روايات

رواية غفران العاصي الفصل الثامن عشر 18 بقلم لولا

رواية غفران العاصي الفصل الثامن عشر 18 بقلم لولا

رواية غفران العاصي الجزء الثامن عشر

رواية غفران العاصي البارت الثامن عشر

غفران العاصي
غفران العاصي

رواية غفران العاصي الحلقة الثامنة عشر

الفصل الثامن عشر
……………………………………….
بخطي ثقيله محمله بالألم والهموم ، دلفت الي جناحهم تجر قدميها جراً …..
روحها متعبه، قلبها جريح ، كرامتها مهدوره، جسدها منهك….
وقفت علي باب الجناح تجوبه بنظراتها تتطلع الي كل ركن فيه بحزن وحسره….
قبل عده ساعات كانت تعيش بين جنابات هذا الجناح اسعد لحظات حياتها … هنا غازلها .. وهنا داعبها ..
وهناك اغرقها داخل احضانه في بحر عشقه الجارف…
نزلت دموعها تجري علي وجنتيها وهي تتذكر كل لحظه مرت عليها معه…
وضعت يدها تمسد بها علي رحمها وهي تتخيل رده فعله التي رسمتها في مخيلتها عندما يعلم بحملها…
اجهشت بالبكاء بعدما تحطمت امنياتها علي صخره الواقع الكاذب التي تعيشه ، فهي وقعت في فخ نصب لهم باحكام ولا تعرف طريق للخروج منه..::
بعدما ظنت ان الدنيا ابتسمت لها واعطتها ما ارادت وحققت لها حلمها المستحيل ، فلم يكن هذا الا حلم جميل واستيقظت منه علي واقع مرير لا خلاص منه…
مسحت دموعها بانامل مرتجفه وهي تتحرك بخطوات أليه تلملم بعضاً من اشياؤها واوراقها الخاصه وتنفذ ما آمرها به جدها ….
جمعت كل ما تحتاج اليه في حقيبه صغيره وقبل ان تغلقها ، لفت نظرها قميصه الذي كان يرتديه بالامس ملقي باهمال علي طرف الفراش …
مدت يدها اخذته وضمته داخل صدرها وغمرت وجهها فيه تستنشق رائحته العالقه فيه المختلطه برائحه جسده…
سحبت اكبر قدر من رائحته داخل صدرها حتي تحتفظ بها داخل رئتيها ….
بعد لحظات من التفكير حسمت آمرها وقامت بوضعه معها في حقيبتها هو وزجاجه العطر الخاص به التي تعشق رائحتها حتي يكونوا رفقاءها في لياليها الطويله القادمه من دونه ،…
انتهت من اعداد حقيبتها وتاكدت من اغلاقها جيداً ، ثم جلست علي طرف الفراش وتناولت هاتفها المحمول وقامت بالاتصال بالشخص الذي سوف يساعدها كما قال لها جدها…
وضعت الهاتف علي اذنها في انتظار رده، حتي جاءها صوته الخشن ذو البحه الرجوليه المميزه : آلو ….
حمحمت غفران بارتباك وهتفت بنبره متوتره: آلو .. ثم صمتت ثواني وهتفت بعدها : انا غفران الجارحي…
اجابها الطرف الاخر باندهاش: غفران الجارحي ، حرم عاصي الجارحي ؟؟؟
ابتلعت غصه مؤلمه تسد حلقها واجابته بجمود: لا !!
غفران الجارحي حفيده منصور الجارحي …
ثم اضافت بنبره قويه: منصور الجارحي بيبلغك انه آن الاوان علشان ترد له الدين اللي في رقبتك ….!!
………………………..
اما عاصي فقد اصابه الذهول وعدم الاستيعاب ، رمش بعينه بعدم فهم فاخذ يسالها مره اخري: معلش بس ثانيه واحده، حضرتك قلتي ايه… حمل ايه ومين دي اللي حامل…!!!
اجابته سوار بتاكيد: غفران .. غفران مراتك حامل يا عاصي بيه ،..
الصدمه والذهول كانت مرتسمه علي اوجه الجميع ،
اعتدل عاصي في جلسته وتحدث موجهاً حديثه لسوار وجسده ينتفض من شده الانفعال : حضرتك متاكده من اللي بتقوليه .. قصدي يعني عرفتي منين الكلام ده…
اجابته سوار بتاكيد: ايوه طبعاً متاكده ، وغفران هي اللي قايلالي بعد لما نزلت من عند الدكتوره واكدت لها انها حامل ، حتي كانت مبسوطه اوي لما عرفت انها حامل وقالت لي انها هتعملها لك مفاجاة وتقولك …
صمتت قليلاً واضافت بخجل واحراج : بس اظاهر كده ان انا عكيت الدنيا وحرقت المفاجاه ….
كان يستمع اليها وكل خليه من جسده تنتفض من شده الغضب ، وعقله يكاد يجن مما يسمعه!!!
هل غفران حامل ؟؟ هل كانت تذهب الي الطبيب وهو لا يعلم ؟؟ منذ متي وهي تذهب ؟؟ وهو اين كان وقتها؟؟
عشرات من الاسئله تدور داخل رأسه وهو يكاد يصاب يالجنون فهو لا يعلم اين الحقيقه وسط كل ما يسمعه ؟؟
مسح وجهه بكف يده بعنف ، ثم نظر الي سوار هاتفاً بنبره خطره: مدام سوار من فضلك انا عاوز حضرتك تحكي لي كل حاجه تعرفيها عن موضوع حمل غفران ده بالتفصيل….
نظرت سوار الي زوجها تطلب منه العون ، فنظر لها نظره بمعني لا بأس تحدثي بصراحه فهو يعلم من زوجته ان غفران كانت تذهب الي الطبيبه من دون علم زوجها والذي من الواضح انه لت يعلم شيء عن ما يدور حوله!!!!!
نظرت له سوار وهتفت تجيبه: الموضوع كله بدأ بعد عيد ميلاد ولادي اللي حضرتوه.، بعدها لقيت غفران بتتصل بيا وبتسالني اذا كنت اعرف دكتوره نساء وتوليد كويسه علشان عاوزه تروح تكشف عندها علشان تطمن اذا كانت بتخلف ولا لاء لانها بنفسها تخلف منك وخايفه يكون عندها مانع للخلفه …
ولما عرفت منها انها مش عاوزه تقولك علشان مش عاوزه تعشمك بحاجه لحد ما تتطمن علي نفسها وبعد كده هتقولك علي كل حاجه ../
وبعد كده جبت لها اسم دكتوره مشهوره عندكم هنا في اسكندريه وتابعت معاها بقالها حوالي شهرين والحمد الله طلعت كويسه وحصل حمل …
ولقيتها بتتصل بيا امبارح بتقولي انها حامل وهي كانت لسه خارجه من عند الدكتوره وقفلت معايا علشان تلحق تروح وتعمل لها لك مفاجاة وتقولك ..
هو ده كل اللي اعرفهً،،،،!!!
صدح صوت ادم من خلفهم مؤكداً علي حديثها قائلاً: ايوه وانا اللي وصلتها عند الدكتوره اليوم ده !!!
ادار عاصي راسه اليه يطالعه بنظراته الشرسه هادراً فيه بغضب وهو يقف امامه: وانت كمان كنت عارف وانا اخر من يعلم ؟؟
فهم آدم عليه فهو آدري الناس بجنونه وغيرته عليها
فهتف مضيفاً بتوضيح: مش زي ما انت فاهم ، كل الحكايه اني كنت راجع المجموعه لقيته واقفه مستنيه أوبر علشان يوصلها، فانا صممت اني اوصلها وساعتها هي حكت لي واحنا في الطريق وانا لومتها انها مخبيه عليك وقلت لها انك هتزعل منها لو عرفت امها خبت عليك ، بس ساعتها غالباً ماكانتش تعرف انها حامل …..!!!
كان عاصي يستمع اليهم وهو يكاد يخرج نيران من اذنيه وفتحه انفه من شده الغضب والغيظ منها ، فالكل يعلم بحملها وهو اخر من يعلم …
ولكنه لن يمررها لها ابداً ، سيعاقبها اشد العقاب علي كل ما فعلته ولكن الاهم هو ان يلحق بها قبل ان ترحل وتاخد ابنه معها ….
تحدث عاصي بغضب مكبوت موجهاً حديثه لعاصم صديقه: عاصم انت مش غريب ، انا بعتذر منك مش هقدر اقعد معاك اكتر من كده ، انا لازم انزل الحق غفران بسرعه….
اجابه عاصم بتفهم وهو ينهض واقفاً جاذباً يد زوجته استعداداً للمغادره: ولا يهمك يا عاصي ، انا كدهً كده كنت قايم وان شاء الله هبقي اكلمك علشان اطمن علي صحه الحج …سلاموا عليكم …
تحرك عاصم وسوار ومن خلفهم عاصي ولكن صوت دريه الغاضب المحتقن بالغيظ جعلهم يقفون يطالعونها باستنكار شديد: انت نازل رايح فين ، وغفران ايه اللي رايح تدور عليها دي …
الموضوع خلاص انتهي انت طلقتها وسواء طلعت حامل ولا لاء ده مش هيغير حاجه في الموضوع….
شهقت سوار بصوت مسموع استنكاراً لما سمعته من فم هذه السيده ونظرت الي زوجها الذي بادلها النظر بعدم فهم !!!!
بينما ادم هتف بنبره عصبيه موجهاً حديثه لعاصي : انت طلقت غفران ؟؟؟ ليه ؟؟ وازاي تعمل كده؟؟
اجابته دريه بتشفي وهي تعقد يديها حول صدرها: ايوه طلقها بنت خالتك خلاص ما تلزمناش بعد اللي عملته ووسخت اسمه واسم عيلتها في الوحل وحطت راسنا في الطين….
درررررريه!!!!!! …….. أمممممممييييي!!!!!
صدح صوت الجد منصور وعاصي معاً في نفس الوقت بغضب ناطقين باسمها بنبره غاضبه استنكاراً لما تتفوه به من اسرار خطيره لا يجب التحدث فيها امام احد….
انكمشت دريه علي نفسها وابتلعت لعابها خوفاً من بطش ابنها وجده ، وعادت تجلس مكانها كما كانت كانها لم تفعل شيئاً….
نقل ادم نظراته بين دريه وعاصي ناطقاً بغضب وهو يتقدم بخطواته من عاصي ….
صاح هادراً بغضب وهو يشير بيده نحو دريه : معناه ايه الكلام اللي قالته ده !!!!
صمت خيم علي الجميع ولم يتفوه اي منهم بشيء ، مما جعل آدم يكرر كلماته مره اخري بصوت اعلي وهو يمسك عاصي من تلابيبه صائحاً بغضب : معناه ايه الكلام ده ، انطق قولي عملت ايه في اختي ، عملت فيها ايه وديتها فين…!!!
نظر له عاصي بضياع ممزوج بالغضب ولم يقدر علي التفوه بحرفاً واحداً ،فهو يشعر ان عقله قد توقف عن العمل …
كلمه واحده هي كل ما استطاع التفوه به قالها بصعوبه واحساسه بمرارتها تحرق قلبه: مشيت !!!
وكأن هذه الكلمه كانت بمثيل انتزاع فتيل القنبله الموقوته المتمثله في آدم ، فقد انفجر فيه صارخاً يسبه بابشع الالفاظ مسدداً له اللكمات غير عابئاً بالموجودين حولهم ولا كونهم في مشفي او في غرفه مريض …!!
بادله عاصي اللكمات والسباب مخرجاً كل غضبه وعصبيته فيه ….
تدخل عاصم سريعاً للفصل بينهم بعدما تأزم الموقف بينهم ووقف في المنتصف مكبلاً آدم من خصره بعدما ابعده عن عاصي الذي كان ينتفض من شده الغضب …
هدر عاصم فيهم بغضب : انتوا اتجننتوا هتتخانقوا مع بعض ، وفين في المستشفي والحج راقد تعبان !!
مسح عاصي الدماء من علي طرف شفتيه هادراً بتوعد لآدم : ورحمه ابويا ما هسيبك وهدفعك تمن اللي عملته ده غالي اوي….
تحدثت آدم لاهثاً بغضب : وانا ورحمه ابويا لهخليك تسف التراب علي اللي عملته فيها ، علي قد حبها ليك علي قد ما هوريك الويل يا عاصي وابقي وريني هتعمل ايه …..
كانت دريه ونسرين منكمشين علي نفسهم في طرف الغرفه يتابعون ما يحدث ،اما سوار فقد كانت تقف بجانب الجد تحاول مساعدته واستدعاء الممرضه بعدما لاحظت شحوب وجهه وعدم قدرته علي التقاط انفاسه…
تعالي صوتها تنادي زوجها بجزع: عاصم الحقني…
التفت لها عاصم علي الفور ناظراً اليها بجزع هاتفاً بقلق وهو يتقدم منها بخطوات متلهفه ظناً منه ان بها شيئاً ما: مالك يا حبيبتي فيكي ايه ، حاسه بحاجه؟؟
نفت سوار براسها وهي تجيبه: لا بس الحج منصور تعبان ومش قادر يا خد نفسه!!!
التفت اليه عاصم علي الفور فوجده يحاول ان يلتقط انفاسه بصعوبه ، تحرك صوب الباب مسرعاً حتي يستدعي الطبيب والتمريض لانقاذه..!!
اقترب كلاً من عاصي وآدم علي الفور من جدهم وعلامات القلق والخوف مرتسمه فوق وجوههم …
حضر الطبيب مسرعاً بعدما استدعاه عاصم وصاح فيهم بلهجه حازمه: من فضلكم يا جماعه اتفضلوا باره ، دي مش اوضه مريض ابداً ، بعد اذنكم عاوز اشوف شغلي،،…
امام غرفه الجد ، جذب عاصم صديقه من ذراعه وقف في احد الاركان متحدثاً بنبره جاده: انا عاوز اعرف ايه اللي حصل بالظبط وخلاك تطلق مراتك ..
تهرب عاصي بنظراته منه واجابه باقتضاب : مفيش حاجع حصلت كل شيء قسمه ونصيب …
نظر له عاصم بقوه محاولاً سبر اغواره وهتف متحدثاً بعدم اقتناع: براحتك مش هضغط عليك وهعتبر نفسي مصدقك.
بس لوحبيت تتكلم انا موجود … وخالي بالك ان مدام غفران كانت قريبه من سوار الفتره اللي فاتت دي ،يعني لو حبييت تسألها علي اي حاجه في اي وقت ، احنا تحت امرك …
نظر في ساعه معصمه ثم هتف بعدها: انا همشي دلوقتي علشان لازم ارجع القاهره انهارده ، وزي ما قلت لك لو احتاجتني في اي وقت انا موجود.. سلام.
تحرك عاصي مسرعاً بعد رحيل عاصم عندما لمح خروج الطبيب من غرفه جده ، ساله بنبره قلقه: طمني يا دكتور جدي عامل ايه.؟؟؟
اجابه الطبيب بهدوء: الحمد الله هو بقي احسن ، بس الانفعال خطر عليه من فضلكم مش لازم يتعرض لاي انفعال او عصبيه كده خطر عليه وعلي قلبه…
ساله ادم برجاء: طب ممكن ندخل نطمن عليه؟؟
اجابه الطبيب بعمليه : دقيقه مش اكتر …
هتف آدم بلهفه: هي نص دقيقه نطمن عليه ونخرج .. متشكر يا دكتور…
اجابه الطبيب معلقاً: لا شكر علي واجب .. حمد الله علي سلامه الحجً.. عن اذنكم عندي مرور علي المرضي…..
دلفوا جميعاً الي داخل الغرفه والتفوا حول فراشه ، تحدث عاصي بنبره قلقه وهو يربط علي كف يده: عامل ايه دلوقتي يا جدي…
سحب الجد يده من تحت يد عاصي ببعض القوه، وبيده الاخري نزع ماسك الاكسجين من علي انفه ، هاتفاً فيه بغضب بالرغم من ضعف نبرته بسبب مرضه: امشي … امشي مش عاوز اشوفك غير لما ترجع لي حفيدتي …
مش .. مش عاوز اشوف حد منكم هنا .. امشوا ..
هتف عاصي يترجاه بلطف: اهدي يا جدي علشان خاطري الانفعال غلط عليك ..
تحدث الجد باصرار: قلت لك امشي .. مش عاوز اشوف وشك غير وغفران معاك .//
وخد امك وبنت اختها مشيهم من هنا مش عاوز اشوفهم …
نظرت نسرين ودريه الي بعضهم بغيظ من ذلك العجوز الذي بالرغم من مرضه الا انه لا يمنعه من ان يسمعهم ما لا يرضيهم !!!
اجابه عاصي مهانداً: حاضر يا جدي اللي تأمر بيه..
نظر الجد الي آدم متحدثاً بوهن: خاليك معايا انت يا ادم …
اشتاطت نظرات عاصي وهو يرمق ادم بنظرات حارقه بادله اياها ادم بشماته وانتصار ….
هب عاصي ناهضاً وهتف يأمر والدته وابنه خالته بالرحيل: اجهزوا علشان نمشي .،
ونظر الي جده هاتفاً بتصميم: هرجعلك يا جدي وغفران معايا .. اطمن !!
قالها وغادر ومن خلفه والدته ونسرين التي تكاد تجن مما بحدث وهي تفكر في طريقه تخلصهم من الورطه التي اوقعهم القدر فيها…..
بعد انصرافهم ، تحدث الجد الي آدم بهدوء: انا عاوزك تفتح لي مخك وتسمعني كويس وتنفذ اللي هقولك عليه علشان نجيب حق غفران وعاصي !!!
اجابه ادم باهتمام : وانا تحت امرك يا جدي….
………………………….
دلفت نسرين الي حجرتها في القصر بعدما اوصلهم عاصي وغادر مسرعاً كالاعصار يبحث عن غفران عندما لم يجدها في القصر وتاكد من رحيلها خاصه عندما لم يجد اوراقها الخاصه وبعضاً من ملابسها ..
اخرجت هاتفها واتصلت بمازن تبلغه باخر التطورات،
اجابها مازن بلهفه: ها ايه الاخبار طمنيني!
هتفت نسرين بغل وهي تدور حول نفسها بجنون: مصيبه .. مصييبه وحطت علي دماغنا يا مازن..
تحدث مازن برعب : ايه اللي حصل … اتكشفنا.. عاصي عرف حاجه..؟؟
اجابته نافيه بغيظ: اطمن معرفش حاجه…
تنهد مازن بارتياح بعدما تاكد من عدم انكشاف خطتهم ، وسالها مجدداً باهتمام : اومال ايه اللي حصل ومصيبه ايه اللي وقعت علي دماغنا دي..
تحدثت نسرين بقهر وغل: غفران حامل !!!
هدر مازن بغضب : نعم يا اختيييي !!! مين دي اللي حامل ان شاء الله ، انتي هتستعبطي عليا يا نسرين ..
لا اقعدي عوج واتكلمي عدل ، مازن الدالي مش بيحب الهزار السخيف ده…
استشاطت نسرين غيظاً منه ومن غباؤه وتحدثت بغل: وانا ههزر في حاجه زي دي ليه يا بني ادم انت ، بقولك دي مصيبه وحلت علينا وانت تقولي بهزر،،..
وبعدين انا ايه مصلحتي انها تطلع حامل علشان تبوظ لي كل اللي عملته ….
تحدث مازن بهدوء محاولاً التركيز بعدما تجرع كأس المشروب الذي بيده دفعه واحده : بالراحه كده وقولي لي كل حاجه بالتفصيل…
بدأت نسرين تقص عليه ما حدث وهو يستمع اليها بتركيز شديد …
هتف يسألها باستفهام : طب تفتكري عاصي صدق .//
اجابته نسرين بحيره: مش عارفه .. مش باين عليه حاجه .. هو اتجنن لما ملقهاش في القصر لما رجعنا وخرج بعدها زي المجنون مش عارفه راح علي فين…
صمت مازن فليلاً يقلب الكلام داخل راسه ثم هتف : احنا دلوقتي مفيش قدامنا الا حاجه واحده بس لو اتنفذت صح هتضمن لنا نجاح خطتنا .
سالته نسرين بلهفه وقد عاد اليها الامل من جديد: ايه هي الحاجه دي؟؟
اجابها مازن بشيطنه: لازم عاصي يقتنع ان الحمل ده مش منه !!
نسرين وقد لمعت عيينها بخبث: تقصد ….
قاطعها مازن مؤكداً: ايوه اللي فهمتيه ده، عاصي دلوقتي عامل زي اللي مضروب علي دماغه ومش عارف يفكر ، هو طلقها وسابها تمشي ، لكن فكره حملها بابنه لغبطت له حسباته وخاليته ينسي انها خاينه…
فاحنا بقي دورنا اننا ناكد له انها ست خاينه وان في احتمال كبير ان اللي في بطنها يكون مش منه وان هي عاوزه تلزقه ليه…
صمتت نسرين تفكر في حديثه ،ثم سالته بقلق: طب افرض هو لقاها واخدها للدكتوره بتاعتها وعملوا تحاليل واتاكد ان البيبي منه ، هنتصرف ازاي احنا بقي ؟؟؟
اجابها مازن بتاكيد: مش هيلاقيها ، غفران مشيت علشان هو مصدقهاش ، تفتكري هيلاقيها كده بسهوله ، وبعدين انا هقلب اسكندريه ومصر كلها عليها علشان اوصل لها قبله وان شاء الله اوصل لها قبله واخدها ونسافر من هنا ….
بس المهم دلوقتي انك تنفذي اللي انا قلت لك عليه علشان نلحق الموضوع قبل ما يوصلها ويتاكد، لان ده لو حصل هيكون فيه نهايتنا كلنا ، انا عارف عاصي لو جاب ارار الموضوع هينسفنا…..
………………………….
دلفت نسرين الي غرفه خالتها كالاعصار مما جعل دريه تجفل بشده بعدما كانت تستعد للخلود الي النوم …
هتفت دريه مجفله: في ايه يا ينتي ، حد يدخل علي حد كده خضتني…
قالت نسرين وهي تقترب منها وتجذبها من يدها الي اخر الجناح متحدثه بصوت منخفض حتي لا يسمعها احد : مش وقت خضه دلوقتي ، اسمعيني كويس ، انتي لازم تساعديني علشان نبعد غفران عن عاصي والا كل اللي خطط له هيروح علي الفاضي …
نظرت لها دريه هاتفه بسخط: خطه ايه اللي هتروح علي الفاضي ، ما خلاص عاصي طلقها وخلصنا….
ثم استدارت لها تنظر اليها بدهشه بعدما فهمت مغزي كلامها: انتي قصدك انك انتي اللي عملتي كل ده…
يعني غفران مظلومه وماخانتش عاصي..!!!!
هتفت نسرين موبخه اياها: هشششش … وطي صوتك هتفضحينا….
ثم تابعت تضيف بغرور وزهو: طبعاً انا اللي عملت كل ده ومستعده اعمل قده مليون مره بس عاصي يكون ليا في الاخر ../
ولا انتي فاكره ان الست غفران ممكن تعمل حاجه زي دي ، دي ما بتعملش حاجه في حياتها غير انها تسبل لعاصي وبس ، يبقي هتخونه ازاي !!!!
هتفت دريه مقره بحقيقه ابنه اختها : انتي شيطانه…
ثم سالتها مستفهمه: انتي عملتي كده ازاي ومين اللي ساعدك في الموضوع ده وواثقه فيه ولا هيكشفك …
اجابتها نسرين بسخريه: طلعالك يا انطي ….
هبقي احكي لك كل حاجه بالتفصيل بعدين ….
المهم دلوقتي ، لازم تقنعي عاصي ان اللي في بطن غفران ده مش ابنه ،واكيد ده حصل بسبب خيانتها ليه …
هتفت دريه بجزع وقد شعرت بوخزه ضمير نادراً ما تشعر بها: بس .. بس ازاي ده ابن عاصي ، وحفيدي.
نسرين بغل: وده وقت حفيدك دلوقتي ،وبعدين ما تنسيش انه ابن غفران بنت جميله …
ثم تابعت تضيف بعد تبدل ملامح وجه دريه الي الكره بسبب سيره غريمتها جميله: ولو علي الحفيد يا ستي ان شاء الله لما اتجوز انا وعاصي هبقي اخلف لك دسته عيال مش عيل واحد ……..
…………………………………………….
بعد يومين …..
دلف عاصي الي القصر مساءاً بجسد منهك وعقل يكاد يصاب بالجنون ، فهو طوال اليومين المنصرمين لم يكف عن البحث عنها في كل شبر في اسكندريه وخارجها ولكن لا وجود لها وكانها تبخرت في الهواء…
القي عليهم التحيه وهو يجلس بانهاك علي احد المقاعد مرجعاً راسه الي الخلف..: مساء الخير..
ساله الجد بلهفه : ها يا ابني وصلت لحاجه ، عرفت هي فين…
اجابه عاصي متنهداً بتعب : مالهاش اي اثر ، كأن الارض انشقت وبلعتها …
مفيش مكان مسالتش فيه ، المطارات ، المواني ، محطات القطر ، المستشفيات والاقسام ، كله نفس الاجابه مفيش!!!!
حتي قرايب والدتها اللي لسه عايشين في البلد محدش يعرف عنها حاجه..
انا هتجنن مش عارف اختفت فين….
ثم نظر اليه هاتفاً بشك: انت يا جدي اخر واحد شوفتها لما دخلت لك الرعايه وبعدها خرجت من عندك واختفت ، ما قالتش لك علي اي حاجه ؟؟
اجابه الجد نافياً: مقالتش اي حاجه ، كل اللي قالته انها مظلومه وما عمالتش اي حاجه وطلبت مني اني اصدقها ، وانا قلت لها اني مصدقها وطلبت منها انها تقعد في القصر ما تتحركش منه لحد ما اخرج من المستشفي …
حتي مقالتليش انها حامل ،انا عرفت من مرات صاحبك في المستشفي…
هدر عاصي بجنون: اومال راحت فين بس ، انا هتجنن…
قصف صوت دريه تبخ سمها كالافعي في اذنيه: اهدي يا حبيبي صحتك ، انا مش عارف انت عامل في نفسك كده ليه ، واحده وانت طلقتها علشان طلعت خاينه ، مموت نفسك عليها كده ليه؟؟؟
اجابها عاصي مسرعاً دون تفكير : علشان مراتي وام ابني….
هتفت معارضه له بحقد وكره: اسمها طليقتك مش مراتك ، وبعدين تضمن منين ان الي في بطنها ده ابنك وانت بنفسك جايبها من سرير رجل غيرك!!!!
نظر لها عاصي بغضب ممزوج بالالم ولم يستطع النطق بشيء ….
وكانه قد محي مؤقتاً من ذاكرته صورتها وهي عاريه في فراش غير فراشه ، وكل ما يعمله ويسيطر علي فكره ، هو حملها لابنه في احشاؤها ، نبته عشقهم ، نطفه من روحه وروحها تنمو وتزدهر داخل رحمها…
صوت صفعه قويه تبعها تعالي صوت الشهقات العاليه غير مصدقين ما حدث امامهم للتو اخرجته من حاله التشتت التي يعيشها ….
وضعت دريه يدها علي وجنتها مكان الصفعه تناظر عمها بغل هاتفه بحقد: انت بتضربني يا عمي !!!!
هتف الجد بغضب : واقطع خبرك وادفنك مكانك طالما بتجيبي سيره حفيدتي بالباطل …
لاخر مره هقولها لك يا دريه ، مالكيش دعوه باحفادي وابعدي عنهم ، يا الا والله ليكون اخر يوم ليكي هنا في البيت ده ، والكلام ده للكل …
اي حد هيجيب سيره غفران بالباطل هيشوف مني اللي عمره ما شافه…!!!
صمتت دريه تبتلع اهانتها منه امام الجميع خاصه ادم الذي اخذ يطالعها بنظرات محتقره ، وهي تتوعد له هو وحفيدته كما انها لن تمرر لها فعلته هذه مهما حييت…
جلست نسرين بجانبها تربط علي كتفها تواسيها وهي ترتجف من الخوف من منظر الجد ، فهي لاول مره تراه غاضب هكذا او يقدم علي فعل مثل ذلك !!!!
فهو دائماً مثال للهدوء والصبر والحكمه ، نادر الانفعال ..
ولكن يبدو ان مقوله اتقي شر الحليم اذا غضب صحيحه !!!
هم عاصي للتحدث معاتباً جده : جدي !!!!
هدر الجد صائحاً بغضب : بلا جدك بلا زفت ، انا سايبك من ساعه اللي حصل وانت طايح ومحدش عارف يوقفك ، واقول معذور ، ده برضه رجل ودمه حامي ومش سهل علي الرجل انه يتحط في موقف زي ده ، لكن لحد هنا وكفايه مش هسمح لك…
نظر له عاصي قاطباً حاجبيه متحدثاً بعدم فهم: قصدك ايه يا جدي …
تحدث الجد مجيبه بثبات: اقصد ان انتي دلوقتي قدامك اختيارين مالهمش تالت ..//
:يا اما تروح تدور علي مراتك وترجعها وانت مقتنع انها مظلومه وبريئه وتحاول تصلح اللي انت عملته وتعرف انكم وقعتوا ضحيه ناس معدومه الضمير عاوزه تفرق بينكم وتدور عليهم علشان تاخد حقك منهم وساعتها هتكون ابن الجارحي علي حق …
يا اما لو انت عندك ذره شك واحده فيها ،وانها خانتك يبقي توفر تعبك وترتاح وتنسي غفران العمر كله ..
ومحدش يقدر يلومك ” لا يكلف الله نفساً الا وسعها”.
صمت قليلاً ينظر اليه يترصد رد فعله علي حديثه وتاثيره عليه ، ثم تابع يضيف بخبث وبمكر رجل عجوز اخذت منه الدنيا ما اخذت وبخبرته التي لا يستهان بها : انت طلقتها خلاص وهي بقت حره ، وان شاء الله لما ترجع وتولد بالسلامه ساعتها انا هجوزها للرجل اللي يستاهلها ويعرف قيمتها كويس …” قالها الجد وهو ينظر الي ادم بعينيه”
وفي جميع الحالات انتوا الاتنين احفادي وده مش هيغير من غلاوتكم عندي….!!
توحشت نظرات عاصي نحو ادم عندما فهم مغذي كلمات جده ، وهدر بغيره مجنونه: تجوز مين ، غفران مش هتتجوز حد غيري ، حتي لو ما رجعتهاش هتعيش تربي ابني وبس ….
ابتسم الجد بمكر وقد نجح في اثاره غيرته وجنون عشقه الذي يحاول دائماً ان يخفيه وهتف مستنكراً حديثه: ليه ان شاء الله هتعيش راهبه ولا ايه ، غفران صغيره وحلوه والف مين يتمناها ….
ثم هتف بنبره ذات مغذي: معني كلامك ده ، ان انت مصدق انها مظلومه ، مش كده ولا ايه؟؟؟
تعالي رنين هاتفه برقم جسار ، فاجابه مسرعاً متلهفاً لوصول اي خبر عنها : ايوه يا جسار في جديد؟؟
صمت يستمع الي ما يخبره به جسار ونظراته تزداد قتامه وشراسه ، حتي ان عروق غنقه كادت ان تنفجر من شده الغضب …
اغلق معه الهاتف بعدما املي عليه اوامره وهو ينظر الي جده الذي هتف يساله بقلق: خير يا عاصي جسار عرف مكانها…
اجابه عاصي بنبره خطره: لا معرفش ، بس قدر يوصل للكلاب اللي عملوا كده في غفران …
تأهبت حواس نسرين وازدرت ريقها بخوف وهي تستمع لما يقوله..؟؟
سال آدم والجد معاً: مين دول…
عاصي وهو يضم قبضه يده بغضب هاتفاً بشر من بين اسنانه المطبقه: جسار بعد ما فرغ كاميرات الشارع اللي فيه العماره اللي طلعتها غفران ،
الكاميرات سجلت لحظه دخولي العماره وبعدها بثواني خرجت منها بنت ومعاها رجل ماسكها من ذراعها وركبها عربيه سودا مشيت بيها ورجع هو العماره تاني …
وبعد حوالي نص ساعه نفس الرجل ده خرج مع واحد لابس بنطلون جينز وصدره عريان بس واضح عليه انه كان مضروب وركبوا في عربيه سودا ومشيوا…
ساله ادم محللاً حديثه: قصدك ان الاتنين دول مع بعض والرجل ده هو اللي مشغلهم…
طب الرجل ده مين وايه علاقته بيك انت وغفران؟؟
اجابه عاصي بتوضيح: الرجل ده واحد من رجاله مازن الدالي والعربيات كمان عربياته ، جسار اتاكد من ارقامهم !!!!
شحب وجه نسرين بقوه حتي بات يحاكي شحوب الاموات وقد تاكدت ان نهايتهم اصبحت وشيكه!!!
تحدث الجد متسائلا ً: مازن الدالي ده يقرب لمحمد الدالي بتاع العربيات؟؟
اومأ عاصي مؤكداً: ابنه!!!
سال الجد مستوضحاً: وانت في ايه بينك وبين ابن الدالي علشان يعمل حاجه زي كده؟؟
تحدث عاصي مجيبه بغضب : ده موضوع طويل هبقي احكيهولك بعدين ،بس المهم عندي دلوقتي اني اصفي حسابي مع الكلاب دول واجيب منهم حق مراتي وابني ..!!!!
قالها عاصي وهو يخرج من القصر بخطوات تنهب الارض من قوتها وشده غضبها متوعداً لهؤلاء الخونه بالجحيم …..
………………………………
اسرعت نسرين ترسل رساله الي مازن تحذره من عاصي والذي اكتشف حقيقه الامر…
” مازن عاصي عرف انك انتي اللي ورا اللي حصل لغفران جساو قدر يوصل لكاميرات المراقبه اللي كانت موجوده قدام العماره وشاف رجالتك وهما بيهربوا الولد والبنت واتاكد من ارقام العربيات انها بتاعتك…
الحق آمن نفسك وانفد بجلدك عاصي خرج وهو زي المجنون وزمانه جاي لك وكمان جسار عرف مكان البنت وزمانه وصل لها”….
انتفض مازن من جلسته بعدما قرأ رساله نسرين ، اخد يدور حول نفسه كالمجنون وهو يبحث عن جواز سفره الامريكي ، فهو يحمل الجنسيه الامريكيه ،
اخرج جواز سفره وبعض العملات الاجنبيه وسلاحه الخاص ، ثم اتصل باحدي شركات الطيران الخاصه لاستئجار طائرة خاصه تطير به خارج حدود البلاد…
دلف عليه نادر حاملاً كأس المشروب الذي اعده لمازن كما آمره هاتفاً باحترام : كاسك يا مازن بيه…
نظر له مازن مطولاً قبل ان يخرج سلاحه من خلف ظهره ويطلق النار عليه دون تردد يصيبه في جبهته في مقتل ، فيخر جسد نادر ارضاً مدرجاً في دماؤه مغدوراً بيد من فعل كل شيء من اجله ولكنه تخلص منه بسهوله دون تردد وهذا جزاء له علي ما فعله وانساق خلف شيطان مثل مازن مرتكباً جريمه ينهي عنها الولي عز وچل في كتابه الكريم وهي رمي المحصنات والتفريق بين المرء وزوجه…!!!
اتصل مازن بحسان ذراعه الايمن : حسان ، تعالي خد جثه مازن وادفنها في اي حته ونضف الشاليه كويس ، عاصي عرف الحقيقه علشان سعادتك مش مأمن نفسك كويس واتكشفنا …
انا حجزت طياره خاصه وهطلع علي امريكا ومش راجع دلوقتي ، خلص اللي طلبته منك وعاوزك تختفي انت والرجاله لحد ما ابعت لكم واقولكم تتصرفوا ازاي، انا هسيب لك فلوس هنا لما توصل خدها ليك….
اغلق الخط معه واتصل بنادين ، التي اجابته علي الفور : ايوه يا حبيبي انا خلاص علي الباب واوبر مستنيني تحت ، نص ساعه بالكتير وهكون عندك …
قاطعها مازن بنفاذ صبر : اسكتي واسمعيني كويس ،
انتي لازم تختفي اليومين دول ، ابن الجارحي كشف الحوار كله وزمانه هو ورجالته بيدوروا علينا ، انا مسافر دلوقتي باره مصر ، هسيب لك فلوس مع حسان هو هيبقي يتصل بيكي ويرتب معاكي هيقابلك ازاي ، اهم حاجه تختفي دلوقتي وبسرعه .. سلام.
شحب وجه نادين واخذت تنتفض برعب ، فحياتها اصبحت علي المحك ، فها هو مازن يتخلي عنها كعادته بالرغم من كل ما فعلته من اجله ، يرحل ويتركها تدفع ثمن اخطاؤه ….
تحركت بخطوات مسرعه تلملم كل ما تطاله يديها وتضعه في حقيبه سفر صغيره وترحل عن عنها قبل ان يصل اليها رجال عاصي ….
فتحت باب الشقه ولكنها شهقت بزعر وارتدت الي الخلف عندما وجدت باب اخر يقف في وجهها ، يهتف فيها بغلظه: تعالي معانا من غير شوشره احسن لك..
هتفت نسرين مدعيه الشجاعه: انت مين وعاوز مني ايه،.. ؟؟
بنفس النبره الخشنه اجابها: تعالي وانتي هتعرفي بنفسك…
قالها وهو يقبض علي ذراعها بغلظه يسحبها معه الي احد مخازن مجموعه الجارحي كما آمره جسار..
هتفت نادين بصراخ محاوله الهروب منهم : الحقوني …الح…
وقبل ان تكمل كلمتها كمم فمها بمنديل مخدر جعل جسدها يتراخي علي الفور ثم حملها ورحل في صمت كما جاء في صمت…!!!!
…………………………..
في نفس الوقت ،كان عاصي يقود سيارته بسرعه عاليه ينهب الطريق نهباً متجهاً نحو الفيلا الخاصه بمازن باحدي قري الساحل الشمالي والتي تبعد مسافه ساعه او اكثر عن الاسكندريه ومن خلفه جسار ومعه بعض رجالهم في سياره اخري ، رغم رفض عاصي لمرافقتهم له ، الا ان جسار رفض ان يتركه بمفرده في مواجهه ذلك الحقير ….
بعد ساعه من القياده المتهوره وصل عاصي اخيراً الي بيت مازن..،
اخرج سلاحه وشد اجزاؤه ثم ترجل بعدها من السياره متوجهاً لداخل الفيلا بخطوات عاضبه ونظرات تطلق لهيب حارق كفيل بحرق الدنيا وما عليها …..
هدر في جسار الذي آتي من خلفه يتبعه كظله :، مش عاوز حد معايا ، انا هصفي حسابي معاه لوحدي .
اعترض جسار عليه: بس يا باشا..
هدر عاصي : بحسم من غير بس ، انتهي…!!!
اخرج عاصي سلاحه وصوبه نحو قفل باب الفيلا ففتحه ودلف الي الداخل يبحث عنه في كل شبر فيها ، في الطابق الارضي والعلوي، في الحديقه الاماميه والخلفيه وحمام السباحه ولكن لا اثر له !!!!
زآر مزمجراً بغضب وهو يركل الارض بقدميه عندما تأكد من هروب ذلك الوغد من بين يديه،،
هتف بوحشيه وشراسه: ورحمه ابويا ما هرحمك يا مازن الكلب…
ثم غادر متوجهاً نحو جسار الذي كان ينتظره في الخارج…
هتف آمراً اياه بحسم: الوسخ ده هرب مش موجود جوه، عاوزك تقلب الدنيا عليه لحد ما تعرف هو واح فين وتجيبه انشالله يكون في جهنم …
اوماً جسار بطاعه: اوامرك يا باشا…
بس الرجاله كلموني دلوقتي وهما وصلوا للبنت اللي اسمها نادين وهي معاهم دلوقتي في المخزن زي سعادتك ما آمرت ….
تحدث عاصي وهو يتحرك نحو سيارته: تمام يالا علي المخزن …
ثم تحرك عائداً نحو مخزنه المحتجزه فيه نادين والتي تحمل في جعبتها اسرار ذلك اليوم المشؤم …..
في نفس الوقت كان مازن يجلس داخل الطائره الخاصه التي استاجرها يعد الثواني القليله المتبقيه علي اقلاعها …
وبعد عده دقائق كان مازن يبتلع رمقه بارتياح بعدما حلقت الطائره في سماء الاسكندريه مغادره نحو النصف الثاني من الكره الارضيه تاركاً جرائمه وأثامه خلفه …..
وفي نفس السماء كانت هناك طائره اخري محلقه تحمل علي متنها قلباً جريحاً رحل مجبراً تاركاً حياته وروحه وبرائته خلفه ، ولكنه يحمل بداخله نطفه صغيره يحميها ويفديها بروحه فهذه النطفه هي كل ما تبقي لديه في الحياه وسوف يعيش لها ومن اجلها فقط.، وسيعود مره اخري من اجلها ………
………………………………………
انتهي الفصل الثامن عشر …….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غفران العاصي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى