رواية كرسي لا يتسع لسلطانك الفصل الثاني 2 بقلم مريم غريب
رواية كرسي لا يتسع لسلطانك البارت الثاني
رواية كرسي لا يتسع لسلطانك الجزء الثاني
رواية كرسي لا يتسع لسلطانك الحلقة الثانية
الفصل الثاني _ جاءت بالحب _ :
حين تلج من الباب المُفضي إلى المطبخ.. تزداد عجلة العمل الدائرة بالداخل إلى بدأبٍ مجنون.. بظهور المالكة التي كثيرًا ما تُشارك بإعداد الأطباق و الطبخات بنفسها ..
تباشر “رحمة” بتفحّص جميع الأطباق الجاهزة.. بينما يتناولها كبير الطهاة و يضعها على صواني التقديم قبل أن يحملها النُدُل و يختفون بها عبر الباب المزدوج المفضي لقاعة الطعام ..
تشير بيدها.. فتأتي إحدى المساعدات لتساعدها في ارتداء معطف الطهاة الأبيض.. و فورًا تتخذ “رحمة” مكانتها وراء الموقد و تشرع بتحضير بعض الأطباق الخاصّة بيديها ..
بالكاد قضت بعض الدقائق تعمل و تصيح ببعض التوجيهات و النصائح.. بدا العاملين لديها في حالة من الحبور و الاحتفاء لوجودها بينهم.. و كأنها لم تُشاركهم منذ مدةٍ طويلة ..
كانت تُنهي اللمسات الأخيرة لأول طبقٍ لديها.. حين جاءت مساعدتها و نبّهتها بحلول زائرٍ لها هنا بالمطبخ ..
استدارت “رحمة”.. لتراه من وراء أكتاف العاملين.. يقف هناك بجوار الباب ليفسح مجالًا لحركة المرور السريعة.. و في نفس الوقت يستمتع بمراقبتها عاقدًا ساعديه و راسمًا تلك البسمة غير المكتملة على شفاهه …
-إبراهيم !
رددت أسمه بهمسٍ.. فاكتملت ابتسامته و كأنه سمعها جيدًا ..
شملها بنظرةٍ فاحصة من أعلى لأسفل و العكس.. ثم استقرّت عيناه على وجهها من جديد.. حيث تمكنت من رؤية نظرة الغزل الصريح بعينه ..
قبل أن يغمز لها و يتسبّب بارتباكٍ كبير جعلها تكفّ يديها تمامًا عن المزيد من العمل …
**
-إيه إللي جابك يا إبراهيم ؟
ألقت “رحمة” سؤالها ما إن دخلت غرفة مكتبها بالطابق الثاني للمطعم ..
تبعها الأخير مغلقًا الباب ورائهما و هو يقول باسلوبه العابث :
-مش دي أهلًا.. وحشتني و لا قولتي أي كلمة من إللي كنت مستني أسمعها !!
تطلق “رحمة” تنهيدة و تلتفت ناحيته.. الآن يقفا قبالة بعضهما.. و لكن كالعادة في حضوره تشعر “رحمة” بأن الكون بأسره لا يمكن أن يتّسع لها.. فما بال غرفة مكتبها الفسيحة ذات الديكور الكلاسيكي و الطلاء الفاتح المُعزز لمساحته الواسعة ..
كل هذا لا يفلح ما دام هو هنا.. أمامها …
-إبراهيم ! .. نادت اسمه ثانيةً
فابتسم لها بدفءٍ :
-روحه !
تدير “رحمة” عينيها تغيّظًا منه.. فهو كالعادة يستخدم مهاراته للإيقاع بها و بسحره الخاص ..
يرتد بصرها إليه مجددًا.. و مرةً أخرى ينعقد لسانها.. لا يمكنها تجاهل شوقها الصارخ بأعماقها إليه ..
منذ متى لم تراه ؟
اثنان و ثلاثون يومًا.. أجل لقد قامت بإحصائهم فعلًا.. منذ قامت بطرده من مقر عملها الجديد و ليلة الافتتاح.. اندهشت لسرعة ذهابه.. لم يظل رغمًا عنها كعادته.. ما سبب لها الأرق و الكآبة لأيامٍ.. لكنها حاولت بشتّى الطرق أن تتأقلم ..
فلماذا ظهر الآن بحق الله !؟؟
-تعرفي إني بحسدك على القسوة إللي بقيتي فيها دي ؟
نظرت إليه واجمة.. لم ترد.. فقط تحدق فيه مليًّا ..
إنه قطعًا لم يعد نفس الشاب الذي عرفته منذ ثلاثة عشر عامًا.. لم يُعد ذاك الحارس الشخصي أو _ الجاسوس _ الذي عيّنه زوجها الراحل ليراقبها دون أن تشعر به و يزوّده بأخبارها أولًا بأول ..
لقد كانت صدمة شديدة الوقع عليها.. حين عادت إلى “لندن” برفقة صغيرتها.. زارها “إبراهيم” لأول مرة بالفرع القديم لمطعمها و عرّف عن نفسه ..
أخبرها القصة كاملةً.. بل و الأدهى صارحها بحقيقة مشاعره تجاهها.. ما قلب حياتها كلها رأسًا على عقب ..
في البادئ قامت بطرده و زجره بأشدّ العبارات قسوة.. لكنه لم يتوقف يومًا عن ملاحقتها.. و تدريجيًا لم تستطع “رحمة” مقاومة اهتمامه بها.. حمايته لها.. و جاذبيته الخاصّة التي لم ترى مثلها أبدًا …
-رحمة !
أجفلت عندما صار قريبًا منها فجأةً ..
لم يحاول لمسها بعد.. لكنه قريبٌ جدًا.. حتى إنها تشعر بحرارة جسده ..
إنه يذكرها مجددًا باختلاف الحجم بينهما.. و بأنه ضخمٌ بشكلٍ لا يُصدق.. و أيضًا يذكرها بوسامته الشرقية التي تذيب النساء فيه أينما راح و غدى ..
نظرت “رحمة” إلى عينيه البنيّتان مثل حبّات القهوة.. و شعره الداكن القصير.. و لاحظت لحيته التي ازدادت كثافة و كذا شاربه …
-لحد إمتى هاتفضلي بعيدة عني ؟
أقشعرّت لسؤاله الذي نطقه بهذه الطريقة المهلهلة و التي تُناقض مظهره البربري كليَّةً ..
حافظت على ثبات صوتها و صرامته و هي ترد عليه :
-احنا عمرنا ما كنا قريبين يا إبراهيم.. احنا اتفقنا من البداية نكون مجرد أصدقاء.
إبراهيم باستنكارٍ : لا و الله ! انتي بتضحكي على مين يا رحمة ؟ عليا و لا على نفسك ؟
انتي عارفة و متأكد إننا و لا لحظة كنا مجرد أصدقاء.. و مع ذلك فضلت طول الوقت بحترم رغبتك و كلامك عن بنتك و إنها أهم حد في حياتك و لازم تطمنّي عليها الأول و بعدين تفوقي لنفسك
مش بس كده يا رحمة.. ده أنا اتغابيت مرة و سمعت كلامك و روحت اتجوزت و خلّفت
بس حصل إيه بعد كده ؟
طلّقتها.. طلّقتها عشان مش شايف و لا قلبي قادر يحب غيرك.
تتنحنح “رحمة” لتجلي صوتها و تقول محاولة ألا تبدو متوترة :
-ده كلام فارغ.. انت ماحبتنيش.. إللي انت حاسه ده يمكن اعجاب لكن مش حب.. مش حب ..
و حاولت أن تمر من حوله.. لكنه منعها ممسكًا برسغها بقوة :
-أنا مش هاسيبك المرة دي يا رحمة !!
ازدردت ريقها بصعوبةٍ و هي ترنو إليه بعينين متّسعتين.. أحيانًا يُظهر جانب عنيف يذكرها بلمحات من الماضي تتمنّى نسيانها ..
يشعر “إبراهيم” باضطرابها و يرى الخوف بنظرتها.. فيخفف قبضته عليها.. لا يتركها تمامًا ..
يسحب نفسًا عميقًا و يمسح على وجهه.. كأنما يزيل أثر الحنق عن ملامح.. ليعاود التحديق فيها مرةًا أخرى و هو يقول بصوتٍ أهدأ :
-أنا و انتي عارفين كويس حقيقة مشاعرنا.. احنا لبعض يا رحمة و ماينفعش نكون لحد تاني
انتي اتجوزتي مرة و ماكنتيش سعيدة طول الوقت.. كنتي على الهامش و مش حاسة بالدنيا
و أنا كنت ماشي كده ماعنديش هدف.. كنت عايش لحظة بلحظة و مش بفكر في بكرة
لكن من يوم ما شوفتك و أنا حاسس إن بقى عندي هدف.. و لما جوزك مات و بقيتي لوحدك اتأكدت إن القدر جمعنا سوا.. دي مش صدفة يا رحمة.. صدقيني.. مش هاتعرفي تكملي منغيري.. و لا أنا كمان.. لازم نكون مع بعض
رحمة.. أرجوكي !
يتعقّد جبينها و هي تغمض عينيها الآن.. و تهمس بقلّة حيلة :
-أنا إللي أرجوك يا إبراهيم.. ماتصعبهاش عليا.. أنا عندي بنتي هي كل دنيتي
من يوم ما جت للدنيا و أنا عايشة و مستحملة كل حاجة عشانها ..
رد منفعلًا : طيب و هي فين دلوقتي يا رحمة ؟
أنا عرفت إنها رجعت مصر و سابتك.. بنتك بدأت تعيش حياتها
و بكرة ترتبط و تتجوز و تنساكي خالص.. تقدري تقوليلي هاتفضلي فانية حياتك عشانها لحد إمتى ؟
ردي عليا.. كل حاجة مهمة بالنسبة لك.. المطعم و شمس و أهل شمس.. إلا أنا
أنا مش في دماغك أصلًا يا رحمة !!!
و تركها بغتةً موليًا لها ظهره.. يمسك رأسه بكلتا يداه.. و كأنه على وشك الانفجار ..
يبقيا صامتين لبرهةٍ.. ثم تبادر “رحمة” بعد ترددٍ و تخطو تجاهه ..
تمد يدها إلى كتفه.. بالكاد تلمسه فتشعر بتشنجاته أسفل كفّها.. أفرجت عن نهدة عميقة و سمحت لضعفها بالخروج إلى العراء الآن.. لثقتها التامّة به :
-إبراهيم.. أنا بحبك !
يلتفت إليها بعد لحظاتٍ و يقول بصلابة :
-أنا عارف.. عارف يا رحمة.. و أنا كمان بحبك
بس الحب لوحده مش كفاية.. أنا عايزك.. عايز أتجوزك !!
إلتمعت عيناها بطبقة رقيقة من الدموع و هي تقول :
-أنا متقيّدة بشمس يا إبراهيم.. مش هقدر أعيش حياتي قبل ما أطمن عليها !
-شمس رجعت لأهلها يا رحمة.. انتي ماتعرفيش أخوها يبقى مين ؟
عثمان البحيري ده اسمه لوحده كفاية.. إزاي تقلقي عليها و هي معاه !؟
-أنا ماعرفوش.. عمري ما عرفت عنه حاجة غير إنه ابن جوزي الكبير و وريثه.. شمس رجعت مصر و راحت له من ورايا.. و أنا مش هاهدى قبل ما أطمن عليها ..
و أكملت بحزمٍ : أنا هسافر لها.. خلاص رتبت أموري على كده و حجزت التكت
بكرة الصبح هاكون في الإسكندرية.
اقترب “إبراهيم” خطوةً منها و قال بتصميمٍ لا يخصع للنقاش :
-يبقى رجلي على رجلك !
**
لا يمكنها القول إنها تشتاق لطقس مدينة الضباب.. حيث البرودة تسود الأجواء على مدار العام.. و لا يمكنها أن تنعم بيومٍ مثالي أسفل آشعة الشمس الدافئة دون أن تحول الغيوم دون ذلك ..
انبهرت كثيرًا بقصر عائلتها.. و لا زالت لم تقضي به سوى ليلةً واحدة.. ما إن بزغ الصباح حتى قامت بنشاطٍ و ارتدت لباس السباحة خاصتها.. و المكون من قطعتين “البيكيني” ..
أخذت منشفة و روب مجفف و نزلت إلى الحديقة الرئيسية على الفور.. حيث أكبر حوض سباحة رأته على الإطلاق.. أقبلت عليه بحماسةٍ حافية القدمين ..
تدور من حول حافته الرخامية بلون الزبد.. معجبة بتصميمه الفريد.. حيث يُدار إلكترونيًا للتحكم بدرجة حرارته و درجة صفاء الماء ..
خلعت “شمس” روبها و ألقته على كرسي قابل للطيّ.. لتظهر لثوانٍ بلباس السباحة قرمزي اللون.. قبل أن تقفز برشاقةٍ في الماء ..
لم تطفو رأسها إلا بعد نصف دقيقة تقريبًا.. و أخذت تسبح بظهرها بعرض الحوض مستمتعة بمنظر السماء الصافية فوقها.. و نسيم المدينة العليل.. مسقط رأسها.. بل و بيت أبيها ..
تكاد لا تُصدق ما تعيشه.. إنها أخيرًا هنا.. حيث تنتمي ..
تعيش بمنزل عائلتها.. و تعلن أسمها بكل اريحية و فخر.. “شمس البحيري”.. إنها “شمس”.. ابنة “يحيى البحيري”.. إنها فردًا من العائلة الآن …
-شــمـــــــــــــس !
انتبهت من فورها إلى صوت أخيها الهادر ..
شرئبت بعنقها لتراه يقف في شرفة جناحه.. متحفزًا.. بل و يبدو.. غاضبًا !
كأنما ينقل بصره بينها و بين شخصٌ آخر ..
تلفتت “شمس” حولها.. وقعت عيناها على شخصان.. رجل و امرأة.. بالتحديق إليهما تعرّفت “شمس” على ذات القوام “الكاريكاتيري” ..
أشرق وجهها بابتسامةٍ واسعة و هي ترفع ذراعها لتلوّح للأخيرة هاتفة :
-هـالـــة.. هـااااي !
**
صعدت “شمس” من حوض السباحة في الحال ما إن رأت ابنة عمها ..
مشيت صوبها و هي تعتصر شعرها الطويل بيديها.. بينما تتميّز “هالة” غضبًا من تلك التي استقطبت أنظار زوجها.. لكن كبريائها يمنعها من مجرد وكزه و تنبيه لإسرافه بالنظر إلى شابة شبه عارية …
-هالة صح ؟
تلقّت “هالة” سؤال الغريبة عابسة.. حتى جاءت “شمس” و وقفت أمام الزوجين مباشرةً مستطردة بذات الابتسامة الواسعة :
-انتي هالة بنت أنكل رفعت ؟
أومأت “هالة” مرةً واحدة و قالت بجمودٍ :
-أيوة أنا.. انتي بقى مين ؟؟
-أنا شمس ..
و استكملت ناظرة لرفيقها :
-بس ده أكيد مش صالح.. أيوة أنا عارف شكل صالح !
تململت “هالة” بتأففٍ قائلة بسلوكٍ عصبيّ :
-لأ ده مش صالح.. ده فادي جوزي !!
-شـمـــس !!!
تنتبه “شمس” للمرة الثانية إلى صوت أخيها ذي النبرات الغاضبة ..
لكنه اقرب الآن.. استدارت.. لتجده يجذ الخطى ناحيتها و قد إلتقط مئزرها في طريقه إليها ..
رباه !
إنه يبدو غاضبًا بالفعل.. لِمَ كل هذا الغضب لا تعرف !؟
-اتفضلي إلبسي حالًا !! .. قالها “عثمان” ما إن وصل إليها
أحاطها بالمئزر.. لترفع حاجبيها متمتمة :
-في إيه يا عثمان مـ آ ا ..
-أنا قلت حــالًا ! .. قاطعها بعنفٍ أجفلها بخوف :
-سـامعة ؟ إلبســـي !!!!
أطاعته من فورها و أدخلت ذراعيها بالمئزر.. بينما يواريها “عثمان” بجسده عن أعين “فادي” بالخصوص.. حتى أطمئن إلى إنها قد سترت جسدها ..
أطلق زفرة حادة و إلتفت ليلتقي بصهره.. و كما توقّع.. نفس التعبير التهكمي يجلل محيّاه …
-أهلًا يا فادي ! .. ألقى “عثمان” بصوتٍ أجش
ابتسم له “فادي” بتكلفٍ و قال :
-أهلًا بيك يابو النسب.. بس ماعرفتناش يعني على الهانم
مين دي يا باشا ؟ انت اتجوزت على أختي تاني و لا إيه !؟
حدجه “عثمان” بنظرة فاترة مطوّلة.. ثم قال بابتسامةٍ باردة :
-معلش يا فادي هاخيّب ظنّك فيا المرة دي كمان.. أقدم لك شمس ..
و أشار إلى الواقفة وراء ظهره بالكاد تُلاحظ من فوق كتفه :
-شمس يحيى البحيري.. أختي !
-أختك !!
نطقاها الزوجان.. “فادي” و “هالة” بصدمةٍ في صوتٍ واحد ..
بينما تتشبّث “شمس” بكتفيّ أخيها.. تستمد منه الحماية و الحب اللذان يبّثاهما لها دائمًا.. و بدون شروطٍ …
**
اليوم ..
اليوم فرصتها الأخيرة.. و نهاية المُهلة التي منحها إيّاها زوجها لتُهيئ نفسها لأجله !!
إنه يتوقّع منها أن تكون مُطيعة الليلة.. و لم يكن يمزح بل و قد برّ بوعده و لم يعترضها لمدة يومان.. إذن فعليها هي أن تبرّ بوعدها الليلة ..
و لكنها حقيقةً لم تعده بشيء.. هو الذي قرر من تلقائه.. و ما زالت غير جاهزة لتلك الخطوة ..
فأين المفرّ منه !؟؟
أطلقت “سمر” من صدرها زفيرًا ساخنًا و ألقت نظرة أخيرة على نفسها بالمرآة.. لقد أعادت ضبط حجابها الأبيض و أغلقت سترة ثوبها الأصفر بزهوٍ يُبهج النظر.. انتعلت حذاءٍ مكشوف ..
ثم خرجت من الجناح.. كانت خطتها أن تطوف على غرف الصغار لتتفقّدهم.. إلا إن منظر شقيقتها و هي تجر حقيبة سفر كبيرة عبر الرواق المؤدي للمصعد قد استوقفها …
-مـلك !
توقفت “ملك” عن السير حين سمعت نداء أختها ..
وصلت إليها سائلة على الفور :
-رايحة على فين و إيه إللي في إيدك ده !؟
تطلّعت الفتاة إلى شقيقتها بنظراتٍ خاوية.. و قالت بآلية :
-ماشية.. مسافرة مع فادي !
أُخذت “سمر” بالخبر و عقّبت :
-مسافرة مع فادي ؟ .. طيب إزاي منغير ما أعرف ؟
انتي إللي عايزة تسافري و لا هو صمم ياخدك !؟؟
هزت “ملك” رأسها :
-أنا إللي عايزة أسافر.. فادي وحشني
و انا من زمان نفسي أسافر و أغيّر جو.. أشوف بلد و ناس جديدة !
رفرفرت “سمر” بأجفانها مرارًا.. في محاولة للاستيعاب.. إنها بالكاد تعرّفت إلى شقيقتها ..
بسبب فقدان الذاكرة اللعين.. لا يمكنها استشفاف الحقيقة.. و لا يوجد أمامها إلا أن تقرّ بعجزها ..
تلك الواقفة أمامها حقيقةً تكون اختها.. لكنها لا تتذكرها هكذا.. و لا تعلم عنها أيّ شيء.. فهل تلومها لو أرادت الرحيل ؟
إنها لا تحس ناحيتها بأيّ عاطفة.. و هذا شعورٌ محبط.. يبعث على كآبةٍ مُميتة …
-لو ده إللي هايّريحك.. مش هاقف في طريقك !
منحتها “ملك” ابتسامة باهتة و هي تقول :
-شكرًا يا سمر.. شكرًا على كل حاجة عملتيها عشاني زمان.. و دلوقتي !!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كرسي لا يتسع لسلطانك)