روايات

رواية غيبيات الفيروز الفصل الرابع عشر 14 بقلم مروة البطراوي

رواية غيبيات الفيروز الفصل الرابع عشر 14 بقلم مروة البطراوي

رواية غيبيات الفيروز الجزء الرابع عشر

رواية غيبيات الفيروز البارت الرابع عشر

غيبيات الفيروز
غيبيات الفيروز

رواية غيبيات الفيروز الحلقة الرابعة عشر

أوصلها عصام الي منزلها و من ثم أخذت سيارة أجرة لتقلها الي قسم الشرطه و لكن لم تجده،أخبروها أنه ذهب لتناول الغذاء،بحثت عنه كثيرا حتى تذكرت أنه يتناول غذائه في مطعمه المفضل،ذهبته له و نظرت نحوه تتأمل هيئته و كأنه ذاهب في مهمه رسميه،كان ينظر الي الأشياء من حوله بدقه جيده،و بالرغم من رسميته الا أنه كان أنيق بطريقه ضايقتها،كانت في بادئ الأمر لا تعلم لما تتضايق من وجاهته و لكنها علمت الأن،كان يرتدي الزى العسكرى بالقميص الأبيض نظرا لأنهم بموسم الصيف،و أعلي كتفي القميص توجد النجوم التي تدل علي رتبته و التي تحلم أن يصل الي أعلي المراتب،و بالرغم من ارتدائه الباريه الا أنه كان يهتم بتصفيف شعره القصير،حقا انه وسيم،تعترف أنها انجذبت له منذ اللحظة الأولي في مكتب سامرعندما اخترقها بعينيه العسليتين و رموشه الكثيفه و بشرته البيضاء، وزيه المرتب كالفارس المغوار،بعكسها تماما،فهي فتاه فوضاويه،تمتلك شعر قصير تكره أن يطول،بالرغم أنه حلم به طويلا منذ لحظة رؤيتها الي الأن و عازما لأمره أن يمنعها حتي من تسويته لكي يراه طويلا،ناهيك عن فوضوايتها حتي في ملابسها،بالنسبه لها معروفه بلبس الجينز و الذي لا تستغني عنه الا في المناسبات ان كان هناك مناسبه و رغم أن ملابسها تشبه ملابس الرجال الي حد كبير،الا انه لا يعترض أبدا و يحبها كما هي،حسنا هي جائت الأن ستتنازل عن كبريائها و ستخبره بما افتعلته اليوم و تطلب العفو منه فقد أدركت خطأها حقا.
انتبه الي وجودها و جحظ بعينيه لتتقدم منه
-اقعدي اتغدي معايا حماتك بتحبك رغم انك طردتيها.و لما حبيبها عرف حالف لا يسفغك التراب كله الا ريحانه.
نكثت فيروز رأسها علي الطاوله قائله بندم و خوف من رده فعله
-ياريتني ما طردها،و ياريت والدك كان وافق يجي كنا خلصنا من الفيلم ده.ناشد مش هيسيني في حالي يا ريحان.
اتسعت حدقه عينيه بذهول فهو لا يراها بهذه الوضعيه منذ معرفته بها فقرر استجوابها
-فيلم ايه؟و بعدين انتي ايه اللي جابك ورايا لحد هنا؟أنا مش قلتلك بلاش تخرجي من البيت.و مين عرفك اني هنا ؟
عضت فيروز علي شفتيها و تعالي الخوف بين أضلعها و كأنها ستعاقب عقابا لم يخطر لها علي بال
-سمر اتصلت بيا قالتلي في حاجه مهمه عن ناشد لازم أعرف قابلتها بس في الجامعه فضلت تحضن فيا لحد ما جالها تليفون و اختفت.و بعدها ظهر عصام .
عقد ما بين حاجبيه بذهول ،كيف تجرؤ سمر علي فعل ذلك و هي تعلم أنه اذا علم بذلك سيمحيها ،يبدو أن الأمر كان خطفا لذلك لم تخشاه
-أولا مكنش المفروض انك تردي عليها،و لما تعرفي انها هي تقفلي السكه و تبلغني،ثانيا انتي مش مدركه مدي الخطر اللي حواليكٕ لذلك انتي مش أمينه علي نفسك.ثالثا عصام عرف منين انك هناك يا هانم؟
قطبت جبينها و ما ان جائت لترد وجدته يسحبها
-ايه ده انتي موديني علي فين،و سمر يعني في ايديها ايه تعمله فيا؟و الله ما اعرف عصام ظهر ازاي وقتها.
ذهب بها الي منزلها و صعد بها ،فتحت لهم صفا تنظر اليهم في قلق يبلغها بما يود فعله و من ثم يتركهم و التساؤلات علي وجه الاثنتين قائمه .
************************
مر ثلاث ساعات و فجأه طرق بابهم زيدان الجمال و معه ريحان و ريحانه و زينب و نور و نورا و أمير و رجل يحمل بيده دفتر،ليتم عقد قرانهم في جو من الصمت و بدون أي اعتراض منها و بعد التوقيع نهض زيدان ليمد يده اليها قائلا علي مضض
-مبروك عليكي ابني يا فيروز.
مدت يدها اليه لتشعر برهبه لم تشهدها من والدها لتتوجه اليها ريحانه تحتضنها قائله
-ياريت بلاش تكسفيني المرة دي في هديتي يا فيروز،ده خاتم زهرة الريحان كان هديه زيدان.
تناولته فيروز منها و من ثم ارتدته و كانت تتطاير من السعاده ليجذب زيدان ريحانه قائلا
-ايه اللي انتي عملتيه ده؟انتي مفكرة ان ابنك بيحبها زى ما أنا بحبك و لا هي بتحبه زى ما انتي بنحبيني.البت دى استحاله تكون ام احفاد زيدان الجمال استحاله يا ريحانه.
وضعت يدها علي وجهه و هي تبتسم بحنان بالغ قائله
-متأكدة زى ما كنت متأكدة ان هيبقي بينا رابط قوى و حصل.ريحان بيحبها يا زيدان .صدقني هو بس مش عايزك تغضب عليه
أخرصته بكلماتها مثل كل مرة فدائما لها نظراتها البعيده تأكد من حديثها عندما وجد ابنه يتوجه نحو فيروز يحتضنها و يقبل جبينها يود دفنها بداخله
-متتصوريش أنا فرحان قد ايه.و انتي كمان فرحانه متحاوليش تنكرى .
قطبت فيروز جبينها تسأله و هي تتعالي دقات قلبها
-ريحان !انت بتحبني زى ما أنا بحبك و لا لسه موصلناش لكده.نفسي تكون صادق في مشاعرك تجاهي
ابتسامه جذابه منه اليها كانت كفيله الرد علي سؤالها و أسأله الجميع من حولهم.
كانت علامات الاستفهام عالقه بذهنه منذ أخر جلسه جمعتهم سويا قبل عقد قرانهم بساعات،تلك الجلسه التي كانت مؤشرا قويا نحو بدايه علاقه صادقه بينهم،خاصه عندما اعترفت له بكل ما فعلته،استشعر منها الاخلاص و أنها لا يشوبها شابه و أنها رضخت له بدون تراجع و لكنه تذكر كلمات والده
-المهم تكون مستعد تتجوزها يا ريحان،و تكون صادق معاها أنا عندي بنت و ميرضنيش نلعب ببنات الناس حتي لو كانوا اولاد مجرم محترف.
نطق زيدان بهذه الكلمات و هو مشددا علي أخر حروفه،و من ثم طرح عليه سؤال ،و كرره مرتين،و حاصر ابنه لكي يرد عليه بجواب تفصيلي
-ليه استنيت للنهارده و مصمم علي النهارده بالذات؟
رد علي والده و أخبره أنها جائت لعنده و صارحته بما حدث لها
كانت فيروز شارده بعد عقد القران تتأمله في صمت و الابتسامه تعلو وجهها،أقاقت علي صوته الخشن و هو واقفا أمامها
-قاعده توزعي ابتسامات علي كل المعازيم كده ليه؟انتي عبيطه يا فيروز،و لا الصدمه خلتك تجنني،عموما ده أول الغيث قطرة،لسه الفرح الأسطورى.فرح يليق مع عيون الفيروز اللي قدرت ترسم لوحات جماليه
انتبهت له ثم حمحمت بحرج لتقف أمامه
-أسفين يا حا الظابط،مكنتش عارفه اني ممنوع أبتسم لحد يوم كتب كتابي اللي جه علي غفله،ما هو بصراحه كنت معاك في الغدا العشاء ألاقي نفسي مراتك؟و بعدين انت مش اي زوج انت في حته تانيه خالص
ثم تابعت و هي تراقص له حاجبيها ظنا منها أنها تستفزه لعدم اجابته علي سؤالها
-غير كده ما طلبتش بطاقتي و لا حتي موافقتي،مضتني بالاكراه يا باشا،و بعدين فين المؤخر و المهر،و لا فستان الخطوبه،كل ده ببلاش؟انت كدة تستخدم سلطانك براحتك
نظر اليها ببرود وهبط الصمت فوق رأسه فابتسمت في سخريه
-عادي ما أنا عروسه ببلاش كده،أبويا مجرم مليش ديه، طبعا أنا من حقك،فرصه بقي تاخد حقك انت و أبوك من ناشد فيا،بس أحب أقولك أنا مش فارقه ليه.اتمني اكون فارقه ليك .
تناول يدها في يده و تعمد أن يقبض علي معصمها لدرجه أوجعتها ليعض علي شفتيه يصطنع الأسف
-ايه وجعتك يا بيبي؟معلش حقك عليا يا فيروزتي يا جوهرتي المكنونه،أنا لما بنقي مش بنقي غير النظيف،شفتي بقي ايدي وجعتك ازاي ؟مستحملتيش
شعرت بنظراته المهينه تلاحقها فاستشاطت غيظا ثم توعدت له
-بقي بتلويلي ايدي بالشكل ده يا ريحان؟طب شوف أنا هعمل ايه،هروح أكلم زيدان باشا و هقوله اني عايزة أطلق و طبعا هو ما يصدق .ده جاي غصبن عنه
بالفعل ركضت نحو زيدان لتخبره و لكنه خيب ظنها حيث أمر بتجهيز حقائبهم للذهاب معهم الي منزله حيث الحمايه من كل شئ،
******************
مرت أيام و هي تحاول أن تتعود عليهم و بالفعل تألفت مع زينب شقيقته فلديهم ميول واحده و أشهرهم الرقص تحت المطر ،كانت تعلم أنه نائما في غرفته فأشارت الي شقيقته كي يخرجا سويا الي الحديقه يلعبان كالأطفال و يبللان ثيابهم و لا ننكر الروح الشقيه التي كانت بداخل زينب حيث قامت بصنع كرات من الطين و تقذف بها فيروز و فيروز تحتضن كرات الطين بحب ثم يدوران معا و تتعالي ضحكات فيروز الطفوليه التي طالما حلمت بها لتابغتها ذكرى شقيقها فتشعر أن الأرض تميد بها تصرخ فجاءه
-كفايه يا زينب راسي بتلف.
و لكن الأخرى كانت في عالم أخر تعيش اللحظة دون عناء هي لم تعاني يوما مثل فيروز و تسرع أكثر بالدوران لتتركها فيروز و تمسك رأسها لتقع علي الأرض،علي الجانب الأخر كان يقف بعيدا يراقبها بشغف و ما ان وقعت حتي وقع قلبه تحت قدميه و أسرع اليها و الدماء تهرب من عروقه ليصرخ بشقيقته
-في حد عاقل يعمل اللي عملتيه ده؟
امتغصت زينب و ردت ببساطه اعتادت فعلها
-أنا ما صدقت ألاقي واحده مجنونه زي في البيت ده.
***
علي الجانب الأخر عند عصام منذ لحظة رؤيته لها و هو يريد تحطيمها،نعم هو كان لا يراقب فيروز بل يراقب سمر،ذهب اليها وطرق بابها،فتحت له و شعرها مبعثر و عينيها نصف مغمضه من أثر المشروب،ألمه قلبه ما ان رأها بتلك الهيئه،نظر اليها نظرات كارهه و وجه منزعج
-مين كان يصدق ان سمر هيكون منظرها كده في يوم من الأيام،هو الحب يعمل فيكي كل ده،حضرتك متعرفيش حاجه اسمها حلال و حرام؟
كانت تظن أنه سيشعر بالعطف عليها و لكن وجدت غير ذلك نظرت له باحتقار ثم التمعت عيناها بخبث
-شوفتك و انت جاي تلحق فيروز من ايدي،فيروز اللي الكل لسه عارفها من شهور بس الكل بيدور حواليها،لما انت بتحبها كده سبتها ليه للباشا؟
ثم تابعت لتصله الي حافه البركان
-بصراحه البت تاخد العقل أوى أوى،تبقي غلطان لو ما خطفتش حته من التورته زى ريحان و اللي بعتني،ده حتي سامر أخويا نفسه فيها.
تنهد عصام بعمق ثم همس في أذنها و كأنه يريد أن يعلم من الذي بعثها
-ايه ده بجد؟يعني كان في حد بعتك؟طب ما تقوليلي مين ده،يمكن نقسم التورته سوا ده أنا حتي ظابط و هعرف أساعدك و أساعده يا سمورة.
ما استمعت له أذناها جعلها صامته أصابتها حيرة حوله
-تحب تشرب كاس معايا و لا نتغدي بس أنا معنديش أكل محدش بيسأل عني،حتي عمتي ريحانه طردتني من يوم ما ريحان اتجوز الملعونه.
يالك من فتاه لعوب تخرجين من الموضوع و قت ما يحلو لك
-نشرب و نتغدي؟انتي داخله علي طمع يا سمر؟مش يمكن جايلك في مهمه رسميه بصفتي ظابط؟بتهمك انك كنتي بتحاولي تخطفي فيروز .
ثم تابع بهمس
-مش ملاحظة انك بقيتي زباله أوى،انتي مفكرة ان عمتك طردتك علشان ابنها و مراته؟غبيه،هي طردتك بسبب فضيحتك اللي لا يمكن تتنسي.
من هذا الذي يتحدث كان لا يعرف عنها شئ و الأن يعرف كل شئ
-انت تعرفني منين علشان تقول عليا كده،عايشه بره طول عمرى،بنزل أجازات،أبويا أهملني كل همه الصفقات و انه يبقي معاه فلوس .
تذكر الكشكول التي كانت تحمله معها دائما و هو الذي أثار فضوله ليقوم بسرقته و الاحتفاظ به فقال
-خلاص يا سمر احكيلي و أنا هعرف أكتر و أحكم بس مهما تحكي من مأسي،عمرها ما تغريكي تعملي الغلط،و المثال فيروز ليه انتي مش زيها.
دائما الجميله بنظرهم فيروز
-سمر أنا اسمي سمر بنت سمر و سامر الخضرى اللي طول عمره متطلع لو كان رماني بايده زى فيروز كنت لحقت نفسي،لكن كنت تايهه.
علم أنه أغاظها بالمقارنه
-ماشي يا سمر واضح ان زيارتي غلط كنت أتمني ان أوصل معاكي لحل،بس للأسف انتي رافضه،حقك مقدرش أجبرك علي حاجه رفضاها.
تركها و ذهب و بمجرد ذهابه ابتسمت بخبث و شعرت بالانتصار
-انت حصان كسبان يا عصام مش هسيبك هشتغل عليك جامد أوى و عن طريقك هوصل تاني ليهم بشكل العفيفه الطاهرة اللي عايزة تعيش بس لا هوقعهم واحد واحد.
**************
ترى من سيدفع الثمن؟من بعثر ملامحنا هكذا؟بداخل كلا من انسان أضعف من مواجهه الوحش الكاسر
-أنا مقسوم نصين يا أمير نص بيقولي أوقف ابني عند حده و أطلقها منه و أرميها رميه الكلاب،و نص عارف و متأكد ان مش ده الحل،بس مش قادر أكسر ناشد من أي جهه.
صمت للحظات يستعيد ذكرياته مع ناشد،ليعود الي مشهد محدد و هو محاولة اختطاف ريحانه،يومها شعر بنفس الشعور أينقذها و يتنازل عن كل شئ أم يبقيها معهم و ينتزع من داخله عشقها ليصف لأمير كيف أن هذا اليوم بدل كل شئ بحياته
-أنا كنت معاه لحد ما ريحانه ظهرت في حياتي و قالتلي اني عمرى ما هكون الشخص اللي هتكمل حياتها معاه،اكتشفت اني رخيص أوى،رغم اني من قبل ما أعرفها و أقرب منها كنت عايش سنين بتظاهر اني الشخص المناسب في المكان المناسب.
ربت أمير علي كتفي زيدان يحاول التخفيف عنه و يخبره أن ابنه دخل نفس المكان الذي دلفه من ذي قبل و هو بيت العشق
***************
علي الجانب الأخر عند أبنائهم نور و زينب و هي خارجه من المكتب
-مش عايزة توصيله يا ست زينبو؟من يوم ما عم زيدان جابلك العربيه و انتي استغنيتي خلاص عن نور ،كلها كام شهر و نطفي النور سوا.
نظرت خلفها لتجده نور و علي وجهه ابتسامة سخريه فابتسمت برقه ثم نظرت الي سيارته ذو الدفع الرباعي بسخريه
-شكرا يا مستر نور مش عايزة أتعبك و انت بتشيلني تطلعني العربيه،هنعمل ايه بقي قصيرين عليك علشان كده جابولي البونانيه دي بيغيروا منك و انت شايلني.
التقط يدها و من ثم حملها برقه الي سيارته قائلا
-ايه اللي انتي بتقوليه ده يا زوزة؟تعبك راحه،يا بت ده هي مرة واحده كل يوم أومال بقي لما تبقي طول اليوم هيولعوا في اللي جابوني؟و بعدين أنا جوزك.
ابتسمت بتوتر و هو يحملها و أخذ يداعبها طوال الطريق حتي وصلوا الي باب منزلها،هبط من السيارة و قام بفتحها و حملها بنفس الطريقه الي أن سقطت فوق قدميه لتختلط أنفاسهم
-خلاص كفايه كده يا نور،أنا مش عايزة بابا و ريحان يشوفونا و يعتبرونا موضوعهم النهارده،أصلا ريحان حاطنني في دماغه من يوم ما وقعت فيروز.
تركها ثم قال و عيناه تفضح بما يريده منها
-طب مش عايزة أي حاجه مني يا زوزو كده و لا كده،بوسه مثلا،حضن أي حاجه ،طب ده أنا ممكن أروحك بيتنا و هما ميقدروش يقولولي لا.
هزت رأسها بمرح و من ثم ركضت نحو باب منزلهم تقبله قبله طائرة في الهواء ليتنهد هو بتعب و حزن علي الحاله الذي وضعوه بها فقد أصبح يعشقها حد الجنون و هم لا يهتمون بمشاعره و لم يجد طريقه للحصول عليها سوى الصبر عليهم و كلما تأخر موعد زفافهم يجعل القلق يتصاعد بقلبه.
************************
عاد الي منزله ليجد والدته نورا في انتظاره و شعرت بحزنه
-مش عارفه ليه يا نور حاسه انك لسه طالب و راجع بدرجات زفت و طين من المدرسه.مالك يا واد؟مش كتبت كتابك علي زينبو؟عايز ايه تاني؟
تحدثت نورا والدته و هي تلوى شفتيها بامتغاص فسألها باستنكار
-ليه بس شايفه اني كتبت كتابي أبقي كده خلاص اتجوزت؟انتي مش قلتي هزني عليهم يعجلوا بالفرح ؟طب يجيبوها تعيش معانا زى فيروز.
شهقت ووضعت يدها علي فمها
-لا ما هي زينب مش زيها،فيروز مستهدفه من أبوها،و بعدين لا أنا و لا أبوك نجرؤ نطلب طلب زى ده منهم،اصبر أبوك راجع متعكنن .
ثم استطردت لتصدمه
-أبوك زعلان علي عمك زيدان تقريبا هما هيشهروا افلاسهم قريب و السبب عمك اللي راح شارك سامر و أبو فيروز كمان قلقه علي ابنه.
لم يكن منتبه لما تقوله فقط كان يشغل باله هو اتمام زواجه من زينب مهما حدث حتي و ان ضاع الجميع
**********************************
عيناكَ ليالٍ صيفية، ورؤىً وقصائدُ وردية
ورسائلُ حبٍ هاربةٌ من كتبِ الشوقِ المنسية
من أنتَ؟
من أنتَ زرعتَ بنقرِ خطاكَ الدربَ ورودًا جورية
من أنتَ؟
كالضوءِ مررتَ، كخفقِ العطرِ، كهزجِ أغانٍ شعبية
من أنتَ؟
ومضيتَ شراعًا يحملني كقصيدةِ شمسٍ بحرية
لوعودٍ راحت ترسمها أحلامُ فتاةٍ شرقية
(أحلامُ فتاةٍ شرقية)عيناكَ ليالٍ صيفية
ورؤىً، (ورؤىً) ورؤىً وقصائدُ وردية
غردت له تلك الأغنيه و هي جالسه معه في سيارته و من ثم التفتت اليه
-ايه يا ريحان موديني علي فين اوعي يكون عايز تخلص مني.علي قد ما بحبك بس بخاف منك و من قلبتك.
ضحك ريحان من خبثها فهي تود أن يخبرها أنه لا يستطع الحياة من دونها فرد عليها يراوغها قائلا
-باقي القليل يا حبيبتي قلتلك بلاش تيجي معايا بس انتي صممتي.يا خوفي لا يطلع تصميمك ده فوق دماغك
******
وصلا الي الوكر الذي تقطن به سمر،ذهب ليعاقبها خاصه عندما علم من عصام أنها لا جدوى منها،رفضت فيروز أن تصعد معه و ظلت بالسيارة،صعد هو الي سمر و كان بكامل أناقته لتفتح له الباب و تحتضنه بكل تبجح
-عايزة ايه يا سمر؟أنا دلوقتي راجل متجوز،و مش من عادتي ألم زبالة غيرى،و بعدين انتي ازاي تجرؤى تكلمي فيروز و توصلي ليها؟
تحدث ريحان بهذه الكلمات و هو يرمقها باحتقار لتبتسم هي بسخريه
-حلو أوى موضوع متجوز ده،تصدق اني صدقت انك اتجوزت فعلا؟انت هتفضل طول عمرك لوحدك،لأنك مفيش عندك مشاعر و هي مش هتقدر تصبرعلي كده.
كانت تتحدث بثبات حتي وجدته يقترب منها و عيناه تلتمع بغضب ليدب الرعب في جسدها فصرخت بقوة تستنجد بأي أحد و لكنه لم يهتز و لم يمهلها الفرصه حيث قام بصفعها بلا رحمه و بدا لها كالوحش الضارى
-أنا عايز أعرف انتي معجونه من ايه؟ الزمي حدودك يا سمر و ابعدي عني و عن فيروز،لو اتكلمتي ربع كلمه عليها مش هرحمك،و بعدين تيجي ايه انتي جمب فيروز يا ساقطه؟
بالأسفل استمعت فيروز الي صرخه سمر فانتفضت و ركضت علي الدرج حتي وصلت اليهم وجدته يدفعها بعنف علي الأرض لتقع تتأوه بشده،دلفت فيروز الشقه حيث كان بابها مفتوح و بالرغم أنها تعلم مدي كره سمر لها الي أنها مدت يدها اليها تساعدها علي النهوض ثم صرخت في وجه ريحان بطريقه أصدمته
-ايه ده هو انت حيوان مفيش في قلبك رحمه عملتلك ايه علشان تضربها بالشكل ده،خلي شغل السجون ده هناك مش بره كمان،انت مش من حقك تلمس حد طالما مفيش عليه دليل.و حتي لو في دليل مش من حقك
لاحظت سمر نظراته الشيطانيه نحو فيروز فابتسمت من داخلها لأنها هو من ساعدها للوقيعه بينهم ظلت تتأوه و تلعب دور الضحيه الي أن أمسك ريحان معصم فيروز و جرها و سحبها خلفه و هي تصرخ فتقدمت سمر تغلق الباب و تتعالي ضحكتها الخبيثه حيث وصلت إلي مبتغاها سريعا.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غيبيات الفيروز)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى