روايات

رواية ملاذي وقسوتي الفصل السابع 7 بقلم دهب عطية

رواية ملاذي وقسوتي الفصل السابع 7 بقلم دهب عطية

رواية ملاذي وقسوتي الجزء السابع

رواية ملاذي وقسوتي البارت السابع

ملاذي وقسوتي
ملاذي وقسوتي

رواية ملاذي وقسوتي الحلقة السابعة

تجلس على مقعد امام البحر مباشرةً وبجوارها تجلس ابنتها على الرمال الصفراء وكانت (ورد)
تصنع قصر صغير من الرمال …

خرج سالم من البحر بطلته المُغرية لعينيها
بينما هالة من الرجولية تحيط به ..
بهذأ الصدر العريض وعضلات ذراعه وقامة طوله وهيئته التي دوماً تحرك قلبها الضعيف الهش امام
( سالم شاهين) وشخصيتة الطاغية ….

“هاتي الفوطه ياحياة …”هتف سالم بخفوت وهو يتطلع عليها بمكر وفهو على يقين ان تلك النظرات
الضائعة تفكر بشيء يخصه…

كانت شاردةٍ به وعقلها وعيناها ترسم جسده رجولي بجراةٍ لم تعهدها عليها مطلقاً …

نظر لها بخبث وقال….
“سرحانه في إيه يأم ورد …”

“هاا…… ولا حاجه…. اتفضل “مدت يدها له بالمنشفة

نظرت ورد الى سالم ببراءة قائلة….
“اي رايك يابابا في القصر ده حلو مش كده..”

جلس بجانبها على رمال الشاطئ قال بتأكيد ممازح اياها ..”اكيد حلو بس محتاج اعادة ترميم .”

“يعني إيه…”هتفت الصغيرة بعبوس

بدا في صنع قصر اخر من رمال وهو يقول
بحنان…..
“يعني هنعمل واحد انا وانتِ جديد وهيبقى اجمل من كده ها اي رايك ….”

امأت له الصغير بايجابية وحماس…

بعد نصف ساعة من مرح سالم مع ورد الصغيرة ومشاكسته لها طول تلك الفترة …

وضعت حياة يدها على بطنها بدأ آلام معدتها يتضاعف وبدأ وجهها بشحوب من عنف الآلام …

اقترب منها سالم بقلق ….
“مالك ياحياة انتِ تعبانه في حاجه وجعاكي.”

هزت رأسها بنفي والحرج يتأكلها …

هتف بنببرة محتدة قليلاً….
“لا…. إيه انتِ مش شايفه وشك اصفر إزاي
مالك ياحياة …”

نهضت قائلة بحرج وخجلا من سؤاله
“مافيش حاجه يادكتور سالم انا هدخل ارتاح جوه شويه يلا ياورد …”

لم تقدر على السير او انها شعرت ان اعصاب قدميها يؤالمها بشدةٍ فكادت ان تسقط ….

ذهب لها وحملها سريعاً قبل ان تستقبلها الأرض
وهدر بضيق من عنادها…
“عجبك كده اهوه كنتِ هتوقعي ياهانم ..”

“سالم لو سمحت …”

“ولا كلمه لحد ماندخل جوا …”قاطعها بصرامة
وهتف بهدوء نحو الصغيره …
“يلا ياورد عشان تدخلي تغيري هدومك ..”

“حاضر يابابا …”

حملها على ذراعه ليدلف بها الى داخل الفيلا الصغيرة الى حيثُ الغرفة ….وضعها على الفراش قال ببرود….
“هكلم دكتوره تيجي تشوفك …”

ارتفعت حرارة وجهها احمرار من اصرار معرفته ماذا يحدث لها همست له بحرج ..
“سالم لو سمحت الموضوع مش محتاج دكتوره دا ..”

اخفضت مقلتاها في لارض تتفحصها بإهتمام

“دا ، إيه مش فاهم حاجه …”مرر يده على شعره بغضب من صمتها الذي يزيد قلقه عليها ..

هتف بها مره اخره ولكن بحدةٍ…..
“أنتِ هتفضلي ساكته كده كتير ماتنطقي ياحياه
انا معنديش صبر …”

عضت على شفتيها قائلة بحرج…
“ده معادها كل شهر وانا بتعب كده لمدة كام يوم وبخف تـ …” لم تقدر على الإكمال ثبتت عيناها على يداها التي تقبض عليهم في ملابسها وكانها طفلة صغيرة فعلت شيء مخجل ولا تقدر ان تتحدث
عنه امام احد …

مرر يده على شعره ببطء وحرج بعد ان فهم
حديثها ثم علق على حديثها باستفزاز وعبث
نحوها….
“اي ده هي بيتجيلك معقول …”

رفعت عينيها بحدة إليه وتحولت في لحظةٍ
للشراسة مهاتفة بصدمة….
“نعم ، قصدك اي بـ ببتجيلك دي إنت مش شايف
اني ست ولا إيه …”

رد ببرود….
“بجد اول مره اخد بالي العتب على آلنظر …”

نظرت له بعيون تشتعل غضباً من فظاظة حديثه

” تصدق انك انسان بارد ومستفز …”

مالى عليها في سهوةٍ وهمس لها بتحذير…
” كده ازعل منك…وانا زعلي وحش…. اعاقلي ولمي لسانك ولو فهمتي تقولي ، امين ..”

نظرت له بعدم فهم ، ومزالت راسه قريبه جداً منها
“هاااا…. “فتحت فمها بعدم فهم…

“قولي امين ياحضريه علشان مخك ينور كده ونفهم بعض ونعرف نلمس سوا …”

“نلمس …”اتسعت مقلتاها وهي تنظر له بزهول

“ااه بس بعد ما لاخت دي تروح لحالها …”رد ببرود خبيث فهو ماهر في اللعب على اوتأر قلبها الضعيف …

ظلت اعينهم معلّقة ببعضهم وانفاسهم الساخنة تداعب وجه الأخر بشدة ، ظلت هي تطلع عليه
وعلى تلك العيون السوداء المشتعلة دوماً بالبرود (كيف تشتعل ؟وكيف بالبرود؟ هذا هو
سالم شاهين ، وما يميزه عن غيره !؟)
و لحيته السوداء المرسومة على وجهه الرجولي بأتقان لتذيد الجذابية إضعاف من ما تكن عليه ورائحة عطره ، ورائحة رجوليته الممذوجة معها يالله !….

ام هو فظلت عيناه مثبته عليها بتفحص وتراقب ملاحظ وكانه يرسم ملامح وجهها بعيناه ،
بيضاء ووجهها فاتن … وجنتيها ملطختان بحمرة الخجل الطبيعي شفتيها مرسومة بابداع يفتن القديس بهم……هل كانت دوماً مُغرية بتلك
الدرجةأمامه وهو كالاعمى لم يرى فاتنة
منزله ! رفع يده ليخلع عنها هذا الحجاب حتى تكتمل رؤية وجهها بشلال شعرها الأسود الذي أحاط وجهها سريعاً مما آثار بلبلة بداخله وزادت وتيرة تاملها اكثر …

تسرعت انفاسها بشدة واشتداة عضلات جسدها ارتعاد وريبة من آثار عبث لمساته الحانية عليها..

همست باعتراض…
“سالم إنت بتعمل إيه …”

“هشش… كده احلى …”قال حديثه وهو يمرر انامله في شعرها لينساب شعرها بين اصابعه أكثر ثم
همس باعجاب أثناء تأمله لها بكل تلك الدقة…

“أنتِ حلوه كده ازاي ….”

توسعت مقلتيها من تصريحه الصادم لها..

بدأ يمرر إبهامه على خطوط شفتيها ببطء وتروي فقد السيطرة هذه المرة على رغبته في تقبيلها
فهو اشتاق لتجربة مذاق شفتيها مرة آخرى..

شعرت وكان الهواء قد تجمد بينهم فترة..
واختفت اصوات الامواج الآتية من الشرفة ..
بينما الرجفة داخلها تجعل اطرافها تهتز بقوة
وتهديد لثباتها امام انفاسه الرجوليه التي تغمر
انفها بشدةٍ وتهدم كيان الأنثى داخلها …

همست بحرج..
“سالم ابعد شوي عشان …”

همس لها بشفتيه الشهوانية…
“عشان اي ياحضريه ، إنتِ اللي بتوصليني لكده “

قالت بعدم فهم ….
“بوصلك لي إيه انا مش فهمه حاجه ….”

اقترب اكثر من وجهها واصبح لا يفصل بينهم إنشأء واحد… رد عليها بجدية لا تناسب جملته الساخرة بعبثٍ “يعني مش عارفه انك بتفسدي اخلاقي ياحياة… “

“هااا…… ازاي يعني ….”

باغتها بانقضاضه على شفتيها يقبلها برغبة جامحه
متاججة داخله مانعًا اياها من التفوه بالمزيد من الأسئلة الساذجه الذي لم تجدي نفعاً مع رغبته في تقبيلها…. اخذ شفتيها في قبلة عاصفة من المشاعر والرّغبة المتأججة بها….انحبست انفاسها من عمق قبلته القوية ولحثية تلك ….تذوق مع قبلتها تلك طعم يختلف عن اول مره قبلها بعنف و همجية …
كانت هذه القبله حانية ناعمة تحمل حنين لها
حنين غريب ولذيذ في ذات الوقت .. شعر
بسعادة تغمره حين وجدها تستسلم الى شغف قربه
بل وبادلته الجنون بخجلا وعقدت يداها الأثنين
حول عنقه بتردد جالي على جسدها الذي ينتفض
بستجابة له …. تعمق وتعمق بين قبلة ذابت
مشاعر رجل وامراه فقدُ الحب والشعور به…

ابتعدت عنه مطالبه ببعضًا من الهواء واستجاب لطلبها على مضض…

لهثت بحرجٍ ممزوج بالصدمة ايعقل ان تكون اقدمت على ذلك بملء إردتها ….

نظر لها والى وجهها الذي يكسوه الأحمرار ثم الى
ارتجاف شفتيها المغريتين كانها تحمسه لنيل عدد
لأ نهائي من القبلات ، قاوم غريزته الجامحة بها
وهتف باعتذار….. “حياه انااا “

“قالت بترجي والخجل ينهش بها فهي استسلمت
له بطريقه مخزيه ….
“ممكن بلاش تكلم في اي حاجه تخص اللي حصل
دلوقت….. لو سمحت….

في هذه الأثناء دلفت ورد اليهم هاتفة بتذمر
“إنتو هنا وانا قعده لوحدي….ينفع كده يابابا… “

ابتعد سالم عن حياة ثم نظر الى ورد قال بحنان وهو يحملها وكانه لم يفعل شيء منذ دقيقه واحده “صحيح إزاي ننسى ورد الجوري بتاعنا برا ..”ثم نظر الى حياة بابتسامة جذابه قائلاً…
“تعالي نخرج برا ياميرة بابا ونسيب ماما ترتاح ، شويه وكمان انا عايزك تساعديني نعملها حاجه
دافيه تشربها…. “

حاولت التحدث بطبيعتها امامه حتى يختفي خجلها الجلي عليها …هتفت بحرج واعتراض..
“متتعبش نفسك انا مش حبه اشرب حاجه… انا
بس محتاج انام شويه…. “

“اكيد هتنامي وترتاحي ، بس مش قبل متشربي حاجه دافيه ، هعملك نعناع… ”
ثم نظر الى ورد قائلا بمزاح تحت أنظار حياة ….
“تعالي ياورد معايا عشان انا فاشل في الحاجات
دي اوي واكيد إنتِ شاطره زي مامي مش كده “

ردت الصغيرة بفخر ….
“ايوه انا شاطره… ..”

خرجوا الأثنين من الغرفة وسط ضحكات سالم المشاكس دوماً لصغيرته …..

ابتسمت حياة بحرج من افعال سالم منذ قليل
وافعاله الفكاهية مع ابنتها ، مررت اناملها على شفتيها بحرج وخجلا من استسلامها امام جرأة
قبلته …..

__________________________________
دلف الى الغرفة بعد عشر دقائق وجدها تجلس على الفراش شاردة بخجل… ابتسم حين اتى في ذهنه تقبيله لها منذ لحظات…. ثم تلاشى ابتسامته وهمس لها بخشونة…. “اشرب ده ياحياة وان شآء هتبقي كويسه……. “

نظرت له بحرج ثم همست بخفوت

“تسلم ايدك… “

ابتسم بسماجة قال…
“طب دوقي الأول ..”

ارتشفت من الكوب بحرج وهي تتلاشى النظر إليه…

هتف هو بهدوء…
“حولي تشربيها وهي دافيه…وإن شاء آلله هتخفي بسرعة…”

ازدارت ريقها ببطء وهي تقول…
“شكراً…”

“على إيه انتي ناسيه انك مراتي….وصحتك تهمني..”
قالها باعين ثاقبة عليها تكاد تجردها بشدة…..

نظرت للكوب وهي تومأ له بصمت فهو يوترها أكثر بهذا الحديث وبالأخص حينما يُذكرها بزوجهم…
…………………………………….
بعد مرور ثلاث ساعات

كان يقف امام المرآة يهندم ملابسه بهدوء

خرجت من الحمام بعد ان اخذت شور بارد بعد ساعتين متوصلين من النوم والتعب الشديد
خرجت اليه وكانت ترتدي بِجامة خضراء
صيفيّ أنيقة..

غمرت أنفه رائحة الياسمين الخالص اغمض عيناه يهدأ من بعثرت مشاعره امام هذه الحياة ، تلك التي تُثيره من أقل حركة تصدر منها كل مابها يحرك رجولةً دُفنت تحت رماد حياته العملية لتنعشها
حياة بدون مجهود يُذكر ! ؟..

“سالم سرحان في إيه… “

نظر لها قائلاً بفتور….
“في الدنيا…. بقيتي كويسه دلوقتي “

اشاحت بعينيها بعيداً عنه وقالت بحرج
“ااه…. الحمدلله “

وقفت مكانه امام المرآة وبدأت تمشط شعرها بتمهل وبطئ….تطلع عليها محدق في تفصيل وجهها الرقيق وشفتيها المكتنزة الحمراء الذي طال التحديق بها للحظات ….. تدارك نفسه وهتف بتوبيخ داخله..
“ماتعاقل كده ياسالم اي اول مره تشوفها “

“آآه “تأوهات فجأة نظر لها بقلق واقترب منها
“مالك ياحياة فيكي إيه…. “

نظرت له وقد تناست وجوده معها في الغرفة قالت
بتمهل “مافيش دي تعوريه بسيطه في ايدي فى لمستها بس بالغلط…. “

اقترب منها ومسك يدها وسط دهشته
حدق في يدها وسالها “اتعورتي فين… “

ردت بعدم اكتراث…
“بصراحه مش فكره… مش مهم… “

زفر بجزع وهو ينهض من مكانه متجه للحمام
عاد إليها بعدها بعلبة الإسعافات ..
قال بهدوء وهو يجلس على الفراش وهي بجانبه
“هاتي ايدك “

“هتعمل أي ياسالم دا خدش بسيط في
مش مستاهل يعني كل ده…. “

رد عليها بعدم اكتراث….
“عارف هلزقلك عليه لزق طبي عشان يلم بسرعه.. “

نظرت له والى هذا الحنان المشع من عيناه
القاتمة الجذابه….

نهض هو بعد ان انتهى من وضع الملصق الطبي
على اصبعها … قال بشموخ وهو يعدل لياقة قميصه…..
“انا هنزل مطعم قريب من المكان هنا
هجيب اكل لينا وهاجي على كول وهاخد ورد كمان معايا عشان ترتاحي شويه ….. “

نظرت له ولم تعقب….

………………………………………….
نظر وليد آلى سالم الذي يخرج من الفيلا الصغيرة ممسك بيد ورد ، يصعد السيارة والصغيرة بجواره
ثم انتلقت السيارة تحت أنظار وليد….

زفر وليد بغضب ….
“اخيرا سبتها لوحدها دا انا كنت قربت افقد الأمل يراجل …..”

مسك هاتفه قائلاً بعبث ساخر….
“ابشري ياريهام سالم أخيراً ساب العروسه
ساعه… “

ردت ريهام قائلة بشر شيطاني سريع …
“طب كويس اي رايك لو نخلص خلاص من الموضوع ده… “

ابتسم بسماجة بعد ان فهم مغزى جملتها …..
“ااه يعني اموتها وأنتِ حلال عليكِ سالم وفلوسه……ووليد يبقى طلع من المولد بلا
حمص….. “

سائلة بإمتعاض …
“يعني انت قعد عندك بقالك اسبوع ومراقب
الشليه طول الوقت دا كله ليه… اي الخطه يعني
اللي هتخليني اخلص من حياة وتبعد عن طريق سالم خالص… “

رد عليها بغرور …
“متقلقيش حياة هتبعد عن سالم وبمزاجها كمان وعلى ايدي…. “

همست له بعدم فهم
“ازاي يعني…. “

رد عليها بنفاذ صبر…
“الفتره اللي راقبتهم فيها دي عرفت ان سالم مش مديها ريق حلو…. يعني التعامل مابينهم معدوم .. “

إتسعت ابتسامة ريهام بسعادة وهي تهتف
بتشفي …
“بجد ياوليد يعني سالم مش طيقها… “

“ده اللي ظاهر قدامي ويارب يكون صح.. “

ثم تابع بملل…
“هكلمك تاني لم اخلص اللي هعمله … ”
أغلق الخط في وجهها قبل ان يسمع الرد

كانت تجلس على الفراش تعبث في هاتفها بملل
صدح الهاتف بين يداها برقم غير مسجل فتحت الخط قائلة بتردد
“الو ….”

“حياة ممكن تنزلي دلوقت مستنيكي على البحر
قدام الشليه….”

همست بتوجس وكان الصوت مألوف لها …
“مين معايا… “

“لم تنزلي هتعرفي….. بسرعه ياأم ورد… “

إتسعت عيناها بريبه من هذا المجهول الذي امرها واغلق الخط سريعًا وكانه متيقن أنها ستذهب اليه
ترددت في الهبوط للاسفل لرأيت هذا المجهول
ولكن بعد دقائق حاسمة الأمر بآن تنزل له وتعرف ما هويته ومن اين علمى بأسمها واسم ابنتها…

ارتدت عباءة محتشمة وحجاب ملفوف حول راسها بأحكام وكان الهاتف بين يداها فاذا شعرت
بشيء مُريب ستجري اتصال بسالم….

وقفت امام البحر وتطلعت الى هذا الشخص الذي يقف ويوليها ظهره يرتدي بنطال جينز وسترة
جلدية سوداء و(كاب) يوضع على رأسه يخفي به جزء كبير من وجهه …

همست بتردد….
“حضرتك مين وعايز إيه .. “

استدار لها وابتسم بمكر وهو يبعد (الكاب)
عن وجهه قليلاً بدون ان ينزعه …

شهقت بداخلها بتوتر ثم قالت بثبات …
“وليد أنت بتعمل اي هنا ….اقصد سالم مش
موجود و”

قاطع حديثها وهو يقترب منها ، ويقف امامها بخبث….
“انا مش جاي عشان سالم انا جاي عشانك أنتِ ياحياه…. “

ابتعدت عنه قليلاً بحذر وقالت بشك..

“جاي عشاني ازاي يعني…وليه “

قطع المسافة مره أخرى بينهم ووضع يده الأثنين على ذراعيها بوقاحة وقال بصوت شهواني
“انا بحبك اوي ياحياة وعايز اتجوزك ، انا عارف انك مش بتحبي سالم وهو كمان مش بيحبك ومش عارف قيمتك لكن انا عارف قيمة الجمال ده كله واعرف اقدره كويس اوي …. “

مالى عليها ليقبلها من شفتيها ، ابتعدت عنه سريعاً
وصفعته على وجهه بقوة وهي تهتف بنفور ….
“انت اتجننت أنت ازاي تكلمني كده ازاي تلمسني اصلاً بشكل ده لو سالم عرف اقسم بالله ماهيخليك تشوف الشمس تاني…. “

وضع يده على وجنته ناظراً لها بشر ثم همس بمكر

“صحيح ماهو القتل مش جديد عليه ماهو قتل اخوه قبل كده هستبعد انه يقتلني يقتل ابن
عمه يعني…. “

نظرت له بتوجس وجسدها اهتز من برودة
حديثه…. “أنت بتقول إيه انت اتجننت.. “

“اي ده هو أنتِ متعرفيش ان سالم هو اللي موت اخوه في حادثة العربيه إياها… متعرفيش ان موته بس عشان يورث مكانه وتبقي مراته زي حسن وبنتك تبقى بنته هي دي خطته من زمان عشان كان بيغير من حسن اوي ولغيره نهشت فيه اكتر لم ظهرتي إنتِ في حيات حسن عشان كده مقدرش يشوف حسن مبسوط في حضنك فى قرار يقتله… “

قاطعتة بصراخ حاد….
“كداااااب….اي الهبل اللي بتقوله ده….. سالم عمره مايقتل….. “

اقترب منها قائلاً بشظايا ماكرة….
“سالم قتال قتله افتحي عينك وأنتِ هتعرفي ان قاتل…. وقتل اخوه ويتم بنتك وخلاكي ارماله بعد
سنتين بس من جوازك من حسن … “

ظلت عيناها مسلطه على الفراغ من حولها
وجملته تثبت في روحها الهشه كالوشم
ثم همست قائلة بثبات عكس
عواصف الخذلان الذي تفيض داخلها بألم…
“عندك اثبات على كلامك ده “

ابتسم بخبث بعد ان راء عينيها التي بدأت تعرف الدموع طريقها …..
“للأسف معنديش دليل اصل سالم ذكي اوي وعمل كل حاجه على مايه بيضه…. “

نظرت له و قالت بغضب ونفور من وجهه البغض
“أنت كداب ياوليد سالم مستحيل يعمل كده
واوعى تكون فاكر اني مش واثقه في سالم انا بثق فيه ثقى عاميه… وسالم وحسن كانو اكتر من أخوات وكانوا بيحب بعض وعمر ما كان في بينهم مشكلة حتى لو صغيره….. انا عارفه ان في جاني هو اللي دبر حادثة العربيه اللي عملها حسن زمان قبل ما يموت ، ونيابه اكدت ان الحادثه بفعل فاعل بس الفاعل ده مش سالم دا واحد ميعرفش ربنا
ومعدوم الضمير و الرحمه بس مصيره يبان الكدب ملوش رجلين والحقيقه هيجلها يوم وتظهر….امأ
بقه كلامك وكدبك ده كله ملوش معنى غير حاجه واحده انك بتغير من سالم وعايز تبعدنا عن بعض وبعدين تجوزني عشان تحس انك فوزت في حرب واحدة قدام سالم شاهين…. مش ده أقصى طموحك لجوازك مني…. “

نظر لها بغضب ظن إنها صدقت الحديث وستطلب الطلاق من سالم او ممكن ان تنتقم منه وتقتله كما
فعل هو مع حسن مسبقاً !ولكن الرد والثقة التي تحملها لسالم ولأحترام الذي يشع من عينيها
أحبط مخطط شيطانه… نظر لها قائلاً ببرود….
“إنتِ ظلماني ياحياة بكره تعرفي انك متجوزه قاتل ومش اي قاتل ده قاتل جوزك…… حسن …. “

غادر وتركها تعاني من وشم كلماته التي اخترقت روحها !….
——————————————————–
تجلس على سفرة الطعام تقلب في طبق امامها بشهي فقدتها بعد حديث هذا الشيطان لها والأسوء
انها لم تتحدث الى سالم في الموضوع فهي تخشى عليه بشدة من تهوره في تعامل مع هذا الشيطان الذي يالقب بابن العم…. هناك شعور بمرارة حديث هذا الوغد لها هي على يقين ان سالم لم يفعل هذا ومستحيل ان يفعلها ولكن يالله لكل منا شيطان يزرع داخلك الشك و الوسواس اللعين يطاردك بشكل يرهق ثقتك الكبير في نفسك وفي من حولك..

“مالك ياحياة مش بتاكلي ليه… “

نظرت له وابتسمت ابتسامة لم تصل الى عيناها
وقالت بهدوء….
“لا أبداً مافيش انا بس شبعانه ومليش نفس.. “

ترك الطعام هو أيضاً وأضاف بهدوء..
“انا كمان شبعت شيلي الأكل وطلعي اطمني على ورد فوق لحسان تكون قامت من النوم…. “

عضت على شفتيها بتوبيخ لنفسها فهو ترك الطعام
بسبب رفضها للأكل معه ….سالت نفسها باستنكار
(ماذا يعني هذا ؟) ابتسمت بسخرية على سؤال الذي يدور داخلها فهي مهم بحثت عن تصرفات سالم معها ستجد نفسها في مغارةٍ من المشاعر المختلفة عليها هو كهف بارد غامض مظلم وهي بدون إضاءةٍ لن تسلك إليه أبداً ؟!..

وضعت امامه القهوة في شرفة غرفتهم التي تطل
على البحر مباشرةٍ…. كان يضع على الطاولة الصغيرة التي امامه حاسوبه ويعبث به
بإهتمام… رفع عيناه لها وقال بصوت أجش
” تسلم إيدك ياحياة….تعالي قعدي معايا شويه… “

نظرت له بتوتر ثم قالت بتبرير حتى تهرب من
تلك الجلسة …
“لأ اصلي داخله اخلص شوية حاجات في
لمطبخ و…. “

كان يبعث في الجهاز بأصابعه قاطعها قائلا
ببساطة…..
“مش مهم اي حاجه تتأجل عشاني…. ولا انتِ
شايفه اي…. “

نظرت له ثم جلست على المقعد المقابل له ابصرت بعينيها المنظر الخلاب المطل من الشرفة حيثُ البحر
الأزرق ولأمواج المتمردة عليه…..

نظر لها وهو يرتشف فنجان قهوته ثم سألها بعدها بشك….
“متأكده ان مافيش حاجه مخبياها عليه ..”

اومات له بـ (نعم )

“انتِ خرجتي النهارده لم نزلنا انا و ورد للمطعم ”
كانت عيناه ثاقبة عليها تراقب عينيها البُنية الداكن التي زاغت بتردد وجسدها تشنج قليلاً من سؤاله المبهم …

“لأ مخرجتش….. بتسأل ليه… “

تطلع على الجهاز قائلاً بخشونة …
“يعني إيه مخرجتيش مابين في كامرات المراقبه
انك كنتِ واقفه على البحر بعد ما خرجنا بساعة.. “

وقع قلبها في قدميها مرددة جمله واحده خرجت
من أعماق خوفها
” كاميرات مراقبه…….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملاذي وقسوتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى