رواية كانت أنثى الفصل الثاني عشر 12 بقلم لولي سامي
رواية كانت أنثى الجزء الثاني عشر
رواية كانت أنثى البارت الثاني عشر
رواية كانت أنثى الحلقة الثانية عشر
جاءت من تغير من وجهة نظري أو بالأصح من تعيد تصحيح وجهة نظري والذي كانت تتمحور حول أن الانثى يجب أن تهتم بذاتها وبيتها وابناءها وزوجها ولا تشغل بالها بعمل أو اي مسؤوليات إضافية فوق طاقتها لتضيف القليل لوجهة نظري أو لتصحيح مسار وجهة نظري وهو عدم اعطاء الامان التام لأي شخص مهما كان …..
وعدم التضحية بكل ما املك من أجل إرضاء الغير لانه بالنهاية سيعتبر أن هذا هو الطبيعي وأنها ليست بتضحية ليبحث عن من تشعره بتضحياتها ….
ظللت مستمعة لما ترويه عاليا علي وعقلي يعمل بكامل طاقته فاكملت قائلة / جلست مرة أخرى علي المقعد الذي خلفي وانا شريدة الذهن …
عقلي لا يدرك ما سمعه
ولساني يردد جملة واحدة / الحمد لله…
لم يطرأ بخيالي مهما توقعت من عقاب أن يصل عقابه لهذا …
بل لم أتخيل انني ساشعر براحة وسعادة فور شعوري أن حقي قد عاد إلي …
أخذ عقلي يتذكر حواري مع الطبيب وانا اسأله عن حالته وما اصابه / حضرتك تقربيله ايه ؟؟
_ أنا مراته وأم أولاده
_ كويس جدا علشان اللي هقولهولك ده مقدرتش أبلغه بيه دلوقتي….
ومقدرتش برضه ابلغه للي معاه علشان ميسمعنيش ….
أنا آسف في اللي هبلغك بيه بس ده قضاء ربنا وانتي حاولي توصليله المعلومة بطريقتك …
اومأت براسي لاحثه على الاستكمال فاستطرد قائلا / للأسف الحادثة أصابت العمود الفقري وعملت فيه شرخ كبير وهنضطر نلجأ لعملية بس نسبة أنه يرجع يقف ويمشي على رجله تاني ضعيفة جدا واحتمال يفضل عاجز طول عمره…
انتهت زوجة زوجي من مقابلته التي أرادت أن تكون منفردة معه لانتبه على خروجها من الغرفة تسألني / عرفتي من الدكتور حالته ولا لسه ؟؟
رمشت بأهدابي وفكرت سريعا لأجد أنني إذا أخبرتها بما عرفت ربما طلبت الطلاق ليهديني عقلي أن اتروى قليلا فاجبتها قائلة / لا كنت سرحانة مسألتوش ممكن تروحي تسأليه بنفسك لو حابة تعرفي …
لوحت بكفها بعدم اكتراث قائلة ,/ هو قال إن لسة في عملية بعد العملية ابقى اسأله …
ادخليله بقى علشان عايزك …
استقمت ووقفت على باب غرفته وانا احاول رسم العبوس على ملامحي …
لم اشعر بشماته فيه ولكني شعرت أن حقي قد عاد إلي ….
دلفت الغرفة وانا اقول له بصوت يخلو من المشاعر واللهفة / حمدالله على سلامتك يا ابو العيال …
بركة انك بخير وفداك كل شئ …
جلست بالمقعد الذي بجواره فإذا به ينظر إلي بعيون دامعه ويضع كفه علي كفي سائلا / إنتي دعيتي عليا يا عاليا ؟؟؟
دعيتي على ابو اولادك ؟؟؟
سامحيني يا عاليا …
سامحيني يا ام العيال …
أنا مليش بركة غيرك …
عقدت ما بين حاجبي فلم أجد ما انطق به …
لا اريد أن أنكر أنني ظللت ادعو عليه مرارا وليس مرة واحدة …
كما لا اريد ان انطق بما ليس بصدري واعده بانني سامحته …
لتتحجر مقلتي علي ملامحه البائسة وعيونه الذابلة من أثر الالم …
ليكمل هو وكأنه يخبرني بما يجوب بداخلي / والله اول ما عملت الحادثة قولت ده ذنب عاليا …
بس انا مكنش قصدي ازعلك …
أنا بحبك با عاليا ومقدرش ازعلك ….
_ انت قهرتني
لم اشعر بحالي إلا وانا أخبره بشعوري لأكمل موضحة/ ياما اتحايلت عليك علشان محسش بالزل والإهانة اللي حسيتهم بعد جوازك وانت مسمعتليش …
ياما اتزللت ترحم ضعفي وتقدر وقفتي معاك واعتبرتها أن ده واجبي تجاهك وحقك عليا أعمل كدة ….
ودلوقتي رجعت تتحايل اسامحك عارف ليه علشان مراتك الجديدة اللي خدتك وانت في عز صحتك وغناك مش هتستحمل كتير وانت بالحالة دي …
زي اللي خدتك و أنت على الحديدة وفضلت في ظهرك لحد ما كسرت ظهرها ….
بتتحايل اسامحك علشان تلاقي اللي يخدمك ..؟
بتتحايل اسامحك علشان عارف ان مرجوعك في الاخر ليا ….
بس متخافش أنا بنت اصول وعارفة كويس أن جوزي لازم اقف معاه في الحلوة والمرة …
تغلغلت الدموع بقلتيه ليقسم أن كل ما يريده هو عفوي فقط / والله ما عايز غير انك تسامحيني وترضي عني وكل اللي عايزاه هعمله حتى لو عايزة أطلقها هطلقها فورا …
رفعت رأسي عاليا لانهى هذا الحوار / وانا مقدرش أعمل زيها واخرب بيت مفتوح …
خليها على ذمتك….
مبقتش فارقة عندي …
قبل ما يحصل كت بترجاك انك متتجوزش…
علشان لو عملتها هتكسرني ……
وخلاص نفذت وكسرتني يبقى ساعتها مش فارقة ….
أما بالنسبة للمسامحة فأنا عايزة اقولك مهما عملت قلبي مش مسامحك ….
انتفضت واقفة لاجده ممسكا بكفي قائلا / سامحيني قبل ما ادخل العمليات ….
أنا هعمل عملية كبيرة وخطيرة بكرة …
سحبت كفي من أسفل كفه الذي يحركه بصعوبه لاربت على كتفه قائلة / ربنا يخرجك لينا بالسلامة أن شاء الله….
أنا برة هكلم الدكتور….
هرولت من أمامه فللحظة شعرت أنني ربما أضعف من توسيلاته …
خرجت لأجد ضرتي مازالت علي المقعد وقد انشغلت بهاتفها لاجلس بجوارها وبداخلي فضول عن معرفة شعورها حيال الحدث ومخططها المستقبلي
حاولت أن ابدا أنا بالحديث لاسألها / أنا عرفت منه أنه هيعمل عملية بكرة …
اجابتني ومازالت تتابع رسائل هاتفها / اه ما الدكتور قاله وانا معاه جوه ….
_ هنعمل ايه ؟؟
أطلقت سؤالي بصيغة الجمع لارى رد فعلها وبالفعل انتبهت حيال جملتي ورفعت نظرها تجاهي تنظر لي وكأنها تبحث عن الحديث لارى زواغ بصرها ثم قالت بتوتر واضح عليها / أنا والدتي تعبانة ومضطرة ازورها بكرة …..
أنا كنت جاية طبعا بس لسة عارفه حالا أنها تعبانة اوي وانتي عارفه ملهاش غيري ؟؟
عقدت حاجبي لاندهش من جملتها الأخيرة لاسألها قائلة / ملهاش غيرك ليه بعد الشر امال فين اختك ؟؟
زاغت نظرتها مجددا ثم قالت باضطراب / اااه …. اختي في جامعتها …..
بتطلع من الصبح وترجع على بالليل وماما تفضل لوحدها طول اليوم ….
كنت هطلب فعلا من اختي تغيب بكرة بس طلع عندها امتحان فهتضطر تروح الجامعة وانا مضطرة اروح لماما ….
ابقي طمنيني بكرة لما يخرج من العمليات …
أنهت حديثها وقد ألقت قرارها النهائي لانظر لها مضيفة عيوني ثم ابتسم ابتسامة طفيفة وكأني أردت أعلامها بانني فهمت الرسالة التي بين السطور ….
في اليوم التالي دخل بالفعل طلعت لحجرة العمليات لإجراء عملية علي أمل اصلاح ما يمكن إصلاحه ليتحدث معي الطبيب بكل صراحة / زي ما بلغتك امبارح أن العملية مش معناها رجوعه للمشي تاني ….
ده مجرد محاولة نأمل أنها تنجح ….
دعواتك معاه …
نظرت للطبيب وانا اتمتم بالدعوة / ربنا يهيأله اللي فيه الصالح ….
دلف الطبيب لغرفة العمليات وظللت أنا مع اولادي خارج غرفة العمليات ادعو له بدعوة واحدة لم استطيع تبديلها من اجل اولادي فقط / ربنا يخليه علشان ولاده …
ظللت ادعو ببقاءه على قيد الحياة بأي صورة …
خرج من العمليات متوجها لغرفة العناية اطمأنيت عليه وأخبرني الطبيب أن لا داعي لتواجدي اليوم ، فاليوم لن يسمح بالزيارة له من اي شخص ….
عدت لمنزلي ودلفت غرفتي لابدا صلاتي التي اوءديها منذ يومين بلا دعوة عليه …
ركعت في اخر ركعاتي وصمت لا اعرف بماذا ادعو عقلي يحدثني عن احتياج زوجي الشديد للدعوة الان ولكن لساني يقف عن الدعوة له …
وقلبي يذكرني بآلامه ولكن نفسي تجيبه أن العدل قد اقتص لي …
لاظل لحظتين صامتة لا اعرف ماذا علي ان افعل لأجد لساني يردد جملة الحمد لله …..
باليوم التالي ذهبت إليه لاجده قد تم نقله لغرفة أخرى استطيع ان أزوره بها…
توقعت أن أجد زوجته التي لم تهاتفني ولو لمرة واحدة بالأمس لتطمأن عليه ولكنها خيبت ظني بها فلم أجدها فور وصولي لتتاكد شكوكي حول محاولة تملصها من المسؤولية…
دلفت غرفته لاجده مستيقظا وقد ابتهج فور رؤيتي / عاليا إنتي جيتي !؟
كنت مستنيكي من بدري …
جلست بجواره وربت علي كتفه قائلة/ كنت معاك امبارح طول ما كنت بالعمليات والدكتور روحني وقال محدش هيدخلك ….
والنهاردة جيت على طول….
حمدالله على سلامتك…
برغم أن نبرة صوته سعيده إلا أن وهن العمليات بادي على صوته ليرد مجيبا / الله يسلمك ….
وكتر الف خيرك يا بنت الاصول ….
متوفعتش تكوني جنبي بالشكل ده ….
طالب منك طلب تكملي جميلك عليا بيه …
_ اتفضل ..
_ عايز اخرج من المستشفى علي عندك …
بيتك اللي هرتاح فيه …
نظرت بداخل عيونه لارى صدق حديثه النابع من القلب ولكني تعجبت فإذا كان قلبه حقا يرتاح بمنزلي فلما تزوج مرة أخرى ؟؟
لاومأ برأسي مؤكدة علي طلبه لتتسع ابتسامته فور قبولي وأمسك بكفي مقبلا إياه وداعيا لي / ربنا يباركلي فيكي ويخليكي ليا ….
انقضت الفترة التي قررها الطبيب بمكوثة بالمشفى والتي كانت لمدة عشرة أيام ولم تزوره زوجته الأخرى الا ثلاث مرات خلال هذه الفترة بحجة أنها لا تستطيع الذهاب للمشفى كثيرا …
استجبت لمطلب زوجي لاذهب إليه يوم خروجه من المشفى لنتوجه سويا الي شقتي حيث ينتظرانا الأبناء مع زوجته الاخرى التي فور وصولة سلمت عليه بجفاء تعجبت من أجله بل والأغرب أنها لم تقضي وقتا طويلا بل بمجرد اطمأنانها على حالته تحججت بما تعده من طعام لاندهش من انتواءها بفعل طعام من الاساس وفي يوم كهذا لأحادث نفسي متساءلة ( كيف تركني وهرول خلف هذه ؟؟
كيف رأى بها أنها ستعوضه عن شبابه الذي مضى وهي بهذا الجفاء )
بدأت أعد له الطعام وأهيئ مكان نومه ولكن الصمت التام يخيم علينا فكل منا شارد في تفكيره ..
فمن الواضح أيضا أنه لاحظ نفور زوجته الأخرى أو محاولة تملصها من مسؤوليتها تجاهه …
بدأ على ملامحه الندم حيال قراره بزواجه من أخرى ولكن أنا لم أشعر بالندم حيال دعوتي عليه ..
لتضيئ بعقلي فكرة ما فور انتباهي لحديثي لنفسي حول كلمتي قراره ومسؤليتها ..
لانتبه لفكرة احكام العدل بين الزوجات فإذا كان يعدل في الايام بيننا وهو بصحته …
فلما لا يعدل في الايام بيننا وهو في مرضه لتختمر بعقلي الفكرة وتلمع بعيني طريقة تنفيذها لاتخذ قرار البدء فيها من الغد …..
توقفت عاليا عن السرد قليلا لانظر لها بسائلة / وقفتي ليه ؟؟
أنا منتظرة اعرف السؤال اللي جيتي مخصوص تسألي عنه …
رفعت عاليا نظرها تجاهي تقول / مانا سألت ومنتظرة رد حضرتك .
عقدت حاجبي احاول تذكر نهاية حديثها لاتساءل قائلة / هو حضرتك قصدك ايه مخدتش بالي معلش …
لتكرر عاليا سؤالها بتوضيح أكثر قاىلة / سألتك بخصوص العدل بين الزوجات …
هو مش المفروض زوجنا يعدل بينا؟؟؟
_ قصدك في إيه بالظبط ؟؟
سألت سؤالي ربما أوضحت ما اريد قوله لتجيبني بتوضيح وسلاسة أكثر /
في كل حاجه في صحته وتوزيع وقته وانفاقه وصحته وحتى كربه ؟؟
اومأت برأسي وأنا أؤكد حديثها / اكيد طبعا ماهو مش طبيعي مثلا يبقى ممعهوش فلوس ويحيب مثلا لضرتك هدية ..
ضيقت عيونها وهي تقول / بس انا فكري راح لأبعد من كدة …..
لم يتوصل عقلي لما تبغاه لأطلب منها التحدث بصراحة وطرح سؤالها بشكل اوضح من هذا …
ازدرأ ريقها وشعرت بزواغ بصرها فاطبقت على شفتيها واطلقت زفرة حارة ثم قالت / أنا فكرت زي ما كان معايا ومعاها بصحته….
لازم يكون معايا ومعاها بمرضه ….
مازلت انظر لها لم أعي مخطتها لتشعر هي بحيرتي فتبدأ تسرد قائلة بقوة شعرت بها من نبرة صوتها / زي ما كان بيطلعلها ويسيبني وهو بصحته لازم يطلعها وهو مريض ….
زي ما كانت بتتهنى بصحتة وشبابه لازم تشارك في مرضه …..
ماهو مش عدل أن أفضل جنبه لحد ما يقف على رجله و لما يغتني ويرتاح يسيبني ويشوف غيري ….
و لو حصله حاجه يرجع تاني للي كانت بتستحمله في الاول …..
اكيد ده مش عدل ….
اكيد ربنا ميقصدش ازلال المرآة اللي تعرف الاصول و حقوق الزوج ……
لما ربنا قال اعدلوا كان يقصد في كل حاجه وانا نفذت في كل حاجه…..
ضيقت عيوني فقد توصل لدي قليلا ما تريد إيصاله وهو جعل ضرتها تشاركها في الاعتناء بزوجها ….
ولكن السؤال كيف ….
كيف استطاعت أن تحكم الموضوع؟؟؟
كيف أجبرت الزوجة الأخرى بتقبل هذا الأمر والرضوخ له وخاصة وهو بهذه الظروف العاجزة التي لا تمكنه من الصعود والهبوط كما كان بالبداية …..
فمن المؤكد أن الزوجة الأخرى هي من كانت تأتي إليه ؟؟
كيف أقنعت من تتملص هذه بالقيام بمسؤوليتها ؟؟
كيف ارغمتها على المشاركة ؟؟
لاسألها بفضول جم بكلمة واحدة تحمل كل هذه الاستفسارات/ إزاااااااي ؟؟
بدأت عالية بسرد ما عزمت عليه ونفذته بالفعل / اخر يوم له بالمستشفى كرر طلبه تاتي برجاء أنه يطلع على بيتي وطبعا أنا مرفضتش طلبه بالعكس اخدته فعلا على البيت ودخلته عندي خصوصا أن مراته الثانية مكنتش موجودة كمان فكان مفيش قدامه غيري …
أو هو مبقاش يشوف حد تاني غيري وهو بالظروف دي …
طبعا كان يوم كله زيارات لكل اللي عرف أنه خرج والكل جه عليا زي ما يكونوا متأكدين أن يوم ما يخرج هيخرج على عندي …
قضينا اليوم ونيمته بعد ما أكلته وغيرتله واعطيته العلاج لكن أنا مقدرتش انام فضلت سهرانه ابص عليه وهو نايم …
احاول انه يصعب عليا علشان اسامحه ….
لكن كل ما ابصله افتكر الشقاء اللي كنت فيه وهو مسافر….
افتكرت فرحتي برجوعه وطلبه أن أكمل مسيرته معاه لحد ما يقف على رجله ….
افتكرت محايلتي عليه وازلالي وانا بستعطفه واطلب أنه ميتجوزش ويكسرني …..
مفوقتش من شرودي الا على اذان الفجر قمت واتوضيت وصليت……
ونزلت الشارع طلبت من اتنين شباب بيفتحوا محلهم الصبح بدري بعد ما صلوا الفجر أنهم يساعدوني في نقله لبيته التاني ….
صعقت واتسعت حدقتي لاسألها مستفسرة / جبتي رجالة يشيلوه ويطلعوه !؟
اومأت برأسها وبكل فخر أكملت قائلة / أيوة جبتهم يشيلوه زي ما كان بيطلع وينزل بمزاجه جه الوقت أنه يطلع وينزل غصب عنه ….
زي ما كان بيقولي جوزاي مش عقاب ليكي وده شرع ربنا أنا كمان شايفة أنه يعدل بينا في مرضه ده مش عقاب له وان ده شرع ربنا …
واتفقت مع الشباب دول كل يوم بعد الفجر يجوا يطلعوه أو ينزلوه ؟؟
نظرت لها متعجبة ما توصل إليه ذهنها برغم اقتناعي التام بمنطقها إلا أنني أجده نوع من الجبروت أو ربما من بقايا كرامة أنثى محطمة لاسألها بتوجس / وبالنسبة للناس والمنطقة !؟
ألقت سؤالها بغرض اجابتي / الناس والمنطقة مين فيهم شال عني لما كنت لوحدي وهو مسافر ؟؟
ده منهم اللي طمع فيا …
الناس والمنطقة مين فيهم رجعه لعقله لما قرر يتجوز….
كبيرهم بقوا يتشدقوا عليا وبعدها جم باركوله في بيته ….
الناس والمنطقة نفسهم لو طلبت الطلاق هيلوموني اني مستحملتش وعششت على بيتي …
ولو كملت هيلوموني اني بهين نفسي …..
سالتها بسؤال آخر محير بالنسبة إلي / طب ومراته التانية قبلت عادي ولا عملت ايه ؟؟
_ متقدريش تعمل حاجه……
هكذا أجابت بسرعة على سؤالي ثم أكملت بهدوء / متقدرش تعمل حاجه الناس يكلوا وشها ويقولوا عليها قدم نحس ….
ثم إنها لسة مغرفتش من خيره ومشبعتش….
واحدة زيها طماعة مش لازم تفوت الفرصة دي من أيدها ….
عقدت حاجبي لعدم استطاعتي إدراك ما تذكره لاسألها طالبة التوضيح ,/ مش فاهمة يعني هتستفاد ايه من واحد قعيد ؟
ابتسمت بتهكم ثم قالت / هي بتستفاد فعلا مش لسة هتستفاد …..
تعجبت من جملتها وضيقت عيوني لتكمل هي / اليوم اللي بينزل فيه عندي بيتحايل عليا مطلعهوش تاني حتى لو هيديني ضعف ما بيديها علشان تخدمه …
حاولت استيعاب جملتها لاكرر مستفسرة / هو بيديها فلوس علشان تخدمه ؟؟؟
تحدثت بابتسامة وكأنها تتحدث عن الامر الطبيعي / طبعا ده ممكن متعملوش اكل او تسيبه من غير مسكن أو متساعدوش يدخل الحمام لو مدهاش فلوس …
خرجت مني شهقة عدم تصديق تبهها كلمة واحدة / معقولة !!!!
لتكمل هي / بيحاول يغريني بالفلوس اني مطلعهوش ودلوقتي شايف الفلوس أنا أحق بيها منها ؟…
بس نسي اني مش زيها علشان كدة مكملة وهو اضطر يعملي توكيل عام علشان ادير شركته لانه مش مأمنها على حاجة…
وده اللي جاية اسال عليه بعد كل اللي حكتهولك….
أنا مش قادرة أتجاوز عن اللي عمله واسامحه وفي نفس الوقت شايفة أن هو ده العدل اللي ربنا قال عليه بين الزوجات زي ما اتقاسمنا الصحة نتقاسم المرض ولا انا كدة غلطانة ؟؟؟؟
أنهت قصتها لتضعني أنا في حيرة من أمري
فهذا الشأن له شق شرعي لا علم لي به ولكن كل ما توصل إليه عقلي وتفكيري أن حتى لو هذا رأي الشرع فهي تستغل هذا الحكم في تخليص ذنبها بمعني آخر هي تعاقبه بشرع الله ….
انهيت معها المقابلة على أمل السؤال لها واعطاءها الجواب المناسب ولكنها وضعتني في حيرة من أمري حول كيفية العدل بين الزوجات؟؟؟
حين تمعنت النظر بمعضلة عاليا وجدت حقا العدل مجراها ولكن بلا رحمة …..
فهو نفذ العدل بين زوجاته مع استطاعته على الزواج بدون تفكير في رحمة من ساندته ومن ظلت بجواره في كل حالاته من الفقر والصحة حتى الغنى والمرض …
نفذ العدل من وجهة نظره دون الأخذ بالاعتبار أن من الممكن أن يكون هذا ما سماهه بعدل يكون سبب في شقاءها ….
لم يفكر ولو قليل في الرأفة بحالها واحتياجها له والتغاضي عن بعض حقوقه في مقابل تغاضيها هي عن بعض حقوقها في غيابه …..
لم يفكر ولو قليل تحت مسمى رد الجميل وتعامل بمفهوم العدل المطلق ….
بالمقابل تعاملت هي بنفس المفهوم كما يترأى لها أو عندما اتتها الفرصة مثله….
فقد نزعت الرحمة من قلوب كلاهما
فلم يفكر طرف منهم بالاخر
أو حتى نكون حقانيين فقد فكرت هي به
وتحملت وتحاملت على نفسها في مقابل راحته وسعادته وطالبت بوجود ولو بعض التقدير من طرفه….
ولكن حين هشم هذا الإحساس بالرحمة ……
وكسر فؤادها الذي كان يكن له كل الحب ….
واعتبرته حب عمرها ….
ليمزق كل هذا بخط قلم …
وينكر فعليا كل ما تحملته من أجله تحت مسمى انه الواجب والمفروض …
لينبش عن أسوأ ما بها فخرجت أنثى عادلة ولكن لا تعرف الرحمة …..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كانت أنثى)