روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل السادس والخمسون 56 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل السادس والخمسون 56 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء السادس والخمسون

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت السادس والخمسون

دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)
دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة السادسة والخمسون

البارت 20
# دموع العاشقين
🌾((اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون))🌾
بإحدى الكافيهات دلفت مكه بخطوات ثابته متزنه ، تبسمت لبعض الفتيات والشباب وهي تتقدم منهم فما أن وقفت بقربهم صافحتهم بمحبه وجلست فتسامروا قليلاً.
وقف شاباً ناصع البياض ذو أعين خضراء نحيل الجسد طويلاً وخاطب مكه قائلاً :-
مكه هل تأتي قليلاً أريدك بشئ على انفراد ؟
هبت واقفه قائله بإبتسامة :-
حسناً ، “نظرت للفتيات وتابعت قائله” أستأذنكم لبعض الوقت لن أتأخر.
اؤماوا لها بإبتسامة بينما خرجت خلفه خارج الكافية بمكان منزوياً عن الطريق و وقفت بعيداً عنه قليلاً فبادر هو قائلاً :-
أخبرتيني على الهاتف أنك اخذتي قرار بطلبي أود أن اسمعه.
صمت بقلباً راجف يخشى أن تقول ما سوف يحطم فؤاده لذا صمت بخوف.
كان بداخلها صراع فيما ستفعله وبذاك القرار الحاسم الذي سيقلب حياتها رأساً على عقب ولكنها تود ان تخرجه من فؤادها ان تثبت له انه لا شئ.
كانت حائرت الفكر لا تدري هل توافق ام ماذا وهل ما ستفعله صحيح ام لا أغلقت جفونها بتوتر شديد وارتباك وتنهدت بصوتاً عال كأنها تخرج تلك الأفكار من رأسها ونظرت له قائله بثبات :-
قراري إني……..
نظر لها بعمق وتساءل بأمل :-
أنتِ ماذا هيا تحدثي؟
زاغ بصرها ، ترددت كثيراً وتحير فكرها وخفق قلبها تحادثها نفسها قائله :- لا تفعلي هذا ، هكذا ستظلميه وستظلمي قلبك ، تمهلي قليلاً فكري أكثر خذي وقتك ستندمين.
طال صمتها فأنتابه القلق من أن ترفض فهمس يحثها على الحديث والأقبال :-
مكه ما بكِ أنتِ بخير ؟ اود أن اسمع قرارك فأخبريني لا يمكنني الأنتظار اكثر من ذلك فلتثلجي قلبي .
# موافقه.
نطقت بها سريعاً قبل اي تراجع وتنفست الصعداء وهي تأخذ شهيق وزفير تباعاً.
لكن قلبها ما زال مفعم بالحزن مهلاً هل هذا سؤال فمن اليوم سيظل الحزن والوجع جاثمين به سيكن العذاب رفيق روحها والدموع ملاذها ليلاً وسيكون الليل ونيسها.
فلتأتي يا دنيا بما عندك فلم يعد هناك شئ اكثر وجعاً مما بقلبها.
هل سيعلم فؤادها كيف يضحك من اليوم ؟
أهلاً ومرحباً بالأحزان والهموم من اليوم فهم دنيتها فيما بعد.
او لعلها تحب ذاك الذي وافقت على الزواج به من يدري بالغيب سيعوضها الله أكيداً على حرقة فؤادها ودموعها وتعبها سيفرج همها كأنها لم تعي للحزن يوماً وسيتلاشى بيوماً ما.
فاقت من شرودها على تلويح كفه امام وجهها فتنبهت له وهمست باسمه :-
سأخذ معاد مع ابي وسأخبرك.
تبسمت عينيه وتوهج وجهه أشراقاً وسروراً وهمس بنبرة صادقه :-
يا ليتك تدرين كم سعادة قلبي الآن … أنا حقاً لا أصدق … أني سعيد ، سعيد للغايه سأجعلك أسعد فتاة على وجه الأرض ولن اجعلك تحتاجين شيئاً فمنذ ان وقعت عيناي عليكِ وقع قلبي أيضًا يا فتاة أحلامي اعشقكك واود لو اتزوجك اليوم قبل الغد “وضع يده على قلبه واغمض جفنيه هامساً” ااااه سأبرد نار قلبي الآن واطمئنه ان معذبته له “فتح جفنيه ناظراً بعمق عينيها وقال بعشق”
مكه اني احبك فوق ما تتخيلي أعشقكك كلك أخلاقك وقلبك الذي أسرني أنتِ يا فتاة اسيرة داخل فؤادي ولن ااحررك أبداً ستظلين بمسكنك.
أين هي ؟ هل جربت يوماً أن تنسحب روحك منك ويتوقف نبض القلب ومع ذلك يبقى جسدك باقياً بالحياة وقد اختفت الحياة من قلبه أنه فقط بحاجه لقبر يضمه وينتظره ولا يأتي.
اظن ما هي الحياة أين هي لا عقلها ولا روحها او فؤادها موجودين أنهم راحلون إلي الحبيب معشوقهم حيث سكنهم ومأؤهم.
لم تستمع لحرفاً مما قال ، فـ صورة من عشقته قابعه امام عيناها لا تغيب ، وصدى صوته يدوي فلا تسمع غيرة فصوته مصدر أمانها وراحتها وأطمئنانها وسكينتها.
تنبهت له حينما هم بأمساك يدها لتبعد يدها وتتراجع للخلف خطوه . فأسرع برفع ذراعيه هامساً بضحكه :-
بعتذر لا اقصد ذلك فقط كنت أحاول جذب انتباهك انتِ هنا وليست هنا فأين أنتِ؟
بدموعاً لامعه بمقلتيها تبسمت بخفه وهدوء وقالت :-
لا فقط انشغلت قليلاً لا بأس أنا معك ماذا كنت تقول ؟
أشار بيده وما زال تأثير الفرحه يشع بنوراً من مقلتيه :-
هيا بنا نخبر رفقاءنا بذاك الخبر السعيد ولنحتفل قبل عودتك للمنزل.
سارت خلفه للداخل مطأطأت الرأس كاسفت البال تود لو تخرجه من فؤادها وتقذفه خارجاً ان توقف التفكير به وتعاتب فؤادها لماذا … لماذا هي موجوده تشعر بإن به شيئاً … لقد غاب كأن القمر غاب ذات ليله ، او الشمس لم تشرق ، هذا هو حالها قلب بلا نبض،جسد بلا روح،تود لو أن تحلق إليه وتعانقه وتشكِ له منه إليه.
وتختبئ من العالم به.
لم تدر كيف وصلت للطاولة فكانت كالمتغيبه فاقت لذاتها على صوت التهنئة من صديقاتها واخت “علي” و توالت عليها المباركات.
ضمت اخته فما ان اوشكت بالإبتعاد حتى رآته جالساً وامامه فتاة ترتدي ماذا ترتدي ؟ هي لا ترتدي شيء بذاك الفستان القصير للغايه.
مهلا ممسك بيديها أيضاً ويحادثها.
حملقت مزهوله بك وتجمدت الدماء بأوردتها واخذ صدرها يعلو ويهبط أشعرت يوماً بنيران تصهرك هي الآن رماداً.
تسمرت مكانها تود لو تقلع له عينيه الآتي تنظرن لها وليديه الممسكه بكفيها استشاطت غيرة.
تلاقت أعينهم بلحظه عاتبه مؤلمة تبث الشجون بلغتها المحببه لدى العاشقين.
أقترب على “على مصري الجنسيه ولكن والدته اجنبيه وكل حياته بالخارج” هامساً بقلق :-
مكه أأنتِ بخير ما بكِ على ماذا تنظرين ؟
تنبهت له فأستدارت بأتزانً وبسمه تزين ثغرها وهتفت برقه :-
لا انظر لشى انا فقط افكر كيف ستكون حياتنا واطفالنا وبيتنا أيضًا.
ابتسم بحب وهم بفتح فاهه للرد ليجذبه عثمان ولكمه دون كلمه ليرتد على للخلف مصعوقاً دون ان يعي شئ وقبل ان يعي تلقي لكمه اخرى اسقتطه ارضاً وهجم عليه عثمان ك الثور الهائج وهو لا يرى امامه سوا حديثه مع محبوبته ضحكتها لها نظراته التى يعرفها جيداً.
شهقت مكه وهي متسعت العينين وأرتجفت كلياً.
هوت دموعها بخوف بينما تجمع كل من بالكافية يحاولوا انقاذ ذاك الذي اغشي عليه غارقاً في دماءه.
اقتربت مكه ممسكه بقبضته ببكاء وهي تقول.:-
لا لا سيبه هيموت حرام عليك.
نهض مهتاجاً وهو ممسك بذراعها الذي كاد ان ينكسر من قبضة يده وصاح بأعين يغلفها السواد :-
اااايه خايفه عليه والله لاموتهولك … بتعملي ايه هنا ؟؟؟
تلجلج صدرها لم تدر كيف تجيب وهي ترتعد خوفاً هكذا منه فتعالى نحيبها بحرقة.
فـ لآن فؤاده قليلاً وما زالت غيرته تسيطر عليه جذبها من معصمها للخارج و وصل بها من السيارة وفتح بابها.
استجمعت قواها الخائرة ونظرت له بجمود وتجمدت دموعها وسحبت ذراعها الذى ازرق من قبضته :-
اوعى ايدك كداا.
أغلقت الباب بعنف ونظرت له ثم دفعته من صدرة وهي تصرخ به :-
أنت عملت ايه فيه ؟ كنت هتموتوا يااخي انت أيه ؟
أنت مش طبيعي والله.
أتسعت عينيه بهالة مخيفه وعاد امساك ذراعها لتتاوه بألم وصرخ بوجهها :-
ااايه خايفه عليه ليه ؟ انتِ مشفتيش بيبصلك ازاي !!؟
كنتِ مفكره هسيبك معاه افتراض ازاكِ ؟
ظهرت أبتسامة ساخره على جانب فمها وغمغمت قائله بوجع :-
هو مستحيل يأزيني ، بس أنت اللي بتأزيني وحل عني وأبعد عشان بجد حرام كده والله انا تعبت كفايه بقا ارحمني وابعد عني !
أشار لذاته مزهولاً وتمتم بنبرة لاذعه :-
أنا ؟؟ انا يا مكه هأزيكِ ؟
اردات أن تعاتبه أن تخبره أنها بحاجة إليه كي يحميها من كل شئ حتى نسمة هواء قد تمرضها.
يكفيني رؤياك لكي تنبع ضحكة صافية من بين ثنايا القلب لا يغشاها شيئاً.
لا تترك يدي أجعل كفك يضم كفي للأبد يا وطني فلنمضي سوياً إلي جنة الرحمن ، فلتكن السعاده لنفسي والراحه لقلبي والسكينه لروحي كن لي كوكباً دري وسط الظلام الحالك ولتتمسك بيدي ولا تتركها.
لكنك تركتها بأول الطريق يا ليتني لم اعرفك يوماً او أراك.
لاذت بالبكاء وقلبها يصرخ حتى ازاحت دمعاتها بكفت يدها وهمت بإن تعيد ادراجها ناحية الكافية ولكن يده قيدة معصمها وصرخ بغضب :-
أنتِ رايحه فين ؟
ألتفتت له بثباتً وجمود ونبره خاليه من كل شيء وصاحت وهي تدفع يده :-
ملكش دعوه اروح فين اجي منين ملكش حق تسألني ولا تعرف انا بكرهك يا عثمان بكرهك وكرهتك فأبعد عني عشان كرهي ما يذدش اكتر من كدا خليك الأخ اللي ما زال بقلبي وبس مضيعش دي كمان.
أبتعد خطوتين وهو يغلق جفونه بعنف.
وخفق قلبه الذي اضناه الوجع وأصبح حالك السواد.
تكرهه ؟ حبيبته أبنته تكره ؟ ولكنه يستحق فقد وجعها وأهانها وجرحها يستحق اكثر من ذلك.
أهذة هي حقاً أميرة قلبه التى كانت مفعمه بالحيوية والنشاط گ فراشه تحلق وباي مكان تنشر البهجه وتملأ الدنيا وتغمرها حنانً.
أهذه هي من انارت جدران قلبه الحالك لتذيقه من انوار الحياة ابهاها منطفئه حزينه فما انكسر لا يتصلح أبداً وهي تحطمت كلياً.
ساد الصمت وعم قاطعته هي هامسه بنبره مفعمه بالحزن والوجع والثقل اضنى فؤادها والغيرة تسيطر عليها :-
رووووح للبنت اللي كانت معاك مينفعش تسيبها لوحدها تنفعك ولايقه عليك ذوقك حلوو ربنا يسعدكم ياررب.
قالتها بسخريه وابتسامة هازئه ممتعضه على ثغرها وقالت بنبره لم تستطع اخفاء الغيرة بها :-
روووح امسك ايدها وكلمها ام فستان بين اكتر ما مداري دي روح أشبع بيها يارب تتحرقوا سوا.
قالتها وهي تغادر من امامه بغضب وغيره متوجه للبيت.
ليزفر هو بضيق سرعان ما أبتسم ضاحكاً لقولها.
وأسرع على عجل خلفها شبه راكضاً أمسك ذراعها قائلاً :-
استنى عندك هنا.
التفتت له بوجهاً غاضب وبحنق هتفت:-
خير عايز ايه تاني.؟
أشار للسيارة :-
امشي اركبي خليني اوصلك !!
وضعت يديها بخصرها وبسخط هتفت :-
وأنت توصلني ليه اصلاً ؟ روووح وصل اللي كانت معاك مينفعش تسبها كدا عيب.
ببرود تام جذبها من يدها عنوه وهو يقول.:-
اسمعي الكلام وأنتِ ساكتة.
فتح الباب ودفعها للداخل ،حاولت بشتى الطرق ان تتحرر من قبضته لم تستطع حتى النزول من السيارة.
استقل السيارة وأنطلق بها ، نظرت من خلف النافذه للطريق بشرود ودموعها تهوى على وجنتيها بألم ، لاحظ دموعها من مرآة السيارة التي كانت تتقاذف على قلبه گ الجمر.
دون ان ينظر إليها قال متسائلاً :-
مكه أنتِ كويسه ماااالك بتعيطي لية ؟
# مفيييش.
نطقت بها بجفاء وحده وهي تعقد ذراعيها.
وفاضت عينيها بالدمع اكثر.
كثى الضيق وجهه … وخفقت دقاته بوجع … وأضنى الحزن روحه ونفسه وروعه … لذا ركن السيارة على جانب الطريق … وعم الصمت والهدوء إلا من شهقاتها هي.
# وبعدين.
نطق بها عثمان بنبرة حانيه وهو يستدير بجلسته قبالتها.
أختلست نظره بطرف عينيها ولوت فمها بطفولة وهي تقلده :-
وبعدين.
# متجننيش.
وأجننك ليه ؟
نطقت بها مكه وهي تلتفت له … فأخرج منديلاً ورقياً وهم بتجفيف دمعاتها ، فأرجعت رأسها للخلف بجمود وامتعاض.
فتنهد وهو يكابد على كبح غضبه وتسائل بنبرة هادئة :-
ممكن أعرف بتعيطي ليه ؟
تأففت وهي تنظر أمامها متامله الطرق وهتفت بنبرة حاده :-
يهمك في ايه بعيط او لااا مش خلاص عملت اللي عليك وهنتني قدام صحابي كمان وضربت على.
تخللت الغيرة ثنايا فؤاده وغلت الدماء بعروقه ودق قلبه بعنف.
كيف لها أن تنطق اسم رجلاً غيرة ؟
هو فقط من يحق لها ان تنطق حروف أسمه بصوتها الرقيق الذي يترنم بأعذوفه عذبه تريح فؤاده وتبهج روعه.
لكم النافذه بغضب وهو يصرخ بأعين متسعه تشع شرارت الغضب :-
اسكتييييي مسمعش صوتك بيجيب اسم اي راجل تاني على لسانك.
أنتفضت برعده ونظرت له قائلة بتريث :-
ليه يعني ؟ وبعدين الرخيصة دي ازاي تركبها عربيتك وتقعد جنبها كدا لا وكمان كنت عاوز تمسح دموعها.
تألم قلبه وغض بصره وانعقد لسانه فلاذ بالصمت يود ان يقول انها لست كذلك بلا أنتِ أغلى من كل شئ اااه لو تدري أن كل دقه تدق من أجلها وأنها شامساّ تضى فؤاده المظلم وتنيرة.
بصمت قاد السيارة حتى توقف امام الفيلا لتترجل هي ركضاّ مهروله للداخل.
🌿((اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات))🌿
غادرتها روحها تهفو ناحية رحيم الذي استعاد وعيه.
طلت البهجه من شرفة عينيها … وتوهج قلبها مسروراً مشرقاً … وأنشرح صدرها … كانت كنسمة تسير شبه راكضه بشوقاً تقبل ناحية الغرفه والبسمه لا تفارق وجهها ، تراقص قلبها وتمايلت روحها فرحاً فما ان اوشكت على الدخول حتى ظهرت الحجه صفيه تسد الباب وهي فاتحه ذراعيها بوجهها كي لا تعبر وهتفت بنبره حاده جافه ساخطه :-
وه وين رايحه.
نظرت لها بأعين تذرف الدمع تترجاها ان تفسح لها الطريق أن تتلاقي مع روحها التى بالداخل لتطمئن ذاتها قليلاً وتسكن هيجانها.
همست بتلعثم وهي تشير للداخل بنبرة مترجيه :-
معلش خليني ادخل بس اطمن عليه وارجع على طول ولو مش عاوزين تشوفوني همشي بس اطمن عليه.
دفعتها للخلف وأغلقت الباب وراءها ورفعت سبابتها بوجهها تصيح بها بنبرة لاذعه … انتفضت وعد بخوف من أن لن ترآه وتملكها الأشتياق أكثر وفاق الحد وخفق قلبها بوجع.
# عايزه تشوفيه ليه؟ ما هو مين مرقده الرقده السوده دي غيرك.
ووولدي كنت هخسره بسببك عارفه يعني ايه كان هيموت ومش هشوفه تاني “تلجلجلت قليلاً وفاضت عيناها بالدمع وتابعت من بين شهقاتها” كنت هخسره هو وأبوه بشهر واحد ليه انتِ شايفني ايه دا ولدي “ضربت بكفها موضع قلبها” ولددددي اللي جوه دا لو كان حصله حاجه كنت روحت فيها.معهرفش اعيش من غيرة دا سندي ده دا بيتي عارفه يعني ايه.؟
انا فتحتلك باب بيتي ورحبت بيكِ وحبيتك گ بتي بالظبط ويمكن اكتر كمان بس كفأتيني بـ ايه ؟
انك طلعتي وحده كدابه كنتِ جايه تسجني ولدي وفي الآخر ايه.؟
اهوو متلقح ما بين الحياه والموت لولا ستر ربنا.
أمشي يا بتي متخلنيش اكرهك اكتر من كدا لو مكنتيش دخلتي حياننا مكنش كل دا حصل لوالدي.
هزت وعد راسها بجنون وأسهم محميه بالنار ترسى داخل فؤادها.
أشارة وعد لها بتوسل :-
هشوفه من بعيد بس انتِ معاكِ حق تزعلي عشان كدبت عليكم بس دا شغلي صدقيني انا حبيتك اكتر من عيلتي والله.
همت أن تعبر من جانبها للغرفه ،فبيد من فولاذ قبضة الحجه صفيه عليها وجذبتها بحده تسير بها للخارج رغم معارضة وعد.
وعلى بغته تسمروا موضعهم وتركت الحجه صفيه وعد وهي ترى قوة من الشرطه امامها.
بجمود وثبات اقتربت وعد سائله بثبات ونبرة جاده:-
في ايه ؟
#عندنا أمر بالقبض على رحيم لقناوي!!!
ضربة الحجه صفيه على صدرها بصدمه ،بينما لم تتأثر وعد وهتفت بحده :-
ايه السبب ؟
مد الشاب يده ببعض الأوراق وقال :-
انا بنفذ الاوامر بس يا فندم.
أؤمأت وعد برأسها ايجاباً وهي تتفحص الورق وأخبرته بجدية وعمليه ان رحيم ما زال مريضاً واول ما يتحسن ستاتي هي به.
غادرت القوه بينما انشغل ذهن وعد بالتفكير وهي تقبض على كفت يدها.
أقتربت الحجه صفيه منها وجذبتها من ذراعها تديرها نحوها وبلهجه غاضبه قالت :-
أهوو شفتي مصايبك هتودينا لحد فين ؟
بهدوء تحدثت وعد :-
دي مش مصايبي انا اخو زوجك هو اللي متهم رحيم وكل العمليات بإسمه اخو زوجك اللي هو عمه السبب وهو اللي وقعه دي حاجه أنا مليش فيها واحمدي ربنا إني هنا لاني هبرأ ابنك وهثبت براءته فكري بقا لو مكنتش كنتوا هتعملوا ايه ؟
صمتت الحجه صفيه بتفكير تقلب كلمتها فتنبهت أنها محقه بكل ما قالته.
زفرت وعد بضيق وقالت :-
لحد ما نقبض على قاسم فخلي بالك من رحيم وغاده وانا رايحه القسم لو عوزتوا اي حاجه رني عليا هتلاقيني عندك تمام.
اؤمات الحجه صفيه برضا وتوجهت وعد للمغادره وهي لغرفة رحيم.
دلفت الحجه صفية لداخل الغرفة التي بها فلذة كبدها ، شاردة الذهن تنظر بالفراغ أمامها تفكر بوعد وبما قالته ، تقلب كلماتها مراراً وتكراراً بداخل فؤادها ، ما يؤلم فؤادها أنها كذبت عليهم أسمها ليس اسمها وهي لا هي لمه ؟
لقد احبتها گ أبنه وأكثر أتكفئها هكذا بالآخر ؟
لو كانت فقط أخبرتها من هي ولما جاءت حقاً لم تكن لتحزن أو تحمل لها بقلبها شيئاً على العكس تماماً لـ كانت ساعدتها ، ومضات بلحظاتها معها لاحت امام عينيها فـ فاضت عيناها بالدمع حزناً وألماً وخفق قلبها بوجيعه تضنى روحها.
فاقت لواقعها على صوت غادة وكفها على منكبها :
-مالك يا أمه أنتِ زينه ؟
ثم أستطردت بنبرة فرحه :
-رحيم فاق يا أمه وزين.
# صوح يا بتي ؟
همست بها الححه صفيه بعدم تصديق فما أن وقع بصرها على رحيم ذو الوجه الشاحب الهزيل فأقتربت بلهفه وروحاً تهفو تطل البهجه من شرفة عينيها ، وضمت وجهه بين كفيه وهمست دامعه بسرور ووجهها مشرقاً گ البدر ليلة تمامه :
– رحيم يا جلب أمك طمني عليك أنت بخير يا ضنايا حاسس بحاجه؟
هز رحيم رأسه بالرفض وجذب ظهر يدها مقربه من شفتيه وطبع قبله حانيه و همس :
– ولدك زين يا أمه متجلجيش أنتِ ، أنتوا زنين كلكم وعد زينه “جابت عيناه الغرفه بحثاً عنها فلم تقع عيناه عليها فانحصر بداخله القلق وتساءل وهو يعيد النظر لوالدته” وينها وعد يا أمه ليكون حصلها حاجه هي زينه ؟
ظهر الإمتعاض بوجهها وقالت بنبره ساخطه :
– يهمك في أي هي زينه ولا لا ؟
هي السبب في اللي احنا فيه ، وبسببها كنا هنخسرك وهتموت.
رفع رحيم جذعة قليلاً وهو يعتدل وتحدث قائلاً بتعجب :-
كيف يعني هي السبب ؟ وهي دخلها أيه ؟
زفرت الحجة صفية بضيق :
– ما هو لو مكنتش خدتك معاها مكنش حصلك حاجه!!
حملق بها بزهول وبنبره جاده قال :
– يا أمه خدت مين بس ؟ وهش أشدخلها أنا اللي روحت لحالي وبعدين لولا إني روحت مكنش زمنا أكتشفنا حقيقة عمي.
رمقته الحجه صفية بعدم تصديق وقالت :
– إذا كِده أمال روحت ليه أهناك ، ليك ايه انت عجبل ؟
تحاشى رحيم النظر لها وتصنع الأنشغال بالأشئ بحنق قالت الحجه صفية :
– عمك والله دا راجل مكنتش بطيجه بس بردك بته ملهاش ذنب.
تنبه رحيم لجملتها فألتفت لها قائلاً:
– لا يا امه وأنا من أمتى بأخد حد بذنب حد تاني بته هتبجي مراتي ان شاء الله وانا جد كلمتي.
وقع بصره على غادة المنزويه على المقعد تبكِ بصمت فناداها :
– غادة بتبكِ ليه ؟ تعالي هنا !
كفكفت دموعها وجاهدت على حبسهم بمقلتيها ونهضت مقبله نحوه فمد يده لها وهو يقول :
– ماالك يا حبيبتي أنا بخير اهو جدامك هتعيطي ليه عاد ؟
ناولته كفها وأستعبرت عينيها بحزن ثم انكبت على صدره مجهشه بالبكاء وقلبها يتضرع بالشكر لربها أنه نجى أخاها حمدته.
لم تكن تصدق حواسها انه ها هو أمامها بخير ولكن فكرة فقدانه تجعل قلبها يشعل بالنار تكويه كوياً.
شدد من ضمها يحتويها بين ذراعيه يبث لها الأمان والراحه ويدثرها بدفئة.
فما أن أستكانت وهدأت قال باسماً بخفوت :
– خلاص عااد يابت مكنتش أعرف أني غالي عليكِ قوي كِده!!
ضحكة من بين دمعاتها وبريق عينها يتلألأ وضربته بخفه قائله بمشاكسه :
– لاااه مش غالي ولا حاجه امال انت مفكر ايه يعني “ثم بنبره يفعمها الحزن والثقل وخوف ” أني مليش غيرك بالدنيا كليتها من غيرك أنا ولا حاجه ، لما قالولي انك عملت حادثة مصدقتش حسيت ان الدنيا ضاقت جوووي وانت مش موجود كنت خايفه.
أبتسمت الحجه صفيه رافعها كفيها تدعي :
– يا رب يا رحمن احفظهملي وديمهم سند وامان لبعض ومتازنيش في حد فيهم واصل يا رب.
أمانوا على دعاءها ثم أستطرد رحيم بقلق وعينيه متعلقه بالباب على امل أن تطل عليه لتضئ ظلام روحه الحالك :-
برضك مجولتليش وين وعد؟
وعد ؟؟؟ ترددت تلك الكلمة وحادثته نفسه وعد تلك الفتاة التي كذبت عليك لم تعبئ بإن تخبرك الحقيقه او حتى حقيقة اسمها فقط ميار من ميار أظن الذي عشق كل حرفاً من أسمها وعلى حين غره ليس هناك ميار أو حتى أسمها، لماذا ؟! بماذا لعبة بهم هكذا ؟
لماذا لم تخبره بالحقيقه ،ايعاتب فؤاده انه احبها أم يعاتبها هي ؟
يا ليت الحب له موعد حتى لا يتأزي الأنسان هكذا بلهيبه.
# رحيم يا ولدي فيك أيه ومالك سرحان هتفكر في ايه؟
قالتها الحجه صفيه بتعجب من ابنها الشارد ليتنبه لها وهز رأسه قائلاً :-
مفيش يا أمه وين تلفوني ؟
تطلعت الحجه صفيه حولها حتى وقعت عينها عليه فجذبته لتناوله لها وهي تقول:
– برضك مش هتجولي ايه وداك الجبل ؟
بإمتعاض تحدث رحيم :-
بكفياكِ عاد يا أمه حولتلك موضوع كِده وحصل اللي حصل ايه هنعترض على قضاء ربنا يعني وبعدين ما انا زين اهه.
تطلعت به بشك وهتفت بحنق :
– اقطع يدي يا ولد بطني لو مكنتش مخبي عني حاجه.
خد التلفون اهوو هطلع اشوف الدكتور واتصل بميار “ثم تراجعت متذكره” جصدي اسمها ايه دي وعد انك فوقت عشان طالبينك في القسم.
اؤمأ رحيم وتناول منها الهاتف ،انتظر خروجها فبادر بالأتصال على أحداً ما دقائق وهتف بجديه وحسم :
– عملت اللي جولتلك عليه ؟
رد الطرف الآخر قائلاً :
– ايوه با رحيم بيه كله تنفذ زي ما امرت ومتجلجش متوصين بيه زين جوي.
أبتسم رحيم بغموض ومكر وأعتراه الكره وهو يقول بنبره مخيفه :
– عاااال عال يا ولد روقوه لحد ما أجيله وعينكم متغفلش عنيه واصل.
# من عنبا يا رحيم بيه دا انت تؤمر هنروفه آخر رواق ومتشلش هم أنت اهم حاجه ترجعلنا بخير وسلامة وتخلى بالك من صحتك.
رد رحيم بإمتنان:
– تسلم يارب يلا السلام عليكم.
رد الآخر التحية وأغلق فتنفس رحيم بصوتاً عال.
☘️((اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي فيما رزقتني))☘️
بمنزل لمار جلس يوسف وحامد وزيد وأيهاب مع على الجالس بتوتر بجانب حامد.
تحدث حامد مخاطباً على :
– كيف حالك يا بنى و والدك و والدتك ما أخبارهم.
تنحنح على بتوتر مصحوباً بالحياء قليلاً من ذاك الموقف وتمتم :
– بخير يا أونكل
همس حامد :
– لماذا لم تخبرني بمجيئكم إلي هنا لقد حزنت منكم كثيراً.
رد على بلهفه :
– لم تسمح لي الفرصه بأخبارك وها أنا قد آتيت.
ثم أستطرد قائلاً بإرتباك :-
ولكني قد آتيت لشيء اخر.
أخرج يوسف صوتاً بدليل نفاذ صبره ، فحثه فيكتور على الحديث قائلا :
– تكلم ما السبب ؟؟
تنحنح على وهو ينقل بصره بينهما وهم بالحديث ليقاطعه دخول ياسين وحذيفة ملقيّ السلام فرد الجميع وجلس ياسين بجانب على وحذيفة من الجانب الآخر ألتصق على بينهما فغمغم بضيق.
أمسك ياسين بوجهه وهو يتمعن النظر به وتمتم :
– بسم الله ما شآء الله مين يا بني معلم عليك كدا وعملك خريطة مصر العربيه دا أنت مطشفلط شفليط.
# وريني كدا ؟!
قالها حذيفة وهو يتمسك بذقن على ممعناً النظر به وحملق به وهو يتحدث بصدمه :
– أي دا يااالهووي دي مش خريطة مصر العربية دي خريطة العالم.
انهى جملته وهو يضحك بصخب فشاركه يوسف الإبتسامة هو وايهاب وزيد بينما رمقهم حامد نظره خانقة.
نظر لهم على بزهول وأبعد كفوفهم وصرف بصره لـ حامد قائلاً :
– اود ان أطلب منك يد مكه وان تم القبول سأجلب أبي وأمي إلي هنا وأنت تعلم عني كل شيء.
هم حامد ان يجيب فقاطعه يوسف قائلاً بضيق وحسم :
– معندناش بنات للجواز.
رمقه حامد بضيق ثم خاطب على قائلاً :
– ان شآء الله يا بني سأخذ رأي مكه وأرد عليك.
تبسم على ببهجه تسري بعروقه واوصاله وهو يعلم رآيها.
لحظه و دلف عثمان شبة راكض وعلى وجهه غضب كفيل بإن يحرق الاخضر واليابس.
تبسم يوسف وهو يتكأ للخلف بإستمتاع ، بينما تمتم زيد :
– دا احنا هنشوف أيام!
غنغم حامد راداً على زيد :
– الله يرحم مكه بنتي.
لكمه ايهاب قائلاً بضحكه :
– قول الله يرحم الراجل الغلبان دا والله كان ابن ناس وراجل كويس.
قبل وصول عثمان لـ على توقف ياسين بوجهه حائلاً امامه من المرور وغمغم بجوار اذنه :
– اهدأ يا عثمان والدك و والدي قاعدين اهدأ وخلينا نتكلم بعدين.
رمقه عثمان بغضب وكظم غيظه قائلا من بين اسنانه :
– حسابك بعدين.
نظر على لـ عثمان فتذكره سريعاً فأنتفض بفزع وهو يتحسس وجهه
تبسم عثمان بسخط وهو يكظم غضبه وأقترب منه ومد يده ليصافحه وهو يقول :
– أهلاً بعريس بنتنا عامل ايه؟
ابتلع على ريقه بصعوبه وأتسعت عينيه بفزع وخوف بيتما كبت حذيفه ضحكاته وهو يميل لـ ايهاب قائلاً :
– حد يلحق المرحوم يا جدعان.
صدرت ضحكه من الجميع خافته.
بينما برعشه مد على كفه مصافحاً عثمان ، فضغط عثمان على كفه بكل ما اوتي من قوة فتأوه على بصوتاً عال ولكن شدد عثمان من قبضته حتى كاد ان يكسر كفه بين يديه.
تركها أخيراً بعدد دقائق كأنه يعطي له أنذار بعدم الأقتراب منها.
وقف على بخوف وهو يتمتم بكلمات غير مفهوم :
– انا ذاهب اقصد سأذهب أقصد ساغادر الآن وانتظر رد حضرتك.
صافحه حامد وهو يخرج معه للخارج، كان ينظر لجسده ويديه بخوف كأنه يحاول تصديق أنه خرج سليماً من الداخل.
نظر عثمان لـ ياسين بغضب وقال بما يشبه الفحيح :
– تعالى عايزك.
# لاااا تعالى أنا اللي عايزك!!!
قالها يوسف وهو ينهض مغادراً ناحية المكتب فهمس عثمان بأدب :
– حاضر جي اهوو.
ثم نظر لـ ياسين بنظره ذات معني وقال جوار اذنه :
– بقا عشان كدا طلبت مني أجي ماشي.
نظر ياسين له ببرود ، فمضى عثمان للمكتب ، طرق الباب فأذن له يوسف فدلف غالقاً الباب خلفه.
أشار له بالجلوس فجلس مقابله تنهد يوسف وهو يتكأ للخلف بظهره وهتف :
– خيرررر في ايه عايز أعرف ؟ مخبين عني أيه ؟
هز عثمان رأسه سريعاً :
– مش مخبين حاجه ، هيكون مخبين ايه ؟
مال يوسف بجذعه قليلاً وغمغم قائلاً وهو يمعن النظر به :
– عثمان انت بتحب مكه بس خايف.
قاطعه عثمان قائلاً بتوتر ظاهراً جلياً بمقلتيه :
– أبداً حب ايه بس مش بحب حد خالص.
هز يوسف رأسه بإصرار :
– لا بتحب وخايف تتجوزوا وتموت وتسيبها تتعذب من بعدك ، وحاطط صورة بباك قدامك وحباته مع بسنت وموتها كئبه.
نكس عثمان رأسه وجحافل من الزكريات أخترقت ذهنه وروعه مع والدته حبيبته وعائلته السعيده التى لم تدم وسرعان ما تشتت بفراقها ومضات لها تضيء امام عينيه فادمع.
ربت ياسين على قدمه وهو يقول :
– انا عارف ان الفراق صعب وحالة بباك كانت أصعب بس الموت علينا حق والأعمار بيد الله وربنا يديمكم لبعض أستغل الحياة قبل مل تستغلك ، استغل كل لحظه فيها معاها واخلقوا دنيا حلوه مع بعض وزكريات جميله وقربوا لربنا سوا علشان تكونوا في جنته ، يا بني هي دي الدنيا احنا عليها مجرد ضيوف ولينا وقت وهنفارق فأستغلها وتوكل على الله وبلاش الخوف دا لأنه هيعذبك اكترر.
وألحق الفرصه قبل ما اضيع من أيدك.
تألم فؤاده فهي قد ضاعت حقاً ونظر له بألم وقال بوجع :
– اظن انها ضاعت خلاص!!
تحدث يوسف باسماً :
– مفيش حاجه ضاعت الحاجه اللي بضيق بضيع بس لما احنا نسمحلها بكدا ،لكن عمر ما في حاجه بضيع طالما احنا متمسكين بيها اعمل كل اللي تقدر عليه وصلح اللي كسرته.
ابتسم عثمان لعمه ورفرف فؤاده وانشرح ها هو يتولد من جديد والفضل لذاك العم الذي يفهمه من نظرات عينيه وينتشله من الضلال إلي طريق مستقيم ليس به أعوجاج.
بغرفة مكه جلست معها أسماء يتسامرون عن العريس بينما مكه شاردة غائبه تفكر بقاسي القلب الذي لا تدري بما يفكر لحظه تشعر انه يعشقها وبلحظة يكرهها فمن هو العاشق ام القاسي متبلد القلب؟
دلفت ديجا وهي تاكل شوكولا تلتهمها بتلذذ جلست بجانبهم يصمت وتربعت فنغرتها اسماء متسائلة :
– ايه اللي حصل تحت يا بت اتكلمي ؟
اشارت ديجا لها :
-لما اكل الشوكولا عشان جوزي جبهالي لما كنت عنده.
أنهت جملتها وهي تنظر لمكه مغيظة ايها،فأستشاطت مكه وجذبتها من يدها قائلة:
– طب هاتي دي مش هتأكليها.
زمت ديجا شفتيها قائلة :
-مش عايزها خوديها هو جبلي كتيرر لما كنت انا وبابا عنده.
عااااااا.
صرخت بها مكه وهي توثب واقفه لتغادر وقبل ان تفتح الباب قالت ديجا بصوتاً عال لتسمعها :
– بس العربس دا مش حلو انا جوزي احلى.
ثم بهمس لـ أسماء قالت :
– اصل انا كنت مستخبيه في المطبخ ، وجه عثمان والعريس فلسع.
# فلسع.
نطقت بها اسماء ومكة التي اقتربت بزهول.
لتؤكد ديجا بأيماءة من رأسها :
– اه اول ما شافه مشي وهو خايف.
دفعتها مكه بخفها وهي تقول :
– وهو جه ليه دا ؟
ثم استدارت مغادرة وهي تحادث نفسها حتي ارتدت للخلف نتيجة اصتكدامها بأحد فلم يكن سوا عثمان الذي قال :
– يا بنتي فتحي مينفعش كدا كل شويه تتخبطي فيه اكيد مش صدفه.
نظرت له بسخط وهي تتحسس جبينها وتمتم وهي تنظر للحقيبه بيده :
– أنت رجعت؟ وانا اقول الدنيا ضلمت ليه ؟
أقترب بمكر وهي تتراجع حتى اصتكدمت بالحايط فالتصقت به وهي تكش على ذاتها فعمس بجاتب اذنها :
– اكيد قلبك دلوقتي مش مصدق انه شايفني ونور كمان.
دفعته بغيظ للخلف وبجمود قالت :
– انت بتحلم.
تخططه مغادرة فتمتم هو :
– هنشوف.
وابتسم بإستمتاع
🌳((اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك؛ فإنه لا يملكها إلا أنت))🌳
استطاعت وعد بمهارة تبرأت رحيم من كل التهم المنصوبه إليه من جهة عمه ، حيث جعلت رحيم يقابله و وضعت كاميرا برفقته لتسجل كل ما يدور بالداخل ، لذا سجلت الكاميرا اعتراف عمه بكل ما أرتكبه وهو يعترف لرحيم بكل جرأمه من اول ما بدا إلي ان تم الأمساك به.
كان رحيم على وشك الخروج مغادراً من القسم فألتقى بـ وعد صدفه فتسمرت قدميهم قبال بعضيهما لقاء كانت تنتظره كثيراً.
فبادر هو قائلاً بإبتسامة وهو يقطع المسافة بينهما :
– كيف حالك زينه ؟
اؤمأت وعد باسمة :
– الحمد لله ، أنت بقيت كويس ؟
أؤمأ برأسه حمٰداً ربه وأستطرد متسائلاً :
– شكراً ليكِ لو مكنتيش كان زماني في السجن دلوج شايل تهم أنا بريئ منها.
أبتسمت وعد وهي ترفع رأسها به وهمست :
– ابداً دا واجبي انا معملتش حاجه.
تعمق النظر لها كأنه يحفر صورتها بقلبه وتسائل بوجل وهو يتذكر شيئاً :
– على كِده يا بشمهندسه ميار.
فقاطعته هي بلهفه :
– وعد ، وعد يا رحيم.
غرق هائماً بها وصدى صوتها الناطق لأسمه يتردد على مسامعه.
فحادثته نفسه قائله :
– أنا ليست لها ، وهي ليست لي ستكون لغيري زوجه وأبنه وسكن و وطن وأمان هي لا تحق لك ولا يحق النظر لها أنساها ، ولكن كيف أنساها وقد توغلت حصون قلبي أبيت الرحيل.
ظهر الضيق بأساريره وتمكن من حناياه وفاق على صوتها المنادي باسمه بقلق فتنبه لها لتهمس متسائلة :
– أنت كويس ؟ مااالك حاسس بحاجه ؟
رمقها بحب وبنبره حانيه و وجهاً باسم قال :
– أنا بخير متجلجيش.
ثم بنبره وجله هتف بترقب :
– كنت عايز أعرف بس بما أنك خلصتي القضية وتقفلت على كدا هترجعي بلدك!!
صمتت ملياً بدا بتفكير وهي تغض بصرها فبعد دقائق نظرت له قائله :
– ايوه المفروض انا كدا دوري خلاص وهرجع بس لسه لما نمسك قاسم.
كثى الحزن وجهه وألم الفراق فؤاده وتنهد قائلاً :
– متشليش هم قاسم همي معايا !!
قطبت وعد حاجبيها بعدم فهم وهي تتساءل :
– أجي معاك فين ؟
تخطاها رحيم وهو يقول بجدية :
– همي وهتعرفي دلوج.
تعقبته وعد واستقلا السيارة إلى داره ، ترجلا من السيارة وتوقفت وعد بحياء من ان تدخل ، توترت فنظرت له هامسه :
– أنت ليه جبتني هنا ؟
أشار رحيم للداخل :
– ادخلي دلوج لحد ما أجي!
هزت وعد رأسها بالرفض :
– لا أنا مستحيل أدخل.
بحسم أشار لها بعينيه وهو يتقدمها للداخل:
– جولت يلا همي معايا لجوه.
سارت خلفه بارتباك واضطراب فما ان أوشكوا على الدخول حتى هرعت تجاههم رابحه مولوله ببكاء وهي واقفه امام رحيم :
– الحقني يا واد عمي ابوي اتسجن ، طلع عمك يا رحيم.
ألتفت رحيم لـ وعد واشار لها بأمر وحسم :
-ادخلي جوه دلوج!!
أنصاعت وعد له بإرتباك وخطتت للداخل وجله من ردت فعل الحجه صفية الذي ما ان رآتها حتى رمقتها بجمود ام غادة بنبره حزينه معاتبه فتقدمت منها وعد بصمت فتعانقا بمحبة.
# ألحق مين وعم مين ؟ عمي اللي اتهمني بحاجات مليش دخل فيها ؟ ولا عمي اللي بيكرهني وكان هيموتني يستاهل السجن يا رابحه.
ضربت رابحه كفها على موضع قلبها بصدمة وقالت :
– اي اللي بتجوله ده … أنا ابوي عمل فيك كل دا ؟
ويعني ايه أنت هتسيبهم يحاكموه؟
ولاها رحيم ظهره قائلاً بنبره حاده :
– والله كل واحد ولازم يتحاسب على جرايمة وهو لازم يتحاسب.
ثم متذكراً استدار لها:
– انتِ كيف تطلعي من بيتك لحالك كِده ؟!
# لا هي جايه معاي!!
نطق بها ابن عم رحيم وهو اقفاّ على اكسفت الدار ثم صرف بصره لرابحه :
– يلا نرجع … الظاهر جينا مكان غلط على آمال كذابه واد عمك شكله عايز يسجن أبوكِ.
تحدث رحيم يستوقفه ينوي أن يحدثه بكل ما علمه عن والده :
– وجف يا فرج رايدك في كلمة.
شوح له فرج يده بغضب وغمغم وهو يغادر وخلفه رابحه :
– هندمك يا رحيم … في الاول رفضت تزوجني غادة ودلوج سجنت أبوي والله لندمك واخليكِ تركع تحت رجلي.
واخرج هاتفه متصلاً باحداً ما.
غادر رحيم من فوره ، بينما القت وعد نظره للحجه صفية التى ادارت وجهها على الفور بضيق.
صعدت وعد واعدت حقيبة أغراضها أمسكت الحقيبة ودارت عينيه بالغرفه بوداع و ومضات كل لحظه مكثتها بها لاحت امام عينها.
واخذت يديها تتلامس كل انش بها وانسدلت دموعها بوجع يخترق ثنايا فؤادها ويتخلل شغافه.
لامست يدها مصحفاً صغيراً فضمته بكفها ونظرت له لبعض الوقت وجحافل الزكريات أخترقت ذهنها ، ذات يوم خرجت تسعى مقبله ناحية الملثم فرحب بها وأخذها ناحية البحر جالسون أمامه يتسامرون بخصوص الجبل ورجاله ويبثها ببعض المعلومات.
تحفهم الأشجار الكثيفه وتهفو نسائم عطرة تبرد افئدتهم وتنعشها.
وأمامهم البحر وسكونه الهادئ الذي يبث الأمان وإذ به يخرج المصحف من جيب جاكته مداً يده به وهو يقول :
– المصحف دا عشانك اممم هدية مني خليه معاكِ دايماً عشان يحميكِ وعشان تفتكريني.
ثم اردف قائلاً بنبره حنونه هادئه :
-بصراحه فكرت كتير أجبلك ايه واحترت فملقتش اغلى من كدا هديه وانا متأكد انك هتحبيها جداً وهتحافظي عليها في قلبك كمان ولأني دايماً عايزك تكوني بخير .
كانت عينيه تبثها بما داخل فؤاده.
فعلت وجهها ابتسامه مشرقة … و وقعت كلماته على فؤادها كما تقع قطرات الماء على أرض يابسه متلهفة للسقيا.
وتناولته من يده وصرفت بصرها للبحر وراحت ترتوي منه.
فاقت من شرودها وعينها تدفق بالدمع وضمت المصحف من فؤادها بعدما قبلته قبله حانية.
وأخذت حقيبتها وهبطتت للأسفل بعدما تناهي لمسامعه صوت ضجه عاليه من الأسفل.
تسمرت اعلى الدرج بصدمة حينما وقع بصرها على قاسم يقع تحت اقدام غاده بالكاد تظهر ملامحه والدماء تغرق وجهه وملابسه شاحباً وهناً هزيلاً ورحيم يدفعه بقدمه وهو يصيح :
– طلجها ارمي عليها يمين الطلاج.
بوهن لفظ قاسم الطلاق ،فجئ رحيم بأوراق ورفعه من عنقه معتدلاً وثبت الاوراق امامه وصاح بصوتاً غليظ :
– أمضي يا **********.
مضى قاسم بتعب وهو يكاد يمسك القلم بمجهوداً عظيم.
وقف رحيم قائلا وهو يصرخ:
– حسين يا حسين.
دلف المدعوا حسين قائلاً بأدب :
– اؤامرك يا رحيم بيه.
بصق رحيم على قاسم وتحدث :
– تاخد الكلب دا تسلمه بالمركز.
وقفت وعد عن كثب منه بزهول وتحدثت بتعجب :
– أنت امتى عملت كل دا ؟
ابتسم رحيم وقال :
– موضوع طويل هو اتجرؤ ومد يده على حاجه تخص رحيم وعشان كدا جطعتهالوا وهو مد يده عليكِ وكمان اتجرؤ وحاول يضحك عليا ويتجوز أختي.
بكت غاده وركضت إليه متواريه به من قسوة الحياة فضمها بحنان وأمان واحتواء.
رن هاتف وعد فأبتعدت قليلاً للخارج وما زالت ممسكه بالحقيبة.
أجابت وهي تبتعد :
– الوووو ايوه … تمام الحمد لله … لا كله تمام والقضيه خلاص اتقفلت وكله تمام هما بقا هيكملوا هنا … لا لا انا هرجع انهاردة.
ضحكت بصخب وهي تقول :
– حب ؟ حب ايه دا ؟ احب ايه بس يا بنتي هو انا فاضيه للكلام دا أنا ممكن امثل الحب اااه ما هو انا بعمل كدا في كل قضية وامثل الحب بس مينفعش أحب اصلاً وبعدين ما انتِ عارفه اني بحب…
# تمثلي الحب وعلى كل شخص تمسكِ قضيته ؟
هتف بها رحيم الواقف خلفها فأستدارت بقلباً يخفق.
هتف هو موجوع وكلماته أخترقت قلبها لتضنيه بالألم :
– تمثلي عليا يا وعد ؟ حتى حبك لأمي واختي،؟
صمتت وعد قليلاً وعلى مضص قالت بوجع :
– ايوه كنت بمثل كله كان تمثيل عشان اكشف حقيقتك بس….
لم يعطها فرصة الأكمال فقاطعها قائلا :
– يااااه قلبك حجر اوي … بتقدري تعملي كده ازاي … تخلي الناس تحبك وانتِ بتضحكِ عليها … أنا ندمت ندم عمري ما حسيته أبداً إني سمحت لقلبي يحبك في يوم قلبي دااا “قالها وهو يشير لقلبه” اول مرة يعرف يعني إيه حب ، كان حبك انتِ.
أنتِ بس اللي قدرتي تدخليه وتعششي فين وتسيبي ليكِ مكان واثر عمره ما يزول.
ضحك بإستهزاء من نفسه :
– مكان قال !! أنت ملكتيه كله كله بقي ملك ليكِ أنتِ وبس.
ثم بنبره جافه اردف :
– بس الحمد لله أني عرفت حقيقتك لأن عمري ما هسمح لأسمي يرتبط بإسمك انا ملك لرابحة بنت عمي وبس وهي ملكِ أنتِ ولا حاجة وهتتنسي قريب وقريب جوي كمان.
أدمعت عينها بعدم تصديق لكلماته الجارحه ، تحاول تصديق حواسها أن هذا صوت رحيم الذي عشقه الفؤاد حاولت الحديث ولكن انعقد لسانها وتركها رحيم واستدار مغادراً فجثت هي على ركبتيها باكية بقهر من حب انتهي قبل ان يبدأ وعشق سطر نهايته قبل بدايته.
☘️((اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقواتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا،
((اللهم إني أعوذ بك من الهرم، والتردي، والهدم، والغم، والغرق، والحرق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا، وأعوذ بك أن أموت لديغا))☘️

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى