روايات

رواية فارس الفصل الثاني 2 بقلم سلمى ناصر

رواية فارس الفصل الثاني 2 بقلم سلمى ناصر

رواية فارس الجزء الثاني

رواية فارس البارت الثاني

رواية فارس الحلقة الثانية

– تعالي بسُرعه شوفي الهانم المُحترمــه نازلة احضان في ابنــك !
هِنا دخلت “انصاف” وبصت لـ “فـلك” بـ غِل واضح
وزعقـت فيها وهي بـ تشدها من دراعهـا :
_ ايه يابت اللي عملتيه دا؟
اتكلـمت “فلك” من بين دموعها:
_عملت ايه يا عمتو؟ ولله ما عملت حاجه!
قام “فارس” وشدها من ايدين امُه
_ في ايه يا ماما ، هي عملت ايه ؟! انتي ايه اللي دخلك يا ندي اصلاً؟
= جيت اشوف المسخره دي ، لا واضح ان احنا جاين عليها .. انت ازاي تحضنها يا فارس؟
_ مالـك يا ندي انتي وقعتي علي دماغك ؟ هي فلـك غريبه عننا ؟ دي اختي زي ما انتي اختي !
= لا بقا .. دا كان زمان لما كنا عيال ، لكن انت دلوقتي شاب قربت تدخل الجامعه .. وهي يعتبر بقت كبيره عن زمان ، ولا هي هتفضل عيله طول عمرها.
_ ندي انتي عايزه ايـه ؟
= ردي يا ماما قولي أنا عايزة ايه ؟!
وكانها مستنيه لفلـك مصيبه وهي بتبُص لـ “انصاف”.. اما فلـك بصت لفارس وهي بتعيط وبتترعش .. هي عملت ايه ؟ ما هي طول عمرها بتتعامل معاه عادي .. سابتها “انصاف” ونطرات التهديد والتجهم علي وشها ..
_ تعالي يا فـارس عايزاك ..
طبطب علي “فلك” كـ علامه يطمنها بيها .. وخرج مع امه برا ، فاتكلمت معاه بعصبيه
_ ايه يا فارس الي بسمعُه من ندي دا ؟ انت حضنت البت فلـك ؟
= هو انتوا ليه مكبرين الموضوع ؟ فلـك طفله .. وكمان هي طول عمرها معانا اول مرة تتعصبوا لدرجه دي عشان حضنتها زي نـدي ؟
_ لا يا فارس .. فلـك مَعدتش طفله .. كلها سنتين وتبقي ثانويه ، يبقي لازم يكون في حواجز ما بينكوا .. انتوا بتكبرو مش بتصغرو ، و انت مش ابوها ولا اخوها عشان تاخد راحتك معاها اوي كدا ،
= يعني اعمل ايه ؟
_ انت عارف تعمل ايه ! البت دي متقعدش معاها لوحدكوا يانا ياندي نكون معاكوا وانت بتذاكرلها .. وكمان تحط حواجز واصول ما بينكوا حتـي في كلامك معاها .. وهي مش هتقعد قدامك بشعرها تاني .. هنحجبها ، انت بقيت شاب يا قلب امك مش العيل الصغير بتاع زمان ، وانت عارف عادتنا وتقاليدنا ..
= بس انا شايفها صغيره .. و .. وكمان انا متعلق بيها قوي يا ماما ازاي اتعامل معاها بحدود دي زي ندي ، طب .. يـ… يعني استنوا علي الاقل لما تدخل ثانوي ، وبعدين اعملوا الي انتوا عايزينه!
_ البت شكلها صغير بس سنها مش صغير ، واحنا قولنا وخلاص .. لازم يبقي في حدود .. سامعني يا فارس ؟
رد وهو مش عارف ازاي هيعاملها بحدود ومش هيبقي معاها زي ما متعود وهي كُل حياتُه يعتبر
= طيـب !
فـات ايـام وايـام .. وفعلًا فارس اتعامل مع فلــك بحدود وتباعد علي حسب رغبه امه وابوه ، في الاول حسَّ بصعوبة ، مع تدخُل “انصاف” وتسلُط بنتها ، بقا يعمل طلبهُم و”انصـاف” خلت فلـك تتحجب ، ومبقتش بتقعد قـدام فارس بشعرها .. ولا بيذكرلها لوحدهم .. “ندي” بتبقي قاعده معاهم ، ومبقوش زي الٲول ، لما بتعيط من اهانة انصاف او بنتها .. بيقف يصالحها ، ويراضيها ، ويكلمها بس من غيـر اي تلامُس أو قُرب ، من غير ما يخُدها في حُضنه ويمسحلها دموعها زي زمان ، لما بتكلمه براحتها زي ما متعودة .. انصـاف بتزغرلها وبتعنفها ، ودا حسسها بالنقص !
فلـك كـانت طموحه ، وعندها احلام كل يوم كان هـو بيشجعها عليهم ، ان “فـارس” كُل عائلتها وكل ما ليها زي ما بتوصفُه ، يفضل في حياتها وميسبهاش ابدًا ، والتاني تبقي محاميه ، ودا اللي كانت بتِسعي ليه بتشجيعه ..
خلص فارس ثانويه عامه بتقدير عالي جدًا .. ودخل كُليه الطب .. زي ما كان بيتمني ، ودا الي خليَّ ابوه وامه ، يعملوله حفله ، هو محبش الموضوع دا ولا المُبالغه ، لكن ابوه اصر عشان يتباهي بيه وسط شرايكُه ..
كان واقف في اليوم دا قدام المراية بيعدل جاكيت البدله بتاعته .. فسمع خبط بسيط علي باب الاوضه .. وكانت ” فلــك” طبعاً .. بجمالها الناعم الطفولي .. وفستانها المُحتشم الرقيق ، وحجابها الي منور وشها ..
= فلـك ؟ واقفه عندك ليه ؟
_ بتفرج عليك .
ابتـسم = بتتفرجي عليا ازاي ؟
_ شكلك اتغير يا فارس ! بقيت طويل وعندك دقن ، انت كبرت بسرعه !
_ انا ؟ ولا شكلك اللي زي ما هو مبتتغيريش .
= فارس ! هو انت هتتشغل عني لما تدخُل الكليه ؟
_ وهو انا اتشغلت عنك قبل كدا ؟
= لٲ بس الطب صعبه ، وهتقعد تذاكر علي طول ، وتروح محاضرات في الجامعه ، يبقي هتتشغل عني .. ومش هتبقي معايا اتحامي فيك !
_ صح الكليه مذاكرتها هتبقي اكتـر ، بس انتي اول اولوياتي واهتماماتي يا فلــك ، مش ممكن اتشغل عنك أبداً ، وقت ما تحتاجيني هتلاقيني ، وانتي خلاص كبرتي ماما عمرها ماهتضربك متخافيش.
= انت لسه علي وعدك انك مش هتتخلي عني مهما حصل ؟
_ ولا هغيره يا فلـك ، انتي اتربيتي علي ايدي انـا ، ومكنتيش بتنامي غيـر في حضنـي انـا ، انـا الي بوصلك المدرسه وبجيبك ، حـد برضو يتخلي عن بنتُـه ؟
ابتسامتها الجميلة وسعت ,
_ لا ، زي مقولت قبل كـدا انت عيلتي كُلها ، وانا بطمن لما بتكون جمبي .
تابع كلامُه بـ غمـزة وهو بيبُص علي فُستانها
= ودا كفايه عليا ، بس قوليلي كدا الفستان كان عادي بقي حلو اوي ليه كدا لما لبستيه ؟
نـدي هتغير خدي بالك .
“” واغيـر ليـه ؟ انت عارف انا جايبه الفستان بتاعي بكام ؟ من ماركه ايه ؟ مش محتاجه اغير ، طول عمري اجمل واحلا منها .. ومتحطش في مقارنه معاها “‘
“فلـك” لما لاقت نــدي كالعادة جات تضايقها .. انسحبت من جمبهم وخرجت علي برا ، وفـارس اضايق من اخته جـدًا ، هو ما بيصدق يكلمها شويه ..
بقا يتكلموا بالصُدف !؟ لازم هي تيجي تبوظ الدنيا .. وكانها مُخبره عليهم.
نفَخ وهو بيقفل الدولاب:
= مش هتبطلي تيجي وتتصنطي علينا ، ارحمي يا نـدي وبطلي نَفسنه بقا ومناقره معاها ،
الحفله ابتدت و”اسماعيل” كان عازم ناس كتير جدا .. وكان مغرور اوي في الكلام معاهم ، و”انصـاف” كانت زيه ، و”نــدي” خـدت علي الجو بسرعه واتعرفت علي ناس كتير ، “فـارس” شويه ومــل واتخنق من الحفله ، هو مكنش موافق عليها اصلاً ، وكان قاعد مجبور ، دور علي “فلــك” بعنيه لاقاها قاعده في ركن بعيد عن الدوشه ، وبتتفرج وهي ساكتة ، قام عشان يروحلها ، هي الوحيـده الي ممكن يتكلم معاها للصبح وميضيقش ، علي الاقل يستنفع بالكلام معاها لوحدهم من غيـر تطفُل اختُه ،
بس وهو رايحلها ، وقفُه صُحابه الشباب وقعدوا يسلموا عليه ويحضنوه .. فـ اتشغل عنها .. “فلــك” هي كمان اضايقت .. بطبيعتها مبتحبش الدوشه .. هي انطوائيه .. جات تطلع لاقت شاب جاي يتكلم معاها ارتبكت واتوترت ، هي مش بتتعامل مع اي شاب غيره هو بـس حتي في مدرستها :
= قاعده لوحدك ليه يا قمـر ؟
– نعـم ؟
= انتي اخُت نـدي ؟ معرفش ان عندها اخوات حلوين كـدا ؟
– عن اذنك يا استاذ.
= استـاذ ؟ طيب مش تعرفينا اسمك الٲول ؟
– وانت تعرف اسمي ليه ؟
= ليه يا تري ؟ غريب انا ؟ مش احنا في حفله وجو تعارف ولا ايه ؟
– لا ماليش في جو التعارف بتاعك ، عندك الف واحده روح اتعرف ، وسيبني انا في حالي.
سابته وطلعت علي اوضتها لانها اضايقت من الحفله دي ، هي حضرتها بس عشان “فارس” وفرحته هي فرحتها ،،
“ندي” قربت عليه :
_ في ايـه يا احمد كنت بتكلم فلـك ليه ؟
= هي اسمها فلـك ؟ حلوة زي اسمها ، بقولك يا ندي متعملي معايا واجب وظبطيها ؟
_ نعــم ! اظبطهالك ؟ ليــه بقا ان شاء الله ؟ دي عيله لسه مطلعتش من اعدادي !
= عيله .. عيله ، دي حلوه ودخلت دماغي ، وانا عايزك بس تلينيها عليا ، وانا هعمل الباقي.
_ حلوه ميـن ؟ تيجي ايه جمبي دي ؟
ضحك بسُخرية :
= هو انتي مبتُقفيش قدام مرايات ولا ايه ؟ ميـن دي اللي حلوه ؟ البت صغيره صحيح بس فلقة قمـر ، رقه وجمال ، وعيون ايـــه ! ظبطيني يا ندي وانا هظبطتك ، رغم انه صعب شويتين بس ما علينا ..
بصتلُه بصـدمه ، وزقتُه وهي بتبعد :
_ انت متخلـف وغبـي ، مبتفهمش !
سابته نـدي وطلعت السلم فوق بسرعه ، وعصبيتها بتحكمها ، وكلام “احمـد” زميلها في المدرسه بيعصبها ومشعلل الغيظ والغضب جواها ناحيه “فلـك” .
كـانت هتدخل اوضتها بس شافت “فلـك” واقفه قـدام التسريحه وبتفك الحجاب ، وبتسرح شعـرها ، اتغاظت منها قوي ، ازاي تبقي هي احلا ؟ دخلت عندها الاوضه وزقتها فرجعت لوري بفرق الطول الي بينهم
– في ايه يا نـدي ؟
= في اني بكرهك ، فاهمة يعني ايه بكرهك !؟
– وانا عملتلك ايـه ؟
= عملتي ايه ؟ قولي معملتيش ايه ، انتي العقبه السوده اللي في حياتي ، ياريتك كنتي غورتي وموتي في الحادثه مع اهلـك ،
– أنا مش هرد عليكي يا ندي وهعمل حساب لأهل البيت الي انا قاعده فيه.
بصتلها بـ استنكار ، وزقتها وهي بتتكلم :
لا ردي .. وريني هتردي ازاي ؟ فيكي ايه زياده عني ها ؟ علي الاقل انا عنـدي فلوس وعيله ، مش شحاته ويتيمه قاعده عاله علي غيرها
“فلـك” اتوجعت من طريقه “نـدي” في الكلام معاها ، وعيونها اتملت دموع ، وخناقتها معاها غيـر كل مره ، هي متعرفش عملتلها ايه عشان كل الاهانة والتجريح دا .. مسكت نفسها وبعدت من قدامها تنزل تحت في المطبخ الجانبي بعيد عن الحفله وردت بصوت مغلوب عليه العياط :
– انا سيبالك الاوضه كلها يا نـدي ، انا معرفش مالك بيا .
نزلت “نـدي” وراها ، وكلام “احمـد” زميلها اللي مُعجبه بيه ، بيرن في دماغها وبيسوس الشيطان قدام عينيها ، وهو بيقولها انها وحشه وفلـك اجمل منها !
مسكتها من دراعها بتلفها ليها بعصبيه ، وزعقت فيها جامد لفتت انتباه الطباخ الي واقف يطبخ اكل العشاء .
_ بقـا انتي يا بيئه ! احمــد زميلي يُعجب بيكي انتي وانــــا لا ؟ ازاي عجبه ايه فيكي ؟ لبسك البلدي ؟ ولا الشحاته بتاعتك ؟!
هِنا ومقدرتش تستحملها اكتر فأبتدي صوتها يعليَّ:
– علي فكره انتي تجاوزتي حدودك معايا ، ومش هعديلك الي عماله تقوليه ، انا مالي ومال احمـد بتاعك دا ؟ روحي اسئليه هو متسئلنيش انا
= طول عمرك انانيه وبتغيري مني ، كل حاجه بتبقي ليكي ، حتي اخويا مِدي كل اهتمامه ليكي وبيبهدلني لو كلمتك ، كل حاجه انتي بتاخديها مني علي الجاهز ، جمالك مقرف اوي لو تعرفي ، وهو زوقه بيئه زيك عشان سابني انــا وبصلك انتي! انتي كابوس في حيـاتي يا فلــك كابــوس ؟!!
ابتسمت لها وهي بتتكلم بـ ثقه اتعلمتها من “فارس”: مش ذنبي انك شيفاني احسن منك ، وكل اللي بتقوليه دا مش بيزعلني بالعكس ، بيزود ثقتي في نفسي ، عشان غيرتك مني خليتك تبقي بالحاله دي .. احسنلك تبطلي غيره مش عشان حد عشان نفسك .. ربنا يهديكي يا نـدي.
“نـدي” اتغاظت منها جدا ، والغيره عَمتها وقتها ومشافتش هي بتعمل ايه ، اتلفتت وراها بجنون ولاقت قُصادها حاجه .. مسكت ط*. اسه ال. زي.*ت اللي الطباخ بي. قلي فيها الاكل ، وبِعزم ما فيها وقفت “فلـــك” ورمت منه عليها ، ضحكتها المُنتصرة اختفت مع صرخه “فلــك” العاليه الي لفتت انتباه اي حـد ، والطباخ وقف مصدوم من اللي هي عملته ، وطبعـًا الي جيـه علي لسان “فلـك” من صرختها..
– فـااااارس !
نـدي اتلفتت وراها بخوف وهي بتبص “لفلـك” بتوتر ومش بتبطل صريخ بـ اسم ” فارس” ، لاقت صوت اخوها بيسبقهم بيزعق في “ندي” بزهول وهو بيجري علي “فلك” ..
= فـلـك ؟؟! عملتي فيها ايه يا نــدي .
“نـدي” بِعدت لـ ورا بخوف من اللي شافتُه و ؟؟

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فارس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى