روايات

رواية فراس ابن الليل الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سلمى سمير

رواية فراس ابن الليل الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سلمى سمير

رواية فراس ابن الليل الجزء الخامس والعشرون

رواية فراس ابن الليل البارت الخامس والعشرون

رواية فراس ابن الليل الحلقة الخامسة والعشرون

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .
تخاطبني كلمات الحب والأشعار وفي قلبي أحاديث كثيرة يكنها لك فأنت الذي جئت على هيئة حياة وليس بشر فاصبحت امنيتي الوحيدة الآن أن أغوص في عمق قلبك واسرح في نظرات عينيك لأرى فيها كل الجمال والحب واستمتع بدف القلب ومشاعره معكي
باغت فراس مهرة بتودده الجرئ إليها لكي يتاخذ منها زوجة بعد أن أكدت له عن رضاءها التام بزواجها منه ورغبتها في اتمام زواجهم، حتي تصبح امرأته
لم تمر بينهم دقائق قليلة إلا وانتفض فراس بذعر وابتعد عنها وهو ينظر إليها بغضب ويصيح مرددًا بجنون:
لاه مستحيل كي جدر يعملها، كي اذاها واتحمل المها، فين الرجولة في اللي عملته يا منصور واصل، كي جدرت تتحمل اذاها والمها وكملت معاها، وانت بتنهش جتتها كي ترضي نفسك يا ظالم، اه من وجعت جلبي اه من الم روحي يارب يارب سامحني يارب سامحني
ارتعدت مهرة من صراخه وعويله، وقامت من فراشها بصعوبة وتحملت علي الامها التي انتشرت بجسدها، ودنت منه بعد ان ارتدت ثوب نومها وقالت لها بارتباك وخجل:
مالك يا فراس حصل ايه وليه غضبان علي حالك أكده ،ومين منصور ده اللي عم بتتحدد عنيها و جدر واذي مين فاهمني
غامت عيناه بشر ودفعها بعيد عنه وصاح فيها:
بعدى عني يا مهرة انا مطيجش حالي دلوك بعدي او روحي لحالك يا بت الناس
ارتجفت شفتاها بتاثر وخافت من غضبه الذي لم تتوقع ان تراه ذات يوم وهتفت باستجداء:
ابعد كيف يا فراس انا جلجانه عليك ورايده اطمن ايه سبب اللي حوصل ليك، جولي صدر مني ايه غضبك اكده، اظن ده حجي لاني مرتك وشريكة حياتك
هز راسه بعنف وثارت ثائرتة وردد بنفي قاطعا:
لاه يا مهرة انت لا مرتي ولا ليكي عليا حجوج، خلصت
خارت قواها ونظرت اليه بالم وقالت وهي تشير الي ما في يدها بحسرة وندم:
بس انا بجيت مرتك بحج يا فراس وده شاهد عليك، انت ناسي اللي حوصل ولا جرالك ايه
رفع راسه اليها وغامت عيناه وجذب منها المنديل وقال بأسف:
حجك عليا مجصدتش ااذيكي، مكتش خابر ان واعر وصعيب جوي اكده وفي اذي والم ليكي والله ما قصدت،
كانت نبرات الندم في صوته الحزين سبب لتماسكها من جديد فقامت وجلست امامه وابتسمت بخجل:
بس أنت ماذتنيش يا فراس، بالعكس كنت حنين جوي
والالم ده طبيعي عما حسيبة وخالتي والنسوان يوم الحنه خبروني بكده وفهموني زين، لكنك بحنانك هونت عليا
وانا جدامك اهوه زينه ومليحه وما صايبني اذي ولا حاجه، هو بس هبابة بياخد وجته ويعدى
رفع عيناه اليها وابتسم بحنان وتنهد بقوة وهو يملس علي شعرها المنسدل باريحيه علي كتفها وقال بلوعة عاشق:
انا عاشجاك يا مهرة،اكثر من روحي وكان صعيب عليا ااذيكي، لكن الحمد لله طمنتي جلبي،المهم انك بخير وزينة
هزت راسها بالايجاب وضحكت بقوة واحتضنت راسه فجاة وقالت وهي تقبلها كانها تصالحه وليس هو من يسعي لذلك :
طالعها فراس باستغراب وسالها:
واه ايه الحنان ده كلته ،ممكن اعرف انت بتضحكي علي ايه وبوستي راسي ليه، معجول لدرجة دي فرحانه اني بجيت رجلك، ولا حكايتك ايه يا جليبي
عضت علي شفتاها بخجل وانكست راسها وقالت بتردد:
اصلك طلعت راجل زين جوي جوي وواد حلال وووفي وكل الحاجات الحلوة فيك، الله يباركلي فيك يا فراس
غمغم بحيره من امرها وهدات روحها المعذبة بتذكره الأمها بالم امه وقت اغتصابها فظن نفسه اذاها،فكاد يكره نفسه الا إن اكدت له بان هذا متوقع، وجالت عيناه بشوق علي صفحة وجهه المشربة بالحمرا وقال:
انت واعية لروحك، كل ده خبرته لما بجيت رجلك معجول
يا مهرة جلبك الجاسي حس بيا وبعشجي ليكي
هزت راسها بالأيجاب وتنهدت بقوة ثم تأملت ملامحه الحادة الرجولية وعنفوانه وهتفت بعذوبة نابعها من سعادة قلبها بأنتسابها له:
ايوه حوصل، لأني اتوكدت انك عمرك ما كنت عاشق لغيري ورئيسة كذبت علي وانت ما عاشجها ولا لمست غيري في حياتك كلتها ولا هتمس غيري بأمر الله
طالعها بحيرة لثقتها فيما تقول وهي حقيقه لم يؤكدها بل العكس كثيرًا ما اراد اثارة غيرتها بها ،فسالها بريبة:
جوليلي لول رئيسة كذبت عليكي في إيه وميتي، وكي خبرتي اني ملمستش مره غيرك ،ولا حتي بنت ود كانت عاشقتي
اسبلت عيناها وهي تنظر اليه بعشق وفرحه تتراقص داخل قلبها العاشج بتملك قالت بثقة ويقين:
فزعتك من إلمي وسؤالك أذا كنت اذيتني ولا لاه، كل ده بيوكد انك ماعشجت غيري واتوكدت اكثر ان جلبك الجوي ده عاشجني بحق ربنا، لان العاشق ما يخون صوح
بس اللي هيجنني ليه كنت بتروح ليه، اذا كان عمرك ما لمست حرمه، ده غير عشجي مالي جلبك وروحك جولي يا فراس آيه بيناتكم وريحني
امسكها من كتفها العاري وضغط عليه بتملك لتغرس اصابعها فيه، فاستشعر الرغبة تعود اليه فقال بغموض:
جوليلي لول كذبت رئيسة عليكي في إيه وميتي، وهو ده سبب أنك رضيتي علي جوازنا خوفك منيها
رفعت وجهها الي وجهه المشتعل ب الاشتياق، فتلاقت عيناهم واسبلت جفناها بهيام، فضغط فراس علي فكه بقوة محاولًا السيطرة علي نفسه، الا إن تنهيدتها، وارتخاء جسدها بين يداه باستسلام جعله علي شفير الهاوية، فهزها بقوة لكي يحثها علي الكلام فقالت بصوت خامل :
لاه يا فراس مش حديت رئيسة ولاغيرتي عليكي بس، اللي خليتني رضيت علي جوازنا،
انت يا فراس اللي سرجتني من روحي وبقيت لا جادرة اعيش ولا اتنفس من غيرك، لو خفت فانا خفت ابعد عنيك، حتي مع علمي بان رئيسة عاشيجتك كنت ريداك رجلي وجوزي ودنيتي لانك جلبي كي انا جليبك ….
لم يتركها تكمل ما تقول فعذوبة حديثها مع استسلامها التام، وحرارة انفاسها ، اشعلت به الرغبة فاراد امتلكها ولم يعد في مقدورة السيطرة علي نفسه اكثر من هذا،
فضمها الي صدره ولثم ثغرها بقوة الي إن غرقت في بحر عشقه ليسكت بينهم الحديث وتتحدث الأحاسبس وتتراقص القلوب وتهفو الروح الي سمو العشق
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. ..
في وقت سابق بعد مغادرة فراس ليلة العرس
كانت رئيسة تنظر اليه وهو يغادر بصحبة مهرة، ولم تلاحظ جعبل الذي اتي خلفها وقال لها بحزم:
واجفة اكده ليه مش فراس جالك تمشي لخيمتك
طالعتها بتهكم واستدرات عائدة الي الشادر غير عابئة بالرد عليه، وهي تسير بين الرجال حاول احدهم امساكها، فنهره من يجاوره وصاح فيه بتحذير:
هملها يا ضمراني لجل فراس ما يجيب خبرك، ولا نسيت اللي جاله وعمله في درويش ليلة زفافه ،
التفتت اليهم رئيسة وسالتها باهتمام:
هو حصل إيه من درويش ليلة زفاف فراس وهو عمله إيه او جاله ايه انطج
ابعد الرجل نفسه عنها وقال بخوف :
هملينا يا بت ود محدش ليه طاقة بفراس، هو محرم حدا يتحدت عنك او يجرب منيكي وجال انك كي خيته واللي يمسك بالحديت العفش او اليد هيدفنه حي،
امسكته من طرف ياقت جلبابه وسالته باصرار:
انا رايده تخبرني اللي حصل ، مش تحكي فراس جال ايه
خلص الرجل نفسه منها ودفعها عنه برفق لتبعد عن طريقه وقال بحنق:
بعدي عنا يا رئيسة انا منجصش فراس يحط عليا ويشندلنا بسببك اتوكلي علي الله،من اهني وارحم الناس من اذاكي لان فراس عنده استعداد ياكل عشرة بدراعها لو حد اتحدت في حجك بنص كلمة، روحي مضاربكم وارحمينا
تكابلت الحيرة بداخلها واردت معرفة ما قال فراس وجعل الجميع يخاف من التقرب منها هكذا، كان دائما ما يقتصر حمايتها لها علي مضاريبهم لكن وصل الامر الي رجال البلد وهذا ما زاد من حيرتها فلم تجد امامها غير جعبل صديقه الامين الذي لا يفارقه، وكاتم اسراراه
اقتربت منه علي مضض وتمايلت عليها بدلال وقالت:
بجولك يا جعبل انا ريداك توصلني لمضاريبنا ممكن ولا تحب اجول لفراس انك رفضت وانت خابر اللي يزعلني يزعله
ضحك جعبل بسخرية وامسكها من ذراعها بعنف:
مش انا يا بنت الغجر اللي يتلعب بيه، جولي رايده ايه وخلصي في ليلتك،صوح انا تابع فراس لكني راجل وواعر جوي وطبعي صعيب، وشغل النسوان ده مش عليا، جولي دوغري رايدا ايه وانا هريحك
ابتلعت ريقها واستغربت عنفها ونظراته الحادة اليها وقالت:
رايدة تخبرني باللي حصل من درويش ليلة زفاف فراس، وايه حصل من فراس خلي الخلج يخافو مني اكده
ابتسم بغموض ودنا منها وهمس في اذنها وقال،:
طيب البسي الملث وهما اوصلك وبالطريق احكيلك، بيكفي عليكي اكده الليلة وفراس موصيني مبعدش عيني من عليك
لعلمك هو بيعزك جوي وبيجدرك كي خيته صوح
همي يا رىيسة الطريق طويل واللي عندى كتير رايدك تسمعيه
ارتدت رئيسة الملث علي عجل وتركت الشادر وذهبت خلف جعبل الذي سبقها بمسافة امانة فسالته:
ها جول انا نفذت حديتك ، وجيت ورك خبرني ايه اللي حصل
رمقها بنظرة من جانب عيناه وتنهد بقوة واردف:
فراس عاشج مهرة يا رئيسة، عشاجها كانها الحياة لو حرمتيه منيها هيكون كي الميت، انا مرافجه من اربع سنين ما بشوف الضي بعينه غير لما يلمحها، بلاش تدفشي حالك في حياتها وتفرضي نفسك عليه،انت ليكي معزة عنديه حافظي عليها واحمدي ربك انك وصلتي ليها
جليل جوي اللي ليهم معزة في جلب فراس، حديتي ده خديه نصيحه ليكي جبل ما تخسريه وتندمي العمر كلتها عليها
تاففت من حديثه المبطن بالاتهام كأنه يعلم ما تدبره لفراس وقالت بضجر:
أأيه لزمته الحديت ده دلوك، أنا سالتك سؤال ورايده اجابته ايه حصل ليلة زفاف فراس
ابتسم بتهكم وقال ساخرًا من ضجرها:
لازمته انك تعجلي وتفكري في صالحك وكفياكي مطاردة لفراس لانه مش ليكي، لكن هجول إيه مفيش فايدة جلب المره لما يسيرها بيجتل عجلها، هجولك اللي حوصل لجل يهدى بالك
درويش ليلة فرحه جال عنيك انك زينه ومره صوح بعد ما كانت صاحبتك عوالي بتغوي فراس برقصها
جام ليه فراس وكان هيفرفط روحه وجال انك اشرف بت صحيح من الغجر لكنك كي خيته حره وشريفه واللي هيمسك بسوء هيدفنه حي
طالعته رئيسة بدهشه لم تتخيل ان فراس يتباهي هكذا بها امام الجميع وليلة زفافه التي قالت ما ليس فيه لزوجته لكي تكيد لها غيره منها وحقد عليها:
شعر جعبل بصراعها بعد ان اطلق فراس حمايته عليها امام الجميع دون خجل من اصلها متباهيًا بتاخذها اخت له وقال:
اوعي لحالك يا رئيسة ولفراس خسارته واعر وليك انت بالذات انا جولت اللي عندى وعجلك في راسك تعرفي خلاصك، صوح خسرتي عشجه لكن كسبتي حبه هتفضلي غالية علي جلبه ومعزتك بتزيد بافعالك
حسني من روحك معاه هتسكني جلبه طول عمره، ويكفي انك في منزلة الاخت اللي من دمه، وصلنا
سلام وكلمة اخيرة في جلوب تتحب وجلوب للعشج اختاري صوح الجلب اللي يكون ليكي جبل ما يكون لغيرك
تركها شاردة في افكارها التي ستدمر علاقتها بفراس كدرع امان وحامي لها بعد ان تسلبه عزه ويصبح خادم لها، سيصير عاشق لها لكن ستضيع روحها حين تفقده ما يميزه قوة بأسه وعنفوانه،
لم يطيل بها التفكير ، جرت من فورها الي خيمة العرافة وجلست امام موقدها تنهنج وقالت برجاء:
خلاص يا خاله مريدش عشجه مريدش غير جلبه الحامي عليا العشج بيزول لكن الاخوة عمرها ما بختفي، الله لا يسئك يا خاله ابطلي العمل مريدش ااذي سندى وقوتي في هيبته ورجولته ده يموت فيها كان فين عجلي لما ظنت ان العشق معاها نهاية المطاف بينا
نظرت اليها العرافة بابتسامة خبيبثة وقالت:
جلبك رهيف يا بت ود بسرعه اكده سلمتي وهتملي رجلك لغيرك
انهارت باكية ونظرت اليها بحزن وقهرة:
فراس عمره ما كان رجلي، طول عمره سندى وجوتي
ضهري وعزوتي، جوليلي هكسب بجسده ايه وهو كي جلته لا هيكون راجل ولا يملي عين حدا
وجتها هبقي ملطشه للكبير والصغير، لاه يا خاله
الاحترام اللي نظرته في عين الخلج كسبته من هيبة فراس واحترام الخلايج ليه، مريدش اخسر الاحترام ده ومعاهم فراس ، انا عشجاه كي ماهو اكده بجوته وهيبته، فراس الاخ اللي بيعلي مجامي ، ريداني اضحي بكل ده من اجل عشق زايل لاه ياخاله فكي العمل خلاص مش ريداه
اخرجت من جعبتها عروسة ومعها اشياء فراس ومهرة وقالت لها قبل ان تلقيها بالنار:
وعي لحديتك ده، لو حرقت اللي عملته عشجهم هيجوي وهيكون دمها من دمه وما هيفرجهم عن بعض الا الموت
اخذت نفس عميق وقالت بحسم:
حقها وحلاله واللي جمعهم ربنا ما يفرجهم عبد، هما يا خاله خلصيني من ذنب كنت هجع فيه وهندم عليه العمر كلته
القت العرافه ما بيدها لتعلي النار بشكل غريب وفجاة تجسد امامها شكل فراس ومهرة ويده قاضبة علي يدها بقوة ابتسمت العرافة وقالت:
اتولفت القلوب والعشق بينتهم صار واللي اتكتم في السر سنين باح بيه اللسان وبقي عشقهم لبعض خالص و وفاهم ملهوش مثيل
تنهدت رئيسة بحرقة وبكت عيناه بالم وقالت:
مبارك عليهم حياتهم ربنا يهنيهم ويسعد لياليهم
امسكتها العرافة من يدها وقالت:
نصيبك كان معاك مبعدش عنيكي، وفي الخارج عينه منك ودايما عليكي شاوري جلبك هيدلك عليه وربنا هايهدي نفسك ليه، مشي الله يصلح حالك بيه
خرجت وعيناها زائغة وباكية لا تعلم من هو نصيبها او كيف عيناه عليها، وهي لم تراه، بحثت بعيناها يمين ويسار لم تري احد، لانها لم تشاور قلبها الذي رائه وهو يترصدها من بعيد ويتمنا قربها
……………………………………….
نعود الي زفة العرسان
بدات بأنصراف فيصل وزينب الذي كانت فرحتهم لا تضاهي
دخل فيصل داره المزينه باتقان وحملها ودخل غرفة النوم
انزلها قرب الفراش وقال لها بعدم تصديق:
واه جلبي مش متحمل الفرحه معجول با زينب اتجفل علينا باب وبجيتي حلالي الله بنصرك با فراس
جلست زينب بتوتر علي الفراش ونكست راسها ارضًا وقالت:
الله يعطيه ما يحرمه فراس ابن حسنه ويعتره في خيته، بس لو انت فرحان جيراط انا جلبي يساع الدنيا من الفرحه
دنا منها فيصل وقال بمكر:
وانا رايد املك الدنيا بيكي اه با زينب ياما حلمت بالليل دي ولما حصلت مخبراش اعمل ايه حاسس اني خايف ليكون حلم واصحي الصبح الجيني متلجح في الجبل كي المجطوع
رفعت عيناها اليه وقالت :
طيب جوم كل لقمة انا اللي جهزت الوكل مع فاطمة هتوحشها جوي وياعالم هننضر بعض تاني ميتي وكيف
اقترب منها فيصل وضمها الي صدره:
طيب وانا مش اتوحشتك ،يا بت انت بجيتي مرتي حلالي
اباه انا رايد حد يضربني علي دماغي لجل اصدق
وشدها اليه وكاد يقبلها دفعته وخرجت تجري منه فلحقها قبل ان تصعد الي الاعلي وحملها مثل طفل بين يداه وقال:
في حد يهرب من جدره ثم خدي هنا بوكي اللي بره ده اجوله ايه مجوزتش بتك لراجل اهدى اكده عليا واتحمليني، عدي الليلة دي بس، وبعدها ادلعي كي ما بدك يا روح وعشق فيصل
القاها علي الفراش واغلق الباب خلفه وضمها الي صدره بحنان وقال لها :
بعشجك يا زينب ورايدك ملكي وحلالي موافجة
لم تمضي دقائق وخرج فيصل من غرفتة وفتح باب الدار والقي لعمه منديلها وقال:
مبارك يا عمي امانتك وصلت ياريت تطمني علي خيتي
دفعه عمه الي داخل الدار وقاله بحزم:
اطمن يا ولدى خيتك جعافرية حره، مبارك ليك يازين الرجال وربنا يسعدك انت وبتي
رفع سلاحه يطلق الاعيرة النارية ابتهاجا وفرحه بشرف ابنته
دلف فيصل الي زينب غرفتهم وضمها الي صدره بحنان وعشق وقال لها:
مبارك يا مرتي، اباه الليلة ليلة العمر كله مع مليكة جلبي
ليطفئ القنديل ويضئ حبهم ليلهم الطويل بالعشق والحب
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. ..
في دار عثمان الجبري
دلف سلطان الي الدار وهو يحمل فاطمة التي كانت ترتعش بقوة بين يداه وانزلها وقال:
مالك يا فاطمة بتنفضي ليه كي البسه اللي وجعت في الميه
تلبكت فاطمة وجالت بعينها في ارجاء الدار وقالت:
فينها اوضتي رايده اغير خلجاتي لجل نصلي
ضحك سلطان بتهكم واشار الي غرفتهم وقال:
هما غيري خلجاتك بسرعه خلينا نخلص من الليلة دي
ابتسمت بهدوئ وقالت:
كله بيخلص بأوانه اصبر علي رزجك ربنا كتبلك الخير باذنه
دلفت الي الغرفة التي اشار له عليها وغيرت فستان زفافه وتؤضئت وانتظرته، لم يغيب عنها كثيرًا ودخل الي الغرفة فرأها تجلس علي سجادة الصلاة بانتظاره لكي يصلي معها كم تمنت ضحك وقال بسخرية:
لاه والله هنصلي وناكل وندلع واللي بره الدار يصبرو للصبح صوح، جومي فزي خلينا نخلص
نهضت فاطمة وعلي ثغرها ابتسامة عذبة وقالت:
اهدى يا واد عمي كل شئ باذنه، انت مش غشيم ولا ظالم ولكن جواتك خوف انا زيك بس عندى ثقة في الله، هما اتوضي وتعالي صلي ركعتين لله يهدا حالك ونبدا حياتنا برضي ربنا علينا، الصلاة مش هتاخد خمس دقايق احسن ما تناحي معايا للفجر، واظن انت مريدش تاذيني لانك زوجي ورايد تتجي ربنا فيا لجل ما تتحاسب عليا
كانت كلماتها الهادئة مثل البلسم الذي هداء من اعصابه المتوترة، لكن عناده لم يهادن معها وقال:
حاضر يا ست فاطمة هصلي لو ده اللي هيخليني نخلص الليلة دي
دخل مرحاضه توضئ وخرج فراها تنتظره مثل البدر بوجهها الصبوح وابتسامتها الهادئة،صلي بها ودعي ربه ان يوفقهم سويا ونهض واخذ بيدها وقال:
ها اديني طاوعتك وخلصنا ممكن نخلص وههملك بعدها ترتاحي براحتك
ابتسمت علي استحياء ورددت بخجل وارتجاف خفيف يسري بجسدها وقالت:
وانا تحت امرك يا سلطان اللي تجوله هعمله شوفي ايه اللي يرضيك
تلاقت عيناه بعيناها البريئة وقال:
انا مريدش منيكي حاجه اهلك اللي ريدين امانتهم وانا رايد اخلص حاسه حمل ثجيل علي جلبي
دنت منه وقالت بعذوبة وثقة في الله:
سلامة جلبك يا رجلي، انا ميهمنيش اهلي ولا ناسي،لانك انت بجيت كل ناسي ودنيتي واللي يهمني دلوك رضاك مش حدا تاني،وجولتلك سابج انا تحت امرك واصل جولت ايه
ضرب راسه بكف يداه وهو يطالعها بانبهار، لم يصدق ان الله راضي عنه الي هذه الدرجة لكي يوهبة هذه الدرة النفيسة،واقترب منها الي الحد الذي جعله يسمع هسيس انفاسها المتوترة مثله لكن تسلحها بالايمان جعلها قويه فقال لها بشوق وهو يدنو منها ويتشجع لكي يحتضنها:
هجول إيه بعد اللي جولته، انا ربنا بيحبني جوي انه وهبني بيكي الزوجة الصالحة والشريكة الزينه لحياتي
بجولك ايه يا ست البنته وتاج راسي نخلص من ناسك واعطيهم امانتهم واجيلك نحكي ونتحاكي واعرف ايه حكايتك يا فرحة جلبي وعوضي الغالي من الله
اؤمات لها فاطمة برضاء فحملها بين يداه برهبة واجلسها علي الفراش ودعي ربه يوفق بينهم ويهدي لهم بالهم وحالهم
بعد قليل خرج مندفع من غرفته الي خارج الدار وسلاحه في يده اطلق عيارين في الهواء بسعادة وقال لأخبها الصغير واعمامها:
نسبكم شرف وبنتكم الغالية من الليلة نوارة داري وحياتي كلتها ادعولنا بصلاح الحال والذرية الصالحه
والقي اليهم منديلها فحضنه ابيه عثمان الذي كان اتيًا لتوه من عند اخته ورد وهو حاملًا منديلها أيضا
فتعالت الطلقات والاعيرة النارية تضئ سماء البلد ليعرف القاصي والداني ان الشرف الغالي منصان والنسب والصلح اصبح حقيقه
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
في دار جابر الجعافري
دلف سليم الي الدار حاملًا خديجة التي ما ان اغلق الباب خلفه، نزلت من بين يداه واخذت تلف وتدور كالمجنونة بالدار وتقول بمرح:
اخيرا حلمي اتحجج وبجيت مرت سليم الجعافري، اباه علي جلبي هيفط من الفرحة واصل
اخذ سليم يضحك بسخرية من جنون زوجته وقال:
لاه انت مجنونه بجد مكدبتش خيتي زينب لما جالتلي انك دماغك طايرة، اجعلي يا بت واهدى علي حالك
جرت اليه ووقفت امامه وقالت بفرحه وهي لا تهدأ او تستكين لحظه:
يابوي اصلك مخبرش انا فرحان جد ايه، من اول يوم كنت بتحفظنا فيها القرآن وانا بتمنا اكون مرتك، كان حلم مستحيل لكن ربك كريم جعل بينتنا الصلح وبجيت نصيبك منيه
ريداني ابجي اكده عادي لاه انا رايده اطير وارفرف بالسما وازغرد وووووو
امسكها قبل ان تلف حول نفسها مره اخري بجنون وقال:
طيب غيري فستانك وتعالي نصلو جبل ما اطيرك انا من علي وش الدنيا بيني اتجوزت مجنونه صوح
دلفت جري الي غرفتهم وغيرت فستانها وانتظر دخوله اليها كم تمنت، الا أنه لم ياتي
وحين تاخر عليها خرجت اليه فراته يتلو بعض الايات القرآنيه بخشوع وقفت وراه وقالت:
هو انت سايبني وبتعمل أيه اهني، مخبراش ليه حساك مش عريس اكده وفرحان بعروستك كي العرسان، هو انت ادبست فيا ولا نضرني عفشه جول جول اي حاجه منك جبلاها بس متبعدنيش عنيك
اغلق المصحف وضحك من قلبه بقوة وقال :
لاه انت ملكيش حل، انا جولت اهملك تاخدي راحتك لكنك مش صابره علي حالك،ومتهوره اهدى يا خديجة الجاي واعر عليك والظاهر فرحتك نستك اللي هيكون بينتنا
عضت علي شفتاها بخجل وقالت :
انا مخايفاش منيك وجلبي مطمن جوي ليك ونفسي اكمل حياتي كلتها بين يداك
وتنهدت بقوة واكملت:
شوجي لحياتي معاك غلبني اعمل إيه عشجاك واصل يا سليم إيه مخبرش يعني إيه عشق
غامت عيناه بتعجب وقال:
لا خابر وخابر زين،بس الصبر حلو،يلا همي نصلي وبعدها نشوف حكاية الشوج دي هتوصلنا لفين
صلي سويًا وبعد ذلك دعي لهم بصلاح الحال، اخذت خديجة تنطط وتفقز برعونه وتهور وقالت بفرح ظاهر وسعادة تخلل جلبها البرئ:
ها وبعدين هنعمل ايه دلوك،طمني خلاص هبقي مراتك انا فرحانه جوي
حدق به سليم بدهشة من افعالها المجنونة واندفاعها بتهور وقال:
اللهم لا اسالك رد القضاء ولكني اسالك الطف فيه، نصيبي يارب وراضي بيه والرضي بالمقسوم عبادةحاضر يا خديجة هحقق امنيتك وهتبجي مرتي
ودنا منها حتي حصل المراد ليراها تبكي وتنكمش علي نفسها بحزن وخوف،ربت علي كتفها فازحت يده بعيدًا عنه وقالت ببكاء:
انت طلعت عفش وانا مريدش اعيش معاك ظنت اني مجنونه بعشقي وجتلت فرحتي بعمايلك ليه اكده يا سليم دا انا مرتك
ابتعد عنها سليم بتردد واستغرب رد فعلها وقال بحزن شاعرًا بالذنب لانه ابكاها في ليلة زفافها وكسرة فرحتها كم تقول:
مقصدتش ااذيكي واصل، بس مش بيدى حجك عليا،انعسي انت وانا هنعس بره بس هخرج لبوكي امانته لول
تركها وخرج الي ابيها المنتظر بقلق خارج الدار داري حزنه باغتصابه ابتسامة هادئة منحها الي ابيها وهو يعطيها امانته فبارك له وباركاه ابيها جابر سعيدًا بزواج ابنه وابنته في نفس الليلة،بعد انصرافهم دلف الي الدار وتوسد احد الارئك وقبل ان يغمض عيناه راها مقبل عليه وجلست امامه وقالت:
حقك عليا انا واعيه اللي حصل لكن اللي بكاني انك مش فرحان بيا رغم اني طايرة بيك من الفرحه
ابتسم لها سليم وقبل راسها بحنان وقال:
مين جال اكده ،انا فرحان بيكي وبروحك الخفيفه دي، بس حاسك طفله رغم انك بجتي مره دلوك رايدك تعجلي اكده وتركزي يا ام اولادي وذريتي باذن الله و يلا هما ادخلي انعسي وارتاحي
هزت راسها بقوة وجذت يده وقالت:
مش هنعس غير في حضنك انا عايشة لليوم اللي اصحي فيه وانا بين احضانك وعلي نظره حلوة من عيونك رايد تحرمني منيها ليه
ضحك سليم وحملها وقال:
بس اكده من عيوني يا مجنونتي، اجولك تعقلي متعقليش انت لذيذة اكده وملكيش حل وهكمل حياتي معاكي وانا سعيد وراضي بقلبك العاشق الشقي ده
ودخل غرفتهم سعيد بها ليكمل حياتهم سويا التي بدات للتو
__________
في دار فراس
استيقظت مهرة علي هفيف الهواء الساخن المنطلق من فم فراس، اغمضت عينها بكسل وقالت:
هملنا يا فراس رايدة انعس، مكفكش طول الليل مسهرني معاك
ابتسم بحنان ولثم ثغرها وقال:
جومي ياكسلانه جعان مكلتش من العصرية، وتعبتيني معاكي جوي
ثم انا نعسان معاكي، جومت صليت الفجر ولسه معاود وانت لا حسبتي بيا ولا جومتي من مطرحك
ضغطت علي فكها بغيظ:
ليك حج ما انا اللي طاوعتك ، حاضر هجوم اجهزاك الوكل يا راجلي
ثبتها مكانها ولثم ثغرها بعذوبة ثم نهض مسرعا واتي بصينيه أكل عليها كل ما لذ وطاب وقال:
مريدش حبيبة جلبي تتعب،الوكل جاهز بس انا اللي جعان ورايد اكل معاكي ومن يدك
نظرت الي الطعام بريبة وسالته بتوتر :
من فين جبت الوكل ده،معجول طلبت من مرت وهيب تعملنا وكل تاني
هز راسه بالرفض ومد يده ياكلها من يده وقال:
لاه مش من مرت وهيب دي هدية من الحج جابر الجعافري
تهنئة منه لفرحة بته وولده وبيجولي كي ما بعت ليهم بعت ليكي وجالي انت عريس زيهم ولازم تتجوت صوح جوليلي خبر من فين اني عريس
تنهدت براحه بعد ان تاكدت انه ليس من مال فراس والتهمت ما في يده وفعلت مثله واكلته الي ان شبعا وحمل فراس الصينية وادخلها الي المطبخ وعاد اليه بحماس:
تعالي بجي نكمل اللي كنا بنجوله عشيا
دفعته بعيدًا عنها وقالت:
لاه لول جولي ايه بينك وبين رئيسةوايه سبب معزتك ليها
وليه كذبت عليا وجلتلي انها عشيجتك،وليه بتروح ليها وجولت انها بتريحك
ارجع فراس راسه علي قائم الفراش وقال:
رئيسة امانة ووعد جطعته علي نفسي لجدتها باني احميها كي خيتي وعمرها ما كانت غير اكده، ام كذبها عليكي فانا هحاسبها عليها لانها قالت عني ما ليس بينا ولا هيكون،
اما بتريحني فعلا بتريحني والسبب انها بتنضف ليا جرح الرصاصة فكراها،
حدقت به بقوة وقالت بذهول:
الرصاصه ست سنين ومطابتش كيف بعني اكيد مش بتنصفها زين وبتعاود تحمل وتلتهب انا هعالج جرحك، ومريداش لا تروح ليه ولا تعاتبها خلاص ربنا يصلح حالها
جذبها الي صدره وملس علي شعرها وقال:
مجدرش يا مهرة دي امانه ومتجلجش مفيش حدا بالجلب غيرك انت وبس اللي سرجاني برضايا من نفسي
ابتسمت وابعدت نفسها عن صدره وقالت:
طيب تعالي اعالج جرحك واريحك
غامت عيناه بالرغبة وقال:
ما انت ريحتيني خلاص بعشقك تعالي اجولك كيف
دفعته بعيدا برفق وقالت بهدوء:
اهدى عليا بافراس وتعالي اعالج جرحك وجولي ايه حكاية منصور ده ومين اللي اذها
اظلمت عيناه بغضب وقال :
مش وجته يا مهرة، ووضع يده علي بطنها وقال:
لما يكون في حشاكي ولدي اوعدك احكيلك كل حاجة
واعطاها ظهره وقال:
كلي ليكي وريني كيف جرحي هيطيب علي يدك يا جليبي
بدات مهرة تعالج جرحه ولاحظت شدة التهابه فكان من حسن حظها انه كان لديه قرفه فوضعته علي جرحه لتخفيف شدة الالتهاب وضمدته وقالت له باستغراب:
مخبراش ايه الخطوط الحمرا اللي علي ظهرك دي سببها إيه، المهم بكرة تنزل المركز وتطلب ثلاثة حقن بنسلين بالكثير هيخلو الجرح يطيب
اؤما له وقبل ان يقوم اخذت تملس علي جرحه بحنان ورفق فجذبها من يدها واتاها بهاا امامه لينظر الي عيناه وقال:
عيونك ضي توهت انا فياها وروحك دنيا همت انا بيها
وضمها اليه ليقضي معها بين يداها العشق باسمي معانيها
لم تستيقظ بعدها الا علي يده وهو يبتسم في وجهه ويقول:
جومي يا مهرة بوكي بره ورايد مني اطلجك
حدقت به مهرة بذعر فاستغرب رد فعلها وسالها بغضب:
انطجي يامهرة كنت خابرة انه جاي وهيطلب اللي طلبه طيب علي اساس إيه انطجي
نظرت اليه ولم تنطق ببنت شفا ليقول؟!…..
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فراس ابن الليل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى