رواية قانون آيتن الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم داليا أحمد
رواية قانون آيتن الجزء الثامن والثلاثون
رواية قانون آيتن البارت الثامن والثلاثون
رواية قانون آيتن الحلقة الثامنة والثلاثون
– بس هو ممكن ياخدهم مني..
سألتها طليقة كرم بخوف، بينما قالت ايتن بتأكيد مبطن بالتهديد:
– متخافيش هو مش زيك…هو اكيد هيرتب الموضوع ده و يشوفهم بالتساوي بينكم…انا لازم امشي…وانتي تخلصي اللي قولتلك عليه وتكلميني…والا بعد اليومين…هروح لحماكي و أقوله بنفسي يتصرف هو بقى
– لا لا … هتصرف… هتصرف خلاص
__________
في احدى الشاليهات الخاصة بالساحل الشمالي
منزل بأرضية خشبية باركيه بنية اللون، وأبوابه من الزجاج الشفاف العازل للرؤية من الخارج، أما من بداخله فيستطيع رؤية المنظر الجميل.
وكان مغطى من الأعلى على شكل هرمي يشبه الكوخ الذي نراه في الأماكن السياحية خارج مصر.
أمام الشاليه من الجانب الأيمن ركن لحمام سباحة صغير رائع بمياه زرقاء صافية ويوجد فاصل لشاطئ بحري خاص وأريكتي استرخاء من الجلد باللون الكريمي… وفي وسط شاطئ البحر الخاص توجد شبكة قوية شفافة مخرمة مغطاة عند الحواف بخشب قوي باللون البني كانت متصلة بالشاليه .. ويوجد عليها وسائد وملاءة وغطاء أبيض كأنه سرير تجلس عليه وتنام عليه وترى مظهر البحر الصافي ويمكنك النوم عليه لتشعر بالاسترخاء..
كان الشاطئ خاصًا ولم يكن هناك أي شخص آخر في ذلك المكان
فقرر أن يحجزه منذ فترة لهم فقط..
طبيعة عمله كضابط شرطة منعته من السفر لقضاء شهر العسل خارج مصر، وقرر تعويض ذلك بقضاء إجازته في مكان يشبه الأماكن التي تحبها وكانت تحدثه عنها الموجودة خارج مصر.
كانت نائمة على الشبكة التي تشبه السرير، ترى البحر أمامها وتضحك باستمتاع….
لا تصدق أن هذا المكان موجود بالفعل في مصر.. اختاره حمزة خصيصًا لهم فقط.. حتى يستمتعوا معًا دون تطفل من أحد.
اقترب منها وهو يجلس بجانبها، فكانت ترتدي فستان من اللون الاحمر بنقط بيضاء قصير إلى ركبتيها وتضع قبعة باللون البيچ كبيرة على شعرها…
قبلها من خدها وهو يجلس بجانبها و يشاهدا منظر البحر الممتع أمامهم
– مبسوطة يا حبيبتي ؟
رفعت وجهها نحوه، ونظرت إليه بتلك العيون البنية :
– مبسوطة أكتر عشان أنت معايا وبقيت عروستك
– احلى عروسة في الدنيا
كانت أصابعه تداعب شعرها، وكان بين الحين والآخر يطبع قبلة على رأسها و وجنتيها ويتأمل ملامحها الناعمة الرقيقة، أما هي فكانت تنظر إليه بسعادة، وتنظر إلى المكان حولهم :
– سيف بجد المكان حلو أوي…كأننا بره مصر بالظبط
– معلش يا حبيبتي معرفتش اظبط موضوع السفر بره مصر والله…
– يعني احنا مينفعش نسافر بره مصر بعد كده
-مش بسهولة لا…صعب شوية..غير لو تبع شغلي بقى.. لكن جوه مصر عادي طبعا
أومأت برأسها وهي تبتسم بشقاوة:
– دي ضريبة اللي تتجوز ظابط شرطة
– ايه ده احنا رجعنا في كلامنا ولا ايه؟؟؟
رفعت حاجبها باعتراض، وهي تهمس بحب:
– مين دي اللي ترجع معلش ؟…ده أنت على قلبي زي العسل
انطلقت ضحكاته بقوة :
– أيوة كده ارجعي منوش حبيبتي اللي اعرفها
انطلقت ضحكتها صافية وهي تحتضن وجهه بين كفيها:
– دايما كل اللي بتعمله علشاني بيفرحني…انا كفاية عليا أن انت معايا حتى لو مخرجناش اصلا في أي مكان، انت تكفيني عن العالم بما فيه
همس لها بحب :
– حياتي كلها أنتِ يا منة
ليردف قائلا:
-أنتِ أساساً مصدر سعادتي في الحياة
___________
في صباح يوم جديد…
ذهبت السيدة صفية “والدة هاني” إلى اتيليه خديجة بعد فترة انتهاء عملها..
رحبت بها خديجة بابتسامة :
– طنط صفية.. اقصد طنط صافي…حضرتك منورة
ابتسمت بسعادة وهي تهتف:
– منور بيكي يا حبيبتي …أيوة كده شاطرة انا بحب صافي اكتر
لتردف بعتاب :
– ينفع برضو تروحي الاتيليه الفترة دي…المفروض ناخد اجازة بقى شوية اليومين دول ترتاحي كده خالص..
أومأت برأسها مُبررة لها :
– أنا قولت اروح اتابع بس اخبار الشغل يا طنط عشان لو محتاجين حاجة
– أنتِ شاطرة و جدعة فعلا…
– ميرسي يا طنط ده من ذوقك
همست بابتسامة صادقة:
– لا دي مش مجاملة…دي حقيقة بصراحة.. جايز عرفتها متأخر بس ملحوقة…كنت فاكراكي طمعانة في فلوس ابني…وبتطولي في الخطوبة عشان تستفادي منه اكتر…بس اكتشفت أن ده مكنش بيحصل…تصميمك انك تجيبي حاجات بنفسك… و بالعافية لما كان هاني يقنعك أنه هو اللي هيدفع أو يشتري حاجة في الڤيلا بتاعتكم…وحتى لما عرفت أن انتي اللي كنتي مسؤولة عن كل اخواتك و بتصرفي عليهم…. اتأكدت أن ابني اختار بنت طيبة و جدعة و شايلة مسؤولية…كان بس مشكلتك أن اللي حواليكي استغلوكي…بس لما هاني حكالي كل حاجة بعد كده وفهمني الدنيا ماشية ازاي وان اللي شوفته كان سوء تفاهم… بدأت اخد بالي من وقتها من تصرفاتك معاه واكتشفت انك إنسانة كويسة و طيبة اوي
ابتسمت خديجة بسعادة غامرة:
– شكرا يا طنط على الكلام الجميل ده
سألتها :
– بتحبيه يا خديجة ؟؟
– بحبه دي قليلة عليه أوي…
قالت برجاء:
– حافظي عليه … وخلي بالك منه…
أومأت بوعد صادق :
– حاضر يا طنط…ده في عينيا
– شوفي بقى…انتي هتيجي معايا دلوقتي…وهننزل نشتري شوية حاجات على ذوقك…و دي هديتي ليكي..ماليش دعوة بهاني… هاني قالي أنك رافضة ومصممة تجيبي حاجات بفلوسك و ده هياخد وقت منكم وخلاص الفرح اهو باقي اسابيع بسيطة
– تسلمي يا طنط…بس أن شاء الله نخلص كل حاجة بسرعة
هزت رأسها بتصميم:
– دي هديتي…هدية من أم لبنتها…و حابة الهدية تكون على ذوقك بصراحة…
ترقرقت دمعة بعينيها فهمست لها:
– حضرتك قولتي من أم لبنتها؟
وضع ذراعها فوق كتفها هامسة بحنان:
– أيوة…انا صحيح مخلفتش بنات…لكن انتي اكيد هتبقي بنتي…و يلا بقى ننزل قبل ما الوقت يعدي… متقلقيش كل حاجة هنخلصها بسرعة…اصل انا عايزاكي اخر اسبوعين دول بقى تروقي حالك و بس وتكوني رايقة ومش وراكي اي حاجة…عشان تبقي زي القمر في فرحك كده ومش ظاهر عليكي اي إرهاق
عانقتها خديجة بامتنان :
– حبيبتي يا طنط…متحرمش منك أبداً
– ولا منك يا حبيبة طنط…ويخليكو لبعض يارب
_________
الشخص الذي تبحث عنه وتتخيله سيتخيلك وسيأتيك بحظه الجميل لكما، لا تقلق دعوتك الجميلة ربما يأتي يوم وتتحقق ، وما طلبته من الممكن أن يأتيك ويكون بين يديك حقيقة، الشخص الذي كنت تبحث عنه سيصلك لأنه يرغب في مقابلة شخص مثلك بتفاصيلك وعيوبك ومزاياك وتفاهتك وعصبيتك وحنيتك.. سيحبك كما أنت وسيسعدك، وهذا تعويضًا عظيمًا وجائزة عن الصبر الذي انتظرته..
أنتما بالأصل مكتوبان على اسم بعضكما البعض، ولكن كل شيء في وقته وكلما طال الصبر، زادت حلاوة التعويض.
ارتدت مايوه اسود مكون من قطعة واحدة وهي تتكئ على حافة المسبح، ضغطت شفتيها ونظرت إلى الأعلى وقالت بغضب وهي تتحدث مع ايتن عبر الهاتف:
– باشا مصر نايم لحد دلوقتي…حتى مهانش عليه يجيبلي الفطار لحد السرير ويصحيني برفرفة الوردة على خدي زي ما بيكتبوا في الروايات… اهو انا صحيت لوحدي اهو ومحصلش حاجة من دي
– الروايات أكلت دماغك حرفياً
– والله احنا اتضحك علينا بقى…
– منوش حبيبتي…حولي انتي حياتك لرواية…مش شرط اللي يحصل مع بطلة معينة في رواية ولا فيلم يبقى طبيعي هيحصل في الواقع…خليكي انتي البطلة في روايتك الخاصة
– بصي مانكرش أن سيف احلى من الابطال اللي قريتهم في الروايات…وتصرفاته دايما بتغلبهم…بس برضو هو ساعات كده بينسى شوية حاجات
– و هو ايه عرفوا يا بنتي ها؟؟؟ منوش حبيبتي فوقي كده واستمتعي بالسفرية… و اصنعي معاه احداث جديدة بعيداً عن الروايات دي بقى
أومأت بالايجاب ومن ثم أغلقت معها الهاتف..
نزلت إلى حمام السباحة وبدأت السباحة بسلاسة وتمتع بالمياه الزرقاء النقية التي تنعشها وعلى الجانب الاخر ترى البحر يتراقص أمامها بمياه رائعة.. غمرت جسدها تحت سطح الماء لبضعة بوصات قليلة وبدأت السباحة بخفة وسرعة حتى وصلت إلى حافة المسبح..ثم عادت مرة أخرى وكررت نفس الحركة، أثناء سباحتها في الماء، اصطدمت كتفها بصينية بيضاء عميقة جميلة مغطاة بالورود الحمراء من القاعدة وفوقها كأسين من العصير وطبق من الفواكه المتنوعة اللذيذة، وطبق آخر يحتوي على وجبة فطور صغيرة بالطريقة الأوروبية.. رفعت وجهها.. لتفاجأ بزوجها أمامها..فتراه بهيئة جعلت قلبها يخفق بشدة..نصفه العلوي عاري.. يرتدي شورت قصير، وترك جسده عاريًا مما أظهر عضلات صدره وذراعيه.. وضعت يدها على فمها متفاجئة من هذا الفعل الرومانسي… يا إلهي، لقد أسرعت في الحكم الخاطئ عليه.
جاءها صوته الاجش قائلا:
– طب كنتي تصحيني بدري بقى
– ده بجد؟؟
هبت لتعود إلى حافة المسبح، وتأخذ المنشفة خاصتها لتجفف جسدها به..اتجه نحوها بهدوء حتي وصل إليها وجلس بجانبها وهو يقرب الصينية لها
-الفطار يا منوش
اتسعت عيناها بذهول غير مصدقة:
-الله ده بجد؟ طيب والباقي!
سألها بتوجس:
– باقي إيه؟
عقدت حاجبيها بعتاب :
– نسيت تصحيني على رفرفة الوردة على وشي
– طبعا ده بيحصل في الروايات مش كده ؟
اومأت بهيام:
-اه..
-لا معملتهاش دي…بس بخصوص الصحيان بطريقة جديدة ده شيء مفروغ منه
منة بسعادة:
-بجد يا سيفو…
أومأ موافقاً بالإيجاب:
– هديكي بالقلم على وشك عشان تفوقي من أم الخيال ده وتعيشي في الواقع
وضعت يدها على وجنتيها برعب من تنفيذ تلك الفكرة الشريرة :
– لااا خلاص رجعت في كلامي ..
ليقول بيأس:
– أنا عارف محدش هيشلني ويقصف عمري بدري غيرك
هزت رأسها بدلال :
-بعد الشر عليك يا حبيبي .. هصحى لوحدي خلاص
– وتصحيني معاكي بقى…
ابتسمت بحماس :
– عيوني حاضر
قبلها من وجنتيها الناعمة :
– تسلملي عيونك الجميلة، يلا نفطر سوا بقى…
– بس ايه الجو الرومانسي الجميل ده
– يا سلام…ما كان مش عاجب
اتسعت حدقتيها باعتراض :
– نعم؟؟؟ ده انت تعجب الباشا يا باشا قلبي انت… فما بالك بقى بأفعالك القمر
______________
بعد مرور يومين…
لقد حدث ما توقعه ايتن..وأعادت طليقة كرم الأموال إلى طليقها، بل وحددت موعداً معه، بالاتفاق مع زوجها، للقاء أبنائه وتقسيم الأيام بينهم بحسب إجازتهم الأسبوعية او حسب ما يريد.. ووقتها عاد حمزة من محافظة الفيوم بعد التأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام، ووافقت الفتيات الضحية من قصة مهاب.. أن يساعدوا أنفسهم، ويقبلوا مساعدتهم على رحب، و وعدهم بأنه لن يتركهم أبدًا.
ذهب حمزة إلى منزله، واستحم، وبدل ملابسه بسرعة، وذهب إلى الفندق قبل أن تنتهي زوجته من موعد عملها.. وفاجأها وهو يتصل بها بأنه ينتظرها أمام الفندق..لتستأذن وتخرج له
كانت تفتقده كثيراً … صحيح أنهم لم يبتعدوا عن بعضهم إلا عن أيام قليلة ولم يتركها أبداً وكان يتحدث معها دائماً عبر الهاتف ويطمئن عليها وعلى مواعيد علاجها التي كانت تأخذها لأنها في منتصف اشهر الحمل.. غادرت مقر الفندق لتجده واقفاً أمام سيارته الأنيقة وفي يده باقة أنيقة من الورد الجميل باللون الاوف وايت، وبجانبه كان هناك صندوق دائري على شكل قلب باللون الوردي.. وحالما رآها تقترب منه ترك الباقة على السيارة وهو يقبلها على خدها الناعم. ابتسمت له بخجل وهي تنظر لمن حولها، لكنه لم يبالي… لم يشعر بالخجل من إظهار مشاعره لها.
لقد كان دائمًا شخصًا صادقًا ومباشرًا..
على عكس شقيقها سيف، فهو لا يتصرف بتلك الطريقة أبدًا أمام أي شخص..
أخذ باقة الورد الأنيقة وأعطاها لها لتبتسم له بامتنان:
– الله ورد…جميل اوي يا حبيبي
– ولو هتقوليلي بقى زي باقي البنات ايه ده جايب ورد ومبياكلش معايا…هقولك في هنا شوكولاتة وحاجات حلوة تتاكل
ابتسمت بسعادة وهي تهتف:
– لا متخافش الورد بحبه بياكل معايا أوي
هز كتفه بتبرير قائلا:
– احنا قولنا نأمن نفسنا برضو
– الله تحفة … تسلم ايدك يا عيوني
همس بشقاوة:
– مرضتش بقى اجيب أكل لأن كده كده عازمك في مطعم
انطلقت منها ضحكة ناعمة:
– بحبك اكتر من أي حاجة في الدنيا
لف خصرها بذراعه يسألها:
– طب إيه رأيك .. شغال؟
– شغال طبعا..
ركبت سيارته معه واتجه هو نحو المطعم الذي حجز به، حيث سيتناولان الغداء.. وبينما هو يقود السيارة، أخذ يدها الصغيرة بين كفيه، وكان بين مقعدهما باقة الورد وعلبة الشوكولاتة التي كانت تحتوي على قطع من الشوكولاتة ومن بينهم قطع من التوت الاحمر والبري تزينهم.
____________
وجدته نائماً على السرير بارتياح يرتدي شورت رمادي يصل فوق ركبتيه بقليل وتيشرت ابيض نصف كم…اقتربت منه وهي تحاول ايقاظه من نومه في ذلك الوقت كما طلب منها
– سيفو حبيبي…يلا اصحى بقى وبطل كسل…
فركت جبهتها بملل وهي تحاول ايقاظه من نومه في ذلك الوقت كما طلب منها، ولكنه لا يستجيب لها
اقتربت من زوجها وحدقت به بشقاوة:
– طيب مابدهاش بقى هصحيك بطريقتي
قفزت على السرير وجلست بجانبه بظهرها له, حشرت رأسها بالتيشيرت خاصته وهي تدخل بجسدها به بكل مرونة لصغر حجم جسدها، وسرعان ما استيقظ من الصدمة ليتقلب على ظهره وهو يحتضنها من فوق ملابسه بتلقائية، بينما هي تضحك بشقاوتها المعتادة…
– صباح الخير يا حبيبي
فتح عيونه ببطئ وتلتوت شفتاه بذهول لرؤيتها بداخل ملابسه :
– بتعملي ايه جوه التيشيرت بتاعي يا مجنونة؟؟ عملتيها ازاي اصلا؟
– كنت بصحيك..
همس عابساً وهو يحيطها بذراعيه:
– حد يصحي حد كده؟؟ يلا يا منة اطلعي بقى
استندت رأسها أكثر على صدره والتفت برأسها للأعلى لتوازي عينيه وهي تهمس:
– مش هطلع…عاجبني النوم كده
– انا اتجوزت طفلة مش كده ؟؟
ضحكت بمشاغبة وهي تقبله من ذقنه برقة:
– أيوة وبرضو مش هطلع من جوه التيشيرت…
التوى فمه بابتسامة ماكرة :
-متأكدة يعني ؟؟؟ أنتِ فاكرة هغلب كده !
ليزيح التيشيرت خاصته بعيدا عنهم وهو يخلص نفسه منها فصرخت بذهول لتنهض من فوق صدره وهي تحاول الهرب، بينما هو امسك معصمها النحيل بسرعة ومن ثم جذبها نحوه بقوة وسرعة.. ليسقطها على السرير ويثبتها فوقها بحركة مغرية جعلتها تشهق من المفاجأة وهو يقبض على ذراعيها تحت قبضتيه المسيطرتين على كتفيها..
زفر بغيظ قائلا:
– حد يصحي حد بالطريقة دي ها؟؟؟
لتضم منة شفتيها بعبوس طفولي:
– كنت بهزر معاك والله اسفة..
حركتها البريئة تلك جعلته يقترب منها أكثر، يدفن وجهه في رقبتها بشغف
كيف لها أن تكون بهذا الجمال؟
وكيف لها بحركاتها التلقائية الطفولية تجعله مغرم بها أكثر؟
هو يحبها…يحبها بكل تصرفاتها التلقائية المتهورة… يحبها كما هي
همست بخجل فطري:
– سيف…ممكن أبعد شوية…انت قولت اصحيك بدري
أمسكت يداه بخصرها الصغير وهو يتشبث بها أكثر، بينما هو يبتعد عن رقبتها قليلا، هامسا بأذنيها بصوت أجش :
-مينفعش اصلا تبعدي بعد اللي عملتيه فيا ده
همست منة ببراءة:
-عملت فيك ايه؟
غمز لها قائلا بعبث:
-هتعرفي دلوقتي
شهقت منة بخجل :
-سيف..!!؟
أقترب منها ليقبل تلك الشفتان المغرية الصغيرة ..ثم آخذ يعمق قبلاتهم اكثر، كم كانت شهية ولذيذة، لاحظ مسكتها لذراعه وكأنها تستمد منه القوة، لم يعلم لمتى ظل يُقبلها ولكنه شعر بأحتياجها لبعض الهواء فابتعد قليلا ونظر لها لتكسو الحُمرة وجهها وتبادله ابتسامة رقيقة فاقترب منها أكثر وآخذ يُقبلها مرة أخرى.
بدأ في أن يزيد عنف قبلته وشعر بإستجابتها له، أمسكت بشعره لتجذبه نحوها أكثر..
_____
بعد عدة أيام… من عودتهم من الساحل
عندما عاد سيف إلى غرفته بعد يوم شاق في العمل، أكل بسرعة مع زوجته وشقيقها عمر الذي جاء لزيارتها مع والدته .. ثم شعر بالشوق إلى سريره… قرر أن يأخذ قسطًا من الراحة وطلب من منة أن توقظه في وقت محدد ليجلس معها، لأنه كان متعبًا جدًا في ذلك اليوم.
عندما وضع رأسه على الوسادة، سمع صوتًا موسيقى يشبه صياح الديك ولكنه كان مزعجًا للغاية… في البداية، اعتقد أن الصوت قد يكون قادمًا من الخارج أو من التلفاز أو من الهاتف.
ولكن الصوت كان يصدر من مكانه، من سريره… كلما تحرك على سريره، استيقظ على هذا الصوت المزعج.
– ايه الصوت ده يا ربي جاي منين بس !!
يا الهي… هذا اخر ما ينقصه…
وقام من مقعده وبدأ يفتش بالغرفة والسرير للبحث عن مصدر الصوت…
حسنًا، فهم الآن.
الصوت ينبعث كلما جلس أو نام على السرير ويزداد كلما تحرك عليه أو تقلب.
– لا بقى بجد ده مقصود…الصوت طالع من السرير بجد
هل يمكن أن تكون منة قد فعلت به هذا المقلب السخيف؟؟
حسنًا، منذ عودتهم من الساحل، تتمسك به وترغب في أن يجلس معها في كل يوم وهو خارج للعمل..
ولكنه يعوضها عندما يعود..ولكنها تريده معها طوال الوقت..
نادى سيف على زوجته بصوت عال، فأتت إليه، ويتبعها عمر شقيقها، يركض خلفها، ملتصقًا بها.
ردت منة بدلال:
– نعم يا حبيبي
سألها سيف بهدوء محاولا تماسك نفسه :
– هو ايه الصوت اللي طالع من السرير ده .. انا مش عارف انام ومش عارف الصوت ده جاي منين اصلا
ردت باستنكار :
– صوت؟؟؟ صوت ايه مش فاهمة !
تأفف بنفاذ صبر:
– منة الله يخليكي…انا جاي من الشغل ربنا يعلم دماغي فيها ايه وعايز انام ارتاح شوية لأن ممكن في أي وقت انزل تاني…
هتفت بصوت مقهور:
– نعم؟؟ تنزل تاني ؟؟ مش كفاية بتروح الشغل و تسيبني قاعدة لوحدي زهقااانة…
– نعم ؟؟؟ انتي عايزاني اخدك معايا الشغل؟
قولي كده بقى انتي بتعملي كده عشان اقعد معاكي صح
هزت رأسها بنفي وهي تهتف :
– محصلش صدقني
صاح به عمر :
– كلمها عِدل لو سمحت
رد سيف باستغراب من انفعال شقيقها المبالغ به:
– في ايه يا عمر ؟ ما انا بتكلم عِدل
ليردف سيف وهو يسألها بصوت خافت:
– منة انتي اللي عاملة فيا المقلب ده صح ؟؟
هتفت بإنفعال تدافع عن نفسها:
– مقلب ايه يا سيف اللي هعمله فيك
تنفس بخشونة وإنفعال :
– مش ناقص بجد ومش وقته يا منة تصرفات الاطفال دي
وقف عمر بينهم وهو يهتف بإنفعال :
– الله مش انا قولتلك كلمها عِدل…
رفعت نظرها إلى عمر بتحذير وهي تزيحه بعيدا:
– عمر عيب كده
فقد عمر أعصابه ليمسك يدها وهو يهتف بزعيق :
– يلا تعالي معايا…ده بيكلمك وحش…سيبيه يا منة وتعالي روحي معايا بيتنا
هزت رأسها رافضة :
– مش هينفع يا عمر…سيف معملش حاجة ليا اسيبه ليه
صاح بغيظ :
– ده بيزعقلك يا هبلة…انتي مستنية يعمل ايه اكتر من كده…سيبيه يا منة…سيبيه انا مش بزعقلك
– يوووه بقى مش وقته يا عمر…استنى أما نشوف في ايه حكاية الصوت ده طالع منين
رن هاتف عمر، فقال قبل أن يرد :
– ماما بتتصل شكلها وصلت تحت…انا همشي
ودعت شقيقها وهي تقبله من وجنته :
– ماشي يا حبيبي خلي بالك من نفسك…ولما تروحوا طمنوني
عادت منة مرة أخرى إلى الغرفة، لتجد سيف يسألها مرة أخرى عندما عاد الصوت المزعج مرة أخرى عندما جلس على السرير بالخطأ:
– منة ممكن افهم ايه اللي انتي عاملاه في السرير ؟
هزت كتفيها ببراءة :
– سيف انا مش عاملة حاجة بجد…و ازاي تظن فيا كده؟ انا برضو هعمل فيك كده ازاي
رفع حاجبه قائلا:
– يمكن مش عايزاني انام مثلا وافضل قاعد معاكي عشان اصحى متأخر و مروحش الشغل..
ابتسمت قائلة بحماس :
– ياريت
كز علي أسنانه بغيظ :
– شوفتي؟؟؟؟
هزت رأسها قائلة بتبرير :
– الله انا صريحة…بقولك ياريت بجد متروحش الشغل ده…وتفضل قاعد معايا
أمرها بخشونة :
– طيب طلعي الزفت المقلب اللي عاملاه فيا ده عشان عايز انام بجد
ردت بتصميم:
– انا مش عاملة مقلب والله
جذبها من يدها قائلا:
– تعالي كده اقعدي على السرير و شوفي
جلست على السرير لتسمع صوت صياح الديك المزعج، فانتفضت قائلة :
– ايه الصوت ده
– نعم؟؟؟ يعني ده مش انتي اللي عاملاه؟؟
– هعمله ازاي يعني ؟؟؟
رفع الوسائد وملاءة السرير ليزيحهم جانبا، همست منة تسأله:
– سيف متهزرش انا تعبت عشان ارتبهم.. انت بتعمل ايه ؟؟….
زفر بضيق وهو يرفع المرتبة ولم يجد شيء أيضا:
– بشوف ايه اللي موجود في السرير بيطلع الصوت ده
سألته بغباء:
– اومال الصوت جاي منين طيب !
ترك المرتبة بعد أن فتش جيدا ولم يجد شيء اسفلها، فسمع صوت رنين هاتفه ليجيب بسرعة:
– أيوة…بتقول ايه؟؟ طيب حاضر هغير وانزل
اغلق المكالمة لتقف أمامه قائلة باعتراض :
– تنزل تروح فين؟؟؟ احنا مقعدناش مع بعض… لا مش هسيبك تنزل
– منة مش هتأخر بس في حاجة في الشغل لازم اروح اتابعها بنفسي ضروري ومش هينفع أي تأخير..
– لا ده ظلم انا مش هينفع اسيبك تنزل…وبعدين انا هخاف اقعد لوحدي والصوت ده موجود على السرير…انا خايفة…
ارتدى ملابسه على عجل :
– لازم انزل والله….مش هينفع تأجيل وبعدين مش هتأخر..
هتفت بعناد:
– طب خلاص خدني عند ماما أو حمزة
– منة بلاش شغل الاطفال ده…احنا لسه مكملناش اول شهر جواز حتى
همست بخوف وهي تنظر إلى السرير :
– لا لحد ما انت ترجع من شغلك تعدي عليا ونرجع مع بعض
– طيب…لو كده ماشي…إلبسي بسرعة
_____________
كانت تجلس معه بغرفة نومهم بعد عودتهم من العمل و انتهاء وجبة الطعام…
همس لها بفخر :
– انا مبسوط و فخور اوي باللي عملتيه مع خالي…
– انا عشان خاطر عيونك اعمل اي حاجة…وانا بصراحة من ساعة ما عرفت أنه اتظلم واتأكدت من والدتك…و وعدت نفسي اني هجيب حقه…
تلمس وجنتها بحنان هامساً:
– لا طلعنا شاطرين اوي…تخيلي وئام كمان قالتلي انك دورتي ورا كل الستات اللي اتعاملتي معاهم عشان تتأكدي إذا كان فيهم حد مش مظلوم زي طليقة خالي… حقيقي فخور بيكي.. رغم أن كان ممكن متعمليش كده ولا مجبرة تعملي كده لكن انتي مقدرتيش تستحملي أن ممكن يكون حصل لعبة زي كده تاني عليكي من حد غير طليقة خالي
– عشان غلطة حصلتلي مقدرتش استحمل اني اسكت كده…كان لازم ادور و أتأكد لو كنت ظلمت حد بدون علمي أو قصدي..
سألها فجأة :
– ناوية ترجعي تكملي في شغلك ده؟؟؟
– اكيد انت هترفض
– لا انا بسألك انتي…انتي ناوية ؟؟
سيبك من اي حد…
هزت كتفيها بتفكير :
– بصراحة مش عارفة…حسيت انها مسؤولية كبيرة…لازم اتأكد قبل اي حاجة…ولازم اساعد بطريقة محايدة… واتأكد أن الطرف التاني مش مظلوم … ومش اي مشكلة مش مستاهلة احلها واساعد فيها
– وانا معنديش مانع…بس تدوري كويس اوي…و زي ما قولتي مش اي حد…الا لو حد وقعت في مشكلة كبيرة جدا…وكمان تخلي وئام هي اللي تبدأ تساعدها…انتي ممكن تساعدي بأفكارك و اقتراحاتك…لكن القانون بتاعنا هو الأساس…
اتسعت حدقتيها بذهول:
– يعني انت موافق؟؟
أومأ برأسه بالإيجاب:
– موافق يا حبيبتي…عارف انك مش بتنتقمي على قد ما كان نفسك تساعدي كل ست اتظلمت…او عاشت تجربة زي والدتك…
ابتسمت قائلة بحماس:
– انا هرجع اكمل فيه…بس وانت معايا…خليك جنبي
وعدها قائلا:
– انا دائما جنبك..ومش هسيبك اصلا في أي حاجة…بس زي ما اتفقنا…انتي تساعديها من بعيد…الا لو العميلة احتاجت تدخلك…برضو وقتها تكوني واثقة انها مظلومة …وانا شايف انك تساعدي الستات اللي مالهمش حد ولا ضهر…ومن غير ما تيجي على الراجل أوي…خليكي محايدة…
– حاضر يا حبيبي… هركز كويس اوي
– وبعدين انا قبل ما اتجوزك وانا عارف بشغلك…بالعكس أنا هساعدك فيه وهدعمك كمان
– انت احسن راجل في الدنيا بجد
سألها بعبث:
– طب ايه مستاهلش مكافأة حلوة؟
ابتسمت له برقة :
– تستاهل كل الحاجات الحلوة يا حبيبي
– انا مش طماع أوي… هي بوسة
ضحكت بعذوبة تسأله:
– بوسة واحدة بس ؟؟؟
قهقه بقوة:
– لا كتير…
هزت كتفيها بدلال:
– براحتك يا عيوني
فتح ذراعه كأنه يدعوها للاقتراب حتى تتمكن من الاستجابة لندائه.. ارتمت في حضنه وأسندت رأسها على كتفه لتجلس على نهاية السرير بين قدميه، فاحتضنها، كانت مرتدية قميص حريري باللون الكحلي بظهر مفتوح وشعرها الأسود المنسدل يغطي ظهرها المكشوف، فوضع إحدى يديه حول خصرها و ظهرها من الخلف، وأزالت يده الأخرى شعرها من الجانب الآخر لتكشف عن ظهرها الناعم وبدأ بتقبيلها من كتفها من الخلف ويداه تستكشفان ظهرها بشغف، وتنزل ببطء من مؤخرة رقبتها إلى منتصف ظهرها
طبع عدة قبلات حول كتفها حتى شعرت بجسدها يسترخي بين ذراعيه وبالدفء يلمس أطرافها ..
كانت مازالت متكئة على كتفه، رفعت كفها ولمست ذقنه بأصابعها وهي تبتسم بهدوء في وجهه، ورفعت نفسها لتضع شفتيها على ذقنه الكثيفة، وطبعت قبلة.
أسند جبهته على جبهتها.. يتنفس بهدوء وتلمس أصابعه شفتيها المكتنزة الجميلة يريد أن يقبلها هنا … طبع قبلة على جبينها، ثم أنفها الدقيق، خديها، ذقنها، وأخيرا توقف عند شفتيها، ليقبلها هنا…
وقبل أن تقع القبلة، سمع صوت جرس الباب يرن بشدة…
اللعنة…
من هذا المزعج…الذي قطع عليه قبلته؟
ابتعد عنها وهو يهمس:
– ده مين السخيف ده بقى اللي قطع عني اللحظة المنتظرة
كتمت ضحكتها، نهض رغماً عنه، وهو يحاول تهدئة أنفاسه، وطلب منها أن تنظره حتى يرى من؟
______________
فتح باب الشقة ليجد منة تندفع نحوه بسرعة ملهوفة وهي تقبله من وجنته قائلة :
– ميزو حبيب قلبي واحشني
قبض كفه بغضب وهو يتمتم متجهماً:
ـ أهلا مُفرقة الجماعات..
نظرت له باستغراب وهي تسأله عن ايتن, وبعد وقت قليل كانت تجلس أمامهم منة في غرفة المعيشة وهي تقص عليهم كل ما حدث لها ومشكلتها الخطيرة وكأنها تهدد الأمن الوطني
صاح حمزة بانزعاج:
– يا بنتي اهدي بقى خوفتينا عليكم
همست بصوت شبه باكي :
– والله زي ما بقولكم كده…سيف كل ما بينام على السرير أو حد يقعد على السرير يسمع صوت موسيقى صياح ديك مزعجة
– معقولة ؟؟ طب الصوت ده جاي منين برضو ؟؟
هزت كتفيها بحيرة:
– معرفش بصراحة احنا اتصدمنا
قاطعها حمزة بنبرة ساخرة:
– منة يعني ده مش مقلب منك عشان تحبسي الراجل في البيت ومينزلش
همست من بين اسنانها بحرقة:
– والله يا اخويا لو عليا اعمل كده بس لا مش بالطريقة دي …مظلومة يا جدعان والله
سألتها ايتن :
– طيب في حد كان عندك النهاردة ؟؟؟
– اه عمر و ماما…بس ماما نزلت تشتري حاجة و عمر قعد معايا شوية وأكلنا سوا وبعدين ماما رفضت تسيبه يبات و هي مروحة خدته
صرخ بها كلا من حمزة وايتن :
– و ده ملفتش نظرك لحاجة ؟
هتفت بغباء:
– حاجة زي ايه ؟
بغيظ مكبوت هتفت:
– انتي الاستيعاب عندك ابطء من السلحفاة
سألته بعدم فهم:
– مش وقته ألغاز… انت شاكك في حاجة؟
قاطعها حمزة بحدة:
– مش هرد عليكي اصلا
زفرت منة بضيق :
– طب حد يحل مشكلتي بقى
هتف حمزة بغموض:
– اهدي هنحلها…
اتصل حمزة على خالته وطلب منها المجيء هي وعمر و وافقت.. وأجرى مكالمة أخرى بعيدا وعاد إليهم ليجلس معهم
قالت منة بذهول معترض:
– انا مش فاهمة بصراحة انتوا كبرتوا الموضوع اوي جايبين عمر و ماما ليه بس…سيف معملش حاجة ليا بقولكم
صرخ بها حمزة بغيظ:
– غبية انتي غبية
– شكرا اوي يا محترم…
– يا شيخة بقى كنت خلصت منك…أنتِ ورايا ورايا حتى بعد الجواز
– مش هسيبك تتهنى
وقف ايتن بينهم لتنهي النقاش:
– خلاص بطلوا خناق لحد ما نحل مشكلة منوش
– شايفة يا آيني…مش طايقني ازاي؟
ابتسمت ايتن قائلة بحنان :
– ده بيحبك أوي أنتِ عارفة.. هو بس بيهزر معاكي .. وبعدين هو اللي عايز يحل مشكلتك…
لتردف قائلة:
– شوفتي الكلام خدنا في مشكلتك ونسيت احضرلك حاجة تشربيها…
رفضت منة أن تجهز لها شيئاً، ولكن ايتن نهضت وذهبت إلى المطبخ، لتجد بعدها حمزة دخل خلفها…ليقترب منها بشغف
تراجعت للخلف بتوتر:
– حمزة…لا منة قاعدة بره…
هتف حمزة بغيظ:
– ما هي بصراحة قطعت عليا اهم لحظة في حياتي
– نعم؟؟؟
صاح حمزة بغضب:
– والله ده ظلم بجد..
ليردف بقهر:
– ماخدتش البوسة بتاعتي..
عقدت حاجبيها باستغراب:
– نعم ؟ انت بوستني على فكرة كتير
أشار إلى شفتيها بإصبعه قائلا بعبث:
– لا معلش موصلتش لهدفي…انا كنت عايز بوسة هنا
زفرت قائلة بضيق:
– ما كنت بوستني هنا من اول مرة وخلاص
داعب خصلاتها برقة وأعاد ترتيبها حول وجهها :
– مبحبش الكروتة بصراحة…انا بحب اوصل لكل حاجة بتأني
قهقهت بضحكة صغيرة، وأنامله تداعب وجنتيها بعبث:
– طب بوسة…بوسة واحدة بس يا مفترية
هزت رأسها بتحذير وهي تبتعد عنه إلى الجهة الأخرى من المطبخ:
– مش هينفع منة بره
اقترب منها اكثر لتعود هى الاخرى بخطوات سريعة الى الخلف حتى ارتطمت بجدار المطبخ خلفها ليبتسم بخبث محيطاً اياها بذراعه:
– و هي ايه هيدخلها عندنا يعني في المطبخ بدون استأذان
بينما لم يتيح لها الفرصة بينما أحاط خصرها بخشونة يثبتها بجسده، يهاجم مقاومتها
همست بها بصعوبة وهو يجتاحها بقربه المهلك بلا رحمة:
– حمزة بلاش جنان احنا مش…
اعترض حمزة:
– لا بقى المرة دي احنا في بيتنا ومنة هي اللي اقتحمت البيت فجأة
– الله…مش اختك يا حبيبي وعندها مشكلة
ارسل لها غمزة ماكرة وهو يمسك بيديها يقيدها خلف ظهرها ورفع رأسها إليه :
– نحل مشكلتي انا الاول
– طب عشان خالتك وعمر زمانهم جايين..
هتف بلهفة :
– اخد بالي متقلقيش
فتح شفتيه باندفاع نحو شفتيها بنية واضحة لتقبيلها، وتعويض القبلة التي اضاعتها عليه منة..
انحنى ليلتهم شفتيها اللذيذة بين شفتيه…وبالفعل غابا بقبلة جامحة شغوفة.. لم يقطعها سوى دخول عمر فجأة هاتفاً بصياح:
– انا جيت يا أبيه حمزة
ابتعدت عنه وهي تتنفس بقوة، تلكزه بكتفه هامسة بخجل:
– ده اللي اخد بالك صح؟؟؟
ليجد عمر يصرخ بعدها بصياح وهو يندفع إلى خارج المطبخ قائلا :
– أبيه حمزة بيبوس ايتن.. أبيه حمزة بيبوس آيتن
شتم من بين أسنانه، هدر بأنفاس لاهثة متوعدًا:
– خد يالا…والله لاجيبك من شعرك….
فركت وجهها بيديها بخجل شديد وهي تعاتبه بنظراته، بينما قررت أن تحضر العصير للضيوف..
صاح حمزة بغضب وهو يركض خلف عمر الذي هرب منه وهو ما زال يردد تلك الجملة التي فضحه بها :
– طالع فتان لأختك بالظبط
نظر حمزة إلى خالته قائلا بترحيب وكأن لم يحدث شيء :
– ازيك يا خالتو
نظرت له ناريمان باستغراب:
– انت يابني مش مكسوف…مفيش اي خجل خالص… المفروض تتكسف على فكرة…الواد فضحك
ضحك بلا مبالاة، قائلاً ببساطة:
– اتكسف من ايه ؟ دي مراتي…
رمقته ايتن بغيظ وهي تضع صينية التقديم على الطاولة وتناولهم المشروبات وأطباق الحلوى بخجل شديد..
ردت منة بنبرة ساخطة :
– يتكسف؟؟؟ ده حمزة واخد البجاحة كلها لحسابه
رفع حاجبه قائلا بتهديد:
– طب شوفي مين بقى هيحللك مشكلتك
سألت ناريمان باستغراب:
– مشكلة ايه؟؟
تراجعت منة بارتباك، قائلة بنبرة مبالغة بها:
– هو في زي حمزة و أدب حمزة…واحترام حمزة…وتربية حمزة
زمت ناريمان فمها بامتعاض:
– هو حمزة اتربى امتى؟؟
سخر حمزة بغطرسة:
– على يدك يا خالتو
نظرت له ناريمان باستغراب:
– يابني اتعلم من مراتك…البنت مكسوفة ازاي… يا حبيبتي ولا تتكسفي اصلا ولا تتحرجي…المفروض هو اللي يخلي عنده دم..
تمتم أمام خد زوجته دون أن يمنحها أي فرصة، قبلها من وجنتها ببساطة:
– ما ابوسها قدامكم عادي هو انا هتكسف ؟
شهقت ايتن بخجل وهي تلكزه من ذراعه، بينما هتف عمر بتصحيح وهو عاقداً ذراعيه أمامه :
– لا على فكرة مبوستهاش من خدها في المطبخ يا أبيه
سألته منة بفضول :
– اومال منين
صرخ بها حمزة بغيظ:
– ما تخليكي في حالك يا اخت منة مش كده
ليردف بوعيد إلى عمر :
– وانت يالا حسابك معايا بعدين… بس اصبر كده عليا عشان محتاجينك دلوقتي
رمقته ايتن بغيظ:
– فضحتنا والله
رفع حاجبه بذهول وهو يسألهم:
– مش فاهم مكبرين الموضوع ليه؟؟
______________________
أمسك حمزة بيدي ابن خالته وأجلسه بجانبه في الجانب الآخر من الغرفة، وهو يهمس بابتسامة :
– عمر حبيبي… جبتلك حاجة بتحبها اوي
– هي ايه يا أبيه حمزة
– السلايم اللي انت بتحبه… جبتلك كرتونة كبيرة منه
قبله عمر من وجنته بلطف:
– انت جميل اوي يا أبيه حمزة شكرا بجد
– استنى بقى افرجك عليه
خرج من الغرفة وأحضر له العلبة الكرتونية يتناوله إياها، شعر عمر بالسعادة الشديدة..
– عجبك يا عمور؟؟؟
– جميل أوي كل الالوان اللي بحبها كمان
ضاقت عيناه بغموض:
– في دستة تانية بقى فيها اشكال تحفة…
سأله عمر بسرعة :
– بجد ؟؟ هي فين ؟؟
همس حمزة بصوت خافت:
– بس تقولي الاول المقلب اللي عملته في منة و سيف كان ايه ؟
عقد عمر جبينه ببراءة :
– مقلب ايه؟
سحب نفساً متنهداً بضيق:
– لا ماتحورش عليا
– أبيه حمزة…
سأله حمزة بنفاذ صبر:
-عمور يا حبيبي انا عايز اعرف المقلب ده ايه؟؟ ومستخبي فين ؟؟ وعملت كده ليه ها ؟؟؟
قال عمر بنبرة متحشرجة شبه باكية :
– اصل ماما مش عايزاني ابات عند منة…بتقولي عيب يا عمر دي لسه عروسة…فين عروسة دي الفرح خلص من شهر….وهي بتوحشني وسابتني لوحدي
ليردف قائلا :
– قومت عملت فيها مقلب عشان سيف يزعل منها ويخليها تيجي عندنا و اخليها تقعد معانا على طول… قولها يا أبيه ترجع لي…والله مش هزعلها ومش هخليها تعمل حاجة…هشيلها في عيوني…انا بحبها
– انت بتحب منة اوي كده ؟
همس عمر بتأثر:
– منة جميلة وتتحب أوي
– طب واللي يحب حد يعمل فيه كده ؟؟ افرض سيف ده عمل معاها خناقة كبيرة ولا حصل مشكلة بينهم بسببك.
أومأ عمر بحماس:
– ياريت عشان ترجع تعيش معانا….هي ليه تتجوز ليه وتسيبني؟؟؟
اجابه حمزة بتعقل :
– عمر يا حبيبي….لازم تفهم أن منة خلاص كبرت..هي صحيح لسه طفلة من جواها ومش بتتغير…بس هي خلاص زي اي بنت حبت واتجوزت وهتعيش حياتها بقى…وبعدين في المستقبل يعني ولو اني مش متأكد من القرار ده بس اكيد منة هيجي يوم وتبقى أم…وتخليك خالو …وتبقى اصغر خال … ولا انت مش عايز تبقى خالو عمر ؟؟..
صاح عمر بحماس:
– الله..بجد
– اه والله…
– يعني منة هتجيب اطفال زيها…والعب معاهم
تنهد حمزة بانزعاج من تلك الفكرة :
– لا زيها ايه…ابوس ايدك ادعي انهم يكونوا زي سيف… مش ناقصين السلالة بتاعتها تتكرر تاني
عقد عمر جبينه بضيق معترضا:
– ماتقولش كده يا أبيه.. منة عسل
– الله وانا اقدر برضو اتكلم…دي العسل كله بتاع عيلتنا
ليردف وهو يضع يده على كتفه:
– طب ايه بقى يا معلم …هتقولي ايه سر تفاصيل المقلب؟
– انا جبت لعبة فيها زراير لما تضغط عليها تطلع صوت حسب اللي اختاره وحطيتهالهم جوه غطا واقي المرتبة عشان ده بيتفتح بصعوبة وميكتشفوهوش بسهولة… وعشان كل لما ييجي حد يتقلب الزراير تتضغط فتعمل صوت وهو يقعد يدور الصوت جاي منين ومش عارف ينام..
قهقه حمزة ضاحكا بشدة :
– يخرب عقلك يا عمر…انت عملت كل ده ؟؟
أومأ ببراءة :
– أيوة… عشان منة ترجعلي
اقتربت منهم منة وهي تسمع اخر جملة قالها :
– شوفتي اخوكي عمل ايه…
قص عليهم عمر ما فعله بشقيقته بحرج.. هتفت منة بتأنيب:
– ينفع يا عمر اللي انت عملته ده… هو انا مش كذا مرة قولتلك تعالى اقعد معايا وبات
هتف عمر مدافعاً عن نفسه :
– ماما مش بتوافق ابات عندك بتقولي أن انتي عروسة
– يا ماما سيف مش بيتضايق منه صدقيني…وبعدين يعني فيها ايه ؟؟
– لا برضو ميصحش … انتي هتمشي ورا كلام عيل صغير…وانت بقى يا عمر حسابك معايا
قاطعها حمزة قائلا:
– خلاص يا خالتو انا اتكلمت معاه وعمر هيعقل…
هز عمر كتفيه بتردد:
– ما اوعدكش بصراحة
رفع حاجبه بدهشة:
– الله .. طب براحتك بقى يا خالتو اعملي فيه اللي انتي عايزاه اتوصي بيه
_________________
جاء موعد زفاف هاني وخديجة فكانت خديجة بأبهى طلة في فستانها الأبيض و هاني بأعلى درجات جاذبيته بإطلالته الأنيقة…جاء كل من إخوتها لحضور الحفل، حتى شقيقها الذي خرج من المصحة بعد فترة علاجه…
حاوط هاني خصرها ثم جذبها له بـقوة يعانقها بتأثر:
-أخيراً
إبتسمت بـرقة وقالت بـدلال:
– بقينا لبعض
أقتربت شفتاه من أُذنيها ليهمس لها بصوت آسر:
-انا اتشقلبت عشان نوصل للمرحلة دي
ليقبلها من وجنتيها بحب :
– مبروك يا حبيبة قلبي…
– مش مصدقة نفسي من الفرحة…بقيت مراتك بجد
إستند بجبينه على جبينها ثم قال :
– لا صدقي طبعا… الحمدلله وصلنا للخطوة دي بعد ما طلعتي عيني
– مبسوطة بجد أن كل حاجة عدت على خير..
بدأت رقصة السلو الثانية… وبدأ المطرب “رامي جمال” الذي أحضره هاني..
لغناء تلك الأغنية التي تعبر عن مشاعرهم…
“إوعديني، لو زعلتي مرة مني تعرفيني
لو جرحتك غصب عني تحسسيني
متشيليش جواك حاجة تحكي ليا كل حاجة
لما هفهم هبقى أحسن صدقيني
إوعديني، لو نسيت يا حبيبتي نفسي تفوقيني
لو خدتني الدنيا مني ترجعيني
لو في لحظة زاد غروري
إشتكي لومي وثوري
بس إوعي في يوم تروحي وتسبيني
إنت قلبي و إنت روحي و إنت عيني
حد عايز أعيش معاه لآخر سنيني
إنت بالنسبة لي مش حب في حياتي
إنت كل حياتي فعلاً إفهميني”
عانقها وهو يحملها من خصرها ليدور بها عدة دورات بطريقة رومانسية وهي تتشبث بكتفيه وتعانقه بشدة والفستان يدور حولهم والأضواء النارية تشتعل حولهم بطريقة رائعة
“إوعديني، لو في يوم الخوف ملكني تطمنيني
لو ذكائي في مرّة خاني تفهميني
لما أقسى في يوم تحني
و أما أغلط غصب عني
قبل ما أغلط غلطة تانية تلحقيني
إوعديني، لو يبيعني الكون بحالة تشتريني
تبقي أقرب منّي ليّ تكمليني
تبقي أختي تبقي أمي
تجري فيّ جوة دمي
لما أكون تعبان تضمي وتداويني”
انتهت الأغنية….
تقدمت والدة هاني وهي تبارك لهم وتعانق ابنها :
– مبروك يا هاني يا حبيبي
قبلها من رأسها ويدها باحترام:
– الله يبارك فيكي يا ماما…
عانقت خديجة بحب:
– مبروك يا خديجة
– الله يبارك فيكي يا طنط…. تسلميلي
– زي القمر يا حبيبتي
– يا حبيبتي أنتِ اللي قمر
اقترب حسين شقيق خديجة وهو يعانقها بتأثر:
– مبروك يا ديچا
– حسين يا حبيبي مبسوطة انك أخيرا خرجت… ومقولتليش
– خرجت امبارح…
– كده وماتقوليش
قبلها من رأسها :
– معلش يا حبيبتي .. كنت ناوي اعملهالك مفاجأة
– حمدالله على سلامتك يا حبيبي…دي احلى مفاجأة
اقترب منها شقيقاتها و أطفالهم يباركوا لها :
– زي القمر يا ديچا…
– مبسوطة عشان انتوا معايا وجنبي في يوم زي ده
– طول عمرك كنتي معانا…كان لازم يجي يوم و كلنا نقف جنبك
هتف حسين بأسف نيابة عن إخوته :
– احنا اسفين يا خديجة على اي عطلة سببناها ليكي… خطيبك بجد طلع راجل فعلا بيحبك و مسؤول… هو كان سبب ان كل حد فينا يغير حاجة في حياته
– مبسوطة بيكم اوي…
– واحنا مبسوطين عشانك اوي…
__________
كانت منة ترتدي فستان باللون الاصفر يشبه الأميرات… بقصة ضيقة حتى خصرها الدقيق، بربع أكمام منسدلة قليلا عند كتفيها ولكن لا تظهر كتفيها، كان الفستان رقيق و يحتوي جسدها الصغير بنعومة..
وقفت منة أمام كلا من حمزة وايتن و سيف قائلة بحماس :
-بالمناسبة الجميلة دي انا عايزة اقولكم خبر حلو اوي
– ياريت بجد
تنهد بابتسامة:
– انا حامل…
حدجها حمزة وسيف بنظرات مصدومة:
– ايه ؟؟؟
اقتربت منها ايتن وهي تعانقها بحب :
– مبروك يا منة يا حبيبتي…ايه الخبر الجميل اوي ده
– الله يبارك فيكي يا آيني…
لتجد حمزة فاق من صدمته، وقهقه ضاحكاً بشدة… رمقته منة باستغراب :
– هو انت بتضحك ليه معلش ؟؟
ليشاركه سيف الضحك هو أيضا، فهتف حمزة مصححاً لها :
– الله .. هو انا لوحدي اللي بضحك؟؟ جوزك هو كمان بيضحك
قهقه سيف وحمزة بضحك هستيري يتعالى، فهتفت منة بانفعال:
– يوووه…بطلوا ضحك بقى …المفروض تتأثروا على فكرة وتعيطوا
يبدو أن حمزة لا يستطيع السيطرة على نفسه :
– أحيه بجد مش قادر ابطل ضحك اقسم بالله…. هو ده بجد ولا بتهزري
– رخم اوي….
حدجت زوجها بحزم :
– يا سيف بقى …
واخيرا سيطر سيف على نفسه، بينما حمزة كما هو يضحك
همست ايتن برجاء:
– بطل ضحك بقى يا حمزة
رد عليها حمزة بنبرة جادة:
– عندك حق انا لازم ابطل ضحك فعلا في الموقف ده
– شوفت بقى ؟؟
– انا لازم اعيط
هتفت منة بسعادة:
– هو ده الكلام يا ميزو يا حبيبي
صاح حمزة برعب ساخط:
– انا لازم اعيط عشان انتي هتتكاثري وهتجيبلنا اطفال زيك
أغمض منة عيناها بقوة قائلة من بين أسنانها:
– مفيش فايدة والله
هتف سيف بتذكر :
– منة انتي مستوعبة..انتي لسه طفلة حبيبتي..
هتفت قائلة بجدية :
– يا جماعة انتوا ليه مش مصدقين اني خلاص هبقى مامي
رد زوجها يصحح لها :
– ده أنتِ أصلا لسه محتاجة مامي…
صاحت بهم بنبرة مخنوقة:
– والله رخمين بجد…مش طايقاكم
– الله هرمونات الحمل اشتغلت بدري
نبهته ايتن بهدوء :
– بس بقى يا حمزة عشان زعلت
ظهر الاهتمام أخيراً على حمزة وهو ينظر أمامه مصدوماً :
– انا محتاج بس شوية استوعب بس المفاجأة…او الصدمة ايهما أقرب !
– حمزة
ابتسم قائلا:
– مش متخيل بجد …منة حامل ؟؟
ليردف برجاء:
– يارب العيال يطلعوا لابوهم بقى مش ناقص نسخ منها تاني في حياتي
– دي منة عسل اصلا
قرصتها منة من وجنتيها بمرح:
– يخليكي ليا يا صاحبتي….والله انتي اللي عسل
لترمق حمزة بعتاب:
– شايف الناس الذوق … مش انت
اقترب منها سيف بعدما أُزيلت الصدمة، قائلا برقة:
– مبروك يا منونة
ضربته بقبضتيها الصغيرتين على صدره:
– نعم؟؟؟ بعد ايه ها؟؟ بعد ما ضحكت مع حمزة
أشار على حمزة وهو يكتم ضحكته :
– والله حمزة السبب بجد هو اللي ضحكني…وانا بصراحة اتفاجئت
– بس مفاجأة حلوة ولا لا؟؟
ابتسم لها قائلا:
– مفاجأة قمر شبهك
– هبقى مامي
– احلى مامي في الدنيا…انا واثق انك هتبقي ام حنينة وجميلة
اقترب منها حمزة وهو يبارك لها بسعادة :
– مبروك يا حبيبة قلبي
– مش طايقاك بجد
حاول أن يضحك مرة أخرى، زفرت منة بضيق:
– يووه هتضحك تاني…
رفع يداه باستسلام قائلا:
– خلاص خلاص هبطل ضحك اهو…مبروك يا حبيبتي… خلاص بقى دي بنتنا كبرت و هتبقى مامي
– وأنت هتبقى خالو أخيرا…
– ربنا يسعدك يارب انتي وسيف
________
في نهاية حفلة الزفاف… اثناء المراسم الأخيرة..
كانت ايتن ترتدي فستان باللون Mint green ضيق حتى أعلى خصرها بقليل، وينزل باتساع حتى يتناسب مع حملها و بطنها التي تكورت و برزت, ولكن رسمة الفستان أظهرتها بشكل رائع، كان يحتوي على حمالتين عريضيتين باللون الفضي يزيد من أناقة الفستان…. وتركت شعرها الأسود منسدلا بتسريحة مرفوعة رائعة..
وقفت آيتن بتعب وطلبت منها خديجة الجلوس حتى لا ترهق نفسها اكثر من ذلك…
– اه رجلي مش قادرة…
سألها حمزة بقلق :
– مالك يا حبيبتي ؟؟
صاحت بإجهاد:
– رجلي وجعتني بجد مش قادرة اقف اكتر من كده ولا امشي
– طب تعالي نقعد…
سحبها من يدها يجلسها على أحد مقاعد الطاولة خاصتهم
قالت منة :
– ممكن الهيلز وجعتك…
– مع اني متعودة عليها بس عشان الحمل…رجلي بقت توجعني من الهيلز
اقترب حمزة من مقعدها وهو ينحني على ركبتيه..مال وهو يضع قدميها على فخذه، أدركت ما ينوي فعله فهمست بصوت متحشرج وهي تبتلع ريقها بحرج..قائلة باعتراض:
-حمزة..لا مينفعش..انا هعرف اقلعه
فك أحد الحذائين من قدميها، قال بخشونة لطيفة وهو يستكمل:
-هو ايه اللي مينفعش..اكيد مش هتقدري تستحمليه اكتر من كده
غرست يديها تمشط شعره وهي تهمس بحب:
-بحبك..
انحنى فجأة ليحملها بين ذراعيه بدون مقدمات، مما جعلها تطلق شهقة قصيرة وسط اعتراضها وخجلها من الناس
وضعت ذراعيها حول رقبته وهي تنظر إلى وجهه الوسيم المبتسم.. التقت نظراتهما قائلة:
-حمزة…لا بتهزر
قال بهدوء:
– ايتن انتي مش هتقدري تمشي والقاعة في الدور التالت…اكيد مش هينفع تنزلي كل ده
احمرت خجلاً وهي تسند وجهها على صدره:
– طب و الناس؟؟
هز كتفيه بلامبالاة:
– انا مايهمنيش كلام أي حد…
همست منة قائلة إلى زوجها :
– حمزة بجد مبيتكسفش من حد
– خالص
بينما كان حمزة يواصل السير وهو بأطراف أصابعه حقيبة السهرة الصغيرة خاصتها وحذائها ذو الكعب العالي
وما أن هبط إلى الدرج بكل ثقة وسط دهشة البعض وإعجاب البعض بفعلته وحسد البعض، فلا يهتم بأي شيء أو اي شخص…كل ما يهمه انها كانت متعبة ولا تستطيع السير بسبب وقفتها ومشاركة صديقتها الرقص و تواجدها معها بذلك الكعب العالي…
وأخيرا وصل أمام سيارته لينزلها برفق فأصبح طولها قصير جدا أمام طوله الفارع وهي حافية القدمين وبيده حذائها، فتح باب السيارة لهم وقبل أن يتحرك، أوقفته قائلة بفخر:
– لما يكون في حد زيك تبقى الدنيا مش وحشة ولا حاجة…دي لسه بخير…انا بطمن بوجودك
همس بحنان, وهو يضمها إلى صدره بلطف:
– عارفة لما بحس انك مبسوطة أو على الأقل مرتاحة…بطمن والله
سقطت دموع السعادة وقالت بنبرة تحمل في طياتها جميع معانيالحب:
– أنت اعظم حاجة حصلتلي في حياتي
وأعرف أني أسافر في بحر عينيك
دون يقين
وأترك عقلي ورائي وأركض
أركض
أركض خلف جنونـي
_نزار قباني
________
بعد انتهاء الزفاف…وعودتهم إلى منزلهم الجديد…
– أخيرا كل حاجة بقت هادية…مامتك واخواتي وكل حاجة الحمدلله اتحلت…حتى البت الرخمة رهف قدمت استقالتها وسابت شغلها أخيرا
– أنا لحد دلوقتي بقى مش فاهم رهف عملت كده ليه وسابت الشغل ليه
– سيبك منها دلوقتي
أمسك بيدها ثم انحنى ليحملها ويأخذها إلى الطابق الثاني نحو غرفة النوم…
احمر وجهها من الخجل وهي تضع رأسها على صدره:
– هاني…
هاني بنبرة متيمة:
-قلب هاني وروحي وعقلي وكل حاجة اصلا
خديجة بحب:
– كل ده ليا
قبلها من وجنتيها :
– واكتر ياروحي، بموت فيكِ
سألته بدلال:
-بتحبني بقى؟
هز رأسه بنفي وهو يفتح باب الغرفة :
-لا
صاحت به بحدة :
-نعم..مبتحبنيش؟؟
كنت حاسة اصلا
وضعها حتى تلامس قدماها الأرض.. ثم رفع يده ونزع تاج شعرها ببطء وألقاه بعيدًا:
-بعشقك.. وبموت فيكِ
شهقت بخجل وهي تضحك :
– احيه علي الاحراج…
انا اللي بموت فيك بجد
- ومقدرش اعيش من غيرك
-ربنا يخليك ليّ يا حبيبي
- ويخليكى ليّ يا قلبي
انحنى ليأخذ شفتيها في قبلات ناعمة متتالية.. رفعت يدها لتحيط بعنقه ليعمق قبلاته فهذه قبلاتهم الأولى، بينما تفتح يداه سحاب ثوبها..حتى أصبح الفستان عند قدميها.. تحركت يده للتخلص من سترته ومن ثم قميصه..
هزت خديجة رأسها وهي تحاول أن توقفه قائلة بخجل :
– هاني استنى…
همس بنبرة أجشة:
– لا انا استنيت كتير بصراحة
ارتجف جسدها، وقربها من جسده ثم حملها إلى الفراش, بينما يحاول التخلص من بقية ملابسهم..
وبسعادة لا تعوقها أي حزن، كانت تتلقى بين يديه معنى العشق والحب…
اخيرا أصبحت ملكه…ونالت سعادة لا تعوقها اي مسؤوليات أو حزن…
_______________
حينَ اكتشَفْتُكِ
لم يكُنْ قصدي اكتِشافُكْ
فأنا الذي ما كنْتُ ضِدَّ الحُبِّ يومًا،
أو معَهْ
أنا مُؤمِنٌ أنَّ الفُصولَ الأربعةْ..
ستظَلُّ دومًا أربعةْ
وبأنَّ شَمسًا واحدةْ
وبأنَّ بدرًا واحدًا..
فتنَ الوجودَ إلى السَّماءَ السَّابعةْ
لكنَّني حينَ اكتشَفْتُكْ
كلُّ الأُمورِ تغيَّرتْ
فأضَفْتِ بَدرًا ثانيًا
وأضفتِ شمسًا ثانيةْ
وأضفتِ فَصْلاً خامِسًا..
ما أرْوَعَهْ
_عبدالعزيز جويدة
دخلت غرفة النوم بعد عودتهم من الخارج فوجدته جالساً على السرير مازال كما هو بملابس حفلة الزفاف وكان قد خلع سترته وتبقى منها قميص أبيض وبنطال داكن، يبدو أنه كان يتابع شيء ما عبر هاتفه يخص عمله لذا تأخر في تغيير ملابسه .. قامت بتشغيل شاشة التلفاز في الغرفة وربطها بهاتفها، لتشغل أغنية “أنت عارف ليه” لروبي.
وما أن ارتفع صوت الأغنية، حتى بدأت منة تغني مع المطربة بصوتها الرقيق، وبطريقتها الشقية، بدأت بترديد كلمات الأغنية وهي توجهها له.. لزوجها وحبيبها.
“إنت عارف ليه
بحبك ليه وحبك ليه بيحلى لي
ليه بسهر ليك
وأذوب في عينيك وأحبك تبقى طوالي
حيران على طول
آه كده ومشغول وحالك يبقى من حالي”
كانت تستدير بشقاوة وترفع يدها وهي توجه إليه كل كلمة، بينما هو جالس هناك يبتسم لها وما تفعله بحبه… كانت تقترب منه وتغني بغزل مع الأغنية. .
“علشان بتكون عاشق مجنون
وحبك ليّ مالي الكون
وبتبقى بريء ساعات وجريء
ولا قلبي عليك بيهون
يا حبيب قلبي يا غالي على
عيني وقلبي ومالي غنى
عن حبك يوم يا سيدي أنا
أنا بناديك تعالى هنا
ضحك بسعادة ممزوج بالعبث من تصرفاتها العفوية معه…
” طب أنا عندي كلام وكلام
وكلي حنين وشوق وغرام
وشوقي إليك ولا بينام، ولا بينام”
قام فجأة من السرير، واقترب منها، وحملها بخفة بين يديه، وهي تضحك بين يديه بكل خفة وحنان وشغف طفولي كان محبباً إليه وإلى قلبه.
وضعها على السرير قائلا بنبرة خشنة :
– أنا بقول كفاية كده بقى…عشان انا عندي كلام وكلام تاني عايز اقولهولك بعد إذن الفنانة روبي طبعا..
سألته بعدم فهم:
– كلام ايه ده ؟
قهقه ضاحكاً بعبث :
– هتعرفيه دلوقتي
اقترب من وجهها وغطاه بقبلاته ببطء..لتشاركه الضحك في البداية…حتى أصبحت قبلاته أكثر عاطفية لتحمر خجلا، نزل بشفتيه إلى رقبتها يطبع قبلاته عليها..كانت تغمض عينيها وتمسك بكتفه بكلتا يديها وهي تشعر بلمساته اللطيفة التي..
ببطء كان يفتح أزرار ثوبها ليزيحه عنها…. ليعبر لها عن مشاعره التي خرجت عن تعقله بجموح وجنون..
يحبها بل أصبح يعشقها… هي التي تسعد يومه
وتجعله يخرج عن روتينه المعتاد
حتى لو لم يظهر مشاعره أمام أحد ولم يكن متهوراً إلى أمامها هي فقط..
يكفي أنه يحبها بطريقته الخاصة.. وله قناعاته الخاصة
نعم تصرفاتها هذه تدفعه إلى الجنون وتخرجه من إطار عقله، لكنه يحبها كما هي
كان خائفاً في البداية بسبب اختلاف شخصياتهم
لكنه اكتشف أن هذا هو أفضل شيء في علاقتهما
إنه عاقل وهي فتاة مشاغبة ومجنونة
بعد وقت طويل، كانت مستلقية على صدره..ليداعب وجنتها بلطف هامساً:
-انا معرفش حياتي من غيرك كانت هتبقى عاملة ازاي بس متأكد اني مكنتش هبقى بالارتياح والسعادة دي من غيرك
ليضيف قائلا :
-كنت فاكر اني قبل كده بحاول اكون مبسوط و متأقلم على حياتي كده…وفاكر أن حياتي الهادية الروتينية العادية هي دي السعادة بالنسبة لي..لكن السعادة اللي بجد عرفت طريقها معاكي يا منة….من يوم ما خطبتك لحد ما اتجوزنا وانا بقيت مبسوط من قلبي بجد
مجرد ما بفكر انك بقيتي مراتي خلاص ده لوحده مخليني اسعد راجل في الدنيا كلها وهفضل كده على طول
سألته بتردد:
– حتى وانا مطلعة عينك بتلقائيتي وتصرفاتي المجنونة كده
أجابها برقة:
– تلقائيتك دي هي اللي حببتني فيكي لأن بعدها فهمت انك مش متصنعة زي بنات كتير تانية لا على طبيعتك وعجباني كده على فكرة… على قد ما هي صفة بحبها فيكي… على قد ما بخاف عليكي..لأن مش أي حد يستاهل تلقائيتك…بس انا بحبك كده كلك على بعضك..وعجباني كده.. ومش محتاجة تغيري من نفسك…بس اوعي تيجي في يوم تتغيري عليا وتبطلي تحبيني…حبك ليا ده اللي خلاني احبك اصلا
ابتسمت له قائلة بهيام:
-انا بحبك والله خليك واثق ومتأكد اني هفضل طول الوقت بحبك وهحاول على قد ما اقدر معملش حاجة تزعلك مني خالص
- وانا والله يا حبيبتي بموت فيكي
اقترب برأسه منها ليهمس بثقة:
-أنتِ احلى حاجه حصلتلي، انا واثق فيكي انك هتفضلي معايا زي ما أنتِ ومش هتتغيري عليا…
ليردف قائلا :
– منة أنتِ مش مراتي بس، أنتِ كل حاجة ليّ
همست بالحب الذي كان واضحا في عينيها:
-ربنا مايحرمني منك يا حبيبي ويكملنا فرحتنا بالبيبي على خير
قبلها من وجنتها بحب:
– يارب وينور حياتنا وبيتنا أكتر زي ما أنتِ منورة حياتي كلها وأنتِ معايا
عندما وقعت في حبه، تساءلت لماذا هو؟
لأنه تقبل جنوني وتهوري، وتقبل كوني طفلة وامرأة في نفس الوقت.. هو رجل أحبه بكل ما أملك من حب واحتياج، واجتياج رجل حينما عندما أقبله، وكأنني لمست النجوم في السماء.
__________
محظوظة بأنني التقيت رجلاً يمتلك عيوناً صادقة وقلباً صادقاً، رجلاً ناضجاً في فكره، ومتنوراً في عقله.. رجلاً لا يخجل من أن يعبر عن حبه أمام الجميع، وأنا سعيدة بأنني بجانبه.. أشعر بالفخر حينما ينظر إليّ وأشعر كأنني في الجنة..
صدحت أغنية أم كلثوم في الاجواء…نغمات جسدت قصة عشقهم…
“رجعوني عينيك لأيامي اللي راحوا
علموني أندم على الماضي وجراحه
اللي شفته قبل ما تشوفك عينيا
عمر ضايع يحسبوه إزاي عليّا
اللي شفته، اللي شفته قبل ما تشوفك عينيا
عمر ضايع يحسبوه إزاي عليّا
اللي شفته قبل ما تشوفك عينيا
عمر ضايع يحسبوه إزاي عليّا، عليّا
اللي شفته قبل ما تشوفك عينيا
عمري ضايع، ضايع يحسبوه إزاي عليّا
إنت عمري، إنت عمري اللي إبتدى بنورك صباحه
اللي إبتدى بنورك صباحه
إنت، إنت، إنت عمري”
اكتشفت من قريب أنها حامل بفتاة، فقررت أن تسميها “كندة” كما وعدته من قبل على اسم شقيقته التي توفت في سن صغير
ابتسمت ايتن بابتهاج وهو يعاملها كطفلته الصغيرة بعد أن ساعدها بكل شيء منذ عودتهم من زفاف صديقتها، فكان يعاملها كأنها اميرته وطفلته..
يعرف انها اصبحت بخير ولكنه صمم أن يدللها بشدة في ذلك اليوم…
همس حمزة وهو يحتضن وجهها بين يديه بحنان :
-انا عمري ما كنت هسامح نفسي لو كنت خسرتك، مكنتش هعرف اعوضك وعارف اني لو خسرتك مش هلاقي حد زي آيتن تاني
همست بمشاعر جياشة:
-انت حظي الحلو في الدنيا يا حمزة
لتردف بصدق:
-وهفضل فخورة بيك وبكل حاجة حصلت معانا
– وانا اوعدك أني هحافظ عليكِ، وهشيلك طول عمري في عينيا .. وخليكي واثقة ان عمرك ما هتهوني على قلبي أبداً
تنهدت بارتياح :
-أنت احلى عوض في الدنيا كله
طبع قبلة قوية على خدها، هامساً بحنان:
- و أنتِ أحلى حاجة حصلتلي والله يا آيتن
تسارعت نبضات قلبها من السعادة :
– انا بحبك..
داعب أنفها الصغير بيده قائلا بشغف :
-وانا مقدرش اكون ثانية من غيرك…
ليردف بصوت أجش وهو يسحب جسدها إلى صدره حتى تكون قريبة أكثر منه :
-من غيرك أضيع.
وضع كفه على بطنها بحنان وابتسم بسعادة ينتظر طفلتهم بفارغ الصبر..
هذه هي حياتهم الآن، لم يملؤها إلا العشق والسعادة.. وستأتي قريباً طفلتهم لتلون حياتهم
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قانون آيتن)