روايات

رواية كانسر الفصل الأول 1 بقلم إيمان شلبي

رواية كانسر الفصل الأول 1 بقلم إيمان شلبي

رواية كانسر الجزء الأول

رواية كانسر البارت الأول

رواية كانسر الحلقة الأولى

-ممكن افهم انتي مش بتردي عليا ليه!
قالها “ثائر” خطيبي وهو بيصرخ في الفون بكل قوته لدرجه خوفتني وخلتني اتنفض من مكاني
-ا انا
-انتي ايه يا تمارا ،انا عملت ايه عشان تبعدي عني بالشكل ده ،لو زعلتك قوليلي وانا مستعد اصلح غلطي ،لو عملت اي حاجه مكنتش قاصدها عرفيني بس متسبنيش في الحيره ديه و….
قاطعته وانا بضغط بأيدي علي قلبي المنهار حرفياً
-ثائر انا مش عايزه اكمل
سكت لحظه
وكان استنتاجي لسكوته أنه في محاوله لفهم الجمله اللي قولتها بكل قسو*ه وبرود وكأني انسانه متبلده المشاعر !
-ا انتي قولتي ايه ؟
-قولت مش عايزه اكمل يا ثائر
لو سمحت تعالي خد شبكتك وكل واحد يروح لحاله
وربنا يرزقني ويرزقك بالاحسن مني ومنك
– ط طب ليه؟!
نبره صوته كانت مهزوزه ومكسوره وهو بيسألني “ليه”
اخدت نفس عميق وانا بحاول اكبت دموعي لكن للاسف مقدرتش وخرجت حروفي مُبعثره ومش مفهومه:
-ك كده وخلاص ك كده عشان ع عشان مش عايزه ه هو عشان ،بص يا ثائر انت تستاهل حد احسن مني و و….
صرخ بجنون
-كده ايه هو ايه اللي كده ايه اللي صدر مني عشان تقرري تنهي كل حاجه كانت ما بينا في لمح البصر وكأنه مكانش موجود من الأساس !!!
بعدت الفون عني وحطيته في المخده وانا بش*هق ش*هقه قويه وبحط ايدي علي قلبي
بعدها اخدت نفس طويل وانا برد بثبات مُزيف :
-احب احتفظ بأسبابي لنفسي ارجوك” يا ثائر “تعالي خد شبكتك من بابا وخلينا نخلص من الموضوع ده
-نخلص!
-ثائر انا عايزاك تسامحني و وتقدر أن كل واحد فينا بتحصله ظروف بتمنعه أنه يكمل مع شخص و….
قاطعني بسخريه:
-اسامحك؟!!
انتي مستوعبه انتي بتطلبي مني ايه ،ط طب وقلبي اللي بيحبك اعمل فيه ايه طب ،مشاعرنا ،وعودنا ،احلامنا اللي كُنا بنرسمها سوا
كل ده اتبخر في لمح البصر
ازاى كل ده ينتهي كده من غير اي مقدمات
ازاي بعد ما اطير لسابع سما توقعيني علي جدور رقبتي
ا ازاي طلعتي بالقسوه ديه يا تمارا
ازاي قلبك قدر يق*سي علي قلبي اللي مقدملهوش غير حُب وثقه
ازاي قدرتي تقس*ي عليا بعد ما قدمتلك قلبي وانا واثق ومتأكد انك عمرك ما هتأذيه!
قفلت في وشه وانا في حاله انهيار
مكنتش قادره اسمع حرف زياده منه!
قراري اني ابعد عنه علي قد ما هو مؤ*ذي لقلبي ونفسيتي إلا أني مكانش قدامي غيره
اول ما عرفت من الدكتور أني عندي “كانسر” وفي مرحله متأخره
الدنيا اسودت في وشي
حسيت نفسي في متاهه حقيقيه
مشيت من عنده وانا مش عارف اروح لمين اقوله
ماما وبابا ،ثائر اقرب حد ليا ،صاحبتي الانتيم ؟!
عارفه ومتأكده أن اي حد منهم هين*هار نفسياً وحياته هتقف
هفضل طول الوقت متحاوطه بنظرات خوف ،قلق ،وداع
قعدت علي كُرسي الترام وانا براقب الشوارع ودموعي علي خدي
وكأني بملي عيني منها عشان أودعها وللأبد!
اكتر كلمه بكرهها في حياتي كلمه الوداع
وداع بين شخصين ،وداع احباب ،وداع حد مسافر ،وداع احلام ،وداع ميت لآخر مره ،وداع مريض لأقرب الناس لقلبه في انتظار موته في اي لحظه
كلمه وداع بالنسبالي “شبح ” بيطاردني طول حياتي
مره لما ودعت صاحبتي في ك*فنها لآخر مره
مره تانيه لما ودعت اختي اللي سافرت مع جوزها ومن وقتها مرجعتش
مره لما ودعت حلمي في اني ادخل كليه الطب ودخلت “أداب أعلام” !
وداع ،وداع ،وداع
عيشت حياتي بودع احباب واحلام وآن الأوان أن هما اللي يودعوني وللأبد
روحت البيت واول ما وصلت ماما اتخانقت معايا لاني مكنتش برد علي الفون
اعتذرتلها بهدوء عكس طبيعتي ودخلت اوضتي اترميت علي السرير وفضلت اعيط بصوت مكتوم
ثائر رن عليا للمره اللي معرفش عددها كام لحد دلوقتي وفي النهايه مردتش علي اتصالاته وانا جوايا مقرره اني ابعد حفاظاً علي قلبه ونفسيته وهو في انتظار أنه يودعني في اي لحظه
فات يوم ورا الثاني ورا الثالث وانا بحاول بقدر الامكان أبان علي طبيعتي وخاصه قدام ماما وبابا عشان محدش يشك في حاجه
-انتي مش بتردي علي ثائر بقالك تلت ايام ليه انتوا متخانقين؟!
قالتها ماما بشك واحنا قاعدين بناكل علي السفره
بلعت اللقمه اللي كانت في بوقي بصعوبه وانا بسيب المعلقه وبرد بنبره مهزوزه
-ل لا عادي مش متخانقين ولا حاجه ا انا بس مشغوله الايام ديه عشان الامتحانات وكده فمش باخد بالي من الفون
قفلت عينيها نص قفله وهي بترفع حاجبها الشمال :
-يعني انتي عايزه تقنعيني انك بتذاكري ٢٤ ساعه ؟؟
في ايه ياتمارا حصل حاجه ما بينك انتي وهو ومش عايزه تقوليلي
هزيت راسي بنفي:
-لا والله لا ا انا هكلمه دلوقتي اهو عن اذنك
قولت كلامي ودخلت اوضتي وانا مقرره أكلمه وانهي الموضوع وبالفعل حصل
انتهي الموضوع وقلبي وانا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-صحيح الكلام اللي بيقوله ثائر ده يا تمارا !
بلعت ريقي وانا بمسح دموعي بسرعه وببص لماما اللي اقتحمت اوضتي فجأه
اتعدلت في قعدتي ورديت بصوت مبحوح :
-كلام ايه
قربت مني وقعدت علي طرف السرير :
-انتي فعلا قولتيله انك مش عايزه تكملي وطلبتي منه يجي ياخد شبكته!
اخدت نفس عميق وانا ببص قدامي وبرد بهدوء :
-اه
خبط*ت علي ص*درها وهي بتشهق
-هو ايه اللي اه كتك اوووه
انتي اتج$$ننتي يابت ازاي تاخدي قرار زي ده من غير ما ترجعيلنا ؟؟
اييييه هي سايبه ولا سايبه
معندكيش رجاله ولا ايه
عيوني لمعت بالدموع وانا برد عليها بخوف :
-علي فكره انتي فاهمه غلط انا والله العظيم كنت هقولك
ردت بسخريه:
-كنتي هتقوليلي لا كتر الف خيرك
مسكتني من دراعي وهي بتهزني بعصبيه :
-كنتي هتقوليلي بعد ايه ياختي ما الراجل قاعد برا مع أبوكي بيقوله انا جاي اخد شبكتي زي ما تمارا طلبت مني!
ابوكي قاعد برا مش فاهم حاجه خلتينا في نص هدومنا واحنا قاعدين قدام الراجل وبنسأله ايه اللي حصل ؟!
غمضت عيني بوجع وانا بحاول اشيل ايديها من علي دراعي
-ماما ارجوكي ابعدي ايدك بتوج*عيني
غرزت ظوافرها في دراعي وهي بتهزني اكتر وبتجز علي أسنانها
-انطقي ايه اللي حصل عايزه تسيبي ثائر ليه
بلعت ريقي بصعوبه والصداع بدأ يقتحمني بشر*اسه …
-ع عشان ع عشان انا مش بحبه مش متخيله حياتي معاه مش هو ده الشخص اللي كنت طول عمري بتمناه ولا هو ده الشخص اللي انا شيفاه اب لعيالي انا مش عايزاه ياماما مش بحبه ارجوكي افهميني ليه اكمل مع واحد قلبي مش بيحبه واعيش طول العمر مش مبسوطه!
سابت دراعي بصدمه وذهول وهي بتقعد مره تانيه علي طرف السرير
-مش بتحبيه ؟!
ازاي يعني مش بتحبيه ،انتي مستوعبه كلامك و ولا بتضحكي عليا ولا ايه
ازاي مش بتحبيه اومال مين اللي كانت بتعيط ليل مع نهار وتصلي وتدعي عشان ابوها يوافق علي الخطوبه
مين اللي كانت لما تشوفه تطير من الفرحه ،اومال مين اللى من اسبوع واحد بس لسه كانت بتقولي انا عمري في حياتي ما حبيت ولا هحب حد زي ثائر انا لو بعدت عنه ثانيه ممكن اموت !!!!
صرخت فيا فجأه وهي بتبصلي بعيون حمراء:
-انتي عايزه تجنن*يني ازاي مش بتحبيه
حطيت وشي بين ايديا وانا بعيط بحرقه وصوت مكتوم
-انا تعبانه اوي ياماما تعبانه اوي ومش قادره اخبي اكتر من كده
ردت بقلق :
-تعبانه مالك فيكي ايه اتكلمي مالك ؟
اترميت في حضنها وانا بهمس بوجع:
-انا عندي كانسر
“ك كانسر”
بعدت عنها وانا ببص علي الباب اللي دخل منه بابا وثائر من وراه
بصيتلهم بصدمه وفجأه انفجرت في الدموع وانا بحط وشي في المخده وبقول كلام مش مفهوم
-مكنتش عايزه حد يعرف ،مكنتش عايزاكم تعرفوا حاجه
مش عايزه اودع حد ،مش بحب الوداع ،مش بحب نظرات الشفقة ،مش عايزاكم تعرفوا ،امشوا كلكم أمشوا مش عايزة حد مش عايزه اشوف حد ،عايزه اموت لوحدي ،مش عايزه اودع حد ،مش بحب الوداع مش بحبه مش عايزه عشان خاطري أمشوا سيبوني هنا وامشوا سيبوني اموت لوحدي
سمعت صوت ماما وهي منهاره يتبعها صوت بابا اللي كان بيردد بقله حيله ونبره كلها دموع
-لا حول ولا قوه الا بالله لا حول ولا قوه الا بالله
أما عن ثائر مسمعتش اي صوت ليه
نبضات قلبي كانت هتوصل للسما وانا برفع راسي ببطئ اشوف إن كان موجود ولا قرر يمشي ويسيبني
وفي الحقيقه اللي مكنتش متوقعاه حصل
لقيته بيرجع خطوه التانيه الثالثه لورا ومن بعدها لف وطلع يجري نحيه الباب وخرج بأقصي سرعه يملكها
لوهلة العقل فجأة إتخض
و قلبي حقيقي وقّف نبض
و الصورة لقيتها مش ثابتة
نزيف من عيني متتالي
بقيت إنسانه معرفهاش
و تايهة وسط أحوالي
إزاي الدنيا تتشقلب
كنت حقيقي منتظره
يضحك يومها و يقوللي
دا كان فاصل و كان مقلب
أكيد مش همشي و هسيبك
لكن سابني !

يتبع

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كانسر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى