رواية قبل فوات الأوان الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم رانيا الطنوبي
رواية قبل فوات الأوان الجزء الرابع والعشرون
رواية قبل فوات الأوان البارت الرابع والعشرون
رواية قبل فوات الأوان الحلقة الرابعة والعشرون
ليجد صفعة علي وجهه وهو يكمل سرده
هيثم وهو واقف في مكانه بعد ما صفعه : ليه يا هشام عملتك ايه منة عشان توديها شقة المعادي علي انها شقتك وتصورها ، كل ده عشان الرهان
هشام وهو يبكي : انا مفكرتش ساعتها انا لقيت منة قدامي و ———————-
ظلت منة تبكي بمرارة حينما استفاقت لتجد انها خدرت من العصير الذي شربته و باتت في سرير هشام ، الي جوارها لم يكن افضل حالا منها لينظر اليها حزينا
هشام : انا اسف يا منة ، انا اوعدك اني اصلح كل ده بس بلاش دموعك دي
منة باكية : ليه كده يا هشام ، ليه ده انا وثقت فيك وحبيتك ليه تعمل فيا كده ليه
هشام : صدقني انا حاصلح الموضوع انا حاجي اطلبك من اهلك الاسبوع ده
منة : اطلع برة الاوضة يا هشام
هشام بحزن : يا منة ————–
منة : ارجوك
ليخرج خارج الغرفة تاركا ذبيحته خلفه ليقطعه صوت الهاتف
اشرف : ايه يا اتش حصل ولا لا
هشام بحزن : ايوة
اشرف : طب الشلة كلها مستنيك يا اتش انهاردة في النادي حازم بجلالة قدره حيديك الرهان قدام الشلة مبروك يا اتش ايوة كده
ليغلق هشام الهاتف ويلتف علي وقع صوت من خرجت ، باتت مكلومة وحزينة ولا تنطق اقترب هشام منها وهو يريد ان يخفف عنها
هشام : منة ————- صدقني حاجي يا منة لاهلك ، منة
فتحت الباب وخرجت دون كلمة ، ليجلس خلف باب مملوءا بالهم
مساءا الي النادي توجه هشام ليجد حازم وعصام واشرف ومعتز وبقية الشلة بانتظار البطل المغوار الذي استطاع الفوز بالرهان والايقاع بفتاة بريئة
ليبدأ حازم بالوقوف مازحا امام الخمس زجاجات ويقول : اخواني الاعزاء انهارده لازم اعترف انا حازم رفعت الصاوي اني خسرت اول رهان قدام هشام انهارده ولاول مرة هشام الزيني يكسب رهان ومن مين من حازم ، انهاردة منة الدريني دخلت الموسووووووووووووووووووووووووووووووعة
لتتعالي الصيحات والصفير ويبدأون في وضع الاكواب ويبدأ حازم في رج اول زجاجة وفاتحها لينسكب جزء من ما فيها ويبدأ بسكب ما بها علي الاكواب حتي يقف امام هشام ليسكب له ، حينها رمق هشام حازم بنظرة احتقار بالتأكيد اشعلت حازم ، قرر حازم حينها سكب ما بيده علي ملابس هشام ليشتعل هشام غيظا فيبصق علي وجه حازم ليضرب حازم الزجاجة التي بيده فتنكسر فيقرر التقدم ليضرب هشام بها ليمسك عصام حازم من يده ويمسك اشرف هشام
عصام : ايه انتو سكرتوا وحتخرفوا ولا ايه
لم يرد حازم وبات يرمق هشام بنظرات غيظ وبات هشام ينظر نفس النظرات بات وضاحا كم الكره الذي كان بين الاثنين
ليتقدم هشام من المنضدة الموضوع عليها زجاجات الخمر فيدفعها بقدمه كاسرا ما عليها ثم يرحل
هيثم : وليه مجيتش تتقدم لمنة زي ما قلت
هشام : تاني يوم اتصلت بمنة وقابلتي عند بيتها كنت كتبت ورقة جواز عرفي ومضيت عليها وخليت اتنين صحابي مضوا عليها ومنة كمان مضيت عليها
وقولتلها تصبر عليا شوية ، ومنة مرضيتش تقابلي من بعدها
هيثم : طب ايه اللي خلي منة تنتحر ، وليه انت موفتش بوعدك
هشام: اشرف جالي بعدها بفيديو ليه مع منة وقالي انه اخدها شقة المعادي وانها كانت مبسوطة معاه ووراني الفيديو وشوفتوا ساعتها قررت ابتز منة بالفيديو اللي ليها عندي وقولتها لو مجتش تقابلي حاوري الفيديو لاهلها كنت فاكر ان منة بتقابلني وبتقابل غيري وانها ضحكت عليا لحد ما جه اليوم اللي منة جاتلي بتعيط عشان مش عايزة الوضع يستمر بينا بالشكل ده
مرة اخري الي شقة المعادي الي ذلك اليوم الذي اتت فيه منة راجية باكية
هشام : انا اضمن منين ان اللي بطنك ده يبقي ابني مش جايز ابن اشرف
منة وهي منهارة من كثرة البكاء : مش مهم ابن مين فيكم المهم ترحموني اهلي حيقتلوني يا هشام اكتب كتابي بس و طلقني استر عرضي حرام عليك مش مكفيك اللي عملته فيا مش مكفيك انك ابتزاتي بصوري وخاليت اشرف هو كمان يقابلني هنا انت واشرف عملتوا فيا اللي مفيش حيوان يعملوا ارحموني بس مش اكثر خايفة اموت خايفة من اهلي حيقتلوني يا هشام مش عايزة منك حاجة غير بس ترحمني
هشام ببرود : يووووووووووو انتي بقتي تقرفي اوي يا منة اسمعي يا حلوة انا مضربتكيش علي ايدك انتي جيتي برجلك لحد هنا انتي اللي وافقتي من الاول انه يحصل بيني وبينك حاجة متجيش دلوقتي تعيطي وتقولي اهلي بلا اهلي بلا زمالك لو كنتي بحترميهم مكنتيش جتي معايا اصلا
منة بانهيار : معاك حق اظاهر مبقاش مكتوب عليا الا الموت انا وابنك اللي مش عايز ترحموا هو كمان
هشام : بس متقوليش ابنك بس علشان قلبي الرهيف ميتعبش منك
منة بانكسار وهي ترحل : انا مليش غير ربنا ومش حاقولك غير ربنا ينتقم منك انت واشرف ربنا ينتقم منك ربنا ينتقم منك
اغلق الباب خلفها وجلس علي الارض بضيق يأنب نفسه وهو يقول في نفسه : هو اشرف ابتزاها ولا هي راحت برجلها ، يا ريت يا منة يكون اللي بطنك فعلا ابني بس ازاي وانتي قابلتي اشرف واللي حصل بينكم ، انا مش فاهم حاجة
هشام : تاني يوم عرفت من اشرف ان منة دريني انتحرت والخبر انتشر علي انها ماتت في حادثة لكن كل اللي عرفوتوا يومها انها ماتت ، ماتت بسبب الرهان القذر اللي احنا اترهناه عليها و اليوم ده انا عمري ما حنساه ، اليوم ده احنا الاربعة اتقبلنا في شقة المعادي انا وعصام وحازم واشرف
هشام بعصبية : انتم بتقولوا ايه يعني ايه منة ماتت انا مش فاهم منة كانت لسة هنا اول امبارح وبعدين اهلها بيدوروا علي اللي عمل فيها كده واهلها عرفوا منين
اشرف : بص هو الموضوع مش كده بس انا عرفت ان عمها جه النادي وقعد يسأل علي اصحاب منة ، بس هو معرفش عنك حاجة لانك كده كده كنت بتقابل منة برة
هشام وقد بدأ يدمع وهوي الي اقرب مقعد : يعني منة فعلا ماتت
عصام بضيق : ايوة والعزا كان انهارده ، اخرت الهزار واحدة ماتت بسببنا
اشرف : بس متقولش بسببنا ، محدش كان ضربها علي ايديها مش هي اللي جت
حازم بضيق : لا بسببنا ، عمري ما تخيلت ان الهزار ممكن يعمل كده
هشام لحازم : انت السبب ، انتي اللي قلت نتراهن عليها
حازم لهشام بعصبية : انتي حتستعبط مش انت اللي وافقت ، وبعدين احنا محدش فينا لمسها انت اللي جبتها هنا الشقة والفيديوهات اللي تخص منة انت اللي مصوراها
ليتقدم هشام في محاولة لضرب حازم فيجذبه من ملابسه : ومين اللي راهن ومين اللي جاب ازايز الويسكي
حازم وهو يدفعه عنه : ومين اللي راقبها ومين اللي رمي نفسه قدام عربيتها
ليقف عصام في المنتصف صارخا : كفاية بقي كفاية احنا لازم نشوف حنعمل ايه مش نتخانق
اشرف : انا من رأيي منعملش حاجة بالعكس احنا نكمل حياتنا عادي ولا كأننا نعرف منة اصلا وبس
لينزل عصام وحازم واشرف اما هشام فجلس وحده داخل شقة المعادي مختبأ يومين حتي يهدأ الامر
هذا اليوم لم يكن في تاريخ حازم ولا عصام ولا هشام يوما عاديا كانت بداية التحول لدي الثلاثة لتحول هشام الي حوت بدلا من حازم الحوت ليسعي بداخله من فرط يأسه الانتقام من كل شئ واول شئ هو نفسه ولكن الي هذا اليوم لم يكن متأكدا من طفل منة الي ان تزوجت نيرة من اشرف واكتفت بقول انه لا ينجب
هيثم : بس اشرف كان عنده عجز مش بس مش بيخلف
هشام : يعني ايه
هيثم : يعني اشرف مكنش بيعرف يعمل حاجة اللي اختك قالته انه كان بيخدر البنات اللي معاه ويصورهم ويوهمكم انه كويس ، حتي منة عمل معاها كده هو قال قبل ما يموت انه وهمك ان منة حامل منه مع انه مكنش حصل بينهم حاجة ، يعني الفيديو اللي وراهولك ليه ولمنة ممكن جدا يكون متفبرك
هشام : يعني اشرف فاهمني ان اللي في بطن منة ممكن يكون ابنه وهو اصلا ———
هيثم : عموما احنا حنسأل منة ونعرف الباقي بس اديني عرفت منك
ليقطعهم صوت ممرضة بالمشفي
الممرضة : استاذ هشام
هشام : ايوة
الممرضة : زين خلص
——————————————
امام غرفة منة الدريني وقف الاثنين
حازم : ياااااااه انا مش مصدق ان منة لسه عايشة
عصام : فاكر يوم ما عرفنا انها ماتت
حازم بضيق : فاكر
ليعودوا الاثنين الي ذلك اليوم
نزلوا السلالم من شقة المعادي كان عصام يهرول حتي وصل الي الشارع ليلحق به حازم
حازم : انت بتجري ليه يا اخي كده
عصام بضيق : عاجبك اللي حصل ده
حازم : انت شايفني مبسوط اوي
عصام بعتاب بالغ : احنا ايه اللي جرالنا ده يا حازم من يوم ما اتلمنا علي اشرف وهشام واحنا في النازل انا خلاص قرفت يا اخي اقرفت بجد خمرة ونسوان وحشيش وقمار ورهانات ده احنا ولا الكفار ايام ابو لهب يا اخي
حازم بعصبية : انت يعني كان حد ضربك علي ايدك ما هو المزاج عايز كده وادينا بنمشي ورا المزاج
عصام بضيق : واخرت المزاج يا حازم واخرتها ، اللي بنعملوا في الناس ده لو جه يوم واتعمل فينا لو اترديلنا في اخواتنا ولا مراتتنا ولا بناتنا ، لو جه يوم وحد راهن علي لوجي —————
حازم بعصبية : اخرس يا عصام لوجي ، لوجي بنتي
عصام : انا خلاص ناوي اسيب النادي ومش ناوي ابقي وسطيكم وكفاية لحد كده
ليتوجه عصام الي سيارته تاركا حازم ، لحظات وقاد حازم سيارته ليعود الي المنزل صعد الي غرفة ابنته الصغيرة ابنة العامين جلس الي جوار سريرها الصغير ناظرا اليها : عارفة يا لوجي ، انا مش وحش اوي زي ما ناس كتير فاكرة انا ساعات ضميري بيأنبني علي اللي باعمله وساعات ببقي عايز اتغير وابقي اب كويس بس مش عارف بلاش تزعلي مني ، انا ناوي من انهارده عشان خاطرك ابطل موضوع الرهانات ده ويمكن كمان ابطل شرب ولو في حاجة غلط تاني ينفع ابطلها ححاول ، عارفة يا لوجي يا ريت ربنا يحطك في طريق تاني خالص غير اللي انا فيه انا وماما انا عارف انه صعب ، بس ساعات بيبقي نفسي متبقيش زي انا ومامتك يا رب يا لوجي تبقي احسن مننا مع اني مش عارف ازاي
ليقطعهم من شرودهم صوت احد خارج من غرفة منة
اميمة : مستر حازم ، مستر عصام ، انتم واقفين هنا ليه
عصام : كنا عايزين نطمن علي منة فاقت ولا لسه
اميمة : فاقت والحمد لله ، ومدام ندي كويسة
حازم : الحمد لله
اميمة : الحمد لله ، انا كنت عايزة اعتذر علي اللي عملته معاكم بس ———–
حازم : لا يا اميمة انا صحيح عرفت الحقيقة بس مش زعلان منك انا كنت فاكر انك بطلعي اسرار الشغل برة ، بس اتضح انك بدوري علي الحقيقة
عصام : انا بالنسبالي عايز اشكرك علي اتصالك بيا
اميمة : عموما انا اسفة علي موضوع الميموري انا اضطرت لكده ، بس هيثم قالي انه طلع متفبرك ، مرة تانية انا حقيقي اسفة ، بعد اذنكم
عصام : اطمنا علي منة
حازم : الحمد لله
————————————–
فتحت عيناها بعد ما افاقت من الحقنة المهدئة التي كانت قد اخذتها لتنظر الي الغرفة فتجد ان احلام جلست الي جوارها غير ان احلام اتكأت علي الكرسي الذي كانت تجلس عليه وغفوت
لتحاول فريدة القيام من مكانها فتشعر احلام بها فتقوم علي صوتها
فريدة : هي الساعة كام دلوقتي
احلام : تجيلها 4 ونص
فريدة : انا نمت كل ده
احلام : معلش المهم بقيتي كويسة اما اطلع اقولهم انك فوقتي
فريدة : استني يا احلام ، انا عايزكي في كلمتين الاول قبل ما تناديهم
لتقترب احلام باتجه السرير فتقف امام فريدة : خير
فريدة : لو طلبت منك انك تسامحيني ترضي تسامحيني
احلام : المسامح ربنا ، بعد اللي عملوا حازم وقاله معنديش كلام اقدر اقوله غير اني حسامحك اولا عشان ربنا وثانيا لان الفلوس عمرها ما فرقت معايا وثالثا لان ابنك طلع راجل رد الفلوس عشان ربنا وصان بنت اخويا وصان بنت اخويا دي عندي بالدنيا بعد كل ده مفيش قدامي غير اني اسامح ، اسامحك واسامح رفعت وربنا يغفرله ويسامحه
لتزفر فريدة بضيق : بالبساطة دي يا احلام بعد كل اللي عملته فيكي
احلام : ما انا قلتلك يا فريدة الدنيا اصلا مش مستهلة واديكي شوفتي مرات ابنك الاولانية اهي 28 وراحت في لحظة
لتتجمع الدموع في عينها وهي ترد : يا ريتني كنت سمعت كلام رفعت من زمان وردينا الفلوس بدل ما حازم اتبهدل كده بسببنا عموما انا من بكرة حاسيب الفيلا وكل حاجة ليكي فيها حق حترجعلك انا خلاص مبقتش عايزة غير اني افضل جنب ابني وبس يا عالم بقي قد ايه من عمري
ليقطعهم صوت طرق الباب ليدخل حازم وحينها خرجت احلام
حازم : كل شوية اجي ابص عليكي الاقيكي نايمة ، مكنتش عايز اصحيكي
رفع يدها ليقبلها بشفتيه : الف سلامة عليكي يا ست الحبايب
فريدة : ندي عاملة ايه دلوقتي
حازم : الحمد لله ، احنا كلنا حنمشي الصبح
فريدة : ربنا يعوض عليك يا حبيبي ويرزقك الذرية الصالحة
حازم : امين يا رب
فريدة : قريت وصية ابوك ، عموما انا معاك يا حازم ان الاوان ننفذها وسامحني يا ابني معلش سامحني
حازم : بجد يا ماما ، يعني حنرد الفلوس
فريدة : ايوة يا ابني حنردها ، كل حاجة كل حاجة
——————————————–
منة وهي تبكي : وانت يا هيثم صدقت الكلام ده
هيثم : انا حكيتلك اللي هشام قاله
منة : وهو فين دلوقتي
هيثم : اخد زين بعد الجالسة ، وقال حيشتريله هدوم ولعب
منة بعصبية : وانت ازاي تسيبهوله افرض عمل فيه حاجة
اميمة : اهدي يا منة ده مهما كان ابنه ومش ممكن يأذيه
هيثم : انا بقي عايز اعرف منك انتي رحتي شقة المعادي وقابلتي اللي اسمه اشرف ده ليه
منة وهي تبكي بشدة : هشام بعتلي رسالة وقالي اقبله هناك وانا رحت علي اساس هشام مش اشرف وكمان قالي المفتاح تحت المشاية اللي قدام الباب فتحت ودخلت استناه بصيت لقيت اشرف هو اللي جاي والباقي انا مش مضطرة احكيه وقبل ما يمشي قالي ان هشام هو اللي بعته وان هشام بياخد فلوس من صحابه مقابل ان انا اروح شقة المعادي ليهم ، وقالي كمان ان اتعرف عليا رهان مش اكتر ووراني فيديو لحازم وهو بيقول هشام دخل منة الدريني الموسوعة و ودها شقة المعادي والرهان كان علي 5 ازايز ويسكي
اميمة : يا رب اللي اسمه اشرف ده يولع في جهنم ، بجد مش لاقيه وصف لاللي كان بيعمله غير انه اخد الموتة اللي كان يستحقها
منة باكية : اوعوا تصدقوا اللي هشام بيعمله ، هشام زي اشرف كلهم زي بعض
ليقطعهم صوت طرق الباب فيدخل هشام حاملا زين علي يده ، اما زين فكان في قمة فرحه
زين : ماما
منة وهي تفتح ذراعيها لابنها : تعالي يا حبيبي عملت ايه
زين وهو ينظر لهشام بفرح : ماما بابا جه وجابلي لعب كتير اوي وهدوم حلوة شوفتي يا ماما
منة لزين وهي تمسح علي شعره : وانت اتبسط يا زين
زين فرحا : اوي اوي
هشام لمنة وهو يتقدم خطوات باتجه سريرها : حمدلله علي سلامتك يا منة
منة باقتضاب : الله يسلمك ، شكرا علي الحاجات اللي جبتها لزين
هشام : ده ابني يا منة ، انا مستعد اعمل ايه حاجة عشان اعوضكم
منة وهي لا تزال علي اقتضابها : شكرا
————————————
طرقت باب غرفتها لتدخل للاطمئنان عليها هي وحازم
فريدة لندي : عاملة ايه دلوقتي يا ندي
ندي مبتسمة : كويسة الحمد لله ، انتي اللي عاملة ايه يا ماما الف سلامة عليكي
لتقترب فريدة وتجلس علي طرف السرير : انا كويسة يا بنتي ، وحابقي كويسة اكتر لما اشوفكم كويسين
ليجتمع الجميع داخل غرفة ندي ، شريفة ونفيين وحازم و عصام ودادا محاسن وفريدة و لوجي
عند هذه اللحظة يطرق الباب نبيل ليدخل للاطمئنان علي ندي
نبيل : حمدلله علي السلامة يا ندي
ندي : الله يسلمك يا عمي
حازم : ازيك يا عمي
نبيل: ازيك يا ابني
عصام وهو يقترب من نبيل : حضرتك فاكرني
نبيل مبتسما : طبعا
عصام : طب بعد السلامات دي وبما اننا مجتمعين الاجتماع الحلو ده ممكن ارجع اعيد طلبي تاني يا عمي
ليعدل من هيئته وهو ينظر الي نفيين : عمو نبيل ممكن اطلب ايد نفيين منك انهارده
نبيل وهو ينظر الي نفيين : في المستشفي
ندي : انا مسامحة يا عمي بس عشان خاطرنا وافق
نبيل : لو نفيين موافقة انا موافق
نفيين بخجل : اللي تشوفه يا عمي
نبيل : خلاص مبروك يا ولاد
محاسن : لوووووووووووووووووووووولي
حازم : يا دي الفضايح يا ولاد زغاريد في المستشفي ، عاجبك كده يا عم عصام
عصام مبتسما : ايوة عجبني وعجبني اوي
ليقطعهم صوت طرق الباب فينادي حازم : ادخل
ليطل هشام برأسه وهو يقول
هشام : مساء الخير
الجميع باستغراب : مساء النور
هشام لندي : الف سلامة عليكي يا مدام ندي
ندي : البقاء لله يا استاذ هشام
فريدة : البقية في حياتك
هشام وهو ينظر للجميع : حياتكم البقية ، عموما انا كنت جاي اطمن علي مدام ندي ، عن اذنكم
ليلتف هشام خارجا من الغرفة فيتجه حازم ليخرج خلفه
ندي لحازم : انت رايح فين
حازم وهو يخرج من الغرفة : راجع دلوقتي
اغلق باب غرفة زوجته وخرج خلف هشام ليستقفه بصوته
حازم : هشام
التفت هشام لينظر الي حازم مشي حازم خطوات ليقف وجها الي وجه امام هشام
نظروا الاثنين الي بعضهم البعض طال النظر وساد الصمت
ليقطع هشام الصمت : انا عايزك تسامحني اني فكرت في يوم اني اقتلك ، مش عارف ازاي ممكن تسامحني علي حاجة زي دي بس انا عايزك تعرف اني شوفت اللي عمتله فيك ويمكن اكتر
حازم : انا كمان عملت فيك كتير اوي ، احنا الاتنين غلطتنا ومكناش فاكرين ان ده حيكون اخرت الغلط ، اللي احنا في دلوقتي هو اللي احنا عملنا بايدينا ، انا بس عايزك تعرف حاجة ، فاكر الوصلات والشيكات اللي كنت ماسكهم عليك ، انا عايزك تعرف اني اقطعتهم بس الفيديوهات والصور اللي كانت تخص منة اميمة اخدتهم من مكتبي يعني انا معنديش حاجة ممكن امسكها عليك وحتي لو في انا ناوي ابدأ صفحة جديدة ومش ناوي اعمل حاجة فيك
هشام : انا عارف ده من يوم ما جيتلي المستشفي ، وانا كمان عايزك تعرف اني ناوي افتح صفحة جديدة وعمري ما حافكر اذيك تاني ، بس عايز يوم ما احب اشوف لوجي تبقي تخليني اشوفها وعايزها تعرف ان زين يبقي ابن خالها
حازم وهو يمد يده مصافحا : اوعدك
هشام وهو يمد يده ليصافحه : وانا كمان اوعدك
لينظروا الاثنين الي ايديهم المتصافحة ثم ينظروا مرة اخري الي بعضهم البعض ثم ينفضوا ايديهم ويلتفتوا كلا منهم الي طريقه
ليجه حازم الي غرفة زوجته ويتجه هشام الي غرفة زوجته ، مضي حازم في طريق ومضي هشام في الطريق المقابل رغم ان الاثنين باتوا علي نفس الطريق طريق التوبة والرجوع الي الله
ليقف حازم امام باب غرفة ندي ، ويقف هشام امام باب غرفة منة
التفتا الاثنين لينظر كلا منهم الي الاخر مرة اخري ، ثم التفتوا ليمدوا ايدهم ليفتحوا الابواب ولحظة واغلقوا الابواب
ليدخل كلا منهم الي الحياة الجديدة التي باتت تنتظره غالقين خلفهم الباب امام الماضي فعند هذه اللحظة لم يعد الي ذلك الماضي العفن بكل قزراته وذنوبه مكان في حياتهم
********************************************
صباح يوما جديد ومرة اخري في بولاق الدكرور ، علا صوت المذياع علي المقهي المجاور لمنزل محاسن ليأتي صوتا اعتدنا سماعه منذ الصغر لمن تقول : صباحك معطر مزهز منور ثم لحظة لنعلم انها اذاعة الشرق الاوسط
ولحظة اخري ونسمع : يا حلو صبح يا حلو طل يا حلو صبح نهارنا فل —————————- يا حلو صبح يا حلو طل يا حلو صبح نهارنا فل
لتجد الابتسامة قد علت وجهها رغما عنها وكأن ما سمعت قد اعادها مرة اخري الي اجمل ايام حياتها الي المنصورة وايامها لحظة وسمعت من يهتف باسم محاسن
ام حنان : يا ست محاسن ———————- يا ست محاسن
سحبت حجابا وغطت شعرها وتوجهت الي الشرفة لتنظر علي من ينادي ، لتخرج فريدة الي الشرفة مستغربة
فريدة وهي تنظر الي مكان الصوت : ايوة
ام حنان : صباح الخير يا اختي اللا ست محاسن هنا
فريدة مبتسمة : ايوة ، انتي عايزها
ام حنان : ايوة اصلهم قالولي مرات ابنها اللي كانت هنا كانت في المستشفي وقلت اسأل عليها ، هي عاملة ايه
فريدة : كويسة والحمد لله كانت في المستشفي وخرجت اول امبارح
ليقطع فريدة صوت طرق الباب
فريدة لام حنان : بعد اذنك
لتدخل محاسن : صباح الخير يا فريدة هانم
فريدة مبتسمة : ما خلاص بقي يا محاسن خليها فريدة
محاسن : لا ميصحش يا فريدة هانم ، انا حضرت لحضرتك الفطار
فريدة : طب يا محاسن ربنا يخليكي ، في وحده اسمها ام حنان بتسأل عليكي شوفيها في البلكونة
بينما توجهت محاسن باتجه الشرفة توجهت فريدة لتجلس علي طاولة واحدة مع محاسن ،اول امس خرجت ندي من المشفي وبالطبع توجهت الي منزل والدتها وبعد الحاح شديد من شريفة وافق حازم علي الذهاب هو ولوجي معاهم اما فريدة بمجرد خروجها كان قرارها هو ترك الفيلا ولم تجد مكانا تبات فيه ليلتها سوي لدي محاسن ، جمعت فقط ملابسها وتركت وراءها فيلا الصاوي بايامها حتي مجوهراتها اعطاتها لحازم لكي يردها لاحلام فاليوم ادركت فريدة انها ان لم تضحي بالمال الحرام فهناك تضحية اكبر ——- تضحية بلحظة الوقوف بين يدي الله
——————————————————
استيقظ وقد كان من فرط تعبه لا يشعر بالوقت وقد مضي عليه يومين لم يذق فيهم النوم فما رأه في اليومين الماضيين كان بعمره كله
نهض باتجه الحمام ثم بدل ملابسه باتجه المشفي وهو يفكر فيما سيفعل ، في طريقه نادي البواب
هشام : يا عم شعبان
شعبان : ايوة يا هشام بيه
هشام : انا عايزك تشوفلي حد ينضف الشقة ، ممكن
شعبان ، ممكن يا بيه ، عايزها امتي
هشام : لو امكن بكرة
الي سيارته بدأ يضع خططا ويرسم احلاما يشعر انها فقط ستظل في مخيلته فلايزال هناك سؤالا هو السؤال الاصعب ، هل ستستطيع منة مسامحته
ركن سيارته واتجه داخل المشفي الي غرفة منة ، اقترب ليسمع صوتا داخل غرفتها ربما يتشاجر
ليقترب هشام ليسمع : ازاي تنزل درجة اولي ومين بقي اللي حيدفع تمن الاوضة يا ست منة ، تكونيش فاكرني فاتحها جمعية تعاونية
ثم التفت الي الممرضة التي كانت تجاوره : قوليلهم ينزلوها اي داهية واقفليلي الاوضة
ليدخل هشام عند هذه الجملة نظرا الي المتكلم شذرا : مين حضرتك
: انا مدير المستشفي
هشام وهو يمد يده : وانا هشام جوز منة ، وبجد سعيد اوي اللي شوفتك
امسك يده بقوة وضغط عليها ثم سحبه من ملابسه خارج الغرفة واغلق الباب خلفه
لتسمع منة صوت احدا يضرب ويستغيث من الضرب ثم نظر له هشام
هشام و هو ممسك بملابسه: فلوسك ع الجذمة حتاخدها بس تمس منة بكلمة واحدة حاوريلك فاهم
كانت احدي الممرضات كانت قد دخلت الي منة فرحة
الممرضة بسعادة : ايه ده يا منة اللي جوزك عملوا ده ، ده جاب حق جيل بحاله
منة باستغراب : هو ايه اللي حصل
الممرضة : جوزك اخد المدير علي بره وهاتك ضرب وفين يوجعك ، بجد ده جوزك يا منة ، بسم الله ما شاء الله ربنا يهنيكي انت وزين يا منة
لتستشعر منة شيئا من الغيرة في داخلها وتتسأل أبعد كل ما كان لايزال له في قلبي مكان ليقطع تساؤلاتها من طرق الباب ثم فتحه ودخل ، لتستشعر الممرضة الحرج فتبتسم وتخرج ، فتحت الممرضة الباب وما ان اغلقته وقف هشام مكانه ينظر اليها ولاول مرة وحدهم هو وهي ، ساد الصمت بينما ظل بصره معلقا بها وهو يقترب ساحبا احد المقاعد ليجلس وجها لوجه امامها ، اكثر شيئا استوقفه فيها هو عيناها فنظرتها له كانت قاسية ، كانت تقول كفاك كذبا لتقطع منة الصمت متسائلة
منة باقتضاب : اوعي تفتكر اني مصدقة حاجة من اللي انت بتعملها او بتقولها ، واوعي تفتكر اني حسامحك علي اللي عملته فيا انا او زين ، لو ناوي تصلح غلطك وتسجل زين باسمك وتثبت اني كنت مراتك يبقي كويس اعمل كده وبعدها مش عايزة اشوف وشك ، فاهم
لتنزل كلماتها كالسكين الحاد علي قلبه وعقله ولكنه رغم هذا لايزال معلقا نظره بعيناها تنهد وهو ينظر لها ثم رد : عارفة يا منة حتي لو مش عايزة تسامحيني وعايزة تعاقبيني باني اتحرم منك انتي و زين ، انا كفاية عليا انك لسه عايشة كفاية اني ابقي عارف ان منة موجودة في الدنيا حتي لو مش جنبي انتي متعرفيش يوم ما عرفت انك موتي انا كنت حاسس بايه وكنت شايف الدنيا ازاي
لتنزل من عينه دمعة لم يتعمد ان يدمعها فتقطعه منة
منة وقد بدأت تبكي : وانت متعرفش يوم ما خدرتني وصورتني عملت فيا ايه ، يوم ما رهنت اصحابك عليا ويوم ما بعت اشرف بدالك وقالي انه دفعلك فلوس عشان يقضي معايا وقت
ليرد هشام باكيا : انا صحيح عرفتك في الاول عشان الرهان بس صدقني انا حبيتك بجد يا منة ، ولما قولتلك تتجوزني مكنتش باضحك عليكي كنت فعلا بحبك حتي لما خدرتك في شقة المعادي كنت ناوي امسح الفيديو وناوي اتقدملك رسمي واجوزك بس اشرف قالي انه حاول معاكي وطلب منك تروحي معاه شقة المعادي ووفقتي الغيرة عميت قلبي وصدقته خصوصا لما شفت الفيديو
ليقترب ويجلس علي طرف السرير باكيا وهو يجذب يدها نحوه : ابوس ايدك سامحيني انا اتعذبت اكتر منك ولسه بتعذب يا منة ، كفاية البيت اللي كنتي عايشة فيه بسببي ، ابني اللي عنده سرطان واختي اللي جوزها اقتلها ومع كده انا مش طمعان انك تسمحيني انا عارف اني كنت ندل لما خليتك تيجي البيت وحطيتلك المخدر وابتزيتك بالصور اللي صورتها عشان تيجي تاني وسيبتك باللي بطنك ويمكن لو مكنتيش هربتي كان ممكن اهلك يموتوكي وانا السبب ، بعد كل ده انا عارف ان مليش وش اطلب منك تسامحيني او تديني فرصة تانية بس انا طلبي الوحيد ان يوم ما احب اشوف زين او اشوفك ابقي خاليني اشوفكم
رفع عينه لينظر الي عيناها الباكية ولاتزال يدها بين يده لتكتفي حينها بنظرة عتاب فيرد عليها بنظرة ترجي تبادلا النظرات صامتين فلم تعد هناك كلمات لتداوي ذاك الجرح العميق ليقطعهم دخول ممدوح الدريني عم منة
ممدوح وهو ينظر لهشام شذرا : صباح الخير يا بنتي عاملة ايه انهاردة
سحبت يدها واعتدلت وهي تمسح دموعها : كويسة يا عمي ، امال زين لسه مجاش هو واميمة
ممدوح ولايزال ينظر لهشام : لا لسه اكيد زمانهم جايين
ثم ناظرا لهشام بحدة : انا عايزك بره
فتح الباب وهو ينظر لمنة ثم لهشام وخرج ليلتفت هشام لمنة ثم يتقدم نحو ممدوح وهو يغلق باب الغرفة خلفه
هشام مضطربا : خير يا عمي
ممدوح بحدة : هو انت اللي يعرفك يعرف خير ، اوعي تكون فاكر اني المرة دي حسيبك تلعب ببنت اخويا تاني او اني فاكر انك اتغيرت فعلا لا يا شاطر انا كنت عارف ان انت اللي عملت كده في بنت اخويا وكنت عارف كده من قبل ما تيجي الشركة وتجيب الفلاشة اللي فبركت عليها صور منة مع حازم ،منة اللي المفروض ماتت مسكت صورها وفبركتها من غير ما تراعي انها ماتت لا كنت كمان عايز واحد تاني يتحمل غلطاتك ، اسمع يوم الخميس الجاي حتكتب كتابك علي منة يومين وطلقها وما اشوفش وشك تاني فاهم
هشام بحزن : طب و زين
ممدوح ولا يزال علي حدته : حيتربي احسن تربية ويتعالج ومش عايزين من جنابك حاجة غير بس انك تعترف به واحب اقولك انك بعد ما تطلق منة انها حتتجوز هيثم ابني وحتسافر تعيش معاه برة هي و زين ، وكلمة اخيرة لو فكرت مجرد تفكير ان تأذيها هي او زين الرصاصة المرة دي مش حتبقي في حد تاني حتبقي فيك انت
التفت ليعود الي غرفة منة ليتركه لنفس اللحظة التي عاشها قبله حازم وعصام ، ضاقت عليه الارض بما رحبت وضاقت عليه نفسه ولكنه لايزال غير مدرك انه لا ملجأ من الله الا اليه
——————————————–
امام المرآة وقف ليكمل ارتداء ملابسه ، اتته من خلفه وسحبت المشط وتقدمت خطوة ووقفت امامه لتصفف شعره ، علت الابتسامة وجهه وهو يقول
حازم مبتسما : ابعدي عني بقي الساعة دي عشان انا ماسك نفسي بالعافية
لترد ندي بدلال : يعني لا نسكافية ولا حتي شاي اخضر
لتتعالي ضحكاته وهو يرد : طب النسكافيه وعارفينه ايه بقي الشاي الاخضر
لترد ضاحكة : يعني اسرحلك شعر ، اقف جانبك اهو اي حاجة دايت كده
ليرد ضاحكا : طب وحنقضيها دايت كده لحد امتي انا صحتي مبتجيش غير علي الاكل الدسم
ندي : طب وانا اعملك ايه طيب
حازم بشرود : تفتكري لو استأذنا عمتك في يومين في شالية شرم ممكن ترضي
ندي مبتسمة : انت كمان حترجعلها ده
حازم بجدية : مش فلوسها
ندي وعلت الابتسامة وجهها وهي تنظر له : انا بحبك اوي يا حازم
حازم مبتسما : ابوس ايديك ابعدي عني
ندي بهزار : تبوس ايدي هو انا والدتك
حازم ببعض الضيق مازحا وهو يزفر : يا ريتك كنتي والدتي ما هي المشكلة انك بقيتي زي اختي
ليقطعهم طرق الباب فينظر لهم حازم : عجبك كده يا رب ميكنش حد سمعنا
ندي وهي تتوجه لفتح الباب : ايوة
ليأتيها صوت والدتها : يلا يا ندي انتي وحازم الفطار
حازم لندي قبل خروجهم : حضرتي اللي طلبته منك يا ندي
التفتت ندي الي كيس واعطته لحازم : ايوة يا حازم اتفضل
حازم : انا اسف يا حبيبتي بس اوعدك انا اول ما اقدر اعوضك عنها حاعوضك
ندي مبتسمة : ولا يهمك يا حبيبي
ليخرج حازم من الغرفة باتجه حماته : صباح الخير يا ماما
شريفة : صباح النور يا ابني ، يلا اقعد افطر جنب لوجي عقبال ما اصبلكم الشاي
حازم للوجي وهو يقبلها : صباح الخير يا لولو
لوجي مبتسمة : صباح النور يا بابي ، انت رايح الشغل
حازم : يعني حاجة زي كده
لوجي : بابي هو انكل هشام ليه كان بيعيط في المستشفي وليه كنتم بتقولولوا البقية في حياتك هو في حد مات
حازم بارتباك : هه ، ايوة يا لوجي في
لوجي : مين
حازم : انكل اشرف
لوجي : يعني مامي نيرة مبقتش متجوزة خلاص
حازم بضيق : ايوة
لوجي : طب هي حتقعد فين
حازم ببعض التردد : حتسافر تقعد عند ناس قرايبها وبعدين تبقي تيجي
أومت لوجي برأسها ثم نظرت لندي التي خرجت للتو ، اقبلت ندي لتقبل لوجي
ندي : صباح الخير يا لولو
لوجي : صباح الخير يا مامي
جلست ندي بجوار لوجي وبدأت في اطعامها بيدها
نظر حازم لندي : هو كله للوجي ومفيش حاجة لابو لوجي خالص
لترد لوجي : انتي كبير وتعرف تاكل لوحدك
حازم : ما انتي كبيرة وتعرفي تاكلي لوحدك بردوا
ندي : خلاص انا حاكلكم انتم الاتنين
وقبل ان تكمل اتت شريفة بالشاي لينظر حازم الي ندي ويكمل فطوره بنفسه
—————————————–
طرقت باب المكتب ودخلت ببعض الاوراق التي تحتاج الي امضاء
لينظر عصام الي ما تأخر من اعمال وهو يشير لها بالجلوس
عصام : انا مبقتش عارف وضع الشركة كده حيبقي ايه بعد ما حازم صمم يسيب الشغل
نفيين : والله عمو نبيل بيقنع فيه بس هو اللي مش راضي وعموما ، ادينا بنحاول
عصام : بس لو حازم ناوي يسيب الشركة انا كمان حاسيبها
نفيين بضيق : ايه ده انت وحازم وطب الناس اللي شغالة هنا حتعمل ايه ، سبق وعمتو قالت مفيش حد يدير الشركة غيركم ولا عمو طارق ولا عمو نبيل ولا حتي مدحت يفهموا حاجة في شغلكم
عصام : يعني حازم يبقي بيدور علي شغل وانا قاعد في الشركة هنا
نفيين : حازم ان شاء الله حيرجع انا واثقة ان عمتو حتقنعه وان شاء الله الشركة تشتغل زي الاول واحسن كمان
عصام مغيرا الموضوع : طب انتي ناقصك حاجة قبل يوم الخميس
نفيين مبتسمة : لا خلاص
عصام بجدية : طب تنهي بقي كل علاقة ليكي بالشركة عشان انتي كمان علي بيتك
نفيين : بس احنا اتفقنا اني اشتغل بعد الجواز
عصام : وانا مش معترض ، بس حاجة زي شغل ندي كده ، انا مفيش فيا صحة اقتللي كل يوم واحد عشان بصلك كده ولا كده كفاية اشرف اللي غار في داهية
نفيين وهي تتوجه للخروج : طب اللي تشوفه يا عصام
عصام مبتسما : يا سلام عليك يا مطيع انت يا مطيع
——————————————
طرق الباب بانتظار الرد لتتوجه احلام لتفتح
احلام مبتسمة : صباح الخير يا حازم يا ابني
حازم مبتسما صباح الخير يا عمتو ، ممكن ادخل
احلام وهي تفسح الطريق : اتفضل
توجه حازم ودخل وجلس بالصالون وضعا الكيس الذي كان بيده ثم ناظرا الي عمتة ندي
حازم : تعالي اقعدي يا عمتو انا عايزك
لتجلس احلام : خير يا ابني
حازم : وهو يخرج ما بالكيس ، اتفضلي يا عمتو
احلام باستغراب : ايه دول
حازم : دول مجوهرات ماما وشبكة ندي وده مفتاح العربية ومفاتيح الشركة ومفاتيح الفيلا ومفتاح الشالية ودي اوراق التنازل عن الملكية عملناهم انا و ماما امبارح وبكده اقدر اقول اني نفذت الوصية دي كل فلوسك يا عمتو وكل حاجة ليكي وعلي فكرة الفيلا فيها عربية ماما والعربية التانية ومفاتحهم في الفيلا ، وكل حاجة دلوقتي بقت باسم احلام عبد الدايم السنهوري
احلام وقد الجمها تصرفه : ايه كل ده يا ابني ، انا حاعمل ايه بكل ده ، وبعدين شبكة ندي ، انت فاكر اني ممكن اخد مجوهرات مامتك وشبكة ندي وعربيتك يا حازم
حازم بجدية : ايوة يا عمتو انا اشتريت الحاجات دي بفلوسك ، وان الاوان كل حاجة ترجعلك
احلام بتصميم : انا مش حاخد الحاجات دي يا حازم ، ولو علي الفلوس انا مسامحة بس بجد مش حاخدهم وبذات شبكة ندي والله ما حاخدها ابدا
حازم بجدية اكبر : انا عايز اجيب لندي شبكة من فلوس حلال ومش حاقدر اقبل حاجة من الفلوس دي ، ارجوكي يا عمتو ساعديني انفذ وصية بابا ارجوكي
احلام بضيق : بس يا ابني ————
حازم مقاطعا: ارجوكي يا عمتو
—————————————
ليخرج حازم مشيا علي قدميه باتجه اقرب وسيلة مواصلات وقد قرر اليوم الاتجه للبنك لكسر الوديعة ومعرفة التفاصيل التي تخصها ، متسائلا عن طريق ليجد ان وسيلة مواصلاته هي اتوبيس النقل العام ، وقف بانتظار الاتوبيس ولحظات واتي الاتوبيس الذي فقط يهدئ من سرعته ولا يقف بانتظار احد ان يصعد ، ليجد حازم ايادي مصرية اصيلة كلها تمد يدها له ثم تدفعه للداخل ، انه اتوبيس النقل العام في بلدنا الحبيبة لحظات تأكد حازم رغم قوة الدفعة انه داخل الاتوبيس وليس تحته ، وقف وسط الزحام الشديد ليأتيه صوت دايما ما يملئ راكبي الاتوبيس بالتفائل وهو بالطبع صوت الكمسري وهناك اعداد اخري تدفع داخل الاتوبيس
الكمسري : يلا قدام فاضي عند السواق ، يلا نسعي بعض
وبالتأكد هكذا نحن دائما بنحب نسعي بعض ، اخيرا دفع حازم مرة اخري لينزل من الاتوبيس فهذا هو حال ركوب الاتوبيسات في بلدنا ندفع لصعود ثم ندفع للنزول
ليضع حازم يده علي وجهه ثم بقية جسده ليتأكد انه لايزال حيا وهو يتمتم في نفسه : والله العظيم تستاهل الست قالتلك مسامحة في العربية كنت خد المفتاح ، خلاص حبكت معاك اوي
————————————–
طرقت الباب لتدخل معاتبة
احلام : فين ندي
شريفة : في اوضتها هي ولوجي
لتتوجه احلام لغرفة ابنة اخيها وتطرق الباب
احلام بعتاب :ايه اللي انتي وحازم بتعملوه ده يا ندي
ندي باستغراب : في ايه يا عمتو
احلام وهي ممسكة بيدها علبة الشبكة : اعمل ايه انا بشبكتك يا ندي ، انا كمان حاخد شبكتك
ندي : معلش يا عمتو ، حازم معاه حق وبعدين هو عايز يحس انه نفذ الوصية
احلام وهي تشعر بالضيق : انتي فاكرني مبسوطة باللي بتعملوه ده انا بجد زعلانة منكم اوي ليه يا ندي كده هو مش انا طول عمري معتبراكي بنتي
ندي : يا عمتي دي حقك
احلام : وهو عشان يتردلي حقي تتشحطتي انت وجوزك وتسيبوا الفيلا وحياتكم كده لا يا ندي انا ميرضنيش كده ولو الوضع حيبقي كده انا بقي اللي متنازلة عن الفلوس دي
ندي : ولا شحططة ولا حاجة ان شاء الله حازم ناوي يدور علي شقة بس هو يعرف يبيع الارض اللي ابوه سابها وكمان في وديعة تانية ودول بتوع حازم فعلا يعني مش زي ما انتي فاكرة ، احنا بس نبيع الارض وان شاء الله كل حاجة تتعدل
لتقطاعها شريفة : هو حازم ناوي يدور علي شقة كمان
ندي : امال حنفضل قاعدين هنا
شريفة : وليه لا ، ما هي نفيين خلاص حتجوز واهو بدل ما اقعد لوحدي
ندي : ما هو يا ست الكل احنا حندورعلي حاجة قريبة منك بردوا
لترد احلام : طب انتي فاكرة بيت سيف اللي في وشنا
ندي : ايوة ماله
احلام : دول عرضينه للبيع ، ايه رايك ده دورين وكل دور في شقة يعني مناسب
ندي : والله هي فكرة بس يا تري اللي معانا حيكفي نشتريه
احلام وقد شعرت انها فرصة مناسبة لهم : اعرضي بس الموضوع علي حازم ولو وافق ملكيش دعوة
—————————————-
خارجا من البنك بكثير من التفائل والامل بعد ما علم ان المبلغ 250 الف جنيه في قرارة نفسه حمد المولي عز وجل واول شيئا فكر فيه هو ان يشتري دبلتين وخاتم بدل الشبكة
تقدم خطوات لينظر الي محلات الدهب من اجل شراء ما اراد لحظات ووقف امام دبلتين يشبهون دبلهم الاصلية
دخل المحل واشتري ما اراد ووضعهم في علبتهم ثم شرد في فكرة ونوي ان يفعلها
ليتقدم حازم خارجا من المحل وهو يمشي في الشوارع يفكر في حياته الجديدة ثم امام احد محال لعب الاطفال وقد قرر ان يشتري للوجي لعبة ليعود حازم في طريقه مرة اخري الي منزل ندي ماشيا علي قدمه لا لشئ الا ان الفرحة جعلته يريد ان يمشي ، ليرتطم فجأة بامرأة مرت من جانبه ، لم يرفع بصره ولكنه قال في سرعة
حازم : انا اسف
لتلتف من ارتطم بها منادية : يا حضرت يا حضرت
ليلتف حازم علي اثر الصوت وهو يرد : نعم
لتتقدم امامه بخطوات وهي تقف : حضرتك مش فاكرني
ليرفع حازم وجهه وهو يحاول التذكر : لا الحقيقة معلش مش واخد بالي
لتبتسم وهي ترد : يمكن الحجاب والعباية مغيرين شكلي
حازم : طب انا اسف بس فعلا مش فاكر
تنهدت وهي ترد : انا البنت اللي حضرتك قابلتها في البار اللي اديتها ال200 جنية وقولتها خدي حسابك وروحي وبلاش انهاردة ، اعتبريه يوم من غير ما تغضبي ربنا
لتستوقف حازم كلماتها وهو يحدق بها : انتي البت اللي قابلتها في البار بس انتي كنتي —————-
لتقاطعه : انا عارفة بس اللي انت شايفه دلوقتي حضرتك السبب فيه ، فلوسك اللي خلتني اعرف ادي صاحب البار حقه واهو اخد اللي يستحقه ده كان مشغلني بشيكات ممضيني عليها وبعدين دفعت فلوسك يومها وروحت بدري وانا من جوايا كان نفسي فعلا ابطل اغضب ربنا دعيت عليه من غيظي بس الحمد لله رجعت تاني يوم لقيت البار اتحرق وصاحبه مات ومن يومها وانا بدعيلك اني اقابلك عشان بس اقولك ربنا يجعل توبتي في ميزان حسناتك
التفتت لترحل ولكن ظل حازم ينظر لمن اراد المولي ان يرسلها له ليعرف منها ان يوم ما رفض العودة الي السقوط اراد الله ان يكفأه علي الثبات علي توبته ————————————— بتوبة انسان علي يده
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قبل فوات الأوان)