روايات مجمعةروايات مكتملة

رواية فتاة المافيا كاملة مجمعة (جميع فصول الرواية) بقلم سيلا

رواية فتاة المافيا كاملة مجمعة (جميع فصول الرواية) بقلم سيلا

فتاة المافيا مدونة كامو
فتاة المافيا
مدونة كامو

فصول الرواية

الفصل الأول

كل ما حدث وما يحدث لي لو قصها احدهم علي لقلت عنه انه كاذب.
لا احد يستطيع ان يختار عيش البؤساء وان يبيع روحه للشيطان ولكن احيانا الاقدار تجعلنا نعيش حياة لم نتمناها يوما.. كما لا اجزم و اقول كل ماعشناه كان غصبا عنا ايضا!
اشتقت لك يا مامي كثيرا .مرت اكثر من خمس سنوات لم ازورك فيها .انا جد اسفة.. الان فقط عدت من السفر.. وجئت مسرعة إليك.. انظري ماذا جلبت لك الازهار البنفسجية التي تحبينها. ولكنها لاتشبه تلك الزهور التي كنت تزرعينها وتقومين بعنايتها في بستاننا بنفسك. .اتذكرين يا مامي كم كنت تحبين الزرع وانا اساعدك في سقيها. حتى اني تعلمت منك كيف أنزع الاعشاب الضارة من حولها. كم كانت تلك الزهور والورود يانعة ومزهرة اضافت لبيتنا اناقة وجمالا… وكم كانت حياتنا اجمل حينها اااه لكن كل ذلك اصبح كالحلم. وتبدد كل شيء منذ …
_مرحبا هيلينا
_هذا انت افزعتني. .كيف علمت بوجودي هنا؟
_انت تعلمين جيدا ياهيلينا انك مراقبة. ومنذ ان وضعت قدماك في المطار. هناك من كان يتتبع خطواتك.. لماذا عدت؟
_وما شأنك؟ هل ستقول لي مثلا انك مازلت تهتم لأمري بعد كل الذي جرى!
_لا مجال ان نتطرق في هذا الامر الان..
انصتي إلي ياهيلينا دعك من العتاب واللوم فالوقت ليس لصالحك. عليك مغادرة المقبرة فورا قبل ان تداهمك دوريات الشرطة… فهي في طريقها إلى هنا.. ولولا الذي كان مابيننا لما خالفت القانون وسبقتهم فقط لأقوم بإنذارك..
_ومن قال لك اني هذه المرة سأهرب كسابقتها .
_مالذي تقصدينه..؟! هيلينا دعك من الهراء و المراوغة…اعلم ان كل مامررتي به قد اتعبك. ثقي بي تعالي معي سنخرج من هنا وسنكمل حديثنا لاحقا.
_لا اظن يامايكول انك هذه المرة ستنجح بإنقاذي.. انظر وراءك فلقد فات الاوان على ذلك.
_لما فعلت بي وبنفسك هذا ياهيلينا؟
_ببساطة لم يعد لي حياة اخرى تنتظرني بعد ان إنتقمت من الذين سرقوا مني سعادتي…
لاتحزن ولا تتأسف على ما انا عليه الان فهذا نابع عن قرار مني اريد ان ارتاح فهيا يامايكول كبل يدي. .تظاهر انك من امسكت بي اولا قبل ان يدركوا الحقيقة انك هنا لتساعدني في الفرار وتسج انت ايضا بالسجن بالجرم المشهود.. فأنت لست مجرما مثلي .ولا تستحق ان تتأذى من اجلي.
في الوقت الذي يريد مايكول ان ينقذني فيه و مع اقتراب الشرطة ببطء من المكان المتواجدة به امام حافة قبر والدتي علمت انها النهاية ولكن ذاكرتي إختصرت المسافات و عادت بي إلى الوراء الى نقطة البداية لا اعلم لماذا؟ وبالتحديد تذكرت اليوم المشؤوم الذي بدأت فيه كل الحكاية.. رغم انه كان اليوم الذي انتظرته من مدة طويلة والذي بنيت فيه امالي وطموحاتي ووضعت كل مجهوداتي حتى يتحقق .
إنه يوم تخرجي وكم كنت سعيدة في ذاك النهار .إذ تسلمت الشهادة و شاركت فرحتي مع والدي واختي التي لاتقل مني إلا بسنتين تقريبا.. وكم كانوا هم ايضا سعيدين من اجل تحقيق ماصبوت لأجله بعد تعب كل ذاك المشوار… لذى قررنا بهذه المناسبة ان نحتفل جميعا بهذه الامسية الجميلة فاختارت اختي من ارقى المطاعم المجاورة لنا المشهورة بأكلها الطيب . وركبنا جميعا السيارة الذي كان يقودها والدي.ومامي تجلس بجانه . اما انا وميليسا اختي كنا سويا نجلس في الخلف. وانطلقنا جميعنا نضحك ونمزح كثيرامع بعضنا البعض تارة نأخذ الصور من حين لآخر وتارة اخرى نرقص على انغام الراب. حتى فجأة إنقلب الحال من الفرح الى الغم. بل تحول اليوم الى كارثة سمم فيه قلبي وانهشت روحي التي لم تطب حتى بعد مرور كل هذه السنين.
ونحن نسير على الطريق السريع إذ بدراجات نارية عملاقة المظهر يقودونها شباب متهورون وذلك يظهر من سرعتهم المفرطة .ولكن وهم يمرون بسرعة من حولنا اذ احد الشبان إنتبه لي ولاختي نجلس خلف المقاعد الامامية للسيارة .فاصبح يقلل من سرعته حتى يسير بجانب سيارتنا تماما وهو يضحك بصوت مرتفع وكأنه يعلم زملائه انه وجد غنيمة لهم .. اراد والدي ان يتجنبه في تلك اللحظة لكن دون جدوى فكلما سبقه زاد من سرعة الشاب حتى يكون في مستوى مسيرنا على الطريق. فانتبه الجميع بلعبة صديقهم. وكل من سبقنا قبلا خفف سرعته واصبحوا يتمايلون في الطريق كسرب هائج. لكي يبطئون من سير سيارتنا في البداية ظننتها مزحة وستمر بعد لحظات .ولكن لما طالت دب في الخوف والفزع. خاصة ان الشباب اصبحوا يدقون زجاج النوافذ بقبضة ايديهم وتتعالى قهقهاتهم اكثر فأكثر. ..
كان والدي اثناءها في موقف لايحسد عليه. فهو يعلم جيدا لو توقف فلن يرحم بنتيه احد. ولو زاد من سرعته سينقلب لا محالة فاختار ان يخاطر و يقطع الجانب المعاكس للطريق السريع.ربما بهذا سيتفاداهم ولن يستطيعوا اللحاق به… ولكن ما إن إستدار والدي يسارا عبر الوجهة المحايدة للطريق كاد الامر ان ينجح لولا ظهور سيارة مفاجأة في وجه والدي. حينها حاول ان يتفاداه فبرم المقود باقصى سرعة لتخرج السيارة عن سيطرته وكانت النتيجة قذفها بنا بعيدا لتنزلق وتنجرف في التربة نحو الاسفل …

الفصل الثاني

كانت السيارة تهوي بنا للاسفل بسرعة واجسادنا تتهاوى معها ترتطم تارة بسقف السيارة وتارة اخرى على جوانبها كان كل واحد منا يسمع صراخ وانين الثاني. ولكن لا احد استطاع ان يساعد الاخر.. وبعد قليل لم اعد اشعر بعدها بشيء وكأني سقطت في بئر غويص شديد حلاكه. ولم استيقظ إلا على اصوات والدتي وهي تناديني بإسمي واختي ميليسا فمددت يديها إلينا ثم اخرجتنا من الحطام بكل سهولة.
كل هذا كنت اظن اني اراه على مرأى من عيني. ولكن عندما غادرت والدتي بعد ان انقذتنا اردت اللحاق بها ولكن جسدي لم يطاوعني. فحاولت مناداتها ربما تقف لتنتظرني ولكن ايضا صوتي خذلني. احسست بنفسي انني مكبلة لا استطيع مجارات اي حركة اقوم بفعلها. وبعد لحظات من المحاولات المتكررة استغربت من وجود خيط من النور يتسلل مابين جفوني حتى اكتملت الرؤية فصعقت من المنظر الذي وجدت نفسي به.
كان كل جسدي موصولا باجهزة مختلفة .والممرضات يركضن نحوي منها من تقيس نبضي ومنها من تفعل امورا لم افهمها وكأنهن حينها يتأكدن انني عدت للحياة مجددا.
_أ. ييي. ين.. أ. ا.. .ن. .نا؟ ! أأين. .أأناا؟!
_إهدئي انت في مكان آمن.
_أين سيلينا كانت معي الان فقط؟
_سيلينا. ! من تكون هي سيلينا؟
_سيلينا تكون اختي. كانت معي هي ومامي منذ….. لحظة. .لا تقولوا لي ان كل ذاك كان حلما. !؟
_لاتجهدي نفسك.. هاهو طبيبك المختص لحالتك وصل
_مرحبا هيلينا.. اظن هذا هو إسمك؟
_نعم
_انا الدكتور ميشال اقوم هنا بمساعدتك على شفائك.. وعليك ان تشكري الرب لانك إستعدتي وعيك بعد ان نجوتي بأعجوبة.
_الشكر للرب. .ولكن دكتور هل عائلتي هم كذلك بخير طمني. .هم بخير مثلي وانت من انقذتهم أليس كذلك؟
_هيلينا لاتتعبي نفسك بالكلام كثيرا .. .عليك ان ترتاحي وغدا سنكمل حديثنا.
_بل الان. انا مرتاحة هكذا… .أتوسلك دكتور اخبرني عن عائلتي هل نجوا من الحادث ايضا؟
_بما انك مصرة سأخبرك الحقيقة ياهيلينا ولكن عديني انك ستتماسكين وتكونين قوية..
والديك للاسف لم نستطع انقاذهما لانهما توفيا في نفس مكان الحادث المميت انذاك. .انا جد اسف.
_لاا انت تكذب… بابي ومامي لايزالا على قيد الحياة. .انت مجرد كاذب.. .لاااا. لاااااا.
_اسرعا ناتاسي باتريكا امسكاها جيدا حتى احقنها في الوريد.. لديها نوبة هلع.
منذ تلك النوبة لم تكن هي الاولى ولا. الاخيرة. بل تكررت عدة نوبات اخرى مشابهة لم استطع على أثر الصدمة تقبل فكرة وفاة والدي.. وبمرور الوقت بت لا اشعر بشيء من كثرة حقني بالمهدئات حتى البكاء جفت دموعي وتحجرت و أصبحت كالمومياء فلولا عناية الاطباء بي للحقت بوالدي تحت التراب. .. ولكن الشيء الذي جعلني اصمد و اتقبل العلاج هو لغز اختي الذي حير الجميع وبما فيهم انا اكثرهم!
_اشكر الرب ارى انه تحسن حالك عن ذي قبل كثيرا.
_شكرا لك ايها المحقق.. هل من اخبار عن اختي؟ ارجوا انكم وجدتموها اخيرا؟
_للاسف ليس بعد. .لذلك انا هنا اردت ان اسألك بعض الاسئلة حتى تساعدينا للتقرب من حقيقة إختفائها.
_عن ماذا مثلا؟
_اولا خذي هاتفك ربما تحتاجينه لاحقا. وجدناه في مكان الحادث. ومن خلال الصور التي به تاكدنا ان اختك كانت معكم بالفعل .. ففي الحقيقة ياهيلينا في باديء الامر لم نصدق اقوالك. ضننا ان قوة الضربة التي تلقيتها على رأسك جعلتك تهذين و تتوهمين ان اختك كانت معكم في السيارة قبل الحادث.
_وهل استغرقتم كل هذا الوقت حتى تتأكدوا ان سيلينا كانت معنا او لا..!
_لان الامر محير فعلا. فكيف لفتاة تخرج من ذاك الحطام المميت للسيارة بهذه السهولة دون ان تترك اثر لها !؟
على كل حال التحريات على قدم وساق ولن نتفانى حتى نكتشف الحقيقة كاملة.. ولكن الان اخبرينا ياهيلينا. بعد ان ارتحت قليلا وصفن عقلك. هل تذكرتي اي شيء بخصوص ذلكم الشبان عن اي إشارات او علامات يتشاركن فيها؟
_كان كل الشباب يرتدون القبعات التي تخص الدراجات النارية.كما انهم كانوا يتشاركون في إرتداء لباس موحد مصنوع من الجلد الاسود وعلى صدريته مرسوم عليها جماجم مقسمة صورتها إلى نصفين.
_عودي ثانية إلى موقع الحدث وتذكري منذ البداية عن اي شيء مهم جلب إنتباهك فبهذا ستقودينا إلى الحقيقة باسرع وقت ممكن.
_لا يوجد ما اخبركم به. فكل ما رأيته بالتفصيل اخبرتكم به حتى الان.
_على كل حال لو تذكرتي ياهيلينا اي امر صغير او كبير عليك الاتصال بنا فورا. وانت تعلمين كيف.. وداعا
كنت متذمرة ومنزعجة جدا من الاستجواب الاخير الذي خضته مع المحقق فكيف لهم كل هذا الوقت كانوا يتأكدون فقط من امر محسوم بخصوص وجود اختي معنا اولا! بينما اختي في الوقت نفسه قد تكون في خطر وانا كالبلهاء كنت انتظر منهم بلهفة الخبر الجميل الذي احضن فيه اختي.
لذى لم اخبرهم عن ذاك الشاب الذي كان سببا في كل هذا الحادث. .وعن الوشم الذي كانوا يتشاركون فيه جميعهم.

يتبع…

الفصل الثالث

مرت ايام عديدة لم استطع عدها من كثرتها وانا امتثل للشفاء. .كنت اتلقى علاجا مكثفا منتظما .حتى عاد كل شيء كما قبل. كل كسور العظام إلتأمت تقريبا.بقيت بعض الجراح الطفيفة في طي الترميم من طرف جراح مختص في التجميل ولكن هناك جراحا اخرى لاتندمل مهما جلبنا اكبر مختصين التجميل في العالم.
لم يكن العلاج فقط ماكنت افعله بالمستشفى ..بل كنت مسخرة نفسي وعقلي وكل كياني للبحث في الانترنت عن كل شبكات التواصل المرئية منها والسرية التي تقودني إلى التعرف على المجموعة المرتبطة بذاك الوشم المشترك الذي كان على اذرعة ذلكم الشبان ذوا الدراجات النارية. وبعد جهد كبير بمساعدة صديقي مايكول الذي كان نابغا في هذا المجال الاجهزة الإلكترونية تعرفنا على امور عديدة ومنها خطيرة. .وادركت ان الوصول إليهم يتطلب قوة وقلب ميت.. فعزمت ان استعد لما هو آت .. لذى قررت ان اخرج من المستشفى لكي ابدأ في اولى خطواتي لأسترجع حقي وحق كل عائلتي.
_والان وصلتي إلى طرف الخيط الذي تبحثين عنه فماذا تنوين فعله؟
_سأعلمك لاحقا يامايكول.. عليك فقط حاليا ان تساعدني في إستئجار بيت صغير بعيد نوعا ما عن صخب المدينة.
_ماذا عن منزلكم؟
_انت قلتها منزلكم. وليس منزلي. فكل من كان فيه رحلوا. ولا اريد ان اعيش في وسط ذكرياتهم..على الاقل ليس الان. فالوقت لايسمح لي بالبكاء على الاطلال .هناك ماهو اهم.
_أخاف عندما تتكلمين بالالغاز ياهيلينا. ليتك تثقين بي وتخبريني عن مخططاتك القادمة. .
_عليك انت الذي تخبرني عن الشيء المهم الذي لمحت عنه عبر الهاتف صباحا.
_ربما ليس الوقت المناسب لاخبرك به.. ولكن عليك ان تعلمي به في الاخير. .. لقد انضممت رسميا إلى القوات الاستخبارية F. B. I. بعد عدة إجراءات وإختبارات.
_مبارك يامايكول. كان هذا مبتغاك منذ البداية. .فكيف لا ووالدك ينتمي إلى السلك الديبلوماسي. .فأكيد إبنه سيكون من رجال الدولة ايضا هههه.
_بعد تخرجنا حققت ما اصبوا إليه. .وانت اين هو إتفاقنا ياهيلينا؟
_انت ترى ما امر به الان يامايكول .عن اي إتفاق تريدني ان امتثل إليه!؟ فقدت والدي كلاهما واختي الوحيدة إختفت كأنها لم تكن. .. عن اي حلم تريدني ان احققه؟
_الحزن لن يرجع لك مافقدتي ..واختك ستجدينها قريبا.. ولكن حلمك ان تكوني محامية تدافعين عن الظلم هذا ما سيجعلك مرتاحة ومطمئنة في حياتك مستقبلا.
_لابأس يامايكول سنرى ذلك لاحقا. اعلم انك تحب لي الخير ولم اندم يوما على صداقتك .فانت الوحيد الذي وقف معي كرجل في محنتي هذه. .فشكرا لك يا مايكول. لا ادري كيف سأرد لك جميلك هذا.
_كيف تقولين هذا ياهيلينا انت تعلمين مالذي تكونينه بالنسبة لي .
_أعلم.. والذي اعلمه ايضا ان الوقت تأخر الان وعليك العودة إلى المنزل كي ترتاح. وبعد ثلاث ايام عد لكي تكون ولي امري وتخرجني من هذه المستشفى اللعينة التي اطبقت رائحة ادويتها على انفاسي.
_حاضر سيدتي.. هل من اوامر اخرى؟
مرت الايام والشهور العديدة وانا استعد لأبدأ مخططي الذي رسمته.
فبعد خروجي من المستشفى إستأجر لي مايكول بيتا جميلا في طرف المدينة كنت هذا ما ابحث عنه بالضبط. بيتا هادئا بعيدا عن ضجيج الناس. .ثم انخرطت في نادي للرياضة .وبدأت اتدرب على مرونة عضلاتي حتى تعود الفقرات إلى مكانها الطبيعي.. ثم كثفت التمارين العادية الى تمارين قتالية. .واستغليت حب مايكول لي في تدريبه لي على السلاح بنية صيد الطيور.
كنت كل هذا الوقت لا اظهر لمايكول عن اي امر يشك فيه بنواياي الخفية . بل رسمت له قناعا مستعارا اظهر فيه البراءة والرضى لكل ماحدث لي سابقا. .ولكن في الحقيقة كل مايمر علي يوم تزيد رغبتي في الانتقام ويشتعل قلبي نارا و حقدا وغلا على من تسببوا بحرماني من عائلتي.
حتى جاء اليوم المنتظر وبدأت اطبق فيه قائمة الخطط والتي كانت اولها الذهاب إلى وكرهم وكر الافاعي السامة .
قبل ان اذهب الى الملهى الليلي الذي يجتمعون فيه ذوا الوشم الوحيد المعترف به عندهم. كان علي ان اغير من مظهري اولا.
قصصت شعري إلى نصفه تحت حلمة اذني وارتديت زي يشبه زي الدراجات النارية. ثم رسمت نفس الوشم على ذراعي حتى أبين لكل من رآني انني منهم وأنتمي إلى فصيلتهم الغير إنسانية. .وانطلقت بدراجتي النارية التي إشتريتها بالمال الذي أمنه والدي على حياته قبل وفاته. ثم إنطلقت إلى الهدف بدون تردد وكأنني ألغيت حينها نفسي .

يتبع….

الفصل الرابع

بإقترابي من الملهى دب في الخوف عندما وجدت الدراجات النارية ذاتها مركونة امامه بكثرة. فعادت بي ذاكرتي مجددا إلى ماقبل الحادث وهم يراوغون في الطريق يحاصروننا من كل ناحية حول السيارة وانا وسيليا نمسك بأيدي بعض من شدة الرعب..قطعت شريط ذاكرتي قبل ان اصل إلى الشعور المرعب ونحن نلتف وندور كالكرة في داخل السيارة حتى لا اتأثر وتتغير صورتي الانثوية القوية التي اصطنعتها لتكون واجهة امام الجميع .
حينها ركنت دراجتي امام الملهى الليلي ودخلت بصعوبة حتى اظهرت لهم كلمة سر الدخول والتي تكون شعارهم وهي صورة الوشم المرسومة بذراعي لرأس صقر ذات العيون الحمراء..
وعندما اصبحت بالداخل صعقت مما اراه.. كان عدد الشبان والشابات اكثر مما تخيلتهم هناك مظاهرهم مرعبة. اذ شعر رأوسهم ولحاهم طويلة. ومنهم من يجعلون التسريحة كظفائر كثيرة يجمعونها للاعلى بعد ان يلفونه برباط معدني مخصص لربط الشعر. اما اجسامهم فهي قوية ولا يكاد يظهر جلدها من كثرة الوشوم التي تكسوها…اما الفتيات فهن عكس الرجال من حيث تسريحة الشعر..كانت شعورهن قصيرة ملونة بألون مختلفة واغلبها ذات الجانب القصير جدا والجانب الاخر نوعا ما طويل يغطي إحدى عيونهن. اما ثيابهن فهي لاتكاد تستر عوراتهن.
عند دخولي عليهم كانت اغلبية الانظار موجه نحوي وانا متعمدة امر امامهم اتظاهر باللامبالاة وفي نفس الوقت اجلب نظرهم حتى اختصر المسافات بإبتسامتي التي اوزعها عليهم كي تسحرهم لأكون بها اصدقاء تقربني إلى التعرف على عالمهم و تعرفني ايضا على شبكتهم السرية في اقرب وقت ممكن .
كان المكان مريب. صاخب جدا بالموسيقى العالية. الطاولات متناثرة عليها زجاجات الخمر وانواع المخدرات التي يتناولونها كحبات من الحلوى اللذيذة.. حتى بودرة السكر الابيض فهي تتنافس لتكون من اولويات الشباب يتنفسونها كالاكسجين فيخلف وراءها دائرة بيضاء ترسم على انوفهم تجعلهم يشبهون المهرجون كل هذا توقعته. ولكن الذي لم اتوقعه هي كثرة الاسلحة المتواجدة معهم فوق الطاولات. وتحت ستراتهم الجلدية. وكأنها لعب بلاستيكية. فتأكدت فعلا انني مابين اكبر العصابات بالبلد.
_اسقني بكأس نبيذ من فضلك.
_مزدوج؟
_لا عادي
_تفضلي انستي
_شكرا
_رجاء سجل المشروب هذا على حسابي فالانسة ضيفتي. هل اجلس معك انستي لنتشارك نخب الإحتفال؟
_بكل سرور سيدي تفضل.
_انت لفتي انظار الجميع بجمالك الاخاذ .وانا منهم هههه. .. هل انت عضوة جديدة بالمجموعة لم ارك هنا قبلا؟
_لا انا عضوة قديمة. ولكن كنت مسافرة لمدة طويلة خارج البلاد فقط.. وها انا عدت لأصلي هههه.
_حسنا.. لنا الشرف بعودتك من جديد.. نخبك.
_نخبك.. ارى اليوم الملهى مكتظ ع.. …
_ماذا قلتي. إرفعي صوتك فانا لا اسمعك .
_قلت لك ان اليوم الملهى مكتظ عن غير عادته .وكأنهم يحتفلون بشيء غائبة انا عن تذكره!
_اكيد فانت بسفرك نسيتي عاداتنا ..ذكريني من كان اخر من رأس طائفتنا.
_اااه.. كان. كان..
_رودريڨوا الجماعة تناديك إلى الصالة بالداخل.
_حسنا أنا قادم. إسبقني انت.
_اظن ياحسناء ستكونين الحظ الذي سأفوز به هذه السهرة. .. ادعوك ان تشاركينا اللعبة… تعالي معي.
بل كان رودريڨوا في ذاك اليوم هو الحظ الاوفر الذي عرفني على كثير من امور طائفتهم حتى انه تسرع وادخلني معه في شبكتهم الخفية.. حيث ادخلني إلى صالة المخصصة للعب القمار وعرفني على رئيس شبكتهم الجديد. وهذا هو سبب إحتفالهم. بعد ان قتل الرئيس السابق في غارة دست به من طرف عصابة مافيا اخرى تكون من خارج البلد…وذلك بسبب صفقة خاسرة نتجت عنها عداوة كبيرة مابينهم..خلفت اكثر من 12 قتيلا من الطائفة.
ولكن الذي لم اتوقع ان اصل إليه بهذه السرعة…وكانت مفاجأتي به غير عادية ان من بين الشباب الذين يجلسون حول طاولة القمار هو نفس الشاب الذي كان السبب الاول في إغتيال والدي.
ملامح وجهه لم تنتسى من مخيلتي.ولو وضعوه من بين ألف رجل لتذكرته…
كل هذا الوقت كانت صورته كالكابوس. في كل ليلة استيقظ مفزوعة ارى وجهه بعد نزعه للقبعة عن دونهم من على رأسه وهو يقهقه ويرمي قبلاته بيده لي ولأختي.. بعدها لايزورني النوم ثانية حتى يطلع ضوء النهار ليوم اخر من الارق والمعانات..
والان لم اصدق انه هو امامي اللحظة. هو حقيقة وليس مجرد حلم لخيال.. فقررت حينها ان انتهز الفرصة حتى يكون الوضع مناسبا لأتقرب منه. .وكان كما أردت بالضبط..

يتبع….

الفصل الخامس

في طاولة القمار القوي يصبح ضعيفا امام قربه من الخسارة. وهذا ما اصبح عليه ذاك الفتى بعد ان خسر نصف ماله. فاضطر ان يستدين من صديقه رودريڨوا حتى يعوض خسارته.. هنا تدخلت انا. واقتربت منه لأقف فوق رأسه مكان الفتاة الآسياوية المظهر التي كانت تسانده وتخلت عنه في نصف اللعبة بعد ان خيب املها بأنها ستقبض الكثير من المال الذي سيربحه لتنتقل بجوار الشاب الملقب بزعيم القمار تتمايل امامه وتمسك به من خلف رقبته حتى ينتبه لوجودها وبهذا تعلن أنها اصبحت معه تشجعه للنهاية .
في تلك الاثناء كان الفتى ماثيوا يتعرق من شدة الضغط الذي يحاصره من بقية المقامرين الذين يلعبون معه ويفوقونه خبرة. فنظرت إلى اوراقه التي كان يحملها بيده. علمت انه لو وضعها كما هي سيخسر حتما لامحالة بقية ماله المستدان ..لذى إقترحت له ان يغير احدى الاوراق التي بيده بأخرى من التي على الطاولة. وينتظر الفرصة حتى يعرضها بالكامل مع بقية الاوراق. وهذا ماتعلمته من والدي ونحن نلعب الورق في فترات الإجازة بمنزلنا وفعلا طبق نصيحتي كما هي. فهو لن يخسر اكثر مما خسره سوى ان تكون له تجربة زائدة تضاف إلى بقية تجاربه. بعد قليل وضع الجميع اوراقهم على الطاولة وذهل ماثيوا عندما علم انه الرابح.. .كان الامر بالنسبة لهم لايصدق حتى شكوا في امره بأنه غش ليستبدل الاوراق في اخر جولة. ..
طاش عقل ماثيوا من الفرحة. ومن شدة هرجه اصبح يحملني مابين ذراعيه ويقوم بالدوران بي وهو يناديني بملاكه فهو لم يستعب ماحدث له. كل الاموال الطائلة التي على الطاولة اصبحت ملكه لوحده بعد ان كان خاسرا قبل ثواني.
اثناءها كان الجميع ينظر إليه بعين ثاقبة حاقدة تحمر شررا ولولا إنتباه رودريڨوا لأحد المقامرين الذي لم يتقبل خسارته وهو يسلل سلاحه من جيبه . لكان وضع ماثيوا في تلك اللحظة حرجا.. حينها اوقفه رودريڨوا وحذره ان لا يقوم بعمل طائش ثم تدخل رئيس الطائفة ليقفه عند حده.
خرجنا نحن ثلاثتنا بسرعة من الملهى قبل ان تعم اي فوضى متوقعة بعد اي قمار يعقد في تلك الصالة المنحازة جانبا. كان ماثيوا يحمل حقيبتي الأوراق النقدية ورودريڨوا جلب سيارته وانطلقنا بسرعة وكأننا نهرب من قنبلة تكاد تنفجر.
في منعطف الطريق توقف رودريڨوا فجأة وطلب من ماثيوا ان يمنحه نصف ماربحه .فبقوله هو من كان السبب الرئيسي في فوزه. .اولا بإستدانته للمال. وثانيا هو إهدائه الحظ الذي هو انا واكون بذلك السبب الحقيقي في ربحه لكل هذا المال بإعتقاده.. ناهيك عن إنقاذه من الموت في آخر المطاف.
لم يحب ماثيوا ماذكره رودريڨوا عن النسبة التي يتقاسمها معه. .. فاقترح الاخير عليه الربع. لكن رودريڨوا اصر على كلامه مع تهديده له ان يمتثل لطلبه.
هنا شب عراك كبير مابينهما بعد محاولة رودريڨوا اخذ المال عنوة من ماثيوا….الذي إضطر بالاخير ماثيوا ان يرفع السلاح على رودريڨوا و يردعه قتيلا بعد ان صوب عليه المسدس طلقة واحدة اصابت رأسه.
كنت في تلك الاثناء احاول ان اهديء الإثنين.واقترح عليهما حلولا. لكن الامور خرجت عن السيطرة حتى وجدت نفسي داخل السيارة التي يقودها ماثيوا مخلفين وراءنا قتيلا غارق في دمه.
كل ماجرى كأنه فيلم سنيمائي اشاهده. لكن بطلته تكون نفس المتفرجة عليه. .لذى تخذرت مشاعري واصبحت لا احس بأي خوف من كل مايحدث. واكملت مع الذي اريد الإنتقام منه مغامرته إلى آخرها حتى تأتي دور مغامرتي معه.
_ملاكي اليوم سنقضي معا سهرة ممتعة .
_وانا معك عزيزي… اين ستكون حفلتنا ياترى.
_لن تكون اجمل إلا في منزلي القريب من الجبل. انا وانت فقط.
_رائع. احببت الفكرة.
_انظري خلفك. حتى رودريڨوا اللعين اهدانا بعد موته أفخر المشروبات.
_أظنه كان سيتقايض بها مع مالك الموت حتى لايقبض روحه ههههه
_ههههه انت ذكية. .هذا ماكان سيفعله بالتأكيد. .غبي.. سيأخذ منه العذاب بدل المال الذي كان يريده مني.
_دعك منه الان حبيبي. لا اريد ان يتعكر مزاجك بسببه. اليوم سيكون اسعد ايامك وأنت معي. .. سأنسيك كل من كدر صفو بالك.
_وهذا ما خلته منك منذ رؤيتي لك من اول وهلة هههه. انت رائعة ملاكي.. سيكون يوما مخلدا في التاريخ.
_سيكون كذلك عزيزي.. دعني فقط احتفظ بالمسدس في محفظتي. حتى لاتفاجئنا دوريات الشرطة في الطريق ويفقدوننا المتعة التي ننتظرها.
_ااا صحيح. .. قلت انك ذكية سابقا ام لا؟
_بل قلت عني ذلك ههههه.
اخذت مسدس ماثيوا من سترته حتى أؤمن على نفسي من شره وغدره …فعلى حسب ماشاهدته منه فهو جد متهور ولا يعير اي تقدير كان امامه إذا تولاه الغضب… كنت طيلة الطريق أسايره وأوهمه انه على حق فيما فعله.. والمشكلة انه متأكد انه قام بالصواب عند قتل صديقه ولم يشعر بأي ندم عليه قط رغم انه كان معه فحلا في ظرفه.
بعد طول المسافة وصلنا إلى الكوخ الذي يملكه ماثيوا.. هو منزل صغير مصنوع من الخشب القاصي بمحاداة ضفة الجبل.. منظره ساحر و جد رائع لو كان الوقت مناسبا لكان استغل كبيت للراحة والإستجمام. .ولكنه قدر ان يكون بيتا للإنتقام.

يتبع….

الفصل السادس

_ألوووا. .. الحمد للرب انك بخير ورددتي على إتصالي اخيرا.
_مايكول ماكل هذا الإلحاح. .انت منذ الصباح والهاتف لم يصمت من رنه والرسائل الكتابية والصوتية كذلك… لما كل هذا؟
_ولما انت ايضا ياهيلينا لم تردي على اول إتصال بما انك تعلمين بها؟ ! اين كنت مختفية منذ الامس . ؟ قلقت عليك…لماذا تتركيني هكذا مشغول البال عليك!
_اسفة.. مكثت مع صديقتي في منزلها. وانشغلنا بعدها بالتبضع. ونسيت ان اعيد الإتصال بك.
_هل نلتقي مساء؟
_اكيد سنلتقي. ولكن اريد منك خدمة مايكول.
_حسنا هل تريدين بعض من المال؟ لاتخجلي كم فقط تحتاجين سأودعها لك في حسابك الان..
_لا. ليس عن المال.. لدي الكثير منه ولن احتاج إليه..أردت فقط ان ان ان تتحرى لي عن اسم ما في قائمة المشبوهين.
_عدتي للغط ياهيلينا مجددا.. قلت لك ان تبتعدي عن هذه الاشكال وتحذفينهم من رأسك نهائيا.
_هذه المرة الامر لايعنيني. ولكن صديقتي هي من تريد التعرف عليه. لان اخاها الصغير الذي تحبه رحل عنهم. وعلموا بعدها انه دخل عضوا في شبكة هذا الرجل الذي تعتبر خطيرة.. ولا يدرون عنه اهله الان هل هو حي او ميت منذ سنة تقريبا.
_حسنا ياهيلينا ساحاول ان اصدقك هذه المرة. ارسلي لي إسمه. وسأرى ماسأفعله لاحقا.. ولكن عديني ياهلينا انك لاتسجي نفسك في الخطر.. عديني.
_الوووا. .الوووا. مايكول.. انا لا اسمعك.. ألوووووا. .ساضطر ان اغلق الخط.
_اااه ياهيلينا أرجوا ان يخطأ إحساسي … أرجوا ذلك.
كنت اتهرب من مايكول حتى لايراني ويقرأ كثرة الكذب الذي ألقيه عليه كالمطر.. هو يحفظني صم. ويعرف إن كنت اكذب عليه او لا. لذى فضلت ان لا اكون في الصورة امامه وجها لوجه. .حتى لا اضعف ويقنعني بالعدول عن مابرأسي.. رغم انه فات الاوان على ذلك. ولطخت يدي بالذي خاف منه مايكول سابقا ان اقع فيه.
بالأمس ليلا قضيت على روح ماثيوا بدم بارد مني.. .ولو عاد بي الزمن ان اقتله مرات اخرى لفعلت ذلك بكل سرور..
بعد ان دخلنا الكوخ انا وماثيوا اوقد الشموع في كل ركن من زواياه. وبدون مقدمات أخذني بسرعة فوق سريره وانهال علي بقبلاته المشمئزة. وعندما أحس بنفوري منه.. حينها اخذ الحقيبتين من على الارض وفتحهما على اخرهما ليفرغهما من المال كله الذي فاز به في القمار على السرير ذاته. وهو يقول لي كم تأخذين لكي تكوني لي هذه الليلة .
احسست بالذل والإهانة في تلك اللحظة ولكن إبتلعت ذاك الشعور. وتظاهرت انني مبسوطة معه واكدت له ذلك بعد ان اخرجت قنينة الشمبانيا واقنعته ان علينا اولا ان نحتفل بالإنتصار الكبير الذي قدمه لنفسه. .كما اوهمته انه سيكون ذا شأن في الطائفة وسيعملون له ألف حساب بعد هذه الليلة… كان كلامي معه يجعله منتشي و خاصة بعد ان جعلته يشرب كل القنينة بمفرده. فقط حتى يثمل و استدرجه في الكلام بنية المزاح عن الاشخاص الذين اذاهم في حياته. فقص لي بعض القصص الشنيعة حتى وصل للقصة التي اتلهف لسماعها.
_سأحدثك يا.. يااا. ما إسمك .هل تصدقين حتى الان لا اعرف إسمك هههه؟!
_ حقا؟ هههه انت تمزح. لابأس ناديني فقط بملاكي احببته اكثر من إسمي.
_حسنا يا ملاكي سأروي لك عن آخر مغامراتي قمت بها انا واصدقائي.
_هل هي وحشية تشبه كالتي شنقت فيها ابنة عمك بعد ان خانتك مع صديقك؟
_هي مختلفة نوعا ما عن كل مافعلته سابقا. .اسكبي لي المزيد رجاء..
حدثت هذه القصة حوالي سنة تقريبا
كنت انا واصدقائي نمرح و نتسابقون على الطريق السريع. إذ بي صادفت سيارة بها فتاتين تجلسان في الخلف. . جذبني جمالهن . من شدة حسنهن لاتستطيعين ان تختاري واحدة منهما. . لذى قررت ان يكونا لي الإثنتين معا هههه.
_و هل إستطعت إمتلاكهما حقا؟
_بعد ان إنقلبت سيارتهما في الهاوية وذلك بسبب والدهما الغبي الذي ظن انه يتذاكى وغير وجهة طريقه عكس الطريق الأصلي الذي نسير فيه فأودى بحياة عائلته.
_ثم ماذا؟ اكمل .. هل اتممتم طريقكم وتغاضيتم عن الحادث؟
_لم استطع ان اكمل الطريق بدون تلك الغنيمة.. بل قطعت الطريق المعاكس وركنت دراجتي عليه. ونزلت ركضا نحو السيارة ظننت ان الامر بسيط ولكن وجدت العكس. فالسيارة تهشمت كليا من الامام .لانها اول ماسقطت عليها اما اخرها فيظهر عليها بعض الحفاظ على هيأتها.. خفضت رأسي لأرى عبر نوافذها ما اخبار الذين بداخلها.. فلم اتفاجأ بوجود دم كثير عل الرجل والمرأة حتى صورهما تشوهت واجسادهما انطبقت عظامها على بعضها البعض. .اما الفتاتان فإحداهما لحقت بوالديها لا تتحرك ساكنا. اما الاخرى فكان جسدها يتحرك .. .وتئن من الوجع.
_هل كانت حية؟ !
_حتى انا لم استطع ان اصدق انها نجت من ذاك الحادث الخطير.
_إذا انت من اخذها من السيارة.
_وكيف علمتي بذلك؟
_قصدي. قصدي. اكيد لن تتركها بمفردها هناك بعد ان تعبدت مشقة الوصول إليهم .
_كانت الفتاة جائزتي لأنني خاطرت انا كذلك بنفسي. فلو انفجرت السيارة إثر الارتطام الكبير الذي وقعت فيه. لهلكت الان. ولن يمنحني مالك الموت إياها بالطبع ههههه.
_وماذا بعد؟
_لاشيء. بعدها اخرجتها من السيارة بصعوبة وهي تتألم. ورغم ان بعض الدماء تكسوا وجهها إلا انها لاتزال تبدوا جميلة .بل اكثر جمالا…. فلم استطع ان اتمالك نفسي امامها واخذتها على جنب وقمت بمضاجعتها.
_ماذا. ..!! قمت بماذا؟
انت ليس بإنسان طبيعي.. انت مجرد وحش بشري.. تبا لك ايها الوغد. .
اثاءها إستشطت غضبا من كلام ماثيوا الذي صم اذني. فلم اتمالك نفسي إلا وانا اصفعه يمينا وشمالا على وجنتيه اناديه بالوغد..فلم يستطع بدوره ان يقوم ويدافع عن نفسه لانه في ذروة الثمالة بعدها قيدت كفيه خلف ظهره وقدميه كذلك.وبدأت استجوبه عن مكان اختي سيلفيا.هل تخلص منها بعد فعلته القذرة ام انها مازالت على قيد الحياة؟.

يتبع….

الفصل السابع

كم تطلب مني جهدا نفسيا كبيرا حتى أستطعت ان اكمل الإستجواب مع ماثيوا ليخبرني عن حقيقة اختي. .فكل كلمة منه كانت تحرقني ألما وحزنا عن ماتلقته سيلفيا منه.
_أين اخذت أختي؟
_فكي قيدي اولا.. وعن اي اخت تتكلمين؟
_سيلفيا… قصة الفتاة التي لحقت بها ودمرت عائلتها . .ماذا فعلت بها أيها القدر ؟
_هل سيلفيا تكون اختك!؟
_نعم انا اختها. .اختها التي اصبحت شبحا جاءت لتنتقم من الذي كان سببا بفقدان راحتها وطمأنينتها منذ ان خسرت اهلها.
_كيف مرت علي اللعبة.. فأنت حقا تشبهين سيلفيا.. ماذا تريدين مني الان.! فكي قيدي وإلا سأقتلك كما قتلت الذين من قبلك.. فانت لاتعرفينني جيدا من اكون.
_انت مجرد حشرة امامي اللحظة…فلا تستفزني اكثر وأي حركة منك سأدعسك بقدمي هذه. .. فمن الاخر اخبرني عن اختي اين هي ووفر عني وعنك مضيعة الوقت.
_لا ادري أين اختك هذه.. فمنذ الحادث لم ألتقي بها تركتها هناك مرمية ورحلت بعدها.
_انت تكذب.. إنتظر لحظة. ..انظر إلى هذا المسدس فلن ارحمك و اقتلك به على الفور. بل سأطلق الرصاص على اي عضو من اعضاء جسدك حتى تنزف كثيرا ولن ينقذك هنا اي احد مهما فعلت حتى تلقى حتفك بالاخير. .. لذى إن اردت ان تنقذ نفسك مني فعليك ان تخبرني الحقيقة فقط ثم سأتركك وارحل ولن ترني بعدها على الإطلاق.
_حسنا سأخبرك الحقيقة. .ليس خوفا منك فانا لم ولن اخاف من احد مهما كان. .بل مللت من هذه اللعبة السخيفة التي طالت نوعا ما. واود ان اخلد للنوم. احس بتعب وإرهاق في كامل جسدي بهذه الحبال التي ربطتني بها كالشاة.
_إختصر.
_اختك سيلفيا بعد ان….
_أصمت ايها اللعين لاتعيد لي الحديث عن قذاراتك . اكمل بعدها ماذا؟
_بعدها قررت ان اتركها هناك وارحل. .ولكن لم استطع ان افعل ذلك. إستشعرت ان الفتاة سيكون لي من ورائها صفقة كبيرة بعد ان اوضبها وارمم جراحها. .. فحملتها بعد ان فقدت وعيها من شدة الخوف مني أو ربما من بعض الضرر الذي تكبده جسدها إثر الحادث.
بعدئذ اخذتها إلى منزلي الذي بالمدينة واعتنيت بها بطريقتي مع الفتاة الاخرى التي كنت اصاحبها.
_وهي ماكان شعورها بعد كل الذي حدث لها؟
_في الاول كانت دائمة البكاء والنواح صدعت رأسي بنحيبها الدائم .حتى جعلتها لاتشعر بشيء بعدها هههه
_لااا. لا تقل لي انك تخلصت منها بقتلها؟
_انت ازعجتني بأسئلتك الكثيرة. . دعيني انام الان وغدا سنكمل الاحجية.
_اااااه.. اااااه. .ايتها اللعينة .. قدمي. .ساقي. .ااااه.
_انذرتك قبلا وهذه المرة سأصوب المسدس في رأسك.. لم اعد اتحمل برودك.. اكمل حالا ماذا فعلت بها؟
_ااااه. .لم اقتلها اااه بل جعلتها تدمن فقط حتى تستطيع ان تتأقلم مع حياتها وتنصاع لما نأمرها به.
كانت كثيرة التذمر…وكثيرة الهرب والفرار. وبالكاد كانت تلبي طلب زبون.
_فتاة في مقتبل العمر لم يبلغ سنها 19 سنة لم تعش حياتها بعد. كانت تدرس بجهد ليلا نهارا حتى تحقق طموحاتها واحلامها. .. تأتي انت وتاخذها من وسط عالمها البريء حتى تسج بها في قذوراتكم لتجعل منها عاهرة بكل بساطة.. قل لي فقط من اين صنعت قلوبكم.؟! قل لي ؟
_ااااه. توقفي ارجوك لاتقتليني.. اااه كتفي. .إرمي المسدس ودعينا نتفاهم.. .خذي كل هذه الاموال واتركيني اعيش. .. اااه إنها تؤلم… انا انزف بغزارة.
_وهل تريد العيش لتفعل بفتيات اخريات مثل مافعلت باختي!!
اين هي الان سيلفيا؟ اين أجدها؟ تكلم فورا.
_سي .سيل.. سيلفيا رحلت عن البلد. .. بعتها لزبون اعجب بها جاء صدفة يمضي معنا إجازته بامريكا ثم اخذها ورحل.
_اين رحل؟
_إيطاليا
_ماهو إسمه بالكامل.؟
_لا اعرف اسمه بالضبط…. توقفي لاتطلقي النار… ساخبرك من يدلك عليه. .. هو يكون صديق رئيس طائفتنا كريستوا .. يعلم جيدا اين يقيم بالضبط في إيطاليا. .فهو احد عصابات المافيا المعروفين هناك.
صدقيني هذه المرة اخبرتك الحقيقة.
_أصدقك.
افرغت الرصاصة الاخيرة برأس ماثيوا وخرجت من الكوخ بعد ان جعلته يشب نارا ويشتعل لهبا وانا اشعر بخفة الحمولة التي كانت على عاتقي .فقد إنتقمت لموت والدي. وهما الان في قبرهما قد إرتاحا ايضا. .. ولم يبقى لي إلا المرحلة الثانية كي اصل إلى اختي سيلفيا.

يتبع…

الفصل الثامن

بعد خروجي من الكوخ وبيدي تحمل حقيبتين من المال توجهت مباشرة إلى اكبر فندق بالبلد. .اقمت هناك عدة ليالي حتى ارتاح فيهم نفسيا واستعد للخطوة الثانية.. في هذه الفترة تعمدت ان اتعرف على احد الاغنياء حتى يكون ملائما للصورة الجديدة التي انسجها كي تنسي الصورة القديمة لي عندما اكون متواجدة امام أعضاء الطائفة الذين لمحوني من قبل وانا اصاحب رودريڨوا..
كان الشاب وسيما جدا… حضر إلى الفندق بنية عقد إجتماع عمل يدوم طيلة اسبوع.. في تلك الأثناء جعلته ينتبه لي حتى وقع في فخ إعجابه بي.. .فعرفته بنفسي على أنها فتاة فرنسية جاءت في مهمة رسمية من طرف القنصلية الفرنسية. .وبما ان حياتها تسودها التقيد و الإلتزام فضلت ان تمضي طيلة فترة فراغها متحررة دون اي قيود بأن تمرح وتبتهج حتى تعود لوطنها.
ومن بين المواعي التي كانت ما بيننا هو دعوته لي إلى احد الملاهي .فبالطبع إقترحت له ملهى الصقور الذي سمعت عنه الكثير بغية التعرف عليه عن كثب. .وبما ان الملهى لايدخله إلا الاشخاص المنتميين إليه. فبالمال تفتح كل الابواب الموصدة.
أثناءها كنت مع طوماس ولكن عقلي وعيوني كانت في مكان اخر تتطقس و تجوبه شبرا شبرا باحثة عن كريستوا رئيس الطائفة الذي اخبرني عنه ماثيوا. متظاهرة انني ادخل المكان اول مرة.
لم يمضي وقتا طويلا حتى ظهر الثعبان إذ خرج من وكره عندما إشتم رائحة النقود فجاء بقدميه إلى طاولتنا يستعرض خدماته.. وسعدت ان الخطة تسير كما خططت لها بالضبط كما سعدت اكثر انه لم يتعرف علي بعد التغيير الثاني الذي قمت به على مظهري الارستقراطي.
في الليلة الاولى سهرنا انا وطوماس حتى الفجر. رقصنا ومرحنا. تحدثنا كثيرا وحكى لي عن بعض من حياته وخصوصياته.. وكم حسدته على الهدوء الذي يتمتع به..
في الحقيقة لو كان ظرفي يسمح لي بإقامة علاقات. لخيرت طوماس ان يكون الحبيب الذي تفتخر به أي فتاة. ولكن بما انه العكس قررت ان اضع قلبي في قفص من الجليد حتى لاينبض بالمستحيل ويدمر كل مابنيته لأصل إلى نهاية ماقدر لي ولأختي ان يكون.
وفي اليوم الموالي ذهبت للملهى بمفردي وبما ان الجميع تعرف علي بصفتي الاستقراطية التي تصاحب المليونير. .كان معظهم يقوم بعرض خدماتهم لي.. فطلبت ان اقابل كريستوا على انفراد .فلبى طلبي على الفور داخل غرفة الإجتماعات. .حينها اخرجت الحقيبة المليئة بالنقود الورقية ووضعتها صوب عيونه. واخبرته ان يجهز طاولة القمار بعد نصف ساعة.. حينها لمعت عيون كريستوا وأومأ برأسه ثم قام بنفسه ليفعل ماطلبت منه.
وبالفعل اقل من نصف ساعة جهزت الغرفة السرية التي يقام فيها لعبة القمار.. كان اكثر من سبعة اشخاص من سيتشاركون اللعب وانا من بينهم.. هناك من لعب على النقود الورقية مثلي تماما ومنه من وضع على الطاولة ليلعب بالدياموا والزمرد .وهناك من وضع أبهض الاسلحة المتطورة.
في ذلك اليوم تعمدت ان اخسر .ليكون اليوم الذي يليه سهلا حتى اكون معهم من جديد فيعتقدون بهذا انني اعوض خسارتي ولكن في الحقيقة اردت بهذا ان أعود كريستوا على وجودي.. واجعله يعتقد انه إمتلك منجما من الذهب. .
مرت ثلاثة ايام وانا اخسر كل ما اضعه على الطاولة اما اليوم الثالث والرابع كنت استدين من كريستوا النقود محتجة انني لم اجد الوقت حتى اخرج النقود من البنك. .
وفي اليوم الذي طالبني به كريستوا ان اسد ديني له.. تماطلت في المثول إلى رغبته بدافع ان عملي اخذ مني كل وقتي.. بعدها هاتفته في منتصف الليل واخبرته ان يأتي على الفور حتى أسد كل المال الذي إستدنته منه قبل عودتي إلى فرنسا صباحا باكرا. ومنحته عنوان منزلي الذي إستأجره لي مايكول… ووقع في الشرك.
_مرحبا. .هل انت بمفردك؟
_تفضل كريستوا بالدخول. .. طوماس ذهب ليشتري لي غرضا وسيأتي فورا.
_ولكن غريب.!!
_غريب أنه يشتري اغراضا بهذا الوقت المتأخر. هههه لديك الحق.
_بل الغريب انكم تمكثون في هذا المنزل العادي.
_نحن الاثرياء ياصديقي نحبون البساطة. ..تفضل إجلس لما انت واقف. سأسقيك مشروبا خاصا .انت الان ضيفي هنا هههه لقد تبادلنا الادوار.
_من لطفك.
_تفضل. اشرب وقل رأيك به. إنه احسن من النبيذ.. خذ راحتك كريستوا فالبيت بيتك حتى احضر لك النقود.
في الوقت الذي شرب فيه كريستوا الكأس الذي جهزته خصيصا له.. إنتظرت حتى يقوم المشروب بمفعول سحره على جسمه… إذ ان المشروب يبطىء حركته. ويفقد قوته ويربك تركيزه ثم دخلت عليه بالوجه الذي لم يتعرف عليه قط قبلا.

يتبع…

الفصل التاسع

بعد إنتهاء المقابلة التي تمت بيني وبين كريستوا بدقائق معدودات فقط. قدم ضيف إلى منزلي لم اتوقع ان يزورني في ذلك الوقت بالدات. والادهى كان يحمل مفاتيح بيتي ودخل مباشرة دون إستئذان . فوجد الكارثة أمامه.
_مايكول؟!
_هيلينا! !.. مالذي يحدث هنا؟!
_مايكول لما قدمت في هذا الوقت المتأخر؟
_هل هذا كل ماهمك الان! هو قدومي في هذا الوقت.! مالذي فعلته بالرجل.؟ هل جننتي.. لااا لا اصدق ما اراه. .هل انت فعلا من قمتي بفعل هذا؟
_مايكول. .عليك ان تفهم ان هذا الرجل هو سبب من احد الاسباب التي دمرت حياتنا.
_وهل انت من تقومين بمعاقبته.وتحكمين عليه بالقتل بهذه الطريقة الوحشية؟ فمالفرق إذا بينك وبين المجرمين والسفاحين انا حقا لم اعد اعرفك ياهيلينا. انت تغيرت حقا بعد الحادث.
_انت قلتها. فهيلينا التي تعرفها سابقا توفت في تلك الواقعة الشنيعة. ولم يبقى منها سوى روحها الهائمة.
_ إنه نفس الشخص الذي طلبتي مني سابقا ان ابحث في ملفه الإجرامي.. كنت اشعر انك تكذبين في تلك اللحظة عن اخ صديقتك المزعومة. .. ألم اهاتفك واخبرتك ان الرجل من اكبر المجرمين بالبلد. وهو مطالب لدى الشرطة في عدة جرائم منها القتل والتجارة بالنساء.. اخبريني ألم اقل لك هذا وحذرتك انه جد خطير وعليك ان تبتعدي عن كل القصة… حتى الان لا اصدق ما اراه. .كيف وصلتي له بهذه السرعة؟
_لا يهم كيف. المهم انني وصلت. واخذ الان جزاءه.
إسمعني ياماكول. اعلم انك مندهش مما يحصل. ولن تسامحني على فعلتي هذه.. كما اعلم انك صعب ان تخير ما بيني وبين شرف وقدسية مهنتك.. .ولكن اتوسلك يامايكول لاتبلغ عني الان.. اتوسلك دعني اولا انقذ اختي سيلينا من افواه الوحوش . وبعدها اعدك انني انا من سأسلم نفسي واعترف بجريمتي.
_سيلينا؟! هل سيلينا حية؟
_نعم. هي حية. ولكنها اظنها هي كذلك شبه ميتة في مكان ما لا اعرف ماهو مصيرها الان فيه.
_مالذي جرى لها بعد الحادث. وما علاقتها بهذا الرجل ؟ ألهذا قمتي بقتله!
_سيلينا موجودة حاليا بإيطاليا وهذا هو عنوانها الذي اخذته من عند هذا الشيطان..
سيلينا يامايكول مابين الحياة والموت في هذه الاثناء.. لقد باعوها لشخص يكون احد افراد العصابات هناك. .اخبرني كريستوا الذي امامك هذا. انها قبل ان ترحل هي مع بعض الفتيات الاخريات اللواتي يشبهن حالة اختي قاموا بسرقتهن.. وجعلوهن يدمن على المخدرات حتى ينقدن كالعميان وبهذا يقمن بإطاعتهم لكل اوامرهم المذلة.. والامر الاخطر في الموضوع ان كل الفتيات لم يبعوهن على انهن سبيات فقط.. بل باعوهن بعد ان يذبلن وتنتهي صلاحيتهن يقمن بأخذ اعضائهن كالكلى والكبد وحتى قرنية العين والقلب ثم تباع لتجار الاعضاء.
_انت ياهيلينا تريدين ان تدخلين عش الدبور وتخرجين منه بهذه البساطة.
_انا اريد ان افعل المستحيل لإنقاذ اختي ولو افديها بروحي. إنها لي لي التي تكون قرة عيني .
انظر لي يامايكول اختي في خطر فعلا. فلو تقبلت ان تكون عاهرة لربما تستطيع النجاة مهما كان الوضع الذي تعيشه سيئا وقذرا .. ولكن كريستوا اخبرني ان اختي إمتص عودها وذبلت واصبحت كالغصن الاعوج رغم كل جمالها. إلا انهم لن يصبروا عليها حتى تتعود على البغاء ويعود جسدها الممشوق لطبيعته.
من اجل سيلينا التي تحبها وتقدرها دعني ارحل يامايكول.
بعد الاخذ والرد إقتنع اخيرا مايكول ان يتركني ارحل دون ان يبلغ السلطات عن الجريمة التي إرتكبتها في حق المدعوا كريستوا. بل قام بما هو اكثر.
طلب مني ان احمل جواز سفري في الحال واجمع بعض الاغراض البسيطة فقط..ثم بعد ذلك مباشرة إتصل بوالده كي يحجز له تذكرة عن طريق معارفه الكثيرة بما انه احد الديبلوماسيين في الحكومة لأول طائرة تكون رحلتها متوجهة إلى إيطاليا.
ولم يمضي سوى ثلاث ساعات إلا وانا كنت جالسة على مقعد الطائرة التي تؤدي إلى إيطاليا ولولا حب وعشق مايكول لي لكنت الان داخل جدران السجن انتظر محاكمتي بالإعدام. ويبقى مصير اختي في طي المجهول.

يتبع…

الفصل العاشر

طيلة الرحلة كنت قلقة على مايكول. فلأول مرة انتبه إلى المشاعر الجياشة التي يكنها لي..فانا لم ابادله يوما بما يحس به نحوي. ولكن كنت اقدره واحترمه كصديق مقرب. لذى من الوهلة التي اكتشفت فيها حبه كنت ألمح له وانصحه دائما ان يعيش حياته وألا ينتظر شفقة من اي شخص حتى ولو كنت انا..
من الصعب جدا في هذا الزمان ان تجد إنسان تثق به ليكون السند الذي يقف معك فيه في المحن والمصائب حتى وان اخطأت يجد لك مبررا او عذرا على افعالك ويكمل معك ضاربا كل القوانين بعرض الحائط وكل ذلك من اجلك فقط .
ولكي لا اخذل تلك العلاقة النادرة .ولا اضر فيها ذاك الانسان النبيل الذي ممتنة للرب انه وضعه في طريقي .
لم أشأ بدوري ان اخرب حياة مايكول.. فقبل رحيلي جعلته يعدني ان يفعل ما اطلبه منه. ألى وهو عندما يتأكد انني اضع قدمي على اول درج بالطائرة. عليه ان يبلغ عن الجريمة حتى لايتأذى مستقبلا لو إكتشفوا امري. لان التحقيقات الفديرالية لاتخفى عنها اثناء التحريات. ان مايكول كان صديقي يوما وبهذا سيزول الشبهة عنه بإبلاغه عني. .. ورغم ذلك من شهامته لم يشأ مايكول ان يفعل ما امرته به حتى اقنعته انهم لن يمسكوا بي على الإطلاق .لانني قررت من البداية عندما اسافر ان استقر انا واختي في إيطاليا للأبد . .. هنا فقط بالكاد غير مايكول وجهة نظره .
حطت الطائرة اخيرا في مطار اجمل بلد من بلدان العالم التي لم اتوقع يوما ان اكون على اراضيها .عكس اختي تماما التي كانت تحلم دائما ان تسافر إليها وتتعلم لغة شعبها و تدرس في احد جامعاتها المعروفة عالميا . ولكن هي الان هنا.. .هل ياترى مازالت تتذكر احلامها تلك .ام انها فقدت التواصل مع ماضيها..
.بعد ذلك إستقلت سيارة اجرة فمنحت للسائق العنوان الذي بحوزتي اردت فقط ان ارى المكان من بعيد حيث يتواجد به ذلك الشخص الذي اخذ سيلفيا معه . .وعندما وصلنا بعد ساعة تقريبا ونحن ندخل ونخرج مابين شارع وشارع. حتى وصلنا إلى ازقة تسودها الظلام وليست راقية ونظيفة كالتي مررنا عليها قبل قليل…الغريب في الامر ان كل جدرانها رسمت عليها صورا ورموزا وتعبيرات غريبة.. والاغرب بالكاد تجد عليها اشخاص يسيرون في تلك المناطق والتي يظهر عليها انها مناطق شعبية عشوائية وبما انها كذلك اكاد اجزم ان كل اوساخها ستظهر للعلن ليلا. .
بعدها وصلنا للمكان الذي ذكر في العنوان بالضبط ولم اندهش عندما وجدته عبارة عن ملهى ليلي آخر..
اثناءها قررت ان اعود ادراجي ابحث اولا عن منزل او فندقا صغيرا كي يأويني الايام القادمة وارى من الان انها ستكون أياما عديدة .
ونحن نعود للخلف بالسيارة إذ بتلك الازقة الفارغة يسمع منها فجأة صدى إطلاق نار من مكان ما. وتحركات غريبة تربك هدوءك وتجعلك تدخل في دوامة الخوف والرعب.
حينها ذكر لي السائق علينا ان نخرج فورا قبل ان تقوم الدنيا ولاتقعد بعدها. .فعرفني ان هذه المناطق يحدث فيها شغب ومجازر بعد الطلقة الواحدة فقط منها.
كان قلبي في تلك الاثناء يتألم بشدة تذكرت اختي سيلفيا عندما كانت تغلق اذنيها بكلتا يديها كلما سمعت صوت الرصاص. فهي المسكينة لديها رهاب شديد من ناحيته.. ودخلت في دوامة اخرى من التساؤلات التي ليست لها اجوبة. هل انا اصبحت فعلا قريبة من اختي؟ وهل لا تزال لدي فرصة بإنقاذها. ام اني وصلت متأخرة؟
بعد خروجنا بسلام من تلك الاماكن المخيفة طلبت من السائق ان يأخذني إلى اقرب فندق او ان ياخذني إلى اي وكالة قريبة تقوم بإيجار المنازل وشكرت الرب حينها ان ذاك السائق كان متعلما. .لديه إمكانية التواصل مع الركاب بعدة لغات… حتى وان كانت المفردات متقطعة إلا انها تفي بالغرض ليفهم عليه ..
وبالفعل قمت بإيجار منزلا صغيرا. رغم انني تعذبت في إيجاده.. فبعضهم لديهم إجراءات صارمة وقوانين وضوابط ليس لها اول ولا ٱخر.. ومنهم من يتسامح ولكن الاجر يكون باهض جدا.
بعد ان رتبت نفسي وارتحت من عناء السفر لم يكن في ذهني قبل عودتي لتلك الامكنة الخطيرة سوى ان اوفر مسدسا كي احمي به نفسي. وعلى ذلك يجب علي زيارة بعض الاماكن التي تباع فيها الاسلحة الغير شرعية. وما اسهل الوصول إليها مادمت لديك الكثير من المال… ولكن فضلت اولا ان اذهب إلى الكنيسة واعترف بكل اخطائي لعلي اجد السكينة التي فقدتها منذ ان لطخت يدي بالدماء..وارجوا ان لايكون المزيد منها في المستقبل القريب.

يتبع…

الفصل الحادي عشر

ذهبت لأقرب كنيسة كانت موجودة بقرب المنزل الذي امكث به.. فذهلت بكبرها وترافة بنائها. كان المصلين عددهم كبير في ذاك اليوم . وعلمت بعدها انهم كانوا بكثرة بسبب العطلة الاسبوعية لديهم.
دخلت وانا اتمعن في التماثيل والنقوش الموجودة على جدرانها ثم اخذت شمعة وانرتها ثم وضعتها على الايقونة المقدسة وبدأت بقراءة بعض من الإنجيل وادعوا الرب ان اجد اختي في أقرب وقت ممكن.. بعدئذ تأثرت كثيرا واصبحت لا استطيع السيطرة على نفسي من شدة بكائي تذكرت كل ماحدث لي ولعائلتي في الاونة الاخيرة وشعرت بإشتياق جارف لوالدي ولسيلينا حتى اني إحتضنت نفسي. وانا على ذاك الحال وإذ بإحادهن تمر امامي وانا مطأطئة رأسي للاسفل وكلي خشوع مع دموعي التي تكسوا وجنتي كالسيل .تعتذر مني كي تعبر من امامي. كان صوتها عذبا وهي تقول لي. اسفة انسة هل استطيع العبور فقط من فضلك.
إبتعدت للخلف تلقائيا ولكن لحظة.!! ذلك الصوت والإحساس الرقيق الذي به اعرفه خير المعرفة.. إنها اختي. سيلينااا.
رفعت رأسي بسرعة فلم اجد اي واحدة قريبة مني. ولكن هناك حشود غفيرة تمر من هنا وهناك.. فلمحت في وسطهم من بعيد تعبر فتاة ذوا الشعر الذهبي الحريري المنسدل على كتفيها. كما كان لون شعر سيلفيا تماما التي كانت تحب ان تتركه منسدلا خلف ظهرها .تسرع بخطواتها كي تخرج من الكنيسة.. اردت اللحاق بها في تلك اللحظة ولكن كان الامر شاق علي بعض الشيء كي اعبر بسهولة مابين المصلين ثم بعدها إستطعت تفاديهم ووصلت إلى بوابة الخروح بصعوبة اخيرا. .فرأيت تلك الفتاة تنزل اواخر الدرج لتأتي سيارة فارهة مسرعة تقف امامها فركبت من الامام واستدارت يمينا رأسها نحوي من نافذة السيارة وكأنها تودع الكنيسة. .إنها هي. إنها اختي سيلفيا. انا جد متأكدة .كيف ستغيب عني تلك العيون الخضراوتين بريقهما وكيف لي ان لا اتعرف على ملامح اختي .إنها هي.
كان شعوري في تلك اللحظة مختلط.مابين فرحة بأن اختي لاتزال حية وهي قريبة مني اكثر مما تصورته. وشعوري بالحزن انني لم استطع اللحاق بها رغم اني اخذت سيارة اجرة من نفس المكان وتتبعتها. لكن إزدحام السيارات في الطريق حال عن دون ذلك..
كان لقائي بسيلينا على وشك فللاسف لم يحدث اللقاء المنتظر الذي يكاد ينفطر قلبي كي تكون هي مابين احضاني سالمة غانمة . إلا انني لن ايأس و عادت حماستي من جديد للبحث عنها وعدم الرغبة في الاستسلام مطلقا بإيجادها.
اصبح الوقت ظهرا وانا استعجل في ترتيب اموري قبل ان يحل المساء. .كنت في ذلك الوقت مشغولة بالبحث عن من يبيعون الاسلحة تحت الطاولة. ومن شخص لشخص حتى وصلت إلى المعنيين بهذه التجارة وما اكثرهم. .فطلبت مسدسا صغير الحجم خفيف حمولته لايظهر للعلن. وحبذا لو استطيع وضعه في حقيبة اليد. .ولم يستغرق وقتا طويلا حتى وجدت ما ابحث عنه بالضبط مع بعض من مذخراته وتطلب مني ان ادفع نصف ماتبقى من المال الذي كان معي رغم وفرته .. وبعد ذلك توجهت إلى وكالة استئجار السيارات. اردت ان املك واحدة اقودها بنفسي حتى يسهل علي قضاء حوائجي بسهولة. دون ان اتعبد شقاء انتظار سيارات الاجرة في اي عمل اقوم به خارجا. .
وبالفعل اخترت سيارة رياضية رائعة المظهر وكأنها مصنوعة خصيصا للفتيات المدللات الشقيات. ..وقعت العقد بإستئجارها لمدة اسبوع..وكم كانت قيادتها ممتعة. وبهذا لم ينته اليوم وقد قمت فيه بإنجاز عظيم. إذ لم استغرق وقتا طويلا حتى أكملت اللوازم الظرورية لإتمام مخططي.
كنت على وشك ان اذهب الى المكان المفروض المتواجدة به سيلفيا لولا مايكول الذي راسلني كتابيا وألح علي ان اذهب الى العنوان الذي ارسله لي دون اي تأخير…
لم يقل شيئا عن ماوراء ذاك العنوان غير انه إعتبرها ستكون المفاجأة بالنسبة لي التي قد ستغير طريقة تفكيري من ناحية الإنتقام والإبتعاد عن الخطر الذي يؤدي إلى هلاكي ..فاحترت ماذا يقصد مايكول بكلامه هذا وهو يعلم يقينا انه صعب ان اعدل عن قراري؟!
لذى كان الفضول هو سبب تأجيل ذهابي الى إيجاد اختي في تلك الامسية وليس البحث عن من يقنعني عن العدول مابرأسي.
حينها إنطلقت مباشرة استفسر عن العنوان الذي مدني إياه مايكول. .وبعد سؤالي وتطقسي عن المكان. وصلت إليه رغم انه جعلني ابتعد عن المنطقة التي اصبحت اقطن بها. .
كان العنوان عبارة عن شقة في السابع عشرة من العمارة. فاضطررت ان اصعد بالمصعد الكهربائي رغم اني لا احب استخدامه لانه يجعلني اشعر بالغثيان والدوران .إلى انني تكبدت العناء للوصول بسرعة الى الشقة.
وما إن وصلت جلست جانبا قليلا على الارضية حتى استعيد انفاسي وينتظم نبضي .وبعدها وقفت من جديد لأرن جرس الشقة. وانا اتساءل ياترى من يكون صاحب تأخيري في مهمتي التي إنتظرتها بشغف.

يتبع….

الفصل الثاني عشر

فتح باب الشقة بعد رنتي الاولى للجرس. وياليته لم يفتح وياليتني لم اسمع كلام مايكول وجعلني اذهب لهذا المشوار من اصله.
_لااا لا يمكن!! ايعقل ان تكون انت هنا ايضا ؟!
_ولما لا ياهيلينا .هل ازعجك حقا وجودي هنا؟
_لا ليس القصد ولكن. ..
_هل سنظل نتحدث امام الباب.؟ تفضلي بالدخول إلى الداخل ونكمل حديثنا بعدها.
_لا اصدق ما ارى. فعلا انها مفاجأة بالنسبة لي كما ذكر لي ذلك مايكول.
_بل صدقي ماترينه ياهيلينا. انا الحقيقة الوحيدة التي لا تكذبينها قط في حياتك.. .وعلى فكرة سأكون ابعد مما تتخيلينه حتى ولو كنت على ظهر القمر سألحق بك المهم انني اكون بجوارك.
_ردولف .
_ردولف لم يستطع ان يعيش حياته بدونك. .إشتقت لك هيلينا. .لا تعلمين كم إشتقت لك.
_وانااا وانااا..
اخبرني كيف علمت بوجودي هنا.؟ على الاغلب مايكول هو من فعل ذلك.
_ولكن لما غيرتي كلامك ياهلينا.. ! هل إستخسرتي ان تصارحيني انك اشتقتي لي كذلك. .على الاقل راع تكبد مشاق الوصول إليك من بلد لبلد هههه ألى استحق كلمة حلوة منك؟
_لما الان ياردولف؟ كنت لعدة سنوات انتظر منك نصف كلمة. ولكن لم تفعل.. لما الان بالدات.
_لانني طيلة هذا الوقت اعشقك بصمت كالغبي إعتقدت انك تحبين صديقي مايكول.. وبالتالي لم استطع ان اخون اعز اصدقائي وفضلت الصمت وكلي وجع من الداخل كلما رأيتك معه.
_مايكول صديقي ايضا بل هو صديق الجميع فهو طيب وحنون يوثق به ويلبي نداء الصداقة في اي وقت.
_صحيح. لكن هذه المرة غضبت منه كثيرا عندما لم يعلمني بسفرك المفاجيء. فلما لاحظت غيابك وسألته عنك اخبرني انك سافرتي إلى إيطاليا.
صدمت حينها وطاش عقلي. وتألم قلبي بشدة. ولم اتحكم بأعصابي إلا وانا اجد نفسي امسك مايكول بقوة من كتفيه وانا ارنجحه للامام والخلف .اعاتبه كيف له ان يتركك تسافرين بمفردك بعد كل الظروف التي عانيتي منها.
_مايكول ليس له دعوة بقراري. مع انه حاول كثيرا كي يمنعني. .ولكن الامور تحتمت علي فعل ذلك.
_ هيلينا انا احبك. ولن اخفي بعد الان شعوري نحوك. خاصة عندما لمح لي مايكول انك تبادليني ذات الشعور بأنك مغرمة بي.
_هل مايكول هو من اخبرك بذلك؟
_مايكول يحبك ياهيلينا اعلم ذلك والجميع ايضا يعلم مايكنه إتجاهك. .لكنه ادرك بالاخير ان القلوب هي التي من تختار توأمها خاصة انه فشل بعد مرور كل هذا الوقت ليجعلك تحبينه.
_هو من طلب منك ان تلحق بي إلى هنا؟
_بل هو من ساعدني للوصول إليك بسهولة ونصحني ان اقنعك ان نعود سوى إلى بلدنا لكي نبدأ حياة جديدة نحقق فيها معا احلامنا المتبقية.
_كل احلامي ياردولف ألغيت منذ الحادث.. ولم يبقى سوى حلم واحد.
_استطيع ياهيلينا ان اساعدك بتحقيقه. ثقي بي فقط.
_مستحيل ياردولف ان اجعلك طعم لاحلامي. فكفاية ماخسرته حتى الان .ولا اريد ان اخسر من احب ايضا.
_إذا انت تحبيني ياهيلينا. قولي لي انك تحبينني.. انظري إلى عيوني وقولي العكس ..تعالي إلى هنا لاتتهربي. .هيا إعترفي وقولي انني لست الرجل الذي احبه قلبك. .قولي ذلك.
_انا احبك. احبك احبك ياردولف بل انا متيمة بك. احبك وكأني لم احب واعشق شخصا في حياتي مثلك.. .خذني مابين ضلوعك.. شدني بقوة إلى صدرك كم انا محتاجة إلى من يحضنني وينسيني ما امر به حاليا…ضمني إليك اكثر.
_اااه ياحبيبتي.. كل هذا الشعور في قلبك وتخفينه عني.. انا معك. انا هنا الان. ولن ادعك بمفردك ثانية. .يكفي. لا اريد ان ارى دموعك. فهي غالية عندي.. يكفي ياحبيبتي انا هنا.. انا هنا معك.
في تلك الاثناء اردت من ردولف ان يشق صدره ويخفيني بداخله.. يخبئني من شر نفسي. يخفيني من العالم السيء الذي تورطت بولوجي به . اردت ان يأخذني بعيدا. بعيدا عن كل الضوضاء التي اعيش فيها. و ينسيني كل الالم والحقد الذي اشعر به حاليا..
في تلك اللحظات المجنونة لم استطع ان ابتعد عن ردولف. فهو قدم في الوقت الذي تعبت فيه نفسيتي وكأني طفلة صغيرة تطلب الحماية ممن هو اقرب إليها فتركت مشاعري تنجرف نحوه حيث تبادلنا كل الحب الدفين لكلينا. وتركنا عواطفنا تعبر عن دواخلنا وفضلنا بعدها الصمت لتتحدث الاعين عن مدى إشتياقها.
بعدها غفوت وانا مابين احضان ردولف وقلبي مرتاح ومطمئن معه. ولكن عقلي الباطني كان مستيقظا طيلة الوقت مؤنبا ضميري. كيف لي ان انسى ماجئت من اجله و أهنأ مع حبيبي وادع اختي مابين الوحوش تنهش في لحمها..كيف ذلك؟
لذى عندما تأكدت ان ردولف دخل في سبات عميق قمت بخفة من جواره كي لايحس بي. إرتديت ملابسي وقبل ان اخرج من المنزل قبلته القبلة الاخيرة. وتمعنت مطولا في وجهه الجميل.وكأنني انسخ صورته في ذاكرتي لكي لاتتنسى للأبد. ثم وضعت امامه رسالة الوداع ذكرت فيها بإختصار ان لايحاول ان يبحث عني لأنني اصبحت لا املك نفسي فلن يجد السعادة المرجوة منه معي.
بعدئذ خرجت من الباب وعيوني تفيض من الدمع الذي لايريد ان يتوقف طيلة الطريق. مكثت في منزلي سويعات قليلة اعيد فيها شريط ماحدث بيني وبين ردولف الذي كان كالحلم. وقبل المساء لممت شتات احزاني وعزمت ان اكمل مصيري ثم توجهت مباشرة إلى صالون الحلاقة .لأقوم بتغيير مظهري للمرة الثانية. ولكن هذه المرة ليكون أجرأ انثويا اكثر شعر ملون ومساحيق صاخبة.. مع لباس. … .

يتبع…

الفصل الثالث عشر

بعد انتهائي من التغيير الذي قمت به على مظهري. .لم اتعرف بعدها على نفسي. تغيرت جذريا واصبحت أشبه الفتيات اللواتي ليست لهن سقف او حدود لجرأتهن ولكي اطبقه على الواقع. انطلقت مسرعة بسيارتي التي اضافت على هيأتي العنوان الملائم لها. فتاة المافيا وتوجهت دون اي تردد إلى الحانة التي صاحبها بحوزته الامانة التي اريد اخذها منه بالعقل او بالقوة ففي الاخير اريد اخذها منه بأي شكل وفقط.
دخلت المنطقة التي تؤدي إلى المكان المتوجهة إليه. فلولا معرفتي بها جيدا لقلت انني اخطأت بالعنوان لانني رأيتها قبلا في وضح النهار. ولكن في تلك اللحظة من المساء لم اتعرف عليها !
كل الطريق معبد بالسيارات على اختلافها واشكالها .حتى الدراجات النارية فهي كذلك لا تخلوا من وجودها. اما الشباب والفتيات فحدث ولا حرج. واعتقد هذا النوع من المناطق العشوائية. التي تباع فيها المخذرات والجنس علنا. فتيات وما اكثرهن على حافة الرصيف يعرضن اجسادهن للمارة .يتمايلن كالافاعي ويصدرن حفيفا مقززا وقهقهات عالية من سماعها تعلم انها مصطنعة لكي تجذب الطعم إليها فقط ومن كانت لها جمالا حادا وحظا اوفر تخطف على الفور من احد معجبيها.
ركنت بصعوبة سيارتي امام الملهى. ودخلت بصدر قوي لا اهاب من يصدني ويمنعني من الدخول. لأنه لدي مايجعلني ان اصل إلى صاحب الملهى بحد ذاته.
وبالفعل إنتبه لي الحراس لانه ليس معي من يرافقني وهذا مخالف لنظامهم. فأخرجت لهم من حقيبتي الخاتم الذهبي المنقوش عليه إسم من اسماء المافيا المعترف بها عالميا منذ القرن 19 واندهشوا عندما رأوه لان ذاك الخاتم لايظهر بأي مكان او بأي وقت. لأنه لايملكه إلا كبار المافيا الخطيرين من انحاء العالم.
عندها تنح الجميع عن طريقي منحنين امامي إحتراما وتقديرا لي . بينما رئيس الحرس يقوم بوضع اصبعه على اذنه ليتلقى باللاسلكي الموافقة من سيده بدخولي ثم أمر شخص اخر على الفور ليأخذني إلى مكتب مديره . الذي بدوره لم يصدق ان هناك فتاة تملك خاتم يصعب إمتلاكه اي شخص عادي. فوجدته امام الباب ينتظرني وعلامات الإستغراب التي تعتريه تصافحني حتى اوضح لها كل تساؤلاتها.
_بوناسيرا انستي.. .اخرجن انتن ودعننا بمفردنا انا والايقونة التي امامي هذه.
_بوناسيرا اوجاستين…من لطفك.
_ههههه وتعرفين إسمي كذلك! تفضلي بالدخول .
_شكرا.
_اريد ان اتاكد اولا عن ماحدثني عنه الحراس.
_اااه قصدك الخاتم المميز. .تفضل هاهو.
_انه هو حقيقي جدا.
_طبق الاصل الذي بيدك يا اوجاستن هههه.
_ممكن اتعرف عليك انستي. اظنك لست مجرد انثى عادية.
_انا مونيكا إبنة الزعيم بيرلاندوا ماتياس.
_اووووا الزعيم بيرلاندوا. ومن لايعرف اكبر زعماء المافيا .نحن امامه مجرد تلاميذ نتعلم من خبرته وقوته وبسالته.. ولكن الذي اعرفه كذلك ان إبنة الزعيم توفت ايضا معه في الغارة التي اوقعوه بها.
_هذا مايعتقده الجميع… الذي لا يعلمه الاغلبية انني لم اكن انا مع والدي في ذلك الحادث المروع. والجثة المتفحمة تلك في الحقيقة لم تكن سوى إحدى اعوان والدي. ..ولكن بعض اصدقاء والدي الاوفياء اخفوني عن الانظار واخفوا الخبر عن الصحافة حتى لايقوم من لهم يد بإغتيال والدي يلقوا الأذى بي ايضا.. .وها انا كبرت وورثت امورا كثيرة عن ابي ومنها خاتمه الذهبي هههه.
_جميل. جميل جدا.
_اظن انك قدمتي إلى هنا ليس للتعارف. او لتقصي لي عن كيفية نجاتك ياحلوتي.
_هذا امر بديهي فلا يوجد ذكاء في القصة ههههه. سأدخل في الموضوع مباشرة اريد ان اعقد معك صفقة. والربح سيكون لكلينا.
_انت حقا تشبهين والدك لاتضيعين الوقت بالثرثرة ههههه. . بيني وبينك أنا كذلك لا احب الكلام الكثير. بل احب الإختصار والربح السريع..لذى من اللحظة هذه سأوافق عن اي صفقة تقديمينها. ولكن بشرط ان اعود من ورائها بفائدة تستحق.
_انت إشتغلت قبلا مع والدي. وتعلم جيدا مانوع الفوائد التي تعود عليكم بعد تعاملك معنا.
_ومع هذا إسمحيلي اريد ان اطمئن..فالتجارة تغيرت عن ذي قبل.والساحة اصبحت ضيقة بعض الشيء علينا لنتحرك بسلام ومع هذا اذكريلي النسبة كم؟
_النصف 50٪.
_اظنك عادلة وانا موافق قبل ان تذكري لي مانوع الصفقة بالضبط.
عندما قدمت على هذه الخطوة الخطيرة .كنت قد وقعت على بيع روحي واشتريت لها ثابوت كفنها يليق بشجاعتها ولكن بما انها قوية وتواجه الصعاب فضلت ان تناضل وتكمل المشوار الذي بدأته من الاول.
بعدما انطبقت عليهم الحيلة حيث تسأل نفسك بالاخير مالذي يجعل كبار رجال المافيا اشهرهم قوة ومهابة وهم في الحقيقة مجرد صغار العقول عندما يسمعون بالمال !؟

يتبع..

الفصل الرابع عشر

في اليوم الذي قمت فيه بتعذيب كريستوا حتى يقر من يكون صديقه هذا الذي بيعت له اختي سيلفيا افصح بالاخير عن إسمه وعن عنوانه بإيطاليا وعندما احس مني عدم مسامحته ولن اترك سراحه حرا مجددا يجول في البلاد ويدمر ويزهق ارواح فتيات في ريحان شبابهن. إذ هو بإرادته ودون إدراك مني عن مدى قيمته في عالم المافيا حيث سحب الخاتم الذهبي ذوا الحجم الكبير من اصبعه ومنحه لي حتى اعفوا عنه وابقيه على حياته. وهو نفسه من عرفني على اهميته و تاريخة وعن من هم الاشخاص الذين كانوا يمتلكونه ومازالوا لحتى الان يقدسونه وكان قصده ان ابيعه واجني منه ثروة…
في تلك الاثناء اخذته منه قلت في نفسي قد ينفعني مستقبلا. .وبعد ذلك اصبحت الافكار تترابط بشأنه وقرأت في النت عنه اكثر .وجمعت اكبر عدد من المعلومات التي تخص الخاتم. ثم رتبت افكاري. ونسقت الخطة على هدى لسبيل واقع حدث امام الجميع قبلا. ولن يستطيع احد إنكاره .
وهذا ماحدث مع اوجاستن وصدق كل حرف لفقته عن حياتي السابقة التابعة لإحدى عائلات المافيا التي ابيدت ولم تترك لها شاهدا واحدا حتى يكذب أقوالي.
_بعد موافقة اوجاستن على الصفقة التي عرضتها عليه . منحته بعد يومين عربونا من المال الذي كان عبارة عن صفائح من الذهب التي كلفتني كل الاموال التي جنيتها من بيع منزلنا بامريكا و كالمعتاد مايكول هو من كان مكلفا بذلك وأرسل لي النقود يدا بيد عن طريق صديقه الذي يعمل بالخطوط الجوية ثم اخذتها بالكامل من هنا واشتريت بها تلك الصفائح من هناك وكل هذا المجهود وخسارتي للمنزل الذي عشت به احلى ذكريات عمري حتى ازيغ فقط عيون اوجاستن واجعله يصدق كل كلامي السابق و يقوم بعدها بالتنفيذ في اقرب وقت ممكن.
وبالفعل لم يمر اسبوع بالنسبة لي كان رقما قياسيا حتى ناداني هاتفيا اوجاستن لأحضر واعاين بنفسي البضاعة. .وقبل كل هذا في وسط ايام ذلك الاسبوع لم انقطع عن زيارة تلك المناطق العشوائية .إذ كنت كل يوم اعاين الاماكن وابحث بالتدقيق مابين فتيات البغاء لعل وعسى اجد مابينهن اختي حتى اني قمت بمصادقة اسوء الشباب والشابات .ربما اكتشف اكثر عن خبابا اعمالهم السرية. ولكن كلما اتوطد في خباياهم وخفاياهم تستبين لي امورا كانت غائبة عن كل ماعشته انفا..إذ ان الحياة للبعض مرة كالعلقم حتى يكسبوا قوتهم اليومي فقط.. واحيانا ذاك القوت المليء بالسم يجعلهم يفقدون ارواحهم فجأة.
_اووو.. مونيكا. ها نحن نلتقي من جديد.
_وسنظل نلتقي يا اوجاستن مادامت هناك صفقات تسقينا ذهبا هههه.
_ههههه هي كذلك احسنتي القول.
_هل انت جاهز لما طلبته منك؟
_اكيد وهل اوجاستن يصعب عليه امر يذر عليه بالمنفعة.. .تفضلي معي للاسفل .سيتم العرض بعد قليل وانت إختاري كما تشائين منهن.
_انا اخبرتك عما اريده.
_اعلم. تريدينهن شقراوات حبذا لو يكن من اصول امريكية. وهذا بالضبط ماجهزته لك .
_سنرى ذلك يا اوجاستن ان وفقت في الاختيار ام لا. سنرى ذلك.
دخلنا انا واوجاستن مع بعض اعوانه إلى قبو تحت سطح ارضية حانته. علمت انها الغرفة السرية التي تعقد فيها الصفقات المشبوهة.
كان ينتظرنا هناك في الاسفل مجموعة من الفتيات الشقراوات. كل واحدة اجمل من الثانية وما احزنني في تلك الاثناء انهن كلهن صغار لاتتعدى اعمارهن التاسعة عشر. اما صدمتي الكبرى ان سيلفيا اختي لم تكن موجودة مابينهن عكس كل توقعاتي وربما امنياتي.
اثناءها تغيرت ملامحي وهذا ما لاحظه اوجاستن علي عندما سألني عن السبب فلم اكترث بسؤاله ولكن عدلت من العبوس المرسوم على وجهي ثم تظاهرت انني اعاين البضاعة. فألتف حول كل واحدة منهن لأتأكد من شعورهن و اجسادهن وطولهن طبيعي.. .وانا بداخلي في تلك اللحظات نارا تلتهب سعيرا كل احشائي. حتى قلبي لا يكاد ينبض من شدة الالم والحسرة على خسارة فرصة إيجاد اختي.
_لم تقولي لي يا مونيكا هل هن في المستوى المطلوب.؟ ام لديك ملاحظات عنهن لم ترقك كما سبق ان لاحظت عليك التغيير.!
_لا لاااا. إنهن رائعات. هذا ماكنت ابحث عنه بالضبط. واظن العميل سيسر بالبضاعة الاخيرة. عكس كل البضاعات التي سبقت ان بعتها له.
_مبارك إذا وعلى حظ العميل بك هههه.
_وحظك الاوفر بي ايضا ههههه هل تنكر ذلك.
_لا. لا انكر ان وجهك هو سعد علي.. . إذا نحن متفقين على إكمال الصفقة. .. فمتى ستكملين لي الباقي من المال حتى اجهزهن لك ليقام بترحالهن في اجواء امنة.
_ بعد شهر من الان سيكون باقي الدفعة جاهزة. في ذاك الوقت تكون قد جهزت الفتيات بالكامل والطريقة التي تقيم بترحالهن بها.
_وإلى ذاك الوقت علينا الإحتفال بنية إنهاء الصفقة على خير. فانا ادعوك ليوم غد إلى منزلي الخاص خصيصا لأعرفك على اجمل ما رأت عينك.ألى وهي زوجتي التي تحتفل بعيد مولدها العشرين.

يتبع…

الفصل الخامس عشر

في تلك اللحظة التي لم اجد فيها اختي مابين تلك الفتيات.. وددت من قلبي ان اخرج المسدس من حقيبتي واضعه في رأس اوجاستن ولكن قبل ان اطلق الزناد واقتله عليه اولا ان يخبرني اين اخذ سيلفيا.وهل قتلها او رحلها من جديد إلى بلد اخر.كما فعل بتلكم الشقراوات اللواتي امامي ثم بعدها افرغ كل الرصاص الموجود بالمسدس عليه. واحرر الفتيات من قبضته.
ولكن تراجعت وهدأت من افكاري الجنونية. لانني ادرك جيدا قبل ان اخرج المسدس كليا .سأكون سقطت صريعة إثر الطلقات التي سأتلقاها من الحرس الخاص لأوجاستن. فهو يعرف كيف يحمي نفسه جيدا حتى وان كانت امامه انثى .عكسي تماما انا التي ذهبت إلى فم التنين بمفردي مصاحبة رجلين قويا البنية استأجرتهما كمنظر وبرستيج امام اوجاستن فقط.. . لذى قررت حينها ان اكمل اللعبة وقبلت على الفور بعرضه ان نحتفل في منزله سوى. لعل وعسى سيأتي يوما واحتفل برجوع اختي .
في اليوم الموالي كنت مستاءة جدا من كل شيء حولي . إذ بدأ اليأس يتغلغل كياني. فلم استطع الحراك من سريري . غارقة في الذكريات مصحوبة مزيدا من العبرات.. لذى إضطررت شرب حبة مهدىء لعلي ارتاح قليلا من الضجيج الذي برأسي ولم استفق إلا بعد غد ظهرا.
نهضت مسرعة رغم ان جسدي لم يطاوعني بعد الخمول الذي ألفه ليوم ونصف اليوم.. قمت بالاستحمام حتى يعود لي نشاطي. ثم اخذت مفاتيح السيارة وخرجت فورا دون ان اتناول فطوري . وتوجهت مباشرة إلى السوق. حتى اشتري هدية لزوجة اوجاستن. وكم إحترت في إختيار شيء يلائمها فأنا لا اعرف ذوقها وماذا تفضل او تكره نوعية هداياها اهي تحبها بسيطة او مكلفة ومبهرجة ولكن لا اعلم في تلك الاثناء كيف تذكرت امرا كان غائب عن ذهني. فسيلفيا اختي ايضا عيد ميلادها يصادف نفس عيد مولد زوجة أوجاستن. وكم إستغربت من هذه المصادفة الغريبة. والأغرب انهما في نفس العمر. حيث اغلقا العشرين سنه لكليهما .
هنا فقط اصبحت مهمتي سهلة. وتخيلت انني اشتري هدية لاختي وكم راق لي الوضع. لوهلة صدقت ان الامر حقيقة .
بعد حوالي ثلاث ساعات وبعد ان جهزت نفسي .ودون تأخر ذهبت للموعد… لم اتوقع ان يكون الحفل فيه مدعوين كثر. باحة قصر اوجاستن مليئة بهم.
يظهر ان الحفل مكلف جدا إذ وفر اوجاستن كل وسائل الراحة والمتعة للحاضرين. كبار المغنين وماكولات ومشروبات. ومفاجآت باهضة. يظهر على الرجل انه متيم بزوجته. وكم إنتابني الفضول في تلك اللحظة. من تكون تلك المرأة التي سرقت اسوء قلب ميت في عالم المافيا.
في تلك الاجواء الصاخبة المصاحبة للمجون والجنون من المعزومين .لمحت اوجاستن من بعيد يمرح ويضحك مع بعض المدعوين. فتوجهت صوبه حتى يعلم بوجودي وأهنئ زوجته بدورها .
_هاي اوجاستن. كيف الحال ؟
_مونيكا مرحبا. سررت بقدومك. . كم انت رائعة .. انظري لجمالك هههه.
_عيونك الحلوة شكرا.
_اعرفك باصدقائي تيابين. ثابيان. كريستيانوا .وهذه تابيانا وسونيا. ولكن احذرك من الان إنها شلة فاسدة. وكلهم عزاب ههههه.
_تشرفت بمعرفتكم.
_بل نحن من لنا الشرف.. .لم تعرفنا من قبل يا اوجاستن عن هذا الجمال الفتاك. .ام تبقيه لنفسك فقط هههه؟
_لو تعلمون من تكون .لما تجرأت حتى على السؤال ياتيابين.. دعك في حالك. ولا يحاول منكم احد الإقتراب. .. فهذه الفتاة ليست مثل الفتيات اللواتي تتعرفن عليهن صباحا وتتركوهن مساء .
_هههههه ألهذه الدرجة يكون الاقتراب منها خطيرا ؟
_واكثر… إنها تشتريك وتشتري اهلك وجيرانك وانت لاتعلم.
_اخجلتني يا اوجاستن. هههه ليس لهذه الدرجة. بالغت في الوصف. .ماذا يظنني الان الشباب لقد اخفتهم مني.
_لا عليك منهم. ااا المفرقعات. إنه وقت جلب قالب الحلوى . انتظري هنا مونيكا سأعرفك بزوجتي بعد ان تطفىء الشموع لن اتأخر.
كان الخدم يجرون قالب الحلوى ذوا اكبر حجم رأته عيني حتى الان. مصحوب بالمفرقعات ودوي الرصاص مختلطة بصوت الديجي كأنها حرب شنت في تلك اللحظة .. .خلفت وراءها دخانا كثيفا يتصاعد في السماء يتساقط منه خيوطا ملونة مختلفة اشكالها واحجامها. كان المنظر مهيبا .محمسا يجعلك مبتسما تحس بالبهجة والسرور رغما عنك.
من كثرة الدخان و الجموع التي حاصرت ما حول اوجاستن وزوجته. لم استطع ان ارى بوضوح هيئة صاحبة الحفلة وهي تقطع قالب الحلوى. التي انتظر بشغف حتى اتعرف عليها..
ولم يمر سوى بضع دقائق حتى ذهب كل شخص لمكانه وبدأت تعود الرؤية من جديد. فتقدمت للامام حتى اصل للمكان الموجودان به اوجاستن وزوجته التي كانت لايظهر منها إلا كتفها وهي تتحدث مع صديقاتها اللواتي يهنئنها الواحدة تلوى الاخرى.
تقدمت اكثر وانا احمل بيدي الورود والهدية ما إن لمحني أوجاستن حتى سبق وصولي إليهما مبتسما لي فعقد ذراعي بذراعه ليأخذني إلى زوجته.التي ناداها بحبيبته وما إن إستدارت ورأيت وجهها الملائكي حتى صعقت في مكاني وسقطت مني الورود وانا في أتم الشرود والذهول.

يتبع….

الفصل السادس عشر

لو كنت ممن يصابون بالإغماء اثناء المفاجآت لسقطت في تلك اللحظة بالدات وانا أتعرف لاول مرة على زوجة أوجاستن.. فمن دهشتي الكبرى بها تسمرت في مكاني لعدة ثواني. ولم اعد لرشدي إلا على اصوات اوجاستن المازحة. وهو يحمل باقة الورود التي سقطت مني إثر الصدمة بعد ان إلتقطها مازحا إياي لو يستطيع اخذها بدلا عن زوجته… فخجلت مما حدث وبررت انها سقطت لانني تعثرت بسبب ثوبي الطويل.. اخذتها وتقربت من زوجة اوجاستن لأقدمها لها.. والغريب انها لم يبدر منها اي علامات تجعلها تتفاجأ برؤيتي… ايعقل ان اختي سيلفيا لم تتعرف علي..!؟ وددت لو عانقتها بشدة وضممتها إلى صدري في تلك الاثناء. ان اخذها على جنب بعيدا عن كل اعين الناس. ابقى انا وهي فقط بمفردنا وتروي لي كل ماحدث معها من الالف للياء… لكن كل هذا لم يحدث حتى انني شككت ان تكون هي نفسها سيلفيا اختي!
_عيد ميلاد سعيد سيدتي… تفضلي ليتها تنال إعجابك.
_اااه لطفا منك. حقا ورود مشكلة جميلة مختارة بعناية انا من عشاق الورود. كيف علمت بذلك.؟ اظن ان اوجاستن هو من اخبرك هههه.. شكرا. فعلا. شكرا.
_من دواعي سروري.
_ادعى كلاوديا.. وانت؟
_تشرفت بك كلاوديا. ادعى مونيكا.
_ اظننا سنكون اصدقاء يا مونيكا من الان وصاعدا.. فذوقك جد رفيع.
_وهل اخرج منها انا هههه اصبح زوجك ذوقه رذيء إذا؟
_لا ههههه من قال ذلك. ايعقل! فحبيبي لايعلوا عليه. ولكن كفاك غيرة. حتى من صديقتك تغار منها علي!
_تعلمين ياعزيزتي اني اغار عليك من الهواء..ومونيكا ستكون شاهدة على ذلك من الساعة هذه هههه.
_أشهد هههه. كما اشهد انكما تحبان بعضكما البعض والغيرة وجودها ستزيد من حبكما وليس العكس.
_آاااه…عفوا.
_مابك عزيزتي هل انت بخير.؟ مالذي يؤلمك. _اسفة حبيبي. سأضطر ان اغيب قليلا سأذهب إلى غرفة الملابس. أغير فيها فستاني التالي كما سأضطر لتغيير الحذاء الذي آلمني بشدة. وبالكاد اتحمل كعبه العالي منذ بداية الحفلة.. اظنني اخطأت بالمقاس عندما إشتريته.. ربما ستساعدني مونيكا في السير والصعود بالدرج. وانت إبقى مع ضيوفنا هنا حتى لاينتبهوا على غيابي.
_حسنا كما تشائين حبيبتي… من فضلك مونيكا سنتعبك معنا. ارجو ان تساعدي كلاوديا على المشي بحذر فقط.
_سأفعل ذلك من كل بد.. لاتقلق ياروميوا فهي في أيد امنة ههههه.
_تمسكي بذراعي كلاوديا جيدا. وحاولي ان تمشي ببطء حتى لاتتوجعي اكثر.
_حسنا انا افعل.. تفضلي معي فالمدخل من هنا… لم يبقى علينا سوى ان نصعد الدرج وسنجد الغرفة مباشرة.
_ منزلك جميل جدا.. دعيني اولا اساعدك اعطني يدك.
_كما كنت دائما تفعلين معي ياهيلينا عندما احتاجك تمسكين بيدي حتى اطمئن.. انت لم تتغيري قط.
_سييييلفياااا…
اختي. ي. ي…
ظننتك لم تتعرفي علي او فقدتي الذاكرة مثلا.!
_بالكاد تماسكت امامك حتى لا اثير شكوك اوجاستن ونسقط صرعى هناك معا.. تعالي.. عانقيني. فانا إشتقت إليك كثيرا اختي.. انت هنا.. لا اصدق انك امامي. اظنني احلم.
_ااااه ياصغيرتي كم كبرت واصبحت اجمل.. إشتقت لك كذلك اكثر ماتتخيلينه ياعزيزتي… كم كنت خائفة القدر ان لايجعلنا نلتقي مجددا ولن احظى بمعناقتك كهذه اللحظة.
_وانا ايضا هيلينا. فمذ اخر مرة رأيتك فيها وانت تتحركين داخل السيارة يوم الحادث. دعوت الرب ان يأتي يوما ونلتقي مجددا بعد ان اجبرني ماثيوا اللعين القدر الإبتعاد عنك… اااه من تلك الايام ومرارتها.
_لا بأس عليك اختي. سيتغير كل شيء. المهم انك بخير وحية ترزقين. وكل شيء بعدها سهل.
_لا.. لا اظن يا اختي ان هناك حياة سهلة واوجاستن موجود فيها. ولكن لحظة.. اخبريني كيف وصلتي إلى هنا وعلمتي بمكاني؟
_إنها قصة طويلة. واظن كلينا عليه ان يروي ماحدث معه منذ وقوع الحادث حتى اللحظة.. والى ان نلتقي عليك سيلفيا ان لا تتأخري اكثر وتفعلي كما اخبرتي به اوجاستن حتى لاتخالجه الشكوك من ناحيتنا.. كما علينا ان لانثير ذلك. حتى نخطط كيف نهرب من البلد ونعود إلى وطننا…خذي بسرعة رقمي واسم بروفايلي. انظري. هذه هي صورته.إحفظيها جيدا.وراسليني عندما تكونين بمفردك.
كم كانت فرحتي بلقاء اختي لاتوصف وكأنها وقعت معجزة للتو إذ دبت لروحي الحياة من جديد وعاد نبض قلبي إلى طبيعته المعتاد بوجودها بجانبي.. فبرؤيتها ايضا ذهبت عني وحشة الوحدة واليتم. وكأن عائلتي كلها إختزلتها اختي…
ولكن كل هذا لم يمنع نفسي بالشعور بالخوف ان افقدها ثانية.. فسيلفيا سجينة اوجاستن. لايدعها تتنفس إلا وهو محاط من حوليها من كل جهة.. لاتتحرك إلا وهي معه او مع مجموعة حراسه الذين يرافقونها اينما ذهبت..فهكذا هو اوجاستن مع اختي منذ ان رآها اول مرة..حيث عشقها وتيم بها.وعن دون كل الفتيات اللواتي تعامل معهن.لم يحدث ان احب واحدة او فكر في الزواج منها حتى. ولكي يؤكد لها شعوره نحوها خاصة بعد محاولاتها المتكررة للهرب.قرر ان يتزوجها حتى تلغي فكرة الفرار. وتغير نظرتها إتجاهه وتحاول ان تحبه كما احبها بالضبط…ولكن عبث.فهي كما صارحتني عبر رسائلها انها لا تطيقه ولاتطيق انفاسه القذرة…إلا انها تسايره فقط حتى لايقوم بتعذيبها كما فعل ذلك منه عدت مرات بعد ان احس منها بالنفور إتجاهه.
لذلك كان من الصعب علينا اللقاء مع بعض بسهولة. بالكاد كنا نتبادل الرسائل عبر الهاتف لان الإتصال ايضا بها ممنوع فموبايلها مراقب من طرفه… وعلي ان اتحرك على الفور لكي أجد حلا لإنقاذ اختي من الكابوس والرعب الذي تعيشه ليلا نهارا.

يتبع…

الفصل السابع عشر

في الايام التي احاول فيها ان اخطط كيف اهرب اختي سيلينا من زوجها النرجسي المتسلط اوجاستن الذي لا احد يتوقع متى تأتيه نوبته الجنونية التي يقوم فيها بتعذيب زوجته على ابسط الامور تفاهة.
هاتفتني اختي عن غير عادتها. فنحن منذ لقائنا كان تواصلنا عبارة عن الرسائل النصية الإلكترونية فقط.. هاتفتني لتخبرني انها تنتظرني في منزلها. فاوجاستن سافر ولن يعود إلا بعد يومين.
فرحت بالخبر وقلت لاختي حانت اللحظة كي تتحرر من سجنها. وعندما اصل سنرى كيف سنتوارى عن انظار الحراس حتى نخرج من القصر دون إنتباههم والى ان اصل إليها طلبت منها كذلك ان تجمع كل الاموال والذهب الذي بحوزتها. او التي تعلم اين يخبئها اوجاستن حتى تساعدنا في إستئجار مركب يجعلنا نعود به إلى وطننا.
وبالفعل وبسرعة الريح قمت برد مفتاح الشقة التي إستأجرتها لصاحبها ولولا المسافة بعيدة الى القصر الذي تعيش فيه سيلفيا لرددت ايضا السيارة إلى الوكالة المخصصة لها هكذا حتى لا اعود للخلف و يؤخذ مني مزيدا من الوقت الضائع. ثم بعد ذلك نسافر فورا بحرا دون تأخير. ولكن فضلتها ان تبقى معي حتى تسهل لنا التنقل بسهولة.
عندما وصلت إلى بوابة القصر كان الحرس يحملون الهواتف الخلوية. وكأنهم يبلغون احدا عن وصولي ومالفت انتباهي ايضا انهم لم يستجوبوني اويفتشوني كما كان المفروض طريقة عملهم قبل دخولي. ولكن قلت في نفسي لعل سيلفيا هي من حرصت على ابلاغهم بوصولي وعدم التعرض لهم لطريقي.. دخلت بعدها الى باحة القصر ونزلت من السيارة بسرعة وانا اركض إتجاه الباب الثانوي للقصر. اصبحت انادي باسمها في الداخل. .ولكن لا احد يرد ! حتى الخدم لايظهر منهم احد.وكأن القصر من الداخل خاو..
_سيلفيااا.. سيلفيااا انا هنا وصلت عزيزتي.. اذا كنت فوق إنزلي إلى الاسفل؟
_انا فوق هيلينا. اصعدي إلى غرفة الملابس نفسها.
_هههه لاتقولي لي انك ستجمعين كل تلك الملابس التي بالخزائن العملاقة.. ها انا الدرج متعب حقا..وصلت اين انت؟ oh my god سيلفيااا مالذي يحدث؟ مابه وجهك مزرق.. ومن قيدك هكذا؟!.
_واخيرا حضرت. كنا ننتظرك حتى نكمل الحفلة الثانية كلنا مع بعض فلا تجوز بدونك.
_اوووجاااستن!!!!!؟؟؟
_نعم اوجاستن. هل اناديك بمونيكا اولا او هيلينا احسن.
_ماذا فعلت باختي ايها الحقير. اترك سيلفيا ياوجاستن في حال سبيلها. وان كان هناك شيء يحاسب عليه. فانا من تفعل معها ذلك وليس هي المسكينة.
_لاتنادني ثانية باوجاستن. بل نادني بالغبي. بالسادج فكيف لواحدة مثلك ان تجعل رجل مثلي في مهابتي وقوتي ابلها..برافوا عليك.. شابوا..
اقول لك الحقيقة يا هيلينا.مع اني احب اسم مونيكا احسن هههههه..ولكن لابأس..تعلمين لا احد إستغفلني يوما حتى كبار المافيا. بل زعماء المافيا. فتأتين انت تسقطينني على رأسي. وممن من مجرد انثى..وهذه هي التي لم تدخل رأسي..مجرد انثى وانا الذي اجعل جميع الإيناث يرتعشون مني خوفا يقبلون قدمي كالكلاب حتى لا أؤذيهم…ولولا الكاميرا تلك انظري إليها في تلك الزاوية..فلولا تفقدي إياها بالصدفة لما كنت حتى الان ارتدي ثوب الأجذب ههههه.
_حتى في الغرفة التي ترتدي فيها زوجتك تضع فيها كاميرات! انت حقا مريض يا اوجاستن. قلت لك اطلق سراح اختي ولنتحاسب.
_بل ستتحاسبا كليكما على فعلتكما. فلا احد يستغفل اوجاستن.
_دعنا وشأننا وسأمنحك باق المال الذي بحوزتي.
_هههههه..عن اي مال تتحدثين ..!؟ فكل اموالك المزعومة.وان وجدت لاتقضي حتى على شراء مناديل لمرحاضي.
_وانا لا اريد منك سوى ان تترك اختي فهي مكانها ليس هنا.
_اختك هي زوجتي. فالتقتنعي بذلك ياهيلينا ولن تخرج من هذا القصر إلا وهي جثة هامدة. فهي ملكي انا… ملكي انا وفقط.
_وان كانت لاتريدك. هل تفضل البقاء مع إمرأة لاتحبك!؟.
_بل هي تحبني.. إنطقي.. تكلمي حبيبتي انت تحبينني أليس كذلك..؟ تكلمي..
_بل امقتك يا اوجاستن.فلا احد يعامل زوجته بهذه الوحشية.. اكرهك يا اوجاستن.. لا اخاف الموت بل افضله بدلا ان اكمل حياتي مع شخص مريض مثلك.
_إخرسي.. انت تكذبين.. تكذبين لان اختك هي من علمتك تقولين ذلك… هيا إعترفي حالا بحبك لي ياسيلينا.. هيا تكلمي انت تحبينني لوحدي انا..
_اترك اختي ايها السافل..دع شعرها..لا اريدك ان تلمسها..إبتعد عنها.
في تلك الاثناء هاجم اوجاستن على اختي كالمجنون.واصبح يضرب فيها مجددا ويمسك بشعرها حتى تعترف إجباريا له بحبه. فانطلقت نحوه.وامسكته من الخلف حتى ابعده واحمي سيلفيا المقيدة على الكرسي من توالي الضربات التي تتلقاها منه عشوائيا..
فاستدار نحوي فجأة وصفعني بقوة على وجهي حتى اني سقطت إثر قوة الضربة.. هنا جن اوجاستن على اخره إذ اخرج المسدس من خلف سرواله ووجهه صوبي وانا ممتدة على الارض.. وعلمت انه لايتوان مطلقا عن إطلاق الرصاص لردعي قتيلة.. في تلك اللحظة كانت صرخة سيلفيا هي المنقذة لي. ترجته ان يتوقف وان لايطلق الرصاص علي..وهددته إن داس على الزناد ستجهض الجنين الذي في بطنها.
حينها صعق اوجاستن مما سمعه للتو. فهذا ماكان يود سماعه منذ فترة طويلة..فبدأت يده ترخي السلاح وفي الوقت الذي استدار ناحية سيلفيا إستغليت الفرصة. وقمت بخفة وعرقلت قدمه من تحت فخضه حتى سقط.ثم اخذت الكرسي و ضربته به على رأسه اردعته صريعا.. بعدها قمت بفك الرباط من حول يدي وقدمي سليفيا وعانقتها … وما إن حررتها حتى صرخت مجددا سيلفيا تذكر فيها إسمي بصوت عال ولم احس بنفسي وهي تدفعني بعيدا عنها إلا وانا اهوي ارضا. وفي لمح البصر اسمع صوت طلقة رصاص لأرى اختي سيلفيا تتلقاها بدلا عني وتسقط هي كذلك ارضا.. فلم يبقى لي الا الحل الاخير الذي اخرجت فيه مسدسي وافرغت كل الذخيرة التي به في جسد اوجاستن وهذه المرة متأكدة انني لم ابقي عليه حتى يحاول الحراك ثانية.
بعدئد قمت وركضت نحو سيلفيا كالمجنونة عليها..اتفقد إصابتها هل هي بليغة مميمة ام هي بسيطة وانا ارتجف من شدة خوفي عليها خاصة بعد الدماء الكثيرة التي لطخت يدي بعد الإمساك بها احاول ان اجلسها .

يتبع…

الفصل الثامن عشر والأخير

بعد مرور خمس سنوات.
بعد عودتي للوطن اراد مايكول ان ينبهني بأن الشرطة قادمة للإمساك بي… ولكن الوقت قد فات الاوان على ذلك. لأجد نفسي وانا على قبر والدتي محاصرة من كل نواحي المقبرة..
ولكن الخطأ الذي إرتكبه مايكول انه أمر اعوان الشرطة ان لا تكبل يدي. ووضع ثقته بي في الحين الذي كنت فيه لا احتمل ان اتلقى عذابا او ألاما اخرى تنتظرني بعد الذي مر علي طيلة تلك السنين الخمسة الفارطة.
فكيف له ان يعاتبني على الرجوع الى وطني. والغربة هي كذلك اصبحت السوط الذي يعذب ذكرياتي ليلا نهارا.. خاصة بعد وفاة من فعلت المستحيل كي انقذها وقضت على الحلم كي نعود لنعيش سوى بقية حياتنا مع بعضنا البعض..وننسى كل الذي مررنا به سابقا… ولكن للاسف لم استطع ان احميها حتى من نفسها..
كيف اخبرك يامايكول ان سيلفيا ذهبت ولن تعود كما فعل والدي من قبل وبقيت في هذه الحياة البائسة بمفردي.
كيف اخبرك ان سيلفيا انقذتها من الموت الموشك بعد الرصاصة التي تلقتها من زوجها اوجاستن. لن انسى ابدا تلك التفاصيل. التي دمرت نفسيتي وانا اجلسها واناديها باختي حتى اتاكد انها لاتزال على قيد الحياة. شكرت الرب وسقطت دموع فرحتي بأنها لاتزال معي. فحملتها على الفور. ونزلت بها الدرج بسرعة قبل ان يأتي الحرس ويكتشف موت سيده… خرجنا من الباب الخلفي للقصر وتوجهنا إلى المرآب وركبنا سيارة اوجاستن الهامر السوداء وانطلقت بها كالبرق. وعندما وصلنا امام حاجز الحرس اردت ان اخترقه. ولكن اختي التي كنت اتواصل معها لفظيا حتى لاتفقد وعيها. هي من اخبرتني ان اشعل واطفء المصابيح الامامية ثلاث مرات… هي اشارة سرية يعلم بها حراس اوجاستن انه هو من بالسيارة… وبما ان النوافذ حالكة سوادها لم يلاحظ احدا منهم نحن من نكون بداخل سيارة سيدهم.. ففتح الحاحز وضغطت على الزناد وانطلقت دون مراعات اي شروط للسياقة. كل ماهمني في تلك الاثناء ان انقذ اختي قبل ان يزداد النزيف من تدفقه مابين ضلوع كتفها الايمن..
ولكن ماكنت اخشاه في تلك اللحظات الصعبة اين سآخذ اختي لاعالجها. ونحن تركنا قتيلا وراءنا. فبديهي أي مستشفى ستؤخذ إليها سنتلقى منها السين والجيم اللذان لا ينتهيان. حتى المستوصفات الصغيرة لا اعلم مكان وجودها اين؟ فانا بالاخر في بلد غريب عني لا اعرف الامكنة… والمذهل انني في وسط تلك الحيرة.و الفوضى العارمة التي يسبح فيها عقلي تذكرت على حين غرة ردولف. تذكرت عندما سألته في اخر لقائنا مالذي يعمل به حاليا؟ اخبرني انه يكمل دراسة الماجستير وفي نفس الوقت يأخذ كرسات في التمريض.. فتوجهت مباشرة إلى الشقة التي بالعمارة متمنية اني اجده بها ولم يرحل بعد من البلد.
وثواني كنت امام الباب ارن الجرس ممسكة بذراع اختي الذي اطوقه خلف عنقي كي لاتسقط.. وكم عادت لي انفاسي عندما فتح ردولف الباب وهو في دهشة من امره بعد الذي رآه ما صوبه.
_اشكر الرب انك هنا..ارجوك ردولف ساعدني من فضلك.
_مالذي يحدث يا هيلينا؟ مابها سيلينا اهي كذلك موجودة هنا بإيطاليا؟
_سيلينا تموت ياردولف..حاول ان تنقذها.ولا تسألني اكثر.فالقصة معقدة وطويلة. سأرويها لك لاحقا..هيا ساعدني ان نلقيها على السرير.
_إنها تنزف بكثرة..اظن فقدت الكثير من الدماء…اوووا ايعقل الجرح عبارة عن اصابة لرصاصة!! لا اصدق ذلك ياهيلينا انكما وصلتما لهذا الحد من الخطر.
_اتعالجها اردولف ام اخرجها من هنا؟
_لا بأس سأرى ما افعله سأحاول ان اخرج الرصاصة اولا. ثم اطهر الجرح. وعليك ان تساعديني يا هيلينا بإحضار مانحتاجه. ارجوا ان نجد اللوازم الطبية.. اذهبي وجديلي حقيبة الإستعجالات ربما هي في الحمام.
مرت بعد ذلك ساعتين وردولف يخرج الرصاصة من صدر كتف سيلينا بعد ذلك عقم وقطب الجرح بعناية شديدة وشكرنا الرب ان النزيف توقف. وزال الخطر على سيلينا بعد ان إطمأنينا عليها جلست انا وردولف وقصصت الحكاية له من البداية. والتي مختصرها. انني لم اختار البقاء معه سابقا ليس لاني لا اريده او لا احبه. بل من اجل ان انقذ اختي فقط. وتفهم الوضع. ولكن الامر الذي احزنني انه ابلغني ان طائرته ستغادر بعد ثلاث ساعات. فهو عليه الرحيل. واخذ القرار ذلك بعد ان خيب امله بما كان يحلم به انفا..
حينها تأسفت لردولف كثيرا عن مابدر مني ناحيته.و ان كل الامر خارج عن سيطرتي ولو كان بيدي لعدت للوراء واعترفت له بحبي يوم كنا بالجامعة ندرس فيها مع بعض. ولكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه.
سافر بالفعل ردولف الى امريكا وانا من اوصلته للمطار إذ ودعته الوداع الاخير بكثير من العناق مصحوبة بالدموع التي تتساقط كالسيول. بعد ان منحني مفاتيح شقته التي لا تزال مدة استئجارها لم تنقضي مدتها بعد بما انه استعجل رحيله. فارادني ان امكث فيها حتى تشفى اختي ونرى مانفعله بعد ذلك.. والذي اخافني واربكني في تلك الاثناء هو تحذيره لي عن اختي. حيث نصحني ان اخذها الى اقرب مصحة حتى تتعالج من الادمان.. فسيلفيا تتعاطى الممنوعات. والدليل ان ذراعيها كلتاهما مشوهتان من كثر الحقن الوريدية التي تحقنها بوخز الابر الملغمة بالسموم .
مرت الاسابيع و تعافت اختي من الجرح الذي خلفته الطلقة النارية ولكنها لم تستطع ان تتعافى من السم المنتشر بجسدها… في البداية ظننت ان الوضع هين بالنسبة لما قاله ردولف عن اختي. ولكن ماعشته معها بعد مرور الايام كارثي بكل المقاييس.. لدرجة ان سيلفيا حاولت الانتحار بعد ان منعتها من الخروج لتجلب لنفسها المخدر حتى تهدأ. ويهدأ كامل جسدها الذي يرتجف وكانها اصابتها حمى.. وانفها المصاب بالحكة المفرطة التي لا تكاد تتوقف والوجع ايضا الذي لايحتمل برأسها… كنت اقاوم ضرباتها لي ونوباتها الصراخية. ولكنها المسكينة كنت اتفهم وضعها واحزن كلما اراها تتعذب وهي تتوسلني ان تأخذ جرعة واحدة ولن تعيدها بعد ذلك…فلولا الوحوش البشرية الذين خطفوا براءتها لكانت اختي الان اميرة في احسن حالاتها .. ولكي تعود كما كانت لم اطاوعها بل شددت المراقبة عليها. ولم اتركها بمفردها حتى اتاكد انها في سبات عميق بعدها اذهب للتبضع واعود للمنزل بسرعة .
ولكن في احد الايام إستغفلتني سيلفيا ومثلت علي انها نائمة. وبعد خروجي من المنزل. فعلت هي الامر نفسه. وذهبت مباشرة لشراء السم الذي تتعاطاه..ثم عادت للمنزل لا يستطيع احد ان يتعرف على ملامحها الباهتة التي تميل إلى الزرقة..
في تلك الاثناء كنت انتظرها بخوف كبير عليها. وما إن فتحت الباب سيلينا ودخلت ادركت مالذي فعلته بنفسها.. حينها استشطت غضبا منها وقمت بصفعها عدة مرات متتالية اؤنبها واعاتبها لما استسلمت بهذه السهولة بينما كنا نسير في خطى العلاج..
ولكن للاسف ليتني لم أقم بضربها فبعد عدة ثواني فقط سقطت سيلينا ارضا لم تتحرك ساكنا. ظننت انها اغمي عليها. عندما طال الامر معها. حملتها هذه المرة للمستشفى ونسيت كل العواقب التي سأتلقاها هناك. المهم سلامة سيلفيا.. ولكن الفاجعة كانت اكبر من كل التوقعات.. حيث ابلغني الاطباء ان اختي توفت إثر جرعة زائدة اخذتها بالوريد.. فانصدمت اثناءها وسقطت بدوري ارضا. ولم استفق إلا بعد عدة شهور. اذ دخلت غيبوبة الانكار لما حصل معي مؤخرا وهذا ما اخبرني به الاطباء بعد استفاقتي.
بعدها عشت كالميتة الحية مرت السنين التالية ولم اجد الراحة والاطمئنان يوما.. لذى عدت إلى وطني لكي اكون مابين عائلتي.. فأنا اسفة يا مايكول علي ان آخذ مسدسك الان علي الرحيل فانا لا استطيع ان اعيش بمفردي وعائلتي بعيدة عني. إنهم ينتظرونني ..انظر هاهم جميعا هناك. بابي ومامي وسيلفيا كلهم معا… والان سنجتمع كلنا ولن يستطيع احد ان يفرقنا من جديد.
#النهاية

نتمنى لكم قراءة ممتعة زوار مدونة كامو الأعزاء
ولطلب اي رواية من اختياركم راسلونا على قناة التليجرام من هنا —-> مدونة كامو للقصص والروايات

أو على رسائل الصفحة الخاصة بالموقع على الفيس بوك من هنا —-> كامو للراوايات والقصص

وللمزيد من الروايات الرائعة يمكنكم تصفح الموقع والبحث عن أي رواية ترغبون بقراءتها من هنا —-> مدونة كامو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!