روايات

رواية فراشة في جزيرة الذهب الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سوما العربي

رواية فراشة في جزيرة الذهب الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سوما العربي

رواية فراشة في جزيرة الذهب الجزء الرابع والعشرون

رواية فراشة في جزيرة الذهب البارت الرابع والعشرون

فراشة في جزيرة الذهب
فراشة في جزيرة الذهب

رواية فراشة في جزيرة الذهب الحلقة الرابعة والعشرون

أعادت تشغيل المقطع التسجيلي للمرة الخمسين..ليس بخاطرها بل لأنه منتشر على كل منصات التواصل الإجتماعي..والجميع يتحدث عنه.
لا تعلم كيف ولما قد ينتشر موقف مثل ذلك ولا لما قد يتداوله الناس…
اكتنفتها الصدمة وتملكت منها لم تكن تشعر بوالدتها التي أستيقظت على صوت الأذان كي تؤدي صلاتها واخذت تتحرك بخمول:
-أصبحنا وأصبح الملك لله…رنا أنتي صاحيه؟
أقتربت من رنا المبهوته تردد:
-صحتك عامله إيه دلوقتي…عايزة أتكلم معاكي شويه وتحكيلي ايه ال حصل في سفريتك الأخيرة دي وليه ماكنتيش بتتصلي بينا أنا قلبي كان متوغوش عليكي جامد..الله…ماتردي عليا يابنتي مالك متنحه في ايه كده أنا أمك ولازم أطمن عليكي واعرف ايه الي بيحصل معاكي.
رفعت رنا عيناها المتسعه لفوزين التي سألت:
-في أي يابت…فيه ايه الموبايل ده؟
ناولتها رنا الهاتف لتشهق فوزية بصدمه و هي ترى حوريه تقف بين زيدان ومحمود والأثنان يتعاركان عليها ولم ينهي إحتدام العراك سوى ظهور رنا مع شاب وفتاه تساندها ثم سقوطها مغشي عليها فينتهي المقطع المصور بنهاية شيقة للغاية زادت من حدة التفاعل عليه وتداوله..الكل يسأل ماهي قصة تلك الفتاة بين الأخين وما وضعها والبعض مهتم يسأل بفضول ماذا حدث للفتاة بعدما أغشي عليها وما علاقتها بتلك المشكلة.
لطمت فوزية خدها لا يردد لسانها سوى:
-يانهار أبيض..اتفضحنا ..أتفضحنا.
_______سوما العربي_______
تقريباً كان مغيب وقد غادره عقله وعلى ما يبدو أنه قد عاد له للتو وأدرك فداحة ما فعل وفلم يجد أمامه كالعادة سوى صديقه المتنمر “صالح”
فذهب حيث أعتادا الجلوس بالمقهى في الشارع الرئيسي المجاورة وكان الفجر على وشك البلوغ.
فتقدم بتردد كي يجلس بجوار صالح الذي لمحه بطرف عينه ولكن أستمر في تدخين أرجيلته ببرود وثبات.
مرت دقيقة فأخرى وصالح مفعل وضع البرود الشديد مما فعل لدى زيدان وضع الثور الهائج فاندفع ف الحديث كعادته:
-أنت يا بهيم أنت…هتفضل ساكت كده كتير.
وضع صالح مبسم أرجيلته جانباً ثم قال بتمثيل متقن للسخريه:
-ايه ده صالح ابن عم شداد…عاش من شافك ياراجل…أنت قاعد هنا من امتى؟!
-بقالي ساعه قاعد يا بيه
-يارجل ولا خدت بالي منك.
وضع مبسم الارجيلة في فمه وأكمل ببرود يسبب الجلطة:
-بس شميت ريحة شياط.
سبه نابيه خرجت من فم زيدان فرفع صالح عيناه له وقال:
-اغلط…اغلط يا محترم..أنا مش هرد عليك عشان أنا ابن ناس.
مسح زيدان وجهه بكفه ثم قال:
-ماتبطل برود بقا يا صالح أنا واقع في مشكلة وانتو كل واحد فيكم واقف يتفرج عليا ابويا وامي من ناحية وانت من ناحية،عيب عليك والله،هو أنت لو عندك مشكلة كنت هقف أتفرج عليك كده يعني.
نحى صالح مبسم الأرجيلة عن فمه وتحدث ساخراً:
-تصدق قطعت قلبي..دلوقتي عايزنا نقف جنبك..هو مش أنت يابني الي أنا لساني طلع فيه شعره وأنا عماله اكلمه واقنعه واقوله خدها بالحنيه و واحده واحدة..وضعكم مختلف مش زي أي اتنين متجوزين وأنت ما شاء الله عليك ..طروبش…كل يوم والتاني خناق وصوت عالي وعمال تخنق فيها وآخرة المتامة روحت مطلقها عايزنا نعملك إيه…عايز الكل يقعد يتحايل عليك مثلاً…بتطلقها؟! ومره واحدة كده…ده على أساس أن حكايتكم كانت ماشيه زي السكينة في الحلاوة؟! كانت ناقصه تعقيد يعني…طب أديك غفلقتها….شوف بقا هتحلها أزاي ياخفيف وهتفسر وتبرر تطليقك ليها ازاي.
حمحم زيدان بحرج وهو يحك عنقه بينما يقول:
-ماهو
اعتدل صالح في جلسته وسأله بترقب:
-ماهو أيه
-أصل أنا غفلقتها بزيادة اكتر
-عملت ايه تاني الله يخربيتك
-روحت النهارده وعليت صوتي وصوتي علي على أمها وبصراحة..
-هااااا..
-طينت الدنيا.
-على أساس أنها كانت ناقصه؟حرام عليك…يا أخي حرام عليك…أنت قولت ماينفعش تتقفل كده..لازم قافله تليق بيك ويكون عليها ختم زيدان شداد..قومت ماسك في خناق أمها.
-يوووه…اهو اللي حصل بقا…أتفضل قولي حل
-حل؟! ده ولا الأمم المتحدة تسلك في الموضوع ده…استغفرالله العظيم.
تنهد صالح يفكر لثواني ثم قال:
-بص…إنت تهدى عليهم يومين كده وتخف شويه ساعتها هيحسوا أنهم كانوا كلمتين ساعة عصبية ويمكن ده يهديهم عليك شويه وبعدها بيومين تانيين اخدك ونروح لهم نطيب خاطرهم بكلمتين ونفتح معاهم الموضوع وربك يسهل
-تفتكر؟
-ماعرفش…بس أهي محاوله…بس أبوس أيدك يا شيخ..وحياة راس أبوك ماتتصرف من دماغك تاني.
-ماشي.
ظهر على وجهه علامات الإقتناع والإذعان فجلس بصمت بجوار صالح الذي عاود تدخين أرجيلته وفتح موضوع آخر يخص العمل للتحدث فيه مع صديقه ولم تمر ربع ساعه إلا ولاحظ الضيق على وجه زيدان المنشغل بالهاتف فساله:
-مالك في أي
-الهانم بتصل بيها مش بترد عليا…قسماً بالله لأربيها.
نظر له صالح بصدمه ويأس ثم وقف يشهر مبسم أرجيلته عليه:
-قوم ياض من هنا يالا…قوم…ده أنت حالتك ميؤس منها…قوم يالا امشي.
__________سوما العربي________
تقلبت وفاء على سريرها بخمول ورنين هاتفها المتواصل لا يرحمها إلى أن قررت الرد وتلقين المتصل اللزج درساً قاسياً وفتحت الهاتف بالفعل تنتوي ذلك مرددة:
-ايه في أيه مين؟
-مش حضرتك اللي جيتي مع مريض أمبارح بالليل وسبتيه
ارتبكت وفاء ولكن ردت بتردد:
-ايوه هو في حاجة…يالهوي لايكون مات
-لأ هو فاق بس حضرتك لازم تيجي تستلميه
-أستلم ايه وأنا مالي وبعدين انتو جبتو رقمي منين
-مش ده رقم الكاش إللى بعتي منه الفلوس أمبارح
ضربت وفاء جبهتها تشعر بالغباء..كيف نست تلك الثغرة لكنها فاقت متسعة العين على صوت الطرف الآخر:
-حضرتك معايا…أنتي لازم تيجي تستلمي المريض وتدفعي باقي الحساب.
إنتفضت وفاء تهتف:
-نعم…أستلموا وادفع….الاتنين…ياسلام ومين بقا قال إني هعمل كده..مش جايه …أنسى.
-براحتك ماتجيش خليه عندنا وحساب المستشفى يعد عليكي وأنتي كده كده جايه جايه عشان محضر النيابة
-أيه؟!
-امال أنتي فكراها سايبه…مش في واحد أتخبط على رأسه..يعني لازم محضر طالما دخل مستشفى وهما يشوفوا بقا أي القصه مش جايز تكون شروع في قتل.
نزل الهاتف من يد وفاء رويداً وهي تردد بذعر وضياع:
-يانهار مش فايت.
_______سوما العربي_______
يمشي في الحي بتعب وإرهاق يفكر ما الحل ولكنه يلاحظ نظرات الناس منصبه عليه البعض يضرب كف بأخر والبعض منهم يمص شفتيه بتعجب شديد.
كان يراقب كل ذلك بجهل تام يسأل نفسه هل وصل لكل هؤلاء بقصة عراكه مع حماته؟!
لم يبالي بأمرهم كثيراً وذهب باتجاه البيت كي يتناول طعام الإفطار مع والديه ويتنافش معهم لربما يصلوا لحل سوياً فيما فعل.
دلف للبيت وجد السكون يخيم عليه رغم جلوس والديه بصالة الشقه في صمت مطبق ومريب…ينظران له بصمت مقلق فردد:
-السلام عليكم
ولكن لا رد…..
-صباح الخير
لا رد أيضاً…فقط نظرات صدمه و والده يحمل هاتفه الجوال بفراغ وهم فردد
-هو في ايه..اه أكيد عرفتوا الي حصل..بصوا أنا مش عارف عملت كده ازاي ولا ليه عليت عليهم صوتي وزعقت وهللت بس أنا خلاص قربت أتجنن وأمها عصبتني بصراحة.
أقترب منهما وقال:
-أنتوا مش بتردوا عليا ليه.
رفع شداد وجهه المبهوت وقال:
-أرد أقول أيه…إحنا اتفضحنا.
جعد زيدان جبهته بجهل وسأل:
-كل ده عشان اتخانقت مع أمها..بقولك هي الي…
قاطع شداد إسترساله للكلام واعطاه الهاتف مشغلاً المقطع المتداول أمام عينا أبنه وقد اتسعت عيناه بصدمة شديدة وضياع.
_______سوما العربي_______
بأحد الغرف المغلقة ذو الإضاءة الملونة يترصص بها حوالي أربع أجهزة كومبيوتر جلس محمود بجوار صديقه الذي كان يتابع بأنبهار ما آل اليه الأمر وكيف وصل الفيديو خاصتهم إلى اعلى نسبة مشاهدة في خلال ثمان ساعات فقط،فالتف لصديقه يقول بفرحه عارمة:
-واد يا محمود…إحنا ترند رقم واحد ياولا….والمشاهدات نازله على الفيديو ناااار نااااار…البت خطيبتك دي وبنت خالتها جامدين قوي.
-بجد؟! أنا ماكنتش أعرف انه هيوصل لكده
-عيب عليك أنا كنت مجهز كل حاجة وفارش الفرشه أنا الترند ده لعبتي.
-بس يا خوفي من أبويا.
صمت كلاهما فسأله صديقه بقلق:
-ايه روحت فين..بتفكر هتعمل إيه مع أبوك؟
-لأ …تفتكر مشاهدات الفيديو ده هتجيب أرباح كام.
-ده أنت جاحد يالا
-كااام اخلص
-مش عارف لسه بس خلي في بالك الواد دنجل له فيهم النص
-نعم ليه ان شاء الله
-امال انت مفكر ايه يا حبيبي هو عمايل الترند والمشاهدات ده بالساهل
-الفيديو متڤيرل أساساً مش محتاج
-حتى لو الفيديو متڤيرل لو مافيش بيدجات كبيرة نزلت بوستات عنه ماكنش ولع وفرقع كده واحنا دافعين للصفحات دي …أصحى وفوق معايا عشان ماتبقاش آخر مرة انت لسه بتقول يا هادي وعندنا شغل كتير قوي…انت ظاهر في الفيديو يعني معلق حبه مع الناس لازم تلحق تصورلك كام فيديو على كام أغنيه عشان تركب الترند وتستغله …يالا قوووم ولا عايز تضيع الفرصه.
-ماشي…أما أشوف أخرتها.
___________سوما العربي________
أستيقظت حوريه بتعب وخمول شديد لديها رغبة ملحة فى العودة للسرير والراحة بلا هدف لكنها عادت تتذكر إنتوائها التغيير والمضي بشخصية مستقلة جديدة كلياً..لذا لا وقت للنوم ولا مجال للراحه.
وقف عن فراشها وذهبت تؤدي روتين عناية بسيط لم تكن معتادة عليه فقد أتبعته مؤخراً مع إطلاقها نية التغيير ورفع الأستحقاق.
لم تبالي بالهاتف ورسائله هي متاخرة للغايه وخرجت تحمل حقيبتها تودع أمها على عجل وصوت والدتها يصدح من خلفها:
-استني يابت مش هتفطري
فتحت الباب وهي تجيب:
-لأ لازم أنزل مافيش وق….
وقف الكلام على لسانها وهي تفتح الباب لتجد في مواجتها الحاج شداد وفردوس زوجته كانا يهمان لدق جرس الباب وعلى وجههم إمارات الخزي والحيرة بآن واحد فسألت فردوس:
-أنتي رايحه فين يا حوريه
-رايحه شغلي
-شغلك..لاهو أنتي بقيتي بتشتغلي؟!
تدخل شداد يردد:
-شغل ايه بس يا بنتي هو ده وقته.
-اه طبعاً يا عمي أنا لازم اروح…ماعاش نسيت..أتفضلوا أدخلوا
أفسحت لهما المجال بحرج شديد بعدما نست أنها تحتجزهما على باب بيتها سمحت لهما بالدخول فدخلا على استحياء في حين تقدمت فوقية من المطبخ تردد:
-بتكلمي مين يا حوريه.
تفاجئت بوجود شداد وزوجته وفطنت سبب حضورهم فقالت:
-خطوة عزيزة ياحاج انت والحاجه.
-يعز مقدارك ياست ام حوريه
تقدمت بهمه تردد بدون مقدمات وهي تجلس أمامهما:
-شوف يا حاج لو جاي تشرب معانا الشاي عشان احنا جيران وأهل وعشرة
فيا ألف مرحب بيك لو لو جايين عشان أي حاجة تانيه فخلاص..احنا زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف.
وبينما هي تتحدث كان شداد يتبادل النظرات بينه وبين زوجته بقلق وحيرة وقد فطنوا أنها ليست على علم بمجريات الأمور.
فحاولت فردوس التدخل:
-ياست أم حوريه احنا جايين عشان الي حصل ده…
لم تعطي لها فوقيه فرصه التحدث فهي قد قررت إتخاذ موضع الهجوم واين يؤلمك لذا أوقفتها واتخذت وضع الهجوم:
-ااااااه…لا مش كل مرة تسلم الجرة…هي حصلت يا ست فردوس…ابنك زيدان ييجي هنا يزعق ويهلل ويسمع بينا الناس …ده على صوته عليا وما عملش حساب لا لسن ولا مقام وآخرة المتامة يهددني ويهدد البت هو ده كلام .
كانت تتحدث بقوة وإندفاع عازمه على تلقينهما درساً محترماً وبصعوبه حاول شداد التحدث:
-يا ست فوقية في حاجة حص….
لكنها قاطعته من جديد:
-بلا حصل بلا جرى….ده الي حصل لا ينكتب ولا ينقرا …احنا خلاص كده مش هينفع نكمل في الحكيوة دي بعد الي ابنك جه وعمله اه..يعني مش كفاية عملت ابنكم الأولاني وعديتها يقوم ييجي التاني ويطلق البت بعد كام شهر جواز دي فوطها مالحقتش تتبل يا حاج …وبردك طولت بالي حتى وأنا بزعق وبطرده….ربك والحق أنا كنت ناويه اقرص ودنه قرصه صغيره بس عشان ما يعاودهاش تاني ويعرف ان كلمة طالق دي بحساب وليها رهبة فكنت حبّه كده وهروق الدنيا مابينهم بس بعد الي عمله إمبارح ده خلاص كده.
