روايات

رواية عقاب مؤجل الفصل الثالث 3 بقلم ناهد خالد

رواية عقاب مؤجل الفصل الثالث 3 بقلم ناهد خالد

رواية عقاب مؤجل الجزء الثالث

رواية عقاب مؤجل البارت الثالث

رواية عقاب مؤجل الحلقة الثالثة

-بصي هو مش حب لأني ملحقتش اعرفه, بس مقدرش انكر إني منجذبه له وحاسه باعجاب وراحة ناحيته.
أغمضت عيناها براحة وهي تستمع إجابتها .. حسنًا على أي حال اعجابها بهِ أفضل كثيرًا من حبها له, فالاعجاب سهل التخلص منه.
اتجهت لخزانتها لتخرج فستان كحلي اللون قررت ارتدائه اليوم, لتتوقف على صوت ” رغد ” يقول بتعجب:
-أنتِ مش هتلبسي الفستان!
-لا محبتوش.
اتجهت لها ” رغد ” بض’يق حقيقي وهي تقول:
-ريهام في ايه! الي بتعمليه ده مش ممكن بجد, يعني كنتِ طايرة بيه ولما عرفتي إن عاصم جايبه كر’ هتيه! أنا دلوقتي عاوزه افهم تعرفي ايه عن عاصم مكر’هك فيه كده لدرجة إنك مش طايقة فستان جابه؟
توترت ملامحها وهي تجيبها:
-معرفش.. مفيش حاجة.
زفرت “رغد ” باخ’تناق وهي تسألها:
-اومال مش عاوزه تلبسي الفستان ليه! على فكره عاصم هيزعل بجد لو لاقكِ ملبستهوش لأني للأسف عرفته إني قولتلك إنه اختياره, أنا كمان يومها جبت فستان بسيط لمامته لو النهاردة جت لابسه حاجة تانية أنا هزعل وده حقي, هو كمان حقه يزعل.
” ما يولع ” جملة رددتها بداخلها لكنها لم تقدر على قولها بلسانها, حسنًا على أي حال يبدو أن عدم ارتداء الفستان سيسبب الكثير من التساؤلات والشكوك سواء من رغد أو والدتها وهي اليوم ليست بكامل طاقتها لمواجهتهما فلترتديه رغمًا عنها كما فعلت أشياء كثيرة مؤخرًا وهي مرغمة..
———————
” يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا.. ونبني طوبة طوبة في عش حبنا… نتهنى بالخطوبة من قلبنا يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا ”
كلمات صدحت في أرجاء الشقة أثناء وضع ” عاصم ” خاتم خطبته في إصبع ” رغد” وحولهم الكثير من الزغاريد والمباركات.. وهي .. وقفت بعيدًا تطالع ما يحدث بصمت وقلبٍ باكٍ.. كلمات الأغنية اخترقت أذنيها بقوة لتحدث أنينًا قويًا امتدَ لقلبها النازف… ما يحدث أمامها الآن وهذه اللقطات هي بكل آسف لن تعيشها يومًا ليس بعد أن عزفت عن الزواج بكل قوتها مقررة أنها لن تسمح لرجل آخر بالدلوف لحياتها مرة أخرى… وهل لها أن تسمح بالأساس!؟
مسحت دمعة شاردة سقطت من عيناها لتلتفت حولها فوجدت الجميع منشغلين ولا أحد يراها فانسحبت بهدوء للمطبخ لتجهز كاسات المشروبات الغازية وأطباق الحلوى التي ستُقدم… فتحت زجاجة المشروب بقوة لتتفاجأ بها قد فارت وأصبحت تنسكب فوق الطاولة وهي لم تفعل شيء, فقط شردت بفورانها المشابه لفوران مشاعرها الآن… ولم تشعر بنفسها ودموعها تتساقط تباعًا بعجز حين رنت بأذنها جملتان على النقيض تمامًا وصاحبهما واحد.. ” عاصم ”
” هييجي يوم واتقدملك واعلن حبنا قدام الناس كلها وتبقى احلى وأجمل عروسة جنبي في الكوشة والكل يحسد’ني عليكِ”
” اتقدملك ايه دلوقتي أنتِ اتجننتي! مش وقت مناسب خالص ليَّ وقولتلك قبل كده لما يبقى الوقت مناسبني هتقدملك غير كده بطلي زن عشان بدأت اتخ’ نق”
أغمضت عيناها بقوة وضغطت على شفتيها بشدة تمنع خروج صوت بكاءها.. لم تستطع الصمود.. حاولت تقسم أنها حاولت لكن شريط ذكرياتها معاه يمر أمامها بسرعة البرق ليزيد من ألمها ويفتح جراحًا ظنتها قد اندملت ..
فتحت عيناها تأخذ نفسًا عميقًا بقوة وهي تهمس بكلمات غير مسموعة سوى لها:
-بتعيطي ليه أنتِ الي عملتِ في نفسك كده .. أنتِ السبب هو مجبركيش .. أنتِ الي كنتِ غبية يا ريهام.. غبية!
-كويس إنك جيت تجهزي الحاجة يلا عشان نقدمها للناس.
مسحت دموعها سريعًا ما إن استمعت لصوت والدتها وأكملت ما تفعله, لاحظت والدتها ملامحها التي تنم عن البكاء فسألتها بقلق:
-أنتِ كنتِ بتعيطي يا ريهام؟ مالك يا بنتي؟
-سبيني في حالي يا ماما.
-يابت مالك اسيبك ده ايه في ايه؟
رفعت عيناها بغ’ضب وهي تشير بيدها للخارج:
-في إني مش راضية عن الي بيحصل ولا طايقة السِمج ده, فسبيني في حالي بدل ما والله أطلع ابوظ الجوازه .
نظرت لها والدتها بتمعن قبل أن تقول:
-بت يا ريهام أنتِ غيرانه من أختك! ولا عينك منه؟
اتسعت عيناها بصدمة حقيقية وهي تستمع لوالدتها, ليست صدمة بل صاعقة لا تصدق أن والدتها من تقول هذا الحديث! وتتهمها بتهمتين ابشع من بعضهما !
-غير’انه! وعيني منه! أنا!.. الله يسامحك يا ماما.
أردفت الأخيرة بقهر حقيقي وقد عادت دموعها في النزول ووجعها قد زاد أضعافًا بعد حديث والدتها التي شعرت بما قالته فاقتربت منها وهي تقول:
-يابت مش قصدي بس موقفك ناحيته غريب و…
قاطعتها وهي تقول ببكاء:
-كملي الحاجة أنا مش هطلع.
أنهت حديثها واتجهت لشرفة المطبخ تقف بها لتنهار في البكاء أكثر وكل شيء يضغط عليها..
وقفت ” بشرى ” عا’جزة عن فعل شيء هي لم تقصد إيذاء ابنتها بالحديث لكنها لا تفهم عدائها تجاه عاصم لهذه الدرجة!
-ايه يا بشرى اساعدك؟
قالتها زوجة أخيها لتومئ لها بشرى موافقة وعادت لتكملة ما تفعله تاركة أمر ابنتها لبعد انتهاء الحفل.
——————–
لا يعلم أين اختفت منذ ما يقارب الربع ساعة, كانت تقف بعيدًا وقت الخطبة لكن فجأة اختفت ولم تظهر حتى أثناء توزيع الضيافة! أبهرته كالعادة بفستانها الذي كان من اختياره وقد فوجئ أنها ارتدته حقًا لكنه يعلم أن ل رغد يدًا في الأمر..
-طنط هي ريهام فين؟
نظرت له بشرى بتوتر ظهر واضحًا وقالت:
-تعبت من شغل اليوم قولتلها تدخل ترتاح.
اومئ بصمت وهو متأكد ان السبب الحقيقي هي أنها لم تتحمل أجواء الخطبة أكثر.
انسحب بعد دقائق يدلف للمطبخ لتناول كوبًا من الماء, لكن وقف الكوب أمام فمه حين سمع صوتًا خافتًا يأتي من شرفة المطبخ المفتوحة وحين نظر بتمعن رآها هي تستند على سور الشرفة وجسدها يهتز قليلاً, إذًا هي تبكي!
شعرت بدلوف أحدهم فمسحت دموعها وتوقفت عن البكاء قبل أن تلتف بهدوء ظاهري وابتسامة مُحيت حين وجدته هو, طالعها بض’يق وهي ينظر لوجهها المتورم من البكاء وعيناها التي طغى اللون الأحمر عليهما بينما عادت كما كانت تعطيه ظهرها وقالت بصوت مختنق:
-اخرج من هنا.
-أنتِ ليه بتعملي فينا كده؟ ليه رفضتي تديني فرصة تانية مادام بتحبيني!
ضحكت ساخرة:
-بحبك! عشان بعيط فكرتني بعيط على حبي الي ضاع! لا خالص أنا بعيط على غلطتي الي متغتفرش بعيط على ذنب هعيش بيه عمري كله, وصمة عار مش هعرف اتخلص منها, بعيط على إني حرمت نفسي اني في يوم أعيش الأجواء دي وحرمت علي نفسي الفرحة… عرفت بعيط ليه!
-ليه كل ده! تقدري تعيشي كل ده لو ..
قاطعته وهي تلتفت له بعنف وغضب وتضربه بقبضتها في صدره:
-لو ايه ها! لو قبلت اتجوزك! أنتَ لو آخر راجل في الكوكب مش هتلمسني ولا هكون على اسمك.
ضحك ساخرًا وهو يمسك قبضتها وقربها منهِ رغم محاولتها للفكاك وقال:
-ازاي عمري ما هلمسك! أنا مش آخر راجل في الكوكب, بس أول راجل لمستك واعتقد إني هبقى الأخير ولا ايه!
تسارعت أنفاسها وهي تطالعه بق’هر ليكمل بغض’ ب طفيف:
-رغد شاورتلي على محمد ده, ابن خالك, بتقولي إن والدتك وأهله نفسهم لو ترتبطوا وكده.. بس يا ترى بقى أنتِ ممكن توافقي! طب لو وافقتي هتقوليله الحقيقة ولا هتسبيه على عماه! ولو قولتِ الحقيقة أمك هتستحملها! ولا أختك !
شدت قبضتها منهِ بعن’ف وهي تسأله بغض’ ب:
-أنتَ عاوز ايه, عاوز مني ايه ربنا ياخدك.
طالعها بهدوء وهو يجيبها:
-نرجع لبعض زي ما قولتلك امبارح, ووقتها خطوبتي باختك هتنتهي.
هزت رأسها بحزن:
-أختي طيبة متستاهلش الي بتعمله فيه ولعبك بيها!
رفع منكبيهِ بلامبالاة:
-وأنا مستهالش الي بتعمليه فيَّ بقالي 3 سنين بحاول معاكِ نرجع لبعض, وأنتِ عارفة إني بحبك ومعنديش استعداد احب غيرك, فلو هعيش عمري كله أحاول معاكِ معنديش مانع.. وعلى فكرة جوازي من أختك مش هيمنعني أنا ممكن اطلقها في أي وقت وارجعلك.
” ملحوظة للي مش عارفها.. ممكن زوج الأخت يتجوز أخت مراته في حالتين طلاق الأولى أو موتها.. لكن الجمع بينهم هو الي حرام”
-أنتَ مجنون! متخيل إن حتى لو قبلت هتسيب اختي وتيجي تتجوزني عادي وهم هيوفقوا!.
قال بهدوء:
-لأ مش عادي, مش هيعرفوا أصلاً .. هنرجع لبعض زي ما كنا, الورقة لسه معايا على فكرة وممكن اعمل ورقة جديدة لو تحبي.
طالعتها بعدم تصديق وهي تهز رأسها نافية بق’هر:
-عرفي تاني!…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عقاب مؤجل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى