روايات

رواية قانون آيتن الفصل العشرون 20 بقلم داليا أحمد

رواية قانون آيتن الفصل العشرون 20 بقلم داليا أحمد

رواية قانون آيتن الجزء العشرون

رواية قانون آيتن البارت العشرون

رواية قانون آيتن الحلقة العشرون

-تتجوزني!!
جف حلقها و اتسعت حدقتاها ذهولا لما سمعته، قائلة بصدمة..
ضحك حمزة بسخرية :
-مش مصدقة نفسك من الفرحة انا عارف
شهقت بغيظ:
-ليه يعني هتجوز الممثل التركي “akin akinozu ” ؟
حمزة بابتسامة مستفزة، قائلا بثقة:
-لا سوري انا متقارنش براجل تاني..حمزة واحد بس
صاحت ايتن بزهق:
-حد قالك قبل كده انك مغرور
قهقه بضحكة جميلة أظهرت غمازتيه:
-كتير..بس عمري ما اقتنعت لأن انا واثق في نفسي
ابتسم حمزة بغرور و وضع يده في جيب بنطاله:
-عموما انا هسيبك تفكري..ولو ان طلبي ده مش محتاج تفكير

 

ايتن بهدوء مفاجئ:
-انت عايز تتجوزني ليه؟؟ واشمعنا انا بقى!
حمزة بشرود:
-مش عارف..كل الموضوع انك عاجباني او عاجبني وجودك معايا…داخلة دماغي يعني.. و شايف ان انتي اللي عايزها تبقي مراتي ومناسبة
جزت علي أسنانها بغيظ:
-نعم؟؟ يعني مش عشان بتحبني!!
نظر لها قائلا بسخرية :
-بحبك؟ مين جاب سيرة حب..انا محبتكيش طبعا لسه، بس ممكن بعدين يعني احبك
قالت له بسماجة:
-اسفة يا حمزة..مش موافقة
رفع إحدى حاجبيه قائلا بنفي:
-لا انا هسيبك تفكري
_________________________
في احدى المستشفيات
قالت خديجة بغضب لزوج اختها:
-يا بجاحتك..اختي كانت بتموت وانت جاي بكل برود بعد ما فاقت وبقت كويسة تقول كان في ايه
رمقها ببرود:
-مكنش معايا فلوس.. لما روحت اقبض كان القبض واقف، ومعرفتش اجي اخدها وبعدين ما انتي خلاص جبتيها المستشفى وبقت كويسة اهي

 

جحظت عيناها بذهول:
-بقت كويسة؟؟انت بني آدم مش طبيعي..معندكش رحمة!!
زفر بنفاذ صبر قائلا:
-بقولك ايه..انا جاي اخد مراتي..جو المحاضرات بتاعتك دي بعدين..يلا يا حبيبتي انا هستناكي تحت هشوف تاكسي علي ما تكوني خلصتي انتي
اومأت اختها بإيجاب :
-حاضر
بعد خروجه، هتفت خديجة بصدمة وعتاب:
-انتي اكيد بتهزري صح؟ عايزة تروحي ده الدكتور كان بيقول اختك لو عاشت هيبقي معجزة..وفضلت اجري عشان اشوفلك دم واكلمه يدور معايا طنشني ده واطي و نطع..بدل ما تستني شوية يحفي عليكي ويعتذر ويتمرمط
صاحت اختها بضيق:
– يوووه بقى ملكيش دعوة انتي يا خديجة..ده جوزي وانا حرة معاه متدخليش بينا وكفاية انك غلطتي فيه دلوقتي وانا ساكتة..مش معنى اني تعبانة كده انك هتسوقي فيها
هتفت بنبرة ساخطة:
-تمام عايزة ترجعي عشان يموتك تاني مش كده..اشربي بقى بس ياريت يا حبيبتي متجيش تكلميني وتقوليلي الحقيني بموت..يا شيخة ده انتي حتي مقولتيش شكرا انك انقذتيني..يلا روحيله خليه يدوس عليكي بالجزمة
_____________________
في محافظة الفيوم …
هتف الرجل مدير أعمال مهاب بثقة:

 

-هي يا باشا اللي شوفتها في اسكندرية في الفندق..بس شكلها كان متغير شوية..وكان معاها واحد كده شكلهم يعني في بينهم حاجة
هتف بغيظ:
-معقولة؟؟؟ لا معتقدش ان ايتن ممكن ترتبط او تحب بعد اللي عملته فيها
-مش عارف بقي بس لما سألت عرفت أنها بتكون موجودة معاه كتير بس بيشتغلوا سوا يعني
صاح بغضب شديد:
-وانت كل ده مدورتش في إسكندرية ليه يا غبي.. ما انا مشغل حمار
-وانا كنت اعرف منين ان البت كانت ذكية كده..ما هي كانت حاطة نسخة من ورقها في جامعة الفيوم وتقريبا كانت دافعة لحد عشان الحوار يتسبك وطلعت ناقلة ورقها كله في جامعة إسكندرية واحنا كل ده كنا فاكرينها مبتروحش الجامعة
قاطعه مهاب بحدة :
-خلاص اختفي من وشي دلوقتي
ثم أردف لنفسه بمكر:
-وحياة امك لاندمك علي كل لحظة فكرتي تبعدي فيها وعلي اللي عملتيه فيا يا ايتن
ليدلف إلى المكان الذي أخفى فيه ضحيته الجديدة، ليجدها منهارة وترتجف من الخوف والرعب الذي عاشته، فلم يأتي أحد لينقذها من يده، لينهي ويدمر حياتها بالفعل .. أخرجها من شرودها صوته قائلا :
– اهلك بيدوروا عليكي وسألوني عنك قولتلهم معرفش عنها حاجة ومشوفتهاش اصلا… عارفة لو حاولتي تهربي .. هخليكي تندمي عمرك كله…
لم تلتفت إليه ولم تسمع ما يقوله، فكانت في عالم آخر… فكل ما حدث لها ولا في الخيال، حتى أنه نادرا ما يحدث في الافلام والمسلسلات الدرامية
فهي وقعت ما شيطان، من احقر الرجال
________
في إحدى الكافيهات الراقية

 

-بسرعة كده؟؟ طلب يتجوزك..انا كنت فاكراه هيحبك الأول وبعدين..
قالتها شذى لايتن..بصدمة عندما سمعت ما قالته
لتردف ايتن بذهول:
-وانا زيك اتصدمت طبعا..قالهالي خبط لزق كده
-طب وبعدين هنعمل ايه؟؟
هزت رأسها بضيق:
-كده الاتفاق اتغير للأسف..لأن خطتنا كانت لما حمزة يعترفلي بحبه..اجرحه وابعد..وهو حتى معترفليش بحبه وقالي انه عايز يتجوزني عشان شايفني مناسبة وخلاص
أغمضت عينيها بتعب:
-مش قادرة اصدق ان بعد ده كله الخطة راحت علي الفاضي
-للأسف بقي
ثم اردفت باستفسار:
-طب انتي كده هتعملي ايه؟
ردت بتبرير:
-انا عملت اللي عليا يا شذى وعموما انا رفضت اصلا..بس هو قالي افكر وهقوله قراري النهائي اني رفضت
شذي بصوت شبه باكي:
-بعد ده كله!!
زفرت ايتن بنفاذ صبر :
-اعمل ايه طيب..صدقيني مفيش حل تاني و للأسف حمزة كسر كل توقعاتي بتفكيره..انا مبقتش فاهمة دماغه
شذي بحزن:

 

-طيب عموما شوفي حضرتك هتاخدي كام وانا هحاسبك علي شغلك
هزت رأسها بنفي:
-لا مالوش داعي..ما انا مكملتش خلاص
______________________
مر اسبوعين منذ اخر مرة رآها ومازالت عند رفضها للزواج..وتهربها منه
رن جرس الباب وسمعت امها ترحب بالزائر..وبعد مرور دقائق سمعت طرقة خفيفة على باب غرفتها تبعها دخول أمها بابتسامة سعيدة، قائلة:
-تونا حبيبتي…انتي صاحية..؟
اومأت بإيجاب :
ـ أيوة يا ماما ..فيه حاجة ولا ايه؟
-فيه ضيف عندنا بيقول انه زميلك في الشغل وفيه ورق مهم عايز ياخده منك
اتسعت عيناها بحيرة لأول مرة يأتي أحد من الفندق وكيف علم عنوانها..؟؟ هي لم تعرف أحد بعنوانها باستثناء صديقاتها المقربين
لتسألها بتوجس:
-شكله ايه يا ماما؟؟
امها بابتسامة مشرقة :

 

-حاجة كده قمر شبه نجوم السينما
صاحت بغيظ:
-ماااما..بقولك شكله ايه، مش عشان تمدحيلي فيه
-هو طويل كده وعريض شوية وعنده دقن وشعره اسود وابيضاني شوية وعينيه لونها زيتوني
اعتدلت ايتن بسرعة:
-عنده غمازتين كده لما بيضحك؟؟
امها بشرود:
-لا ما هو مضحكش..بس حاجة كده قمر قمر..ربنا يجعله من نصيبك يا حبيبتي
زفرت بضيق :
-ماااما وبعدين..بس المواصفات دي شبه حمزة..خصوصا ان محدش عارف عنواني غيره
ثم شهقت بانزعاج:
-انا مش فاهمة ايه اللي جايبه هنا..! طيب بصي اطلعي قوليله
انتفضت عندما سمعت ذاك الصوت الرجولي المميز الذي تعرفه جيدا، ليقول حمزة بنبرة ساخطة:
-انك نايمة مش كده..؟؟؟
فتحت فمها ، وجحظت عيناها، ولسانها مقيد عندما ظهر بقوامه الفارع من خلف والدتها بابتسامة جذابة ، لكنه لم يرفع عينيه إليها حتى أنه لم يدخل الغرفة.
ثم اردف بسخرية:
-وبعدين ليه تكسفيها وتطلعيها كدابة

 

انتفضت ايتن، قائلة بغضب:
-أنت..انت ازاي تدخل مرة واحدة كده ..افرض كنت لابسة حاجة مينفعش تشوفها
ضحك قائلا بتبرير:
-أولا الباب كان مفتوح والريسبشن جمب اوضتك.. ثانياً مامتك طولت فتوقعت انك هترفضي.. ثالثاً بقى و ده الأهم اني مبصتش عليكي اصلا وبكلمك وانا باصص في الأرض عشان لو لابسة حاجة يعني مينفعش اشوفها !
هتفت بحدة:
-لا ومحترم أوي كمان
رفع رأسه قائلا بايجاب:
-اكيد طبعا
زفرت ايتن بضيق:
-عايز ايه؟؟
حمزة بتلقائية:
-قهوة
رمقته بغيظ:
-عايز ايه يا حمزة؟؟

 

التفت لأمها قائلا بابتسامة:
-طنط..لو سمحتي هتعبك معايا..ممكن فنجان قهوة مظبوطة من ايديكي
اومات بإيجاب:
-اه طبعا يابني..حالا والقهوة تكون عندك
وقبل خروجها، اوقفتها ايتن بحدة:
-ماااما..استنى..هو جاي يسألني علي حاجة في الشغل بسرعة وماشي..مالوش داعي قهوة ولا حاجة
حمزة بمزاح:
-منين من المنوفية يا آيتن؟؟
ايتن بضحكة صفراء :
-دمك خفيف أوي
رمقتها امها بعتاب:
-ينفع كده يا ايتن..يقول علينا ايه؟؟ اتفضلوا في الريسبشن على ما اعمله القهوة
خرجوا إلى الصالة..بينما دخلت امها المطبخ تعد له فنجان القهوة
حمزة بملل:
-عدى أسبوعين يعني وبتتهربي مني ومش عايزة تردي على طلبي !
نظرت إليه ايتن بدهشة .. هل يمزح أم ماذا ؟؟ فهي سبق لها أن رفضت طلبه
لتجيبه بثبات:
-انا رديت عليك قبل كده و قولتلك مش موافقة
اجابها ببرود:
-وانا مقبلتوش..و قولتلك هسيبك تفكري
جزت على أسنانها بغيظ:
-مالوش لازمة انك تديني مهلة افكر..وعموما انا برفض طلبك للمرة التانية
حمزة بغرور:
– مش مقبول

 

اعتدلت بجلستها وقالت بدهشة:
-نعم؟؟ انت عرضت عليّ الجواز وأنا يا أوافق يا أرفض..وانا خلاص رديت عليك و رفضت.. يبقى انتهينا
همس حمزة بصرامة:
-لا هو رد واحد بس…الرفض لا..الـoption “الاختيار” المتاح ليكي الموافقة
وقفت ونظرت إليه بغضب:
-ده كده حضرتك عايز تمشي كلامك..ومش آيتن اللي حد يمشي كلامه عليها..وبعدين هو الجواز بالعافية؟؟
وقف مواجها لها؛ ليكمل بغموض:
-أنتِ اللي اضطرتيني اصمم بالطريقة دي
– نعم ؟؟
حمزة بهدوء :
-أيوة لو كنتي قولتي سبب لرفضك كنت عادي جدا هعدي الموضوع و أقفله نهائي…لكن حضرتك رفضتي كده وخلاص من غير سبب !
ايتن بحدة و اندفاع:
-عادي يعني..رفضت..هو لازم يكون فيه سبب..ولا عشان انا جيت على الجرح ورفضت نتجوز وكرامتك نقحت عليك بقي و ازاي “حمزة العقاد” يترفض
نظر إليها بتمعن وكأنه يحاول أن يستكشف سبب رفضها، قائلا بحزم:
-خلاص احنا فيها..قولي السبب وانا هقفل على الموضوع خالص
ارتبكت ايتن قائلة:

 

-يوووه قولتلك مفيش مفيش
– أنا بديلك فرصة تقولي السبب وصدقيني لو قولتي السبب المقنع يبقى الموضوع اعتبريه انتهى.. ومش هفتح كلام فيه نهائي، ومهما كان السبب مش هزعل منك ولا هغير موقفي ناحيتك…لكن هسيبلك حرية الاختيار
زفرت قائلة بنفاذ صبر لأنها تريد أن تتخلص من الموضوع كاملاً :
– بص هو السبب يعني …
نظر كلا منهم للآخر بتحدي لتدخل والدتها في تلك اللحظة..شعرت بالاستغراب قليلا، لتقطع ذاك الصمت وهي تقدم له القهوة
-القهوة يابني
ارتشف قليلا من الفنجان ثم وضعه، قائلا بابتسامة:
-تسلم ايدك يا طنط..معلش يا ايتن ناوليني ورق الماركتينج بتاع المشروع الجديد
فتحت فمها بذهول:
-ها
اردف بنبرة ساخرة:
-ها ايه بس…عاوز الورق
ثم غمز لها قائلا بخبث:
-اومال انا جاي ليه
رمقته بغيظ:
-ااه طيب

 

ثم دلفت لتعطيه اول ملف علي مكتبها، قائلة بحدة:
-ابقي رجعهم بكرة مع اي حد من الشركة عندك
___________________
في المساء
هاتفت شذى ايتن، قائلة بحزن:
-بصراحة كده فكرت فيها..لقيت انك توافقي علي جوازك من حمزة
جحظت عيناها بدهشة:
-انتي اللي بتقولي كده
شذي بشرود:
-زي ما بدأنا اللعبة..لازم تنتهي..ولما يعترفلك بحبه تطلبي الطلاق وتسيبيه
صاحت ايتن بحنق:
-انتي اتجننتي أو بتهزري
صاحت بجنون:
-الجنان اللي بجد لو بعد ده كله..كل حاجة تروح علي الفاضي
هزت رأسها بعنف:
-لا يا شذي..سوري مش هقدر اوافق علي العرض ده
-نعم؟؟
هتفت بحنق:
-مش هينفع ده جواز..معلش انا اسفة يا شذي
________

 

كانت يتجاهل مكالماتها منذ ثلاث أيام..بسبب عدم ردها الواضح،وأخيرا قرر ان يعطيها الملف لتستكمل عملها المعطل بسببه
لتتفاجأ به يبلغها انه امام باب الشقة، فتحت بسرعة وهي تدور بعينيها على الملف، يبدو انه يخفيه خلف ظهره:
-فين الفايل يا حمزة..عايزة اكمل شغلي
ضحك حمزة باستمتاع:
-مش هديهولك غير لما تقولي سبب رفضك
زفرت بنفاذ صبر:
-قولتلك مفيش أسباب..عايزة اخلص الشغل اللي متعطل بسببك
دلف إلى الداخل عندما سمحت له والدتها، قائلة بابتسامة:
-نورتنا يا حمزة
-ربنا يخليكي يا طنط ده نورك
هم بالدخول إلى الصالون، ثم ردت امها بارتباك:
-معلش يابني يمكن تزعل مني.. بس يعني في حاجة عايزة اقولهالك
قاطعها حمزة :
-اتفضلي طبعا..قولي اللي حضرتك عايزاه يا طنط
ردت بحرج:
-شوف يا حبيبي..احنا لوحدنا زي ما أنت عارف ومفيش معانا راجل، واكيد انت فاهم في الأصول يعني أنه ميصحش ..وانت جاي بالليل والجيران يعني ممكن يتكلموا او ميفهموش انك زميلها و كنت جاي ترجع الورق بتاع الشغل بتاعها
تنهدت ايتن بثقة :
-مش هيجي تاني يا ماما وبعدين هو مش هيقعد كتير..هيديني بس الملف وهيمشي
تجاهل كلام ايتن، قائلا بنبرة جادة:
-لا طبعا وانا ميرضينيش يا ست الكل ان حد يتكلم عن ايتن وعشان كده هصلح غلطتي دي حالا..و يشرفني اطلب منك إيد آيتن بنتك..

 

قالت بسعادة:
– راجل يابني ماشاء الله…والدتك عرفت تربيك بصحيح
– تسلمي يارب
ضحكت فادية باطمئنان:
– خد راحتك بقى أنت خلاص هتبقى زي ابني كده
قاطعتها ايتن بحدة مبالغة:
-مااااما..في ايه؟؟
اردفت امها بابتسامة جميلة:
-هقوم اجيب شربات بدل القهوة بقى
اتسعت عيناها ثم ضاقت بقوة وهي ترمقه بغضب وغيظ، قائلة بحدة:
-نعم..انا مش موافقة
امها بأمر:
-اتفضلي ادخلي أوضتك يا ايتن…
ايتن باعتراض:
– يا ماااما
قاطعتها والدتها بغضب:
-عيب يا ايتن كده ..ادخلي جوه قولتلك
جرّت قدميها إلى غرفتها وأغلقت الباب بعنف، لتسمعه يقول بصوت عالٍ:
-ايتن..انتي لو مش موافقة فعلا خلاص..انا ممكن اسحب كلامي عادي
خرجت من الغرفة، قائلة بنبرة ساخرة:

 

-طبعا ما الكورة دلوقتي في ملعبك عشان ماما موافقة عليك ومرتاحة لك
هز رأسه بنفي:
-لا عادي..انا في الاول بس كنت عايز اعرف سبب رفضك ولما لقيتك مصممة علي الرفض فعلا..قولت خلاص براحتك..انا بس كان من حقي اعرف ايه السبب
قاطعتهم امها:
-لا يابني ميصحش برضو ترفضك كده..انا هتكلم معاها وهخليها ترد عليك
ثم وجهت كلامها لابنتها:
-ادخلي انتي يا ايتن عشان عايزة اتكلم معاه لو سمحتي
دخلت غرفتها مرة أخرى..شعرت بالدهشة على سعادة وارتياح والدتها لطلب حمزة وموافقتها عليه فدائما تتركها لقرارها..و في اي مناقشة تتحدث امها مع حمزة؟! ولماذا غضبت من تصرف ايتن مع حمزة؟؟؟!!
_____________________
قالت فادية بتفهم:
-انا عارفة انك عايز تعرف ايه سبب رفضها..بس صدقني يابني اللي ايتن شافته في حياتها مش سهل..ايتن عانت كتير اوي من وهي لسة طفلة…مش هبالغ لو قولتلك انها حتى معاشتش طفولتها زي اي طفلة في سنها
انتبهت حواس حمزة لحديث امها، قائلا بفضول:
-حصل ايه؟؟
سألته بهدوء:
-انت تعرف باباها فين؟؟
-لا ايتن كانت قالتلي قبل كده ان باباها منفصل عنك
تنهدت فادية بحزن:

 

– قوة آيتن جاية من ضعفها من صغرها..ابوها كان بيعذبها حرفيا ضرب لا يمكن حد يتخيله ومراته التانية كانت بتسخنه عليها وطبعا كنت بحوش عنها..اخدها تعيش عند مراته التانية وحرمها مني..يعني لما كان بيضربها كانت آخر اليوم تترمي في حضني وتعيط لحد ما اهديها..لكن عند مراته كانت بتقعد تتفرج علي شكلها وهي بتضرب ولا بتحوش عنها ابدا..ومش ضرب عادي..لا أساليب تعذيب زي امن الدولة..بواني وخبط علي الراس وخشب كان بيكسر عليها الخشب وطبعا كان عازلني انا في بيت تاني..طفلة مكملتش غير 8 سنين حتى…
شمرت اكمام العباءة لتريه آثار حرق علي ذراعها:
-شايف الحرق ده
جحظت عيناه بغضب:
-منه؟
اردفت بنبرة غاضبة:
-أيوة يابني..كنت مرة بدافع عنها كان عايز يحرقها..خوفت يسببلها علامة في جسمها وتفضل فاكراه علي طول..بس اكتشفت ان الوجع مش بالآثار اللي بتفضل ولا العلامات..رغم ان مفيش علامة واحدة فاضلة في جسمها..بس الوجع اللي عند ايتن..من جواها لسة معلم..ولما بتفتكره بتفتكر وجعها وصراخها زمان منه
استفز تلك الفعل حمزة بشدة..لهذه الدرجة عانت ايتن..و الطفلة البريئة كما وصفها حمزة :
-طب هو ليه كان بيعمل فيها كده
تابعت امها بضيق :

 

-فيه رجالة ممكن تعمل اي حاجة عشان يرضي الست اللي معاه..حتي لو بنته هتموت في ايديه..كانت مفهماه انه لما يضربها..هي هتطلع متربية..والسبب الأصلي أنها كانت عايزاه يموت عياله من كتر الضرب عشان تكوش علي كل فلوسه لوحدها..خصوصا أنها مكنتش بتخلف..ولما قررت اتطلق وقتها شرط عليا اخد ايتن او أخوها..وانا غصب عني اختارت ايتن..لان التاني راجل مهما كان هيستحمل لكن هي لا..خصوصا ان أخوها كان بيتبهدل بسببها..بيدافع عنها ويحاول يتضرب مكانها عشان كده عزلنا عن بعض وخلاني انا وابني نقعد في البيت الاولاني..بعدها قررت اسيب ابني واتطلقت واخدت ايتن و روحنا نعيش في شقة مؤقتة إيجار..لقيته اتهجم علينا تاني وكان عايز ياخد ايتن ويرجعني..وقتها واحدة جارتنا هي وجوزها ربنا يكرمهم هربتنا و روحنا الفيوم وهو معرفش يوصلنا
جحظت عيناه بغضب:
-لدرجة يلغي عقله؟؟؟
ضحكت بسخرية:
-النوع ده من الرجالة موجود يا حمزة وكتير اوي
-عارف طبعا بس..
قاطعته لتستكمل حكاية مهاب:
-ياريتها جت علي كده وبس..ده كمان بعدها
انتبه حمزة عقب تغير تعابير وجه امها وسألها بصوت قلق فشل في اخفائه
لكن قاطعها دخول ايتن، قائلة بنبرة ساخرة:
-اومال انت ناوي تبات هنا ولا ايه؟؟

 

لم يعاندها هذه المرة، فكان في حالة ذهول وهو ينظر لها بتمعن..لم يتوقع أن تلك الفتاة القوية..العنيدة..ضحكتها لم تفارقها..كانت تعاني في الماضي بكل ذلك، ليقول بابتسامة مزيفة:
-لا طنط كانت بتتكلم معايا في حاجة
نظرت لهم في دهشة، قائلة بتوجس:
-تمام خلصتوا يعني
ليتلقي نظرة من امها تخبره ان يصمت، لترد بهدوء:
-ااه خلصنا
ناولها حمزة الملف:
-اتفضلي الفايل
ثم هم للخروج
_______________
في صباح اليوم التالي …
لم تتحدث معها والدتها بأي شيء في الأمس
لتطلب منها التحدث معها أثناء الفطور بالصباح، فقالت أمها وهي تشير إلى ملابسها من تنورتها القصيرة فوق ركبتيها :
– هو انتي رايحة الشغل كده يا ايتن صح ؟
– اه يا ماما…فيها حاجة ؟
– لا يا حبيبتي، بس يارب يجي اللي يلمك عشان لبسك ده محتاج يتلم
توقعت ما تقوله والدتها من تلميحات..فهتفت باعتراض:
-ماما..لو هتحاولي تقنعيني اتجوز حمزة..لو سمحتي بلاش، لان مش هغير رأيي
أغمضت فادية عيناها بحزن:

 

-لا يا بنتي مقدرش اجبرك ابدا ولا ازن عليكي في حاجة زي كده…انا صحيح سايباكي براحتك .. وعارفة انك عنيدة ومش مقتنعة اصلا
ابتسمت قائلة بارتياح:
-طب كويس اوي
فادية بتهكم:
-هتفضلي لحد امتي ترفضي؟؟ ايتن..مش كل الرجالة زي ابوكي ولا زي مهاب اللي كان خطيبك زمان..و حمزة باين عليه ابن ناس..وبصراحة مش شايفة فيه حاجة تترفض..وانا شايفة انه فرصة كويسة
ايتن بثقة:
-لا هيبقي زيهم..او يمكن زيهم بس بقناع متداري..و بعدين انا عايزة اكمل شغلي مش عايزة واحدة يقولي اقعدي في البيت…
قاطعتها بضيق :
-انا اتكلمت معاه في النقطة دي وقالي مش هيقف قدام اي مرحلة عاوزة توصليلها
زفرت بضيق :
-اكيد بيقول كده وخلاص وبعد الجواز هيقولي اقعدي في البيت
تمتمت فادية بتمني:
-ربنا يهديكي يا حبيبتي
_________________________________
في مكتب ايتن

 

خفق قلبها بقوة..بل وكأنه سقط في قدميها..عندما رأته أمامها..لم تكن تعلم من هو حين أخبرتها سكرتيرتها ان هناك رجل يريد أن يتحدث معها بخصوص عمل ما.. لم يتغير شكله و كأن آخر مرة رأته بالأمس..هو ذلك الشخص الذي طالما كرهته..اشمئزت منه
لتسأله بدهشة:
-انت وصلتلي ازاي؟؟ وعرفت مكانى منين
قهقه مهاب بشدة :
-وهو انا قليل برضو يا حبيبتي..صحيح انتي كنتي ذكية بس برضو وصلتلك
صاحت ايتن بزهق:
-عايز ايه يا مهاب؟
هتف بخبث:
-وحشتيني..ايه هو انا مش وحشتك؟؟
– وحشك قطر
ثم ضربت كفيها بعنف علي المكتب، قائلة بحدة وهي تضيف:
-ايتن بتاعة زمان دي ماتت ودفنتها بنفسي كمان..احسن لك أبعد عني عشان قسما بالله..ممكن اخليك تندم انك عرفت توصلي
ضحك بتسلية:
-لا مكنتش اتوقع انك بقيتي عنيفة اوي كده..القطة المغمضة الرقيقة كبرت وفتحت عينيها
ايتن بشراسة :
-وبتخربش كمان

 

هتف بثقة:
-انتي بتاعتي..كل حاجة فيكي ليا..وكويس انك لسة متجوزتيش ..عشان ارجع اللي ضاع مني زمان
-ده عشم ابليس في الجنة..ان واحد حقير زيك يلمس شعرة مني
هتف بنبرة ساخرة:
-لا بس واضح اني مأثرتش فيكي فعلا ونسيتيني بجد، بأمارة انك لسة متجوزتيش لحد دلوقتي
تآكل الخوف قلبها .. هي ما زالت تقلق وبشدة فهي تعلم جيدا مهاب، لتقول بثقة ممكن أن تندم عليها:
-ومين قالك اني مش مرتبطة..ده انا حتى هتجوز قريب
-نعم؟؟؟
-زي ما سمعت
صاح بنبرة تشبه فحيح الأفعى:
-عادي برضو انتي ليا..مش هيفرق معايا متجوزة او لا..بس قوليلي شكله ايه بقي الواد بتاعك ده؟
ارتعدت قليلا من نبرته تلك..ثم قالت بحدة:
-مسموش واد..اسمه حمزة..و راجل..راجل بجد مش زيك..واتفضل برة
هم بالخروج، قائلا بمكر وهو يغمز لها:
-وانا مش هسيبك وحسابنا زمان مش هسيبه..فاهمة
جاهدت ايتن لتحافظ علي ثباتها المزيف:
-حسابنا خلص يا مهاب..وانا عرفت اخد حقي منك بس لو فكرت تقرب مني تاني هخليك تندم طول عمرك
___________

 

ذهبت ايتن إلى منزل خديجة، قصت عليها ما حدث بخوف ورعب فهي تذكرت ما حدث منه في الماضي منذ خمس سنوات، حاولت خديجة تهدئتها ولكنها كانت متوترة للغاية
قالت ايتن بغضب:
-اخر حاجة كنت اتوقعها..ظهور الواطي اللي اسمه مهاب ده تاني في حياتي
خديجة بتساؤل:
-مالك يا ايتن انتي خايفة
اومأت بإيجاب :
-اكيد خايفة..مهاب مش سهل..وانتي عارفة كده
-طب هتعملي ايه؟
اردفت ايتن بشر:
-هدور وراه..لازم اندمه علي اللي عمله فيا..لأن واضح ان اللي حصل زمان ولا اثر فيه
صاحت خديجة بتحذير:
-بلاش يا ايتن..اللي زي مهاب ده معندوش رحمة
رمقتها بغضب :

 

-واللي عمله فيا كان ايه؟؟؟ لما خلاني اسيب الفيوم كلها وصحابي اللي فيها..والناس اللي بحبها..لما يبقى عارف ان جرحي من ابويا كان لسة بينزف وراح غزني جامد..مهاب صدمة عمري كله
خديجة بترجي:
-انسي..انسي يا ايتن..عارفة انه صعب..واللي مريتي بيه في حياتك مش سهل بس مفيش قدامنا حل تاني
ايتن بشرود:
-صحيح انا هوافق اتجوز حمزة..منها هكمل لعبتي عليه ومنها احمي من مهاب..جايز لما يلاقيني اتجوزت فعلا يبعد..هو كان فاكرني بهزر
طالعتها بصدمة:
-انتي اكيد اتجننتي..هو احنا مش خلصنا من الحوار بتاع حمزة ده واتقفل
-لا متقفلش…انا قررت خلاص

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قانون آيتن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى