روايات

رواية قرار أم نصيب الفصل الثالث 3 بقلم ناهد خالد

رواية قرار أم نصيب الفصل الثالث 3 بقلم ناهد خالد

رواية قرار أم نصيب الجزء الثالث

رواية قرار أم نصيب البارت الثالث

قرار أم نصيب
قرار أم نصيب

رواية قرار أم نصيب الحلقة الثالثة

النهارده هي راجعه لبلادها من تاني بعد سنتين كاملين….
وبمجرد ماخرجت من المطار حست كانها بتفتكر كل لحظه معاه وكانه هو الوحيد اللي جه في بالها في اللحظه دي رغم انه ما فارقهاش طول السنتين اللي عدوا ورغم من انها اتكسرت 100 مره بسببه مره يوم خطوبته اللي كانت قبل سفرها ومره يوم كتب كتابه ومره يوم فرحه ودول كانوا بعد سفرها واخر كسره لها كانت من كام شهر لما عرفت ان بقى عنده طفل وكأن حياته استقرت وهي بس اللي لسه متعذبه….
خدت نفس عميق وحاولت تهدي نفسها وابتسامه ابتسامه واسعه وهي شايفه اهلها بيقربوا منها…
مر عليها شهر من وقت ما رجعت من بره مفيش اي حاجه بتتغير، ما بتخرجش من البيت غير للضروره ولسه الشغل اللي كلموها عليه ما حدش كلمها تاني ما تعرفش هي قاعده بالظبط مستنيه ايه؟ مستنيه الشغل ولا مستنيه تنسى لان تفكيرها فيه بيزود وجعها وبيكسرها اكثر والنهارده قررت تنزل مع صاحبتها تخرج من المود تشتري اي حاجه حتى لو مش لازماها عشان بس تخرج نفسها من الكابه والحزن…
ويا ريتها ما نزلت… ودي اول جمله جت على بالها وهي بتقابله صدفه على ناصيه شارعهم وكأن القدر رتب لقاء ما بينهم على غفله، ورغم انها مش مستعده لكن ما قدرتش تعمل نفسها مش شيفاه، لانه ببساطه في وشها وبصتله في عينه وبصلها في عينها، وقفت مكانها وهي شيفاه ماشي ناحيتها ومستنيه اللحظه اللي هتسمع صوته فيها بعد سنتين غياب او بالضبط سنتين وشهرين…
ازيك يا لمياء عامله ايه
كان باين عليه التوتر وكان باين عليه ان هو كمان ما كانش مستعد للمواجهه دلوقتي حاولت تتحكم في صوتها الا اكيد بيرتعش وجاوبته:
الحمد لله وانت؟
رد وهو بيحرك كتافه:
تمام ماشيه..
كويس…
الكلمه الوحيده اللي قدرت ترد عليه بيها وحاولت تمشي لكنها سمعته بيقول:
خلصتي المنحه؟
وقفت واتنهدت وهي بتجاوبه:
ايوه خلصتها من شهر
هز راسه وهو بيقول لها:
تمام هايل اشتغلتي؟
حست في سؤاله وكأنه عاوز يقولها ان المنحه ما نفعتهاش بحاجه، وكأنه بيقارن بين حالها وحاله.. هو اللي اتجوز وبقى عنده طفل وبيت ومستقر وهي اللي ما عملتش حاجه في حياتها طول السنتين اللي فاتوا غير انها بتاخد المنحه، لا اشتغلت ولا اتخطبت ولا اتجوزت ولا اي حاجه.. وعشان كده ردت بضيق واضح:
لسه بس الاكيد يعني اني هشتغل مش معقول هكون واخده منحه من جامعه امريكيه وما اشتغلش انا هيكون ليا الاولويه في الشغل.. في اي منصب والف مكان يتمنى ان يشغل عنده واحده معاها خبره وشهادات دوليه معتمده زيي
ضحك وكأنه كشف تفكيرها وعارف انها فهمت سؤاله غلط وحرك راسه مره ثانيه وهو بيقولها:
صدقيني انا اتمنى تشتغلي وتحققي اللي نفسك فيه، اتمنى السنتين اللي ضاعوا ميكونش في الارض.
مين قال لك انهم ضاعوا على الارض؟ ومين قال لك انهم ضاعوا اصلا؟! ما ضاعوش ولا هيضيعوا..
تمام ربنا يوفقك واتمنى ده
شكرا واه مبروك على ابنك سمعت انك خلفت.
ايوه عندي يوسف..
ابتسمت رغم الالم الكبير اللي جواها وجاوبته
ربنا يبارك لك فيه عن اذنك
بص ليها بعد ما مشيت وعينه بتحكي الف حكايه ما كانش ينفع يقول ولا حاجه منهم وجمله بتتردد على عقله انهم ما لهمش نصيب في بعض..
*****
وبعد شهر كمان كان جالها تعيين من شركه كبيره في المجال اللي هي فيه وكأنه العوض عن كل اللي عدى عليها انها هتتعين وهتشتغل، لكنها ما تخيلتش ان الشغل ممكن ييجي لها في شركه كبيره زي دي.. وكأن ربنا بيطبطب على قلبها، وده قدر يحسن جزء كبير قوي من نفسيتها ويثبت لها انها ما كانتش غلط ابدا لما اختارت مستقبلها وفجأه وفي ليله وفي نفس القعده اللي كانوا قاعدينها من سنتين وعرفت فيها انه هيخطب اتفاجئت في وسط الكلام وبنت عمها بتقول:
ده انا شفت ابن ماهر النهارده ما شاء الله زي العسل
عشان ترد عليها بنت عمها الثانيه وهي بتسالها:
شوفتيه فين!؟
فجاوبتها :
شفته مع ماهر في السوبر ماركت اللي في الشارع اللي جنبنا واضح ان هو مقضي معاه اليوم او مش عارفه…
ولفت انتباهها جمله مقضي معاه اليوم فما قدرتش تمنع نفسها وهي بتسال:
مقضيه معاه يعني ايه؟ قصدك يعني مخرجه وكده؟
مره تانيه يتوتر كل اللي قاعدين ويفضلوا يبصوا لبعض من غير ما حد يجاوب، فحست ان في حاجه هي ما تعرفهاش فعادت سؤالها عشان ترد عليها اختها وهي بتقول لها:
اصل هو مش عايش مع ماهر
بصيت لها باستغراب وهي بتسالها:
ازاي يعني مش عايش معاه؟
اصل هو يعني ماهر كان مطلق مراته قبل ما تولد بتلت شهور تقريبا… بعد ماكان في مشاكل كثير بينهم وبعد ما كنا سمعنا انه هيطلقها بعد حملها بشهرين وبعدين تقريبا حاولوا يمشوا الدنيا عشان الطفل وكده بس مانفعش..
وكان كلامهم صدمه بالنسبه لها اولا لان ما حدش بلغها بده رغم انهم ما ترددوش يبلغوها بكتب كتابه وجوازه وخلفته
وثاني حاجه لانها لما كانت معاه وفتحوا كلام عن ابنه كان يقدر لو هو حابب يوصل لها المعلومه كان يقدر يوصلها وقتها
واخر حاجه انها ما كانتش ابدا تتوقع انه يكون مطلق مراته
فبصت لهم وسكتت ما قدرتش تعاتب ان هم ما بلغوهاش لان مش من حقها تعرف وما قدرتش تستفسر اكتر
لكن اختها وفرت عليها السؤال والعتاب وهي بتقول:
ما حبناش نبلغك خوفنا تتعلقي بامل بقى مستحيل اكيد علاقتك بيه مش هترجع بعد ما اتجوز وطلع معاه طفل فقلنا ما فيش داعي انك تعرفي…
وبرده سكتت يمكن كلامهم صح ويمكن لا!!
******
وبعد كام يوم كانت بتقابله للمره الثانيه في نفس المكان وكأنه بقى الفتره دي شارعهم هو الشارع المفضل بالنسباله رغم انه زمان ما كانش بييجي في الشارع ده كتير الا لو جاي يشوفها، والمره دي اول ما شافته ما كانش في بالها حاجه غير انها توصله انها اشتغلت وفي شركه كبيره، وان اللي جريت وراه مخسرهاش وبالفعل بعد ازيك وتمام لقت نفسها بتبتسم وهي بتقول له:
اه صحيح بمناسبه اننا كنا لسه بنتكلم من شهر او شهر ونص عن الشغل الحمد لله جالي شغل في شركه
…… طبعا اكيد الشركه في غنى عن ان انا اعرفها.
ابتسم ليها بفرحه وهو بيقول:
تستاهلي.. تستاهلي كل خير يا لمياء واكيد ده عوض تعبك في السنتين اللي سافرتي فيهم ربنا يوفقك وتطلعي انتي اللي كسبانه..
بصيتله باستغراب وكانها بتحاول تفهم الجمله الاخيره وفعلا سالته:
يعني ايه اطلع انا اللي كسبانه؟
ضحك ضحكه باين عليها الوجع وهو بيقول:
يعني من حكايتنا ومن اختيارنا انا ما كسبتش وعارف ان ده نصيب مش عشان حاجه يعني يمكن لو كان نصيب اتجوز واحده ثانيه كنت كملت معاها… بس سبحان الله نصيبي اتجوز واحده ما قدرتش اكمل معاها وما اتفقناش عشان في الاخر اطلقها، ويكون ولا كأني اتجوزت بالعكس دايما بقول لو كنت استنيت السنتين دول واتجوزتك انتي كنت اكيد هبقى الكسبان..
حست بوجعه ويصعب عليها انها توجعه اكتر عشان كده قالت بمواساه:
اللي حصل زي ما انت قلت نصيب يعني مش عقاب من ربنا مثلا انت ما اذيتنيش في حاجه انت اخترت زمان اخترت زي ما انا اخترت مستقبلي ومهنتي
انت كمان اخترت انك مش عاوز تستنى حقك
وده كان حقي وان كان في غلط فهو مشترك بيني وبينك زي ما محمد اخوك قالي لا انا حاولت اوصل لحل يرضينا ولا انت حاولت تعمل ده وكأن علاقتنا ما كانتش تستاهل او كأن احنا شفنا ده وقتها مش عارفه ازاي بس…. نصيب واخطاء بنتعلم منها عشان ما نقعش فيها تاني.
بصوا لبعض لدقايق والسكوت هو المسيطر و عينيهم بتحكي كتير عشان في الاخر يهز راسه ياكد على كلامها وهو بيبص لها وكانه بيقرر انها تكون المره الاخيره وقال:
معاكي حق نصيب وغلط بنتعلم منه وربنا يوفقك ويوفقني
دمعت عينيها لكنها حاولت تتماسك وهي بتقول
يا رب يا رب
وفي لحظه كانت هربت من قدامه وهي بتعترف انها مش قادره تتحمل نظراته ولا وجع قلبها اكثر من كده
****
واحنا فعلا ما كناش لينا نصيب في بعض رغم غلطنا ورغم اننا بشكل ما كنا السبب في اللي وصلنا له، بس النهايه ان احنا ما كناش لينا نصيب في بعض والدليل على كده ان انا كان عندي استعداد نرجع حتى بعد ما اتجوز وخلف كان عندي استعداد لو كان خد خطوه واتكلم معايا لكنه يمكن شاف ان انا ما استاهلش اتجوز حد كان له تجربه قبلي ومعاه طفل وشاف اني استاهل حد اكون انا اول زوجه بحياته، ويمكن يكون ما كانش عنده الجرأه اللي تخليه يرجع يكلمني عشان نرجع لبعض مش عارفه بس النهايه كانت ان كل واحد فينا دخل حياته شخص جديد انا بعدها بسنه اتقدم لي جوزي وحسيت ان هو شخص كويس وارتحت له ورغم ان عانيت قوي عشان اتقبله واتقبل ان هو مكان ماهر في كل حاجه كنت مخططاها وانا شايفه هو الا انه مع الوقت وبعد الجواز خلاص ما بقتش شايفه غيره ومع كل اللي بيعمله معايا طبعا حبيته…. حبيته وقلت انه فعلا نصيب ربنا احسن بكثير قوي من اختياراتنا يمكن لو كنت اتجوزت ماهر برده ما كناش نرتاح وما كناش نكمل مع بعض في حكايات كتير قوي بعد حب كبير بتنتهي كده
كانت بتحكي لصاحبتها اللي تعرفت عليها جديد في الشغل من ثلاث شهور بس وبقى قريبين اول بعض عشان صاحبتها تسالها:
طب وماهر اتجوز يعني؟
جوابتها
لا بس رجع لمراته واسمع يعني ان هم الحمد لله كويسين مع بعض ومن ساعه ما رجعوا وهم تمام وما حصلش حاجه هو الاكيد انهم رجعوا عشان ابنهم بس يعني الطفل يستحق انهم يحاولوا مره كمان ويمكن يكونوا اتعلموا من غلطتهم في اول الجواز، وشوفتهم مره مع بعض في فرح حد نعرفه وكان ماسك ايدها وحسيت بحبه ليها في نظراته وكلامه معاها طول الفرح.
بس لو رجع بيكي الزمن كنت هتختاري ماهر ولا المنحه؟
بصيت لها بتركيز وجاوبك بكل ثقه:
كنت هختار المنحه طبعا مش بقولك ترتيبات ربنا احسن بكثير من ترتيباتنا..
قرار أم نصيب؟
الإجابة
قرار ترتب عليه نصيب
ربنا عمره ما بيختار لينا حاجه الا وليها الف سبب، ولانه عارف كل حاجه قبل ما تحصل وقبل الكون ما يتخلق اصلا.. فنصيبنا بيتكتب بناء على اختيارتنا وقرارتنا المعلومة من ربنا عز-وجل..
الاتنين غلطوا
هو مصبرش عليها وشاف انها تختار بين مستقبلها وبينه، ومحاولش يدور على حل ليهم، ويناسبهم ويحافظ على علاقتهم.. واتسرع لما راح ارتبط بواحده بعد شهرين عشان بس يحرق قلبها، والنتيجة انه معرفش يتأقلم معاها واطلقوا بعد فتره قصيرة… والأهم ان ماهر مش من حقه ابدا يقف في طريق مستقبلها، ولا اي بنت المفروض تقبل ان حد يساومها على مستقبلها وعلى حلم بتتمنى تحققه مهما كان التمن.
وهي كذلك، محاولتش، ومسمعتش، ومدورتش على حل يناسبهم.. غير انها تسرعت جدا في قرارها واخدته فورا دون تفكير وهدوء، وبعدها قفلت اي باب يصلح الوضع، ومراعتش انه استناها سنتين عشان دراستها بس شافت ان فرض عليه يستناها تاني عشان حلمها، هو مش فرض عليه ابدا، هو حب منه، احساس بيها وبرغبتها، خوف على مستقبلها، رغبة انها تكون حاجه كويسة وتحقق حلمها، لكنه مش فرض ابدا انه يقبل بل بالعكس رفضه كان من حقه
وهي كمان كان من حقها ترفض تتخلى عن حلمها
فوصلوا لطريق مسدود بلوحة كبيرة مكتوب عليها
” قبل ما تقرر، اهدا وفكر، وابقى على الود والعِشرة، ولاقي ميت مخرج.. ولما تتقفل خالص، وقتها انسحب انسحاب مُشرف”
انتهت
تمت بحمد الله

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قرار أم نصيب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى