رواية قتلني قلبي الفصل الثاني عشر 12 بقلم خلود بكري
رواية قتلني قلبي الجزء الثاني عشر
رواية قتلني قلبي البارت الثاني عشر
رواية قتلني قلبي الحلقة الثانية عشر
عندما إلتقيتُ بكَ لوهلة نظرتُ بعمقٍ إلى عيناك أسرتني، حاولت مرارًا أن لا انجذب لها، وأن أخمد نار قلبي التى أعلنت التهابها بشدة، إنه وقوع الحب يا عزيزي مثل النار إذا اقتربت منك التهمت جسدك بأكمله لتصبح أسيرًا لها، كنت من قبل حدثتُ نفسي أن الحبُ محرمًا عليا لأسباب لا يعلمُها غيري لكن بوجودك ظننتُ أنني وجدتُ أماني لكن أصبحت مصدر خوفي وشقائي …
“ياليتني لم ألتقي بك ”
«بقلمي خلود بكري»
خرجت من المشفى بعد أن أتمت الطبية فحصها واخبرتها أن حالتها أصبحت على ما يرام ، سارت في الطرقات تمشي خطوة وتقف مئة، شاردة فيما أصابها فتحدثت مع نفسُها :-
ـ ايه يا روان كنتِ مفكره إنه في حد هيحبك ويتجوزك وانتي مريضة والأسوء إن حالتك ممنوع ليها الخلفه ، مين هيرضى يتجوز وحده تكون له زي أرض البور لا زرع ولا طرح فوقي يا روان هو عنده حق، كل راجل عاوز عيال وعزوه حواليه وانتى مش هتقدري تعملي ده …
خانتها العبارات المؤلمه فجلست على رصيف الطريق تبكي أجل تبكي فما المرأة إلا شعور وحين يهان هذا الشعور يسكن الألم وريد جسدها، ونبض قلبها ….
اقتربت منها فراشةٌ من الجنة صغيرة في عمر الطفولة بعقلٍ أكبر من حجمها الضئيل فهمست تلك البريئة في أذنيها:-
ـ لماذا تبكي يا صاحبة العيون الفُسدُقية.
رفعت روان بصرها بتعجبٍ من صوت صغيرة تناديها بذاك الغزل …
تابعت تلك الطفلةُ الجميلة حديثُها :-
ـ انتي جميلة ليه بتعيطي
احتضنتها روان بقوة وهي تقول بهمس ضعيف :-
ـ ألمتني الدنيا يا صغيرة واوجعني من وثقت بِهم
ربتت على ظهرها بحنان بكفها الصغير ثم أردفت بمحبة :-
ـ لكن تلك الدنيا فانية ونحنُ نُريدُ الجنة
اغمض عينيها تتنفس ببطٍ ثم قالت :-
ـ لكن مر الحياة عسير والصبر عليها يهون بجوار من نأمنه لكن اليوم فقدتُ ما تبقي في قلبي من صبر ..
اتعرفي؟
نظرت لها تلك العيون ببراءة …أومأت برأسها لتكمل فقالت روان بأنين :-
ـ خبيت مرضي عن الكل، كنت متعوده ازرع البسمة على وجوه كل الناس من قريب وغريب ، وكنت بخاف من الحب ولما فتحت قلبي له خذلني قتل قلبي بسكين حاد، مكنتش أعرف إنه ابتلاءات الله بالمرض لينا ممكن تكون عار يلازمنا …
شوفت النهارده قد إيه الإنسان بيرمي ثقته الكامل في ناس متعرفش حاجه عن مراعاة المشاعر أو الأصل مثلًا تقريبًا ميعرفوش حاجه عن الله…
ابتسمت تلك الصغيرة وهي تهمس لها بيقين :-
ـ مش كل الناس وحشه ولا كلهم حلوين
زفرت بألم شديد وهي تقول:-
ـ صعب على الإنسان لما يقع في الوحشين
ربتت على كفيها بحنان:-
ـ بس الطيبون للطيبات وانتي طيبة وجميلة عشان كده ربنا هيرزقك باللي يطيب خاطرك ويكون إنسان عارف ربنا سبحانه وتعالى..
ابتسمت روان من وسط بكائها ثم أردفت بخفة:-
ـ انتي جميلة أووي اسمك ايه بقى؟
ضحكت الصغيرة بعذوبة ثم أردفت بفرحٍ:-
ـ اسمي أيسل يا صاحبة عيون الفُسدق
ابتسمت روان ملء فمها وهي تتحدث بإعجاب تمد يدها لتصافِحها:-
وانا روان…. ثم تابعت حديثُها بحبٍ:-
ـ ربنا يبارك فيكي يا عيوني ويديم عليكِ وجهك البشوش، وخفة دمك، وطيب أثرك .. انتِ طمنتي قلبي بكلامك ..
احتضنتها أيسل بضعف بسبب قصر طولِها وهي تقبل خديها بمحبة :-
ـ انتي أجمل يا روان
رقدت الصغيرة تبتعد عنها وهي تلوح بيدها تودعُها فابتسمت برضا ويقين ثم همست بداخلها:-
“رسائل من الله تطيب خواطر كُسرت فتجبُرها وتنقيها”
_____________________
عند رغد
زال الخطر عنها وتوقف نزيف جسدها وارتخت اعصابُها فهدأت كثيرًا كانت الغرفة مُلئت بالعائلة جميعًا فاقتربت الاء تقبلها وهي تهمس لها بهدوء :-
ـ يومين عدوا من غيرك حسيت بالغربة يا رغد قومي كفايه بعد عننا ..
أمسكت كفيها بهدوء وبصوتٍ متعب أردفت :-
ـ هقوم بس هكون مقتوله يا ألاء عارفه الإنسان لما بيتقتل ويفضل عايش انا هعيش كده روح ميت مفارقه جسدها
احتضنت كفيها بألم وهي تهمس لها بهدوء:-
ـ هتعدي كل ده هيكون ماضي يترمي وار ضهرك انتي اقوى من كده …
هبطت دمُوع عينها بأنين مؤلم ثم أردفت بصوتٍ قطع نياط القلب لكل من سمعه :-
ـ عارفه ايه اكتر حاجه وجعتني إننا بقينا زي التجارة واللي بيتاجر بينا اقرب الناس لينا ازاي هنسى اللى ابويا عمله فيا قدام عيني … طب أسند ظهري على مين لما الدنيا تميل بيا.
اغمض يامن عينه بألم ثم تحدث قائلًا بجدية :-
ـ هتسندي عليا يا رغد إن الدنيا دي كلها وجعتك قلبي هيداويكِ …
تطلعت بهِ بحزنٍ ثم أردفت بحسرةٍ:-
ـ وانت ليا تاخد واحدها خلاص ادمرت يا يامن في الدنيا في بنات كتيرة حلوين وأهلهم حلوين وبنات طالعة تربيتهم سوية لكن أنا كل تعقيد …
اقترب اكثر ووقف مقابلًا لها ثم تحدث بنبرةٍ صادقة :-
ـ انتي في عيني احلى وحدة في الدنيا ومستحيل ادور على حد غيرك
ثم نظر لعينيها بعمقٍ وهم يهمس بنبرةٍ عاشقة فشل أن يداريها :-
“وإن خيروني بين حلو الدنيا ومرها معكِ سأختار المُر معكِ لأُحليهِ بكِ، فليس لي بالحلوِ شيءٍ دونكِ، فأنتِ كُل الحلوِ وما دونكِ مُرٌ لا يُطاق”
خفضت بصرها بخجلٍ من تلك الكلمات التي أحدثت قشعريرة بجسدها، فالتفتت تداري قسمات وجهها التي أعلنت الإحمرار ..
خجلت جميع الفتيات من حديث يامن الجرئ فهتف مالك بمكر:-
ـ أيوه يا عم الشاعر كانت فين الرومانسيه دي من زمان
هممت الفتيات بحياءٍ و بضحكة خافتة أردفت سلمي:-
ـ ما شاء الله كلامك جميل يا يامن
نظر مروان لها بشوقٍ صريح ظهر في مقلتيه فتحدث بمحبة
:-
ـ ربنا يجمعكم على خير يا حبيب اخوك ويعوض صبركم خير ثم تطلع لسلمي وهو يقول:-
ـ ويجمع كل قلبين بيحبوا بعض فى الحلال يارب ..
أشاحت ببصرها بعيدًا عنه ، فما زال قلبها يؤلمُها من أثر ما فعله …
اقترب مالك عندما رأى ملك تجلس شاردة بعيدًا عن الجميع فهمس لها بتسلية :-
ـ عقبال ما عريسك يدلعك وبقولك شعر قدامنا كده يا ملوكه
نظرت له بأعين لا تنذر بالخير أبدًا ثم هتفت بعصبية :-
ـ ملكش كلام معايا يا مالك
نظر بعمق إلي عيناها قائلًا بنبرة عاشقة وغمزه تتراقص على مُحِياه:-
” من بين نساء الكون جئتِ انتي لتكوني لقلبي قمره المنير
فما ظنك قمرائي هل يتخلي عنكِ قلبًا نبضه منكِ، تحدثِ بربك هل يحق لي العيش في كونًا غاب عنه القمر في عتمة لياليه”
«بقلمي خلود بكري»
صفق الجميع بحرارة وصدح صوت الضحكات في الغرفه بأكملها، لكن هل يعود القلب بعد قتله، هل سيسكن الحب الأوردة من جديد ؟
_______________________
“في مطار القاهرة الدولي”
هبطت تلك الطائرة القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية.
وقفت سمية بانتظار عودة أبيها بعد غياب طال لخمس سنوات، تغيرت فيهما ملامحها الصغيرة ، كانت عيناها تجوب المكان بأكمله شوقًا للقياهُ، لمحته من بعيد وبرفقته أحد فركضت مسرعة إليه،
فتح ذراعيه بمحبة وشوق كاد يخرج من عينيه، خانتها دموع عينيها فاحتضنته بقوة وهي تهمس :-
ـ وحشتني اووي يا بابا
ربت على كتفيها بحنان ثم أردف بحبٍ:-
ـ وحشتيني اكتر يا سمسمه
قبلت رأسه بهدوء ثم هتفت قائلة:-
ـ معلشي يا بابا ماما مقدرتش تيجي معايا إنكار على ما يرام الله وبركاته عارف من يوم وفاة جدتي والجلطة أثرت على رجليها ومبقتش تخرج
بلع غصة حلقه بألم قائلًا :-
ـ انا نازل علشان اخدكم معايا وان شاء لله هعالجها عند اكبر دكتور في امريكا..
تحدث سمية بيقين وأمل :-
ـ يارب يا بابا ربنا يشفيها وترجع تقف على رجليها من تاني
..
هتف صوتًا من خلفه قائلاً:-
انا خلصت الاوراق وماشي يا عمي رمضان
التفت له وهو يقول بعتاب :-
ـ أحنا اتفقنا على ايه يا دكتور محمود !
ابتسم بهدوء ثم أردف قائلًا:-
ـ في مرة ثانية بإذن الله هجيلك نشرب الشاي مع بعض
اقتربت سمية بعدما كانت تجلب زجاجة مياه تطلعت بدهشة إلى من يقف بصحبة والدُها فهمست بتعجب :-
ـ دكتور محمود !
نظر لها بهدوء ثم تحدث قائلًا:-
ـ سمية ازيك اخبارك ايه
هتفت باحترام:-
ـ الحمد لله بخير ازي حضرتك يا دكتور
ابتسم بخفه وهو يتساءل :-
ـ متقولش إن الآنسة سمية بنتك!
ابتسم ملء فمه وهو يقول بمحبة صادقة:-
ـ دي نور عيوني اللي بشوف بيها
تبسم بخفه وهو يغض بصره عنها فقال بثبات:-
ـ ربنا يبارك فيها آنسة سمية من الطالبات اللى كانت متميزة عندي ..
زوى حاجبيه بدهشة وهو يقول:-
ـ انت كنت بتدرس لسمية
أومأ برأسه قائلًا ببسمة هادئه:-
ـ ايوه انا دكتور في الجامعة اللى فيها سمية
ربت رمضان على كفيه بمحبه قائلاً :-
ـ طب يلا نوصلك في طارقنا انت ساكن فين
أجابه بهدوء:-
ـ في عماره رقم ….في حي الزمالك
علت الدهشه وجهه فقال بمرح:-
ـ يا محاسن الصدف ده انت ساكن في العماره اللي قصادنا بالضبط
خفق قلبه بهدوء ثم أردف بهمس :-
ـ ودي احلى صدف
كانت وجنتها أصبحت بالون الاحمر من شدة الحياء، ونبضات قلبها أعلنت الطبول ،تطلعت له بأعين لامعه بعشقٍ يهدد بالظهور منذُ وقتًا طال ، فبادلها نظره عاشقه لم تفهمها فهمس بداخله:-
ـ” عارف يا سمية إن جواكِ شيء ليا، آهٍ لو تعرفي أن في قلبي أشياء لكِ”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قتلني قلبي)