روايات

رواية حبيسة قلبه المظلم الفصل الثالث 3 بقلم سارة علي

رواية حبيسة قلبه المظلم الفصل الثالث 3 بقلم سارة علي

رواية حبيسة قلبه المظلم الجزء الثالث

رواية حبيسة قلبه المظلم البارت الثالث

حبيسة قلبه المظلم
حبيسة قلبه المظلم

رواية حبيسة قلبه المظلم الحلقة الثالثة

كان يتأملها غير مصدقا من جديد إنها هنا ليسمعها تعاتبه بنبرتها الجذابة المعتادة :-
” لماذا تنظر إلي هكذا ..؟! ولماذا لا تقل شيئا ..؟! هل وجودي أزعجك يا نديم ..؟!”
” ألا تجدين حقا إن وجودك معي هنا غريبا للغاية ..؟!”
قالها أخيرا بعد صمته الطويل لتمنحه إبتسامة هادئة وهي تخبره متجاهلة سؤاله :-
” كنت أنتظرك أمام منزلك منذ الظهر .. فرحت كثيرا عندما رأيتك تغادر المنزل وقد جائتني الفرصة لرؤيتك ..”
ظهرت الفرحة جلية على ملامحها وهي تتحدث بينما هو يتابعها بلا أي تعابير حتى خرج سؤاله مقتضبا :-
” لماذا …؟! ”
سألته بعدم فهم :-
” ماذا تعني بسؤالك هذا ..؟!”
وضح لها :-
” لماذا تنتظريني ولماذا ترغبين برؤيتي ..؟!”
أخذت نفسا عميقا ثم أجابت بإقدام :-
” لإنني إشتقت إليك يا نديم ولإنني كنت أنتظر خروجك طوال السنوات السابقة ..”
حدق بها متمهلا بنظراته الخالية من أي شيء يدل على تأثره بحديثها ليصرح بفظاظة:-
” لم يكن عليكِ إنتظاري إذا …”
أكمل غير مكترثا بتلك العبرات التي تراكمت داخل مقلتيها :-
” مثلما لم يكن عليك المجيء خلفي …”

 

 

ضغطت على فمها بقوة تمنع نفسها من البكاء لتأخذ نفسها وتهتف وهي ترفع ذقنها بكبرياء جريح :-
” معك حق .. لم يكن علي التصرف هكذا … ”
أشاح وجهه نحو الجانب الآخر كي لا يتأثر بمنظرها المتألم المتسبب هو به ويشعر بتأنيب الضمير ليسمعها تهمس بضعف :-
” لم أقصد إزعاجك يا نديم .. لم أرغب بهذا أبدا .. أعتذر كثيرا عن لحاقي بكِ ومقاطعتي خلوتك …”
همت بالمغادرة لتسمعه يقول بصوته الرخيم :-
” نانسي انتظري …”
إلتفتت نحوه بلهفة تتمنى سماع تبريرا لما حدث أو أي كلمة تمحي ذلك الألم الذي تلبس قلبها بسبب كلماته الفجة ..
نظر إليها قائلا بتمهل :-
” لا تنزعجي مني … لقد تحدثت بقسوة غير مقصودة .. انا فقط …”
صمت يحاول غربلة كلماته وهو يشعر إنه أصبح غليظ الطبع والإسلوب بعد دخوله السجن فحدثها بتروي :-
” انا فقط مرهق قليلا …”
” أعلم وأعذرك كثيرا …”
أضافت وهي تقترب منه وتقف أمامه مباشرة :-
” انا لا أغضب ولا أنزعج منك مهما فعلت … ”
وعادت كلماتها ونظراتها العاشقة تدهشه من جديد ..
هي ما زالت تعشقه ولكن لماذا …؟!
لماذا ما زالت تعشقه حتى بعدما رفضها وبعدما مر به ..؟!
هل يعقل إنها لم تستوعب بعد صعوبة ما حل به ..؟!
ودون وعي قال في خضمة أفكاره تلك :-
” ما زلت تحبينني يا نانسي …!!”

 

 

تشكلت إبتسامة حزينة على شفتيها ليجدها تسأله بعد ثواني بشجن :-
” هل لديك شك في هذا هذا يا نديم …؟! ألم تدرك بعد مدى حبي لك ..؟!”
” كنت أظنه حبا صبيانيا يا نانسي .. حبا إنتهي بإعترافك الذي رفضته بشده وأنا أخبرك حقيقة هيامي بأخرى .. ”
تبرمت بضيق وهي تسأله :-
” أمًا زلت تحبها بعد كل ما فعلته بك ..؟!”
وسؤالها جاء في وقتٍ غير مناسبٍ على الإطلاق حيث تجمدت ملامح وجهه كليا بينما تشكلت نظرة غريبة في عينيه جعلتها تدرك مدى فداحة خطأها فتحدثت بسرعة وتوتر:-
” أنا أعتذر يا نديم… لم أقصد …”
قاطعها بجمود :-
” لا تعتذري .. لا داعي لهذا …”
ثم تحركت قدماه ينوي الإنصراف لتقبض على ذراعه تسأله بصوت متلهف :-
” إلى أين أنت ذاهب ..؟ !”
منحها نظرة قاتمة مخيفة جعلتها تتراجع قليلا بقلق فتجده يحرر ذراعه من قبضتها بقسوة ويرحل ..
……………………………………………………………….
وقفت حياة أمام الطبيب تستمع الى حديثه بشأن وضع والدها الصحي بتركيز شديد وقلق جارف …
سمعته يخبرها بصوته الجدي :-
” للأسف لا يوجد بوسعنا شيئا بعد الآن .. سنترك الرئتين كما هما فحالته الصحية لن تتحمل التدخل الجراحي أبدا ..”
” سيعيش على المسكنات …؟!”
سألته بعينين ترقرقت العبرات فيهما ليهز الطبيب رأسه ثم يهتف محاولا طمأنتها قليلا :-
” لكن إطمئني … الحالة ليست متأخرة كثيرا .. سنعطيه علاجا الى جانب المسكنات ربما يساعد في تحسن الحالة …”
مسحت وجهها بباطن كفيها ثم قالت بثبات مصطنع :-
” أشكرك يا حضرة الطبيب … ”
” لا داعي للشكر يا آنسة هذا واجبي …”

 

 

رحل الطبيب بعدها وإتجهت حياة الى داخل الغرفة التي يقطن بها والدها …
جلست بجانبه وهي تتأمله بملامح حزينة لتجده يرمش بعينيه ثم يفتحهما بعد لحظات لتهتف بغبطة :-
” أبي حبيبي … إستيقظت أخيرا .. ”
منحها الأب إبتسامة ضعيفة بينما قبضت هي على كفه تسأله بلهفة :-
” هل تشعر بالألم ..؟! هل تعاني من شيءٍ ما ..؟”
هز رأسه بنفي ثم قال بصوت مرهق :-
” أنا بخير صغيرتي … ”
” خفت عليكَ كثيرا .. كنت سأموت من شدة خوفي …”
قالتها ببحة متألمة وعبرات عادت تتراكم داخل عينيها ليهتف بها بسرعة :-
” بعيد الشر عنك يا صغيرتي … لا تفعلي هذا يا إبنتي … أنا أموت قهرا عندما أراكِ هكذا … حزنك يزيد وجعي يا حياة …”
مسحت عينيها بأناملها وقالت تصطنع إبتسامة خفيفة على ثغرها :-
” لن أحزن بعد الآن طالما أنت معي وبأفضل حال …”
أكملت متسائلة :
” هل تحتاج شيئا الآن ..؟! هل تريد تناول شيئا ما أو شرب الماء …”
أجاب بصوته الضعيف :-
” أريد بعضا من الماء ..”
سارعت تحمل قنينة المياه وتعطيه منها …
عادت بعدها تجلس أمامه تمسك كفه وتقبلها بينما سألها هو :-
” كيف أتيتِ بي الى هنا ..؟!”
أجابت سؤاله :-
” ساعدني محمود جارنا يا أبي .. وفقه الله لقد ظل معي هو ووالدته حتى أخبرنا الطبيب بتحسن حالتك فطلبت منهما الذهاب رغم إصرارهما على البقاء معي …”
” وفقهما الله يا حياة … لا أعرف لولاهما ماذا كان سيحدث ..؟!”
” كان الله سيرسل لي أحدا يساعدني بالتأكيد … اطمئن يا أبي ما زال هناك الكثير من الناس الطيبة والذين يساعدون الجميع ويقفون معهم في الشدائد …”
” معكِ حق يا ابنتي ولكن ..”
أخذ يسعل قليلا ثم أكمل :-
” ولكنني ما زلت أفكر بكِ وماذا سيحدث معكِ بعد رحيلي … “

 

 

قاطعته مرتعبة من فكرة رحيله :-
” بعيد الشر عنك يا أبي … لا تقل هذا أرجوك .. ”
” يا ابنتي مهما عشت سيأتي يوم وأرحل من هذه الحياة … أنا فقط أريد الإطمئنان عليك قبل رحيلي … ”
قالها بجدية وهو يشعر بالخوف منذ الآن على وحيدته وما سيحل بها بعد تركها خاصة إنه يشعر بقرب رحيله ..
” لا داعي لهذا الحديث الآن يا أبي .. أنت بخير الحمد لله ولن يحدث لك شيء بإذنه وحده … لا تتحدث عن الموت أمامي أرجوك ..”
قالت جملتها الأخيرة بتوسل ودموع متكومة داخل عينيها ليومأ برأسه وهو ينهي حديثه ويمتنع عن المزيد منه لأجلها ..
…………………………………………………………
في صباح اليوم التالي ..
خرجت ليلى من الحمام وهي ترتدي روب الإستحمام بعدما أخذت حماما طويلا لتجده يجلس على الكرسي الموجود في أحد أركان غرفة النوم ينظر إليها بتمهل بطيء ..
سألته بنبرة جافة وملامح نافرة :-
” متى عدت …؟!”
رد ببرود :-
” منذ مدة … انتظرتك لتخرجي ونتحدث …”
رمته بنظرات لا مبالية وهي تتجه نحو طاولة التزيين حيث حملت مشطها وبدأت تسرح شعرها الطويل لينهض من مكانه ويتقدم نحوها… وقف خلفها يتأمل ملامحها التي تتجاهله كعادتها فيرسم إبتسامة ملتوية وهو يردد :-
” هل تعلمين ..؟! أنتِ من النساء القليلات اللاتي يمتلكن وجها جميلا للغاية حتى بعد غسله تماما بالمياه …”
لم ترد على كلماته ولم يظهر أي إهتمام على وجهها فقبض على ذراعيها يديرها نحوه بقسوة فترتسم الحدة على ملامحها كليا …
إقترب بوجهه من وجهها بشدة حتى كاد أنفه يلامس أنفها بينما يداه تضغطان على ذراعها بقوة تمنعها من التحرر من وضعيتهما تلك ..
سارت عيناه على ملامح وجهها ببطأ قبل أن يعاود النظر إليها بثبات قائلا بخفة :-
” أنتِ جميلة للغاية يا ليلى … لكنكِ مع الأسف تمتلكين غباءا يماثل ما تمتلكينه من جمال وربما يغلبه …”
أكمل غير مهتما بنظرات الإشمئزاز التي سيطرت عليها :-
” المرأة التي ترهن حياتها لرجل غبيه ومجنونة أيضا .. نحن الرجال لا نستحق عشقا أفلاطونيا كعشقكِ يا ليلى .. ”
” أنت لا تستحق لكن نديم يستحق … ”
قالتها بقوة وتصميم ليضحك عاليا بعدما حرر ذراعيها من تحكمه وإبتعد عنها ..

 

 

توقف عن ضحكاته وهي تطالعه بدهشة من طريقته الغريبة في الضحك لتسمعه يقول هازئا :-
” أعتذر ولكن كلامك هذا مضحكا للغاية … ربما لم تستوعبي حديثي بعد… لا يوجد رجل يستحق هذا يا عزيزتي وحتى السيد نديم لا يستحق …”
أردف وهو يقترب منها يسألها بتهكم :-
” هل تظنين إن نديم لو كان مكانك كان سيضحي بنفسه وحياته ومستقبله لأجلك كما فعلتِ أنتِ لأجله ..؟! ”
أردف وهو يتمعن النظر في ملامحها :-
” أو دعيني أغير السؤال قليلا … هل تظنين إن نديم خاصتك سيعيش على أطلال حبك الى الأبد ..؟! بالطبع لا .. سيأتي يوم ويجد غيرك … سيجد إمرأة تغنيه عن حبك … ”
إنتفضت من مكانها تردد بصوت منفعل :-
” لا .. لن يحدث هذا مطلقا ..”
أردفت :-
” نديم يعشقني أنا ولا توجد إمرأة بإمكانها أن تغنيه عني .. ”
” هل أنتِ متأكدة ..؟!”
سألها وهو يبتسم بإستهزاء لتشمخ برأسها وهي تجيب بثقة مطلقة :
” نديم لن يحب سواي مهما حدث … لا شك لدي بهذا مطلقا …”
” هل تعيشين على أمل أن تكوني معه يوما ..؟!”
سألها فجأة لتكسو المرارة ملامحها وهي تجيب :-
” إنه أملي الوحيد في الحياة أساسا .. هذا الشيء الوحيد الذي يجعلني حية … ”
” وماذا إن لم يتحقق ..؟!”
عاد يسألها بإهتمام غريب لتجيب بعينين شاردتين لكن مصممتين :-
” سأنهي حياتي حينها ..”
……………………………………………………………..

 

 

يسير بخطوات رتيبة نحو المجهول .. لا توجد لديه وجهة محددة يذهب إليها … كل ما يعرفه إنه يسير بإستمرار فقط لا غير ..
عقله مشوش ومشاعره هائجة .. يرغب بالكثير داخله وأكثر ما يتمناه الإختفاء او الهرب بعيدا عن كل ما يحيطه ويعذبه بلا رحمة ..
في اول يوم له خارج القضبان أدرك إن ما خشيَ منه طويلا تحقق … هاهو ومنذ لحظة دخوله منزله يشعر بالضياع ، الضعف والخذلان ..
لم تخذله حبيبة عمره فقط بل خذلته الحياة بأكملها وسرقت منه كل أملٍ فيها …
توقف في منتصف الشارع المظلم ينظر حوله بأنفاس متشنجة ومشاعر سوداوية …
ماذا سيفعل الآن وكيف سيحيى بكل هذا الضياع …؟!
هل يختار الرحيل ..؟! الإبتعاد والسفر الى أي مكان لا يوجد به شيئا من الماضي ..؟! هل سيختفي ماضيه بهروبه بعيدا حقا ..؟! هل ستنتهي أوجاعه بهذا …؟!
سار بخطوات متكاسلة نحو ليجلس بضعف وتخبط عليه ويرفع وجهه نحو السماء المظلمة يتأمل تلك النجوم المضيئة وهو يتمنى داخله لو يصبح مكانها محلقا بعيدا في تلك السماء ..
عاد ينظر أمامه للحظات قبل أن ينهض ويكمل سيره حتى فكر فجأة في الذهاب الى أحد البارات الليلية ..
أخرج محفظته من جيبه يتأمل بعض الأموال التي وجدها تنتظره في غرفته فيبدو إن والدته جهزت كل شيء لإستقباله وربما فعلت هذا كي لا تجعله يشعر بأي ضغينة وهو يحتاج المال فيضطر الى طلبه منها …
نظر الى الوريقات المالية بشرود قبل أن يحسم أمره ويذهب الى هنا ..
بعد مدة هبط من سيارة الأجرة يتأمل المكان بنظرات مضطربة …

 

 

لم يفعلها يوما ويدخل الى تلك الأماكن أبدا لكنه الآن بحاجة الى أي شيء يلهيه وينسيه وجع السنين السابقة …
ضغط على قدميه يجبرهما على التحرك الى الداخل وهناك وجد المكان مكتظا بالرجال والنساء حيث يرقص بعضهم بإندماج غريب بينما يجلس البعض الآخر يتناولون مشروباتهم …
تأمل الجميع بعينين جامدتين فالكثير منهم سكارى يترنحون يمينا وشمالا ولا يعرفون ما يفعلون والنساء يتنافسن في إرتداء ما هو أكثر عريا ..
اتجه نحو البار يجلس عليه ويطلب من النادل مشروب كحوليا …
نظر الى المشروب الذي وضعه النادل أمامه بتيه وفي داخله ما يخبره ألا يفعل .. ألا ينحدر إلى هنا .. ألا يفقد المزيد من ذاته …
اعتصر قبضه يده بقوة وهو يمنع ذلك الشعور من السيطرة عليه فعاند شعوره وهو يقبض على الكأس ويتناول ما به دفعه واحدة …
أعاد الكأس الى مكانه وفي داخله يعلم إنه لم يشعر بالراحة كما يظن لكن شيطانه يصر على هدم ما تبقى من كل شيء جيدٍ فيه ..!!
أشار الى النادل يمنحه المزيد ليتناول الكأس الثاني دفعة واحدة يتبعه بالثالث …
بعد مدة قصيرة بدأت تظهر الثمالة عليه فهذه المرة الأولى التي يتناول بها هذا النوع من المشروبات …
هم بطلب المزيد عندما وجد إحداهن تجلس بجانبه تطلب من النادل مشروبا بدورها ..
كانت فتاة فائقة الجمال ترتدي فستانا قصيرا عاري الإكتاف وتضع مكياجا صارخا وعطرا قوية يثير أي رجل يمر جانبها …
إلتفتت نحوه تتأمل وسامته بإعجاب لتهم بالسؤال :-
” أنت جديد هناك.. أليس كذلك ..؟!”
” كيف عرفتي ..؟!”
سألها مذهولا وقد بدأ يسيطر على وعيه من جديد فتجيب بدورها :-
” انا موجوده دائما هنا وأعرف الزوار دائمين التردد هنا من أولئك الذين يأتون لأول مرة أو يأتون قليلا …”
أكملت ونظراتها المعجبه تتفحصه :-
” ما أسمك ..؟!”
رد عليها :-
” اسمي نديم ..”
” اسم ٌغريب لكنه مميز ..”
قالتها وهي ترفع حاجبها بتمهل فيلتوي فمه بإبتسامة متهكمة وهو يقول :-
” نعم مميز للغاية … مميز مثلي …”
” ألستَ كذلك …؟!”
قالتها وهي تبتسم بخفة ثم تكمل :-
” بالنسبة لي أنت مميز وجذاب للغاية …”
هز رأسه بعدم اكتراث لتجده يستعد للنهوض فتسأله وهي تمسك بكفه :-
” إلى أين ..؟!”

 

 

أجاب بجدية وهو يبعد كفه عن كفها :-
” سأذهب الى دورة المياة .. ”
” سأنتظرك هنا ..”
منحها نظرة فارغة ثم سار نحو دورة المياه وهو يشعر بإضطراب شديد في معدته …
وقف أمام المرآة في الداخل ينظر الى وجهه للحظات قبل أن يفتح صنبور المياه ويبدأ في رش الماء على وجهه عدة مرات …
بدأ يستفيق أكثر بينما ذلك الألم في معدته يزداد أكثر …
وفجأة شعر بعدم قدرته على التحمل فبدأ يتقيأ ما يوجد في معدته …
رفع وجهه أخيرا ينظر الى ملامح وجهه التي أضحت مضنية قبل أن يعاود غسل وجهه بالمياه عدة مرات ..
خرج بعد مدة عائدا الى البار ليجدها ما زالت تنتظره كما أخبرته ..
إتسعت إبتسامتها الفاتنة عندما وجدته يعود بينما أخذ هو ينظر إليها بصمت …
” لماذا تنظر إلي هكذا ..؟!”
جلس أمامها وطلب من النادل أن يعطيه الماء ثم عاد ينظر إليها متأملًا جمالها الكثير بإطراق ليقول بعدها :-
” ما إسمك ..؟!”
ردت بعدما إرتشفت القليل من مشروبها :-
” جالا …”
نظر إليها ببطأ يتأمل كل إنش فيها بينما نظراتها كانت تخبره بما تريده منه وشيطانه يخبره بالموافقة على ما تريده وتجربة ما هو جديد …
ارتشف الكثير من الماء دفعة واحدة ليسمعها تسأل بجرأة :-
” هل لديك المال ..؟!”
ابتسم ملأ فمه ثم أجاب بسخرية لاذعة :-
” الكثير يا جالا .. لدي الكثير من المال …”
” ماذا تنتظر إذا ..؟!”
سألته وهي تغمز له بإثارة ليردد مع نفسه بصوت مسموع :-
” بالفعل ماذا أنتظر ..؟!”
” تعال معي… هناك فندق جيد أذهب إليه دائما …”
شعر بالتردد للحظات لكنه سرعان ما وضع تردده جانبها ونهض معها ..
وصلا الى الفندق بعد مدة حيث إستأجر إحدى الغرف ليسير معها بصمت ووجوم …

 

 

وهناك ما إن أصبح معها في غرفة واحدة حتى أحد يشعر برغبة قوية في الرحيل لتبدأ الحرب بين ما تربى عليه من قيم غرست داخله وإعتاد على التمسك بها وبين شيطانه الذي يغويه بلا رحمة ورغبته التي تزداد بلمساتها الجريئة الخبيرة فتشعل رغبته بها بقوة مخيفة …
وما بين مبادئه ورغبته انتصرت الرغبة عليه فدفعها نحو السرير وإنقض عليها مانحا شيطانه إنتصارا لا ينتسى ..
رأيكم …؟!
احكولي عن رأيكم أيضا بكل شخصية ظهرت حتى الآن
(نديم ، ليلى ، نانسي ، عمار ، حياة )
ملحوظة الفصل القادم هو بداية الأحداث الحقيقة بإذن ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حبيسة قلبه المظلم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى