رواية العشق الطاهر البارت الرابع 4 بقلم الكاتبة نسمة مالك
رواية العشق الطاهر البارت الرابع 4 بقلم الكاتبة نسمة مالك |
رواية العشق الطاهر البارت الرابع 4 بقلم الكاتبة نسمة مالك
..مشهد حقيقى هكتبه بخيالى..
..بعد الكثير من المحايلات وافقت فاديه ان تكون مدرسة جيلان الخاصه ولكن أشترطت على والدتها أن تأتى اليها جيلان بمنزلها عقب خروجها من المدرسه،وافقت والدتة جيلان على مضض،وأصبحت جيلان تذهب كل يوم لمنزل طاهر،وهذا قد اشعل لهيب العشق أكثر واكثر بقلوب كلاً منهم رغم انهم لا يتحدثون معاً مطلقاً بسبب صرامة فاديه،فكتفى طاهر بمراقبتها طيلة الوقت بنظرات تحمل الكثير من العشق والاشتياق،تبادله هى النظره بستحياء تخبره بنظرتها انه هو فقط أول من امتلك قلبها،ظل الوضع كما هو فتره ليست بقليله الى ان نفذ صبر طاهر،وقرر أن يتحدث معها مهما كلف منه الأمر،خصتاً بعدما رأى وجهها يظهر عليه أثار تعرضها للعنف مرة اخرى،ولكنها تخفى وجهها كعادتها بالوشاح الصوف الخاص بها،تجلس جيلان بجوار فاديه على مكتب بأحدى الغرف بمفردهم،يقف طاهر خارج الغرفه يتمعن النظر بجيلان الخافضه وجهها بخجل وأحراج وعيون تلتمع بها الدموع،
وفاديه تربت على ظهرها وشعرها بحنان بالغ..
لم يشعر بنفسه وسار خارج غرفته بخطى شبه راكضه حتى وصل اليها ووقف امامها مباشرة،هبت فاديه واقفه وتحدثت بحزم قائله..
“طاهر من فضلك اخرج وخلينا نكمل الحصه”..
لم يبتعد طاهر بنظره عن جيلان وتحدث بصرامه قائلاً..
“مش هخرج يا فاديه قبل ما اتكلم مع جيجى”..
خبطت فاديه على المكتب بقوه جعلت جيلان تنتفض بفزع وبدات دموعها تنساب على وجهها ببطء، وتحدثت فاديه بغضب قائله..
“انت فاكرانى ممكن اقبل انك تحب فى تلميذه عندى ؟”..
قطعها طاهر بنظرته المندهشه وتحدث بعتاب قائلاً..
” وانتى تعرفى ان اخوكى بالاخلاق دى!!”..
أغمضت فاديه عيونها بعنف،ووزعت نظرها بينه وبين جيلان الباكيه وتحدثت بتأكيد..”واثقه ان اخلاقك لا غبار عليها ياطاهر”..نظرت لجيلان وتابعت..”زى ما واثقه من أخلاق جيلان،وعلشان كده قول قدامى عايز ايه من جيلان”..
رفعت جيلان رأسها ونظرت لطاهر نظره هائمه رغم كم الألم بعيونها،أبتسم لها طاهر ابتسامه مطمئنه وتحدث بعشق..
“عايز اتجوزك يا جيلان”..هبت جيلان واقفه ولملمت اغراضها بتوتر واسرعت بالركض للخارج،لتوقفها يد طاهر التى أمسكت يدها جعلتها تتسمر مكانها وقد اوشك قلبها على مغادرة صدرها بسبب قوة دقاته،أقترب منها طاهر ومال على أذنها وهمس بسؤاله مره أخرى قائلاً..
“عايز اسمعها منك يا جيلان”..ألتفت وواقف أمامها دون ان يترك يدها التى ترتعش بشدة بين يده،وضغط عليها برفق يبث الطمئنينه لقلبها قليلاً مكملاً بعيون تتفرس ملامحها..
“أنا عايز اتجوزك لأنك ملكتى قلبى من اول لحظه شوفتك فيها،لو اتقدمتلك توافقى تتجوزينى يا جيجى”..
حركت فاديه رأسها بيأس واقتربت منهم وحاولت سحب يد جيلان من يد طاهر،الا انه محكم قبضته عليها جيداً،
جزت فاديه على اسنانها بغيظ قائله..
“سيب ايد البنت يا طاهر،وجواز أيه اللى انت بتتكلم فيه دلوقتى،لسه بدرى عليكم”..
نظر لها طاهر بحاجب مرفوع وابتسامه مصطنعه قائلاً..
“لسه صغيرين ايه بس يا فوفا يلى اتجوزتى وانتى أصغر من جيجى بسنه وجوزك كان فى أولى طب ولا نسيتى؟؟”..
أقترب طاهر من فاديه ووضع يده الأخرى على كتفها مقبلاً جبهتها بحب دون ترك يد جيلان التى اوشكت على الأنصهار من شدة خجلها مكملاً..”ومين حبيبة اخوها اللى كانت عماله تقولى شوفلك عروسه واتجوز خلينى افرح بيك”..
نظر لجيلان بابتسامته التى تذيب قلبها وتابع بعيون تصرخ عشق..”والحمد لله ربنا كرمنى بأحلى وأجمل عروسه بس هى توافق عليا”..
أبتسمت فاديه ونظرت لهم بغضب مصطنع قائله..
“بنت يا جيلان لو الولد طاهر دا جبته وجتلكم البيت وطلبت ايدك من أهلك هتوافقى عليه؟؟”..
خفضت جيلان رأسها بستحياء وأخذت نفس عميق ورفعت وجهها ونظرت لطاهر بعشق قائله..”موافقه يا طاهر”..
ابتسم لها طاهر بفرحه غامره ورفع يدها على فمه وقبلها بعمق مردداً..
“احلى طاهر سمعتها من أجمل جيجى عشق الطاهر”..
نهى جملته وهم بنتشالها داخل حضنه لتوقفه شقيقته وتتحدث بأمر..
“بره يا طاهر”..
طاهر:بشقاوه..”فوفا دا حضن برئ”..
فاديه:بحاجب مرفوع..”اكيد طبعا،بس يله روح لماما قولها علشان تقول لجوزها وتيجى معانا”..تنهدت بألم وتابعت بغصه..”وانا هروح لبابا وأقوله”..
ظهر الحزن والألم على ملامح طاهر حين ذكرت فاديه والديهم،فقد انفصلا عن بعضهم وطاهر طفل رضيع لم يكمل عامه الثانى،وكلاً منهم شق طريقه بعيداً عن الأخر وقامت فاديه بتربية شقيقها الصغير ورعايته حتى بعد زوجها…
..عوده للحاضر..
…………………………………..
..مر يومان..
تجلس جيلان على اللاب الخاص بها بستمرار،وان اغلقته تمسك هاتفها لعلها تصل لاى شئ يخص طاهر خالها،او جيجى عشق الطاهر،لتتهلل اساريرها حين لمحت رساله على أيميلها “جيجى عشق الطاهر” من أيميل بأسم..”كيان أنسان عاصف”..
اسرعت بفتح الرساله وقرائتها بلهفه التى لم يكن محتواها غير جملة واحده..
“أيش هيدا يا أم الطاهر،ليش ما خبرتينى أنك سويتى أيميل جديد”..
..أتسعت عيون جيلان بتفاجئ وهى تقرأ محتوى الرساله المبعوثه لها أكثر من مره وتردد بذهول قائله..
“أم الطاهر”..صفقت بكلتا يدها وتابعت بفرحه غامره..
يا مسهل وصلنا لطرف الخيط،أمسكت هاتفها بحماس وبدات تكتب رساله محتواها..
“حضرتك تقصد مين؟”..
ضيق طاهر عينه بستغراب حين قرء رسالتها وأسرع بتفحص إميلها بعنايه،ليظهر على وجهه الدهشه حين وجد الايميل من موليد سنه 2000م،وقد تم انشائه منذ أيام قليله..
ورد عليها الرساله قائلاً ببوادر غضب..
“أنتى مين؟؟، واسم الايميل دا جبتيه منين؟!،انطقى بدل ما أجيبك من قفاكى حالاً”..
شهقت جيلان بصوت خفيض ورفعت أحدى حاجبيها وتمتمت بغيظ..
“تجبنى من قفايا؟!،طيب انا هرد عليك افش غيظى فيك وبعدين اعملك بلوك يطلع من نفوخك”..
جزت على اسنانها وكتبت رساله أخرى له محتواها..
“أنت مش كيان انسان عاصف لا انت انسان مهزق وداخل تكلمنى خاص علشان تسأل فى اللى ميخصكش وتتهزق اكتر”..
أبتسمت بتساع حين تأكدت انه قرأ الرساله وهمت بعمل بلوك له لكن فضولها جعلها تنتظر قليلاً لترى بماذا سيرد عليها..
أشتعل الغضب برأس طاهر اكثر حين قرأ رسالتها،
هب واقفاً وبدأ يدور حول نفسه كالأسد الحبيس وبخطى شبه راكضه سار لخارج غرفته يبحث بأرجاء المنزل عن والدته،
وجدها تجلس بحديقة المنزل شارده كعادتها،
هنا أصبح على يقين أن من تحدثه ليست والدته،
إذاً من تكون سليطة اللسان التى أنشأت هذا الايميل بهذا الاسم الخاص به ووالدته فقط،
أخذ نفس عميق يحاول السيطره به على غضبه وبعث رساله اخرى لها محتواها..
“بعتذر منك،أسم أيميلك خلانى أفكرتك واحده أعرفها”..
ردت عليه جيلان سريعاً بلهفه..
“ايوه مين بقى الوحده اللى انت تعرفها دى؟!”..
وبتهور وأندفاع لم تحسب له حساب رغم انها بعامها الثانى بكلية الطب الا ان ما ستفعله الأن بعيداً كل البعد عن تفوقها وذكائها بدراستها،تابعت بفضول قاتل..
“أسمها جيلان ومتجوزه عبد الماجد الكويتى صح؟!”..
دون معرفة السبب زحف الذعر لقلب طاهر حين قرأ رسالتها التى تحتوى على اسم والدته ووالده،
وبصعوبه كتب كلمه واحده..”أيوه”..
قفزت جيلان بفرحة مردده..
“وصلتلها يسسسسسس”..
أسرعت بأرسال رساله اخرى محتواها..
“أنت تقربلها؟،أرجوك وصلنى بيها،انا عملت الايميل بالأسم دا مخصوص علشان أقدر أوصلها”
أرتعش بدن طاهر بعنف،ولم تسعفه يده المرتعشه كتابة حرف أخر،
لتسرع جيلان بأرسال جمله كانت كالصاعقه التى زلزلت طاهر بقوه حين ارسلت بفرحه بلهاء..
“قولها انى من طرف حبيب القلب طاهر الخيام”..
ويحك جيلان لقد افسدتى ما لم يمكن إصلاحه بسهوله دون قصد..
أصبحت الدنيا من حوله وميض،وبخطى مثقله سار نحو والدته حتى توقف خلفها مباشرة،
شارده جيلان لم تشعر بوجوده على الأطلاق،تدون أحدى خواطرها بدفترها الخاص وعيونها تفيض بدمعاً غزير يتساقط على كلماتها النابعة من صميم قلبها النازف من شدة تألمه..
اقترب طاهر منها بحذر أكثر ونظر لما تكتبه وبدأ يقرأه بصوت صارم جعل جيلان تنتفض بفزع واضعه يدها على قلبها،وبعتاب همست..
“خضتنى يا حبيبى”..
لم يبتعد طاهر بعينه عن دفترها بل مد يده وامسكه مرددا ما كتبته بنبره ساخره استشعرتها جيلان جيداً..
“فِي شِتَاءٍ مَاض ٍ كُنَّا معاً ، قَبْلَ أَنْ يبتلعنا الزِّحَام اِنْهَمَرَت قَطَرَات الْمَطَرِ عَلَى الطَّرِيقِ الرَّمَادِيّ ، كإنّ تِلْك الْقَطَرَات دُمُوعِي ، وَذَاك الطَّرِيق وَجْهِي..
شَعَرْت بِبَرْد قارِص فِي تِلْكَ الأمْسِيَّة الشتائية الَّتِي ابْتَلَعَت رِيحَهَا صَوْتِي ،
لَكِنْ سَمِعْت صوتاً بَعَث الدِّفْء إلَى قَلْبِي إذ احْتَوَى غُرْبَتي وَضَيَاع خطواتنا بَيْن آلَاف الْخُطُوَات”..
نهى قرائته ونظر لها بابتسامه مصطنعه قائلاً..
“خاطره جميله كعادتك يا جيجى”..مال عليها مستنداً بكلتا يده على الطاوله امامها ونظر لعيونها بعمق مكملاً..
“بس مش اجمل من الرساله اللى وصلتنى”..
نظرت له جيلان بتسائل وتحدثت قائله..
“رسالة ايه يا طاهر؟”..
رفع هاتفه أمام عيونها على رسائل جيلان،لتشهق والدته بعنف وأسرعت بأمساك الهاتف من يده بلهفه،ليخفيه هو وراء ظهره ونظر لها بعيون ترقرقت بها العبرات وبغصه مريره همس..
“سمتينى على أسم طاهر الخيام حبيب القلب يا امى؟!!”..
أتسعت اعين جيلان بصدمه وانهمرت دموعها على وجنتيها بغزاره واسرعت بتحريك راسها بالنفى وهمت بالحديث،ليقاطعها طاهر بغضب عارم قائلاً..
“أزاى قدرتى تعملى فيا كده؟؟”..
نظر لها بأسف وهم بأكمال حديثه لتقاطعه جيلان بصرامه قائله..
“مش انا اللى سميتك يا طاهر”
..مسحت دموعها بعنف وهبت واقفه وتابعت بأمر..
“أتصل على والدك خليه يجى حالاً”..
ربتت على كتفه واكملت بابتسامه وعيون تلتمع بالدمع..
“هقولك الحقيقه اللى خبتها من خوفى عليك قدام والدك ،وبعد ما تعرفها مش هتكون فى حاجه تجبرنى انى افضل على زمته،هتخليه يطلقنى يا طاهر وهسافر على مصر بلدى هعيش هناك”..بكت بنحيب وتابعت..
“انت بقيت راجل محدش يقدر يمنعك انك تجيلى فى أى وقت”..
نظر لها طاهر قليلاً وبرجاء تحدث..
“أحكيلى انتى الاول يا أمى،عايز اسمع منك”..
أمسك يدها بين يده وربت على بحنان مكملاً..
طول عمرى وانا شايفك دايماً حزينه وبتبكى،ودلوقتى اكتشف أنك كنتى بتحبى واحد أنا اسمى على اسمه”..
قبل يدها بعمق وتابع بتوسل..
“مش عايز اتصدم فيكى أنتى كمان يا جيجى،كفايه صدمتى فى ابويا وجوزاته”..
ربتت جيلان على شعره الحريرى بحب وهمست بوهن..
“هحكيلك يا طاهر،بس اوعدنى ترجعنى بلدى يا ابنى”..
طاهر:بابتسامه مطمئنه..”أوعدك يا جيجى يا؟؟”..
قطع حديثه ولم يكمل جملتها المفضله،ونظر لها برجاء ان تخبره ما تخفيه عنه..
تنهدت جيلان بتعب وبدأت تقص له كل شئ..
………………………………………
..بمنزل عزمى الجمال..
ينظر عزمى بعتاب لفاديه الباكيه والملتزمه فراشها لا تغادره منذ حوارها مع ابنتها،وبرجاء تحدث قائلاً..
“يا فاديه كفايه عياط”..
نظرت له فاديه بغضب وهمست بصعوبه من بين شهقاتها..
“ودينى لطاهر يا عزمى،واحشنى اوى”..
ربت عزمى على ظهرها بحنان وتحدث قائلاً..
“حاضر هوديكى،بس استنى شويه لما نحكى للبنات زى ما اتفقنا علشان نروحله كلنا مع بعض”..
فاديه:بنحيب..
“مش عارفه ابدأ احكلهم ايه ولا ايه،حكايته توجع القلب”..بكت بحرقه اكبر..
“قلبى مش هيطوعنى اقولهم أن خالكم مدمن”..
احتضانها عزمى بحب وتحدث بتعقل قائلاً..
“يا فاديه طاهر كان خيرة الشباب ومر بأقسى صدمه دمرت قلبه”..
فاديه:بألم حاد..”كان بيعشقها يا عزمى،وبيتعذب فى بعدها”..
عزمى:بأسف..”وقال يهرب من عذابه بالشرب لحد ما بقى مدمن”..
نظرت له فاديه بشرار قائله..
“علشان كده طاهر طلب منى مقولش حاجه عنه للبنات غير لما يكبرو ويفهمو أيه اللى وصلو للحاله دى،وانت ما صدقت وخت بناتك وسافرت بيهم على مصر وسبنا بلدنا”..
عزمى:بتوتر..”يا فاديه انا غصب عنى خوفت على بناتى خصوصاً أنهم كانو لسه صغيرين اوى لا يفقهو أى شئ وخالهم كان بيبقى مش فى واعيه لما بيشرب وبيشوفنا كلنا جيلان و؟؟”..
قطعته فاديه بصراخ قائله..
“خلاص كفايه يا عزمى انا عارفه كل كلامك دا مافيش داعى تعيد وتزيد فيه كل ما تيجى سيرة أخويا”..
قبل عزمى جبهتها رغم اعتراضها وتحدث بحب..
“حقك عليا،متزعليش منى يا حبيبتى،والله ما اقصد ازعلك”..
فاديه:بتنهيده..”عارفه”..نظرت له برجاء وعيون يغرقها الدمع وتابعت..”هتخلينى أسافر لطاهر؟”..
عزمى:بابتسامه..”وهاجى معاكى كمان،بس خلينا نقول لبناتك علشان لو حابين يجو معانا”..
……………………………………..
..بمنزل معتصم وزمزم..
تسير زمزم بحذر خلف زوجها الغاضب بأرجاء المنزل..
فهو متجنبها منذ ما حدث،لا يحدثها ولا يجلس معها كمحاوله منه للسيطره على قمة غضبه حتى لا يؤذيها،
وهى تتوق شوقاً لحضنه وتود بستماته أن تعتذر له حتى يكف عن نوبات غاضبه التى تعصف بالأخضر واليابس،ظلت تفكر كثيراً كيف تفتح مجال للحديث معه دون ان تجعله يغضب اكثر كعادتها،لم تجد سوا الحل الأمثل لهذه المواقف،ستتظاهر بالمرض أمامه،أبتسمت بتساع واسرعت بتنفيذ خطتها البلهاء،وبلحظه كانت ألقت بنفسها أرضاً دون تعقل،لتسقط على الأرض الصلبه بعنف،ارتطام رأسها جعلها تفقد وعيها فى الحال،أنتفض قلب معتصم بزعر حين استمع لصوت الارتطام وركض مسرعاً نحوها وجذبها داخل حضنه بلهفه قائلا بفزع..
“زمزم،مالك يا حبيبتى”..خبط على وجنتيها برفق يحاول افاقتها لكن دون جدوى،حملها بين يديه وسار بها لغرفة نومهم وضعها بحرص على الفراش وجلب احدى زجاجات العطر ووضع القليل على يدها وقربها من انفها لتبدأ هى تستعيد وعيها روايداً روايداً،وبين الوعى واللا وعى همست..
“اااه دماغى،انا وقعت بجد،ااااه كنت عايزه اقع كده وكده علشان نتصالح يا معتصم”..
صك معتصم على اسنانه بغيظ مرددا بنفاذ صبر..
“مش عاااارف انتى عايزه تعملى فيا ايييييه بالظبط يا زمزم،مره تتخطفى وتضربى بسكينه والحقك على أخر لحظه بعد ما كنتى شبه ميته”..تفحص رأسها التى ظهرت بها كدمه كبيره جدا مكملاً..”ودلوقتى توقعى على نفوخك كان هيتفتح ويغمى عليكى”..
بكت زمزم بصطناع وتحدثت بغضب طفولى قائله..
“انت السبب علشان مش عايز تصالحنى”..أمسكت يده الموضوعه على رأسها تدلك لها الكدمه واكملت بندم..
“يا معتصم انا بعترف انى غلطت لما خرجت من غير علمك فى وقت متأخر زى دا،وبوعدك انى مستحيل اقررها،أرجوك انسى بقى وأرجعلى معتصم حبيبى اللى عمره ما زعلنى ولا قدر على خصامى ساعه واحده”..
نظر لها معتصم قليلاً وحرك رأسه بالنفى وتحدث بغصه..
“مش قادر انسى،مش قادر يا زمزم،شكلك وانا شيلك بين ايديا غرقانه فى دمك مبيروحش من بالى”..
لكم الحائط جوارها أكثر من مره مكملاً..
“لو كنت كبرت دماغى ومشيت وسبتك مع اللى خطفوكى زى ما خليل ما قالى احنا مالنا،ممكن تكون واحده رايحه معاهم بمزاجها”..لكم الحائط بعنف اكبر..
“الوحده دى طلعت مراتى”..هزها بقوه..
“لو كنت سمعت كلامه كانوا هيبهدلوكى ومش بعيد يقتلوكى ومكنتيش هتبقى فى حضنى دلوقتى يا زمزم”..
ارتمت زمزم بحضنه تضمه بكل قوتها وبعشق تحدثت..
“بس ربنا بعتك ليا علشان تلحقنى،والحمد لله انا اهو فى حضنك يا معتصم ومستحيل ابعد عن حضنك تانى”..
قبلت كتفه بعمق وتابعت برجاء..
“متبعدنيش انت عنك وتحرمنى منك وانا معاك يا حبيبى علشان خاطرى”..
ذاد معتصم من ضمها لحضنه اكثر،يحاول يطمئن قلبه انها هنا معه،طال حضنهم كثيراً،كلاً منهم يستمد قوته من الأخر،
ربت معتصم على شعرها بحنان وهمس بأذنها بعشق..
“عايزه تخرجى يا زمزم”..
ردت زمزم بلهفه قائله..
“برضاك يا معتصم،لو مش راضى مش هخرج”..
تنهد معتصم وقبل وجنتيها بعمق وهمس بقلة حيله..
“طيب البسى هخرجك شويه نشم هوا ونرجع بسرعه قبل ما الولاد ما ينزلو من عند عمهم”..
نظرت له زمزم بهيام وبعشق شديد همست..
“بحبك بكل حالاتك يا حبيبى وأبو ولادى”..
معتصم:بعشق اكبر..”وأنا بتنفسك يا زمزم،أنتى حياتى”..
…………………………………………..
..زمردة وخليل..
يجلس خليل برفقة اولاد شقيقه يشاركهم أحدى العابهم المفضله،
بينما تجلس زمرده بمفردها داخل أحدى الغرف تتحدث بهاتفها بصوت خفيض مختنق بالبكاء..
“عادى مش بحبه ولا بكره”..
اجابها الطرف الاخر بذهول..
“ازاى يعنى امال ايه خليلى اللى انتى قرفنا بيها دى؟!”..
نفخت زمرده بضيق وتحدثت ببوادر غضب..
“بقوله خليلى علشان مش قادره أقول كلمة حبيبى دى،
لسه مش حساها أوى”..
أجابها الطرف الأخر بحيره..
“مش حساها ازاى وأنتى بقيتى مراته قولاً وفعلاً”..
ضحك بسماجه وتابع بوقاحه..
“ايه هو طلع مشاعره على قده ولا أيه؟!..
ضحكت زمرده وتحدثت بثقه..
“بالعكس خليلى مشاعره فياضه واوى كمان؟”..
قطع حديثها خليل حين ضمها فجأه لحضنه ظهرها مقابل له وتحدث بفرحه غامره..
“قلب وحياة خليلك”..قبل عنقها وتابع بتسائل..
“بتشكرى فيا كده مع مين ياترى”..
ظهر التوتر على زمرده التى بدأت تنتفض بخوف بين يد خليل،جعلته ينظر لها بستغراب وهى تخفى هاتفها بيدها المرتعشه،وبصوت متقطع تحدثت..
“دا دا،اصل ال”..
عقد حاجبيه ونظر لها ببوادر غضب وبصرامه تحدث..
“فى ايه يا زمرده؟”..اخذ الهاتف من يدها ونظر به لتتسع عينه بصدمه و؟؟؟؟…
يتبع..
لقراءة البارت الخامس : اضغط هنا
لقراءة باقي أجزاء الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حمزة للكاتبة ميمي عوالي