تنهد شداد…تلك السيدة صعبه صعبه…صعبه ومتعبة…تتحدث وتثور وتموج وهي للآن لا تعلم بالمصيبه الأكبر، فماذا لو علمت….
أستعد لمواجهة الأعصار بأن صمت يمسح على وجهه يسحب نفسه عميق مستغفراً ربه ثم بدأ يقول:
-صلي على النبي يا ست فوقية
-أللهم صلي عليه
-كمان زيدي النبي صلى
-ألف صلاة على عليك يا نبي.
-في حاجة تانيه حصلت وشكلكم كده لسه ماتعرفوش بيها
تبادلت فوقيه النظرات معهم في حيرة وجهل فقال شداد:
-من الآخر وعلى بلاطه كده
-هاا
-احنا اتفضحنا وسيرتنا بقت على كل لسان
-أزاي؟!هو جرى ايه تاني؟
ناولها شداد جواله مشغلا للمقطع المتداول.
شهقت فوقية بصدمة تضرب على صدرها غير مصدقه فيما اقتربت حوريه لترى ماذا هناك لتصدم هي الأخرى وهي تجد نفسها (ترند) منذ فجر اليوم والكل يتحدث ويبحث عنها ليعلم القصه كاملة.
لطمت فوقيه خدها واخذت تردد :
-يالهوي يالهوي يالهوي…أتفضحنا…أدّي الي خدناه منكم ومن نسبكم الي يعر… ده كانت شبكة ايه السودة الي شبكتنا بيكم دي…لا لا..لا النهارده ولا بكره احنا من الساعه دي كل واحد يروح لحاله ونخلص من الموال ده وبركه ان ابنك كان مسبق ومطلق البت..عمل طيب .
تحامل شداد على نفسه وكظم غيظه ثم ردد:
-أنا مش هاخد على كلامك ياست فوقيه ولا هاحسبك عليه ولو انه عيب كبير وغلط بس ماعلش معذوره…لكن كل الي قولتيه مش هو الحل…الحكاية دي لازم تتلم وحوريه من يوم ما دخلت شقة ابني وانقفل عليهم باب بيته فهي بقت تبعنا وتخصنا يعني بقت عرضنا وشرفنا والي أنتي حاسه بيه أنا حاسس بيه احنا ناس بنصون العرض وعارفين يعني ايه شرف …وبعدين أنتي ظالمه عيالي ليه هو احنا عارفين مين اللي مصور الفيديو ده ونزله
-ماهو لو ماكنش جرى الي جرى من ابنك لما سافر وسابها بفستان الفرح ولا لو ماكنوش وقفوا اتخانقوا قدام الخلق ماكنش حد لاقى حاجه يصورها عشان نبقى بيها لبانه في لسنة المخاليق.
وقف شداد منهياً الجدال مع تلك السيدة الصعبه وقال بحسم:
-خلاصة القول ياست فوقيه…حورية مرات زيدان ابني وهو هيردها وترجع بيته عشان الكل يتخرص والفيديو ده هيتمسح ويتشال خالص.
اقتربت حوريه المبهوته من كل ما سمعته وقالت برعب وضياع:
-يتشال ازاي يا عمي هو الي بيتشيرع النت بيتشال ده تلاقي ١٠٠واحد نزله عنده.
-هيشتال ولو الي بقوله ماحصلش ساعتها ماتخطيش عتبة بيتنا ده تاني ويبقى معاكي حق…وبعدين مالك كده كأنك متصورة في وضع مش ولابد…خناقه زي أي خناقه ومصارين البطن بتتعارك..سلام عليكم.
تحرك شداد تتبعه فردوس يغادران من باب الشقه بينما فوقيه تضرب على فخذيها بكفيها مردده :
-مصارين البطن بتتعارك …بس مش بيصوروا بعض ياخويا.
_________سوما العربي________
عاد إليه مساعده متهلل الوجه فقد بذل مجهود يستحق الإعجاب وعثر على فتاة شقراء باعين واسعه وكذلك بنية فذلك المزيج غير متوفر إطلاقاً.
دق على الباب بأدب ثم دلف للداخل يقول:
-مولاي…لقد أحضرت طلبك
وراموس صامت…فقط يطالعه بوجه بوكر لا إنفعال به.
أهتز ثبات الماثل أمامه لدقيقة ثم أكمل:
-إنها بالباب تنتظر أمر جلالتك.
ومجدداً راموس لم يجيب فأعتبره الرجل إشارة ضمنيه بالموافقة لذا تقدم خطوتين يأذن للفتاة بالدخول.
فدخلت فتاة بها كل المواصفات…كلها…فقال مساعد الملك:
-لقد أجرينا لها كل الفحوصات الطبية مولاي هي سليمة مئة بالمئة ولها عربية كذلك.
قال الاخيره بغمزة عين وكأنه يلمح لإعجاب الملك بتلك الفتاه البيضاء والتي طلب نفس مواصفاتها…لقد افتضح أمره وبات الكل يعلم بذلته…أنه واقع لها.
فنظر راموس للفتاة المواصفات واحده لكنها ليست هي تلك الفتاه يطل من عيناها البرود… فقبطيته يطل من عيناها الشقاوه والمناغشه، جسدها حار مغري وشعرها مموج…متمرد….. مثلها..اااه لقد إشتاق لها.
لكنه لجم كل ذلك بقدره تستحق الإعجاب ثم قال ببرود:
-خذها وانصرف.
-ماذا؟!
-كما سمعت..خذها وأنصرف.
لم يكن بإمكان مساعد الملك سوى الذهاب ينصاع لأوامر جلالته وأستدار ومعه الفتاه لينضرفا ومن خلفهما تمدد راموس يغمض عيناه يرسم فتاته بأحلامه يتخيلها وهي ترقص له بأحضانه.
نمت على ثغرة إبتسامة واسعه هائمة يتخيلها وهي ترقص بالمصري له وحده.
لم تمر مده أطول من دقيقه حتى انتفض بغضب فهل سيسمح لنفسه بان يصل به الحال لتلك الحالة أين كرامته كملك …تباً له هو يكرها بل يبغضها كما لمً يبغض أحد من قبل.
_______سوما العربي________
تقدمت رشا من والدته التي تأبى حتى النظر لها وقالت:
-وفيها ايه بس يا ماما دي الفرصه اخيراً جت لحد عندنا اهوه وجت من عند ربنا.
-يابت اتهدي حرام عليكي…هي مصائب الناس شويه عليهم عشان نروح ننفخ في النار؟! دي ماجتش من الغريب قوم تيجي مننا إحنا؟! الناس في المواقف الي زي دي تحاول تهدي الدنيا والي ربنا يقدره على كلمه حلوه تهدي الحال يقولها والي ماحيلتهوش يتخرص ويكتم لسانه جوى برقه.
تشنجت رشا وبدأت تدب قدميها بالأرض:
-أنتي يا ستي أنتي معايا ولا عليا…هو أنتي مش أمي
-مانا عشان أمك بعقلك…الله…هو جرى ايه في الدنيا يا ناس…هو مش زيدان ده اللي سبق ورفضتيه لما اتقدم لك ومش مره ولا مرتين ده كذا مره..حلي دلوقتي زيدان.
لاعبت رشا أصابعها ببعض ورددت بهيام:
-أصلي ماكنتش لسه شوفت هو هيبقى جوز حنين أزاي..ماشوفتيهوش بيعامل حوريه ازاي ولا بيبص عليها أزاي…أنا أكتشفت انه جان وعنده عضلات.
-من كتر الشغل ومسكته للأجنه والشاكوش ومعاملته لحوريه عشان بيحبها يا خيبه.
-لا …مش عشان بيبحبها لا ده عشان هو جان.
-أستغفر الله العظيم…قصره أنا لا هروح ولا هاجي.
-بقا كده يا ماما
-اه
-قومي معايا يا ماما احسن لك.
-احسن لي؟! هي حصلت..طب مش قايمه وريني هتعملي ايه يا بنت بطني
-ماااشي..هتشوفي
-تحركت رشا تجاه الباب فتحته وخرجت منه غير مبالية بنداء والدتها المتكرر بل خرجت من الباب و أغلقته خلفها
فوقفت الأم سريعا وهرولت نحو الباب لترى ماذا ستفعل ابنتها والى أين ستذهب لتسمعها تدق الجرس على باب شقة عمها دقات متواليه حتى فتحت فردوس قائلة:
-رشا..ازيك يا جبيبتي …خير
-كل خير يا مرات عمي…قلبي عندك..أنا سمعت بالي حصل..وصعبتي عليا قوي أنتي وعمي..مش عارفة في أي وهتلاقوها منين ولا منين..أنا عارفه ايه ده…المشاكل نازله ترف فوق دماغنا تقوليش حد وشه وحشه وقدمه نحس دخل علينا…تكونش الست الي في الخامس الي أجرتوا لها الشقه…بس لا لا..دي ساكنه هنا كذا شهر وداخله على سنه أهو.
نظرت بطرف عينها لفردوس لتتابع تأثر ملامحها بما بخته على مسامعها ثم قالت بلهفه:
-يقطعني يا مرات عمي موقفاكي كل ده على رجلك وهي بتوجعك..أنا أصلا قولت اطلع أساعدك عارفه لما بتتعبي الخشونه بتزيد ورجلك بتعل عليكي.
-لا لا كتر خيرك يابنتي مش عايزه أتعبك
-يانهار ابيضّ…تعبك راحه..تعالي أدخلي كفايه واثقه عشان رجلك ..تعالي تعالي.
لم تدع لها رشا الفرصه كي تبدي أي اعتراض ودلفت للداخل بحماس شديد تنتوي تنفيذ مخطتها الذي بات سهلاً الأن وقد تيسر بعد ما جرى.
_______سوما العربي_______
مذ جرى ما جرى وهو يتحرك في كل الإتجاهات وكما يقال لقد قلب الدنيا…لم يترك باب إلا وطرق عليه…سيفعل أي شيء ليصل لحل بتلك الفضيحة
وانتهى به المطاف هو و والده وصالح جالسان داخل شقه بالتجمع الخامس بها ست غرف وكل غرفه ممتلئة بأجهزة لاب توب وكل جهاز يحمله شخص يعمل عليه…حتى صالة الشقه بها حوالي خمسه وعشرون شخصاً كلهم منهمكين في العمل
نظر زيدان لصالح وقال:
-هو فين ياعم الجدع اللي بتقول عليه د؟
-مش عارف…استنى
تقدم صالح من احد الشباب وسأله :
-بقولك يا باشا… ماتعرفش مازن فين
-ماعرفش..تلاقيه بيعمل حاجة يشربها ولا راح الحمام
نظر صالح لزيدان الذي لم يصبر أو يتحمل هو دوماً هكذا ذراع سابق لعقله فهرول ناحية المطبخ فوجد شاب مفتول العضلات طويل يوليه ظهره فسأل:
-أنت مازن.
التفّ الشاب له وقال:
-اه بس ليه…أستنى مش أنت الشاب الي طالع ترند النهارده..كويس انك جيت ..احنا ممكن نعمل احلى شغل و…
لم يستطع زيدان ان يترك له الفرصه ليتحدث إذ تقدم يقبض على تلابيبه قائلاً:
-اسمع يالا…احنا جايين لك عشان قالوا لنا أنك اشطر واحد تنفع للشغلانه دي واحنا عايزين نلم الليلة
هاج مازن وصرخ فيه:
-أييه اوعى إيدك دي
-ولاااا ماتخلنيش أتحول علييييك أنا على اخري
تقدم شداد وصالح أثر الصوت العالي وبصعوبه فضوا النزاع وسلكوا مازن من بيض يدي زيدان
بعد مرور ساعتين ونصف التفّ زيدان بكرسيه ومنظر لهم قائلاً:
-بصوا يا جماعه ده ترند ومعمول يعني مش جاي صدفه
نظر ثلاثتهم لبعض ثم سأل شداد:
-معمول ازاي يعني
-يعني مفروش له ياح ومدفوع للصفحات الكبيرة عشان تنزله وتعمله شير
-هو الترند بقا بيتعمل دلوقتي
-ياله يا حاج…ده بقا اسهل من عجينة البيتزا اناممكن بخمس الألف جنيه أخليك ترند مصر والدول المحيطة… كلها حملات مدفوعه وكم بوست كوبي بيست…ده في نجوم بيدفعوا جامد في المواضيع دي زي …
قاطع ثرثرته صوت زيدان الحاسم:
-أنا عايز كل الصفحات دي تحذف الفيديو وكمان ينشال من على جوجل.
-ماشي…بس هتدفع كتير.
-أنا هديك الي تقول عليه ومن غير فصال بس تقولي مين الي عمل كده
صمت مازن وعلى مايبدو لم يعجبه الكلام فأسترسل زيدان:
-مش بتقول انه ترند ومعمول …عرفت منين انه معمول..وبعدين مش عاملي فيها جامد ومسيطر في شغلانتك ولا أنت مش مسيطر ولا ايه
-ياباشا مسيطر وكل حاجة بس الواد الي عامل الترند ده عيل شمام وحكاك وبيبقى عايز يحكها معايا في أي حكاية عشان بسيط على قفايا وأنا مش عايز اللط نفسي معاه عشان الواد ده شمال.
-مش هنجيب سيرتك قولي بس وسيب الباقي على زيدان
-إذ كان كده ماشي…الواد ده اسمه دنجل ساكن فى ميدان الجامع بس واخد شقه في اكتوبر عاملها مقر للشركه النص كم بتاعته لو مالقتش هنا هتلاقيه هنا…أظن أنا كده تمام
وقف زيدان بهمه وغضب مكبوت يردد بينما يخرج المال من جيبه:
-كفيت و وفيت يا غالي…سلام عليكم يالا يا جماعه
غادر ثلاثتهم وتركوا لمازن مهمة مسح الفيديو من جميع المواقع.
______سوما العربي______
دلفت وفاء بخطى مترددة للمستشفى لا تعلم عواقب الأمور ولكن بعد تفكير طويل قررت أنها لابد وأن تحاول التفاوض مع عاصم وحل الأمر ودي…ستعتذر وتتوسل حتى يرضى فأين ستذهب منه يعني…هو لن يتركها لقد ضربته حتى نزف وفقد وعيه ستواجهه وعليها تحمل غضبه افضل من تحمل الحبس
تقدمت وهي تتحسر نادمه:
-ياريتني ما اخدته للبيت ولا اتخانقت معاه أنا وامي…ماكنت سيبته هي يعني الشتيمه بتلزق…حلني بقا على ما ألاقي تاني شغل كويس بمرتب عدل …اه يانا مش كنا اتخانقنا بعد القبض لازم يعني نتخانق قبله…استغفر الله بقا
دلفت تفتح الغرفه التي دلتها عليها الممرضه وإذ بها تراه يجلس بهدوء على فراش المشفى الأبيض وأشعه الشمس منعكسه على ملامحه الوسيمة
رفع عيناه حينما شعر بأحدهم بات معه بالغرفة ونظر لها بإستغراب وهي تتابعه بقلق إلى أن سأل:
-أنتي مين؟!
-هاااه؟!
ولجت الممرضه لتعطيه الحقنه لتجد وفاء متحسبه مكانها فسألها عاصم:
-مين البنت الحلوة دي.
لتردد وفاء ببلاهه وهي تشير على نفسها:
-بنت؟! وحلوة؟! ربنا يسترك
فتقدمت بترقب تقول:
-أنا بقول ن…
لكنه قاطعها بجهل تام:
-أنتي مين
نظرت وفاء للممرضه التي كادت أن تتحدث لولا دخول سيده أنيقة بجسد متوسط في منتصف الستينات وأقبلت عليه تحتضنه مردده:
-عاصم حبيبي..ماصدقتش لما كلموني سيبت المؤتمر وجيت لك.
-أبتعد عنها عاصم بقلقل يسأل:
-مين حضرتك
-مين حضرتي؟!
فتدخلت الممرضه:
-يا جماعه بالراحه على المريض حرام عليكم..الراجل فاقد الذاكرة ماينفعش تتعاملوا كده.
حل الصمت على المكان بالصدمه بينما وفاء تستوعب:
-فقد الذاكرة….يعني هاخد مرتب شهر؟؟ يا فرج الله

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فراشة في جزيرة الذهب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى