روايات

رواية سجينة توب الرجال الفصل الرابع بقلم هدى مرسي أبو عوف

 رواية سجينة توب الرجال الفصل الرابع بقلم هدى مرسي أبو عوف

رواية سجينة توب الرجال الفصل الرابع بقلم هدى مرسي أبو عوف

رواية سجينة توب الرجال الفصل الرابع بقلم هدى مرسي أبو عوف

استيقظ عزمى وايقظ رقيه قائلا : جومى يا حرمه انت حضرلى الفطار على ما اتسبح’وطلعليلى شنطة الفلوس عشان اروح اخلص الورج .
نهضت قائله بنعاس : حاضر هحضره،والفلوس اهي عندك فى الدلاب خدهم .
واتجهت ناحية الباب لتخرج فنادها قائلا : طلعى لى خلجات نضيفه قبل لتنزلى .
رقيه : حاضر .
دخل هو الى الحمام فتحت الخزانه اخرجت الملابس،وبحثت عن حقيبة النقود، لكنها لم تجدها فقالت لنفسها : راحت وين الشنطه دى مفكراش'(بتذكر ) وااه ايوه افتكرت صح البت المخبله بهيره خدتها من عمها ودخلت اوضة شاكر تبقا لسها هناك .
اخرجت ملابس ل عزمى وذهبت الى غرفة شاكر فتحت دون اصدار صوت ودخلت تبحث عن الحقيبه’ فتشت الخزانه لكنها لم تجدها’فبحثت تحت السرير’ فوجدتها فامسكتها شعرت انها خفيفه’ففتحتها فوجدتها خاليه ففزعت قائله : واااه وين لفلوس اللى كانت اهنا ؟
استيقظ شاكر على صوتها نظر لها قائلا : عم تعملى ايه اهنا دلوك ؟
نظرت اليه بغضب قائله: وين الفلوس اللى كانت فى الشنطه دى يا واكل ناسك ؟
نظر شاكر الى الحقيبة وتعجب قائلا : شنطة ايه دى وايه اللى جابها اهنه ؟
فكرت رقيه قائله : يعنى انت متعرفش انها كانت اهنه ؟
نفخ شاكر قائلا: يعنى اطلع من خلجاتى جولتلك معرفش موعيتلهاش جبل سابج من الاصل .
سكتت قليلا وبحثت تحت السرير مره اخرى قائله : ووين الشنطه التانيه اللى جبتو فيها الخلجات ؟
قام شاكر غاضبا :هتكون وين يعنى تلجيها تحت السرير .
فكرت رقيه وجمعت الامور مع بعضها قائله : اكده بانت تبجا بنت الكلب بهيره هربت صح، سرجت الفلوس وهربت بيها .
صدم شاكر قائلا : كيف يعنى انت مش جولتى انها معهاش خلجات ولما فتشتى خلجات سماح لجتيها منجصاش حاجه ؟
نظرت بحقد وغل قائله : صح بس فاتنى خلجات انصاف كلها دوه كنت راكنها انجى منيها الزينين واطلع الباجى .
نظر لها بغضب : تجصدى انها هربت ومموتتش نفسها طب راحت وين ؟
اخذت نفس وزفرته وجزت على اسنانها قائله : عمك عمرى مفيش غيره بس هو عارف انكم متهملوهاش ولو وجف لكم هتحصل عاركه بنتكم فخبها لحدت ممشيتو وبعد اكده عيجبها وياجى يعمل جعدة رداله ويخادها ويهزج ابوك جدام الكل .
زمجر شاكر قائلا : وااه واحنا هنسكت ده انا كنت ادفنها ولا اهملهاش تهزج ابوى مش كفايا حطت راسنا فى الطين .
ابتسمت ماكره : صح اكده يبجا ملهاش الا الكتل،اسمع انت تدلى على اول الطريق مكان ما بتجف العربيات اللى جايه من مصر، وتتطلع للعربيات واول ماتشوف عمك وهو جايبها معها، تجرها من شعرها وتاخدها، وخد معاك اخوك عشان يشغله عنك وينتهى الموضوع ومحدش يعرف حاجه انت فاهم .
شاكر : طب وعمى هيسكت ؟!
نظرت بخبث قائله: ملكش صالح بيه سيبه وهو مهيجدرش يعمل حاجه، طلما اخدتها منه يبجا خلاص الكلام خلص .
شاكر : طب وابوى هيبجا عارف بالحديت ده ؟
رقيه : هنعرفه بعد مانخلص،هى حاطت راسنا فى الطين وملهاش عندنا الا الكتل،والفلوس انا هتصرف فيها .
خرجت وعادت الى غرفتها اخرجت نقود من خزانتها كانت تخبأهم، ووضعتهم فى الحقيبه وتركتها على السرير بجوار الثياب،ونزلت لتعد الافطار .
………
صعد عمري للغرفه التى بها بهيره،دق الباب كانت نائمه فزعت من صوت الباب، وقامت اقتربت من الباب تنصت للصوت،قال عمري : وااه يابت اخوى انت لساكى خايفه افتحى جايبلك الخلجات .
ابتلعت ريقها واطمأنت انه عمها ففتحت الباب قائله : معلش يا عمى اصل كنت نايمه واتخلعت من صوت الباب .
دخل عمري اعطها الملابس وجلس قائلا : تعالى اجعدى يابت اخوى بدى اجولك كلمتين .
اخذت الملابس وجلست الى جوره نظر لها قائلا : انت اكيد متعجبه انى سبتك تنامى لحالك اهنه امبارح،بس انا خوفت يكونو بيلعبونا واول ما تنزلى يجو ياخدكوى،انا جولت واوضحلك بس،هتدلى دلوك على البلد وربنا يسهل، متخفيش ماههملكيش لهم ابدا،بس لما يجى واد خالك معايزهوش يشوفك بلبس الرداله ده فاهمه ؟
هزت راسها قائله : فاهمه يعمى ماتخفش .
وقف عمري قائلا : طب هنزل عشان الحق اليوم من اوله وهحدتك فى التلفون .
بهيره: وانا كمان ياعمى هحدتك اطمن عليك كل شويه بس مش هتفطر الاول ؟
عمري : لا ماعيزش افطر، انا بس جيت اخبرك الحديت ده،ومعيزش حد يعرف منهم انك ادليتى لحد اهنه لحالك فاهمه ؟
بهيره : متخافش ياعمى، بس الله يخليك متهملنيش لهم تانى، انا مجدراش اجعد معاهم تانى .
ربط على كتفها قائلا : متخفيش مههملكيش لو فيها موتى .
وتركها وخرج ولمعت عيناه ونظر متوعد وهو يقول فى عقله: دى فرصتى عشان اخد حجى منيهم، زمان هما هددونى، لكن دلوك انا اللى همسكهم من رجبتهم،اغلب الارض الزينه كلها بتاعتك، ولما تبجى وياى هتبجا تحت يدى، يعنى هما اللى هيبجو تحت رحمتى،ويوليهم منى .
اتجه الى موقف الحافلات وركب الحافله،كان شارد الذهن حتى انه لم يلاحظ ترنح الحافله،وصراخ الركاب على السائق بسبب نومه اثناء القياده .
……….
بعد عدت ساعات عاد عزمى الى المنزل وهو غاضب جدا،صعد الى الغرفه ولحقت به رقيه دخلت واغلقت الباب قائله : مالك متضايج ليه اكده ؟
جز على اسنانه قائلا :اعوذ بالله الطمع عما جلوب الناس، دكتور المركز مرضيش يسيب حاجه، خد الفلوس كلاتها وجال لسه هيراضى العساكر والخفر بس هما يكافو .
رقيه : واااه خد المية الف كلهم ؟
ضجر قائلا : حاجه تجرف، المهم خلاص هيغسلوها ويجبوها اهنه بعد شويه، جهزى حالك وانا هكلم عمري .
رقيه : طب وخالها عتجلو كيف ؟
قال متذكرا : وااه كنت ناسيه ده .
فكرت قائله : انت لما كنت هناك مش كنت عامل جدامهم انك حزنان على البت .
عزمى : ايون امال اجنعتهم انهم يدواهنى اكده كيف، الفلوس دى بس عشان ميطلعوها وجتى منغير محضر .
رقيه ماكره : طب كلم التمرجى وجوله ان جالبك وجعك على البت جوى، وانك مجدرش تروح تجول لخالها انها موتت نفسها،وخليه هو يجوله، وفهمه انها عملت اكده عشان عاشجه واد خالها، ولما رفضها كسر جلبها، وعشان ترد كرامتها وفجت على شاكر،لكن مجدرتش تكمل، جلبها متحملش انها تعيش مع واحد وهى عاشجه غيره فجتلت نفسها .
فكر عزمى قائلا : طب ولو ساله هو عرف الكلام ده من وين يجلوه ايه.
قالت بمكر : جوله اننا لقينا ورجه البت كاتبه فيها الكلام ده، واننا معيزينش نفضحو البت كفايا انها ماتت منتحره.
انبهر عزمى قائلا : ايه ده انت غلبتى ابليس زاته جبتى الفكره دى من وين؟ ده اكده معيفتحش خاشمه نهائى .
رقيه بتفاخر : مش اكده وبس لاه ده كمان هيبجا حاسس بالذنب ويانب نفسه وكانه هو اللى جتالها هو وولده .
زاد انبهاره قائلا : وااه صح محدش يجدر على كيد الحريم .
ضحكت بخبث امسك هاتفه واتصل بتمرجى الوحده وفعل ما قالت،وبعدما انهى معه المكالمه اتصل بعمرى لكنه لم يسمع الهاتف،فاعاد الاتصال مره اخرى، فنبه الشخص الجالس بجوار عمري قائلا : تلفونك بيرن يابلدينا .
فنظر لها عمري وهز راسه قائلا : متشكر .
وامسك الهاتف ونظر به وتعجب من اتصال عزمى فاجاب قائلا : اهلا ياعزمى فى حاجه ؟
عزمى وهو يتصنع الحزن : بت اخوك بهيره تعيش انت .
عمري بعدم فهم : اعيش انا كيف يعنى ؟
تضايق قائلا : وااه يا واكل ناسك بجولك البت ماتت ايه مش واضحه دى ؟!
غضب قائلا : هى وصلت لكده بتموتو البت بالحيه كيف ماتت وهى حداى؟
صدم قائلا : حداك كيف يعنى ؟
عمري بحده : البت وايى من يوم مخرجت، بس انا كنت خابر انك باعت ولادك عشان يخدوها فدستها منهم، وانا جاى دلوك وهفرج عليك الخلج كلهم .
وانهى معه المكالمه وهو غاضب جدا،ويفكر ماذا يفعل هل يعود ويجلبها معه،ولكن هذا سيأخره كثيرا،ففكر ان يتصل بخالها ويخبره بالامر،ويطلب منه ان يرسل ولده لاحضارها، وامسك هاتفه ليتصل فاذا بالحافله تترنح وتنقلب،يقع عمري منها وتنقلب الحافله مره اخرى وتقع فوقه،وتنقلب مره اخيره وتنفجر بعدها ويموت كل من بها،البعض محروقا والبعض الاخر بسبب اصابته .
انهى عزمى المكالمه مع عمري واستشاط غضبا،ونظر الى رقيه التى لم يرى على وجهها اى تعجب فزمجر قائلا : انت كنتى عارفه يا حرمه انت البت هربت وراحت عند عمرى .
ارتعبت رقيه من شدة غضبه وابتلعت ريقها قائله : لاه احنا خمنا اكده لما ملجناش الفلوس فى الشنطه الصبح،بس مرضتش اجولك واحملك هم زياده .
هجم عليها وكاد يضربها لولا انها نزلت عند قدمه قائله : احب على رجلك اسمعنى الاول وبعدين اعمل اللى يعجبك .
قبض على يده وجز على اسنانه قائلا : جولى وياويلك منى لو معجبنيش كلامك عدفنك مكانها .
وقفت وهى ترتعد وقصت عليه ماحدث ففكر قائلا : عشان اكده مشايفش حد منيهم من الصبح .
نظرت اليه نظرات خائفة وقالت : منا جولت اتسرف يعنى كفايا عليك اللى انت فيه .
فكر قائلا : تمام اللى عملتيه هو الصح،بس تنبه على ولادك لو عدت منهم عدفنهم مكانها، انت فاهمه معايزش فضايح فى البلد .
هزت راسها بالموافقه قائله : طب والدفنه اللى جايه والعزا عتملو فيهم ايه ؟
نظر لها باصرار قائلا : هدفنها جبل لاياجى ومعيزش حد يعرف بالحديت ده فاهمه، وعايزك تبانى جدام الكل حزينه على البت وكانها بتك فاهمه .
ابتلعت ريقها قائله : حاضر .
تحركت نحو الباب مسرعه لتخرج من امامه فقال : اسمعى نبهى على ولادك يجيبو عمري مع البت عشان اصفى حسابى معاه لاول .
فقالت : حاضر .
وخرجت مسرعه كلمت ابناءها واخبرتهم بكل ماحدث، وقام عزمي بمراسم الدفن وكانه لم يسمع شئ من عمري، وبعدما انتهى رن هاتفه من رقم عمري فابتعد عن الناس قليلا واجاب قائلا : ايوه يا عمري عايز ايه تانى ؟
الهاتف : حضرتك تعرف صاحب التليفون ده ؟
تعجب قائلا : ايوه اعرفه ليه ؟
الهاتف : انا اسف البقاء لله صاحب التليفون مات فى حادث مينى باص .
صدم قائلا : وااه كيف ده يعنى ؟
الهاتف : للاسف من شويه العربيه اتقلبت وكل اللى فيها ماتو وياريت حد يجى يستلم الجثه .
صمت للحظات وقال: محدش بجى من العربيه دى ؟
الهاتف : للاسف كلهم ماتو ولسه هندور على اهليهم .
انهى معه المكالمه وصمت للحظات واقترب من الناس وبدأ يتصنع الحزن والبكاء وهو يقول : هملتنى ليه ياواد ابوى اعمل ايه ودلوك بجيت لحالى ياسوادى هى مالها الاحزان جايه وراى بعضيها ليه ؟
فاقترب منه احد الرجال قائلا : فى حاجه حصلت تانى ؟
تصنع البكاء اكثر قائلا : عمري مات ولسه مكلمنى هروح استلم جثته مات فى حادثه وهو داى على الطريج .
وتركهم واسرع الى منزله اتصل باولاده واخذهم ليذهب الى مكان الحادث .
……….
كانت بهيره فى غرفتها منذ ان تركها عمري،تتحرك فى الغرفه بقلق شديد وخوف منتظره اتصال منه ليطمأنها،وعندما تاخر اتصاله بها قررت ان تتصل به،فطلبته على الهاتف لحظات واجاب شخص اخر قائلا : ايوه حضرتك تعرف صاحب التليفون ده ؟
اجابت قائله : ايوه اعرفه هو التليفون ضاع منيه ؟
الهاتف : للاسف صاحب التليفون عمل حادثه ومات، واتصلنا بأهله عشان يجو يستلموه، لو تعرف حد منهم ياريت تستعجلهم قبل الدنيا ماتضلم .
بهيره بعدم تصديق : لااااه مماتش لااااه كيف يعنى يهملنى هو جال ميهملنيش، لااااه مماتش انت فاهم غلط ادهونى اكلمه احب على يدك .
الهاتف : لا حول ولا قوة الا بالله انا اسف جدا ربنا يصبرك .
وقع الهاتف من يدها وانهمرت الدموع من عينها وانهارت على الارض وهى تنتفض وتصرخ بصوت مكتوم: لااااااه لاااااه بووووووه بووووووه اروح وين واجى منين هملتنى ياعمى هملتنى انت كمان طب اعمل ايه انا دلوقتى اروح لمين اااااااااه ااااااااااه .
وانفجرت فى البكاء وظلت هكذا حتى خارت قوها وغلبها النوم، رات نفسها فى غرفتها، ترتدي فستان جديد ويبديها رائعه، وشعرها منسدل على ظهرها، وتجلس على طرف سريرها تبكى،اتت والدتها التى تشبها كثيرا،وجهها مضئ ترتدى جلباب ابيض جميل، جلست الى جوارها ربطت على كتفها قائله : اكده يا بهيره ده اللى علمتهولك مش جولتلك يا بتى الصبر عند الصدمة الاولى ووعيتك اننا لازم نتبع سنة النبى ( عليه الف صلاة وسلام ) .
بهيره ببكاء: مجدراش يا امى جلبى وجعنى جوى نار جواى معرفهاش اهديها اعمل ايه ؟
مسحت دموعها بيدها قائله : اطلبى الصبر من ربنا يابتى هو واحده اللى جادر يساعدك،هو وحده جادر يشيل حملك ويخفف عنك .
ازدادت فى البكاء قائله : اه يا اماايى بجيت وحيده فى الدنيا من بعدك انت وابوى، مخدتنيش وياكى ليه؟ هملتينى اهنه ليه الدنيا عما تلطش فيا يمين وشمال، وانا خلاص مجدراش خدينى معاك يا امااى .
مسحت على شعرها وربطت على ظهرها قائله : انت لسه صغار والدنيا جدامك متجوليش اكده، وادعى ربنا هو وحده جادر يابتى يخفف عنك ويدبر امرك،اوعاكى يابتى تيأسى من رحمة ربنا، ده ابتلاء ولازم نصبر ونحتسب مش ده اللى اتعلمتيه ولا ايه ؟
ابتلعت ريقها ببكاء قائله : ونعم بالله ونعم بالله ادعيلى يا امااى يخفف عنى، ويبرد نارى ادعيلى وجولى لابوى يدعيلى هو كمان .
ابتسمت ومسحت على شعرها قائله : دعيالك يابتى وجلبى راضى عنك، وابوكى كمان مات وهو راضى عنك، واللى ابوه وامه يرضو عنه، الدنيا بكل جوتها ماتجدر تهته، علجى جلبك بربنا وهتلاقى الخير كله يابتى .
هدأت قليلا قائله : ونعم بالله يا اماى ونعم بالله .
فتحت عينها ونظرت حولها وعلمت انه كان حلم، ظلت تردد ونعم بالله وقامت دخلت توضأت وافترشت المصلى، ووقفت بين يدى الله تبكى وتتضرع اليه وتطلب منه العون والصبر،وظلت هكذا حتى سمعت صوت اذان الفجر، شعرت براحه وكأن النار التى بداخلها قد هدأت،صلت وجلست تدعو الله وتستغفر وتطلب منه العون .
……….
استيقظ عزمى وايقظ رقيه قائلا : جومى يا حرمه حضرلى الفطار على ما اتسبح .
قامت وهى نعسانه وتحركت نحو الباب فناداها قائلا : رقيه تعالى جربى اهنه .
فالتفت ونظرت اليه وظلت مكانها،فنظر اليها قائلا : انا خابر انك زعلانة منى بس انت خابره انى مجصدتش ازعلك .
نظرت اليه بعتاب قائله : انت خلعتنى، من يوم ما ادوزنا وعمرك مارفعت يدك على، يعنى ترفعها واحنا فى سننا ده ؟
ابتسم قائلا: سن ايه بس احنا لسنا شباب، وبعدين انت عجبتينى طلع دماغك دى جامده، فمتزعليش عاد .
ابتسمت قائله : خلاص مزعلانش انا اجدر .
ضحك قائلا : طب يلا روحى صحى ولادك يستعدو، عندينا يوم طويل،بالعافيه امبارح على ما اجنعتهم يدونى دوسته عشان نتوايه ونخلص، ومبجاش حد له حاجه عندى، الموت هو اللى طلعه من تحت يدى .
ضحكت بشماتة الانتصار قائله : خلاص بجا ربنا خلصنا منيهم ولا وسخناش يدينا بدمهم،نعمل الواجب ونعملهم العزا اللى يليج بينا وخلاص .
نظر لها باعجاب قائلا : صح اكده، يلا روحى صحى ولادك على ما اتسبح، وكلمى بتك سماح تعاود كفايا عليها اكده، فى عريس داى ليها، وانا اجلت الموضوع على ما العزا والحزن ده يخلص .
فرحت قائله : عريس زين اكده ؟
عزمى متفاخرا : واااه امال، واحد من كبرات البلد بس ربنا يهدى بتك وتوافج، ومتعملش زى المره اللى فاتت، وتنشف دماغها المره دى مهوافجش على دلع البنته ده .
رقيه : لاه متخافش انا هجنعهالك واخليها توافج .
تركها ودخل الى الحمام وذهبت الى غرفة شاكر ايقظته قائله : جوم ياشاكر جوم ياولدى، عشان تلحق تاكل لجمه انت واخوك جبل لاتنزلو للدفنه والعزا .
اجاب ناعسا: ماعيزسش انا تعبان وجفين امبارح طول اليوم على رجلينا، سبينى ارتاح شوى .
غضبت قائله: جوم لازم تجف النهارده وتبين وسط الناس جد ايه انك حزنان، عايزه الكل يتكلم على حزنك عليها .
افاق من نعاسه قائلا : ليه يعنى هى كانت حرمه دانا ربنا نجانى منيها الدوازه دى .
نظرت اليه بمكر وخبث قائله : افهم ياواكل ناسك، انا عايزه كل بت فى البلد تحلف بوفاءك لبت عمك اللى كنت هتتدوزها، وكل بت تتمنى انها تتدوزك، عشان لما نروح نخطبلك بعد فتره تبجا العروسه هى اللى هتتجنن عليك، وانا ديابلك عروسه ايه كل الشباب بيجرو ورها، هخليها هى اللى تتمناك .
اعتدل فى جلسته ونظر لها منبهرا وهو يرقص حاجبيه: لو اكده بجا لاه دانا هجهر جلبى عليها وجلبهم معايا كمان .
ضحكت قائله : طب يا ناصح، همشى انا دلوك وروح انت صحى اخوك واتسبح واجهز .
وخرجت ونزلت الى الاسفل اعدت لهم الافطار، نزل الثلاثه وجلسو لتناول الافطار، نظر عزمى لشاكر قائلا : بعد كام يوم ابجا خد اخوك وروحو شجة عمك، شوفو لو فيها حاجه مهمه هاتوها وتعالو زين .
شاكر : ولزومه ايه ده يا بوى دى شجه متأجره يعنى ملهاش عازه .
فايز : صح يابوى هنضيع وجت على الفاضى خليها لما نبجا نفضا .
عزمى : خلاص وجت ماتفضو ابجو روحو، معزينش ورجه اكده ولا اكده تعمل لنا مشاكل .
شاكر : حاضر يابوى .
عزمى : صح رقيه لما تاجى الحريم بلاش تعاملى نواره معامله عفشه متركبيناش العبيه .
عبست قائله : ليه يعنى تطلع مين دى عشان تعمل لها حساب اكده ؟
غضب عزمى من ردها قائلا : دى صاحبه ميه وخمسين فدان ارض، يبجا تتعامل باحترام فهمتى،وكمان هى اشتكت انك عاملتيها عفش فى موتة انصاف، وده ميصحش .
اخذت نفس وزفرته وقالت بضجر : حاضر هعاملها زين .
عزمى محذرا: لاه تعامليه احسن معامله معيزش شكوى تانى فاهمه .
هزت راسها بالموافقه تركهم وقام قائلا : انا هتدلى على المستشفى عشان الغُسل خلصو اكل وحصلونى .
شاكر : حاضر يابوى .
تركهم وذهب كان يبدو على رقيه الغضب فقال شاكر : انت ايه مزعلك فى حديت ابوى ؟
رقيه بغضب : ايه نواره دى بت الكلاف كمان اللى هعاملها زين؟ واهتم بيها ايه يعنى ميه وخمسين فدان هى هتنسا اصلها.
ابتسم شاكر قائلا : طلما بجا حداها ارض كتير، تنسا كل حاجه متزعليش ابوى، بدل ماتحلا فى عنيه هى وارضها .
صكت وجهها قائله : واااه يامرارى ايه اللى بتجوله ده ياولدى، جوم غور انت واخوك وجفل على الحديت الماسخ ده،جال تحلى فى عنيه جال .
وقف فايز قائلا : هى من ناحية الشكل جمر منور،يعنى تحلا فى عين ايه رادل .
نظرت اليه بغضب وقبل ان تنطق امسكه شاكر من ذراعه وتحرك مسرعا وهو يقول : يلا بسرعه يا واكل ناسك هى ناجصه بتولعها زياده .
خرجا الاثنان بسرعه وهما يضحكان على غضب امهم وغيرتها،نظرت عليهم رقيه بغضب متوعده : بجا اكده يبجا لازمن افكرك باصلك يا نوراه، بس مش اهنه فى الموته ليكى روجه،بس مش دلوك.
ودخلت الى المطبخ لتجهز الطعام للمعزين .
……..
مرت عدت ساعات على بهيره وهى تجلس مكانها تدعو وتستغفر حتى شعرت براحه وطمانينه،حاولت ان تتحرك من مكانها وتقف لكنها شعرت بدوخه وهبوط شديد،تذكرت انها لم تتناول طعام منذ يومين،تحاملت على نفسها وقامت اعدت شطريتين وكوب من الشاى وجلست تتناولهم،كانت تبتلع الطعام بصعوبه شديده فهى لاتشتهيه ، ولكنها يجب ان تاكل لتستطيع الحركه، كانت تشعر بمراره فى حلقها،فكل ما مرت به من الالام اصعب من تحملها فهى ماتزال فى السابعه عشر من عمرها،ولكنها تشعر انها شابت قبل اونها، انتهت من الطعام وجلست تفكر ماذا تفعل واين تذهب هل تبقى فى هذه الشقه ام تذهب منها،بدات تحدث نفسها قائله : مخبراش اعمل ايه لو مشيت من هنا اروح فين،وخايفه يجاو يدورو عليا اهنه،يارب دبرنى واعيش منين وكيف اعيش لحالى اكده ؟
تذكرت النقود التى اخذتها من الحقيبه خبطت على جبينه قائله : واااه كيف نسيتهم دول كانهم مبلغ كبير، ده انا حتى من ربكتى نسيت اخبر عنهم عمى الله يرحمه (اخذت نفس وزفرته) الحل الوحيد افضل مكانى، وعلى حالتى دى ولو حد منيهم جه يدور على اهرب بسرعه جبل لايشوفنى صح هو ده الحديت .
بقيت بغرفتها لمدة ثلاث ايام دون ان تخرج حتى للسطح امامها، كانت تراقب المكان من خلف النافذه، بدأ الطعام لديها ينفذ وهى خائفه من ان تخرج،فكرت ان تخرح بملابس الرجال،وبعد تفكير طويل لم تجد حل اخر،فأرتدت احدى الاطقم التى معها وكان لها غطاء راس وضعته فوق راسها، ونزلت احضرت اشياء تكفيها لعدت ايام، مر اسبوع لم تخرج من غرفتها مره اخرى، تتابع فقط وتنتظر المجهول،فهى لا تعرف مكان اخر تذهب اليه، سمعت صوت وحركه فى شقة عمها مما ارعبها وملاء عقلها بالظنون،هل هو احد ابناء عمها اتا للبحث عنها،ظلت بغرفتها دون اصدار اى صوت،حتى رأت شخص اتى الى السطح ويقترب من غرفتها .
ارتعبت وزادت ضربات قلبها وكادت تتجمد من الخوف، دق باب الغرفه قائلا : …..
توقاعتكو بقا تفتكرو مين اللى جاى
يتبع..
لقراءة الفصل الخامس : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى