في إيه .. إيه اللي وصلك لكده ؟! .. صوتك وطريقتك بتقول أنك مصدومة من حاجة !.. فضفضيلي وخرجي اللي جواكي يمكن أقدر اساعدك.
نظرت رقة لبيلا وقالت بنظرة قوية مصممة :
_ لو عايزة تساعديني فعلًا شغليني معاكي أو قوليلي أبدأ منين .. ساعديني أنجح بسرعة، أنا عمري ما طلبت من حد حاجة، بس أنا اخترتك أنتي بالذات وجيتلك .. متخذلنيش.
ربتت بيلا على كتف رقة وقالت بتأكيد :
_ أوعدك اساعدك وأقف جانبك لحد ما توقفي على رجليكي ويبقى ليكي براند خاص بيكي كمان، يمكن غباء مني أني اعمل كده واساعد حد ينافسني في السوق بعدين .. بس أنا مقدرش أخذلك بعد ما جيتيلي لحد عندي ووثقتي فيا ..
تنفست رقة بعمق كأنها وجدت ضالتها وقالت :
_ ويوم ما أنجح وأبقى زيك عمري ما هنافسك أنتي بالذات يا بيلا .. أنا مش هبفى نسخة من اللي وجعوني وصعبوها عليا ، حتى لو كنت ناوية أنتقم منهم.
نظرت لها بيلا بتفكير ثم سألتها بتردد :
_ أنا أسفة ..بس حاسة أن اللي وصلك لكده هو .. الباشمهندس أشهد شا..
قاطعتها رقة بصوت حاد :
_ معرفهوش .. معرفش حد بالاسم ده.
هزت بيلا رأسها بإحباط وبدأت تفهم الأمر فقالت :
_ يبقى هو .. هسيبك تهدي ، ولو حبيتي تتكلمي في أي وقت أنا موجودة .. البيت بيتك.
تركتها بيلا وهي تحدث نفسها عن أمر تلك الفتاة التي تحولت بين يوم وليلة من فتاة بقلب طفلة إلى تلك الشرسة التي يملأها الأنتقام وهوسه .. ليس سوى الخيانة من تفعل بالمرأة ذلك!
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
وبعد مرور ساعة تقريبًا .. وقد اصبحت الشمس تلوح من بعيد وأنتشرت ظلالها القرمزية بوداعها المؤقت.
دخلت شهد من بوابة الفيلا الواسعة وهي تنظر حولها بقلق ، وأخذتها أحدى الخادمات حيث توجد رقة بالحديقة الخلفية ، ودخلت شهد مع الخادمة وعينيها تبحثان بلهفةً هنا وهناك .. حتى وقعت عينيها على رقة التي تقف أمام المسبح وتنظر بشرود وصمت مُقلق للمياه الباردة ..
أسرعت اليها شهد بلهفةً وهي تردد اسمها بعتاب شديد ثم ضمتها بقوة قائلة :
_ كنت هتجنن من الخوف عليكي .. الحمد لله إنك بخير.
وقابلتها رقة بجمود على غير عادتها، وبعينان جليدية لم يطرف لهما جفن !… وقالت بهدوء :
_ قولتي لحد أني هنا ؟
نفت شهد بقوة وأقسمت :
_ والله العظيم ما قولت لمخلوق .. بس فهميني ايه اللي حصل ؟!
نظرت رقة للمياه من جديد بشرود ثم قالت ببرودة عمت بصوتها مختصرة كل هذا الألم في كلمة :
_ فهمت ..
أجفلت شهد من إجابتها ولم تفهم .. فسألتها بحيرة :
_ فهمتي أيه ؟!
روت لها رقة كل شيء .. حتى ذعرت شهد مما سمعته وقالت معترضة ورافضة ظنونها بأشهد :
_ لا يا رقة مستحيل أصدق .. مستحيل أن الشخص اللي شوفت حبه ليكي مالي عنيه في كل نظرة يكون كداب وجاحد بالشكل ده ؟! ..
ردت رقة قائلةً بثبات ونظرة عنيفة ومصرة على الانتقام :
_ أنتي حرة ، تصدقي أو ما تصدقيش مايهمنيش .. المهم أني مش هعديهاله .. أنا وهو والزمن طويل.
نظرت شهد لها باعتراض ورفض شديد وقالت وهي تهز شقيقتها من ذراعها بقوة وعصبية :
_ لأ فوقي يا رقة ، ما اتعودتش عليكي كده ، مش عايزاكي كده ! .. أنا عايزة أختي اللي أعرفها ، أختي البريئة الحنينة الطيبة ، اللي واقفة قدامي دي مش أختي !!.
تركتها رقة تقول ما تقول وتفعل ما تفعل حتى قالت بنفس الثبات والهدوء :
_ مافيش مخلوق هيقدر يوقفني على اللي ناوية عليه .. ولا حتى أنتي.
دهشت شهد من الجليدية التي اصبحت عليها شقيقتها بين ليلة وضحاها، وقالت بذهول :
_ أنتي واحدة تانية مش أختي ! .. ده كله ليه ؟ .. حتى لو كل اللي سمعتيه ده حقيقي ، مايخلكيش تبقي كده ؟!.
طالعتها رقة بنظرة مخيفة وقالت :
_ مش هرد عليكي يا شهد .. ومش هلومك، بس اللي في دماغي هنفذه ..
ضمتها شهد وقالت بأسف وبكاء :
_ حقك عليا يا حبيبتي ، أنا عارفة ومقدرة صدمتك ، حقك تزعلي وتحزني ، وتطلبي الطلاق كمان ، بس أوعي تبقي كده ، أنا طول عمري كنت بتمنى أنك تتغيري .. بس النهاردة بتترجاكي تخليكي زي ما كنتي .. ما تخسريش نفسك عشان حد … وبعدين ليه قررتي وحكمتي من غير ما تسمعيه ؟!
أنتي مش متخيلة بيدور عليكي أزاي وبقا زي المجنون ! … أشهد قالب الدنيا عليكي ومرجعش بيته من وقت ما أختفيتي !.
ونظرت لها شهد وتابعت بصدق:
_ اقتنع أزاي بعد اللي شوفته بعيني أنه مش بيحبك وواخدك وقت وهيرميكي ؟! ..
سخرت رقة وقالت بنظرة نارية :
_ ما طبعا .. ما هي مصلحته لسه مخلصتش وحبيبة القلب هتشمت فيه، أفهمي بقا ما تبقيش زيي، بس والله لخليه يتمنى يشوف حتى ضلي وما هيطوله !..
ربتت شهد على يدها ب قة وقالت برجاء شديد :
_ عشان خاطري يا رقة قابليه واتكلمي معاه .. اكيد في حاجة غلط !.
سحبت رقة يدها ونظرة بشراسة لشقيقتها وقالت :
_ أقابله ؟! … لا مش هبقى غبية أكتر ما كنت ، أنا اقسمت بيني وبين نفسي من وقت ما عرفت الحقيقة أن عينه ما هتلمحني غير وأنا واقفة على رجلي وقادرة أقف قصاده ..
وسخرت بضحكة تزدري تلك الفكرة الساذجة :
_وبعدين هستنى من مقابلته ايه غير كدب وتأليف وحوارات ! .. أمه بنفسها قالت اللي الست قالتهولي في المطعم … وأخوه مقدرش يدافع عنه بكلمة لما واجهته بالكلام اللي سمعته في الفيديو .. أستنى ايه من مقابلته قوليلي ؟!
ما هيحاول يثبتلي بكل الطرق أنه صادق وبيحبني ، وانا بقا العبيطة اللي هصدق وأكمل ، وكام شهر يكون نفذ اللي في دماغه ويرميني ويطلقني .. بس لأ ، أنا اللي رميته وطالبة الطلاق ، وكويس أني عرفت الحقيقة قبل الفرح
صمتت شهد بحزن وقالت :
_ يعني حازم كان مشترك معاه كمان !.
ردت رقة وقالت بما رأته :
_ اللي سمعته وشوفته في الفيديو بيقول أنه مكنش موافق على اللي بيحصل وحاول يوقف أخوه .. حازم اتضرب بالقلم بسبب اعتراضه ورفضه .. وده يخليه قدامي مش متهم !.
نظرت لها شهد بدموع حتى ربتت رقة على يدها وقالت بصدق :
_ خرجي حازم من المشكلة دي يا شهد ..
فهمت شهد ما قصدته رقة فضمتها وهي تبك ، وربتت عليها رقة قائلة بهدوء:
_ ما تعيطيش .. ومتخافيش عليا.
أتت بيلا اليهما وقالت بابتسامة واسعة ومرحبة :
_ حضرتلكم حتة عشوة تجنن .. تعالوا معايا بقا يا بنات عشان هموت من الجوع.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
أنهى أشهد اتصال طويل مع سكرتيرته وهو جالسا بسيارته، ثم ارجع ظهره للمقعد بتنهيدة ثقيلة وأغمض عينيه بألم وحزن شديد ، جميع السيناريوهات التي تأت بعقله مظلمة ومخيفة .. سواء كانت هي من قررت الأختفاء أو أن أحدًا قام بأختطافها !!.. وبتلك اللحظة ارتفع رنين هاتفه من جديد ليجد رقم أمه المتصل ، فنظر أشهد للهاتف بعصبية والقاه مكانه وهو يقول :
_ أنتي السبب من البداية … قراراتك واجبارك ليا هو اللي وصلني لكده .. لو رقة راحت مني مش هسامحك بسهولة أبدًا يا أمي ..
وكررت أمه الأتصال للمرة المائة ولم يجيب … حتى اتصل أشهد برجاله الذي لم ينفكوا بالبحث بالايام الفائتة ، ولم يأتوا بالجديد ، ثم وصل حازم بسيارته لمكان أشهد الذي أتفقا أن يتقابلا فيه .. وعندما وقفا أمام بعضهما خارج سيارتهما قال حازم بإحباط :
_ مالهاش أثر ، فرغت كل الكاميرات بتاعت الشوارع اللي أتقال أنها مشيت منها وما وصلتش لحاجة .. ومافيش أي خبر عنها في أي مستشفى لحد دلوقتي … صدقني والله أنا حرفيا قلبت مصر عليها الايام اللي فاتت .. بس زي ما تكون فص ملح وداب !.
تنهد أشهد بعذاب ثم قال :
_ أنا عارف اللي هي بتمر بيه ومجربه ، أنا خايف عليها ، وكل اللي بتمناه دلوقتي تكون بخير .. ومسيرنا نتقابل ونتكلم وهحكيلها كل حاجة ، وسواء سامحتني أو لأ مش هسمحلها تبعد تاني ..
سأله حازم بتعجب :
_ للدرجادي بتحبها يا أشهد !! ..
نظر أشهد بألم شديد أمامه وأجاب بصدق :
_ حب ! .. ده مش بس حب ، ده منتهى الأمان ، أني أطمن وأحب وأثق في واحدة دي محصلتليش قبل كده ولا مرة .. أنا خايف تبعد عني .. أنا مش عايز ابقى لوحدي من تاني .. لأني مش هعرف ادخل واحدة غيرها حياتي … ولا هقبل أن ده يحصل.
ربت حازم على كتفه وقال مؤكدًا :
_ يمكن مقدرتش أدافع عنك أول مرة ، بس المرادي لما أشوفها أنت بنفسك هتشوف هعمل عشانك إيه .. بس عشان خاطري رد على أمك وطمنها عليك ، دي مموتة نفسها من العياط.
تنهد أشهد بقوة وأغمض عينيه بألم ثم قال :
_ هرد عليها .. أنا كده كده راجع البيت النهاردة .. بس مش عايز حد يدخل معايا في مناقشة ولا كلام ولا اسئلة!.
أكد حازم وقال :
_ أنا حذرتهم من غير ما تقول ، محدش هيكلمك خالص ..
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
دخل كريم مكتب نهال بالشركة وهو يقول :
_ ها .. في جديد ؟
أكدت نهال وقالت بابتسامة ماكرة :
_ الجديد عندك أنت … شغلك هيبتدي من أول النهاردة ، واللي هطلبه منك تنفذه بالحرف …
استمع كريم لها ولخطتها ثم سأل بغرابة بعدما عرضت نهال عليه الخطة الجديدة:
_ واحدة زي بيلا جود تفتكري لسه مش مرتبطة !! .. هوقعها أزاي دي ؟!
أجابت نهال مبتسمة بتأكيد :
_ لأ عرفت بطريقتي أنها سنجل ومالهاش حبيب ، المطلوب منك توقعها فيك لحد ما تقنعها أنكم تبقوا شركا في شركة للأزياء جديدة، ولما ده يحصل ابعد أنت بقا وسيبلي الباقي .. وكده كده مش هنخسر حاجة ، بيلا جود اسم كبير وبراند لوحده يسوق أي حاجة .. يعني اعتبره فرع جديد بتفتتحه وبعيد عن البيزنس بتاعنا الأصلي.
فكر كريم لبعض الوقت ولم يقتنع بالفكرة فقال :
_ بس بيلا دي أكبر مني أصلًا .. يمكن ماتشوفش فيا الراجل المناسب ليها والمهمة تفشل !.
قالت نهال بغيظ :
_ بص يا كريم ، أنت لو ذكي هتعرف تميل دماغها كويس أوي ، هي أي واحدة في الدنيا هتعوز أيه أكتر من شوية حنية واهتمام وكلمتين حلوين يوقعوا أجدعها ست ! .. لو مش قدها قولي ؟!.
رد كريم بعصبية :
_ لأ قدها وهثبتلك .. أما نشوف أخرتها.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
ودعت رقة شقيقتها شهد عند بوابة فيلا بيلا جود وقالت بتحذير :
_ قولي لأم بسنت وطمنيها عليا ، بس ما تقوليلهاش مكاني فين لتقع بكلمة كده ولا كده .. وأنا هتصل بيكم فيديو كل يوم وأطمنكم عليا ..
سألت شهد وقالت بضيق :
_ وهتفضلي قاعدة عند بيلا كده ؟ .. انا مش مطمنة ومش موافقة تقعدي هنا ؟!.
ردت رقة بحدة وقالت :
_ مؤقتا ، أنا مش هظهر دلوقتي خالص ، وعايزاكي توصلي لحازم رسالة ، أني مش هرجع البيت غير لما أخوه يطلقني .. بس ما تكلميهوش دلوقتي ، انا هكلمك وأقولك الوقت المناسب.
قالت شهد بقلق :
_ حازم لو عرف أني اعرف مكانك وساكتة هيهد الدنيا على دماغي!.
ابتسمت رقة وقالت بسخرية :
_ لا متخافيش مش هيقدر يعملك حاجة .. أخره كلمتين بشوية عصبية ، أنا مش راجعة يا شهد دلوقتي ، ويوم ما ارجع مش هرجع رقة اللي كان يعرفها .. المهم ماتبينيش لحازم حاجة وخليكي زي ما أنتي .. وأنا هعرف أشوفك من غير ما حد يعرف.
نظرت لها شهد بقلق واضطراب من الشراسة التي تلبست بشقيقتها وتظهر بكل لمحة فيها ..
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
وبعد عدة أيام …
كانت رقة بغرفة الخياطة والتفصيل الخاصة في أتيليه بيلا جود ، والتي لم تدخلها من قبل، وتفاجآت رقة أن الغرفة خالية تماما وسألت بيلا :
_ هما البنات اللي كانوا بيخيطوا مش هيجوا ؟!
ردت بيلا وهي تخفي قلقها وخوفها وقالت :
_ لأ أنا أخاف على نفسي حد يشوفك يروح يقول للباشمهندس أشهد أنك هنا ويجي يطربقها على دماغي .. خلينا في الأمان.
طمأنتها رقة وقالت بثقة :
_ أنا مش صغيرة يا بيلا ولا قاصر ، يعني أنتي فعلا في الأمان ، لا أنتي خطفاني ولا حبساني .. وبعدين أشهد مايقدرش يأذي أي حد تبعي .. ثقي فيا ما تقلقيش.
قالت بيلا بثقة :
_ أنا عارفة وبدأت أخمن اللي حصل … وعموما ده أفضل ليكي ، دي أوضة خاصة بالخياطة بتاعتي أنا ، لما أحب اعمل تصميم ومايعجبنيش شغل البنات باجي هنا وأعمله بإيدي .. يعني الأوضة دي محدش بيدخلها أصلًا وممنوع حد يدخلها كمان .. هديكي تصميم وهشوف هتعمليه زي ما كنت هعمله ولا لأ ..
وافقت رقة وأخذت التصميم من بيلا وفهمت ملاحظاتها عليه، ثم تركتها بيلا وقالت :
_ هجيلك وقت الغدا نتغدا مع بعض .. سلام.
وتركتها بيلا بمفردها ، ونظرت رقة للغرفة الواسعة بتمعن ، ولكن ما جمدها هي تلك النافذة الكبيرة الزجاجية ، التي كانت تطل على المبنى الراقي التي كانت ستعيش بداخله ذات يوم ،ورفعت عينيها لشرفة الشقة من بعيد بألم وعذاب كافحت لتدفنه بداخلها وكلماته القاسية التي سمعتها وشاهدتها بالفيديو تتردد داخل أذنها بصدى لا يرحل !.
ورفعت رقة بتلك اللحظة هاتف جوال برقم جديد قد أهدته لها بيلا واتصلت على رقم شقيقتها شهد وقالت دون الدخول بأي مناقشة :
_ شهد .. قولي لحازم الرسالة اللي قولتهالك !.
دهشت شهد وقالت بتوتر :
_ كنت بتمنى تغيري رأيك وتهدي ..
صممت رقة وقالت :
_ أعملي اللي بقولك عليه !.
ردت شهد بحيرة :
_ أشهد هيقلب الدنيا ومش هيوافق يا رقة !.
ابتسمت رقة بسخرية ومرارة ثم قالت :
_ عارفة .. خليه يدوق شوية ، وهتصل بيكي بكرا اعرف اللي حصل.
وانهت رقة المكالمة وهي لا زالت تنظر لشقة الطابق السادس من بعيد وهي تتوعد له أن تسقيه من العذاب كؤوسا ..
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
دخل حازم لمكتب شقيقه أشهد بالشركة دون استئذان من السكرتيرة .. حيث وجد أشهد تاركا ملفات كثيرة أمامه ويضع رأسه بين يديه في هم ثقيل والم مرسوم بعنف على محياه بعدما ظهرت دوائر سوداء حول عينيه من قلة النوم.
فقال حازم مباشرةً دون مقدمات :
_ رقة كلمت أختها يا أشهد ..
انتفض أشهد من مكانه وأسرع واقفا أمام حازم قائلا بلهفة قاتلة:
_ اتصلت بيها .. هي بخير ؟ … هي فين وأنا اروحلها دلوقتي حالا ؟
رد حازم بضيق شديد وقال بتردد :
_ رافضة ترجع بيتها قبل ما تطلقها … هي قالت كده ،مش هترجع غير لما تطلقها … ورافضة أي تواصل بينكم.
و…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كسرة وضمة وسكون)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى