روايات

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الخامس والستون 65 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الفصل الخامس والستون 65 بقلم ندى ممدوح

رواية فتاة العمليات الخاصة الجزء الخامس والستون

رواية فتاة العمليات الخاصة البارت الخامس والستون

دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)
دموع العاشقين (فتاة العمليات الخاصة 2)

رواية فتاة العمليات الخاصة الحلقة الخامسة والستون

الفصل 29 ج1
# دموع العاشقين
بسم الله ، الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ
مولاي لا تأخذني بذنوبي ولا تبتليني بـ أحب الأشياء إليّ ، إلهي إن كان ذنبٍ فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وإني أطمع بعفوك ورضاك ، وأن كان ابتلاءٍ فذدني فإن شوقي يذداد إليه ستجدني صابره لا أعصي لك أمراً ذد من بلائي يا رحممممممن ان كان بلاءٍ ستجدني ضاحكه مبتسمه راضيه مرضيه ، أن كان ذنبٍ قد أذنبته دون علم فـ انت ادري به مني إني أطهر فؤادي يا رحمن وانت اعلم فلا تبتليني بقيام ليالي و وردي اليومي وأداء فروضي وصيام يومي فهذا ما لا استطع عليه صبراً ، أنه شاق على قلبي يا رب العالمين شاقٍ للغاية ، أشق من ألالام جسدي التى لا تحتمل….
جلس زين على مقعد أمام غرفة العمليات ، يضع رأسه بين يديه ، الخوف والقلق يأكل شغاف فؤاده ، لا يدرك متى وكيف تسللت إلى سويداء فؤادة لتحتل كل ما به بتلك السرعه، متى حبها؟ منذ متى يهواها ولا يريد من الحياة إلا هي ؟
ها هي بين الحياة والموت و هو مجرد جثه بإنتظار رجوع روحه ليرتد للحياة ؟ روحه التى طارت بعيداً مغادره حتى نبضه ، ما هذة الحياة لماذا تتلاعب بنا هكذا ، لماذا تداهمنا بأوجاع الفراق وتسلب منا فجأة أرواحنا دون ان يرف لها جفن ، صعب صعبٍ للغايه الفراق موجع مؤلم قاسي لا نستطع عليه صبراً.
يا ليتها تنذرنا قبل ذهابهم حتى نستعد لتلك النكبه لنتحمل ونستقبل الأوجاع دون ان نتزحزح ، ونترك لدموعنا أن تعبر وكيف لها ان تعبر ما يكنه القلب ، فهناك أوجاع تميت كل ما بداخلنا لنصبح شظايا بإنتظار من يلمم بقايانا ، نصبح نضحك بوجع يليه سيلاً من الدموع وأنفجار من الآهات بافئدتنا ، وتبقى أروحنا مجرد روح منتظره قبر يضمها.
صورتها واااه من صورتها التى تتجسد أمام عينيه وعيناها التى تذيب فؤاده ألمٍ يود لو كان مكانها لو كان بإمكانه اخذ الألم عنها وتبقى هي بخير ، كان يدرك تماماً أنه المقصود وهي من أضحت بسبيل أن يكون بخير ، ضحت له للذى أذاقها مرارة الجرح دون رحمه وأزهق كرمتها هباءً ، كيف بعد جل ما فعله تضحى لسبيله كيف ؟ مما مصنوعه هي، لو فقط تعود فيخبرها أنه يهواها وأنه لا يستطع أن يكمل تلك الحياه بدون بسمتها وضحكتها التى تشرح روحه وتشرق نفسه وتنير فؤاده.
تذكر حينما غاب ذات يوم في الشركه ، وإذ به يعود ليجدها مستيقظه بإنتظاره.، بلهفه ركضت لتعانقه ، كانت راضيه بكل أهانته ومعاملته تستقبلها بصدرٍ رحب محب .
# بنتي فين يا ياسين حصلها ايه.
نطقت بها لمار الآتيه ركضاً من بداية الرواق ، بلهفه أستدار ياسين الذى كان يزرع الطرقه ذهاباً وأياباً ، توجه لها يحاول طمئنتها لكن كيف يطمئن هو ؟
# اهدي يا عمتو عائشة هتكون كويسه ان شاء الله.
همست لمار بوهن وهي تطرف بعينيها :-
حصلها ايه ، أنا مش حمل فراق تاني كفايه اللي راحوا لحد كدا مش هخسر بناتي كمان.
# على حين غره صمت الجميع وخيم الهدوء المكان إلا من صوت يوسف الذى جاء بلمح البصر منقض على زين يلكمه دون هواده والآخر مسالم تماماً له ، بلحظه جذبه يوسف هائجاً بعبرات هزت أفئدتهم هزاً :-
أنت عملت فيها أيه ؟ مووووتها ليييه أنا هشرب من دمك دلوقتي.
توالي علية بالضرب مرة آخرى حتى خارت قوه زين ولولا أمساك يوسف له لكان ساقطاً ارضٍ لا محاله ، يترنح بين يديه ، تسيل الدماء من فاهه وأنفه ولكنه لا يبدي اي ردة فعل تحدث يوسف وهو يمسك من مؤخرة رأسه ويدفعه بالحائط :-
أنت دخلت حياتنا ليييه ؟ قولت اشوف وراك ايه بس أنك تموت بنت اختي ددددددي بنتي.
أطرحه ارضٍ وركله بقوة بقدمه وصااااح :-
اتجوزتها عشان تقتلها.، ارتحت دلوقتي خلصت اللي عايزة مين ورااااك يا كلب أنت بسببك دمرت عيلتي كنت مفكررر ااايه هنفترق محدش يقدر يبعدنا عن بعض أبداً.
ثم بنبره مرتجفه وهنه أردف بتحشرج :-
كنت عارف أن وراك حاجه ، وسيبتك بس لأني حسيت جواك قلب طيب وكويس ، ماهو اللي يساعد طفله غريبه مستحيل يأزي ، حرضتني عل اختي و ابني وعملت اللي انت عايزه بس عشان اعرف أنت عايز توصل لأيه وعشان خوفت على عائشة أنما تقتل بنتي لا.
قالها وهو يدفعه مرة آخرى ، وإذ بـسجى تجثى حائل بينهما وهي تضم رأس زين وتهمس بيكاءٍ مرير :-
لا زين اخويا مستحيل يقتل أبداً أنت اكيد غلطان أبعد عنه محدش يقربله.
ابتسم يوسف ساخراً :-
اخوووكي ايه فوقي اخوكِ جه امبارح فضل يقولي ازاي تسمح لأبنك يتجوز وحده عامية كلام كتيررر متعديش اخ اااايه دا ؟
بجنون هزت سجى رأسها وهي تتحسس وجه زين وتمسح بكفيها دماءه السائله ليردد زين وهو يمسك بكفها :-
عائشه هتروح مني يا سجى.
– لا يا حبيبي مش هترو…….
قاطعها حينما جذبها ياسين ودفعها بعيداً بحده وهو يقول بغضب :- اوووووعي
وتابع بفحيح :-
أنا كنت حاسس أنك مش بتحبها ، وان في وراك حاجه مرتحتلكش أبداً ، هخليك تتمنى الموت ومطلوش.
هجم ياسين عليه بكل قسوة ، يذيد من ضربه كلما لاح له صورتها اتى غمرها الدم ، وهي بين يديه جثه فقط.
أمسكه ياسين وخرج به من المستشفى وألقاه بالخارج وهو يشير له محذراً :-
أياك ألمحك قريب منها لحد ما تفوق أنت فاااااهم.
حدجه بنظره غاضبه بها هلاكه ثم عاد أدراجه للداخل بشموخ!
فرفع عينيه وأعتدل بوقفته ثم نظر بتوهان حوله ، فرأى كل شيء خالي حوله گ حال قلبه تماماً.
وجد ياسين سجى تتلامس طريقها للخارج ، فتابع سيره حتى وصل أمامها ومر من جانبها وهو يسحبها من ذراعها قائلاً :-
رايحه فين ؟
بكت بمرارة وهي تحاول نزع يدها قائله :-
سبني يا ياسين هشوف اخويا هو مستحيل يقتل حد.
أعماه غضبه لذا ضغط على معصمها حادثها بنبره أرتعش لها بدنها وهو يقول :-
أنسى أن ليكِ أخ عشان مأخلصشي عليه وعليكِ دلوقتي وتقعدي بسكوتك مسمعش نفسك فاهمه.
تسمرت مكانها خوفاً ، لا تستوعب من هذا الذي يحادثها ، هوت دموعها بحرقها وهي تردد :-
عايز تخلص مني ؟
لجمته الكلمه ، لا يدرك كيف تفوه بها من الأساس ، فبخوف سحبت ذراعها الداكن من اثر قبضته وهي تقول بألم :-
أنا هشوف زين.
وانصرفت للخارج تتعثر بخطاها ولكنها تتابع حتى أقترب منها زين و وضع كفه على منكبها قائلاً :-
أنا مش قاتل يا سجى!
ضمت سجى وجهه بكفيها وهي تقول بأعين غشاها الدمع :-
أنا عارفه يا زين ومتأكده كمان متبررليش أنا اكتر وحده عارفاك.
تحسست جروح وجهه فأنتفضت بفزغ صائحه:-
زين أنت بتنزف تعالى ندخل نشوف دكتور.
قالتها وهي تجذبه للداخل ، إلا أنه أمسك ذراعها قائلاً بنبره تقطر وجعاً :-
لا يا سجى مش مهم أنا أنا عايز أطمن على عائشة ، ومعاهم حق يبعدوني.
– يعني كل اللي قالوه صح ؟
نطقت بها سجى بإستفسار ، فأستدعى هدوء قلبه وهو يطرف قائلاً :-
ايوة.
تبسمت بهدوء وهي تقول :-
انا متأكده ان في سبب عشان تتصرف كدا بس انت مشيت في طريق غلط.
أمسكت بكفه قائله :-
تعالى نرجع البيت غير هدومك وضمد جروحك ونرجع تاني.
أغلق عينيه بعنف وبإستنكار هتف :-
اسيب قلبي هنا وامشي ازاي مش هقدر لازم أطمن عليها..
تجمع الجميع بقلق أمام غرفة العمليات ، لا وقت للتفكير فقط الوقت يلتهم أرواحهم من مشقة الأنتظار.، تهوى دموع لمار بصمت ، بجوارها الفتيات يدعون لها. والشباب واقفون بقرب الباب.، يا ليت الوقت يمر دون أن نشعر به.، او يأخذ من أرواحنا ، أخيراً رق لهم القدر ليخرج الطبيب فهرعوا إليه جميعاً ، وقف الجميع امامه بصمت تنطق أعينهم ، فبتفهم قال الطبيب مطمئنً أياهم :-
مفيش قلق على الحاله الحمد لله هي عدت مرحلة الخطر بس هتفضل تحت الملاحظه.
أخبرهم عن حالتها وانصرف فتنفسوا جميعاً الصعداء.
علم زين بحالتها واطمئن فعاد برفقة سجى للمنزل ، فما أن اوشك على دخوله.، حتى شعر بإنقباص قلبه ، كان الدار كآيب للغايه خالي ليس به حياة ، عاد فلم يجدها تنتظره كما كان قبلاً لم تطالعه على الباب ببسمتها المشرقه التى تبث الراحه لفؤاده ، شعر أن المكان يضيق .. يضيق دون رحمه رغم أتساعه .. حتى جدارنه شعر أنها أنهدمت فجأة.
ضمد جروحه بمساعدة سجى وأبدل ملابسه وأخذها وعادوا مرة آخرى للمستشفى.
رآه ياسين مقبل فتأججت النيران بعينيه ، وهم أن يخطوا تجاهه ، إلا أن أمسك عثمان بذراعه قائلاً بتأني :-
ياسين احنا في المشتشفي سيبه دلوقتي.
كور قبضة يده يحاول تهدأت هيجانه وحدجه بنظرات توعد مغلفه بالكره والحقد وساد الصمت المكان.
مرت ساعات ينتظرون على شوقٍ وشغف ، حتى خرجت ممرضه وأخبرتهم أنها استعادة وعيها ، أجل مجرد كلمه لكنها أحييت الأفئده وشقت ظلمتها بنور الحياة ، لتبتسم الأفئده.، وتجفل الجفون حامده المولى بأعين غائرة بالدمع.
ولج الجميع للاطمئنان عليها ما عدا زين وسجى.
قالت لمار وهي على وشك البكاء بنبره عاتبه :-
كدا بردوا تخضيني عليكِ يا عائشة.
ربتت عائشة على كفها بوهن ، بعينين باسمتين تبث لها الأمان تخبرها انها بخير ، دارت عيناها بالوجوه جميعاً فلم تجده ، فضاق قلبها وياست وأدمعت عينيها حزناً.
همس ياسين بأعين متلهفه متسائله :-
مين اللي عمل كدا يا عائشة وليه ؟
حاولت الرد لكنها لم تسعفها قواها فأنقطعت أنفاسها وأجفلت عينيها تطلب الأمن والأمان والراحه.
بنظره عاتبه قالت لمار بلوم :-
مش وقته الكلام دا يا ياسين خليها تخف الاول.
قبلت وعد جبينها وهي تقف بالجانب الآخر هامسه بنبره حزينه :-
الف سلامة عليكي يا حبيبتي يارتني كنت مكانك ، بس ورحمة فاطمه لهرجعلك حقك .. واللي عمل كدا هيدفع التمن غالي أوي .
“اتسعت أعين ياسين بدهش وهم أن يقول شيءٍ لكنه تراجع”
أكتفت عائشة ببسمه من عينيها وهي تطرف.
بعد خروج الجميع دلف زين بخطواتٍ بطيئه ، وسحب مقعد عن كثبٍ منها وصمت لبرهة من الوقت ، ثم ضم كفها بين راحتيه هامساً بكل صدقه ونبره مفعمه بالندم :-
أنا آسف سامحيني.
أطرق برأسه ولم ينبس وهوت دموعه بقهرٍ وندم شديد.
ثم تابع بهدوء وهو يكفكف دموعه التى لأول مرة تهوى من مقلتيه :-
حقك عليا يا عائشة الانتقام كان عاميني ، بس أنا والله بحبك ، بحبك جداً كمان ، “بسخرية تحدث” اااه عرفت متأخر انا غبي انا عارف ؛ ثم تابع بصدق وأنسدلت دموعه تهوى هوياً مرة آخرى كأنها سيلٍ جارف :-
أنا مش عارف امتى حبيتك، امتى حبك استحوذ قلبي بالصورة دي ؟ لما حسيت إني هخسرك عرفت بقيمتك وقتها ، كنت حاسس إني ميت ؛ وعند تلك الفكره الموحشه لم يتمالك ذاته فأنفجر باكياً بنشيج ؛ بيقولوا الشخص مش بيعرف قيمة اللي ليه غير لما تضيع وانا مليش غيرك وعرفت قيمتك متأخر ، متبعديش عني وارجعي نوري حياتي من تاني وبيتنا.، واعملي فيا اللي عايزة “قبل جبهتها قائلاً وهي مغمضة العينين أو كما تمثل” سامحيني على كل مره جرحتك فيها وازيتك وهنتك ارجعي ورديلي كل دا اضعاف وهقبل منك بس ترجعيلي ومتسبنيش ، أنا عارف إني مستهلش فرصه تاني ، انا خليت قلبك ينبض بس بالأوجاع دقات مؤلمة ورغب ذلك كنتِ ونعمه السند والأمان وفي قمة رضاكِ ، هو انا كويس كدا عشان ربنا يرزقني بزوجه صالحه ؟
أنكفأ مسنداً جبهته على جبهتها وبصوتِ منذر بالبكاء همس بصدق :-
يا أجمل نعمه وأحلى عوض جالي بعد صبر سنين يا عوض ايامي وسنيتي ، أفضل رزق وهبة رزقني بيهم ربنا ، دومتي ليا فرحة لا تقدر بثمن ، ارجعي يلا عشان تتخانقي معايا ، بيتك وحش اوي من غيرك صدقيني حاسس انه بيصرخ متفقدلك جداً زيي فارجعي وخفي بسرعه لينا وضيئ قلبي ودنيتي لأن نورهم انطفأ بغيابك.
💦‏” شمْسُ الخميسِ إذا تغيب، زِد في الصّلاةِ على الحبيب”🌿.ﷺ 💦
بعد عدت أيام تعافت عائشة تماماً وخرجت من المستشفى ، آبت أن تعود مع والديها وأثرت العودة لمنزله الحقيقي حيث مسكنها وأمانها وهي تقسم بداخلها على ترويده من جديد ،
وضع زين عائشة على الفراش ببطءٍ شديد ، ثم عدل الوسادة خلفها ودثرها جيداً وهو يتحاشى النظر لها تماماً أو أن يتقابل مع عيناها عيناه ، دفعته لمار بعيداً بقسوة وهي تحدجه بنظره قاتله وتنهدت بضيق ثم وجهت خطابها لـ عائشة بسخط :-
أنا عملت اللي عايزه وسبتك معاه بس عشان قولتي انه ملوش دخل بموتك. “ثم ألتفتت بغضب لـ زين ورمته بنظرت توعد وتابعت” مع إنى أشك فيه ومع ذلك سيبتك تيجي معاه… أنا ماشيه مش هبقى في مكان فيه قاتل.
كنت تود أغاظته أنفجاره عسى أن ينبثق بمكنون قلبه الكامن وتعلم سر ما يعتمل فؤادة من كره.
همت بالخروج فؤقفها زين قائلاً بحدة وهو يستدير :-
استنى.
وقفت لثوانٍ ثم ألتفتت ولم تنبس ، ولكن بادرت عيناها تحثه على الحديث.
تقدم زين حتى وقف أمامها ولم تحيد عيناه عن عيناها ثم وضع يديه بجيبه وتنهد تنهيدة طويله من رئتيه ، لقد آن الاوان للمواجهه سيعلم لما قتلت والده وما الدافع لذالك ، لعل عائشة صادقه لماذا لمار ستقتله ؟ وإذا كان عمه يحبه لما اراد قتله ؟ هناك حلقه مخفية عليه أكتشافها قبل الغرق بالوحل ..
أنتشله من حبل أفكاره لمار وهي تقول بنفاذ صبر :-
ما تنطق عايز تقول ايه أنت وقفتني كدا وخلاص.
هم بتحريك شفتيه فقاطعه ولوج ياسين الذي قال بإقتضاب غافلاً عما يدور :-
سجى فين ؟
لقد غلبه الشوق إليها ولم يستطع الإنتظار ، فمنذ أن دخلت عائشةالمشفى لم تعود معه للبيت تجنبته كلياً.
هتف زين بإمتعاض :-
سجى راحت اوضتها اول اوضه على أيدك اليمين.
أشار له زين للأتجاه فخرج على الفور ، رفعت لمار بصرها به قائلة بحزم :- أتكلم سمعاك.
اعملت الحيرة صدره وكاد ان يتكعكع بإخبارها ، زاغ بصرها بتردد شديد وحيرة فتكت به ولكنه طمس حيرته وقال بجمود وهو يمعن النظر بها :-
أنا اتجوزت عائشه عشان انتقم منك ؟
أتسعت عينيها بزهول وبدهش رددت :-
تنتقم مني أنا ؟ طيب ليه ؟ ايه السبب وايه ذنب بنتي ؟
رنا ببصرها نحوها ، ثم تحرك ليدور حولها بصمت ثوانٍ وصدح صوته قائلاً بهدوء عكس النيران التى توقدت بفؤاده.، وجروحاً غائرة أهتاجت بسويداءه :-
كنت عايز أحرق قلبك زي ما حرقتي قلبي بموت أبويا “ضيقت لمار عينيها بقوة وهي تنظر له بدهش بينما تابع هو بألم” تخيلي يرن عليا وأروحلوا ألقيكِ قتلتيه و واقفه جنبه ببرود ، لولا عمي كنت في اليوم دا هقتلك وأخد حقي ، بس ليه قتلتيه بابا عملك ايه؟ كان ظابط بحترم وبيعمل واجبه على احسن وجه.
# مصطفي ، أنت ابن مصطفى القاضي صح ؟
قالتها لمار بلهفه وهي تشير له بمحبة ، ثم تبسمت ضاحكه وبدت كأنها تتذكر شيء ، لذا جز زين على اسنانه قائلاً بحقد :-
ايوه أنا بن مصطفى ؟.
اومأت لمار بمحبه وقالت وهي تضع يدها على كتفه ببسمه غامضه :-
اول ما أبعتلك رساله تقابلني في المكان اللي هبعتهولك ، واطمن أنا مقتلتش أبوك بس انا اللي اللي هرجع حقه.
ثم ألتفتت لـ عائشة فوجدتها ذهبت في ثباتٍ عميق من أثر العقاقير التى تتناولها.
في آوان ذلك كان ياسين بعد تردد وحيره سلبت لبه طرق على الباب بخفوت ، ليأتيه صوتها الذى أضاء قلبه هامساً :-
ادخل.
فتح الباب و وقف متأملاها بإشتياق شديد ، گ محب يستقبل حبيب طال انتظاره لأبد الدهر ، دلف غالقاً الباب خلفه .
# ياسين.
قالتها وهي تعتدل بجلستها بإرتباك جليّ.
جلس القرفصاء بجوارها وهو يقول بلوم :-
هاااان عليكِ متشفنيش كل دا وتبعدي ؟
قالت بنبره على وشك البكاء ولم تخلو من صوتها الناعم الرقيق :-
ما أنت أتغيرت جداً معايا ، بقيت مشغول عنى حتى وأنت معايا ، وقولتلي هخلص منك ، ودفعتني جامد ، أنت بقيت واحد تاني يا ياسين ، حسيت أنك مش عاوزني.
رعشه طفيفه سرت بجسده من قربها المهلك وصوتها العذب وثم هتف بتلقائية وهو يضع سبابته على فمها :-
هششش عايز اخلص منك ايه يا عبيطه.، هو ياسين من غير سجى ايه ؟ انا مكملش غير بيكِ .
ضم كتفها بتملك ، وعيناه تحوط ملامحها بإشتياق :-
أنا كنت تايهه ومضايق بخصوص عائشة يا سجى عائشة مش بنت عمتي بس احنا متربين سوا دي أختي واللي يلازيها يأزيني انا عمري ما فرقت بين اي وحده فيهم وبين اسماء ، فمتزعليش مني غصب عني كل اللي حصل في لحظة غضب.
عبثت بأناملها بخصلاتها بإرتباك مفكرة ثم غمغمت بضيق ونبرة طفوليه :-
وقبل حدثت عائشة ، كنت متغير بردوا وشارد على طول وبتبعد عني ليييه ؟
تهدلت أكتافه وأجفل جفنيه بضيق ، لم يدرك ما يقولة ، وكيف يشرح لها ما يكمن قلبه ، يشعر أنه خائن لقد تزوج بأخرى دون علمها ألبته ، ما أوحشه من شعور قاسي شاق صعب للغايه يحاصر الأنسان ويتلاعب به.، زفر بضيق وهمس بأسف :-
أحياناً بتجبرنا الحياة على فعل حاجه مش بإرادتنا ولا عايزينها وبنخع لها ونفذ رغماً عننا.
زمت شفتيها بضيق قائله :-
قولي في ايه ، ومش تكلمني بالألغاز.
# مفيش حاجه.
# براحتك.
همست بها بعبوس ، فدارت عيناه بالغرفه بإنبهار وهو يقول :-
اوضتك جميله جداً يا سجى وألوانها هاديه.
أبتسمت بإمتنان ثم تحدث متسائلاً :-
أومال كنتِ بتعملي ايه قبل ما أجي ؟
تبسمت بحماس وهي تقول متهلله :-
كنت بسمع مجالس علم لشيخ سمير مصطفي قالتلي عليهم وعد.
غمرة فؤادة سعادة عارمة لا توصف، ومسد على خصلات شعرها گ طفله حقاً مستبشراً وهمس وهو يقبل جبهتها :-
ما شآء الله يا حبيبتي وان شآء الله هبقى اجيبلك كتب وأقرهالك.
أنشرح صدرها وغمرت السعادة جوانبها فرحه عارمه قد هزتها وهزت فؤادها بسكينه.
وقبلت وجنته قائلة دون وعيّ من شدة البهجه :-
أنا بحبك أوووي يا ياسين.
تجمد بمكانه يحاول أستيعاب ما فعلته وبلحظه أنبلجت بسمه رائعه مشرقه على محياه ثم ألتفت لها مغمغماً :-
أنا عايز أعرف قضيتي الأيام دي وأنا مش جنبك ازاي كنتِ بتعملي أيه ؟
بعبوس قالت وهي تضيق عيناها وقد توردت وجنتيها :-
زي أنت ما قضتهم من غيري!
تبسم وهو يستلقي ثم جذبها ليريح رأسها على صدره وطوق كتفها بذراعه قائلاً بهمسٍ عاشق :-
مكنتش بنام ولا بعرف انام ولا أغمض وأنتِ بعيده عن عيني.
تبسمت بحياء وهي تقول بصدقٍ حقيقي :-
ولا أنا كنت ببقى خايفه فمش بعرف أنام غير قليل.
قالتها وهي تضع كفها صدره وجفلت جفونها ذاهبة بسباتٍ عميق ، شدد من ضمها وأسند رأسه على رأسها ، ثم رن هاتفه ليجيب فطلب منه يوسف أن يأتي في الحال لأمراً ضروري بخصوص أنجي.
أغلق معه وغرق بتفكيره ، ولم يدرك كيف يبعدها ليذهب دون أن تشعر ، وعلى بغته أنتفضت مفزعٍ معتدله عنه وهي تصرخ بصوتاً عال وأنفاسٍ متلاحقه.
ناولها كوباً من الماء وهو يمسد على ظهرها قائلاً :-
مفيش حاجه يا حبيبتي أنا جنبك؟
أرتفشت القليل وهي تحاول تنظيم أنفاسها وتهدأت ضربات قلبها ، فأستشعرت أبتعاده لتهمس وهي تمسك بكف يده بخوف :-
ياسين انت رايح فين ؟
ربت على كفها قائلاً بإطمئنان:-
راااجع عندي مشوار ب……
قاطع كلماته رنين هاتفه مرة آخرى معلناً عن اتصال من زوجته الأخرى فدفع يدها مبتعداً للشرفه وأجاب.
لحظه وخرج على عجل قائلاً بعجاله :-
سجى عندي مشوار وراجع خليكِ هنا لحد ما ارجعلك.
بكت بخوفاً وهي تردد :-
رااايح فين بقولك انا خايفه ، هتسبني؟
# عاد ياسين للمنزل بسرعة البرق ، ليجد أنجي هنالك ، وقد أمره يوسف بإنها ستمكث معهم ، أعترض ولكن أصرار والده جعله يخضع لطلبه ، فـ استحوذ الخوف ثنايا فؤاده ، ماذا عليه أن يفعل الآن ، وكيف ستتقبل سجى الأمر ، هل سيخسرها مرة آخرى ، كان الوجع بادي على وجهه فربتت حبيبه بألم على كتفه فزفر بضيق ، ورمق أنجي بنظره خاليه وغادر ، استقل سيارته وجلس بصمت مسنداً رأسه للخلف ، ودموعٍ طلت من شرفة عينيه آبت النزول ، ضاقت به الدنيا وكسف باله ، وجثم الحزن قلبه فأنفتحت ابوابه مرحبه بإحتفالٍ حافل مبهج لأحزانه ، أنقبض قلبه فجأة بوخزه غريبه اول مرة تنتابه ففتح باب السيارة مترجلاً منها ، وسار بالطرقات دون وجهه ، فما أقسى ألم لا نستطع التعبير عنه يلتهم ارواحنا ألتهامٍ ، كان يريد ان يخلو بذاته فسار شارداً ، تفرقت به السبل حيرة واضطرابٍ ، بسكون الدجى على مرآى من النجوم الساهره بنسمات تلفح روحه يبحث عن السكينه فهل يجدها ؟
بجنح الليل كان بتسلل عثمان موازيته وعد تحذو حذوه وهم يصددون أسلحتهم بالمواجهه ، داخل احدى الأبنيه التى لم يكتمل تشيّدها بعد.
نظر عثمان من خلف احد النوافذ ، ليتراءي له رجالاً كثيرة بالداخل يقفون “بكراتين” يغلفوها جيداً مراد برفقتهم.
أقتحموا المكان على حين بغته وتحدث عثمان موجهاً سلاحه نحو الجميع :-
كله يثبت الشرطه محاصره المكان.
تسمروا جميعاً ناظرين لهم بزهول ورفعوا أيديهم بأستسلام ، توجهت وعد ناحية الكراتين المغلقه ، بينما اشار عثمان للرجال بالتنحى جانباً وأن يصتفوا بجانب بعضهم البعض.
# نزل سلاحك وإلا هفجر المسدس دا في دماغها!
أستدار عثمان للخلف وجحظت عينيه وهو يرى سليم ممسك بـ وعد موجهاً فوهت السلاح لرأسها.
# مفيش حد يا فندم بره ، أنا دورت كويس بس مفيش غير الأتنيين دول.
قالها احد الشباب فور ولوجه بعجاله ليقول سليم بنظره ماكره :-
ودلوقتى أرمى سلاحك يا أستاذ عثمان ومتقلقش هخلص عليكم بس بمزاجي.
هجم مراد عليه ولكمه بقوة وهو يقول :-
كنت مفكر أنك زكي وجي للموت برجليك دلوقتي هتترحم على روحك .
تقلب بصرها بينهما وهو يتحدث بغبطة وسرور :-
نفدتوا مني وأحنا في الخارج بسبب اللي اسمه رحيم دا و وقعت بينكم وبردوا رجعتوا تاني ومحصلش فراق وياسين نجى “ضحك عالياً ثم تابع” بس بلال مااااات ايوه أنا السبب ، بس انتوا ايه ازاي بتنجوا من أي خطه بعملها بس دلوقتي لازم أخلص عليكم.
أشار له عثمان بالاقتراب ، فـ دنا منه وهمس له بشيء ، ثم ألتفت ناظراً لـ وعد وهو يقول :-
مش مصدق؟ طب هتشوف دلوقتي.
وأطلق رصاصه بجسد وعد ببسمه ، حدقت به بصدمة وعدم تصديق وبعينان يترقرق بها الدمع ، وسقطت غائبة عن نفسها فضحك عثمان قائلاً :-
خلصت على اول حد في طريق أنتقامي فاضل بس لمار وباقي العيله.
نظر له سليم بعمق وهو يقترب وبعدم تصديق واستيعاب تحدث :-
وانت ليه عايز تنتقم من عمتك؟
# كانت للسبب في مووت أمي.
قالها بغل فتبسم سليم بغموض وهو يقول :-
كان فينك من زمان كنا قدرنا نخلص عليهم واحد واحد.
تجاذبا أطراف الحديث وظل عثمان يستدرجه رويداً رويداً.
حتى صدح صوت ضحكات صاخبة من وعد وهي تعتدل بوقفتها بثباتٍ رهيب وتنفض كفيها ببعضهما من الغبار.
ثم أقتحمت لمار المكان ومعها ياسين وزين وقوة آخرى من العساكر.
دار سليم بينهما بنظراتٍ ثابته ماكرة ، فهمست لمار ببسمه خبيثه وهي تقترب منه :-
أبداً مشكتش فيك أبداً أنك تكون ورا كل ده ؟
ضيق ياسين عينيه بغضبٍ شديد وبلحظه كان يهجم على مراد بكل قسوة وهو يصيح بصوتاً عال مفعم بالأوجاع :-
لييييه عملنالك ايه بلال عملك أيه اعتبارناك واحد مننا يبقى دا جزاتنا ؟ عشاان الفلوس ياخي ملعون ابو الفلوس اللي تخليك تبيع بلدك كدا!.
جذبت لمار سليم من ياقة ملابسه وهي تهتف بفحيح :-
أنت اللي قتلت مصطفى مش كدا.
أومأ برأسه وهو يبعد كفيها ، ثم حاد ببصره ناحية زين وقال بغصب :-
ايوة انا قتلته كان اكتشف كل أعمالي فخلصت علية ، ولحسن حظي وصلتي بعد فوات الاوان بعد مكلمك عشان يحكيلك كل حاجه بس نهيت حياته ، والغبي دا.
قالها وهو يشير بسبابته لزين :-
صدق كل حرف قولته عنك ، بس انا كمان كنت بزن على ودانه.
ضحك ضحكه ساخرة ، فأنقض عليه زين بعدما فاق من صدمته ، صدد له عدت للكمات لتبعده لمار بحدة ، وبتوعد صاحت :-
دا أنا هندمك على اليوم اللي تولدت فيه بتتتتقتل أخوووك ؟
أمسكته بقوة ودفعته على الحائط ، ولكنه ضحك بصخب مستهزاءٍ وقال وهو ينظر لها بتشفى :-
مش كدا وبس ، وأنا اللي حرمتك من أخوكِ أياد وأمك وبسنت وحماااااتك “نظر لها بتمعن متمتعاً بصدمتها و وجعها الذي ظهر بمقلتيها وتحدث بغل” فاااكرة انتِ اليوم دا ، كان راجع بعد ما خف خاااالص وحرمتك منه وخطفته ، فاكره انفجار العربيه طيب وهو بيتحرق شعور لذيد.
عاد لوصلت ضحكه مرة آخرى وهو يردد بجنون :-
كنتِ مستنيه فجالك متفحم وبقى رماد قدام عينك.، كنتِ فرحااانه بشفاءه فموتك عايشه بموته.
خيم السكون المكانه ، كان غضبها يتفاقم وهي تتذكر ذاك اليوم ليضيء امام عينيها بكل أحداثه ، أستيقظت بالصباح الباكر.، اول شيء فعله هو مهاتفته صوته الثابت الراسي وهو يقول بلطف :- السلام عليكم يا أمي ، وحشتيني كلها ساعات وأشوفك.، اول حاجه عايز اشوفها أنتِ ، يلا سلام يا حبيبتي.
ظلت باقية اليوم تنتظره وهي تعد الدقائق والثوانٍ حتى حتى خرجت حينما علمت بإقترابه فقد كانت كل لحظاتٍ تحادثه بإشتياق ، وإذ بها تركض للخارج والبهجه تغمر جوانبها ، قلبها يرفرف من شدت سعادته ، البسمه تعلو وجهها المضيء بإشتياقٍ وحنين ، وبلحظه ، لحظه فقط تحول كل ذلك لحلمٍ جميل تتمنى تحقيقه ، والسيارة تنفجر بكل من بها.
حاله من الصمت خيمت المكان.، انظار الجميع معلقه بـ لمار التى أتسعت عينيها مترقرقه بالدمع ، وفجأة تحولت للأحمرار وظهر بهم غضبٍ قد يهد جبالاً ، وبخطوات وائيدة أقتربت منه مرعبٍ مريب وهمست بهدوء :-
ليه ؟ قتلتهم ليه ، جااااااااوبني.
صرخت بها بصوتاً عال ، وهمت أن تبطش به وإذ به يمسك بكفيها بجمود محذراً بخبث :-
تؤ تؤ تؤ متلعبيش بعدد عمر بنتك اللي معايا عشان مخلصشي عليها هي كمان.
صدمت احتلت ملامحها لتقول بإقتضاب :-
بنت مييين ؟ أنا بناتي معايا متحلمش إني أرحمك ؟
# قالت اهدي عشان بإشارة مني هيخلصوا عليها؟
همس ياسين بجنون وهو متسع العينين :-
سجى.
هم أن يهجم عليه فنبهه سليم مؤكداً :-
خليك عندك عشان متخسرهاش.
قطبت لمار حاجبيها بتعجب وحادثت ياسين بزهول :-
ماااال سجى ؟
قلبها النابض الذى لا تدري متى سار ينبض هكذا.، يخبرها بشيءٍ عجيب
# فاااطمه عايشة هي هي سجى أنا خطفتهابس اللي افندي دا انقذها و وقع في حبها.
قالها سليم وهو جالس بكبرياء على احد المقاعد وأشار لزين بغضب ، توقدت النيران بعينين زين وهجم عليه صائحاً :-
هي فين عملت فيهااا أيه وربنا لو حصلها حاجه اموتك أنت فاهم.
صدمة توغلت فؤادها ، أمن ظنتها قد توفت تعود للحياة بعد تلك السنين ؟ كانت أمام عيناها وهي تتعذب على ذكراها ، سحقاً لم تتعرف عليها قد ؟ مهلاً أيتها الحياة لا تداهمي بمفجأتك جمله واحدة تمهلي قليلاً.
_ أدمعت عيني وعد بحنين وهي تتخيلها، أبعد ان وجدتها تخسرها ؟
ألتفتت لـ ياسين الواقف بوهن كمن سلب روحه.
دلف ياسين تائهاً لمنزل زين ينادى بقلبٍ متلهف شغوفٍ عن نصفه الآخر بجنون لا يصدق أنه فقدها مره آخرى ، بكاءها وهي تخبرها أنها خائفه وتطلب منه أن يبقى ، لكنه رحل ، رحل دون أن يعبئ بدموعها ، دون ان يحتويها.، وأضاعها مرة آخرى .
خرجت عائشة بلهفه من الغرفه وهي تسائله بقلق :-
مالك يا ياسين في ايه ؟
بأعين دامعه مترجيه أن تطمئن فؤاده سائلها بلهفه :-
سجى فيين يا عائشة ، أنتِ مش كنتِ هنا طيب ازاي خدوها اززززاي ؟
هوت دموع عائشة بصمت وأنهدل جسدها وهي تقترب منه رابته على كتفه :-
مالك يا ياسين سجى أكيد هنا ؟
# لا يا عائشة مش هنا أختك ضيعناها تاني وأنا السبب بردوا.
قالها وهو يجلس بهم على درجة الدرج ، لتنزل عائشة بمستواه سائله بعدم فهم :-
أخت مين ، وعد اهي يا حبببي صلى على النبى.
نظر لها بأعين غائرة ضائعه وهمس وقد ارتسم الألم على ملامحه وغزا الوجع فؤاده :-
سجى تبقى أختك فاطمه ، هي مامتتش عايشه ، زين اللي لقاها.
صدمة سلبت تفكيرها وهي ترتد للخلف بتيهه :-
سجى فاطمه ازززاي ؟ أنت بتهزر !
# لا مش بيهزر.
قالها زين بموجه من الألم ، وأومأ برأسه مؤكداً :-
سجى مش أختي أنا لقيتها زماااان وانهارده ظهرت كل الحقيقة.
قلبت بصرها بهم وهوت دموعها بصمت لثوانٍ ثم تبسمت ضاحكه ببكاء ، إذ انهم لم يدركوا أهي تضحك أم تبكِ ، هبت واقفه وركضت للأعلى ببسمة على ثغرها ، مشرقة المحيا ، تناجى باسم “سجى” بلهفه وأشتياق ، لم تدم كثيراً وعادت لهم متهجمت الوجه وبقلق هتفت :-
سجى مفيش مفيش في الأوضه. فاااطمه حبيبتك مفيش يا ياسين هي سجى راحت فين.
لم تلبث وأن نزلت للأسفل ركضاً ما أن لمحت والدتها و مضت نحوها قائله ببكاءٍ مرير :-
سجى أختي يا ماما، فاطمه عايشه ممتتش.
أعلن هاتف “زين” عن أتصالاً هاتفياً متزامناً مع كلمات “عائشة” فنسله سريعاً وأجاب بعجاله :-
اااايه عرفت حاجه يا محمود
أجاب الطرف الآخر بصوتاً منخفض :-
ايوووه يا زين هو دلوقتي فـ**********.
أشرق وجهه مستبشراً بسرور بدا على ملامحه التى ارتخت بسكينه ، فما لبث ان اغلق وقلب بصره بـ للمار وياسين وهلّ قائلاً :-
أنا عرفت سجى فين ؟ بعدم ما سليم سبنا نمشي وهددنا راح للبيت القديم هو بعيد شويه بس لو اسرعنا هنوصل.
بـ أمل حدقت به لمار ، بينما ياسين لا زال على صمته وتفكيرة ، لا يدري كيف يعيش حياته بدونه أن رحلت ؟
لوهله أحس أنه قد أختفت كل النجوم والأقمار ، واختفت الشمس من الحياة.، أصبح السواد يحيط به بدرجة مخيفة للغاية ، هي فؤاده ، وروحه ، وكيانه ، ونفسه ، روح الروح وقلب القلب وقمره الساطع بسماء قلبه الحالك فماذا لو أختفت ؟ كيف يعيش ؟
تنبه لـ زين الذي يهزه بعنف ليفوق من دوامت تفكيره.
أدلج ليلاً كلاً من “لمار ، وعد ، زين ، ياسين” بهزيعاً من ثلث الليل الأخير ، حيث مكان سليم ، توقفا بالسيارة بعيداً نسبياً عن المكان ، ثم ساروا بوئيدة لناحية البناية ، و وقفوا اربعتهم يفحصون المكان بأعين كعين الصقر ، تخضبت وجوههم بحمرة الغضب ، واعتملت صدورهم بحقداً دفين لا مثيل له ، شحذت همت لمار وقالت وما زال ناظريها منصوبٍ بجل همه يطالع المكان بدقه :-
ياسين زين انا هدخل انا وعد هنشتت انتباهم وانتوا عليكم أنكم تلاقوا فاطمة ، سليم اول ما هيسمع الحرب اللي هتشتعل هيطلع عشان يعرف في ايه وأنتوا تكونوا لقتوها يلاااا.
ألتفتت لوعد هامسه بنبره جادة صارمة :-
جاهزة ؟
أكتفت وعد بهزه بسيطه من رأسها ، وبدا التوعد والغضب بمقلتيها.
لحظه وكانوا يتسللوا للداخل گالأسد لا يشبعوا من دمائهم وطفقا يطلقوا الرصاص على كل من يقابلهم أو يقاتلوا بالأيدي ، اشتعل لهيب المعركه بالداخل ولمار و وعد صامدون يقاتلون دون رحمه لمن لا يرحم فهؤلاء ابعد ما يكونوا عن صفة البشر ، لكنهم لا يسفكون دماء الموت.، لا سيما يصيبوا فقط الأقدام او الأذرع أو الكسر وكفى.
بينما استغل ياسين فرصة أنشغال الجميع بالقتل ، وعلى غفله تسلل للداخل ، وبآوان ذلك تسلق زين أحدى الأعمدة بخفه ومرونه وعينيه تنتقل من غرفة لأخرى.
وقع بصر زين أخيراً عليها ، مطروحه أرضٍ معصومة العينين، مكبلة يديها وقدميها بحاله لا يرثى لها جسدها يرتجف بقوة ، صعقته تلك الجروح التى رآها بوجهها ، ملابسها الممزقه ، رياح شديدة هبت فجأة حتى كادت بسقوطه ارضٍ ، مخافتٍ أن يكون أحد قد أعتدى عليها ، هل هناك من اعتدى حقاً على براءة طفلته ؟ يا الله يكاد قلبه بالتوقف ، كانت النافذة مغلقه ، بلى محكمة الأغلاق ، تعلق بيد بأحد الاعمدة وبيده الآخر أخذ يلكم على الزجاج بقوة وعنف ، بتلك اللحظه لم يفكر بذاته ألبته ، كل همه هي أبنته التى ترعرعت على يديها من صغرها فأصبح لها ابٍ وليس اخاّ فقط أنها قطعه منه ، فكرة أن قد يكون احدٍ أزاها تجعله يذداد اكثر من لكم الزجاج بقبضته غير عابئ بدماءه التى سالت حتى تهشم الزجاج لشظايا متناثرة ورفع قدمه وهوى للداخل ، يركض قلبه متوجه لها قبله.
سبقت عبراته كلماته وهو يقترب منها. :-
سجى حبيبتي أنتِ كويسه فيكِ حاجه.
تزامنت كلماته ولوج ياسين ركضاً ولكنه وقف ثابتاً بمحله يطالعها بأعين دامعه ، حينما انتفضت مبتعده تحرك رأسها يمنى ويسر وهي تحيط جسدها بذراعيه :-
البارت 29 ج2
دموع العاشقين.
بسم الله ، الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ
مييين عايزين مني أيه سبوني…
ثم زحفت للخلف محتميه بالجدار وهي تضم نفسها بذراعيها :-
موتوني انا اصلاً مليش حد ، محدش هيسئل عني موتوني بس محدش يقرب مني ، هتقولوا لربنا ايه ؟
أنفجرت دموع زين بقوة عاصفة عاتيه زجت به في الأوجاع وهمس بصوتاً مبحوح :-
أنا زين يا سجى.
هوت دموعها بقهر وهي تردد بضياع :-
زين ، كنت فين أنت مش عارف ان أختك عاميه ؟ ولا عشان انا مش اختك بجد.
# لا يااااا سجى لا يا بنتي متقوليش كدا.
اسرع زين بقولها وهو يضمها بقوة ، فتشبثت به باكية وهي ترتعش وغمغمت :-
حاولوا يغتصبوني يا زين وفجأة لما سمعوا اصوات بره سبوني انا خايفه.
دنا ياسين بتيه ومسد على ظهرها بأمان و وجع أحتل سويداء قلبه :-
سجى أنا هنا متخافيش.
# أنت مش هنا ولا هو هنا انا لوحدي ومعايا ربنا بس روح يلا ايه اللي جابك ؟
قالتها بعتاب مصحوباً بدموعٍ غزيرة تتساقط.
وكان هذا آخر شيء نطقت به قبل أن تغيب عن نفسها.
– بالخارج ركضت لمار خلف سليم الذى فر هارباً من امامها حينما شعر بنهايته، سرى الخوف بعروقه واوصاله وقتما رأى زين وياسين خارجاً بسجى فلحقت بهما وعد.، واسرع هو مستقلاً سيارته لتنجح لمار بالتعلق بها بالخلف ، حاول مراراً وتكراراً أن يزهق روحها او ابعادها لكن ذاك عزيمتها واصرارها لم ينجح ، توقف بالسيارة مترجلاً ركضاً تجاه الشاطئ ثم بلمح البصر كان يصعد احدى السفن ولحقت به لمار ببسمه خبيثه.
بلع ريقاً جافٍ بخوف وهو يطالعها بقلق وأقلعت ااسفينه بالمياة.
تراجع سليم للخلف حينما أقتربت لمار ببسمة مخيفه وتحدثت بغل :-
دلوقتي هتروح مني فين ؟ أنا سجلتلك كل حاجه وهتنعدم وانا اللي هعدمك بنفسي.
تزامنت أنهاء جملته وهي تلكمه بقدمها وقبل ان يسقط تلقفته ممسكه بمقدمة قميصه ، وطفقت تضربه گ الثور الهائج.
سقط ارضٍ ساعلاً و وقفت هي لاهثه أمامه وحدجته بنظره مليئه بالسخط ثم انقضت عليه مرة آخرى ، حتى باغته بضربه قويه على رأسها بحديدة تلقفها من جانبه.
فـ ارتدت للخلف و وقفت تترنح من شدة الألم ، فنهض هو ببسمه خبيثة وهوى بالحديده على بطنها لتتأوه بألمٍ حاد وهي تمسك مكان الألم ، اتسعت عينيه بتلذذ غريب مخيف وهوى بضرباتٍ متتالية على قدميها حتى خرت ارضٍ ،
جلس مقابلها بتشفى وقال وهو يناظرها بأعين ساخرة :-
فكرتي بـ انك هتخلصي مني ، بس انا اللي هخلص منك وارميكِ في عرض البحر دا ومحدش هيعرفلك طريق هتكونِ واجبه حلوة للسمك يا بنت الشرقاوي.
ضحك بملء فمه وهو يجلس على احد المقاعد واضعاً قدم فوق الآخرى :-
يمكن بتفكري ليه انا معديكِ كدا ، تصدقي مش عارف ممكن نسميها حقد وانا شايف الكل بيحترمك وعاملك الف حساب ، دا حتى اخويا كان بيشتشيرك في كل حاجه يمكن حاجات أنا معرفهاش ، وأخيراً كنتِ بتحومي ورايا وخطر عليا وعلى مكانتي في البلد لذلك قررت أدمر عيلتك كلها وبعت بنت لـ عمر “رفعت بصرها به بترقب فإسترسل حديثه” متبصيش كدا ايوة انا اللي فرقت بين عمرو و ورد واللي أنتِ معتبراهم عيالك، بس الغبيه نجحت في تفرقهم بس منجحتش تخلي عمرو يصدق انوا لمسها فعلاً وتمت علاقه بينهم وكان اتجوزها وقتلتها عشان خطتي فشلت بسببها.، هووووف عملت حاجات كتير في عيلتك بصراحه وانا اللي خطفت خديجه بردوا انا وراء كل حاجه حصلتلك وهتحصل لعيلتك بعد موتك.
ثم زفر بضيق وهو يطالع النجوم ويتابع حديثه :-
المشكله بنتك فاطمة دي كان زمانها ميته أصلاً من يوم ما خطفتها إلا انها برغم انها عامية ومبتشوفش خرجت وفضحتني واخويا عرف بكل مصايبي ، وبعدها زين مسبهاش وكل ما اخطط لقتلها مش بيحصلها حاجه ليه هي ايه دي.
نظرت له والشرر يتطاير من عينيها وقالت بسخط :-
ددددي عناية ربنا يا كلب.
وقفت تود البطش به فرفع الحديده ليهاجمها فأمسكت بها وحاولت نزعها من يده لكنه كان متعلق بها گ ذروق نجاه حتى دفعها بقوة لتسقط أرضٍ بالفعل كادت بالسقوط لعرض البحر لولا يديها وادراك ذاتها بالوقت المناسب.
في حين ذلك هم سليم برفع الحديدة وهو يدفعها لتتسقط بالبحر ، فتقهقر للخلف صارخاً وهو يسقط وكان قد غرق وهو يستغيث ، وقفت لمار ملقيه بذاتها خلفه دون تفكير وسبحت بالمياة تبحث عنه ولكن لم يسعفها ظلام الليل الحالك
❄اللهم أجرني من النار “3 مرات” ❄
جالسه على الفراش بسكونٍ ، عبراتها جفت ، فقط أنفاسٍ عالية كل ما يبدر. منها الآن ، أقتربت لمار جالسه على طرف الفراش بصمت ، وعبراتها تنعى ألم فؤادها الذي لا يحتمل واشتياق روحها ، بينما اكتظت الغرفه بالجميع واقفون بثباتٍ واضعون أيديهم على أفواههم ، وعبراتهم تسيل بحنين ، بينما ورد حدث ولا حرج لقد تاكدت ظنونها هي من علمت بمهايتها قبل الجميع فقد كانت اكثرهم جلوسٍ معها كيف إذاً لا تشعر بها ؟
يقف ياسين يطالعها بقلبٍ يئن وروحاً وجله وهو يردد بصره تجاه انجي بتوهان وضياع يخشي أن يأفل قمره ونجومه وشمسه.
رق قلب لمار وأنشطر وهي تقول بروح أضناها الألم :-
والله دي الحقيقه أنك بنتي احنا أهلك أنتِ اتخطفتي مننا زمان.
لم تنبس لم تطرف حتى ظلت ساكنه فقط عبراتها من تجيب ، أقترب أدهم محاولاً أخراجها من سكونها ذاك وتحدث بحنان أب :-
حبيبتي يا بنتي وحشتيني ،صدقيني دورنا عليكِ كتير والله بس مكنش متخيلين أنك عايش والحمد ربنا رجعك لينا تاني “ثم ببكاء استرسل قائلا” يعلم ربنا انك مغبتيش عن بالنا ثانية والله يا حبيبة قلبي.
– ظلت ساكنه مطأطأة الرأس بثباتٍ رهيب ، فقط تشنج جسدها بين الحين والآخر.
حتى دقق يوسف النظر بها وقال مقترحاً :-
اطلعوا بره خلوني اشوف مالها.
لم يجيبه أحد لم يلتفتوا إليه حتى الأنظار فقط تحيط سجى الساكنه بغرابه.
فـ علا صوته نسبياً قائلاً بحسم :-
سمعتوااا قولت أيه كله بره ما عدا اسماء وحبيبة.
تسحب الجميع للخارج بصمت تام ما عدا ياسين الذي دنا منها بخطوات بطيئة وجله ،وهم أن يلامس ذراعها فأنتفضت بهلع فهوت دموعه گ السيل الجارف ، فـ ابعد رأسه مزيحاً دموعه الساقطه لئلا يراها أحد ، ولكنها تمردت عليه ولم تنقطع وتيرتها فرجع للخلف مبتعداً يجاهد على تجفيفهم.
بعد الفحص قال يوسف بتنهيدة عميقه :-
سجى في حالة صدمه من اللي حصل بس هي كويسه وهنخرجها دلوقتي من الحاله دي.
متغيباً هو عن العالم ودنا جالساً بجانبها يضمها بحنان ، ودلف الجميع مرة آخرى ، فنظرت أنجي لهم بنظراتٍ حارقه تتفعمها الغيرة الساحقه ، أقتربت عائشة التى جاءت لتوها ركضاً ومعها اسراء ، فـ رفعت سجى رأسها فجأة كأنها تستشعر من الآتي فمدت يدها ببسمة قائلة بآمان توغل فؤادها :-
اسراء جيتي ؟ كنتِ فين وسيباني ؟
أقتربت أسراء وضمتها مجهشه بالبكاء ، أدمعت اسماء ثم أقتربت من اذن سجى قائلة بهمس :-
بت يا سجى يلااا قومي كلنا جنبك مفيش حاجه هتحصلك وبعدين عايزة أقولك خبر حلو تعرفي محدش يعرف نهائي أنتِ يا بت هتبقي خالتوا قريب انا حاامل.
أشرق وجهه سجى مستبشرة وتوهجت عينيها بمحبه وغمغمت :-
مبرووك يا حبيبتي.، الله هبقى خالتوا .
نظرا الجميع بعدم فهم ، فأكدت أسماء الخبر ، فحملها حذيفه ببهجه يدور بها حتى لحت عليه ان يتركها.
ظل الجميع بجانب سجى تضمها لمار وآبت على تركها هي وأدهم حتى حل الليل فغادر زين مع عائشة واسراء بعدما قبل جبينه مؤكداً لها أنه بجانبها ، وقتما شئت ستجده لا محاله ، وغادر الجميع من الغرفه متوجهاً لحجراتهم .
خرج ياسين للحديقة يستنشق الهواء النقي لعله بمروره يمحو جل هموم قلبه العالقه ويطيب روحه ويهدأ من روعه.
فجأة شعر بيد ناعمه على كتفه فـ التفت ليجد أنجي فدفع كفها دون كلمه.، لتردف هي معاتبه :-
أنا كمان مرآتك على فكرة !
تنهد بضيق وهو يقول بسخطٍ شديد :-
قولتلك مليون مرة انا بنفذ وصية اخوكِ ، كل حقوقك هتأخديها الامان والسند وكله لكن انا لا انا لسجى وبس أنتِ مراتي وهعاملك بما يرضى الله فمتحاوليش تقربي عشان مش هتلاقي غير النفور.
التمعت عينيه غضباً وأشار لها محذراً :-
وأياكِ ثم أياكِ تقربي منها ولا تعرفيها بحاجة؟
استشاطت غيظاً وغضباً وحقداً ونظرت له بأعين دامعه وغادرت حيث غرفتها ،جلست في فراشها باكية هو حب عمرها مذ أن علم قلبها معنى الحب وهو له فقط ،أيضع منها ؟
اتستسلم وتتركه وهي الآن زوجته ، ثم أخذت نفسها الاماره بالسوء بالتفكير والحقد تجاه سجى وكيف تبعده عنه ، غافله عن الرحيم الرقيب الذي يعلم ما تكنه الصدور وتخفيه.
بقى ياسين كاسف البال بغم اعتمل قلبه وجثم به ، فجلس على أقرب مقعد واضعاً رأسه بين راحتيه ، يكاد يموت من ثقل صدره ولا يدري كيف يبوح به ، ألم لاول مرة يستشعره ليس له مثيل فرفع بصره الغائرة بالسماء منادياً مولاه ﷻ ، لم ينبس وأنما قلبه أنفجر ما بجعبته للحنان المنان.
نجاه بقلباً أضناه الألم والغم والنكبه.، فحاشاه أن يرده خالي اليدين ولا يطيب خاطره ، ولا يربت على قلبه.
شعر بحركة احد يجلس بجانبه فرفع بصره وجد عثمان ، جاء يشارك أخاه بما يعتمل صدره ، وكيف يتركه يتألم دون أن يكون معه.، ربت عثمان على منكبه قائلاً بمحبه :-
هتفرج بإذن الله متشلش هم ورب الكون موجود قادر أن ينسف هموم قلبك بغمضة عين فـ أبشر.
تبسم بمحبه كأنها أشارة آتيه “أبشر فـ أبشر” وارح قلبك ، كيف يعتمله هم وربك يقولك “ونحن أقرب إليه من حبل الوريد”
# اتكلم فضفض باللي في قلبك!
همس بها عثمان بألم لياسين يحاول ان ينزع عن فؤاده الهم.
ولكن كيف ؟ وهو التائه بين دروب الحياة يتجرع مرارة الخوف من فقدها وخسرانها وضياعها ، أن الأنسان لا يستطع العيش بلا الهواء ، وهي هواءه ان انقطع مات على الفور ، لذا تبسم متنهداً براحة وهز رأسه وجعاً :-
مفيش يا حبيبي انا تمام هتتعدل ان شآء الله.
# أنا انا اسف إني مصدقتكش أنت و ورد لما قولتولي نسيت ان المحب دايماً حاسس بحبيبه هما روحين في روح وحده مستحيل تنفصل.
أخذا يتجاذباً اطراف الحديث
وفي حين ذلك صعدت أسماء فما كادت بالوصول لباب الغرفه حتى حملها حذيفه قائلاً بمناغشة :-
لازمك راحة يا حبيبي بقا كدا يا ماما تفرحي سجى قبل مني ليه هي اللي ابوه.
انهى جملته تزامناً وهو يضعها على الفراش فتلاشت ضحكتها ولمعت عينيها خوفاً أن يكون ذلك قد ضياقه فهتفت موضحه بصدق :-
أبداً والله مش قصدي أنا عرفت انهارده في الصبح وانا في المستشفى ، وكنت هقولك بس انت شفت اللي حصل مكنش في وقت.، فـ لما حسيت بضياع سجى وخوفها فرحتها لاني متأكده انها هتفرح ونفسيتها هتتحسن متزعلش؟
ضربها على جبهتها هامساً بمرح :-
يا عبيطه انتِ مفكرة إني زعلان ولا ايه سجى اختي زيك ؟
دفعته وهي تعتدل جالسه قائلة بغيظ :-
اختك زيي ازاي انا اختك يعني ؟
ضحك بملء فمه وهو يتفادي لكماتها وهمس :-
ايوة زيك مش انتِ اختي ؟
زمت شفتيها بغيظ قائله :-
تك خوته في دماغك.، عايز ترميني انا وعيالك ؟
تصنع الصدمه وهو محدقاً بها:-
عيااال مين انت بتتبلي عليا.
هزت رأسها نفياً ببسمه اربكته وقد ايقن أنها تخطط لشيء.
امسكت بطنها فجاه وهي تتأوه بالمٍ شديد :-
ااااه بطنيي بطني يا حذيفه روووح اعملي حاجه اشربها.
بهلع اخذ يدور حول ذاته بقلق ثم صاح وهو يمسكها :-
مااالك مااالك اعملك ايه طيب ؟
تصنعت البكاء وهي تقول بالم :-
نادملي ماماا بسرعه يلا ؟
انهت جملتها مصحوبه بصرخه.، فركض من الغرفه ولحقت به أغلقت الباب بإحكام.، اوشك على الخروج فتناهى له غلق الباب فـ أستدار قلقٍ وقرع الباب بهلع :-
اسماء أنتِ كويسة قفلتي ليه الباب.
جاءه ضحكاتها الصاخبة وهي تقول مدمعة العينين من شدة الضحك :-
ولا حاجه يا حبيبي انت اللي جبته لنفسك بات عندك بقا تستاهل.
اتسعت عينيه على أخرهما وردد بزهول :-
ابات بره كل ده كان مقلب ، كنتِ هتوقفي قلبي ، طب والله لاوريكِ.
صمت ملياً مفكراً وطرق الباب بخفوت وهو يهمس :-
ماما حبيبتي افتحي الباب يرضيكِ أنام بره كدا ؟
لم يأتيه ردها سوا ضحكه ساخرة فتوعد لها ودلف المطبخ صانعاً فنجان قهوة ، و وقف بالشرفه يرتشف منه بغيظ وهو يخطط لها.، حتى وقع بصره على الشباب.،فأرتشف الفنجان على عجاله وهبط للأسفل ، لمحه عثمان مقبل فضيق عينيه قائلا :-
هو دا نازل ليه وسايب مراته.
هز ياسين كتفيه بإستهانه ورفع حاجبه متسائلاً :-
وانت سايب ليه مراتك ونازل ؟
جلس حذيفه وهو يتمتم فنظروا له بدهشه ، فقال بغيظ :-
ايه بتبصولي كدا ليه.، مشفتوش راجل أبداً مراته طرداه.
قهقه عثمان وياسين فشاركهم بغيظ ، وظل يتسامرون حتى انهم لم يدرو متى وكيف ذهبوا بسباتٍ عميق.
وفي آوان ذلك ، دلفت عائشة للغرفه وإذ بيد زين توقفها وتحدث بصدق :-
عائشة استنى.
# خيرر.
قالتها بجمود دون ان تلتفت له ، فوقف امامها وهو يقول بصدق :-
مسامحاني ؟ عايز ابدأ من اول وجديد صدقيني أنا بحبك صحيح عرفت متأخر بس والله بحبك ومقدرش أعيش من غيرك .
أغلق جفنيه مستدعياً ثباته وتنهد بضيق وتحدث بهمسٍ صادق :-
لما حسيت إني ممكن أخسرك متخيلتش يومي من غيرك ، لما رجعت البيت وملقتكيش كنت تايه وضايع و وحيد كنت حاسس إني يتيم فقد كل أحبابه مرة وحده فمتسبنيش لأنك قوتي في الدنيا دي.
رفعت عينياها التى غشاها الدمع به تلتمس صدق كلماته ، تستشعرها بفؤادها ، وحقاً وقعت على روحها بحب.
تابع حديثه مغمغماً :-
أنا عارف إني ازيتك قوي وعملت حاجات مستحيل تغفريها ليا بس انا متأكد أنك هتديني فرصه وأنا مستعد اعمل اي حاجه.
تمعن النظر بها بترقب ، فـ زاغ بصرها قليلاً مفكرة حتى قالت بجديه :-
اي حاجه اي حاجه ؟
بصدق تحدث وهو يقترب منها :-
اي حاجه اي حاجه حتى لو روحي .
تراجعت للخلف بحدة ، وبجدية أشارة له وهي تتهيأ للخروج :-
طيب تعالى معايا.
أومأ برأسه ولم ينبس ، واتجه خلفها حتى وقفت بالمطبخ فابتلع ريقاً جافاً بإرتباك مما الاتي.
وإذ هو غارقاً بتفكيرة ، وإذ بها تقول وهي تعقد ذراعيها :-
عشان اديك فرصه تانيه يبقى هتنفذ اللي هقولك عليه دلوقتي ، هتقدر؟
تساءلت بإهتمام جلي ، فأجفل وهو يقول بتوتر :-
ايوة هرضي على اي حاجه؟
جلست على المقعد بخيلاء وزهو ورددت وهي تسند رأسه على كفها على الطاوله بجانبها وعينيها مصوبه تجاهه:-
من بكره الأكل والمسح والغسيل وكل حاجه في البيت انت اللي هتعملها ودلوقتي أعملي امممم.
وضعت سبابتها على ذقنها مفكرة ثم قالت وهي تبسط ذراعيها :-
اعملي كوباية شاي بس تكون مظبوطه وسندوتش ولا اقولك عايزه اكل بيتزا دلوقتي وانت اللي تعملها؟
صمت كئيب ثقيل ، خيم على المكان.، يتطالعها بأعين متسعه ، عبست بوجهها قائلة :-
كنت عارفه انك هترفض مش هسامحك خالص!
همت بالمغادرة فأمسك معصمها قائلاً بصدق:-
مين قلك إني هرفض ، اقعدي.
جلست عائشه بترقب ، بينما ارتدا هو المريول وشرع بأعداد ما أرادت.
بعد وقتٍ ليس بطويل ، كبتت عائشة ضحكتها بصعوبه وهي تطالع المطبخ الفوّضوي ، إلي الأرضيّة التى تملأت بالدقيق ، والكركبه وإذ به يستدير ملطخاً من رأسه لأخمص قدميه بالدقيق ، فنهضت رغماً عنها داخله بنوبة ضحك دائبه لوقتٍ طويل ، نفخ الدقيق من على شفتاه وهو يكظم غيظه ، كز على أسنانه وهو يقول بسخط:-
اسكتي بقا متضحكيش.
رفعت أناملها تكتم قهقهاتها المتواصله فغلبتها فقالت بضحك :-
يخربيتك شكلك مسخرة….
ابتسم ضاحكاً لضحكتها التى بددت ظلمات قلبه ، وهام بوجهها وملامحها الدقيقه المشرقه فتوهجت لمعة عينيه ببريق ساطع وغمغم متصنع الضيق :-
اسكتى بقا هتخربي بيتي ايه تاني ، يكفيني شرف المحاولة.
هزت رأسها عدت مرات بضحكه لا تستطع أخمادها.
وأشارت بسبابتها له بجدية :-
ابقى روق المطبخ بقا انا خلاص مش عاوزه أكل دا ياسين بيعمل احلى اكل ممكن تدوقه احلى مني كمان.
كور زين قبضة يده بغيرة فارت بأوردته وعروقه.
بينما لوحت له وهي واقفه على أسكفة المطبخ:-
يلا بقا تصبح على خير عايزه أصحى الاقى المطبخ والبيت بيلمع والفطار جاهز انا باخد علاج.
تأفف بضيق وهو يرمقها بسخط وغمغم :-
هنام واصحى اعملك كله.
أشارت له ببسمة وهي تشير له :-
تعالى ورايا طيب.
فغر فاهه واتسعت عينيه وهو يدلف لذات الغرفه التى جعلها تمكث بها وتمتم بضيق :-
بتهزري مش ممكن ، اوعى تقولي إني هنام هنا.
هزت رأسها نفياً وهي تلتقط وسادة وغطاء وحملتهم بذراعيه وهي تعيد ادراجها للخارج :-
لا طبعاً معقوله اطلب منك تنام هنا لا طبعاً.
تبسم بإريحيه متنفساً الصعداء وهو يضع يده على قلبه ولحق بها للمطبخ مره آخرى..
ألقتهم عائشه من يدها وتخصرت وهي تلتفت له متصنعه الحسم :-
هتنام هنا يا غالي.
الآن تخضبت ملامحه بحمرة الغضب ، لتبتلع ريقاً جافاً بخوف وتراجعت بإرتباك ، كبح غضبه وهو يقول بصدق :-
لو دا هيخليكِ تسامحيني فـ أنا موافق ، وانا استحق كل دا ومتأكد انه ميجيش حاجه جنب اللي عملته فيكِ.
أنهى جملته بغمزه وترتها و وردت وجنتيها تسارعت دقات قلبها بعنف من نظراته القاتله وفركت أناملها وهي تتقدم للخارج ، فأوقفها قوله وهو يقول ببسمه :-
متنسيش خدي علاجك.
ثم تقدم حاملاً طبق صغير يحمل سندوتشات وناوله لها قائلاً :-
وكلي عشان متتعبيش.، ولو أحتجتي اي حاجه اديني رنه بس وهتلاقيني عندك ونامي بدري عشان نروح لسجى بكره.
أومأت براسها وهي تتناولهم منه ببهجه سطع لها قلبه ورفرفت روحه ، تلاقت أعينهم بحديث خاطف للأنفاس معبراً عما يكنه الفؤاد وتلامست الأيدي فتفعل به عمل السحر او أشد گ كهرباء صعقته فجأة ، وسحبت كفها بقوة وهي تفر راكضه من امامه فتبسم ضاحكاً براحه ونور قلبه يشع ليتصاعد لوجهه.
💧اللهم إني أسألك الفردوس الأعلى “3 مرات” 💧
[ ] باليوم التالي أنهت “سمر” روتينها اليومي حيث أدت صلاتها وتناولت طعامها وخرجت لمقابلة احدى صديقاتها
وقفت أمام الدار بإنتظار سيارة آجرة لتقلها للمكان المحدد.
بإثناء ذلك خرج حذيفه هو وأسماء يتسامرون ويتضاحكان فيما بينهما ، فإرتبكت وهي تنظر له ، فهو لا يحادثها سوا نادراً للغاية ، مذ ما حصل .
# رايحه فين يا بنتي ؟
قالتها “أسماء” وهي تقبل وجنتها بحب ، فتبسمت وهي تخبرها بموعدها مع صديقتها وعيناها لا تحيد عن “حذيفه” تود لو تقطع تلك المسافه الفاصلة بينهما ، وتضمه بإشتياقٍ شديد ، بعد صمت دام لدقيقة واحده تحدث “حذيفه” مشيراً لـ “أسماء” :-
يلا أمشي عشان أوصلك.
نكست رأسها حزنٍٕ وهي مجهشه بالبكاء ، قبل أن يسير مغادراً تمسكت أسماء بكفه مشيرة له بحسم :-
يلا سامح اختك وخدها في حضنك الدنيا مش مضمونه ، وبدل ما تبعد احتويها ، لأن حرام اللي بتعمله دا ، ومش عايزة ابني يجي على الدنيا يلاقي والده مش بيكلم عمته.
ربتت على منكبه وتابعت :-
أنت سندها في الدنيا وهتتسئل عليها روح طيب بخاطرها يلا.
نظر لها لدقيقه يحلل كلماتها بعقله ثم تبسم وهو يتجه لـ سمر ، التى انغمست بتفكيرها وإذ طيفه طل عليها لترفع عيناها به وأدمعت ، فأنتشلها بحضنه داسسٍ أياها بداخله فبكت بنحيبٍ ونشيج وهي تتعلق به.
وإذ بجل حزنها يتبدد بفرحه وتشرق دروب حياتها ، فـ الأخ ليس مجرد كلمه بقاموس العائله .. أنما هو سند وأمان واحتواء من هموم الحياة وكبوتها وكل فاقه ، هو سعادة لا تضاهيها ايةّ سعادة آخرى ، هو أمنك وسلامك من كل البشر ، إذا أفل عنكِ الجميع أخبريني بربك بمن ستلوذين ؟ إإلى غريب يذلك ويخذل فؤادك ويغدر بقلبك ويتركك على حافة الهاوية.، ام إلى أخاً يأويكِ وكتفاً تسكبين به جل همومك ، إلى أمان روحه المحيطه بكِ من أسوارٍ عظيم صعب كسره.
أنه ضحكة يومك وظهرك الذي لا يميل.
غادرا الجميع كلاً إلى وجهته ، حيث حذيفه سيوصل أسماء للمشفى التى تعمل بها.، وينطلق لعمله والتي لا سيما بشركة عمرو.، وتبقى بإنتظاره ريثما يعود لينقلها للمنزل.
[ ] ترجلت سمر من احدى سيارات الآجرة ، تحادث صديقتها بالهاتف وقالت وهي تقترب من المطعم :-
ايوة يا بنتي ، خلاص دقايق وأكون عندك اهوو.
نظرت يمنه ويسر لتمر للجانب الآخر وإذا بها تمر ، آتت سيارة مسرعه تود الأرتطام بها ، وقفت سمر متخشبه امامها بصدمه لجمتها فشلت حركتها ولم تتزحزح ، فوضعت كفيها تغط وجهها وهي تصرخ بصوتاً عال تجمهر المرء على اثره.
وإذ بيد تسحبها بقوة لتنطرح ارضٍ بجروحاً سطحيه وكانت السيارة تمر دون أذى لأحد.
رفعت سمر رأسها بأعين متسعه لا تصدق انها نجت من موتٍ محتم ، ثوانٍ وكانت صديقتها تجذبها لتقف وهي تصيح بها بتوجس :-
أنتِ غبيه عايزة تموتي ؟ ازاي تقفي قدام العربية كدا فهميني ؟
ثم ضمتها بأعين أغرقتها الدموع ، فتمتمت سمر بتوهان :-
مش عارفه مالي انا مش مصدقه إني بخير، انا والله بصيت كويس قبل ما اعدي كان الطريق هادي، معرفش امتى ظهرت العربية دي في وشي ، واول ما شفتها محستش بنفسي ، ومر قدام عيني شريط حياتي وكل ذنب اذنبته وخوفت اووي من النار والقبر وانا بتخيلهم.
ربتت وفاء على منكبها بتفهم وقالت وهي تجفل بإريحيه :-
الحمد لله أنك بخير ، كان قلبي هيقف.
انهت عبارتها تزامناً وهي تضع يدها على قلبه ، واخذتها لداخل المطعم وطلبت عصير ليمون مهدأ لأعصابهم وتجذبا اطراف الحديث حتى جاءهم الطعام.
بعد وقتِ دام لساعه وهم يتحدثون بإشتياق لبعضهما.، خرجا من المطعم وإذ بـ وفاء تبصر ذات السيارة فتمسكت يد سمر مانعتاً اياها عن المرور وهي تقول بحيرة وعيناها على السيارة :-
مش هي دي نفس العربيه اللي كانت هتخبطك بدري مش كدا ؟
تمعنت النظر لما تشير إليه فهزت رأسها بيأس قائله بضيق :-.
يا بنتي أن بعد الظن اثم يمكن وحده شبها متكبريش الموضوع يلا بينا!!.
هزت وفاء رأسها بإستهانه ، قد يكون معها حق ومجرد تشابه ليس إلا … فأبتعد عن المطعم وإذ بالسيارة تنطلق نحوهم ، لتدفع وفاء سمر على الجدار قائله وهي تضرب على صدرها بهلع :-
اقسم بالله العربيه دي قصداكِ.
ألتفتت له سمر يتوهان وبصر زائغ :-
طيب هنعمل ايه ، انا خايفه اوووي ؟
# تعالى معايا بسرعه.
قالتها وفاء وهي تسحبها عائداً لداخل المطعم.
وجلسا على ذات الطاولة بحيرة شديده تفتك بأفئدتهم التى غلفها الهلع والرعب.
اقترحت وفاء قائله :-
رني على أخوكِ يجي.
اطرقت سمر مفكرة ، ثوانِ وكانت تضع الهاتف على أذنيها ولم يمض طويلاً ليأتيها صوته ، أخبرته بضرورة وجوده في الحال لامراً طارئ .
تنهدت بهدوء وهي تقول بإريحيه بعدما أنهت أتصالها :-
جي دلوقتي ، مش عارفه في ايه بجد ومين دول ؟
دق قلبها بعنف حينما مسكت وفاء ذراعها مشيراً لسائق ذات السيارة ، ليبتلعا ريقاً جافاً بخوف بلغ زروته وتقشعر بدنهم خوفاً ، وإذ برعدة قوية أحتاجت أوردتهم واوصالهم.
دمعت أعين سمر وهي تتلعثم قائله وهي تراقب جلوسه الذي على مقربه منهم :-
وفاااء أنا خايفه اووي بصي بيبصلي ازاي شكله عايز يموتني بجد.
أرتجفت وفاء بدورها وهي تتمتمت :-
رني على.اخوكِ تاني أستعجليه بسرعة.
اومأت وهي تنفذ اقتراحها،ليخبرها انه بالطريق.
في اوان ذلك وهي تبكِ محادثة حذيفه.، دلف أنس برفقة زينب للمطعم ، تسير بجانبه متأبطه ذراعه … تعلو وجهها بسمه خبيثة من نفسها الأمارة بالسوء ، أتسعت عينيها وهى ترآها جالسه دون أزى ، وحدجت الرجل بنظره حارقه ، بينما ابتعد بهلعاً ناحياً سمر.غير عابئ بها ، فشلت خطتها ارادت جعله يرآها وهي تموت ولكن ما لم يكن بالحسبان أنه لم يحصل الحادث حتى.
# في ايه يا سمر ماالك أنتِ كويسه؟
لم تجيب لم ترفع حتى نظرها به ، فوثبت وفاء وهي تشير للرجل قائلة برجفه :-
الراجل دا من شوية كان هيموت سمر افتكرنا في الباديه مش قصده ،بس الغريب واحنا خرجين نمشي كان موجود بعربيته وساق ناحيتنا عايز يصدمها بالعربيه بردوا ، فخوفنا ودخلنا تاني ودخل ورآها ومن وقتها مشلش عينه من علينا.
أنهت جملتها مصحوباً ببكاء حاد وخوف تمكن من فؤادها..
اتسعت أعين أنس بصدمة وتأججت النيران بهما وألتفت للشاب الذي اذرد ريقه هلعاً وبعزم ما به كان يفر هارباً ولحق به أنس.
ولكن بسبب قدمه لم يستطع فعاد بقهراً من عجزه متهجم الوجه وتحدث دون حرفاً :-
قومي عشان اروحك.
ثم استرسل حديثه بعتاب ولوم :-
ليه مكلمتنيش من البداية.
غمغمت ببكاء دون ان ترفع بصرها به :-
كنت خايفه ومش بفكر في حاجه ورنيت على حذيفه على طول.
# أياكِ تخافي من أيّ حاجه….
هم بقول “طالما أنا حيّ موجوداً بجانبك قريباً من سويداء قلبك أحيطك بعنايتي فمما ستخشي؟”
ابتلع باقي أحروفه ،حينما قالت زينب وهي تضم ذراعه بتملك مائلة براسها على ذراعه بحب :-
انس زي اخوكِ يا سمر واي حاجه تعوزيها هو موجود مش كدا يا حبيبي ؟
حدق بها بغمموض حتى قال حذيفه الآتي ركضاً من الخارج :-
سمر مالك فيكِ ايه انتِ كويسه.
هبت واقفه بدورها فأسرع هو بتفقد كل انش بها بهلع حتى ضمته باكية بدموعٍ غزيره لا حصى لها.، فمسد على ظهرها يلهمها الأمان والراحه ويحيطها بروحه.
رمقهم انس بغيرة وتنحنح قائلاً :-
ازيك يا حذيفه طمني عليك.
لتوه أحس بوجوده فأبتعد عن اسماء مجيباً وهو يصافحه بود واحترام :-
حبيببي الحمد لله بخير.، انت طمني عليك عامل ايه دلوقتي ؟ مش احسن؟
أومأ أنس مؤكداً :-
اه الحمد لله.
ثم شرع بقص عليه كل شيء.، فأخذ سمر و وفاء ليوصل وفاء ويعيد مع سمر التي اطمئنت بوجوده.
جحافل من الاسئله ما ليس لها اجابه اخترقت عقل أنس بلا هوداة ، أحساسه بإن لها يداً وراء ما حدث مؤكداً ؟ ام انه مجرد وهم وعليه نسفه ألبتةً من عقله.، ولكن لماذا أصرت على اصتحابه بذاك الوقت تحديداً ؟ وما الدافع لأختيارها لهذا المطعم بالتحديد ؟ لماذا تغمره فكرة انها وراء ما حدث ؟
ولو صح حدسه ما يجدربه أن يفعل حيالها ؟
أسئلة كثيرة ليس لها اجابات حول نزع وتنفيضها بعيداً عن عقله لكنها أستقرت جاثمه بالفؤاد والعقل.
((رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين))
ولج عمرو باحثاً بشوقِ عن أبنته وزوحته ، فوقع مطالعهم بزهوٍ وهو يرى ديجا تشاهد احدى البرامج الدينيه و ورد منشغله بأحدى الكتب الدينيه أيضاً ، فأقترب من ديجا يود فزعها إلا أنها ألتفتت قبل أن يصل إليها هامسه وهي تشير بسبابتها الموضوعه على فمها :-
هششش متتكلمش عشان بسمع الشيخ احمد.
زم شفتيه بغيظ سرعان ما دنا خاطفاً قبله سريعه من جبهتها.، لتبستم ديجا ببهجه وهي تشير لوالدتها :-
دلوقتي هتغير عشان بستني وهي لا.
رفع حاجبه بدهش فنفت ورد التى اقتربت بصدمة قائلة بإستنكار :-
مش عيب يا ديجا كدا.
لوت ديجا فمها بسخط وهي تقف على الاريكه متخصره.
فقبل عمرو ورد من وجنتها قائلا بمناغشة :-
اهوو يا ستى ولا تزعلي نفسك عشان حاجه تافهه زي دي.
عقدت حاجبيها بغيظ والتقتت احدى الوسائد وطفقت تضرب به حتى ركض حول الأثاث بين الارئك وهي خلفه وانضمت خديجه معهم حتى انتهى بهم الحال جالسون يلتقطون انفاسهم المتلاحقه وغمغم عمرو:-
هنخرج انهارده ماشي جهزوا نفسكم.
اومأت ديجا و ورد وهم يضربوا كفاً بكف بمرح.
ركب وردٍ همٍ شديد وهي تتذكر ما آلت إليه مؤمنات المسلمين من ملابس يظنوها تغطيهم وإذ هم كاسيات عاريات ، تنظر لـ ديجا بنظره متوجسه خفية ان تتبدل حالها او ان تتعثر بطريقها فتخطئ سيرها.، وتغفل عن سائر طرق الرب ، فحملتها على قدميها قائله وهي توصيها :-
عفتك يا ديجا يا حبيبتي حافظي عليها واعلمي أن الله مطلع عليكِ بكل صغيرة وكبيره ويعلم ما يخفيه صدرك.، واحذري ثم احذري الغفله فتغفلي عن مولاكِ ، او يسحبك احد لقاع الجحيم ، ودايماً تذكري قبل كل شئ أن هناك يومٍ حساب لريب فيه ونحن على دنيا فانيه سيحتوينا القبر بنهاية المطاف ، تذكريه ظلمته و وحشته وسؤال الملكين. وجنه ونار.
رفعت ديجا ذراعيها تحيط عنق ولدتها تتظر لها بإهتمام جلي بملامحها التي أشرقت بغبطة.
لتتابع ورد ببسمه :-
وتذكري قول الرسول ﷺ “شر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم”
احذري يا ديجا من الغوص بطريق نهايته وحشه وخافى من عثرات الحياة ، واجعلي إيمانك نصب عينيكِ واياكِ وصحبة السوء كلا لا تندمي بوقت لا يفيد به الندم ، وتذكري قول الحبيب وانه وصف النساء الغير ملتزمات بالحجاب الشرعي بأنهن شر نساء المسلمين، فليحفظك الله يا حبيبتي، إني استودعتك عنده ليلهمك طريق الصلاح والفلاح.
تنهدت ورد بهدوء كأن همٍ وانزاح واسترسلت حديثها :-
و وصف بالنفاق يا حبيبتي عقوبته الدرك الأسفل من النار فخافي يا نور عيني وتذكري أن الرسول ﷺ قال ” قال النبي ﷺ: نساءٌ كاسيات، عاريات، مائلات، مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنه ولا يجدن ريحها”
تذكري أنهن لا يجدن ريح الجنه التى بها ما لا عين رآت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وبها حبيبنا محمد ، وأشوقاه يا رسول الله … واستشعري كل حرفاً بهذه الاحاديث عن الحبيب.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (النوم اخو الموت ولا يموت أهل الجنة)
في الجنه لا يوجد نوم ولا موت ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ، من كان أهل الصلاة دعي من أبواب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة)
اسرعي يا حبيبتي ولا تتدخري مالك وأنتِ لا تدرين متى أجلك حينها ستتركي كل شيءٍ خلفك ، لذا سارعي بها لفعل الخير للمحتاجين والمغرمين والمرضى والمستشفيات بصدقه تظلك بظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله. صدقه لا تدري لعلها المنجيه من العذاب.
أدمعت ورد قائله ببكاء خوفاً وخشيةً من الله وتابعت :-
وتذكري أن بيوت الجنة كما قال الحبيب صلوات الله وسلامه علية.
(الجنة بناؤها لبنة من فضة، ولبنة من ذهب ، وملاطها المسك الأذفر ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وتربتها الزعفران ، من يدخلها ينعم لا ييأس ، ويخلد لا يموت ، لا تبلي ثيابهم ، ولا يفني شبابهم)
واعلمي انك قد تتوهي عن بيتك بالدنيا إلا بيتك بالاخره فأنتي تعرفينه من وسط ملايين البيوت ، اجل لم تريه ولم تسكنيه يومٍ ، ولكن الله يلقى في روعك معرفته ، قال الرسول ﷺ
فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل منه بمسكنه كان في الدنيا).
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله عز وجل : هل تشتهون شيئا أزيدكم فيقولن : ربنا وما فوق ما أعطيتنا ؟ فيقول : رضواني أكبر
وقال الله عز وجل في كتابه :- (وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)
واعلمي يا ديجا “قالتها تزمناً مع تمسيد خصلاتها لها” الموت اننا ملاقوه لا محاله.
فمتى يأتي اجلنا لا ندري ، لكن من منا تود ان تاخذ روحها وهي تحادث شات مع احد الشباب، او سماع أغاني ؟ انها أشياء كثيرة.، وافضلي دايما احمديه.
فقد عجبت من أناسٍ ابتلوا بفقد احدٍ او غدر أحد وخذلان احد، مرض أو غم او حزن او اي شيء من صعوبات وعوائق الحياة التي لا تنتهي ، كسف باله وتملك منه الحزن وأصبح قلبه معتم للغايه گ حال غرفته الجالس بها وظل يبكِ ليلاً ونهار وهو لا يدري أنه خيراً له لطالما كان خيراً لبقى ،لقد زهلت وعجبت كل العجب من حزن يداهم قلوب البشر فأبتعد عن مولاه واتجه بقلبه وروعه للحياة الدنيا، ولو تأمل قليلاً لوجد ان حياته لا تكفيه شكر الرحمن على خير يقدمه له وعلى نعمه التي لا تحصى ولا تعد وكيف تعد بالله ؟ وهي كثيرة كثيرة للغاية ولكن اكثرنا غفلون بالحياة ومتاعها ونسينا الآخرة الباقيه ، وإذ نظرنا مفكرين قليلاً حولنا واستشعرنا نعم الله لما أبتعدنا ولا اخذنا من بشري رفيق غير الله.، او نستعين غيره.، ولا نشكو بثنا إلا الله “ونحن اقرب إلية من حبل الوريد”، تخيل إذ ابتلاءت الله لك تلك التي لا تستطع عليها صبراً الله يقول”وبشر الصابرين” تأمل واتلو القرآن الكريم واستشعر كل اية ستعلم كما انت مقصر ، وأن ما يعتمل صدرك من كل فاقه الله سيجازيك بها خيراً استبشر اذن.، وامحو الحياة بجل متاعبها ومتاعها واحزانها من فؤادك فكر باخرتك واعد العدة للجنه اعد لها من الان وتقرب من الله لا تقلق سيغفر الله سيتقبلك سيطيب بقلبك ويقر عينك فقد قال في كتابه الكريم “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} .
*لم يدرك بعد كيف يصالحها ، كيف يتخلل شغافها مرة اخرى بالبهجه ؟ تعين عليه التفكر بحلاً سريع لكن أبى عقله على مساعدته ألبته ، واقفاً هو باب غرفته تائهً لا يدري أيدخل أم يعود أدراجه ويذهب لعمله وجلاً من ملاقتها ، لكن ماذا هو فاعلاً أمام هذا الشوق الصادر من منبع فؤاده ، أشتاقت عينيه لرؤياها وإذ لم يرآها سيصيبه شيءٍ حتماً.
تردد كثيراً في الدخول وهو يسترق السمع واصوات الفتيات بالداخل ، تحير فكره وقلبه واذرد ريقه بثقل وتنهد تنهيدة عميقه مصحوبه بشهيق ليهدأ من روعه ، وأدار مقبض الباب وطل منه ليطالعه وجهها الضحك ، وإذ بعينه لا ترى غيرها كأن الفتيات تبخروا فجأة ولم يبقى إلا هي ، سحرته من أول ما وقع بصره عليها فراشته ، تنحنح حينما تناهى له حديث مكه الموجه إليه.، فتبسم وهو يحك ارنبة أنفه وقال وهو ما زال ممسك بمقبض الباب ، الذي ليس مفتوحاً سوا بمسافة وقوفه وتحدث بمرح حينما راى ملامح البهجه التى تلاشت من على وجهها حينما أستمعت صوته :-
ايه دا بسم الله الرحمن الرحيم عفريت مالكم لبسين أكحل كلكم ليه كدا ؟
إذ أن الفتيات كانوا يرتدون اسدالات سوداء والانقبه سوداء أيضاً.
قبل جبهة سجى وهو يقول :-
يا نهار قمر قاعد وسط أشباح ؟
لكمته أسماء بغيظ وهي تقول بإمتعاض :-
ماشي ماشي يا عم ياسين ، لما يجي ابني بس ولا بنتي هخليها تطلعوا عليك.
رفع حاجبه لها بغيظ ثم شوح بيده قائلاً بسخط:-
يلا يا بت من هنا وخدي جوز الأشباح دول معاكِ.
“أحنا مش طالعين ، أطلع أنت احنا قاعدين مع سجى”
همست بها ديجا وهي تتخصر بغيظ بنبرة حادة.
فنظر لها بغيظ وحرك كفه على ذقنه بمعنى “ماشي حسابك بعدين”
ثم وجه حديثه لسجى ، فـ عليه أن يبذل جل جهدة باكتساب مسامحتها :-
حبيبتي عامله ايه طمنيني عنك؟
أجابة سجى بإقتضاب :-
كويسه.
بلحظه كانت معلقه بين يديه حينما حملها متجهاً بها للأسفل وهو يقول :-
خليكم ماطلعوش خدوها الأوضة.
تلوت سجى بين يديه صارخه :-
سبني يا ياسين رايح بيا فين ؟
– وقفت أنجي محدقه بهم بكرهٍ شديد وأبتغاض شديد وازدراء ، تشع عينيها بالنيران التى توقدت بفؤادها بحقدٍ جسيم ، أغروقت عيناها بدمع الاسى والقهر تتمنى أن تكن مكانها وأن هي من تحظى بذاك الحب ، حسناً ما زال هناك وقت لتفريقهم لن تيأس ستفعل سائر ما بوسعها وتفرق بينهما ؛ لا تدرك أن ذاك القلب الذى جاء على هذه الحياة ، جاء على عشقها فقط فهو حيّ لأجلها ظل سنين على ذكرياتها ولم يستطع أحد أخذ قلبه الذي بقى اسيراً لعشقها.
يداً قويه سحبتها داخل الغرفه مغلقه الباب خلفها ، فرفعت رأسها على والدتها قائله بسخط :-
مالك يا ماماا في ايه بتشديني كدا ليه ؟
صاحت والدتها بلهجه محذره مفعمه بالغصب :-
بتفكري في ايه يا بنت بطني ولا بتخططي لأية ، فوقي لنفسك ومتعمليش حاجه تندمي عليها ، ياسين مبيحبكش ولا حبك ولا هيحبك في يوم من الايام ياسين من يومه بيحب بنت خالتك لمار فاطمه وأهي رجعت ليهم بخير ، ومتنسيش فضل الناس دول احنا لو فضلنا عمرنا كله مش هنوفيه ، اخوكِ انا واثقه انه لو كان عارف ان ياسين بيحب سجى مكنش وصاه عليكِ ، فوقي لنفسك دا مش حب اللي بيحب مبيعرفش يأزي حبيبه وتهمه سعادته ، فوقي يا بنتي ومضيعيش نفسك وخذي شيطانك.
أنفعلت زينب وهي تنظر لها بغضب صائحه :-
دا جوزززي دلوقتي وانا مش هسيبه ليها.
بهدوء ربتت الأم على منكبه قائله بخزي :-
ربنا يهديكِ قبل فوات الاوان.
وخرجت وتركتها تنفعل غيظٍ وهي تفكر.
* أنزل ياسين سجى من بين يديه بالحديقه الخلفية وما زال محاوط خصرها بقوة وتحدث بهمسٍ ساحر :-
وبعدين بقا كدا مينفعش لازم تسمعيني ، أنتِ لسه زعلانه منى؟
قربه أربكها وترها ، تسارعت دقات فؤادها التى تباريح الشوق وهجتها وتلعثمت قائله وهي تتلوي تحاول الفكاك من بين يديه :-
لا مش زعلانه من حد انا… اوعى بقا سبني.
قربها أكثر وهو يهمس بجانب اذنها بنبره ساحرة :-
يبقي زعلانه يا فطومتي.
قاطعته قائله بضيق :-
انا مش فطومة حد.، واوعى كداا.
كلما حاولت الخلاص شدد من ضمها اكثر وبمحبه تحدث :-
طب متزعليش أنا والله كان عندي مشوار مهم عشان كدا مشيت أنا أسف.
أغروقت عينيها بالدمع ثم ذرفته بغزارة وهي تهمس بصوتاً متحشرج :-
لو مكنتش جييت كانوا هياخدوني منك ؟
ضم رأسها لصدرة فـ أعتصره بداخله وهو يؤكد :-
بعد ما لقيتك ورجعتيلي محدش يقدر يبعدك عني تاني ولا ياخدك مني!
لا يدرون كم مر عليهم من الوقت وهم هكذا ، كانت تتوق لأمانه وها هو يحيطها بإرتياح لتشع نور قلبه من جديد.
“هوووف بقا كل ما أشوفكم الاقيكم حضنين بعد وتخليها تعيط”
قالتها ديجا بغيظ وهي تتخصر ، فبفزع حاولت سجى الأبتعاد إلا انه شدد من ضمها قائلاً بغيظ :-
وأنتِ ليه تنطيلنا كل شويه … خلفناكِ ونسينا احنا.
جزت ديجا على اسنانها بغيظ وهي تتوعد لها ثم ضربة قدمها بالارض قائله :-
متحضنهاش فاهم ولا لا ؟
رفع حاجبه قائلاً بسخط :-
والله اللي غيران مننا يعمل زينا؟
تعالت ضحكات سجى لتوهج فؤاده وتبدد ظلامه.
بينما تصنعت ديجا التفكير وهي تحك بسبابتها ذقنها هامسه بشرود :-
امال ليه عثمان ومكه مش بشوفهم مع بعض نهائي.
وإذ بغته اتسعت مقلتيها قليلاً وهي تضع يدها على فمها بصدمه واشارت لياسين :-
ايه دا ؟ يالهوي اي دا ؟
قطب ياسين حاجبيه وهو ينظر للخلف بحيرة وردد :-
ايه فى ايه مفيش حاجه ؟
اشارت له ديجا بيدها وما زالت على صدمتها :-
لا في اهوو هناك روح بس كدا وسيب سجى دقيقه.
نفذ كلماتها ظنً منه ان هناك امراً ما وإذ به يقع بحمام السباحه وتتعالى ضحكات ديجا عالياً وهي تصفق قائلة :-
هييييييييه عملتها فيك احسن.
جز ياسين على اسنانه وهو يتوعد لها وخرج من حمام السباحه لتركض هي هاربه من بضحكات رنانه.
نفض شعره من المياة على وجه سجى وهو يقول بضحكه :-
عجبك كدا يعني فرحانه اوي وبتضحكِ.
ثم صمت ملياً بدا بتفكير وحاوط كتفها واخذها للداخل وهو يقول :-
تعالي يا بنتي ام نغير ، وبعدين نفكر ونخطط سوا؟
تساءلت بفضول :-
نخطط لايه ؟
مال على اذنيها هامساً :- في عيالنا يا حبيبتي.
غطت وجهها بحياءٍ شديد وهي توخزه بجنبه فتأوه بخوفت ليناظر لمار مقبله عليهم بغضب جم ، فزم شفتيه بضيق هامساً باذنه :-
حاسس أن امك هتكلني وتقلبها حما بجد ؟
جذبتها لمار من ذراعه تضمها بحنين وهي تقول :-
ابعد يا عم عن بنتي ؟
” دي حبيبتي ومراتي على فكرة وانا اول واحد حسيت انها فاطمه ”
قالها برفع حاجب وغيظ ، فقالت لمار بنفس لهجته :-
وهي بنتي وعايزه أشبع منها انت فاهم….
قاطعتها سجى قائله ببسمه :-
أنت ازاي اتاكدت إني فاطمه ؟
حرك راحته على شعره وهو يقول بصدق :-
انا كنت حاسس بس لكن كنت خايف اطلع في وهم ، لكن يوم الحفله ورد أكدت احساسي وبدانا انا وهي نجمع عنك معلومات..
انهى جملته تزمنًّ مع قدوم ورد التي ضمت سجى قائله :-
سمعتكم على فكرة .. ومتساليش عرفت ازاي لانك بنتي زي ما بنت لمار وانا اكتر وحده كانت بتقعد معاكِ حرفياً كدا مكنتش بسيبك فجأة.
باليوم التالي استيقظ عثمان ولم يجد مكه بحث عنها مراراً وتكراراً دون جدوى ، انقلب المنزل رأسٍ على عقب ، بحث بالخارج بكل مكان قد تتواجد به لكن بات كل شيء بالفشل .
عاد للبيت خائفاً وجلاً وجلس على اقرب مقعد بهم وجملة واحده فقط تتردد بإذنه “هيجي يوم ومش هتلاقيني جنبك ، هتشتقلي ومش هكون موجوده زي دلوقتي ؛ ربنا ياخدني عشان ترتاح مني”
فاضت عينيه بالدمع وهو يضع رأسه بين يديه بينما ولج ياسين ركضاً من الخارج صالحاً :-
مكه انخطفت.
وقف الجميع بهلع يضعون أيديهم على افواههم بصدمه وتوجس ، بينما دفع ياسين بورقه لعثمان فتناولها بعجاله وهو يقرأ بها ” لو عايز مراتك بخير ومتخسرهاش تعالى على العنوان دا ولوحدك انت فاهم ، اياك تجيب اي حد معاك.، انا حذرتك كتير وقولتلك سيب القضيه بس أنت مصمم تنفذ اللي في دماغك ودلوقتي هخسرك حياتك تؤ تؤ مش حياتك أنت حياتك هي مراتك اللي معايا ما هي لو راحت أنت هتعيش جثه وبس سلام بإنتظارك واي حركه غدر قصادها حياة الحلوة اللي معايا ”
لم تحمله قدميه فانهار على المقعد بقلب يكاد تتوقف نبضاته.
يا من يرى ما في الضمير ويسمع أنت المعد لكل مـــا يتوقع
يا من يرجى للشدائد كلــــها يا من إليه المشتكى و المفزع
يا من خزائن جوده في قول كن امنن فان الخير عندك اجمـع
مالي سوى فقري إليك وسيلــة و بالافتقار اليم ربي اضـرع
مالي سوى قرعي لبابك حيلــة فلئن رددت فأي باب اقـرع
و من ذا الذي أدعو واهتف باسمه إن كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لجودك أن يقنط عاصيا الفضا أجزل و المواهب أوسع

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فتاة العمليات الخاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى