روايات

رواية غابت شمسها الفصل السادس 6 بقلم مايسة ريان

رواية غابت شمسها الفصل السادس 6 بقلم مايسة ريان

رواية غابت شمسها الجزء السادس

رواية غابت شمسها البارت السادس

غابت شمسها
غابت شمسها

رواية غابت شمسها الحلقة السادسة

– أريد الحديث معك قليلا .
وقفت مرام فى طريق والدها وكان خارجا من حجرة الجلوس وقد تفاجأ بها أمامه فرد بأقتضاب
– ماذا تريدين ؟
ردت ببرود وهى تنظر اليه بوقاحة
– أريد نقودا .. سأتزوج بعد أسبوعين كما تعلم وأحتاج الى شراء جهاز عرسي كما تفعل كل عروس
كان صالح متعجلا لأتمام الزفاف وأخبر مرام أنه لا يحبذ فكرة رجوعها الى الأسكندرية لتبقى وحدها في شقتها هناك وفى نفس الوقت لا يصح أن تبقى فى بيته وهما مخطوبين فقط ولم تكن مرام فى حاجة الى الأقناع كي تقبل فكل يوم يمر يزداد خوفها وقلقها حتى صديقتها ميمي أختفت وهاتفها خارج نطاق الخدمة باستمرار وهى فى حاجة لصالح ولديها ثقة غريبة فى أنه الوحيد القادر على حمايتها .
– لقد أعطيتك الكثير من المال أين هو ؟
– وضعته وديعة فى البنك كما أتفقنا ولا يجوز سحبه الا بعد مرور ستة أشهر .
كذبت .. فالحقيقة ستصعقة بالطبع
فرك يده بتوتر وقال
– لم يعد معي أى شئ .. فالمبلغ الذى كنت أدخره مع مبلغ أقترضته أعطيتك كله لك ولم أعد أملك سوى راتبي .
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت
– قل ذلك اذن لزوجتك وهى تخبر شقيقها .. فمادام هو من يملك كل شئ فعليه أن ينفق على جهازي .
قال بأنفعال
– ألا تستحي من ألقاء همك على ..
قاطعته بحقد
– لا .. اذا كنت أنت لم تستحي من ألقاء همي للغريب فلما أستحي أنا ؟
ثم استدارت بحده بعيدة عنه وتركته مسمرا فى مكانه شاحب الوجه
****
طرقت مرام باب حجرة نهال وانتظرت حتى أذنت لها بالدخول
حيتها المرأة الأكبر سنا ببشاشة قائلة
– مرام يا حبيبتى تعالى تفضلي .
تقدمت مرام من الفراش الذى تستلقى عليه زوجة أبيها وابتسمت لها بخجل مصطنع فى حين تابعت نهال
– لأول مرة تزوريننى فى حجرتى .. أجلسى .
وكان هذا صحيحا , جلست مرام على طرف الفراش عند نهايته وقالت
– أرجو ألا أكون قد أزعجتك وأقلقت راحتك ؟
– لا أبدا حبيبتي .. تعرفين أوامر الأطباء .. يجب أن أرتاح ولكن معظم الوقت لا أكون نائمة .
ظهر التردد على وجه مرام فحثتها نهال قائلة
– هل تريدين قول شئ .. لا تخجلى مني أنا فى مقام أمك الأن .
قالت مرام بعد لحظة تردد
– كنت أريد منك خدمة .. أريدك أن تقترحي على صالح أن يؤجل الزواج بضعة أشهر.
عبست نهال وسألتها
– ولماذا التأجيل بعد أن أتفقتما على كل شئ وبدأ صالح بالفعل فى التجهيزات .. حتى أن الجناح الغربي يتم تجهيزة والأثاث سيكون هنا بعد بضعة أيام .. هل أنت متردده بشأن الزواج .. تشعرين بأنك تسرعت فى الموافقة وتريدين وقتا ل..
أرادت مرام أن تزعق بها كي تتوقف ولكنها قاطعتها ضاحكه بتوتر
– لا أبدا .. ليس لأي سبب من هذا كله .. الموضوع فقط يخص جهازي أنا .
سألتها بدهشه
– وما الذى يمنعك من المباشرة فى شراء ما تحتاجين .. لقد تحدثت الى والدك وأخبرنى أنه أعطاكي كل ما يلزمك من أجل ذلك .
– بلى لقد فعل ولكن هذا قبل أن آتي الى هنا والملغ الذى أعطاني اياه وضعته وديعة فى البنك وأستطيع سحبه بعد ستة أشهر مر منهم شهر ونصف و ..
قاطعتها نهال بأرتياح ضاحكه
– هل هذا هو السبب فقط .. سامحه الله والدك مرة أخرى .. نفسه العزيزة تلك أحيانا تصيبني بالغيظ ..
ثم أبتسمت وقالت
– لا تحملي هما .. جهازك سيكون علي أنا .
حاولت مرام التظاهر بالأعتراض ولكن نهال أشارت لها تقاطعها
– أنت أبنة الغالي وستكونين زوجة أخي وأبني الأغلى عندي من الدنيا وما فيها ولن أتسبب فى حزنه اذا سمحت بتأجيل زواجه منك من أجل سبب تافه كهذا .. فأنا لم أراه سعيدا هكذا من قبل .
قالت مرام غير راغبة فى أن تظهر جشعة أمامها وأمام صالح
– أرجوك لا تحرجينني .. يجب أن تأخذي رأي أبي أولا .
ثم استئذنتها وخرجت وهذه المرة هى من تفاجأت بوجود والدها أمامها والذى سألها على الفور وهو يزم ما بين حاجبيه بعبوس
– ماذا كنت تفعلين بالداخل ؟
ردت ساخرة
– وما هو الغريب فى أن أزور زوجة أبى وشقيقة زوجي المستقبلية كي نتعرف على بعضنا البعض كما يجب
سألها بشك
– هل هذا هو السبب الوحيد فقط ؟
قالت ببراءة
– وماذا سيكون السبب فى رأيك ؟
ثم استدارت من حوله واتجهت الى غرفتها وهى تتمتم لنفسها
– عندما ستدخل ستعرف بنفسك .
أغلقت عليها باب غرفتها وجلست على الفراش تعبث بهاتفها دون هدف وبعد عدة دقائق ودون أن يطرق الباب أقتحم والدها عليها الغرفة وهو يقول بحنق
– ليتهم يرونك على حقيقتك .. كيف تتواقحين هاه .. كيف تجرؤين على طلب المال من اناس لا تربطك بهم أي ..
قفزت مرام عن الفراش وقالت صائحة بحدة تقاطعه
– مهلك قليلا .. أنا لم أطلب شيئا .. كل ما عرضته هو أن يتم تأجيل موعد الزفاف حتى أستطيع صرف الوديعة و ..
قاطعها وقد كان وجهه محتقنا بشدة
– تستطيعين كسرها فلا تتحججي بحجج فارغة .
وضعت يديها على خصرها وقالت متهكمة
– ولماذا أنت غاضب لهذه الدرجة .. لم تصرف علي مليما طوال حياتك ولم تؤلمك كرامتك لأجل ذلك .. أنصحك بأن تستمر كما أنت .. لا تتغير الأن من أجلي .
أنهت كلماتها ورأت وجهه يحتقن بشدة وزاغت نظرات عيناه مما أشعرها بالخوف وهو يتقدم منها مندفعا وكأنما فقد السيطرة على نفسه ورفع يده وصفعها بقوة جعلتها تحدق به بذهول وهو يقول بصوت مرتجف من شدة أنفعاله
– أنت مثلها .. تتحدثين مثلها .. تنظرين مثلها .. وحتى تقفين مثلها .. أتركيه .. أتركي ذلك الشاب الطيب حتى لا تدمريه كما دمرتنى هى .
جاء صوت نهال من عند الباب وهى تقول بجزع
– أحمد .. ماذا فعلت ؟
رأت أثار الصفعة على وجه مرام الذاهل والذى ما لبثت الدموع أن أنسابت بغزارة من عينيها وأغرقته , أقتربت منها نهال وحاولت أحتضانها ولكن مرام تملصت منها بفظاظة وتراجعت الى الخلف وهى تنظر الى أبيها بحقد شديد
– أنني أكرهك .
عاد وجه أحمد ليشحب وقالت نهال
– لا يا حبيبتى ان والدك ..
قاطعتها بشراسة
– هذا ليس والدي .. ولا أريده أبدا أن يكون .. هيا أخرجا من هنا .. كلاكما .
أمسكت نهال بذراع أحمد تحثه على التحرك
– هيا ندعها وحدها الأن .. وعندما تهدآ سوف نتكلم ونسوي الأمور .. هيا .
خرج أحمد بصحبة نهال وهو مطرق الرأس , أغلقت مرام الباب من خلفهما بحده ثم أجهشت بالبكاء بحرقة .. تشعر بالأذلال والقهر .. وبعد أن هدأت عاصفة بكاءها أقسمت على أن تأخذ كل ما تطاله يداها من هذا البيت ولن تجعلهم يهنئون يوما فى وجودها حتى يندم والدها على اليوم الذى تجرأ فيه على صفعها بهذا الشكل .
****
لم تعد مرام تتظاهر بالوداعة أمام أحد سوى صالح
كانت تصرخ بأم عبيد ومساعدتها وطلباتها لا تنتهى وطوال الوقت تنتقض أدائهما حتى دفعت المرأة العجوز الى البكاء فى احدى المرات وعندما أنبتها نهال بعشم ردت عليها مرام بوقاحة جعلت المرأة تصدم من ردها عليها
– سأكون أنا سيدة هذا المنزل ويجب أن أديره بطريقتي الخاصة فلا تتدخلي أرجوك.
ولأنها تعلم أن صالح هو نقطة ضعف شقيقته كانت متأكدة بأنها لن تشكوها اليه لتفسد عليه سعادته ولأن صالح كان دائما مشغولا فهو لا يعلم أي شئ مما يحدث بالبيت فى غيابه ومن ناحيتها كانت مرام تصور له الحياة جنة وكم هى متوافقة مع شقيقته وكل من فى البيت فكان يبدى سعادته لهذا ويبقى مرتاح البال فلم يجرؤ أحد عن أخراجه من قوقعته التى أختار بنفسه الدخول فيها .
وفى احدى المرات جاء بعض من أقاربهم للزيارة فقابلتهم مرام وهى ترتدى ملابس لا تليق بمجتمعهم المحافظ وتعاملت معهم بتعالي وقد تسببت تصرفاتها بالمرض لنهال وجعلتها طريحة الفراش وعندما علم أحمد بتوعكها عن طريق أتصال من أم عبيد جاء على الفور بالطبيب الذى قال أن ضغطها أرتفع وحذرهم من تعريضها لأي أنفعالات وبعد انصراف الطبيب ذهب اليها والدها فى حجرتها وقال لها دون مقدمات
– ان تسببت لها بأى ضيق سوف أجعلك تندمين .
نظرت اليه بهزء
– وهل أخبرتك بأننى ضايقتها ؟
– أنها أنبل من أن تشتكي بتلك الطريقة .. ولكني أحذرك ..
– وبماذا تهددنى الأن .. هل ستضربني مرة أخرى ؟
فتح أحمد فمه ليجيب فقاطعه صوت آخر حاد النبرات
– ماذا تعني بأن يضربك مرة أخرى ؟
كان صوت صالح وقد ظهر الأنزعاج الشديد على وجهه وهو ينقل نظراته بينهما وكادت مرام أن تضحك من سخرية الموقف فكل مرة تتواجه مع أبيها يأتي أحد الأخوين ويكون شاهدا على بؤسهما فقالت مرام وهى تقترب منه
– لا شئ حقيقة .. أبي هنا كي يعرف السبب الذى جعل خالتى نهال مريضة فكنت أقول له أن بعض من أقاربكم كانوا هنا اليوم ويبدو أنها لم تتحمل ضجيج الأطفال وبالتالى لم تأخذ قيلولتها لأن زيارتهم قد طالت أكثر مما يجب .. فربما يكون ذلك هو سبب تعبها .
قال بتصميم وهو يرمق زوج شقيقته بحده
– ولكني سمعتك تقولين ..
قاطعته
– لم أكن أعني شيئا .. أرجوك .
ونظرت الى عينيه المتجهمتين وابتسمت له برقة وتابعت
– هل ذهبت للأطمئنان على شقيقتك ؟
– نعم .
كان مازال متوترا وقال والدها متمتما وهو خارج
– سأذهب لأطمئن على نهال .
وبعد أن ذهب سألها صالح بعصبية
– ما الذى يحدث هنا ولا أعلم به ؟
– لا شئ يا صالح .. تعلم أن علاقتى بأبى ليست جيده أبدا وفى الحقيقة اللوم يقع على كلانا .. لقد قمت بأستفزازه مرة .
قال بأستنكار
– وضربك ؟
تنهدت وقالت
– كنت مخطئة بأستفزازه .. قلت له شيئا جارحا ربما يكون قد ذكره بأمى .
أحتقن وجه صالح بغضب شديد
– لن أسمح له بفعل ذلك أبدا مرة أخرى .. سوف أتحدث معه وأضع حدا لهذا .
ربتت على وجهه برقة
– لقد أعتذر مني وأنا سامحته .. لا تفتح الموضوع من جديد من أجل خاطري .
كان صالح ممزقا ما بين غضبه وشوقه اليها وهى قريبة منه الى هذه الدرجة وشعرت مرام برضى شديد عن مدى تأثيرها عليه وتعمدت أن تقترب منه أكثر ووجدت نفسها قد أحبت قربه كذلك .. لن يكون الزواج منه سيئا فهى معجبة به وتشعر بأنجذاب حقيقي تجاهه , أمسك خصلة من شعرها ومال برأسه تجاهها ورفعت هى وجهها لأستقباله ولكنه توقف عندما لامس أنفه أنفها وقال بصوت متحشرج من شدة مشاعره
– أخشى ان قبلتك .. أن أعتاد على هذا .. ولا أستطيع الصبر حتى ليلة زفافنا .
تململت فى وقفتها تود لو تجذب رأسه اليها ولكنها لجمت حماسها وأجبرت قدميها على الأبتعاد بها الى الخلف خطوتين قائلة بدلال
– اذن لا تفعل .
أمسك يدها وقال
– ولكنى أستطيع أن أفعل هذا .
رفع كفها الى فمه وقبله برقة جعلت أنفاسها تتسارع ولمعت عيناها وفكرت بأنها ستستمتع حقا بزواجها منه , قالت متلعثمة وهى تسحب يدها منه ووجهها مشتعلا وكان ينظر هو اليها راضيا عن ردة فعلها
– متى سنسافر الى القاهرة ؟
– غدا صباحا بأمر الله .
ثم سألها عابسا
– هل أنت متأكدة أنك لا تريديننى أن أكون معك أثناء تسوقك ؟
قالت مرام
– ستكون صديقتي معي .. وسوف نشتري جهاز عروس ولا يصح أن تكون معنا .
لقد أتصلت مرام بأحدى صديقاتها والتى تقيم بالقاهرة وطلبت منها أن ترافقها فى رحلة التسوق ولكنها لم تخبرها أنها من أجل زواجها , قال صالح متجهما
– سأظل قلقا عليك طوال اليوم .
– أتصل بي باستمرار .. ولا تنسى أنك ستكون مشغولا بدورك .. قلت أن لديك عمل فى القاهرة سيأخذ نهارك كله .
مسح على وجنتها بظاهر يده برقة وقال مداعبا وعيناه تنظران اليها بخبث
– حسنا .. ولكن توصي بي وأنت تتسوقين .
سألته بعدم فهم
– فى ماذا لا أفهم ؟
قال ضاحكا
– لا عليك .. لا شئ .. سوف أخبرك عندما تكبرين .
وتركها وانصرف وهو مازال يضحك .. رمشت مرام عينيها بحيره ثم فجأة فهمت ما يعني فأبتسمت ثم ضحكت وهى تغلق الباب وتقول
– وسافل أيضا ؟ .. بدأت تعجبني كثيرا .
ولم يستمر مرحها طويلا فقد تعالى صوت هاتفها برنين الرسائل الوارده من الواتس آب وعندما أمسكته رأت رسالة من رقم فودة
خفق قلبها وهى تفتح الرسالة بأصابع مرتجفة وتقرأها
( قابلينى ضروري .. سأنتظرك عند موقف حافلات شرق الدلتا وتكون معك الأمانة .. وأقسم لك يامرام ان لم تأتي لآتى أنا الى بيت أبيك بنفسي وليحدث ما يحدث .. سأرسل لك رسالة غدا وبها الموعد )
وبسرعة قامت بالأتصال به لتعرف من يكون مرسلها فربما ليس فودة ولكنها وجدت الهاتف مغلقا فاعتمل بداخلها الخوف والقلق بعد أن كانت قد نستهما .. كيف عرف بمكانها ؟ .. ثم كتبت رسالة له ليقرأها عندما يفتح هاتفه ( أنا مسافرة غدا الى القاهرة وقد ألقاك هناك .. لا تأتى الى هنا .. ويجب أن أتأكد أولا بأنك فودة .. أريد أن أسمع صوتك )

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غابت شمسها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى