روايات

رواية غمرة عشقك الفصل الثاني عشر 12 بقلم دهب عطية

رواية غمرة عشقك الفصل الثاني عشر 12 بقلم دهب عطية

رواية غمرة عشقك الجزء الثاني عشر

رواية غمرة عشقك البارت الثاني عشر

رواية غمرة عشقك
رواية غمرة عشقك

رواية غمرة عشقك الحلقة الثانية عشر

بعد ان انتهت من سرد كل القصة على سمر التي كانت تجلس امامها على احد المقاعد وهي جالسة
على حافة الفراش تنحني براسها بضعف وخزي من
نفسها امام صديقتها التي تنظر لها بعتاب وحزن عليها…. تشعر سمر بكبت داخلها لعين يريد ان
ينفجر بوجه حنين تريد ان تضربها بقوة مؤذية
وفي نفس الوقت تريد ان تعانقها وتواسيها وتخبرها بان كل شيءٍ سيكون على ما يرام لانها ببساطة بجوارها….
انها تشعر في تلك اللحظة انها أمها لا صداقة ولا أخوه….تراها في عينيها طفلة صغيرة اقترفت
شيء خاطئاً حذرت عليه عدت مرات لكنها اقدمت
على فعله دون توخي الحذر من العواقب خلفه….
اطرقت سمر برأسها وهي تشعر انها ستنفجر في وجه حنين الآن… التي كانت تبكي وهي تبرر
فعلتها كالخرقاء…
“انا كان ممكن اعمل اي حاجة عشان امي واخواتي ياسمر….. حتى لو اضطريت أتجوز اي جوازه وسلام……”
رفعت سمر عينيها السوداء المتأججة بالغضب
وهي تسألها ببرود……
“انتي شايفه ان جسمك سلعه وليها تمن…..”

 

 

 

 

اشاحت حنين بعيناها البنية للناحية الأخرى وهي تقول بجفاء…..
“تفتكري في حاجة حوليكي اقدر ابيعها غيره…”
نهضت سمر بقوة ومسكتها من كتفيها وهي ترفعها عن الأرض مخاطبه إياها بقوة….
“انتي اكيد اتجننتي…. اي اللي جرالك ياحنين.. انتي عمرك ما كنت ضعيفة بشكل ده….احنا عمرنا ما كنا رخاص ياحنين…….. ليه بتنزلي نفسك للمستوى
ده.. ”
صرخت حنين فيها وهي تدفع يداها بعيد عنها…
“ليه !….لسه بتساليني ياسمر….دا انتي اكتر واحده عارفه اللي بمر بيه……طب أقولك ان اللي مش واخده بالك منه……انا عندي سبعه وعشرين
سنه…… اكتر من عشر سنين وانا بجري وبشتغل
عشان ااكل اخواتي واجيب علاج امي المريضه
اللي كل اسبوع كان ليها غسيل كلى على يدك…
عشر سنين بشتغل ومقدرتش أعمل اي حاجة
لنفسي اللي جاي على أد اللي رايح……ويوم ما تخطبت قولت ربنا عوضني وتاب عليا من الشقى
حاولت اجمع فلوس جهازي واستر نفسي قدام
اهل خطيبي…معرفتش اجمع حآجه قعدت سنتين
مقدرتش اجمع كوباية في جهازي…..وتفركشت خطوبتي ورجعت اسوأ من الأول…بقيت اقول خلاص اكيد الجاي أحسن…بكره ربنا يكرمني بواحد يقدر ظروفي ويعني على انا فيه…..بس مين ده اللي هيفكر يتجوز واحده ويتكفل باهلها فوق البيعه…إزاي
يعني مين اللي ممكن يعمل كده…..”ابتسمت حنين بسخرية امام عينا سمر التي تتألم لأجلها وما تسمعه
منها كأتون يكوي قلبها عليها…..هدرت حنين بصوتٍ مختنق….
“عايزاني اعمل إيه…واتصرف إزاي…..انا مش لوحدي أبويا مات وساب الحمل كله عليا….اربع اخوات ياسمر وامي…..وياريتها سليمه دي بتموت كل يوم المرض ذلها وذلني معاها…..ممكن تقولي عليا واحده
رخيصة واحده******…..بس انا مفيش في إيدي حآجه….كنت مضطرة اوافق على عرض خالد حتى لو كانت جوازة للمتعه… وكمان كنت مضطرة اقبل طلب عز عشان امي تفضل في المستشفى بتاعته ويرعوها الدكاترة.. اتنزلت مرة بعد مرة عارفه بس كان غصب عني انا كنت بتشعلق باي قشاية عشان الحمل يخف من عليا شوية……انا تعبت ياسمر ومبقتش قدره أتحمل انا بقيت بتمنى الموت كل يوم عشان ده
الباب الوحيد اللي هيخلصني من الهم دا كله…..
ربنا يخدني ويريحني من العذاب ده…. ربنا ياخدني”
جلست على حافة الفراش بقوة وهي تبكي بحرقة..
نزلت دموع سمر معها وهي ترجع شعرها للخلف بتشتت وهي تنظر لها قائلة بصوت مبحوح
حزين ومشفق عليها……
“لو كان في ايدي حاجة ياحنين كنت عملتهالك… انتي عارفه اني بحاول على أد مقدر…بس غصب
عني الفترة دي مش قدره اساعدك بحاجة…. بس اوعدك كمان يومين هحاول ادبرلك مبلغ صـغـ… ”
نهضت حنين من جديد وهي تمنعها بنبرة به لمحة
من الحرج…..
“مش عايزه حاجة ياسمر…انا عارفه انك الفترة دي بتحاولي تجمعي فلوس جهازك وكان المفروض اكون جمبك في الموضوع ده بما انك ساعدتيني كتير زمان بس…..”
اوقفتها سمر وهي تزمجر بعتاب…
“كفاية عبط ياحنين…قولتلك احنا مش صحاب احنا أخوات…….احنا عيطنا في حضن بعض اكتر ما ضحكنا…….ازاي مش عيزاني اقف جمبك لم تحتاجيني……”تنهدت سمر بثقل حقيقي على
صدرها وهي تتابع بقلق عليها….
“انا بس كل اللي عايزاه منك تحفظي على نفسك…الناس دي مش سهله ياحنين وانا خايفه عليكي منهم……”
ردت حنين بنبرة قوية وكانها تستمد تلك المرأة
التي لا تقهر بداخلها تستمدها بقوة وتريدها ان تتحضر انها سئمت الضعف وتود ان تتحلى ببعض القوة والشجاعة ، العالم قاسي ولن يرحمها ان

 

 

 

 

ظلت على هذا الوهن المخزي….
“متخفيش انا كده كدا هبعد عنهم خالص…واخر حاجة هعملها عشان اخرج من اللعبة دي…اني اجيب أمي هنا……واحاول اعلجها في البيت وتروح تغسل كل اسبوع زي ماكنا بنعمل الأول وان شاء آلله ربنا هيقدرني وهحاول اسد احتياجتهم…..”
مدت سمر يدها ومسحت دموعها وهي تجذبها برفق لاحضانها قائلة بأستياء مرح قليلاً….
“تعالي ياحزينه……….يأحبط صاحبه في الدنيا….”
نزلت دموع حنين وهي تسألها بقلق….
“تفتكري الجيران هينسوا اللي حصل…..”
ابعدتها سمر عنها برفق وهي تنظر الى عيناها البنيه
الحزينة والمتشتته قليلاً…..قالت سمر بتمهل جاد
وعيناها عكس حنين كانت قوية التعبير جامده
بدون تصنع… بدون ان تحضر جانبها القوي كانت
هي القوة بعيناها وهي تخبرها بكلماتٍ تشدد على
كل حرفٍ فيهم…..
“مع الوقت هينسوا……. انا عيزاكي توجهي… ولي يحاول يجرح في شرفك بالباطل كُليه بسنانك… متسكتيش لحد…… الناس بتستقوى على الضعيف
وطول مانتي ضعيفة هتبقي لقمه طريه بنسبالهم…
متخفيش من حد ياحنين…. طول مانتي على حق اوعي تخافي…..”
اومات لها حنين وهي تنظر للا شيء ثم قالت بعد برهة من الصمت….
“لازم اروح اجيب امي……لازم اخلص كل حاجة النهاردة…..”
اومات سمر براسها وهي تفتح هاتفها….
“ماشي……اصبري هكلم سواق معرفة يجي
ياخدها من المستشفى معانا…..عشان متتبهدلش في الموصلات……”
اومات لها حنين وهي تعود للجلوس منتظرة بوجوم
وعيون حمراء كالدماء آثار البكاء……
بعد لحظات اغلقت سمر الهاتف وهي تشير لها بالنهوض….
“يلا بينا ياحنين…خمس دقايق وهيكون على الشارع
يلا على ما نوصل…..”
نهضت من جديدة وهي تخرج معها من باب الشقة بعد ان تركت اشقائها في الشقة بانتظارها حتى
تعود…….
نزلت على السلالم وهي تشعر بالاضطراب من تلك الخطوة، وهل سيتجازو (عز الدين)الامر حينما يعلم
ان امها رحلت من المشفى…
بالطبع سيتجازو الأمر فوجود والدتها في المشفى يجعله ينفق الكثير عليها…..انه سيحمد الله على تلك الخطوة التي اقدمت عليها نيابة عنه !……
اغمضت عينيها وهي تسير بجوار سمر واجمه
انها اهانة امها قبل ان تهين نفسها حينما قبلت
ثمنة المخزي لأجل رفضها العلني لابن
خاله…….
تباً للأوغاد……
……………………………………………………………
سار في رواق المشفى بخطوات متجهمه..وعيناه
العسلية القاسية تسير على كل زاويا يمر من عليها
انها هنا…اتت لكي تاخذ امها وترحل بتلك البساطة
انها تنهي كل شيء… انه ترفض طلبه ، ترفض الزواج منه.. هو؟… لماذا انه ظن انها ستطير فرحا… حينما يعرض رجل مثله عرضاً باهظ كهذا عليها الموافقة
وهي تخرج قلوب من عينيها….كيف تجرؤ؟.. الكثيرات تتمنى نيل هذا العرض…..الجميلات ذوات المستوى العالي تتمنى كلن منهن فقط نظرة رضا منه….وتاتي هي بحالتها المتعرثه وفقرها الذي تغذى على روحها وسنوات عمرها ليجعل منها امرأة مذبذة القرارات شبه عارية امام الجميع بشفافيتها اللعينة التي جذبته من أول لقاء بينهما…
كيف تجرؤ…. كيف جعلته يتحجج ليرتبط بها ولكي يقنع نفسه واياها انه مجرد زواج مؤقت وفي نهاية ترفضه….. بل وتاخذ أمها لكي تقطع اي خيطٍ رفيع بينهما……
ارجع شعره الاشقر للخلف بغضب وانفاسه اللهاثه
تكاد تخرج دخان من شدة ما يعتريه…..
حتى الان لا يعرف لماذا يريد الزواج بها هي .. هل اعجبته لذلك أراد ولو بالاجبار الاحتفاظ بها
كتحفة فنية في بيته !….

 

 

 

 

هذا انسب وصف لحالته انه معجب بها ويريد ان يمتلكها ويضيفها في بيته كمقعد كلاسيكي قديم
الطراز او زهرية بسيطة الشكل بها بعض الورود الذابلة !……
دخل مكتب مدير المشفى وقال بدون مقدمات أليه…
“ازاي تسبها تمشي…انا مش قولتلك تحاول توقفها على ماجي….”
نهض أكبر اطباء المشفى واكثرهم خبرةً وهو ينظر الى رب عمله بحرج قائلاً بتبرير….
“حضرتك انا حولت اوقفها….لكن الانسة حنين مردتش تستنى…..والانسة اللي كانت معاها لم
شفتنا مصرين انهم يفضلو لحد مانت تيجي
عملت هليلا ولمت الناس علينا وكان منهم
ناس دخله زيارة لي مرضى مهمين عندنا…..
ومعظمهم شغالين في الوزارة…..فقولت الاحسن
اني اسبهم منعاً لشوشرة وسمعت المستشقى…”
عض عز الدين على شفتيه وهو يتذكر تلك الشابة شرسة العيون والهيئة برغم من جمالها الناعم الا
انها بهيئة أمرأه لا تقهر….قوية وصلبة المعاملة
فظه قليلاً ولم يحب نظراتها البغيضة إليه…
انها تختلف عن حنين شخصية واسلوب… لكن بعد
ان رأى حنين تعانقها وتستنجد بها و رأى الأخرى
تدافع عنها وتقف بظهرها وكانها ابنتها ليست
صديقتها او مجرد جارتها…..فهم وقتها انهن ربما غير متلائمين معاً في شخصية والاسلوب لكن مؤكد الظروف متشابهة لذلك تكونت صداقة قوية بينهن !….
نظر له عز الدين للحظة ثم سأله بهدوء عكس العواصف الهائجة في صدره….
“حنين لم جت هنا المستشفى…مسبتش رقمها في الاستعلامات عشان لو امها جرالها حاجة تبلوغها…”
تردد الرجل وهو يتجه عند الباب بحذر قائلاً
بتهمل…..
“ثواني ياعز بيه هنزل تحت اشوف موضوع التلفون ده……وان شاء الله الاقي رقم ليها…..”
أومأ له عز الدين وهو يجلس على احد المقاعد منتظرة….وبالفعل بعد دقائق عاد الرجل وهو يتنفس بارتياح قائلاً….
“الحمدلله ياعز بيه….طلعت فعلآ الانسة سيبه رقمها تحت….اتفضل….”مد له المدير ورقة صغيرة اخذها منه عز الدين وخرج من المكتب سريعاً…..
فتح باب سيارته واجرى الاتصال برقم وهو ينطلق بسيارة بقوة……يد على عجلة القيادة ولاخرى
مثبت بها الهاتف على اذنه منتظر ردها على احر
من الجمر…….
في نفس الطريق على بُعد امتار امامه كانت تسير سيارة صغيرة تستلقي بها حنين بجوار امها التي كانت نائمه بتعب على المقعد الخلفي….وسمر
تجلس بجوار السائق الذي كان من احد ابناء
جيران الحي القديم وكان في الصغر يلعب و
يركض معهن بين ازقة الشوارع…..
ابتسمت سمر وهي تشاكسة بخبث….
“و مرمر عامله إيه معاك ياسعيد …ولدة ولا لسه…”
رد سعيد وهو ينظر إليها ثم للطريق…
“ادعلها ياسمر……كلها كام يوم وتروح تولد…..”
زادت ابتسامة سمر اتساعاً وهي تقول بود….
“ربنا معاها………ويقومهالك بسلامة….”
شاركت حنين بدعاء وهي تقول بحنو…
“ربنا يقومها بسلامه ياسعيد مريم دي حتة سكرة……فكرة ياسمر لم كنا بنشدها شد عشان
تيجي تلعب معانا كورة….”
هزت سمر راسها وهي تضيف بتذكر وانتشاء…
“والبلي……فكرة البلي ياحنين…..كنت علطول بكسبها….”
ضحك سعيد وهو يتذكر أحد الالعاب الشيطانية الخاص بهم….والتي كانت معظمها تلائم الصبيان
وكانت تهوى( سمر) تلك الالعاب بل كانت تدفع
حنين بالقوة لتشاركها تلك الألعاب التي لم تحبها حنين يوماً كما احبتها صديقتها ونجحت بها امام صبيان الحي بأكمله….اضاف سعيد وهو
يبتسم لها…
“فكره لم كنا بنلعب على فلوس ياسمر….”
التوت شفتي سمر بحزن وكان ما حدث بينهما كان في البارحة ليس منذ سنوات طويلة….
“فكره طبعاً….كنت كل اما تخسر تقعد تقولي اللعب على الفلوس حرام هاتي فلوسي عشان متدخليش النار…….اروح انا زي الهبلة ارجعلك الفلوس…..وتيجي تاني يوم تلعبني وتخسر وتعيد نفس الكره…..”
ضحك سعيد بقوة وهو ينظر امامه على
الطريق….
“قلبك أسود……..لسه فكرة….”

 

 

 

 

برمت شفتيها وهي تقول بمزاح وناظرة للمرآة
الصغيرة امامها كي تشهد حنين عليه…..
“طبعاً لسه فكرة…..بذمتك ياحنين مش كان زماني
في حته تانيه لو كان ساب الفلوس دي….”
شاركتهما حنين الضحك ولكن باستحياء قليلاً عكس سمر التي كانت تتكلم بمنتهى الراحة والمودة مع سعيد برغم من انهن لا يتحدثن إليه كثيراً و زحمة الحياة وتقاليد جعلت الصداقة تنتهي بعد الكبر لعدة أسباب مهمة ؟!…..
صدح هاتف حنين فنظرت الى شاشته الصغيرة
وهي تعقد حاجبيها….. انه رقم مجهول من يترى؟…
فتحت الخط وهي تقول بترقب….
“الو…..سلام عليكم….”
تنفس عز الدين بغضب وهو يسألها بجزع…
“انتي فين ياحنين….”
توسعت عينيها وهي تصيح بحدة…
“انت جبت رقمي منين…”
انتبهت لها سمر وهي تستدير لتنظر لها حتى سعيد
القى لمحة بسيطه على المرآة الامامية….
لم تتفوه سمر بحرف بل ظلت صامته تتابع ما يحدث……
هتفت حنين بتشنج….
“يعني اي إرجع انت مجنون….ملكش دعوه بيا…. طلعني من دماغك ياخي……اتفقنا خلص لحد
كده… واظن ان ابن خالك عقل وعرف اني مش مناسبة لسيادته زي مانت كمان لازم تعرف اني مش مناسبة ليك……والكلام خلص لحد كده…..”انتظرت حنين حديث عز الدين من الناحية الأخرى لتصرخ بغضب…
“قولتلك مش هرجع…..ملكش دعوه بيا…وبعد عن طريقي احسلك… “اغلقت الهاتف وهو تغمض عينيها
بحنق وتشعر انها تختنق بسبب اوامره اللعينة وتسلطه على حياتها……ماذا يريد….الم ننتهي من
تلك القصة العفنة……
لم تسألها سمر عن هواية المتصل فهو واضح
وضوح الشمس انه هو….بل سألتها سؤال محدد…
“انتي كويسة ياحنين….”
اومات لها بدون إضافة حرف…نظر سعيد اليهن بتوجس وهو يسالهن بهدوء….
“في مشكلة ولا إيه……مين دا اللي بيضايقك ياحنين
قوليلي عليه وانا اكسر عضمه…..”
هتفت سمر نيابة عنها وهي تقول ببرود هادئ…
“مش مستاهله ياسعيد…. دا واحد فاضي وقريب
اوي هيلاقي اللي يشغله…..”
ازداد سرعة السيارة وهو يضرب على عجلة القيادة بقوة…. صاح بتشنج مجنون…
“بتقولي انا ابعد عن طريقي….. بتقولي انت
مجنون…… قسما بالله لدفعك تمن كلامك الاهبل
دا ياحنين…… متخلفة….. هتجوز واحده
متخلفة……….غبية….. ”
عض على شفتيه وهو ينظر للناحية الاخرى ثم عاد
للطريق لتتوسع عيناه بغير تصديق وهو ينظر للسيارة الصغيرة التي تسير بجواره ليجدها تجلس بالخلف وامها بجوارها تنظر للامام بوجوم ووجهها
عبارة عن ملامح مستأءة ومتعبة من كل العالم….
ابتسم بارتياح وهو يشدد السرعة متجاوز
السيارة في لحظة خاطفة ليكن امامها في ثواني معدودة…..
اتسعت عينا سعيد وهو يشتم بكلمات نابية وهو
يفتح الباب ليخرج ويكسر راس هذا المخمور
المُنزه…..
توسعت عينا سمر اكثر وهي تلمح عز الدين يخرج من سيارته ومقبل عليهم بملامح غير مبشرة بالخير..
اوقفت سريعاً سعيد من الخروج وهي تنادي على صديقتها بفزع…..
“حنين…..”
قد راته حنين قبل ان تنبّها سمر لذلك خرجت اليه بوجه مكفهر الملامح من يراها يظن انها سترتكب جريمة الآن…..
نظر سعيد لسمر بتوجس قائلاً….

 

 

 

 

“هي تعرفه ولا إيه…..”
اومات له برأسها وهي تتابع صديقتها تقف امام عز وتصرخ بقوة في وجهه…. سألها سعيد من جديد..
“احنا هنسبها تكلمه لوحدها انا نازل….”
اوقفته سمر وهي تقول بجدية حاسمة…
“سبها ياسعيد…. حنين هي الوحيدة اللي هتقدر توقفه عند حده……” رفعت عيناها السوداء وظلت تتابع ما يحدث برغم من انها لا تسمعهما إلا ان حركات شفتيهما واعينهما تحكي نقاش حاد به
رفض قوي من الجهتين…..
صرخت حنين عليه حينما وقفت امامه…
“انت عايز اي مني…. وجاي ليه…. انت مبتفهمش ياجدع انت قولتلك مش هتزفت اتجوز… انا مش للمتعه انا مش رخيصة سامع….” ظلت تضربه في صدره بعد كل جملة وهو يتراجع خطوة وهي تتقدمها بضربة جديدة بصدره……
توقفت ونظرت بعينيها البنية المشتعلة نحوه
بقوة …. فقال عز الدين بهدوء اغاظها اكثر….
“تعالي معايا على المستشفى امك لسه مخلصتش فترة علجها عندنا….”
قالت ببغض واضح….
“مش عايزين… شكرا لخدمات حضرتك…. ممكن تسبنا بقا نعدي…..”كانت على وشك التحرك لكنه منعها بيده بدون ان يلمسها وهو يقول بنبرة
قوية…
“انتي بتقوحي كدا ليه….. في حد يجيله فرصة زي دي و يرفضها…. انا هنقلك نقله تانيه ياحنين انا هنشلك من الفقر وهعيشك هانم….”
انعقد حاجبيها بغرابة وهي تعلق بسخط…
“انت غريب اوي وطلب اغرب منك… هتستفد اي بعد ما تتجوزني….. هتاخد حاجة مقدرتش تاخدها من
جوزاتك الأربعة….. هتاخد من واحده زيي حاجة مقدرتش تاخدها من الستات اللي حوليك…. اللي
كل واحده فيهم جمال وتعليم ومال ومستوى..
غيري خالص…….”
نظر للناحية الاخرى وهو يقول
بسأم….
“ملوش لازمه الكلام ده….”
توسعت عينيها بانزعاج من طريقته في الهروب من الحقيقة فاضافت مندهشة بجزع…..
“ملوش لازمه….ازاي ملوش لازمه… مانا لازم افهم
ليه انا بذات….مش خايف على شغلك يضر زي ما
قولتلي قبل كده لما كان خالد عايز يتجوزني…
دلوقتي شغلك مش هيضر لم تتجوزني انتَ….”
عادت عيناه عليها وهو يخبرها بنبرة مبهمة…
“احنا هتنجوز في سر……من غير ما حد يعرف…”
توسعت عيناها البنية كالوزتان تحترقان من شدة تعرضهما للنيران…..
“انت بنادم حقير ومريض……تصدق ان خالد انضف منك بمراحل على الاقل لم طلبني طلبني رسمي
مش في سر……”
برر الامر وكانه يناقشها في أمر واقع بينهما….
“انا مش هينفع اعلن جوزنا رسمي للصحافة والناس اللي حوليه…..لازم الموضوع يفضل سر لحد ما رتبلها
صح…..”
فغرت شفتيها وهي لا تصدق ما تسمعه…اي ثقة
تلك التي تجعله يتحدث هكذا….ليست ثقة انه غرور…..يبدو انه لم يتلقى رفضا يوماً وان كانت
أمرأه في مستوى الحضيض مثلها كيف لها ان
ترفض رجلا مثله !…
القت حنين عليه نظرت اشمئزاز وهي تقول
بتقزز منه….

 

 

 

 

“عرضك مرفوض ياعز بيه….حتى لو كان الجواز رسمي…. لسبب واحد….يوم ما هتجوز هتجوز عشان استقر وبني اسرة…….. مش آلى للمتعة…..”
برم شفتيه بسخط وعقب امام
عيناها…
“مكنش ده ردك على خالد….”
ابتسمت بمرارة وهي ترد عليه بنبرة تختنق
بشدة…
“تقدر تقول ان بفضل جشعكم انتوا الاتنين فوقت
وخدت أكبر قلم في حياتي…..الفقر عندي اهون من اني اكون واحده رخيصة………نسخة من مروة
وغيرها…..لاني ببساطة مش زيهم وصعب اكون زيهم…… ”
اقتربت منه خطوة وهي تهمس له بصدق امام
عيناه العسلي المبهمة بتعبير لم يقرأه سواها !…..
“انت رسمتلي رسمة غلط…..يتحاول تغيرها…… يتحتفظ بيها وتبعد عني…..”
اولته ظهرها وهي تبتعد بخطوات متعثرة…
انها وقفت امامه ورفضت عرضه الثمين…انها تشجعت بعد كلمات سمر التي حفزت اياها ان الضعف والاستسلام سلاح لا يذبح إلا صاحبه وان استبدلهم
افضل بكتير من العيش معهم……
استلقت السيارة وجلست مكانها بصمت…
اخرجت سمر تنهيدة مزعجة وهي تقول لسعيد بجزع…..
“اطلع ياسعيد خلينا نمشي من المكان ده…”
بالفعل انطلقت السيارة..ومرت من جواره وكان واقف بمكانه كما تركته لم ترفع عيناها عليه بل انحنت برأسها وهي تحاول إخفاء ملامحها عن عيناه
القاسي……
……………………………………………………………
بعد عدة أشهر….
استلقى السيارة بجوار يوسف وهو يقول بوجه عابس….
“هتطلع بينا على فينا….”
عقد يوسف حاجبيه وهو ينظر في المقعد الخلفي ثم
عاد اليه بعيناه وهو يسأله بأستغراب…..
“امال فين كرم….انت معدتش عليه ولا ايه…..”
مسك أحمد هاتفه وهو يعبث فيه بوجوم…
“كرم نايم….مش قادر يقوم من مكانه…..”
انطلق يوسف يسيارته وهو ينظر له باهتمام
سائلا….
“وانت بقه مالك….مضايق كدا ليه…..بقالك فترة طويله مش مظبوط…..”
رد بكذب وهو ينظر امامه باعين حمراء بسبب
الأرق والنوم المتقطع خلال تلك الأشهر الطويلة…..
“مفيش بس الامتحانات قربت….والواحد قلقان شوية…..”
هتف يوسف بدهشة وهو يرمقه بتشكيك….
“قلقان؟…….يابني دانت اوقات بتقعد تشرحلنا انا وكرم لم تقف قدمنا حاجة…..اكدب كدبة غيرها
يمكن اصدقك…..”
أشاح احمد عيناه للنافذة وظل صامتا بوجوم…
انهُ لا يعرف الراحة من يوم الخطبة من بعد نظراتها البغيضة إليه…. انه يحاول التواصل معها خلال تلك الأشهر وحتى ولو من باب الاطمئنان على دراستها
فقد اقترابت الامتحانات وهو يعلم انها في اخر سنة
في الثانوية العامة ويعلم الضغط في تلك الأيام
كيف يكون…….. فهو جربه قبلها…..
لكنها ترفض حتى الرد على اتصالاته برغم من انها لم تضع الرقم على الحظر كسابق مجرد الامتناع عن
الرد فقط…..انها تمتنع وتبتعد وكانه مرض معدي
ممكن ان يتسبب في اذيتها…..
أغمض عيناه بقوة وغضب وهو يشتم نفسه وقلبه
لِمَ لا يدعها وشانها كغيرها من الإناث المتسلطة الشكاكة…….فاقدة الثقة بكل من حولها !….
أوقف يوسف السيارة امام مقهى كلاسيكي من
طراز الثمانينات انهُ جلستهم المفضلة ياتون من
حيناً لاخر إليه كلما أرادوا بعض الاسترخاء…..
خلع يوسف حزام الامان وهو يلقي نظرة على أحمد قائلا….
“هتفضل قاعد كتير……..يلا وصلنا….”
أومأ له أحمد وهو يخرج من السيارة وبين يده كان يجري اتصال جديد بها….. ظن انها لن تجيب كالعادة لكن خاب ظنه وهو يراها ترد عليه ويبدو انها بالخارج……
“عايز إيه……. بترن ليه…..”
أشار احمد ليوسف بيده ان يلحق به وهو سياتي خلفه….أومأ له يوسف بتفهم بعد ان رآه يتحدث بالهاتف…….
هتف احمد بنبرة حانقه برغم من تأثرة بصوتها لكن عصبيتها جعلته يكره نفسه من تكرر الاتصال بها….
“بقالي فترة برن عليكي….مبترديش عليا ليه…..”
ردت بنبرة جافة….
“مفيش بينا كلام ياحمد…..كفاية اللي حصل…”
برر الموقف وهو يرجع شعره للخلف
بقوة…

 

 

 

 

“مُنى بتكدب ياحبيبة….”
برمت شفتيها وهي تحرك شفتيها بشراشة
مكبوته…
“ما يخصنيش….بتكدب ولا لا….انت حر معاها….”
“حبيبة انا عايز أشوفك…..”
رفضة بقوة….. الح أحمد عليها بنبرة حانية بها شوق لمسته بقوة من مجرد كلمة….
“بس انتي وحشتيني يابيبه…..”
ارتجف جسدها بأكمله واغمضت عينيها بلوعة وظل الصمت قائم بينهما للحظات….
زفر أحمد وهو ينظر للطريق الشاغر بضياع….
“سمعتيني ولا أعيد تاني…..”
خف حنقها قليلاً وهي تقول برفض
حاني…..
“مش هينفع ياحمد انا….”
اعاد الجملة بامتلاك قتلها….
“وحشتيني وعايز أشوفك اتصرفي…..”
شعرت ان قلبها قارب على التوقف من قوة
الخفقات…..لتقول بتلعثم ….
“اتصرف إزاي….. انا… انا مش عايزه اتكلم معاك و….”
احرجها بأسلوب فظ مغتاظ من تصنع الثقل
عليه….
“وفتحتي ليه طالما مش عايزه تتكلمي معايا..مانتي عارفة ان انا…….وبعتلك كذا رسالة من على
الخط……… فتحتي ليه… ”
عضت على شفتيها وهي تعنف نفسها انها فتحت
الخط لكي تسمع صوته وأيضاً لكي تحرق دماءه بكلماتها السامة ورفضها المهين اليه حتى ترد
جزءاً ولو بسيط بما تشعر به في تلك الاشهر الطويلة …..لكنه خدرها باشتياقه وصوته العذب الدافئ…… اي لعنة تلك…….
ردت بغيظ من نفسها وهذا الاستسلام اللعين….
“فعلاً انا غلطانه اني فتحت من الأول…استاهل كلامك…..”
ضرب سطح سيارة يوسف بغضب مكبوت
قائلا…..
“يعني كلامي بيزعل….. وكلامك مابيزعلش….”
توحشت نظراتها على اللا شيء وهو تهتف…
“لا مبيزعلش لانك غلطان…..واللي عملته….”
برر أحمد بنفاذ صبر….
“انا معملتش معاها حاجة….انا عمري ما مسكت ايديها حتى…….افهمي بقه وبطلي غباء….”
برمت شفتيها وهي تقول ببرود….
“قولتلك ميخصنيش وبلاش تبررلي انا مالي أصلا…”
حاول النيل منها باشبع الطرق غباءاً فقال…
“يعني انتي شايفه كده….يعني لو رجعت كلمتها مش هتزعلي…….ميخصكيش صح… ”
صرخت حبيبة عبر الهاتف بجنون قوي اوجع
أذنيه…..
“غور في داهيه انت وهي…….غوووور….”اغلقت الهاتف في وجهه مما جعله يضحك بقوة عليها
برغم من ملامحه الباهته الحزينة الا انه ضحك لغيرتها وتملكها المجنون……
جلس امام يوسف على المقعد وهو يقول بنبرة
مرحه قليلاً…..
“مطلبتش ليه حاجة لحد دلوقتي….”
ابتسم يوسف وهو يرفع عيناه عن هاتفه قائلاً بخبث…..
“واضح ان المكالمة دي سبب الروقان ده كله…اي موزه جديده…..”
هز رأسه بنفي وهو ينظر لزاويا اخرى جميلة تحتوي على بعض الورود الحمراء فسال يوسف بتردد…
“قولي لو واحد مزعل واحده….وعايز يصالحها
يجبلها ورد ولا شوكلاته…..”
ضحك يوسف عليه وهو يقول بتسلية…
“انت وقعت ولا إيه…..ولا دي واحده معصلجه وعايز تثبتها بهدية…..”
هتف احمد بنبرة حانقة قليلاً…
“ياعم بقولك زعلانه وعايز اصالحها…..تقولي
معصلجه…”
توسعت عينا يوسف وهو يسأله بدهشة…
“انت بتحب ولا اي يابو حميد…”
نظر لصديقة ثم للطاولة امامه وهو يرد
بحيرة….
“مش عارف……. ممكن…….او أكيد… ”
ضحك يوسف وهو يرجع ظهر للخلف
براحة…
“لا دا انت حالتك حالة….”
اتى النادل ووضع القهوة امامهم وذهب…سأله
يوسف بعد ان ارتشف رشفة من فنجانه….
“مين بقه احكيلي…..”
التوت شفتي احمد وهو يرد

 

 

 

 

بسخط…
“ياعني لو حكتلك هتعرفها….”
همهم يوسف بخبث وهو ينظر إليه قائلاً بتفهم….
“غيران…..خلاص بلاش قولي هي بنت محترمه ولا..”
شرد أحمد قليلاً وكانه يتخيلها امامه ليقول
باعجاب…..
“محترمة….دي انضف بنت قبلتها…وأجمل عيون شوفتها…..حلوه حلاوة يايوسف ورقيقة رقه ارق
من بسكوت نواعم…..”ضحك احمد وهو يهز
رأسه بحيرة ويكتفي بهذا الوصف فانا زاد
وصفها الساحر لعيناه ربما أحبها صديقه
معه !…..
تفهم يوسف مشاعره وهو يقول بسعادة لأجله…
“خلاص فهمت….ومبروك مقدماً…حاول تشد حيلك في الدراسة وتتخرج وتشتغل وبعدين تاخد الخطوة الجد وتتقدملها……”
برم أحمد شفتيه وهو يقول بنبرة فاقدة الامل في
تلك العلاقة……
“ياااه….هي ممكن تستنى سبع سنين على ما فكر اتقدم…..هتكون اتجوزت وجابت عيال كمان…دي
عايشة معايا في نفس الحارة يعني اقرب حاجة
لأهلها…. سترت البت قبل العشرين……”
عقد يوسف حاجبيه وهو
يسأله…..
“هي من سنك ولا إيه….”
رد بهدوء….
“انا اكبر منها بسنة….”
أومأ يوسف وهو يقول ببساطة مطمئن إياه
بتفائل….
“ياعم متعقدش الدنيا وعيشها ببساطة…لم تيجي وقتها تفرج…….مش يمكن تكون نصيبك….”
حاول أحمد الخروج من تلك الدائرة فهو لن ينظر
للبعيد حتى لا يتعثر في طريقة… بل سينظر الى مسار سيره حتى يتوخى الحذر في القادم ويثبت نفسه في حياته المهنية أولا….. والحب والجواز مرحلة تاتي في اوخر العشرينات بعد الاستقرار المادي والمعنوي….. اما الان الدراسة والعمل فقط
الأهم…..
لكن هذا لا يمنع انه يحتاج لصحبتها اكثر من
اي شيء !…..
هز أحمد رأسه وهو يسأله عن الأهم…
“جايز اه وجايز لا…. المهم تفتكر أجيب إيه عشان تصالحني……”
اقترح يوسف بهدوء وهو يرتشف قهوته بتلذذ…
“جبلها ورد…. وبعدين حاول تحضر هدية حلوة تقدمها ليها…. بسبب اي مناسبة عندها ولو هي
في مدرسة قدمها ليها بمناسبة نجاحها….هتفرح
اوي بيها وهترضا عنك…. ” انهى يوسف كلامه
بغمزة خبيثة….
أومأ له احمد وهو يفكر في حديثة ليأخذ رشفة
من القهوة وهو ينظر له بصمت…..
………………………………………………………..
بعد ان ترجل احمد من سيارة يوسف بدقائق..انتبه
يوسف لهاتف أحمد واقعاً أرضا أسفل المقعد…
زفر وهو يدير السيارة عودة الى الحي لكي يعطيه هاتفه……
ترجل من سيارته ودخل الحارة وهو يجري اتصاله
باخته( نور)…
“اي يانور….عملتي إيه……إيه فين….ماشي انا جاي تمام…….بقولـك ا”
وجد من خبط في كتفه بقوة وهي يمر ليقع الهاتف
من بين يده أرضا….
رفع حاجبيه بصدمة ثم رفع عيناه على تلك الشابة

 

 

 

 

بضيق لكن سرعان ما تحول الضيق لشيء من الذهول
وهو يتأمل جمالها وهيئتها التي تجمع مابين الطفولة والانوثة الرقيقة في ان وآحد…..
هتفت الشابة بحرج وهي تنظر إليه…
“انا اسفة جداً هو اتكسر….”
مالت لتاخذة لكنه اخذه قبل ان تميل وهو
يتنحنح بقوة لكي يخرج صوته بشكلا طبيعي…
“محصلش حاجة دي اسكرينه…..”
توترت وهي تنظر اليه ثم للهاتف وهي تقول بحرج
أكبر…..
“انا كُنت ماشيه ومخدتش بالي وانا بخبط فيك….انا اللي غلطانه انا اسفة……ممكن نروح السنترال نجيب اسكرينا جديدة للتلفون….وعلى حسابي تعويض عن اللي اتكسرت…”
ابتسم يوسف بلطف وهو يقول بلباقة…
“الموضوع مش مستاهل يانسة…دا خدش بسيط حصل خير…..”
اقتربت منها احد اصدقائها وهي تقول بتعجل….
“وقفه كدا ليه ياحبيبة يلا بينا…..”
اومات حبيبة لصديقتها وهي تنظر ليوسف قائلة
باعتذار أخير….
“اسفه مرة تانيه……وشكراً لذوقك….”
اومأ لها يوسف برأسه وهو يترك شبه ابتسامة على شفتيه ثم تابعها وهي تبتعد خارجه من الحي
مع بعض الفتيات في عمرها…..لكنها اجذب واحده
بينهن و اسلوبها وصوتها الرقيق في تحدث غاية
في الجمال…..
ارجع يوسف شعره للخلف وابتسامته تتسع اكثر ليكمل سيره لبيت أحمد…..
وصل يوسف لمنزل أحمد وطرق على الباب فتحت
له والدة أحمد التي ابتسمت له ببشاشة وهي
تقول بلطف…..
“إزيك يايوسف ياحبيبي عامل إيه…ادخل تعالى اتفضل…..”
رد يوسف بلطف….
“عامله إيه يأمي يارب تكوني بخير…….معلشي اصلي متأخر……….هو فين أحمد….”
توترت ملامح زينب وهي تنظر إليه بقلق…
“احمد هو مش كان معاك يايوسف….”
قراء زعرها في عيناها فقال بهدوء يبث
الطمأنينة لقلبها المبالغ دوماً في خوفه…
“آآه كان معايا بس هو سبني من عشر دقايق كده…..متقلقيش انا بس جاي اديله التلفون بتاعه اصله نسيه في العربية عندي…..على العموم خدي
اديهوله….لحد مايجي اكيد بيجيب حاجة وجاي…”
اومات له زينب بهدوء وهي تقول بحنان….
“ماشي ياحبيبي كتر خيرك…..بس بلاش تمشي تعالى اشرب حاجة ولا اقولك تعالى دوق الرز بلبن اللي انا عملاه هيعجبك اوي…..”
اتسعت ابتسامة يوسف وهو يخبرها ببساطة…
“يأمي مانا مجربه هي دي اول مرة….خليها مرة تانيه عشان مستعجل…..”
ردت زينب ببشاشة ومودة….
“المرة الجايه تيجي ومعاك نور أختك……عشان وحشتني وبقالي كتير مشوفتهاش….”
ابتسم يوسف واومأ برأسه بتفهم برغم من ان والدة أحمد لم ترى اخته إلا مرة واحده لكنها دوماً تسأل عليها ويبلغ أحمد سلام أمه الحار الى عائلته وكأنهم
اقارب…….
نزل يوسف السلم بعد ان ودعها بيده….
…………………………………………………………….
بعد ان انتهى الدرس والمراجعة مع بعض الاصدقاء
عادت للمنزل وهي بحالة من الأرق والانهاك
اقتربت الامتحانات وتوتر السنة بأكملها
سيتجمع في شهر الامتحانات….
برغم من ثقتها بنفسها وجهدها في الدراسة طوال السنة إلا انها تخشى ان تاتي أسئلة تعجز عن حلها….ان ياتي سؤال ينزل دراجتها ويجعلها تدخل اقل جامعة….
انها تريد ان تدخل كلية حسابات ومعلومات وتلتحق

 

 

 

 

بوظيفة مهندسة برمجيات…..تريد ان تعمل في اكبر الشركات وتثبت نفسها في وظيفتها وتزيد دراسات على شهادتها…….
انها لا تريد اكثر من شهادة تسعى إليها وتتوظف بمكان تحبه يزيد خبرتها لا يدفنها…..
كم تكره أمها طموحها العالٍ وتريدها ان تفكر بشكل سطحي في الزواج وانجاب والاطفال ورعاية البيت و برغم صغر سنها لكنها تدرك ان آخر شيء يجب ان تفعله المرأه الزواج وانجاب الأطفال…..
بطبع تريد الاستقرار الاسري حياة دافئة وعائلة ليست معقدة لكنها تفضل ان تكون آخر خطوة
تقوم بها……معه….
فإن لم يكن هو فلا تريد الزواج والاستقرار أبداً….
ابتسمت حبيبة بجزع وهي تدخل الى المبنى الكبير لتصعد على السلالم حيثُ الشقة في الأعلى….
وجدت من يسحبها لاسفل السُلم ويده على فمها بقوة…..
توسعت عينا حبيبة ووقع قلبها في قدميها وهي تحاول التملص من بين تلك الايدي القوية لتجد صوته الهادئة يهمس بتحذير….
“اهدي ياحبيبة……. انا أحمد….”

وجدت من يسحبها لاسفل السُلم ويده على فمها بقوة…..
توسعت عينا حبيبة ووقع قلبها في قدميها وهي تحاول التملص من بين تلك الايدي القوية لتجد صوته الهادئة يهمس بتحذير….
“اهدي ياحبيبة……. انا أحمد….”
وقفا أسفل السلم مختفيان عن الابصار والاضاءة تكاد تكون معدومة لكنها أضاءة كشاف هاتفها واخذه هو منها في لحظة ورفعه على وجهها بغلاظة…..
انزلت يده قليلاً بحنق وهي تقول من تحت اسنانها بغيظ…..
“انت بتعمل اي انتَ اتجننت ياحمد حد يشوفنا..”
مسك يدها بين يده واتكأ عليها بشوق وهو
يخبرها بحنو…..
“بقالي شهور مشوفتكيش…….عامله إيه….”
توترت من لمسته وهي تسحب يدها بعيداً عنه
واخفضت عيناها وهي تقول بارتباك….
“أحمد اللي انتَ بتعمله دا غلط…..لو حد شفنا…”
رفع فكها بيده برفق وهو يداهمها بعيناه العابثة الدافئة في النظرات نحوها…..
“محدش هيشوفنا……حبيبة…..بيبة….بصيلي
هتفضلي زعلانه مني كتير….”
ضربت يده التي تمسك بفكها من جديد وهي
تقول بعتاب وحنق….
“ايوا زعلانه واصلا مكلمتك معايا كانت زي
الزفت… ووسع بقه….”كانت سترحل ولكنها
وجدته يمسك ذراعها وهو يقول بتبرير….
“حقك عليا……بس بصراحة انتي نرفزتيني….”
تشرست نظراتها نحوه فقالت…
“تقوم تقولي هكلمها……إيه ما صدقت… ”
رد بتبرير وهو يشرح لها أكثر وكانهما مرتبطين بالفعل…..
“ماصدقت إيه….الخط اللي كنت بكلم من عليه البنات كسرته والخط اللي بكلمك عليه ده جديد هو بقاله معايا فترة بس مكلمتش واحده من عليه غيرك….”
سألته بغيرة…
“يعني هتبطل تكلمهم….”
مالى قليلاً برأسه عليها وهو يسألها بخبث….
“انت اي رأيك…..”
لكزته في صدره لتبعده عنها قليلاً وهي تقول بضجر….
“مش محتاج رأيي….. احترم نفسك وبطل قلة آدب…”
سألها بخبث
“عشان….”
زمجرت حبيبة بارتباك….
“عشان؟!……معرفش عشان إيه اسأل نفسك….”

 

 

 

 

برم خصله من شعرها حلو اصبعه وهو يقول
بهدوء وعيناه تسافر على ملامحها الجميلة…
“عشانك……بس توعديني اننا هنتكلم في التلفون وهطمن عليكي كل يوم…….ولازم اسمع صوتك…”
زادت خفقات قلبها وهي تنظر له
بحرج….
“مش هينفع ياحمد…..”
ترك خصلة شعرها بعد ان ارجعها خلف اذنها بلطف
ثم انتبه لرفضها فقال وهو يبعد يده عنها….
“خمس دقايق ياحبيبة او دقيقتين او دقيقة واحده المهم اطمن عليكي واسمع صوتك…خصوصا ان احنا داخلين على امتحانات وانا قلقان عليكي….”
اومات برأسها كالمسحوره بعيناه و امام
الالحاح الحاني منه…
“دقيقة واحده بس وتقفل…..”
أومأ له وهو يراضيها من جديد….
“موافق…..بس انتي مش زعلانه…ومصدقه كلامي صح….مُنى بتكدب صدقيني مفيش حاجة حصلت بينا انا عمري حتى ما مسكت ايديها….”
نظرت إليه حبيبة وهي تتنهد بتشتت ثم قالت بوجوم……
“مصدقك….. بس بلاش نفتح الموضوع دا تاني…”
اوما لها وهو يميل للناحية الأخرى ليعطيها باقة جميلة من الورود الحمراء بها شريط أنيق محاوط الشريط قطع شوكلاتة مغلقة مرصوصة خلف
الشريط بأناقة….
“اي رأيك…..”
توسعت ابتسامتها وهي تنظر الى عيناه ثم للهدية وهي تسأله بدهشة…..
“بمناسبة إيه…..”
نظر للباقة ثم اليها وهو يقول بمرح…
“اعتبري عربون صُلح……عايزه ولا.. ”
اخذته منه وهي تقول بحنق مصطنع….
“هتديه لمين يعني طبعاً عيزاها….مين العبيطه اللي ترفض هدية زي دي…….”
ضحك وهو يقول بلؤم…
“شكلك مادية وبتحبي الهدايا….”
إبتسمت حبيبة برقة وهي تنظر لعمق عيناه…..
“مفيش حد مبيحبش الهدايا خصوصاً لم تبقى من حد غالي علينا…..”
توسعت عينا أحمد بدهشة ممزوجة بسعادة وهو يسالها بخفوت حتى لا يثير الريبة بداخلها….
“يعني انا غالي عليكي…..”
ابتسمت بمكر وهي تخرج من المكان صاعدة على السلالم وبين يداها باقة الورود الجميلة…..
“طبعاً غالي عليا……مانت في مقام اخويا الكبير…”
ماتت الإبتسامة على شفتيه وهو ينظر إليها
بصدمة…..هادراً بشدة..
“بتقولي إيه يابت….”
ضحكت باستمتاع قوي وهي تفر هاربة على السلالم….ضحك على آثار ضحكتها المرحة..ود لو يلحق بها لكن هناك اماكن تظل دوماً محظورة علينا !…..
خرج من المبنى وهو يتنهد براحة…….
…………………………………………………………
وقفت خارج عتبت المطبخ تتمايل بتعب وهي تئن
بنعومة….. ثم عدلت وقفتها وهي تزفر قائلة لامها
بانهاك….
“يازوزو….. انا خلصت وطفيت على الأكل….ودخله اريح شوية جوا…. ”
كانت والدتها تشاهد التلفاز على الاريكة وتدلك بيدها قدميها بتعب…….
“ماشي ياسمر ادخلي…”
اتجهت اليها سمر وهي تنظر اليها بقلق….
“لسه رجلك وجعاكي برضو…..”
رفعت زينب عيناها وهي تهون الأمر بحنان…
“اهيه شوية رطوبة وهتروح لحالها……روحي انتي رايحي ضهرك انتي تعبتي اوي النهاردة…”
اومات لها سمر وهي تستدير لتجد باب الشقة يطرق بيد غليظة……عقدت حاجبيها وهي تنظر لأمها ثم للباب…..اخبرتها امها بهدوء….
“تلقيه محصل الغاز…… معاده يجي الايام دي… ”
هتفت سمر وهي تتجه للباب…
“خليكي انتي انا هدفعله الفاتورة….”
فتحت الباب بهدوء لتجده يقف امامها يستند على الجدار بجوار الباب واليد الآخرى يضعها جانباً وعيناه تلاحق تفاصيل ملامحها بشوق….
توردت وجنتيها ولمعة عيناها وهي تهتف اسمه بلهفة….
“إبراهيم…..”
لاحت الابتسامة على محياه وهو يقرص وجنتيها قائلاً بصوتٍ أجش اربكها كلياًّ…..
“عيون إبراهيم….. وحشتيني…. اي الجمال ده…. اي الاصفر ده……. يخربيت الوانك ياشبح…..”
عضت على شفتيها وهي تضحك بخفوت ثم
اخفضت راسها قليلاً للأسفل وهي تنظر لم ترتدي

 

 

 

 

فكانت ترتدي فستانا أصفر مجسم على جسدها المنحوت الفاتن ….يصل طوله لقبل الكاحل بقليل
أنيق عليها برغم من ازدهر اللون إلا انه يلائمها
بطريقة غريبة…..حتى شعرها المموج الاسود الكاحل جمعته للأعلى على شكل ذيل حصان بربطة
مطاطية صفراء …..
عقب وهو يقيم الفستان من جديد على جسدها الفاتن……
“اللون ده مستفز….بس مش عارف ليه عليكي حبيته……هو والاخضر المرسوم عليه ورود حمرة
ده هيجنني برضو…… ”
لكزته في كتفه وهي تتورد بحرج اكبر ليس لأجل
مدحه العظيم…. هو فشل في المدح والمغازله
بها…. وله طريقة في الغزل بعيدة كل البُعد
عن الغزل والحب المعروفين … لكنها تعشق طريقته
بكل مابها…… الملائم والغير ملائم فقط لانها طريقة
(ابراهيم راضي)هذا يكفيها ان يكون له الغزل الخاص والحب الخاص لها وحدها اهناك أجمل من هذا…..
نظر لها بتحذير وهو يقول بتوعد حاني….
“ايدك طويلة وشكلي هكسرهالك المرة الجاية….”
رفعت حاجبها وتشرست حركات شفتيها…
“تكسرلي ايدي……….متقدرش….”
اقترب خطوة منها وهو يقول
بمشاكسة….
“لا أقدر تحبي تشوفي….”
ردت بعنفوان جميل امام عيناه….
“وريني دا إذا قدرت تعمـ آآآآى…….أبراهيم….”
قبض على كف يدها واتكأ على اصابعها الخامسة بحركة مدروسة ليجعلها تئن قبل ان تتابع
استعراض شجاعتها عليه….
اقتربت منه عنوة عنها بعد ان سحب يدها القابض عليها بقوة…….نظر لعيناها بتشفي وهو يقول
بخبث….
“كُنتي بتقولي اي بقه……”
همست وهي تتألم بميوعة….
“إبراهيم…..”
اكلها بعيناه وهو يستمتع بقربها منه ورائحة
البخور الممزوجة بالمسك والعنبر تفوح
منها بقوة…….
“هششش……….ردي على أد السؤال….”
حذرته بتصنع….
“امي جوا…………هصوت….”
نظر لها باعين قاتمة وهو يتوعد لها بنبرة
خطرة….
“لو جدعه اعمليها……..ساعتها هتزعلي بجد….”
“يعني إيه….”
قربها اكثر منه وهو يضيف بتمهل شديد…
“يعني انا مبحبش الصوت العالي… ما بالك بقه بالصويت….”
نظرت اليه بترجي ودلال….
“طب ايدي هتكسر …..”
رد باستمتاع رجولي
“دا المطلوب…..”
برمت شفتيها الشهية وهي تقول
بتزمر….
“دا اي الجحود ده….”
رد بتسلية خبيثة…..
“بالعكس دا حب….. اللي بيحب حد بيحب يسبله تذكار هدية…..” اتكأ على يدها قليلاً فاقتربت منه اكثر واصبحت قريبة منه لدرجة اثارة رجفة شوقها نحوه….بلعت ريقها وهي تنظر اليه وترتشف من ملامحه بنهم وهي تسأله بخفوت….
“الحب انك تكسرني……”
نظر لعيناها الجميلة وكان يود المتابعة والعبث
معها ولكن رق قلبه لسؤالها فقال بغزلة الخاص….
“مين يقدر يكسرك ياشبح……….دا انت جبل….”
رفعت راسها اكثر اليه ونظرت لعيناه بعمق وهي تعانق يده الاخرى بكفها المتحرر هامسة اليه
بسؤال حاني…..
“انت ممكن تعملها في يوم يابراهيم…..”
مالى عليها برأسه وسند على جبهتها الناعمة
وهو يقول بخفوت به لمحة من الحب…..
“عمري…………دا انا روحي فيكي ياست البنات…..”
ابتسمت بتورد وهي تحاول الإبتعاد عنه لكنه منعها وهو يقربها منه اكثر حرر يدها من بين قبضته ومررها على وجنتها الناعمة وهو يقول بلوعة الإشتياق……
“وحشتيني…بقالي اكتر من أسبوع مشوفتكيش ولا حتى سمعت صوتك…..”
تحسست يده بحب يبث شوقها اليه وهي تتشرب
من ملامحه سائلة إياه بخفوت…..
“مانت كنت مسافر في شغل……..قولي هو طبيعي
تقعد بالايام كده برا البيت…..”
رد عليها بتنهيدة تعب وأرق واضح على
وجهه…..
“مش علطول……اوقات كنت بغيب يومين او
تلاته لكن مش أسبوع بحاله….انا أصلا لحد دلوقتي مروحتش أول مادخلت الشارع جيت عليكي…”مرر
يده على شعرها المموج بحب وهو يعقب بغزل….
“شعرك ده حكاية هو وعينك…..”
ابتسمت بنعومة وهي تحدج بعيناه متسائلة
بشقاوة
“اعتبر دي معاكسة…..”
نظر لجسدها ثم لعيناها السوداء وهو يقول بوقاحة…..
“معاكسة !… لا طبعاً انا بحب فيكي عادي…..يوم ما هعاكس همدح في حاجات تانيه……”عادت عيناه العابثة على جسدها….
بمنتهى الجرأة رفعت سمر وجهه لعيناها وهي
تقول بحنق وخجل في انٍ واحد….
“بص في عينا يابراهيم……..انت بتبص فين….”
لمعة عيناه بالخبث وهو يقو ببراءة لعيناها

 

 

 

 

الحبيبتان لقلبه……
“اي ببص على الفستان…….انا جيت جمبك….”
برمت شفتيها مستنكرة
وقالت….
“ممكن تبطل قلة آدب…..”
رد بجدية افزعتها….
“إزاي وانتي قدامي ياسمر…..”
فلتت ضحكتها وهي تنظر له بذهول معقبة….
“إبراهيم……….اي اللي انت بتقول ده….”
كالعادة غزلة الخاص طغى على كل شيء….
“اعذرني ياجميل….. اصلك جميل بزيادة مفيش
حاحة علينا بمناسبة ان الفرح قرب….”مالى عليها
ليقبلها لكنها ابعدته بقوة وهي تقول بتزمر….
“لا مفيش كمان شهرين….. نبقى نشوف… ”
مالى عليها من جديد وهو يقنعها بعبث ….
“ماشي ياشبح….. معاك حق….بس اي حاجة تحت الحساب….”
صاحت أمها من الداخل….
“وقف مع مين دا كله يابت…..”
ردت بتوتر وهي تنظر لإبراهيم….
“دا محصل الغاز يامااا……”
فغر شفتيه وهو يذكرها بعلاقتهما الرسمية…
“غاز مين يامااا …… على فكره احنا مخطوبين……
الدبلة في ايدك.. ”
حاولت كتم صوته بيدها وهي تقول..
“بس بس………. هتسمعك… ”
ابعد يدها وهو يقول بغرابة من امرها….
“ما تسمعني…….انا أصلا داخل اسلم عليها…”
منعت سمر دخوله وهي تصيح لامها بقوة
“هحسبه وجايه يازوزو…..”
عقد حاجبيه وهو يسألها بدهشة..
“عملتي كده ليه يامجنونة….”
ردت سمر بطبيعتها وعفويتها المحببة الى قلبه
ككل مابها….
“عشان عايزه قعد معاك شوية….استناني فوق سطح هجيب الاكل وجايه….”
امتنع وهو يقول بارهاق….
“لا ياسمر انا عايز انام……..مش عايز أكل….خليها
مرة تانيه….”
هتفت باصرار به لمحة من الحنان الانثوي….
“كنت عارفه انك هتعمل كده عشان كده هتاكل قبل ما تروح…..عشان تبقى تنام براحتك بقه لم تروح…
عشان خاطري…. ”
امتنع بعد تنهيدة سأم….
“يابنتي مش جعان….”
“هتاكل عشان خاطري…..استناني فوق…. شوية وجايه……. “اهدته أجمل ابتسامة قبل ان
تدخل وتغلق الباب……
تحججت لامها بحجة وهمية وهي تصعد اليه بصنية الطعام….. ربما لو كانت معه في الأسفل كان افضل
لها لكن امها وكرمها الزائد معه وطريقتها الحنونة
تجعل الوقت يذهب هباءاً دون ان تجلس
معه بمفردهما ولو لدقائق……حتى خالها واخيها
يظهرون جانب الغيرة عليها ولا يتركوها تجلس
معه بمفردها إلا نادراً….
تعلم انها وقحة وتستغل الفرصة لصالحها ولكن
الحب ماهو إلا جنون جميل يجب التعايش معه
بكل تفصيله به !……
وجدته يستلقي بتعب على بساط صغير طويل
كانا يجلسان عليه الاسبوع الماضي وقد نست ان تاخذه معها وقتها….
وضعت الصنية جانباً وهي تراه مغمض العينان…
يبدوا انه نائم انها تأخرت عليه وهي تعد الطعام لهما……
جلست بجواره وظلت تتأمله للحظات بحب…وسيم
وسامة حادة……قوي…. بجسد رجولي عملاق…
وفارع الطول…….
سارت عيناها على وجهه بتمهل… لحيته نابته قليلاً زادت الجاذبية عليه أضعاف… شعره أسود كثيف
حاجبين كثيفين حادين…. شفتين غليظتين
قويتين أنها تبدو ……. تباً هل من الطبيعي التغزل بشفتي رجل هذا غير اخلاقي بالمرة !….
تنهدت بسأم وهي تنظر له بشمئزاز مغمغمة بحنق
منه ومن تفكيرها المنحرف نحوه…..
“ياخربيت حلاوتك……جتك القرف زي القمر….”
نظرت اليه من جديد لتجده ذاهب في سبات عميق ويبدو انه فعلا يحتاج للنوم كما أخبرها…..
المها ضميرها وهي تمرر يدها على وجنته قائلة برفق…..
“إبراهيم…….إبراهيم…….ااااابراهيم….”
فتح عيناه بتعب وهو يقول بحنق…..
“عايزه إيه….”
“يلا عشان تاكل…..”
هتف وهو مغمض العينان….
“مش عايز يامااا…..”

 

 

 

 

لكزته من جديد وهو توقظه بحنق…
“أمك مين يابااا انا سمر فوق يابراهيم احنا فوق السطح يخربيتك…..”
فتح عيناه وانتبه لوجودها فابتسم بطريقة لم ترتاح لها وهو يمد يده ليسحبها إليه….
“سمر تعالي اقولك حاجة….”
تمتمت بصوتٍ خافض متردد…..
“ياريت………بس مش هينفع…..”عالى صوتها قليلاً وهي تجذبه رغماً عنه….
“قوم يلا عشان تفوق…..وتاكل ونقعد شوية مع بعض قبل ما تروح…..”
نهض وحده بتثاقل وسند ظهره على الحائط وهو
يقول بحنق من نفسه….
“دي اخر مرة هسمع كلامك في حاجة….”
قربت الصنية منه وهي تقول بحزن حاني….
“اخص عليك…يعني دا جزاتي اني خايفه عليك ومهتمي بيك…..”
رد بصوت واهي….
“قلة الاكل مش بتموت….”
ضيقت عينيها الجميلة وهي تنظر إليه بخبث…
“وطالما هو كده بتقعد تزن عليا ليه اني افطر قبل
ما طلع….”
نظر لها وبرر ببساطه…
“انتي غيري…..انتي شايفه نفسك قصادي عمله
زي العصفورة …”
توردت وجنتيها وهي تتذكر وقوفهما عند الباب وقربه منها وحجمه وطوله أمامها….انها تلاحظ
هذا دوماً كلما اقتربت من هذا الضخم الوسيم
تحفز نفسها كثيراً انه سيكون يوماً زوجها وتواصل
الجسدي بينهما سيكون بطريقة أخرى…….
هزت رأسها وهي تطرد تلك الأفكار من رأسها لا داعي للقلق إبراهيم يحبها ولن يؤذيها…. ان الزواج بعد شهرين…….
انه اقترب جداً وركضت الأيام بسرعة من
حولهما…..
سمعت صوت إبراهيم يسالها بعتاب…
“روحتي فين ياسمر…… سرحانه وانا معاكي….”
نظرت اليه وابتسمت بتوتر وهي تقول بحرج…
“انا معاك يابراهيم….. يلا عشان نأكل….”
نظر لصنية ولي اصناف الطعام الشهية ثم عادت عيناه عليها وهو يسألها بفتور….
“انتي اللي طبختي….”
اومات بفخر وهي تقول بصلف لذيذ….
“طبعاً انت خاطب الشيف سمر يابني… دوق بس محشي الكوسة ده خرافة…..”
كان سياخذه من يدها ولكنها كانت اسرع وهي تضع
قرع الكوسة المحشية بفمه بأكملها وكان حجمها صغير
توسعت عينا إبراهيم وهو ينظر لها بصدمة ثم ابتلع
بصعوبة وهو يساله ذاهلا….
“افهم……. هي دي الرومانسية بنسبالك….”
قضمت قطعة من الكوسة المحشية وهي تقول
بغرابة..
“رومانسيه اي يابراهيم دلوقتي…. انا بدوقك مش أكتر….”
مد هو لها واحدة من الباذنجان المحشي وهو
يميل عليها قائلاً بخفوت…..
“تعالي ياشبح هقولك حاجة في ودنك….”
توقفت سمر عن الاكل وهي تنظر له بريبة…
” قول هنا……… محدش معانا…. ”
“طب افتحي شفيفك الحلوين دول….”
عضت على شفتيها وهي تبتسم بعذوبة اشعلت مشاعره نحوها……فتحت فمها وهي تجده يقضم
قطعه من الباذنجان المحشي ويضع اخر حصة صغيرة في فمها برفق وهو يقول بهمس ومدح
عالٍ يرفع معنويات اي امراة تتمنى ولو كلمة شكر
واحده ممن يأكلون من تحت يداها كل يوم….
“الاكل حلو اوي ياحبيبتي تسلم إيدك….”
فغرت شفتيها وهي لا تهتم إلا بتلك الكلمة العفوية
التي لا تلائم أسلوب (ابراهيم راضي)أبداً….
“حبيبتي ؟!…..إبراهيم بيقول حبيبتي…”
التوت شفتيه في ابتسامة ساخرة وهو ينظر لطبق الخضار المحشي المشكل بريبة ثم قال
بغرابة مرحة…..
“حطى اي في الكوسة ياسمر….”
ضحكت وهي تتابع الاكل بحرج..وبين الحين
والاخر تنظر إليه لتجده يلاحقها بعيناه ويراقبها عن
كثف ولا يأكل الا قليلاً وكانه يرغم نفسه على
الأكل لأجلها !….
زفرت سمر بنفاذ صبر وهي تنظر له….
“وبعدين يابراهيم….هتفضل تبصلي كده كتير
مش هتاكل….. “

 

 

 

 

“انا كلت….”
“بتهزر…..”
نهض من مكانه لاحد الزوايا التي تحتوي على
صنبور صغير بسيط…. غسل يده جيداً بالصابون
وهو يخبرها بهدوء….
“والله كلت……كملي انتي اكلك….”
نهضت سمر بسرعة وهي تخبره بعجله….
“هروح اعملك شاي…..”
تقدم منها وهو يوفقها برفق…
“لا مش عايز…..خليكي معايا شوية… عشان شويه وهمشي…….. خلاص فصلت عايز انام…”
“خلاص روح……عشان متتعبش اكتر….”
“لم اشبع منك الاول ….تعالي…”سحبها من يدها بحنان وهما يجلسا بنفس المكان على هذا البساط البسيط….
تنهد وهو يسند راسه على الحائط وهو يتحسس يدها الرقيقة واصابعها الرفيعة واحده تلو الاخر وكانه يرسمهم رسماً……همس بخفوت وهو ينظر لجانب وجهها المتورد اثار لمساته……
“بحبك ياسمر…..”
عضت على شفتيها وهي تبادله المشاعر لاول مرة
نظرت لعيناه القاتمة اللينة في تعبير لها واحده
الجامعة ما بين الحدة والحنان والحب…الحب
الذي لا يتحضر الا بوجودها…ابتسمت برقة
امام عيناه المتلهفة بشوق لاعترافها بالحب..
“وانا كمان بحبك…….بحبك اوي يابراهيم….”
اغمض عيناه بتأثر لثلاث ثواني ثم فتحهما وهو يكتفي بجذبها برفق لاحضانه….توسدت صدره
النابض بالحياة بقوة….خفقاته تتسارع وكانه في سباق….كلماتها احيت قلب يتلوع شوقاً لاعترافها
انه اعترف بمشاعره في يوم خطبتهما واغرقها
بتلك الكلمة كلما تحدثا في الهاتف سوياً بل بكلمات اخرى واخرى تعبر عن حبه بمجرد تعبير لكن ما
بداخله لها اكبر بكتير من تلك الكلمات البسيطة…..
احاطت يده ظهرها من الخلف لترتاح على كتفها ليظل يربت عليه ويتلامسه برفق وهو يخبرها
بجزع…..
“اخيراااا ياسمر….”
ابتسمت وهي تغمض عيناها على صدره…معقبة
بتبرير لنفسها…
“انت اللي دايما مستعجل…..كان لازم اصبر وافهم مشاعري من ناحيتك صح…..”
“مممم…….وناوية على إيه…..”
خرجت من احضانه وهي تقعد حاجبيها بدهشة…
“اي السؤال الغريب ده…..هنتجوز….وتبقى جوزي
وحبيبي وابو ولادي…..”
لمعة عيناه على اثار كلماته البسيطة فقال
بلهفة ملموسة…..
“امتى اليوم دا يجي….”
ردت بحب وهي تداهم عيناه…..
“كمان شهرين……… هنبقى مع بعض…..”
رفع احد حاجبيه وهو يقول بتوعد لذيذ….
“ساعتها هطلع عليكي الست شهور اللي ذنبتيني
فيهم…..”
ضحكت وهي تسأله بدلال رقيق….
“واهون عليك ياهيما…….”
“تهوني طبعاً…..”نظر لعيناها الجميلة ووجهها الفاتن وسافرة عيناه على شعرها المموج الأسود الناعم
ليقول من بين اسنانه بغيظ….
“تهوني إزاي………..متهونيش طبعاً……تعالي في حضني هقولك حاحة مهمة……. ”
كانت ستعود لاحضانه بنعومة ولكنها توقفت عن الحركة وهي تتحول بطريقة مخيفة لتزمجر
فيه بحدة مصطنعة….
“حضنك اي يابراهيم…… خلاص كانت لحظة رومانسية وراحت لحالها….. لم نتجوز بقه….. ”
فغر إبراهيم شفتيه وهو يسالها ذاهلاً….
“انتي بتتحولي عليا ياسمر….”
“آآه……. لا….. بس…. بقولك إيه انا ماشية…..” نهضت من مكانها وهي ترحل من امامه بقوة…..عصف من خلفها بحنق….
“قسما بالله مجنونه…..”
استدرت اليه وهي تقول بجدية مع بسمة
تشفي إليه…
“لم تصحى ابقى رن عليا…….سلام… ”
هز راسه بأستياء وهو يرد سلامها
برغم الحنق من بعدها……
“سلام ياشبح….”
تابع تباطؤ خطواتها الهادئة وهي تختفي عن عيناه
بتدريج….. همس بصوتٍ ينبض بالوعة الحب…..
“امتى تبقي حلالي ياسمر……”
………………………………………………………………
جلست على الاريكة مشعثت الشعر ترتدي
قميص حريري قصير….تمددت على الاريكة بسأم
وهي تمسك قنينة الكحول وترتشف منها ببطء
وتلذذ لتدندن بانسجام وهي تاخذ رشفة أخرى
منها……
خرج ماهر من غرفة النوم متأنق كالعادة كل
مساء…..
التوت شفتيها في إبتسامة باردة وهي

 

 

 

 

تسأله بحنق….
“على فين يا……..ماهر…”
زفر باقتضاب وهو يرمق جلستها المغرية بتقزز….
“عندي اجتماع برا……شغل يارزان…….”
ارتشفت من القنينة وهي تتمتم ببرود…
“شغل……. في فندق ****… ”
رفع حاجبه وهو يسألها ببرود…
“انتي بترقبيني ولا إيه….”
“لا ابدا……بس تقدر تقول ولاد الحلال كتير….مين
بقه اللي بتروح تقابلها في الفندق كل يوم… ”
قيمها بنظراته بطريقة مهينة….
“انتي بتستجوبيني ولا إيه….انتي نسيتي نفسك”
صرخت رزان وهي تنهض من مكانها بتشنج…
“لا منستش نفسي…بس انت ناسي اني مراتك ولي بتعمله فيا ده ميرضيش ربنا….”
“ميرضيش ربنا……”ضحك بسخرية قوية وهو يتابع…
“وللي انتي بتشربيه ده يرضي ربنا…..والله انتي
نكته…..كملي شرب على ما رجعلك تكوني نمتي..
زي كل يوم…..سلام يا رزان….”مالى عليها وقبلها من جبهتها بقوة المتها وهو يبتعد ليرعبها بتلك النظرة
البغيضة قبل ان يرحل…..
سمعت الباب يغلق خلفه بقوة امام عيناها المشتعلة بغضب…….صرخت بجنون وهي تلقي القنينة على الباب بقوة شاتمة اياه باقذع الكلمات…..
اخرجت كل غضبها في الصراخ المجنون
والسب عليه…..
بعثرت بيدها شعرها الاشقر بعصبية وهي تتجه للغرفة للبحث عن قنينة آخرى غير التي تحطمت لاشلاء…
بحثت في الإدراج بتشتت وعصبية واثناء البحث انتبهت لحافظة نقود ماهر توضع على سطح الطاولة وبجوارها مفاتيح سيارته….
لا تدري مالذي جعلها تأخذها بين يداها وتفتش بداخلها…..
اخرجت بطاقة الإئتمان الخاصه به وبعض الكروت
الشخصية لأحد رجال الاعمال المعروفين….
زفرت بحنق وهي تبحث في السحابة الصغيرة…
انها لا تعرف ماذا تفعل والماذا تفتش في تلك المحفظة تحديداً…..وعن ماذا تبحث انه تعلم
جيداً انه يخونها كل يوم مع امرأه…..لكن
من تلك المرأة تريد ان تعرف من تكون…
انه يحب……. من تخدع ماهر مغروم بغيرها….
وجدت صورة في تلك السحابة الصغيرة
وقع قلبها وهي تبصر الصورة….
توسعت عينيها وشعرت بشلل لفترة وهي تتأمل
تلك الصورة مليا….لتهتف بصوتٍ غير مستوعب…
“سمر…………سمر…….”
رفعت عيناها على الباب لتجده يقف امامها
ويبدو انه عاد لياخذ اشيائه……
نهضت من مكانها ورفعت الصورة امام وجهه وهي تسأله بنبرة متخاذلة منه وممن رأت نفسها بها
يوماً….
“صورة سمر بتعمل اي في محفظتك ياماهر….رد
عليا هي دي اللي بتروح تقابلها كل يوم…..هي
دي……..عشان كده سابت الشغل عندي….بتسغفلوني
كلكم بتستغفلوني……”
سحب منها المحفظة ببرود وصورة سمر كذلك
ووضعهم بجيبه وهو يستعيد مفاتيحه من على الطاولة…..
انهُ تعامل من صدمتها بمنتهى المهانة انه صفعها
بدون ان يلمسها بعد ردة فعله الباردة تلك
المتها الصفعة ربما اكثر من الام خيانته لها…….
صرخت بقوة وهي توقفه قبل ان يرحل…..
“رد عليا صورتها بتعمل اي عندك….اي اللي بينكم…”
رد ببرود احرقها وهو يبعد يدها عنها بقوة….
“بحبها…….وهتجوزها……دا كل اللي بينا….”
جحظت رزان عيناها ونزلت دموعها اكثر وهي
تترجع للخلف بصدمة وكانها تلقت اشد الصفعات بحياتها…. فقالت بعد برهة بنبرة عاجزة….
“يااااه……للدرجادي انا كُنت مغفله اوي كده…. كلكم كنتم بتلعبه بيا………..انت وهي….”
رد ماهر باقتضاب امام عيناها الذاهلة المليئة
بدموع الحارقة…..
“حاجة زي كده…..قدامك حلين…..ياتفضلي معايا وتجوزها عليكي…… ياطلقك وهتجوزها برضو….”
لم تشعر بنفسها إلا وهي تنقض عليه كالمجنونة محاولة الشد على حلقه بيداها وهي تصيح
بجنون شيطاني……
“انت بتقول إيه…….انا يتعمل فيا كده…..دا انا اقتلك……….اقتلك ماهر…. هقتلك…… هقتلك
يابن الـ*****”
صفعها ماهر عدت مرات وهو يحاول تخليص

 

 

 

 

عنقه من بين يداها المتشبثه به بقوة…..نجح
أخيراً في التخلص من يداها ليدفعها بعدها
بقوة على الفراش صارخاً باشمئزاز وتقزز……
“تقتلي مين يابنت الـ****انا غلطان اني باقي على واحده وسخة زيك………ورقة طلاقك هتوصلك
بكرة وحقوقك هتاخديها على الجزمه
القديمة…….”
ادركت رزان النهاية متأخرة وهي تصرخ
بتوسل إليه وانفها ينزف الدماء بكثرة…..
“لا ياماهر…… لا مطلقنيش انا مقدرش اعيش من غيرك……”مسكت قدمه في جلستها وهي تمنعه
عن الرحيل بتذلل….
“انا مكنتش وعيه للي بعمله……انا مقدرش أأذيك
ياماهر……انا…. انا بحبك…..خلاص اتجوزها بس متسبنيش……..ماهر…….. ماهر رد عليا….. ”
نظر للاسفل نحوها ببغض وهو يهتف باحتقار….
“انا فعلاً هتجوزها….بس بعد ما طلقك….انا قرفت منك ومن طمعك وشرك…. ومن القرف اللي مبينزلش من على بوقك ليل ونهار……….كفايه كده الطلاق احسلنا…..انتي طالق يارزان…….طالق بتلاته……
وورقة طلاقك هتوصلك رسمي ومعاها حقوقك كلها……ومبروك عليكي الشقة والبيوتي سنتر……. ”
لم تحمل لنفسها اي ذرة إحترام وهي تترجاه بهيسترية…..
“ماهر……ماهر متسبنيش….سمر عمرها ما حبتك…دي عايزه فلوسك دي طمعانه فيك…..”
صرخ بقوة امام عيناها المذعورة من سرعة
انفصالهما…..
“وانتي مكنتيش طمعانه فيا زمان…ودلوقتي مش عايزه تورثيني…..”
ترجت إياه بنفس الهستيرية…
“مااااهر…..ماهر انا بحبك…… مفيش حد هيحبك ادي….”
ابعدها عنه بكرهٍ وهو يقول بملل منها ومن
حديثها الواهي…..
“انتي عمرك ما حبتيني…. زي مانا عمري ما حبيتك…..وفري على نفسك الكلام يارزان….. انا
زهقت منك………. والطلاق بينا كان جاي جاي… ”
استدار مبتعد عنها خارج الغرفة صرخت رزان
بتوعد وهي تلحق به…..
“لو خرجت من هنا هتندم….وهتدفع تمن اللي عملته فيا غالي……”
لم يرد عليها بل اغلق الباب خلفه بقوة….صرخت
رزان بقهر وهي تترك جسدها يقع على الارض بقوة…..
لتنهمر الدموع على وجنتيها وتزيد شراسة عينيها
غل وحقد نحو من دمرت حياتها وانهت زيجتها
الغالية صرخت رزان باسمها بتوعد أسود…..
“ســـــمـــــر……..”خلف هذا النداء انتقام
سيأكل الأخضر واليابس في حياة أحدهم…

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غمرة عشقك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى