روايات

رواية كبرياء صعيدي الفصل التاسع عشر 19 بقلم نور زيزو

رواية كبرياء صعيدي الفصل التاسع عشر 19 بقلم نور زيزو

رواية كبرياء صعيدي الجزء التاسع عشر

رواية كبرياء صعيدي البارت التاسع عشر

كبرياء صعيدي
كبرياء صعيدي

رواية كبرياء صعيدي الحلقة التاسعة عشر

الفصل التـــاســع عشــر ( 19 ) بعنــــــــــوان ” قلوب كالحِمم البركانية”
مسك “ناجي” يد زوجته قبل أن تغادر المنزل غاضبة وقال بضيق:-
-أجعدي بجي خلينا نحسبها بالعجل
ربتت على كتفه بضيق شديد وهى تقول بحدة صارمة:-
-خليك أنت سا يبع الرجالة جاعد، أنا طالعة على المركز وهبلغ عن عيسي هو فاكر نفسه أي محدش جادر يجف جصاده ولا أيه؟
خرج “خالد” من الغرفة غاضبًا بعد محاولات كثيرة فى الأتصال بـ “رؤية” وهكذا “نصر” المُختفي من الصباح، تأفف بضيق ثم قال:-
-أستن يا خضرة لما نصر يرد عليا وهنشوف حل للمصيبة دي
ضحكت “خضرة” بسخرية على حالها وصرخت بغضب بهما وعينيها تتجول بين زوجها وابنها:-
-حسرة عليكم يا عائلة الدسوقي، خاطف بنتي والتانية معرفش عنها حاجة غير لما تحن عليا وتيجي تورينى وشها بعد ما جوزها يمن علينا ويسمح والرجالة، يا خبيتي على رجالتي ثلاثة رجالة مستخبين فى البيت كيف الولاية من عيسي، بذمتكم أنتوا رجالة أنتوا
لطم “ناجي” وجهها بقوة غيظًا من حديثها الحاد لتقول بضيق:-
-والله لأوريك الولية دى بتعمل أي وميبجاش شعري دا على مَرة لو ما سففت عيسي الدسوقي التراب وكسرته وجهرته كيف ما جهرني على عيالي وكيف ما دمر لي حياتي ، ما تبص ليا يا ناجي بيه يا بن الحسب والنسب أنا خضرة هانم اللى كنت ست السرايا الكبيرة كان أخر همي وغُلبي أن هدي سلفتي مدلعة شوية عني لكن كلمتي كالسيف عندي خدم والفلوس كيف الرز تحت رجلي، دلوجت كل شهر أروح أبيع حتة من صيغتي عشان أكفي مصاريف أكلي، نص دهبي أتباع عشان أطلعك أنت وسبع البرومة أخوك من السجن يا خالد بيه، وبنتي أبوك رماها لرجل أكبر منه عشانكم ودلوقت جاي بعد ما خاطفها تقولي ….
أسكتها “ناجي” حين غادر المكان غاضبًا فأبتلعت الكلمات فى باطنها ونظرت إلى “خالد” بازدراء من بروده خصيصًا بعد أن علم بخطف أخته من قبل “عيسي”، فخرجت من المنزل بضيق وبداخلها نيران الغضب وبدأت أفكارها الشيطانية تستحوذ علي عقلها فى الإنتقام من “عيسي” وعائلته…
_______________________
نظر “عيسي” إلى الساعة فى معظمه أثناء جلوسه فى السيارة أمام بوابة السيارة مُنتظر زوجته وقد تأخرت عن الموعد المحدد مع طبيبها، قاطع شروده حين صعدت “عطر” إلى السيارة وأغلقت الباب بقوة ووجهها عابس بغضب كامن بداخلها،
نظر إلى زوجته بأندهاش من غضبها فأنطلق بسيارته ببطء وهو يقول:-
-الجميل ماله؟ مين زعلك؟
تأففت “عطر” بغضب قبل أن تنفجر فى وجهه كالقنبلة حين قالت:-
-أنت مين؟ أنت عيسي الراجل الحنين الطيب ولا اللى الناس بتتكلم عنه وعن قساوته
تنحنح “عيسي” بهدوء تام حتى لا يفقدها أعصابها أكثر وقال:-
-عبدالجواد جالي اللى حصل الصبح
أعتدلت فى جلستها وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها وقالت بخنق شديد:-
-والله عال كمان ممشي معايا واحد ينقلك أخباري
-أولاً يا عطر أنا مممشيش وياك حد ولا عاوز أعرف أخبارك من حد مع أن دا حجي حتى لو عملت أكدة فأنتِ مرتي وطبيعي اخاف عليكي وأحميكي بس أنا مبعملش أكدة ومديكي حريتك كاملة 24 جيراط، ولوعبدالجواد جالي فهو جالي لأنك كسرتي كلمتي وأمري ومع ذلك أنا عديت ومثورتش عليكي يا بنت الناس، لو حد غيرك كان عصى أمري ولا خالفه كنت جطع رجبته فيها لكن عشان أنتِ أنا عديت وكبرت دماغي مش لأني ضعيف جصادك …
أوقف سيارته جانبًا على الطريق وألتف ينظر إليها وتابع حديثه بجدي وحزم:-
-لا يا عطر، أنا مهما كنت بحبك ومهما كانت درجة غلاوتك وحبك فى جلبي، عمرى ما هكون ضعيف جصادك، أنا عديت وكبرت دماغي يا ست الحُسن عشان معاوزش أفتح باب الزعل بينتنا وإحنا لسه جافلينه الصبح ومعاوزش اتحرم من ضمتك فى صدري بعد ما ضمتك الصبح لصدري، معاوزش أتحرم منك ولا أزعلك لأن يعز عليا زعلك ولا أشوفك مضايجة ومكشرة، عشان بحبك وجلبي بيوجعني لما ضحكتك بتتسرج من وشك
تنحنحت بخجل من كلماته وحديثه عن معزتها ومكانتها فى قلبه، أخذ يدها فى راحة يده وقال بعفوية:-
-أنا مهكسرلكيش كلمة جصاد الخلج وههملها تفتح دكانها وتشوف أكل عيشها رغم إهانتها ليكي وليا، بس فى المجابل تكون أخر مرة يا عطر، أخر مرة تكسري كلمتي جصاد الخلج اللى أنا كبيرهم
كادت أن تتحدث بحرج من فعلها وتمتمت بأرتباك:-
-عيسي أنا مكنش قصدي …
قبل يدها بحنان يقاطع حديثها وقال:-
-بجصدك أو لا، مرة وأنا عديتها لكن متكررش يا عطر، أوي تصغري كلمتي جصاد أى حد من الخلج، لو معجبكيش حاجة تعالي وجوليلي بيني وبينك يا ست البنات وأنا مهردكيش لكن تصغريني جصاد الناس وأنا كبيرهم أزعل يا عطر
أومأت إليه بنعم ليبتسم وعاد يكمل قيادته حتى وصله إلى عيادة الطبيب وبعد أن فحصها ورأت جنينها على الشاشة كانت فى غاية السعادة وطمئنهم الطبيب على صحتها هى والطفل، غادروا معًا …
___________________________
تسللت رجال “حامد” إلى المخزن الموجود به “خديجة” وقال أحدهم إلى “عز”:-
-هو دا المكان يا عز بيه أنا شوفته لما جه هنا الصبح
أشار “عز” لرجاله بالهجوم على المكان، وبدأ أطلق النار المتبادل بين “منصور” ورجاله ورجال “حامد” حتى سقط ثلاث رجال من بينهم “منصور” قتلة وأستسلم البقية ليدخل “عز” للمكان ويفك قيد “خديجة” وهى تنتفس الصعداء بأريحية وخرجت معهم وهى لا تصدق أنها على قيد الحياة وقد تحررت من أسر “عيسي” قبل أن يقتلها …..
__________________________
قبضت “خضرة” ثمن بيع المنزل ما يعادل أكثر من 15 مليون جنيه وأشترت منزل أخر بسيط وأصغر حجمًا بقيمة 3 مليون جنيه بعد التشطيب، تحدث “ناجي” بضيق شديد قائلًا:-
-بتتصرفي من دماغك أياك
تحدثت “خضرة” ببرود شديد وقالت:-
-وأرجعلك يا ولد السرايات، أنا بعت كل ما أملك عليك وعلى عيالك وبصراحة كدة جرفت منك ومبجتيش طايجة سيرتك … طلجني يا ناجي
أتسعت عينيه بصدمة ألجمته من جراءة زوجته التى تشبثت بيه رغم معاشرته للنساء وسُكره وأعماله الغير مشروعة أم الآن هى من تتجرأ على طلب الأنفصال عنه فقال بسخرية:-
-أيوة أكدة باني على حجيجتك، كنتي راضية بيا عشان الفلوس
-طلجني، بدل ما أخلعك يا سُكري يا بتاع النسوان
قالتها بغضب سافر منه ليرفع حاجبه من الغيظ وقال ببرود وهو لا يبالي بأمرها:-
-أنتِ طالجة فاكرني هموت عليكي ولا أيه… طالج يا خضرة
غادر المكان لتبتسم بأريحية ونظرت للمنزل بنظرة شر وقالت:-
-فايدة.. بت يا فايدة
جاءت إليها “فايدة” بذعر تقول:-
-أمرك يا ست الكل
-هبعتك مشوار أكدة ولو عملتي صُح يبجالك عندي حلاوة كبيرة جوي
قالتها “خضرة” بمكر شيطانية فتبسمت “فايدة” بسعادة وقالت بحماس:-
-عيني ليكي يا ست الناس
-بكرة الصبح من طالعة النهار تجيبلي كام ست أكدة يكونوا جتة وفيهم عافية وميكونش من البلد عايزاهم أغراب يا فايدة… فاهمة يعنى أيه أغراب
أومأت إليها بنعم لتبتسم “خضرة” بمكر ثم قالت:-
-أنا طالعة أرجع تكوني رتبتي البيت ونضفتيه زين، وتعمليلي ثلاثة أزواج حمام بالفريك أتعشي بيهم
أومأت إليها بنعم، صعدت “خضرة” للأعلي وأرتدت عباءة أستقبال نسائي زرقاء اللون على شكل فراشة بأساور من اللؤلؤ حول المعصم وهكذا الصدر وأرتدت كعب عالي بعد أن صففت شعرها الأسود المموج على ظهرها ووضعت حجاب صغير فوق رأسها وخرجت من غرفتها لتستقبلها “فايدة” بالمبخرة وبدأت تتحدث بحماس:-
-يكفيكي شر العين يا ستي ……..
______________________
خرجت “خديجة” من المرحاض بعد أن أخذت حمام دافئ مما حدث وهدأت من نوبة القلق لتفزع حين رأت “كارما” جالسة فى غرفتها وقالت بقلق:-
-أنتِ مين؟
وقفت “كارما” من مكانها والتفت حول “خديجة” بأشمئزاز وكبرياء لتقول ببرود شديد:-
-أنتِ بقي خديجة
-ايوة يا برنسيسة وأنتِ مين ياختي؟
قالتها “خديجة” بضيق من كبرياء هذه الفتاة لتقول “كارما” ببرود شديد وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها وقالت:-
-كارما بنت جوزك، والله المفروض أقولك ي مرات أبويا .. بس تعرفي بابا ذوقه بقي معفن لما كبر يلا راجل كبير وخرف شكله … أمك تحت مستنياكي، ألبسي وأنزلي لها دا لو عندك هدوم
غادرت الغرفة ببرود بعد أن أصابت “خديجة” بالغضب والضيق وقد نجحت فى إهانتها، كزت “خديجة” على أسنانها غيظًا من هذه الفتاة رغم صدمته من أنه يمتلك فتاة بعمرها أو تصغرها بعامين فقط…
فى الأسفل فتحت “خضرة” حقيبتها أمام “حامد” فدُهش من المال الموجود بداخلها ليقول:-
-أي دا؟
-دول 8 مليون جنيه، تمن البضاعة اللى ناجي كان عايز يشيلها مجابل ما جتلت أبوه
قالتها بثقة بعد أن وضعت قدم على الأخرى فأتسعت عيني “حامد” على مصراعيها من معرفتها بكل شيء، تحدث بثقة وغرور:-
-وناجي بجي اللى جالك ولا عرفتي لوحدك
ضحكت “خضرة” بسخرية على زوجها لتقول:-
-ناجي لو كان ذكي كفاية مكنش أبوه ركنه على الرف ولا كان أعتمد على فؤاد فى كل حاجة ولا ساب ماله كله لعيسي الدسوقي، ناجي راجل خمورجي ميعرفش غير الخمر والحشيش والنسوان، كان بيجعجع كيف البهيمة بفلوس أبوه وهو بيحاول يثبت أنه حاجة وهو بوج على الفاضي
أومأ “حامد” إليها بنعم ثم قال:-
-فعلًا… وجابلالي الفلوس دى ليه دلوجت؟
أرتشفت القليل من فنجان قهوتها ثم قالت بهدوء:-
-أنا هأخد نص البضاعة وبنفس السعر اللى اتفجت عليه وي ناجي يعنى يعتبر أنا دافعة الضعف فى البضاعة اللى مركونة عندك على الرف لأن حامد معهوش اللى يدفع بس هنزود حاجة صغيرة عليها
صمت وهو يحدق بوجهها مُنتظر بقية الصفقة التى تريدها لتنظر حولها بحرص ثم همست إليه بلطف وقالت:-
-نص البضاعة وعليهم رأس ناجي
عاد بظهره للخلف من هول الصدمة وهى جاءت إليه تطلب منه رأس زوجها وهو أول شخص طاله نار أنتقامها فتبسم بإعجاب شديد من دماغ هذه المرأة وشعر كأنه يجلس أمام أبليس فى هيئة امرأة جميلة، تابعت حديثها بغرور من رؤيتها للصدمة فى معالم وجهه قائلة:-
-أنا بدفع مجدم وكاش يا حامد بيه مش زى ناس
أومأ إليها بنعم وأغلق الحقيبة جيدًا وأعطاها إلى “عز” قبل أن تنزل “خديجة” وترى هذا المال وتبدأ تساؤلاتها، وقفت “خضرة” من محلها لكى تغادر فقال “حامد” بهدوء:-
-على فين يا خضرة هانم مهتشوفش بتك؟
تبسمت بلا مبالاة وقالت ببرود شديد:-
-بعدين يا حامد بيه، أكيد هى بخير طول ما فى ظهرها راجل كيفك… بالعواف
غادرت قبل أن ترى ابنتها أو تلمح طيفها، ترجلت “خديجة” من الأعلى ولم تجد أثر إلى والدتها فسألت بهدوء:-
-أمال فين أمى؟
-مشيت
قالها “حامد” وهو يدخل المكتب خلف “عز” مما أدهش “خديجة” وصدم عقلها كيف تغادر قبل أن تطمئن على ابنتها؟ اى جبروت تملكه فى قلبها حتى تعامل أبنتها بهذا الجحود؟ دمعت عينيها بحسرة وخذلان من والدتها وعائلتها التى لم تبالي بها ولما يهتم أحد بها …..
_________________________
غادر “عيسى” غرفته فجرًا بهدوء وكان الجميع نيام لكن أستوقفه صوت “عطر” تناديه قائلة:-
-عيسي .. أنت رايح فين؟
ألتف ليراها تقف على الدرج خلفه مُرتدية قميص نومها البنفسجي الطويل من الحرير وفوقه روبها الحرير تربط رباطه حول خصرها وشعرها مسدول على الجانبين بعفوي، أقترب منها بهدوء وهو يقول:-
-هصلي الفجر فى الجامع يا حبيبتى، أطلعي نامي أنتِ
أومأت إليه بنعم ثم قالت بقلق:-
-ماشي متتاخرش أنا هستناك لحد ما ترجع
صمت قليلًا ثم أخذ وجهها بين كفيه وقال:-
-متتعبيش نفسك، نامي وأرتاحي أنتِ ي حبيبتي، وبعدين يا بت جولتلك متطلعيش من أوضتك بالخلجات دي
أومأت إليه بنعم فوضع قبلة على جبينها لتبتسم بعفوية إليه وغادر المكان، صعد “عيسي” بسيارته ومعه “مصطفي” فى مقعد السائق ليقول:-
-هم يا مصطفي معاوزنيش نعوج، عايز نرجع جبل طلوع الشمس
أومأ إليه بنعم وأنطلق “مصطفي” بسيارته وأتجه فى طريق وعور وصعد مع “عيسي” للجبل وبين المطاريد المُنتشرين فى كل مكان لتأمين المكان حتى لا يصعد غريب إلى وكرهم، أستقبل رئيسهم “عيسي” بترحيب ثم دلف وهو يقول:-
-العشاء يا ولد
-لا مفيش لزوم، أنا هعاود بسرعة معنديش وجت
قالها “عيسي” بجدية ثم نظر حوله وهو يقول:-
-هم فين؟
أخذه الرجل إلى مكان فى قلب الجبل ليجد “نصر” معلق مثل الذبيحة من ذراعيه وبجواره رجلين أخرين فضحك “عيسي” بسخرية عليهم وقال:-
-شوفتوا جبتكم كيف البهايم أزاى؟
أقترب من أحد الرجال ورفع رأسه نبوته بأستنكار وقال:-
-فاكر أنا جولتلك ايه؟ لما غدر بيا ورفعت يدك عليا؟ جولتلك أجتلنى لأن لو هملتني حي وبتنفس أنا اللى هجتلك مصدجتنيش .. أديني جبتكم كيف البهيمةاأنتوا واللى حرضكم وعلجتكم جصادي كيف الدبايح اللى عايز تتسلخ
نظر الرجلين إلى “نصر” الذي دفع لهم للهجوم على “عيسي” وكانوا يلعنون اللحظة التى وافقوا فيها على الظهور فى طريق “عيسي الدسوقي”، نظر “عيسى” إلى “نصر” ومسك فك وجهه وهو يقول بغضب مكتوم بداخله:-
-حظك يابن خضرة تطلع من السجن عشان تجضي الباجي من عمرك فى الجبل تحت رحمتي.. مش كنت تجبل بسجن الحكومة أرحم من سجن عيسي الدسوقي
لم يقوى “نصر” على التفوه بكلمة من كمية الضرب المبرح التى تعرض لها فكان كالجثة الهامدة يتنفس بصعوبة والدماء مجمدة على جسده ولم يبقي فى وجهه أنش واحدة بلا جرح، ولج “مصطفي” مذعور كالمجنون وهو يقول بخوف:-
-عيسي بيه؟ مصيبة
ألتف “عيسي” إليه بقلق فقال “مصطفي” بذعر:-
-منصور ورجالته أتجتلوا…
____________________________
فى الصباح الباكر كانت “فيروزة” جالسة مع “عطر” ومعهم “حِنة” و”هدى” على السفرة، تحدثت “فيروزة” بهدوء قائلة:-
-كلي يا عطر، أنا محطتيش حاجة فى تمك وبتلعبي بالوكل بس
-قلقانة على عيسي يا فيروزة
قالتها “عطر” بقلق شديد مُنذ أن غادر ليلًا لصلاة الفجر ولم يعود للبيت، ربتت “هدي” على يدها بأريحية وقالت:-
-متخافيش يابنيتي على عيسي بيه ولدي، ولدي ميتخافش عليه
ضحكت “فيروزة” وهى تقول بحماس:-
-أيوة دا يتخاف منه، والله معرفش كيف أنتِ مبتخافيش منيه
ضحكت “عطر” بعفوية على حديثها وقبل أن تتحدث تكمل المداعبة ولج “عيسي” من الباب وصعد إلى الأعلي فورًا، وقفت “عطر” من مكانها وصعدت خلفه بقلق لكي تطمئن عليه فقالت بغضب من تأخيره:-
-كدة يا عيسي تجلجني عليك
ألتف إليها ببرود شديد وكان مهمومًا وحزينًا جدًا لما حدث فى “منصور” ورجاله، جلس على حافة الفراش لتقترب “عطر” منه بقلق شديد من صمته ووقفت أمامه تنظر فى وجهه وسألت:-
-ما لك يا حبيبي؟
جذبها من خصرها أكثر ليدفن رأسه فى خصرها وطوقها بذراعيها، دُهشت من فعلت وسمعته بهمس إليها بهدوء:-
-خليكي أكدة يا عطر، خليكي جاري
لفت ذراعيها حول رأسه وتمسح عليها بدلال ودفء، ظل مُتشبثًا بخصرها ورأسه تستكين على بطنها وطفلها الموجود فى رحمها يشعر بقرب والده مثلها ثمامًا…….
________________________
تحدثت “خضرة” بنبرة مُرعبة تكمن بداخلها حِمم بركانية:-
-فهمتي يا ست، أنا عايزها جنازة، مترجعليش غير وأنتِ جايبة اللى بطنها ، تجبيلي دمها ودم اللى بطنها
اومأت السيدة لها بنعم لتلقي “خضرة” حزم من المال فى وجه السيدة، تحدثت “فايدة” قائلة:-
-يلا يا ست… مش خدت فلوسك يلا هوينا من أهنا……
غادرت السيدة لتغلق “فايدة” الباب وعادت إلى “خضرة” لتراها شاردة وتُتمتم بغضب دون وعي:-
-عيسي الدسوقي مش لازم يخلف… مش لازم يبجى له نسل أبدًا… مش هيحصل أبدًا على جتتي يطلعلك جدر يا عيسي

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كبرياء صعيدي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى