روايات

رواية كانت أنثى الفصل السادس 6 بقلم لولي سامي

موقع كتابك في سطور

رواية كانت أنثى الفصل السادس 6 بقلم لولي سامي

رواية كانت أنثى الجزء السادس

رواية كانت أنثى البارت السادس

كانت أنثى
كانت أنثى

رواية كانت أنثى الحلقة السادسة

الطموح كلمة جميلة التعبير والمعني تشعرك بالتطلع دائما للأفضل.
كلنا نريد الافضل ولكن بعض منا من يحاول الوصول له..
والبعض الآخر قد يرضخ لضغوط الحياة..
أو ما يسميها ظروف ،
ولكن عفوا هناك ظروف من الممكن محاربتها….
وهناك ظروف أخري ترغمك على مجاريتها…..
مرت ساعات الصباح كعادتها كلا يتأهب لطحونة يومه .
بدأت بارتداء ملابسي وعقلي يتأرجح ما بين اختيارين….
اذهب للعمل ام اريح جسدي المنهك ؟؟؟
وارتب منزلي براحة وانا ادندن الموسيقي،
واعد الطعام الشهي اللذيذ لأولادي لابدا معهم بالمذاكرة دون الشعور بالضغط العصبي بسبب تراكم كل ذلك معا بعد مواعيد العمل الرسمية .
زفرت انفاسي وتذكرت أنني بالأمس لم اذهب للعمل..
مما يستحيل أخذ إجازة لليوم التالي على التوالي
لانهي ارتداء ملابسي وقد أرغمت على اكمال يوم عملي المجهد .
وصلت عملي بعد عناء المواصلات الذي إعتادته ولكن سيظل سؤال يحيرني لما كل هذا العناء !؟
هل حياتنا شاقة وتستدعي مساهمتي والمشاركة في مسؤولياتها !؟
ولكن تذكرت أنني لم الجأ للعمل من أجل المساعدة..
بل كان هدفي هو تحقيق ذاتي والوصول لمرتبة افضل..
واستقلالي الشخصي حتى لا اكون تحت رحمة زوجي إذا اردت شراء شيئا خاصا بي ….
فإذا بي اجد ذاتي لم احقق شيئا…
والأدهى من ذلك أنني أصبحت الهث خلف علاوة إضافية من أجل تدليل اولادي بشراء اشياء إذا حجبت عنهم فلم تحدث مشكلة ….

بدأت عملي بمتابعة قسم الاخبار لأجد مديري قد ترك خبر استدعائي له بأقصى سرعة .
توترت قليلا وأخذت افكر اي مصيبة قد اتيت بها اليوم ؟
سيرت بالردهه المؤدية لمكتبه وانا أعنف ذاتي / مش كنتي اخدتي إجازة احسن!!
انا علي أخري اصلا ومش مستحملة كلمة والله.
طرقت الباب لاستمع لصوته الغاضب من خلق الكتلة الخشبية وهو يسمح لي بالمرور للداخل ويا ليته لم يفعل …
كنت أحبذ أن يخبرني أنه مشغول ولا يريد رؤيتي حاليا.
دلفت لارسم على وجهي ابتسامة واسعة كمحاولة تملق له متمتمة لذاتي / والله لو مازن كلمني بالشكل ده لكنت نكدت على اللي جابوه.
ضغطت على اسناني وانا اقول / اهلا اهلا يا ريس منور والله ،
بلغوني أن حضرتك عايزني جيت هوا خير يارب …

بوجه غاضب وملامح لا تبشر بخير استقام من مقعده ودار حول المكتب ونظراتي تحاول ملاحقته ليهدر بي / هو حضرتك بتشتغلي معانا من امتى ؟

رمشت باهدابي لاحسب عدد سنوات عملي وعقلي يحاول تذكر كل ما تم بالايام السابقة وما إذ كنت اخطأت بشئ ام لا !
ثم اجبت / من عشر سنين يا فندم ، هو في شئ غلط صدر مني ؟
الكارثة انك بقالك فترة مفيش شئ اصلا صدر منك ،
وطبعا انا مش فاتحها تكية للناس تيجي تتساير وتهزر مع زمايلها وتاخد مرتب اخر الشهر .

هدر بهذه الكلمات وهو غاضب الملامح لاحاول تصحيح جملته فقلت معاتبة / يافندم حضرتك طلبت مني عمل بقوم بيع بالفعل…
انا مش بتساير ولا بهزر مع زمايلي زي ما حضرتك بتقول…
بالعكس دانا بضغط على نفسي علشان اعمل الشغل الإضافي اللي حضرتك طلبته بجانب شغلي .
جز على أسنانه وهو ينطق بكلماته الغاضبة / واحنا مش عايزينك تضغطي على نفسك يا استاذة….
احنا عايزينك تشوفي شغلك اللي لحد دلوقتي انا مش فاهم حضرتك موقفاه ليه؟؟؟
وهترجعي تكتبي تاني امتى ؟
يا تقوليلي دلوقتي على اخر تطورات الموقف معاكي…
ده إذا كان في موضوع فعلا بدوري عليه زي ما قلتي!!!
يا تسيبي موقعك وبتنازل رسمي علشان مترجعيش تطلبيه تاني وتفضلي بقسم صياغة الاخبار !!
ها قولتي ايه؟؟
للمرة التي لا اعرف عددها اقف أمام مديري أنعت ذاتي باسوأ الصفات…
هل من الإلزام علي ان اتحمل كل هذه الإهانات من تشكيك وتكذيب وعصبية وإجبار على اتخاذ قرار هو فقط صاحب المكسب به ؟؟
هل ما أردته من تحقيق الذات وطموحي التي لطالما حلمت بها تأتي بهذة الإهانات ؟
هل هذا ما أردت تحقيقه حقا الرضوخ لأشخاص وأعمال لا تضيف إلى احلامي شيئا ؟.
ضغطت على اسناني حتى كدت احطمها محاولة تخطي غضبي وان لا أفسد الأمر .
حقا لا اعرف أي أمر من المفترض أن لا أفسده؟؟؟
ولكن هذه هي سياسة العمل طالما ارتضيت بقانون العمل…
فهناك رئيس ومرؤوس وغالبا الرئيس فقط هو من يباشر سلطاته والمرؤوس ليس عليه سوى السمع والطاعة .
جاهدت بكل ما امتلك من قوة لانطق محاولة الا يبدو صوتي غاضبا / انا فعلا يا فندم كنت جاية ابلغ حضرتك باخر تطورات موقفي وقراري.
اماء مديري دون النطق لاكمل حديثي قائلة / انا قررت أن بدلا من كتابة عمود بالجريدة كادت أفكاره أن تتكرر ففكرت أني ادمجه بمشاكل الواقع….
بمعنى أطبق كلامي على مشاكل واقعية ….
بااننا نقتبس جزء من قسم المشاكل اللي بيناسب مواضيعي وننشر المشكلة ومعاها حل منطقي وواقعي…
وكدة نبقى قللنا من كم المشاكل اللي بقسم المشاكل ومش ملاحقين حتى نرد عليها ….
وهيفضل عندهم المشاكل اللي بتستوجب رأي شرعي أو قانوني فقط ..
ومن ناحية تانية الناس هتتحمس اكتر لما تلاقي مشاكلها معروضة ومعاها الحل….
والجزء الثالث هيستفاد من كم الخبرات الحياتية اللي بنعرضها وبكدة نبقى ضربنا ثلاث عصافير ببعض.
هدأت ثورته بل عاد خلف مكتبه باديا على ملامحه كامل الرضا من فكرتي وبدأ ينظر لي بنظرات لامعه نقيض التي كانت منذ لحظات .
فور أن انتهيت من عرض فكرتي وجدته صفق لي بحرارة مشيرا لي بالجلوس مرة أخرى بعد أن انتابني الحماس واستمرار اعرض فكرتي .
جلست فإذا به يشيد بي فأصبحت عبقرية بعد أن كنت متخاذلة منذ قليل / برافو برافو عليكي بجد طول عمري براهن على ذكاءك وعبقريتك ،
ثم أشار بسبابته وكأنه يلقي علي نصيحة / اوعى تزعلي من عصبيتي …..
لازم اعمل كدة علشان احمسك ،….
ها بقى قوليلي وصلتي لكذا مشكلة وبدأتي ولا لسة ؟؟
ليس امامي بعد كل هذا الانشاد بفكرتي ان اطفئ سعادته التي تشعرني أني منقذة الجريدة ….
ولكن لا اخفي مدى رهبتي من البدء في تجربة جديدة لم امارسها من قبل….
ولم اصل بعد لحل معضلة هناء حتى اكون على يقين بامتلاكي لأكثر من مشكلة للبدء في تنفيذ الفكرة….
ولكن ليس امامي سوى محاولة اظهار أنني على ارض صلبه لاستدعي ابتسامة طفيفة لطمأنته ثم قلت بتلعثم من أثر رهبتي / لا …. ازاي …جمعت فعلا كذا مشكلة وبشتغل على حلها بالفعل ومن اول الاسبوع…. أن شاء الله يعني ….. هبدا بنشر اول مشكلة مع الحل باذن الله .
انتهت المقابلة التي كانت تضاهي ثقل الجبال في وزنها على صدري.
ذهبت لمكتبي وانا اشعر بثقل اخر على اكتافي فقد تحملت مسؤولية ايجاد حل لمشاكل لم اقرأها بعد…..
ناهيك عن المشكلة التي مازلت لم اجد لها حل حتى الآن.
وهي مشكلة هناء التي تتلخص مشكلتها في حياة كل امرأة عاملة قد تزيد وطأتها أو تقل قليلا …
ولكن تظل المشكلة قائمة وهي محاولة إثبات الذات في ظل طاحونة العمل التي لم ترحم أحدا
ولم تنتظر حتى لإثبات ذاتك بل تفوز هي وبجدارة بنهاية المطاف لتثبت أنها قد قضت على الاخضر واليابس بشخصيتك
اخرجت خطاب هناء لاحاول إنهاء قراءته والوصول لحل لهذه المعضلة والتي تمس جزء كبير بحياتي الشخصية…..
وربما لهذا السبب كانت عسرة الحل .
دلف المكتب العم مصيلحي والذي كان احن علي من مديري….
ليتفقد احتياجي الشديد لقدح من القهوة والذي قد أعده بعد دلوفي المكتب مباشرة لأجد ابتسامة بشوشة على وجهه وهو يقول/ نورتي مكتبك تاني يا استاذة شروق والله اول ما شوفتك دخلتي المكتب قولت لازمن اعملها احلى فنجان قهوة علشان تركز …. اتفضلي .
وضع القهوة على المكتب لابتسم له شاكرة شعورة الطيب / كتر الف خيرك يا راجل يا طيب …
والله ماحد حاسس بيا هنا غيرك .
بدأت بالفعل احتسي قهوتي وانا اكمل من حيث توقفت .
……….
كنت فتاة جميلة مفعمة بالحيوية اشعر دائما أنني استطيع القيام باشياء كثيرة كما اشعر دائما أنني من المناضلين الغير مستسلمة لظروف الحياة .
ولدي كامل الثقة بموهبتي الفنية كثيرا ولولا تنسيق الثانويه العامه لكنت التحقت بكلية فنون جميلة أو فنون تطبيقية .
وبرغم كل ما سبق الا أنني وكالعادة لم انظر للعوائق بل على العكس اري بكل موقف مخرج.
فعند دخولي كلية تربية نوعية وتخرجت منها بالفعل وبدأت في عملي كمعلمة…..
ومع ذلك كنت اشترك في مسابقات شتى….
واشترك بمعارض مختلفة،
واتقدم بالطلب في إلحاقي باعارات ربما حظيت باهتمام بالخارج …..
ولكن مع زواجي تأخر طموحي قليلا ولكنه لم يندثر ما زال بداخلي ينبض بعنف .
كلما لاحت الفرصة أمامي احاول ان اتمسك بها….
فقد تكرر أمامي فرصة السفر للخارج للعمل باحدي الشركات او الاشتراك ببعض المعارض المشهورة لإثبات ذاتي وإشباع موهبتي….
ولكن مع توالي الظروف كانت تضيع بعض الفرص أو أهمها ولكني مازالت ابحث وانقب عن غيرها وكلي أمل أن مازال هناك وقت وفرص اخرى.
وفي يوم من ايام العمل المعتادة استيقظت كعادتي فجرا متبعة روتيني الصباحي….
ويا للعجب بالرغم أنه روتين يومي وقد يشعرك بالملل من تكراره إلا أنه يشعر قلبك وعقلك بالاطمئنان لوجود خطوة ثابتة في كل الغوغاء التي تمر بحياتك….
تجعلك تخطو بهذه الخطوة وتكاد لا تفكر بها إلا القليل ويكون في حدود تغيير نوعية الطعام فقط.
انتهيت من روتيني الصباحي وذهبوا الاطفال لمدارسهم وزوجي لعمله وهرولت كعادتي للعمل .
حمدت الله كثيرا أنني وصلت بالميعاد المحدد بل وحضرت طابور الصباح لاتوجه إلى حصتي وابدا اليوم الدراسي.
لا اعرف لما انتابني شعور بالحنين تجاه طموحاتي واحلامي وهل ستتحقق بيوم من الايام ام أنها ستظل بخانة الاحلام ؟
دلفت الفصل وبدأت اسال التلاميذ عن تطلعاتهم بالمستقبل قائلة/ النهارده درسنا يا اولاد عن المستقبل .
كل واحد يقولي شايف هيكون ايه في المستقبل؟؟
أو عايز يكون ايه؟
رفع بعض التلاميذ أيديهم فأتحت الفرصة لعمر تلميذ لدي قد اصنفه من المجتهدين قائلة/ قولي يا عمر عايز تطلع ايه لما تكبر أو نفسك تبقي ايه؟
لمعت عيون عمر بوميض المستقبل فقال/ نفسي اكون دكتور واعالج ماما.
ابتسمت هناء ثم قالت/ ربنا يشفيها يا عمر وان شاء الله هتكون دكتور شاطر اوي علشان انت اصلا شاطر.
ثم كررت سؤالي وظللت استمع لاجاباتهم شردت قليلا لاتذكر ما كنت احلم به وانا بعمرهم .
ثم طلبت منهم التعبير عما يتطلعون إليه بالرسم…
وتركت لهم حرية التعبير عن تطلعاتهم بالرسم حتي انتهت الحصة.
توجهت الي غرفة المدرسين وانا اتضرع الي ربي أن لا يأتي اسمي بكشف الحصص الاحتياطي…
كنت اهرول بالممر حتي اصل للغرفة قبل أن يلمحني أحد .
ولكن قبل الدخول للغرفة بخطوة سمعت من ينادي علي باسمي.
أغلقت عيوني ضاغطة عليها ثم فتحتها مرة اخرى وزممت شفتي ثم استدارت وانا احاول استدعاء الابتسامة الصفراء قائلة/ نعم يا مستر خالد ،خييييير.

خالد بابتسامته السمجة المعروفة قال/ استاذ محمود المدير عايزك ضروري بمكتبه.
سحبت نفسا عميقا ثم اردفت / طب مش ممكن أفطر وابقي اروحله.
خالد بنفس الابتسامة/ لا يا مس هناء علشان يا دوب تكلمية علشان عندك الحصة الجاية احتياطي في ٥/٦.
استسلمت للامر وعدت إدراجي متوجهه الي مكتب المدير ودخلت مباشرة وانا القي تحية الصباح فأذن لي المدير بالجلوس …
جلست بالمقعد المواجه له فبدأ هو بالتحدث قائلا/ انتي طبعا يا مس هناء عارفه قد ايه انا بعزك وبقدرك وكمان مؤمن بموهبتك جدا.
تمتمت بنفسي بصوت هامس قائلة/ استرها يا رب شكلها مصيبة زي امبارح.
ثم أسطرد محمود حديثة قائلا/ وعلشان كده انا رشحت اسمك من ضمن البعثة المطلوبة لدعم الموهوبين بدبي لانك بصراحة موهوبة جدا وتستاهلي كل خير.
لم تعي هناء ما قيل الان فعقلها توقف عند جملة (رشحت اسمك) وتذكرت ما تم بالأمس فقلت مهاجمة/ لا يا مستر لا..
والله ما هقدر اروح في مكان تاني ..
دانا امبارح حصلي مشكلة مع اولادي وجوزي والحمد لله انها عدت على خير.
قضب محمود حاجبيه سائلا بتعجب/ يعني رافضة ارشح اسمك في بعثة دبي؟؟
كدت أن انطق بالرفض التام حتى توقف الكلام في حنجرتي لاستوعب ما قيل توا فسألت بتعجب/ معلش حضرتك قولت بعثة دبي ؟
أكد محمود علي حديثها قائلا/ أيوة بعثة دعم الموهوبين وهيكون هناك معارض كتيرة هيحضرها ناس من جميع دول العالم .
ولو حقيقي موهوبه يبقي مفيش فرصة احسن من كدة تظهري فيها!
لمعت عيوني بالأمل مجددا لما طمحت به منذ زمن…
واتسعت ابتسامتي قائلة بسعادة طاغية من قمتها تلعثمت بحديثي / انا مش عارفه اشكرك ازاي ……على الفرصة العظيمة دي ….
وان شاء الله ….. أن شاء الله هشارك …..
وهرفع راسك كمان….
هز محمود رأسه وهو مبتسم قائلا بفخر / انا متاكد من ده يا استاذة هناء .
انا بس حبيت افرحك بنفسي وفي نفس الوقت اقولك علشان تعملي حسابك لو معندكيش جواز سفر ولا حاجه.
وعلشان ترتبي حياتك لأن البعثة هتطول شوية…
يعني ممكن سنة أو اكتر إذا اثبتي جدارتك
وورتيهم انك موهوبه فعلا وتستحقي فرصة البعثة ده ولا لا.
هنا توقفت عقارب الساعة وعبست ملامحي ورمشت باهدابي محاولة استيعاب ما قيل مرددة باستفسار / سنة أو اكتر!؟
محمود بتأكيد وكأنه أمر مسلم به ولا يستدعي للدهشة / اه طبعا ده ممكن تمتد لثلاث سنين كمان بس هترجعي منها حد تاني خالص وهيثقلوا موهبتك جدا.
اومأت برأسي وانا اشعر بالتيهه بينما بهتت ملامحي التي كانت تشع ابتهاجا منذ قليل ….
ثم استأذنت لاكمل مهامهي بذهن شارد افكر بحل هذه المعادلة الصعبة…
بل هي معدلات الحياة الصعبة…
فدائما ما تأتي الفرص يصحبها صعوبة التحقيق بل استحالته احيانا.
كيف لها ترك أبناءها؟
وهل زوجها سيرضى بذلك من الأساس ؟
هذه كل معضلتي اعرضها عليكي.
حاولت بل صارعت بكل استماته في البقاء على ذاتي التي احاول البحث عنها حاليا .
علي طموحي الذي نحره الزمن على عتبة الظروف
علي أنوثتي التي لم ارى لها ملامح من كثرة الشوائب التي تراصت فوقها
حتى تعثرت بطريقي بصخرة الحياة فسقطت
لترتطم رأسي بنصل الواقع .
اضع بين يداكى معضلتي لطالما ناديتي باستقلالية المرأة…
واعتمادها على ذاتها والقدرة على اتخاذ القرار وتنفيذه بمفردها .
انا الان اقف حائرة لا استطيع ان اتخذ قراري فكلا القرارين بهما إنهاء الاخر …
والذي بمثابة نصف روحي لأكمل باقي حياتي بلا روح
اريد منك الان تحديد معنى الاستقلالية هنا !!
هل معناها أن أترك فلذات اكبادي لاحقق ذاتي ؟
ام ان اعتمد على نفسي في إنجاح حياة اسرتي فاتخلى عن احلامي .
ناهيك عن زوجي الذي لا أشعر بوجوده بحياتنا كاسرة …
ربما بسبب انشغاله الكثير عنا وربما ….
وربما بسبب اعتماده الكامل علي .
فلطالما يذكر أنه يضع بي كل ثقته في قدراتي…
وأنني حسنة التصرف في شتى المواقف والظروف ولكن حتى هذا الأمر ارهقني كثيرا .
لم أنكر سعادتي بثقته في منذ البداية
وكيف ترك لي حرية اتخاذ القرار وتنفيذه وتحمل تبعياته …
ولكن مع مرور الوقت وثقل المسؤوليات بدأت أشعر بالانهاك الشديد …
فتمنيت لو يزيل عن كاهلي هذه الثقة أو ….
أو تمنيت لو أنني كنت انثى ضعيفة لا أؤمن بالاستقلالية ولا أسعى إليها منذ الصغر…
لأصبح هو الآن يشعر بمسؤوليته تجاههي .
اقف الان سافرة اليدين عاجزة الفكر
لا استطيع الاقدام على شئ او حتى مغادرة شئ اخر .
اشعر كأنني اقف بمنتصف الطريق
لا املك خيار الأقدام أو المغادرة
فامامي شاحنة ضخمة على أهبة الاستعداد من طحن عظامي
وخلفي بحر سحيق إذا حاولت الهروب إليه بمفردي غرقت بأعماقه.
بعد أن سردت عليكي مشكلتي التي قد تبدو من وجهة نظرك تافهه ..
ولكن بالنسبة إلى هي مسألة حياة.
فلا انا نفس الفتاة الطموحة الاعتمادية المحبة للحياة والقادرة على مجابهتها .
ولا انا الفتاة الضعيفة المسيرة حسب ظروف وقدرات المحاطين بها .
اصبحت بالمنتصف ما بين عقلي وقلبي
ما بين ما أريده وما تحتاجه اسرتي
حتى وصلت إلى أنني لا أدرك ماذا كنت ولا اعرف ماذا سأكون .
ولذلك وجب علي أن ألفت نظرك لشئ قد يكون عقلك غافلا عنه وهو .
لا تجتمع الاستقلالية مع الحاجة .
فعند الحديث عن المرأة المستقلة …
يجب الإشارة أنها لابد وأن تملك ما يغنيها عن الحاجة …
حتى لا تضطر للعمل تحت ضغوط ترفضها أو ضغوط تطمس من أحلامها .
وليس معنى تحقيق الطموح يعد مؤشرا للسعادة …
بل قد يكون نقمة عصفت بحياتك
فعندما تذكرون باحاديثكم أن المرأة أصبحت الآن سفيرة فهل تظهرون الوجه الاخر للحقيقة…
هي أصبحت سفيرة ولكن اولادها هل يشعرون بالاستقرار النفسي جراء سفر والدتهم كل فترة وأخرى من بلد لآخر ؟؟
هل هي أنعمت بإحساس الأمومة الذي لا يضاهييه شىء عند المرآة ؟؟
هل أصبحت زوجة تستمتع بالحياة الزوجية وتشارك نصفها الآخر بأحداث حياتهم ؟؟
لم اقلل من كونها سفيرة وقد حققت ما تمنته…
ولكن وجب التنويه عن الصورة كاملة وليس نصفها فقط .
فمن المفترض إظهار الحقيقة كلها ولك مطلق الحرية في اختيار ما تريدين تحقيقه …
فالبعض يعشق الحياة الاسرية…
والبعض الآخر يلهث خلف تحقيق الذات …
فمن المحال تحقيق كل ما تتمنيه فهذا قانون الحياة يجب التنازل عن شئ مقابل الاخر
كانت هذه اخر كلمات هناء التي لم الاحظ سمة الهناء في حياتها .
عبارة عن امرأة آمنت بما ندعو إليه من استقلالية المرأة واعتمادها على ذاتها وتحقيق طموحها
واغفلنا الجانب الأنثوي والأمومي بداخلها لتقع فريسة بين كلا الأمرين
شرعت بتنفيذ كلامنا منذ نعومة أظافرها ..
لتبدو للجميع امرأة قوية يعتمد عليها ..
حتى زوجها ترك لها الحبل على الغارب واثقا بقدراتها بإدارة الأمور ..
فهرمت قواها وخفقت خطواتها وتعثرت أفكارها وتاهت بسبل الحياة ..
حتى حانت لها فرصة أخرى لترفع من هامتها …
ولكن اصطدمت بمسؤولياتها لتجثو مرة أخرى على ركبتيها

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كانت أنثى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى