رواية فراشة في جزيرة الذهب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سوما العربي
رواية فراشة في جزيرة الذهب الجزء الثاني والعشرون
رواية فراشة في جزيرة الذهب البارت الثاني والعشرون
رواية فراشة في جزيرة الذهب الحلقة الثانية والعشرون
جلست ثريا على الكنبة تراقب وحيدتها وهي تفرك الأرض بقدميها جيئة وذهاباً تضرب كف يد بقبضة اليد الأخرى، تتميز غيطاً بينما ترددة بغل:
-بردو بعد كل ده ولسه بيفكر فيها، ورايح يجري وراها بردو، وأنا الي قولت طلقها بمزاجه وزبالها لكن لسه بردو باله فيها…أعمل إيه؟ أعمل إيه؟
تطلعت لوادتها التي تنظر لها بإستياء وصمت ثم هتفت:
-ماتردي عليا يا ماما هو أنا بكلم نفسي
-لا مش هرد وسبيني ساكته أحسن عشان لو رديت عليكي زي ما أنتي عايزه كلامي مش هيعجبك.
تخصرت رشا في وقفتها وسألت :
-ليه بقا ان شاء الله ؟!
-عشان مش عاجبني الي بتعمليه، خلاص حلي في عينك فجأة ولا هي الكحة في إيد حوريه عجبه؟ ماهو ده زيدان الي أتقدم لك بدال المرة اتنين وكنتي ترفضي وتقولي لا يعني لا دلوقتي بقا عليه سكر؟! في إيه قليتي قيمتنا ومخلينا في الطالعه والنازلة متربصين له على الباب عشان نوقفه وننكشه، عيب بقا وأختشي على دمك.
ربعت رشا يديها حول صدرها وهتفت بعناد:
-وفيها إيه؟ ماكنش عاجبني ودلوقتي عاجبني أنا حرة
-وصاحبتك؟!
-أنا وحورية عمرنا ما كنا صحاب هي اللي كانت تملي تناديني أقعد معاها وتقعد تحكي وتتحاكى عن سي محمود بتاعها وبعدين بدل ما تقوليّ كده فكري معايا في حل أنا الي بنتك مش هي.
جفلت ثريا من حديث أبنتها ثم سألت:
-يعني إنتي لسه مصممة على الي في دماغك
لترد رشا بعزم:
-أيوه
___________سوما العربي ________
جلس راموس على عرشه بشموخ يناقش قضية هامة جدا مع مجلس وزراء المملكة وبحضور أنجا أفضى بهم هذا الإجتماع إلى بعض القرارات السياسية والاقتصادية الهامة جداً واكد المجلس أن ينتهي إلا أن الملك قدّ قال:
-لقد قررت مد شبكات الاتصالات داخل المملكة
صمت تام خيم على الجميع و وقفت أنجا مصدومة مما تسمع وقد شردت متذكرة يوماً ما
عودة بالزمن للخلف قليلاً:-
كانت على وشك الدخول لجناحها لولا ان لمحت تلك البيضاء وهي تسير بعجالة ناحية الغرفه الملكية بكامل زينتها التي لم تعتد المبالغه فيها كما فعلت وقتها مما حفز أنجا على تتبعها، بالتأكيد كل هذا التأنق يخفي خلفه طلب ما.
فسارت تتجه لاحد الأركان الخاصه التي لا يعرفها سواها هي و راموس بحكم صداقتهم و وصلت لنافذة صغيرة تظهر ما يجري في غرفة الملك
فكان راموس يجلس على أريكته المفضله وبيده كالعادة ملف مهم يقرأه حتى دلف الحارس يخبره أنها على الباب تنتظر الأذن فسمح لها بذلك ودلفت تطل عليه وقد تزينت وتعطرت واقتربت تتهادى في خطواتها الخفيفة حتى دنت منه تسأل:
-مساء الخير
سقطت الورقة من يده لا إرادياً وقد فتنتنه هيئتها التي أججت رجولته وبحركه سريعه خطفها لتجلس على قدميه ومالت رأسها وهو يميل عليها كذلك مقترباً.
تأملها عن قرب بوله شديد وإعجاب وقد تملكه شعور رائع وهو يرى لمعة عينيها تلك .
مرت يداه تسرح على طول جزعها فأرتعشت بين ذراعيه ليضحك بخفة ثم قال:
-يبدو أن صغيرتي لديها طلب مهم.
رمشت بأهدابها تشعر بالحرج والغباء وهمست:
-هل أنا مكشوفه لهذا القدر أم انك ذكي جداً وشديد الملاحظة.
رفع إصبعيه أمام عينيها ثم أضاف:
-ضيفي على ذلك أنني بت أحفظك
زمت شفتيها كالاطفال تشعر بخيبة الأمل فقال:
-هيّا أكملي صغيرتيً، لما توقفتي؟!
-أكمل ماذا؟
-محاولة إغرائي لقد راق لي كثيراً.
حاولت النهوض من حجره لكنه كان يحكمها بذراعيه وأحضانه التي بدأت تتخبط فيهم وهو يقهقه مردداً:
-حتى غضبك يجعلك لذيذة قابله للعض والأكل.
لا تعلم لما أبتسمت معجبه بضحكته التي أظهرت غمازتيه فرفعت أصبعها بتردد ونظرت له كأنها تسأل هل لها أن تتجرأ وتفعل ليبتسم على فعلتها وليس على براءتها بل لأن شخصيتها العصبيه الحديه المتهوره بدأت في التراجع، باتت تعلم أن هنالك حدود رسمة قوانين تحكم بعض الأمور، الملوك لهم طريقه خاصه في التعامل.
فهم يده يسحب يدها بنفسه لتغرس أصبعها في إحدى غمازتيه فهمست :
-وااااااو..حلوة قوي.
ضحك بخفه ليعلم صدق قولها فهي ما ان تتعصب أو تثور أو تندمج في إحساس صادق تتفوه بلهجتها التي بات يعلم عنها.
مال بهدوء يخطف قبله حب جميله من شفتيها وهي منسابة بين ذراعيه تشعر بالخيبة بسبب تسرب شعور اللذه اليها ما ان يقترب منها…تباً أنها على وشك التجاوب و لولا انه هو من رفع رأسه عنها لكانت تبادله آلان ..سحقاً
نظر لها داخل عيناها و ابتسم بإنتشاء ثم أكمل:
-ماذا تريد صغيرتي.
حمحمت تحاول إستحضار صوتها المسلوب مع أنفاسها تتذكر ما جاءت من اجله بالأساس ثم همست:
-أريد الإطمئنان على والدتي.
-لكن المملكة لا يوجد بها شبكة اتصال صغيرتي
سحبت نفسها من بين ذراعيه واعتدلت لتتحدث معه فلم يروقه وعبث بوجهه لكنها أكملت:
-ولما ذلك؟
-إنها قوانين المملكة
-لكن كيف تعيشون هكذا أنتم منعزلون عن العالم
صمت ينتظر لها دون إبداء أي رد يعني لا إستجابة لديه على ما قالته فوقفت على الأرض تدبها بقدميها مرددة:
-هل أتحدث إلى نفسي أم ماذا؟! أنا أحدثك
-أخفضي صوتك صغيرتي أفضل لكِ…تلك قوانين المملكة منذ عقود ولن تتغير.
-لكن التغير سنة الحياة.
-العمل هو سنة الحياه وليس مضيعة الوقت في التفاهات.
-دخول شبكة إتصال داخل المملكة سيفيدها كثيراً،وسيتصل شعبك بباقي العالم بدلاً من تلك العزله التي يعيشونها وكأنهم مازالوا في العصور الوسطى،إلا يكفي نظام القصر و وجود جرملك للسلطان ونحن بالقرن الواحد والعشرين؟!
وقف هو الاخر أمامها ثم أخذ يتقدم منها خطوة فأخرى حتى أقترب منها وهو يرفع حاجبه الأيسر يرفض مردداً:
-لا
دبت الأرض بغيظ أشد و ولت مغادرة وهو يقهقه عالياً يهتف:
-ماذا صغيرتي هل انتهت فقرة الإغراء؟
عادت أنجا من شرودها على صوت راموس القوي الحاسم الذي صدح ينهي الجدل الدائر في مجلسه من الوزراء بين مؤيد ومعارض وقال:
-من حق الشعب ان يتصل بالعالم من الخارج ويرى الدنيا خارج حدود المملكة ، تلك هي أبسط حقوقه ، أريد من الغد العمل على ذلك المشروع وإنجازه في أقصر وقت ممكن.
جفلت أنجا من الحسم الواضح في صوته ورعبها تلك اللمعة التي رأتها في عيناه إنها لمعت حنين، مازال يتذكرها، بل هو لم ينساها بعد.
جزت أسنانها بغل واضح وهي تكتشف أن المصرية تحكم حتى بعدما رحلت نهائياً وبدأت تسأل بضياع ما العمل؟ كيف تقضي على سحر تلك القبطية ؟
________سوما العربي________
عجت شقة فوزية بأهالي الحي اللذين حضروا ملتفين حول فوزية وأبنتها البعض يدفعه الفضول والكثير يدفعهم الواجب والعشرة بما فيهم زيدان و والديه و محمود و حوريه و والدتها
ومن وسط الجمع صدح صوت أحدهم:
-وسعوا يا جماعة للدكتور .
ثم أقتحم الطبيب الجمع يشق طريقه وسطهم نحو الغرفه الشبه مغلقة
تولى الحاج شداد أمر إصراف الناس وفض ذلك الجمع يخبرهم ان الفتاة بحاجة للراحه ويمكنهم القدوم للأطمئنان عليها فيما بعد
وما ان انفضوا حتى إلتفوا جميعاً لذلك الشاب الذي لا يزال واقفاً وقال :
-كتر خيرك يابني على معروفك ده مع بنتنا …إلا إسم الكريم إيه
-مصطفى يا حاج
-عاشت الأسامي،هو إيه الي حصل ؟
تردد الشاب لثواني ثم تفوه أخيراً:
-ابداً أنا قابلتها في المينا عندنا في أسكندرية وكانت أختي معايا ثم أشار على فتاة تقف لجواره وأكمل:
-والأنسه كانت واقعه على الرصيف مغمي عليها ومش معاها أي حاجة خالص لا موبايل ولا بطاقه ولا أي حاجه حاولت أنا وأختي نفوقها على أد ما نقدر وهي دلتنا على المنطقه هنا.
شداد يصغي بإنتباه وتركيز لكن زيدان مشغول البال،فهو طوال عمره كان رجل وقور شديد الثقه بنفس يقدر الرجال ويعلم ان معرفتهم كنوز،لكنه الآن يقف يشعر بالغيرة ولأول مره تنتابه فكرة المقارنة.
يقارن نفسه بذلك الوسيم يريده أن يغرب عن وجههم الآن وإلا تراه حوريته.
جز على أسنانه ما ان دمغ إسمها بياء ملكية وهو يحدث نفسه، يدرك أنه بات يراها خاصته وهو قد بادر بنفسه وطلقها، أي فعلة حمقاء قد أقدم عليها؟! واين كان عقله حقاً؟! غبي ….غبي…هكذا نعت نفسه ولم يستطع الأنتظار فأقترب من الوسيم يشكره على عجالة قبلما تخرج من العرفة قائلاً:
-متشكرين جميلك ده على راسنا بس أنا بقول يادوب تلحق تمسك الطريق عشان توصل اسكندريه قبل المغربيه.
نظر له شداد بطرف عينه وكذلك فردوس التي بادلت زوجها النظرات المتنمرة وصمتت.
وفي ظل الصمت وتوتر الأجواء هذا إنحرج الشاب وانصرف مغادراً مع شقيقته.
مرت دقائق من الصمت خرج بعدها الطبيب وخلفه فوزيه وفوقيه وحوريه التي سألت:
-خير يا دكتور
-خير ان شاءالله..هي عندها ضعف عام وسوء تغذيه كمان أعصابها تعبانه وفي إرهاق شديد أنا هكتب لكم شويه محاليل ضروري النهارده ومن بكره نقدر نوقفها ونعتمد على الأكل بس لازم محاليل النهارده عشان تقوم الدنيا معاها شويه وهكتب لكم على كورس علاج ياريت نلتزم بيه لحد ما نشد حيلها وياريت نبعد عن الأرهاق والزعل
-حاضر يا دكتور
أبتسم لها الطبيب إبتسامة جعلت زيدان يعتدل في وقفته بتحفز شديد فيما أكمل الطبيب:
-ياريت يا أنسه حوريه تواظبي معاها على الادويه وده الكارت بتاعي كلميني لو في أي تطورات.
-حا..
كادت ان تجيب إلا ان ذلك الواقف هناك لم يستطع التحمل وتقدم لعندهم يخطف الكارت فنظرت له حوريه على الفور بحده ليرد عليها بنظرة قوية حاسمه ومن ثم خطف روشتة الدواء أيضاً ثم قال للطبيب:
-شكراً تعبناك معانا أتفضل معايا.
نظر له الطبيب بعدم رضا لكنه وكأنه آثر الصمت وتقدم ليخرج مع زيدان الذي ذهب يحضر الدواء ومن بعد محمود الذي ورده إتصال مجهول فغادر من فوره.
نظرت حوريه حيث غادر زيدان بغضب في اللحظة التي خرجت فيها فوقية من غرفة ابنة شقيقتها فوجدت شداد وزوجته مازالا متوجدان فقالت بضيق:
-منورين
تبادل شداد مع زوجته النظرات المتوترة ومسح على وجهه ثم قال بحلم:
-تعالي اقعدي يا حاجة ست فوقية خلينا نتكلم
-هنتكلم في ايه يا حاج شداد هو عاد في حاجة نتكلم فيها، اه صح…تكونش عايز تتكلم في العاركة الي كانت دايرة تحت ولا فضيحتكوا لبنتي الوحيدة؟
صمت شداد بحرج، فوقية سيدة شديدة وهو يعلم، قذفت الكلام في وجهه بلا موارة أو حرج وهو لا يملك ما يقوله فببساطة تلك هي الحقيقة.
حاولت فردوس التدخل للتخفيف من الوضع وتقدمت تمسك بذراع حورية وهي تقول:
-طب أقعدوا بس يا جماعة نتكلم، تعالي أقعدي جنبي يا مراتٍ أبني.
نجحت فردوس في إحراج حورية ولم تستطع الاعتراض وكادت أن تجلس لولا صوت والدتها الرافض :
-مابقتش مراتٍ ابنك ياست فردوس، خلاص فضناها.
-فضناها إزاي بقا؟ هو خراب البيوت بالساهل؟
-ست فردوس…كانت خالتي وخالتك واتفرقوا الخالات خلاص خصوصاً بعد الي حصل من شويه، أنا بنتي مش لعبة في إيد عيالكم.
ثم نظرت لحورية وقالت بحسم:
-أدخلي يا حوريه أعملي شاي لعمك الحاج ومراته خليهم ياخدوا واجبهم.
هز شداد رأسه يفهم مغزى كلامها ووقف قائلاً:
-لا ماتتعبوش نفسكم واجبكم وصل …يالا يا حاجه…سلام عليكم.
امتثلت فردوس لأمر زوجها وغادرت معه وحوريه تقف مبهورة فأخيراً اتخذت والدتها موقف معها
بينما ذهبت فوقيه تغلق الباب خلفهما وإستدارت تنظر لإبنتها الصامته ثم قالت:
-مالك؟ زعلانه من الي حصل؟ ماعلش.
-لا أنا بس اتفاجئت من رد فعلك وطريقة كلامك معاهم.
تقدمت فوقية تربط على كتف إبنتها ثم قالت:
-أيوه شوفتي…شديت لك عليهم جامد أهو…كان لازم اعمل كده عشان يعملوا لنا ألف حساب عشان لما نقعد للصلح يوافقوا على كل شروطنا.
أتسعت عيناً حوريه …وهي التي ظنت أن والدتها قد تغيرت خصوصاً بعد حديثها معها فرددت ببهوت:
-يا نهار أبيض
-جرى ايه يابت..امال هتسيبي بيتك يتخرب؟
لم تتحدث معها حوريه ولن تجادلها هكذا عاهدت نفسها…انسحبت بصمت تلقي نظرة على رنا العافية في غرفتها وفوزية تجلس لجوارها تحرصها يبدو أنها لن تبرح مكانها حتى تفيق إبنتها.
فجلست لجوارها تمسد على كتفها وبعد دقائق ارتفع صوت جرس الباب فخرجت مستغربة لما لم تفتح والدتها ….يبدو أنها ذهبت لشقتهم.
فتقدمت تفتح هي الباب لتجد نفسها في مواجهة زيدان وحدهما الذي ما أن رأها حتى أصبحت قبض على ذراعها ودفعها للداخل يدخل معها هو الآخر ويغلق الباب بقدمه مردداً:
-الي حصل من شويه لو أتكرر تاني هعلقك سامعه ولا لأ.
-هو ايه الي حصل من شويه وبتكلمني كده ليه أصلاً؟
-نعم ياختي؟بتقولي ايه ماسمعتش؟! بكلمك كده ليه؟ أنا أكلمك زي ما أنا عايز…فوقي لافوقك…أنا زيدان….هتخيبي ولا إيه.
إستفزتها طريقته في الحديث وحاولت نفض يدها من ذراعه لم تنجح لكن المحاولة في حد ذاتها استفزته فقال:
-أتظبطي أحسنلك يا حوريه..أنا قولت أهو.
نظرت له بصمت تسأل لما قد تصمت له وأين تلك الشخصية الجديدة التي أقنعت نفسها أنها أصبحت تمتلكها وهي مازالت تخشى مجابهته..قررت إختبار قوتها وتجلدت ثم قالت بقوة متوسطة مبدئية:
-أنت الي تتظبط وأنت بتتكلم معايا …أنا ماسمحش لحد يعدي حدوده معايا.
اتسع بؤبؤ عينا زيدان من تلك الحوريه التي تحدثه الآن وردد:
-الله…حلو ده…أنا بقيت حد.
-شيل إيدك عني….وخلي بالك الي حصل تحت ده مش هيعدي على خير وهتتحاسبوا كلكوا عليه الي نجدكوا حالياً هو رجوع رنا وتعبها بس الحساب يجمع يا زيدان.
-أنتي بتحاسبيني على ايه؟ أنا ليه هشيل ذنب محمود وتصرفاته وغلطه؟أنا كنت جاي أتكلم معاكي عشان نتصافى زي أي واحد ومراته هو اللي أتدخل هحاسب أنا على مشاريبه ليه هو محمود ده أتب فوق ضهري؟!!!
تركت كل حديثه ،لا يعنيها هي فقط علقت :
-نعم؟! واحد ومراته؟ ده الي هو ازاي يا معلم احنا إطلقنا خلاص.
-ممكن أردك أي وقت إنتي بس قولي اه وإنك عايزاني مش مغصوبه عليا.
عصبها حديثه ماذا يظن هو:
-ترد مين؟ مش تعرف دينك الأول وبعدين نتكلم أنا لسه بنت بنوت يعني ماليش عده.
-أعرفي أنتي دينك…
التمتعت عيناه واقترب منها يحتجزها بين جسده والحائط ثم تحدث من بين أنفاسه السخينة وقد إرتفعت يراه تداعب وجنتها:
-أنا إختليت بيكي ولا ناسيه؟
مرت عيناه عليها برضا وهو يستشعر أنه مازال يملك تأثير عليها حين شعر بإرتجافها وتوترها بين ذراعيه فأكمل:
-لو أنتي نسيتي أنا مش بقدر أنسى ولسه فاكرك وأنتي فحضني كأننا لسه مولودين.
هم ليقطف قبله منها لكن رنين الجرس أنقذها و أوقفه ففرت من تحت ذراعيه تتمسك بالباب تفتحه كأنه درع حمايتها فهرول خلفها ليوقفها ويلتقط قبلته التي يتطلبها بجنون لكنها أستنجدت بالباب وفتحته لتردعه.
وبالفعل أرتدع وهو يرى فوقية هي من تقف على الباب تحمل صينيه طعام كبيرة وتنتظر له بنزق مردده:
-زيدان..هييئ حماتك بتحبك تعالى أتغدى معانا.
نظر لحورية نظرة خاصه جداً ثم قال:
-شكراً ..أنا جبت الدوا
-كتر خيرك …ما تتفضل معانا.
علم أنها تطرده بالذوق فصان الباقي من كرامته و غادر على الفور فألتفت فوقية لأبنتها تقول:
-شوفتي طردته هو كمان أهو..عشان تعرفي ان أمك هتجيب لك حقك..بسويهم لك على الجنبين اهو كلهم.
ناظرتها حوريه بصمت…لا تملك أي كلام هي فقط اقتربت تجلس على أقرب كرسي تحاول السيطرة على مشاعرها التي هزها ما ذكرها بيوم خلوتهما معاً الذي يراودها كل يوم تشعر أنه قد حدث منذ دقائق فقط وليس أيام.
__________سوما العربي________
صباح يوم جديد
دلفت حورية لمقر عملها الجديد تحاول التأقلم نظرت لذلك الشاب السمج بتحدِ ثم دلفت تجلس على مكتبها.
نظر لها بسخريه وإستخفاف ثم قال:
-حورية..مش معقول كل ده تأخير ههههههه
تشكلت على فمه إبتسامة خبيثه وهو يراها محرجه أمام مديرها ليزيد العيار مردداً:
-وياترى بقا على التأخير ده كله خلصتي الشيت المطلوب منك من أول إمبارح ههههههههه
عبثت بوجهها ورددت :
-هؤ ايه الي هههههه؟! ايه الي بيضحك في الي بتقولوا مش فاهمه؟! واه ياسيدي خلصت الشيت أصل أنا شاطرة قوي وبتعلم بسرعه ربنا يخلي لنا يوتيوب وبعدين يعني لما أتأخر الصبح عشان المواصلات احسن من اللي لابد في كافتيريا يشرب كوفي ولا أنت ايه رأيك.
نفذت كل ما أقترحته عليها وفاء وعلى مايبدو أنها قد نجحت، إضجعت على كرسي مكتبها بإنتشاء وهي ترى مصطفى زميلها يتحاشى النظر اليها فرددت داخلها(وأخيراً هعرف أبقى بت كيادة ده طلع إحساس حلو قوي)
في مكتب عاصم
جلس خلف مكتبه يراجع الموازنة الجديدة للشركة بحيرة وتعب وإرهاق قلب عيناه مجهداً وهو يستمع لصوتها المزعج يردد:
-واحد قهوة مانو لمديرنا الي مسيطنا ومسيطر
مسح على وجهه وقال بإجهاد:
-شششش أسكتي شويه أنتي ايه يا بنتي
-جرى ايه مالك بس يا جميل…اللامور مش ماشي حلو ولا ايه
جعد عاصم مابين حاجبيه وسال:
-لامور ايه؟
-يعني الحب ..اللاڤ العشق .
-حب ايه وعشق ايه سبيني في حالي واطلعي برا يالا
-لأ لا لا…أنا كده اتوغوشت عليك …مالك يا كبير حد علم عليك؟ إنسحبت في دخلة المريوطية ولا أيه
وضع عاصم كفيه على رأسه وصرخ:
-خلااااص كفاية صدعت
أختفت الابتسامة من على وجهها وانمحى الحماس المعهود عنها فألتفت تغادر بصمت، أنب نفسه على فعلته وقال ببعض اللين:
-أستني حقك عليا
عادت تنظر له فقال :
-عندنا مشكلة في الشغل الميزانية ولازم أقفلها النهاردة قبل ١٢بالليل ولحد دلوقتي مش لاقي حل.
نظرت له بطرف عينها وهي لم تسامحه بعد ثم تقدمت تقول:
-فسح كده شويه
-نعم؟!
-فسح إتاخر خليني أشوف يمكن أساعدك
ضحك ساخراً ثم قال:
-تساعديني…بس يا ماما وروحي اعملي لي قهوة بدل الي بردت دي
سحبت نفس عميق تتفهم إهانته ثم تقدمت تضغط بأناملها تعيد ترتيب الأرقام في بعض الخانات وتعدل خانات أخرى وكلما فعلت خطوة وصححت نتيجة كانت عينا عاصم تتسع بإنبهار حتى أطمئن نسبياً وأفسح لها المجال كما طلبت وألتقط قهوته يرتشفها وهو يتابع ما تفعله حتى انتهت من موازنة قسم كامل بنتيجة صحيحة ثم رفعت رأسها له بفخر تسأل:
-همممم…أيه رأيك
-طب ازاي؟!!! قوليلي أزاي؟!! المفروض انك بتاعت قهوة ونسكافيه.
-أنا خريجة تجارة أصلا ولحد قبل ما أجي شركتك بيوم كنت بشتغل في مكتب محاسبة
-وايه الي يخليكي تشتغلي في البوفيه وأنتي أصلا شغاله شغلانه أحسن.
-لأن شغلانة البوفيه هنا مرتبها أحسن من شغلانة المحاسبه في شركة في شقه صغيره في وسط البلد…ده كنت بدفع المرتب يادوب مواصلات وقطار.
ذم شفتيه يردد:
-لأ بس أنتي شاطرة بجد
-تشكر …سلام بقا
همت لتتحرك فهتف بلهفه:
-خدي يابت استني
-بت امًا تبتك ما تلم نفسك
-تعالي اقعدي هنا كملي الموازنة
-مقابل؟
-أنتي يا بنتي مافيش حاجة بتعمليها لوجه الله
-بجهز قولت لك
-ايه لسه ماجبتيش التلاجه أم حنافية؟!
أبتسمت ببلاهه وسعاده حقيقية ترد:
-لأ جبتها…تحفه..تحفة
لكن عادت تعبس من جديد وقالت:
بس محتاجة أجيب أير فرير
-الي بيقلي من غير زيت ده مش كده
-هو
سحب نفس عميق ينظر لها بيأس ثم قال:
-هديكي الي أنتي عايزاه بس تعالي نكمل
-ماشي.
__________سوما العربي________
تقدمت أنجا تسير بمحازة الوزير الأعظم وهي تسأل بإستنكار:
-ماذا يعني حديثك؟
-حديثي واضح سيدة أنجا؟ ماذا جرى لكي لقد كنتي مثال للنباهه والفطنه ولا اعلم سبب إستنكارك وقد سمعتي الملك وهو يقر بنفسه منع عادات وئد الفتيات في كل القبائل وسن قوانين تحافظ على حقوق المرأة في جميع أنحاء المملكة.
جزت على أسنانها بغيظ مردده:
-ظننت انه حديث مقترح أو مجرد حالة خاصه ستطبق على تلك الفتاة صاحبة الحادث لم أكن أظن ان الأمر قد يصل لسن قوانين…إنها تلك اللعنه التي حلت علينا منذ قدومها …هي السبب…هي السبب.
توقف الوزير وقد تجعد ما بين حاجبيه وسأل بغرابة:
-أنا مستغرب وضعك جدا سيدة أنجا ،كنت أعتقد ان خبر مثل هذا قد يفرحك لأنه يخص جنسك الناعم .
هزت أنجا رأسها بأسى ويأس ثم قالت:
-ليست تلك هي المعضلة،الأمر أكبر من ذلك بكثير..إنها كارثة …لن تفهمني..لن تفهم
-ومنذ متى وأنتي مفهومة سيدة أنجا ..أنتي لغز كبير صعب حله..على كل لنا حديث طويل بعد عودتي مع الملك بعد عشرين يوما ان شاء الله.
-ولما كل هذه المدة؟
-زيارات سياسية هامة، الملك منذ شهور لم يذهب في جولة سياسية، ويجب الترتيب لها جيداً.
هزت رأسها بتفهم لكن بداخلها قلق كبير جداً لا تعلم سببه
وفي منتصف الليل غادرت طائرة الملك تحمله إلى أول دولة في جدول جلالته.
____________سوما العربي__________
تأخر الوقت بهما كثيراً لدرجة أن عاصم قد غفى على كرسيه بينما وفاء مازالت تعمل على الحاسوب وقد أصابها الإجهاد وحينما لاحظت غفيان عاصم لكزته بقوه توقظه:
-إحنا هناااااااام؟!
انتفض بهلع:
-ايه في ايه؟
-أصحى يا نوغه مش كفاية بعملك شغلك والوقت إتاخر
-ما قولت هدفعلك وكله بتمنه وايه نوغه دي لمي نفسك أنا المدير هنا.
رفعت إحدى حاجبيها تقول:
-ده قبل ما تبوظ الموازنه وأنا أعدلها لك ولا بعدها؟
حمحم بحرج في الوقت الذي أرتفع فيه صوت هاتفها برقم والدتها فجاوبت:
-ألو يا ماما…ألو…مالك يا ماما..ألو…
انغلق الهاتف الاتصال وهي تهرول للخارج وعاصم يسألها:
-في أيه
-ماما شكلها تعبانه قوي
-طب أستني هاجي معاكي أوصلك الوقت إتاخر
في أحد الأستديوهات جلس محمود مقابل طارق يسأله:
-أنت هتنزله أمتى
-دلوقتي
-دلوقتي ايه احنا الساعه واحده بالليل مانخليها بكره
-ده احسن وقت في الريتش والناس السهرانه وبعدين مالك ياعم كده جبت ورا ولا ايه
-لأ ذيع…ما خلاص بقا ..كل واحد بقا بيدور على مصلحته خلاص وطالما دايره مصالح مش هطلع أنا الوحيد الخسران
-تعجبني…هو ده الكلام.
بخفه وسرعه ضغط طارق على زر التحميل وبعدها ضغط نشر
___________سوما العربي_______
ولجت وفاء مندفعه للداخل تصرخ مناديه على والدتها تحمل بيدها بخاخ للصدر قد إبتاعته لها وهي في طريق العودة و ولج خلفها عاصم بنفس السرعه واللهفة ليجدوا سيدة في منتصف الستين من عمرها ملقاه على الأرض في حالة سيئة تلتقط أنفاسها بصعوبه شديدة.
لتسرع وفاء مقتربه منها ورفعتها بأحضانه تردد:
-ماما ماما أنا جيت اهو وجبت لك البخاخ.
جثى عاصم بجوار تلك السيده يحاول مساعدة وفاء على إسنادها إلى ان نجحت وفتحت فمها تلتقط رزاز البخاخ ليدخل صدرها وتبدأ في إلتقاط أنفاسها رويداً رويداً وما ان إستفاقت حتى صفقت خد وفاء:
-الله؟!!
-ساعة يابنت الجزمه عشان تجيبي لي الدوا
تدخل عاصم:
-ليه بس كده يا حاجه دي جايه جري عشانك
فصفقته هو الآخر على خده:
-الله؟!!
-وأنت مين أنت كمان
-أما أنتي ست قليلة الأدب صحيح
ثارت وفاء:
-الله الله أنت هتلبخ
-مش شايفه دي ضربتني بالقلم
تدخلت الأم:
-وأضربك بالبلغه كمان
-هي حصلت ياست أنتي ماتخليش أتعصب
-هتتعصب تعمّل ايه مثلاً…ده مين ده يابت …ااااه
قالتها وهي تمسكه من ياقة قميصه وتبدأ في مطوحته يمينا و يساراً:
-تكونش أنت الولا إلي غاويها ومخليها ترفض العرسان عشانك..هو ده ياختي؟
فصرخت وفاء معترضه بشدة:
-نعم نعم وده مين ده اللي أبص له ليه كنت اتعميت؟
-أتعميتي مين يا كلبة الفلوس إنتي ..ماتحسني ملافظك يا بيئة
-كلم بنتي عدل يالااا
-لا ماهي قلة الأدب مافيش أسهل منها
فضربته وفاء بغيظ:
-لا بقولك ايه أتكلم مع أمي عدل
خلع عاصم جاكت بذلته وهو يردد بغل:
-لا ده انتو عيلة قليلة الأدب والأدب مش نافع معاكم.
بعدها دخل في معركة غير معروفة النتيجة ……..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فراشة في جزيرة الذهب)