رواية عش العراب الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سعاد محمد سلامة |
رواية عش العراب الحلقة السادسة والعشرون
بشقة سلسبيل
دخل ناصر خلفه النبوى متلهفان
تقابلا مع هدى التى تبتسم تحدث الإثنان بلهفه بنفس اللحظه:
سلسبيل؟
تبسمت هدى قائله: بخير الدكتوره معاها جوه فى الأوضه والبيبى مع قماح فى الأوضه دى ومعاه دكتور أطفال.
إحتار الإثنان الى أى غرفه يذهبان…حسم أمرهما الذوق الآن لا يصح الدخول الى الغرفه التى بها سلسبيل،ذهبا الإثنان الى الغرفه الموجود بها قماح مع طبيب الأطفال.
شعور لا يوصف روعته هذا أول حفيد لهما،يحمل دمائمها الإثنين،رغم جسارة قلوبهم لكن تدمعت أعينهم بمزيج من الفرحه والحنان
وضع النبوى يدهُ على كتف قماح الواقف مع الطبيب قائلاً بتهنئه:
مبروك ما جالك يتربى فى عِزك ويرزقك بره.
تبسم قماح له، بينما ناصر هو الآخر رغم تحفظه فى الحديث مع قماح فى الفتره الآخيره فها شبه لا يتحدث معه سوا بشآن العمل لكن قال له بواجب:
مبروك ربنا يباركلكم فيه ويرزقكم برهُ.
تبسم قماح قائلاً:متشكر يا عمى.
أزاح الطبيب سماعته الطبيه وقال:البيبى الحمدالله صحته كويسه،بس ممكن بكره تاخدوه لأى مركز طبى يعمل له فحص شامل،بس الشكل العام بصحه جيده،مبروك يتربى فى عزكم ودلالكم.
تبسم ناصر قائلاً: متشكرين يا دكتور إنت وصلت للبيت قبلنا.
تبسم الطبيب قائلاً: أنا زوج الدكتوره اللى كانت متابعه معاها المدام ولما أتصلوا عليها أنا اللى وصلتها وطلبت منى أكشف عن المولود إطمئنان على صحته.
تبسم ناصر كذالك النبوى الذى إنحنى يحمل المولود بحذر ثم همس له فى أذنه بالآذان والشهادتين، إقترب ناصر منه بسعاده ناوله النبوى المولود.
نظر الإثنان لبعضهم، تبسم النبوى قائلاً!: أول مولود يجمع بين الأخوه، ربنا يبارك لينا فيه ويزيد وعقبال المولود التانى قريب والتالت والعاشر.
تبسم ناصر قائلاً برحابه: آمين… الولد كله شبهك يا نبوى، يظهر سلسبيل بتحبك أكتر منى.
وقف النبوى وناصر يمرحان فرحان بذالك الصغير، حتى أنهما نسيا سلسبيل
لكن قماح كانت عيناه عالقه على باب الغرفه التى بها سلسبيل ينتظر خروج الطبيبه كى تُطمئنه على صحتها،تذكر قبل قليل حين دخل الى الغرفه بعد أن سمع بكاء صغيره وصمت صوت سلسبيل،رأى سلسبيل المُجهده للغايه بالكاد تستطيع الهمس،شعر بآلم،ولكن فى نفس اللحظه نهرته هدايه،بسبب دخوله وطلبت منه الخروج من الغرفه بآمر وخرج من الغرفه مُرغم ،لكن حين آتت الطبيبه نادت هدايه عليه كى يآخذ المولود للطبيب الذى آتى مع الطبيبه لمعاينته والإطمئنان على صحته،نظر نظره خاطفه نحو سلسبيل،كانت لا تزال مُجهده لكن كان على وجهها بسمه خافته.
بعد وقت قليل فتحت نهله باب الغرفه الموجوده بها سلسبيل… دخل النبوى ومن خلفه ناصر الذى يحمل المولود نظر نحو سلسبيل وتبسم
دخل خلفهم قماح، الذى وقف قريب من سلسبيل يتآمل وجهها المجهد لكن أصبحت أفضل عن قبل دقائق حين نقلوها من الغرفه الأخرى الى هذه الغرفه، غرفة النوم الخاصه بهم، هنا بدأت نبتة ذالك الصغير الذى كبر برحمها،وها هو أتى للدنيا بصحه جيده…سلسبيل عادت لغرفة نومهم بسبب ذالك الصغير.
بينما قال النبوى: خير طمنينا يا دكتوره على صحة سلسبيل.
ردت الطبيبه ببسمه: صحة سلسبيل زى الفل، هما شوية ضعف وإجهاد من الولاده وبالأدوية والآكل الكويس هترجع أقوى بسرعه، بصراحه بعد اللى عملته الحجه هدايه، أنا مكنش ليا لازمه، وبصراحه أكتر أنا كنت خايفه من ولادة سلسبيل فى آخر متابعه ليها، كانت قالتلى إنها بتحس بآلم قوى،وكمان كان الحمل ساقط فى الحوض من نص الشهر التامن، وكمان زيادة حركة البيبى فى بطنها عن الحد المعتاد، بس ببركة الحجه هدايه ربنا سهل لها.
نظرت نهله نحو سلسبيل التى أخفضت وجهها، سلسبيل أخفت ذالك عن نهله عمدًا حتى لا تُقلقها.
تبسم ناصر قائلاً: إحنا عايشين ببركة الحجه هدايه،متشكرين يا دكتوره.
تبسمت الطبيبه:بتشكرنى على أيه أنا معملتش حاجه،ربنا يبارك لكم فى المولود،حمدلله على سلامة سلسبيل.
بعد قليل جلس ناصر على الفراش جوار سلسبيل يُعطى لها المولود،ثم قبل جبينها قائلاً:ربنا يباركلك فيه ويجعله ذريه صالحه.
تبسمت سلسبيل وقالت:ربنا يخليك ليا يا بابا ويتربى على إيدك إنت وعمى وبتوجيه جدتى اللى أتولد على إيديها.
تبسمت هدايه قائله:ربنا يرزجنا الخير على جدومه ويقرب بين القلوب،ده أول نبته تحمل دم العراب صِرف…ربنا يعلى بيه إسم العراب.
قالت هدايه هذا ونظرت نحو قماح قائله:
واجف إكده ليه يا قماح قرب من سلسبيل شوف ولدكم.
نهض ناصر من مكانه، ليجلس قماح وضع يدهُ على رأس صغيرهُ التى تحملهُ سلسبيل .. إنحنى وقبل رأسهُ،ثم رفع وجهه ينظر لـ سلسبيل،وتلك الفرحه التى بعينيها،ليست تلك التى كانت تتآلم قبل قليل،بلا وعى منه إقترب من رأسها وقبل جبينها،ود أن يضمها لحضنه هى وصغيره وينتهى الكون على ذالك.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع
اليوم سبوع الحفيد الاول الذى جمع شمل الأخوه، لكن يبدوا أن هنالك شمل آخر
بـ دبى
صباحً
شعرت همس بتوعك قليل،لا تريد النهوض من الفراش..تشعر بوخم.
دخل كارم الى الغرفه وتبسم حين رأها مازالت غارقه بالنوم،إنحنى وقبل وجنتها قائلاً:صباح الخير، يا همسة، بقيتى كسوله ملاحظ بقالك يومين كده مش عاوزه تفارقى السرير.
تمطئت همس بيديها ونظرت لكارم بعيون شبه ناعسه وقالت:ومين سمعك،أنا بقيت كسوله فعلاً،وعاوزه أنام تانى،رغم إنى عندى طلبيه تبع المشغل غير كمان المفروض النهارده عندى تدريب للبنات فى المشغل ،بس معنديش الحماس إنى أشتغلها، ولا حتى أروح المشغل هتصل على صاحبة المشغل أعتذر منها.
تبسم كارم وقال: لأ ده الكسل واخد حقه قوى،فينك يا جدتى، كانت هتقول… جومى فزى إكده وطسى وشك بشوية مايه،وأتوضى وصلى وبعدها هتفوجى، متسلميش للكسل ده عاد،ده وزة شيطان.
تبسمت همس بشوق قائله: تصدق جدتى وحشتنى أوى، من يوم ولادة سلسبيل وأنا مكلمتهاش،لا هى ولا عمى،يظهر مشغولين فى البيه الجديد لعيلة العراب.
تبسم كارم قائلاً: فعلاً بابا بيقولى أن ناصر الصغير هيبقى شقى زى همس، مغلب الجميع معاه مش بيسكت غير لما جدتى هى اللى تشيله.
تبسمت همس بشوق قائله: النهارده السبوع، وأكيد هيعملوا عقيقه وهيبقى فى حفله، ياريتك قولت لعمى يبعت لينا صور للبيبى… نفسى أشوف إبن سلسبيل وقماح.
تبسم كارم قائلاً: بابا فعلاً قالى هيبعت صور له بس جدتى رافضه أى حد يصوره بتقول ممكن نور الموبايل يضعف عنيه.
قال كارم هذا وجذب همس من يدها قائلاً: يلا قومى بقى نفطر سوا.
قالت همس بوخم وهى تشد غطاء الفراش عليها: لأ مش عاوزه أفطر سيبنى أكمل نوم.
تبسم كارم وقام بإزاحة الغطاء،ثم حمل همس قائلاً:مقدرش أفطر من غيرك،وطالما مستسلمه للكسل مفيش قدامى طريق تانى غير إنى أفوقك.
لفت همس يديها حول عنق كارم وضمت رأسها لصدره قائله بنُعاس: هتفوقنى إزاى.
تبسم كارم وقال: هفوقك كده، يا روحى،قال هذا وأنزلها على الأرض واقفه يحتضنها .
فعل كارم هذا وشعرت بعدها همس بتساقط المياه عليهما.
للحظه إنخضت ثم إرتجفت وزادت من حضن كارم قائله: المايه سقعه.
تبسم كارم: عشان تفوقك يا روحى.
فجأه شعرت همس بدوخه وكاد يختل توازنها لولا سندت على كارم… لاحظ كارم هذا،فإنخض.
قائلاً: مالك يا همس.
لكن رغم أن همس مازالت تشعر بدوار خفيف لكن قالت بتطمين:
أبداً أنا كويسه بس يمكن كنت هتزحلق وسندت عليك.
رد كارم:همس وشك متغير عليا ومجهد ،أيه رأيك تكشفى.
تعجبت همس قائله:أكشف!
أكشف ليه هو عشان وشى مجهد،ومتغير عليك،ولا عشان كنت هتزحلق،بلاش تكبر الموضوع،بعدين أنا سقعت من المايه،ولوفضلت تحتها أكتر من كده هتعب فعلاً،يلا إطلع بره خلينى أخد دوش وطالما فوقت من الكسل هشتغل شويه فى الطلبيه بتاع المشغل.
تبسم كارم بمكر قائلاً:طب ما أساعدك تاخدى دوش،حتى أنا كمان هدومى بقت مبلوله.
ردت همس بحياء:كارم إطلع بره الحمام،وجهز لينا فطور،أهو إستغلال مش عندك مطعم أعتبرنى زبونه وطلبت منك خدمتها.
تبسم كارم وإحنى رأسه يقبلها ثم ترك شفاها قائلاً:
أحلى وأغلى هاميس.
ترك كارم همس وخرج من الحمام،بقيت وحدها،تعجبت من ذالك الدوار،وأرجحت أنه بسبب قلة النوم والاجهادفى الفتره الماضيه بسبب كثرة العمل.
بعد قليل خرجت همس من الحمام وذهبت الى المطبخ،تبسمت وهى ترى سفره صغيره موضوع عليها بعض الاطباق،تبسم كارم لها،قام بشد مقعد للخلف قائلاً:
سيدتى.
تبسمت همس وجلست على المقعد،جلس كارم هو الآخر،قائلاً:عاوزك تنسفى الفطور ده كله،شكلك خاسه ومجهده،أكيد من كترة الشغل الفتره اللى فاتت.
تبسمت همس:فعلاً أنا حاسه إنى مجهدة، الست صاحبة المشغل بعد ما شافت هدوم إبن سلسبيل بعد ما خلصتها عقلها طار،وطلبت منى أعملها زيها،مخصوص لمرات إبنها الحامل،بس مرات ابنها حامل فى بنت وكمان غيرت التصاميم،هانت قربت أخلصها،وهاخد مبلغ محترم.
كان كارم سيقول لها بتمنى،ليت قريباً تفعل مثل تلك الملابس الصغيره،لطفل يجمعهما لكن هنالك شئ غريب جعله يصمت،لكن فى نفس اللحظه،رن هاتفه برساله،
فتح الهاتف وتبسم.
نظرت همس لبسمته قائله:فيها أيه الرساله خلاك تبتسم كده.
وضع كارم الهاتف بوجه همس،التى تبسمت هى الاخرى قائله:
صورة إبن سلسبيل.
ضحك كارم قائلاً:أكيد بابا صوره سرقه من وراء جدتى.
أخذت همس الهاتف من يد كارم مبتسمه تتمعن فى الصوره قائله: فيه شبه كبير من عمو النبوى، البت سلسبيل طول عمرها كانت بتتمنى تتجوز واحد زى عمو النبوى.
تبسم كارم وقال: وأهى أتجوزت واحد من ولاد عمو النبوى وخلفت منه ولد شبه عمو النبوى.
ضحكت همس وقالت: غريبه فعلاً، تعرف سلسبيل كنت أوقات بحس إنها بتحب قماح، بس مش بتظهر ده، بس قماح غبى بجوازه من هند عليها.
رد كارم: فعلاً غبى، بس بابا قالى إنه ندم.
ردت همس: وطالما ندمان ليه مستمر فى جوازه من هند…إستمرار جوازه من هند هيزيد الفجوه بينه وبين سلسبيل، يبقى غلطان لو فكر إنها هتطلب منه يطلقها، سلسبيل أختى وعارفاها هتفكر إنها لو طلبت من قماح يطلق هند أنها بتخيره، وسلسبيل مبتحبش تحط نفسها فى أى إختيار يقلل من كرامتها.
….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ دار العراب
بشقة رباح.
تحدثت هند بسخريه وغِل وحقد دفين:
طبعاً إبن سلسبيل وقماح،لازمن يتعمل له إحتفاليه كبيره،طبعاً ما هما ولاد العراب،
رسمت هند دمعه كاذبه وأكملت حديثها:كان نفسى أكمل حملى،يمكن إبنى ولا بنتى كان زمانى فرحانه…بس تفتكر أنهم كانوا هيفرحوا بيه زى ما هما فرحانين كده،بإبن سلسبيل.
إقترب رباح من زهرت وضمها:ده نصيب يا حبيبتي واللى يهمنى هو إنتى،تبقى معايا،وربنا يرزقنا بطفل،لأ بنت حلوه زى مامتها.
تدللت زهرت وهى تلف يديها حول عنقه مثل الحيه قائله:لأ نفسى فى ولد ويكون شبهك،بس من دلوقتي لازم نفكر نأمن مستقبلنا،أنا حاسه إن بعد ولادة سلسبيل،كل حاجه فى الدار هتتغير،مش شايف عمايلهم ولا هدياهم الفخمه لـ سلسبيل كآنها الوحيده اللى خلفت،طبعاً مش جابت الوريث…رباح إحنا لازم نأمن مستقبلنا.
نظر لها قائلاً بإستفسار:قصدك أيه؟
ردت زهرت:متأكده إن قريب جداً خالى النبوى،هيرجع إمضة قماح من تانى،على أرصدة البنك…طبعاً ومش بعيد يكون عملها نقوط،للبيه الصغير اللى سحب عقل كل اللى فى الدار.
تنبه رباح لقولها قائلاً:قصدك أيه معتقدش بابا يعمل كده.
ردت زهرت بوسوسه:مش عاوز تصدقنى إنت حر.
قالت هذا وإبتعدت بجسدها من بين يديه،بتلاعُب جيد منها…جعلهُ يذهب خلفها.
قائلاً:مش يمكن يرجع توقيعنا إحنا التلاته.
ردت زهرت تنفخ فى أذنيه لهب الحقد :لأ هو إبن الأغريقيه له عنده معزه خاصه،حبيبي أنا عاوزه مصلحتك،وقلبى عليك وبراحتك خليك على عماك،لحد ما تلاقى قماح بقى هو الكل فى الكل وأنت تابع له،زى محمد كده.
رد رباح:مستحيل ،أبقى تابع لابن الأغريقيه،قوليلى أعمل أيه؟
ردت زهرت بخباثه: بسيطه، مش خالى جمد إمضتك على صرف الشيكات، أكيد العملاء اللى بتتعامل معاهم هما كمان بيتعاملوا بشيكات، والشيكات دى بتبقى بإسمك طبعاً.
رد رباح بعدم فهم: أيوا بتبقى بأسمى، بس بعمل لها تظهير لموظف فى الحسابات وهو بيصرفها ويضيفها لحسابنا فى البنك.
ردت زهرت: يبقى بلاش بعد كده تظهرها للموظف ده وتصرفها إنت بنفسك من البنك.
رد رباح متعجبًا:قصدك….
قاطعته زهرت قائله:أيوا زى ما فهمت،الشيكات دى حقك،إنت اللى بتشتغل فى الشون بين العمال فى البضايع،إنما قماح،قاعد على مكتب مُكيف فى المقر،وفى الآخر مرتبك نفس مرتبه،على الأقل هو عنده إتنين نسوان أغنى من بعض،إنما أنا أنت عارف إنى مملكش حاجه،بعد كده الشيك اللى تصرفه،تحول مبلغه لحسابك الخاص فى البنك.
تفاجئ رباح بقولها ذالك صراحةً،وقال:بس ده يبقى سرقه.
إقتربت زهرت من رباح ووضعت يدها على أزرار قميصه تبُخ سُمها بعقلهُ:
دى مش سرقه ده حقك،وحق ولادنا فى المستقبل ولا عاوز ولادنا يبقوا ضل لولاد قماح،ويرضوا بالفتافيت اللى بتترمى لهم.
عقل رباح حديث زهرت الخبيث فى عقله وصدق على قولها قائلاً:
مستحيل طبعاً أوافق على كده.
تبسمت زهرت مثل الحيه التى إستسلمت فريستها دون مقاومه كبيره.
…..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مظاهر سبوع حفيد آل العراب،مميزه،سواء عند الرجال،
او فى داخل الدار نفسها
كان هنالك سيدات يمرحن ويهنين بالمولود صاحب الحظ السعيد.
وهنالك الحاقدين أيضًا
وقفت عطيات بأحد أركان المكان وجوارها زهرت
تحدثت قائله بهمس لها:
شايفه،ياريتك سمعتى حديتى من الأول،يمكن كنتى سبجتيها وولدك خد الخير ده كله،شايفه العقربه هدايه،جاعده كيف ومستربعه وواخده الواد على حجرها،ومداريه وشه..كانها خايفه حد يلمحه ليحسدهُ.
تهكمت زهرت قائله بحقد:شايفه العقربه،بس تفتكرى حتى لو أنا اللى كنت خلفت قبل سلسبيل كانت هتعامل اللى هخلفه كده،وليه عقربه وحيزبون وبوشين.
ردت عطيات:هى فعلاً كده،تبان إنها بتعمل خير وهى رايده من وراه سُلطه،بس ياريتك كنتى خلفتى قبل المحروقه سلسبيل،أهو كنتى حفظتى مكانك إهنه.
ردت زهرت:عمتى خلفت تلات ولاد حفظت مكانها،أهو شايفه اللى خلفت البنات هى اللى النهارده كأنها نسيت بنتها وموتتها كافره غير بخطيه.
ردت عطيات:عمتك يتفات من وشها بلاد، بالك لو بيدى كنت طردتها من دارى، بس هجول أيه عاد قدرى ياما غُلبت فى أبوكِ يشترى نصيبها من البيت كانى كنت حاسه أنه ده هيحصل، بلا ميجوزش عليه غير الرحمه، وأنتى إدعى ربنا تحبلى قريب، بجالك فتره من يوم ما بطلتى أخد الخبوب ومحبلتيش ليكون الحبوب دى سببت ليكى ضرر، لازمن تشاورى دكتوره قريب.
ردت زهرت:لأ متخافيش انا أستشارت دكتوره وقالتلى مفيش مشكله بس هو الوقت وأكيد هحمل قريب،والله أعلم مش يمكن أكون حامل،ولسه مظهرش الاعراض عليا.
ردت عطيات بأمل:ياريت،وبكفايه حديت عاد لحد يتسمع علينا خلينا نقرب من العقربه وإرسمى بسمه على وشك.
…..
ليلاً بعد إنتهاء مظاهر السبوع.
صعدت سلسبيل بذالك الصغير الى شقتها ودخلت الى غرفة النوم الخاصه بها،وضعت الصغير على الفراش
ونامت على جانبها تنظر له بحنان مُبتسمه… إنتبهت لدخول قماح هو الآخر الى الغرفه.
تبسم قائلاً: أخيراً اليوم خلص كان يوم مُهلك.
ردت سلسبيل: فعلاً كان مُلك بس كان لذيذ،ضحكت قائله:
إنت مشوفتش جدتى طول الوقت كانت قاعده بـ ناصر
فى حجرها ومغطيه وشه، لأ وهو زى ما يكون كان مبسوط وساكت.
تبسم قماح ونام بجانبه هو الآخر على الفراش قائلاً:
واضح إنه بيحس معاها بالحنان، ماما وأنا صغير كانت بتقولى إنى لما كنت بغلبها كانت جدتى تاخدنى فى حضنها كنت بنام.
أنهى قماح قوله بقبله على يد صغيرهُ.
تبسمت سلسبيل ، قائله: بيتاوب شكله عاوز ينام.
تبسم قماح وأخرج علبه صغيره من جيب بنطاله فتحها قائلاً:
السلسله دى كانت لـ ماما كانت دايماً بتلبسها وبتتفائل بيها .
نظرت سلسبيل وأخذت السلسله من يد قماح ووضعتها حول عنق الصغير.
ـــــــــــــــــــــــ
مرت الأيام
بعد مرور أربعين يوم تقريباً.
ظهرًا
بأحد الشونات التابعه للـ العراب
كان رباح يجلس مع أحد العملاء ومعه أحد موظفين الحسابات
إنتهى رباح من معاملات ذالك العميل،الذى حرر له شيك بالمبلغ المطلوب منه،ثم خرج العميل
تحدث الموظف قائلاً: حضرتك هاخد الشيك بكره الصبح أصرفه من البنك وأحوله للحساب الخاص بالمجموعه وأجيب لحضرتك إيصال الإيداع.
نظر رباح ليد الموظف الممدوده، فكر بحديث زهرت السابق له، بعد أن كاد يُعطى الشيك للموظف، قام بتطبيقه ووضعه بجيبه قائلاً: لأ أنا بكره عندى مشوار مهم للبنك هصرف انا الشيك وهحوله لحساب المجموعه، دلوقتي روح إنت شوف شغلك، إمتثل الموظف رغم تعجبه فهذا أول مره يفعل رباح ذالك،لكن هو بالنهايه موظف،ليس المسؤول الرئيسي عن تلك الشونه.
…،ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ دبى
ليلاً
نظرت همس لذالك الاختبار الذى بيدها يؤكد أنها حامل كما توقعت قبل ذالك، لكن كانت تخشى التأكد من ذالك، لكن بسبب تكرار ذالك الدوار إضطرت لإجراء ذالك الأختبار، بداخلها خوف لا تعرف سببه، تذكرت أنها فعلت ذالك الاختبار سابقاً وما حدث وقتها نهايةً بكذبة موتها.
أجل موتها كذبه، فكر عقلها بحملها هذا لابد أنه سيأتى يوم وتعود لدار العراب، وقتها بالتأكيد سيعلموا أنها مازالت تعيش، ماذا سيكون رد فعلهم.
لا تعلم لا تتوقع شئ، لكن كل ما تريده الآن فقط هو معرفة رد فعل كارم حين يعلم بحملها.
لم تنتظر كثيراً
ها هو كارم دخل الى غرفة النوم متعجبًا، ونظر نحو جلوس همس على الفراش وذالك الشئ الذى بيدها، أقترب من الفراش وجلس جوارها قائلاً بلهفه:
همس بنادى عليكى ليه مش بتردى خضيتنى عليكى، أنا من وقت ما رجعت للمطعم بعد الغدا وانا مشغول عليكى بسبب الدوخه اللى بقت بتجيلك كتير دى،ورجعت بدرى عشان كده، من بكره هنروح أى مستشفى وتعملى فحص طبى.
لم ترد همس عليه، لكن فتحت يدها، ومدتها له بذالك الأختبار.
أخذ كارم الأختبار من يدها بإستفسار قائلاً:
ده أيه؟
ردت همس بخفوت: إختبار حمل.
ظن كارم أنه لم يسمع جيداً، وقال: قولتى إختبار أيه؟
إبتلعت همس حلقها وقالت بتأكيد: إختبار حمل.
نظر كارم لها بلهفه وقال: طب ونتيجته أيه؟
بنفس الخفوت السابق ردت همس: نتيجته إيجابية.
هذه المره سمع كارم جوابها، وفجأه وقف قائلاً: قصدك أيه، يعنى أنتى حامل.
أمائت همس برأسها وهى تنظر لوقوف كارم… تترقب رد فعله… التى لا تتوقعه.
مشاعر مختلطه، يشعر بها كارم، لكن أقوى شعور هو الفرحه الشديده،جذب كارم همس الجالسه وقام بحضنها قويًا بين يديه قائلاً:
من دلوقتي ممنوع تجهدى نفسك،أنا عاوز بنوته حلوه زيك كده.
تمسكت همس بـ كارم وحضنته بقوه غير قادره على الحديث،تشعر بلخبطه وخوف،مزوجين مع شعور بالسعاده من رد فعل كارم السعيد بحملها،كيف فكر عقلها أن يكون لـ كارم رد فعل آخر غير هذا،فهو أحتوى وتفهم ألمها منذ البدايه.
……… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ دار العراب
بشقة سلسبيل
خرجت من سلسبيل من الحمام تحمل ذالك الصغير المشاغب الملفوف بمنشفه
وضعته على الفراش تضحك قائله:
بتعيط ليه دلوقتى
ها
ناصر بيه العراب الصغير بيحب المايه ومش عاوز يطلع منها، لأ يا حلو لو فضلت فى المايه أكتر من كده هتبوش
يلا دلوقتي أحنا إستحمينا نلبس بقى هدومنا وبعدها تخليك ذوق كده وتنام وتسيبنى أنام أنا كمان.
هدأ بكاء الصغير وتبسم وهى تداعبه بيديها
تبسمت وهى تقوم بتنشيف جسده، ثم تركته على الفراش قائله: هجيبلك غيار خفيف،وكمان ليا ماهو مش معقول هفضل بالفوطه كده.
ذهبت الى دولاب الملابس
اخرجت بعض الملابس لها ولصغيرها…
لم تنتبه لدخول قماح الى الغرفه، الأ حين إستدارت بالملابس فى يدها
للحظه إنخضت، لكن شعرت بالخجل حين نظر قماح لها وتبسم
إرتبكت من نظراته لها وهى أمامه بتلك المنشفه القصيره لحدً ما تُظهر بعض من مفاتنها.
بينما تبسم قماح مفتون بها وهى بهذا الشكل المُغرى.
بتلقائيه وضعت بعض من تلك الملابس التى بيدها على كتفيها، وذهبت الى صغيرها وقامت بتلبيسبه بعض الملابس…
شعرت بالتوتر حين إقترب قماح من الصغير وبدأ فى مداعبته، الى أن إنتهت من تلبيسهُ ثياب خفيفه.
هربت من ذالك التوتر قائله:
نسيت حاجه فى الحمام هروح أجيبها.
لم تنتظر وفرت هاربه من أمامه
حتى أنها لم ترى بسمة قماح بإمأه وهو يحمل الصغير من على الفراش، وهو يعلم أن سلسبيل تتهرب من نظرات عيناه لها.
تنهد بشوق وهو يُقبل وجنة صغيره وقال له:
مامتك شكلها هتفضل تخجل منى طول العمر تعرف إنى بعشقها وبعشق خجلها ده بس هى عنيده بزياده.
خرجت سلسبيل بعد قليل من الحمام ترتدى منامه ناعمه،بنصف كُم.
تحدث قماح لـ الصغير: بتعيط ليه دلوقتي كنت ساكت من شويه، ولا حسيت بـ ماما وعاوز تروح لها قول كده من غير ما تعيط.
تبسمت سلسبيل وهى تأخذ الصغير من قماح..
تبسم قماح لذالك الصغير الذى مازال يبكى رغم أن سلسبيل تحملهُ وقال بتعجب:إنت مع ماما ليه بتبكى دلوقتي بقى.
ردت سلسبيل:أكيد جعان.
تبسم قماح وقال:يعنى هو بيبكى عشان كده بقى،طب رضعيه.
شعرت سلسبيل بالخزو.
تبسم قماح وهو يرى الخزو على وجه سلسبيل،فقال:
هروح أغير هدومى.
أمائت سلسبيل رأسها له.
صعدت سلسبيل بالصغير على الفراش قائله:ترضع وتنام وبلاش تغلبنى…وتفضل صاحى للصبح زى كل ليله.
تبسم الصغير الذى كان يبكى حين رفقته لصدرها،يلتهم من حنانها ما يُشبعهُ،فى ذالك الوقت عاد قماح للغرفه ونظر لهما الأثنان ثم أقترب وصعد الى الفراش،خجلت سلسبيل للحظات،
لكن قال قماح:ده بينعس.
تبسمت سلسبيل قائله:كويس،ده غاوى سهر.
تبسم قماح ومد يدهُ على يُمسد على شعر الصغير قائلاً:شعره زى شعرك يا سلسبيل.
ردت سلسبيل:لأ زى شعرك يا قماح ونفس اللون كمان…
قماح أنا أتفقت مع بابا،إنى أرجع أشتغل فى المقر تانى من أول الأسبوع الجاى.
نظر قماح لها قائلاً:طب وناصر مين اللى هيرعاه ده بيبى لسه مكملش شهر ونص.
ردت سلسبيل:متقلقش جدتى وماما هيراعوه فى غيابى
اللى مش هيحس بيه بسببهم، لأنه بيرتاح معاهم أكتر منى.
فكر قماح فى الرفض، وكاد يتحدث برفض لكن سلسبيل قالت بحسم:
انا هعرف أوفق بين مسؤليتى كأم وبين شغلى فى المقر.
تحدث قماح بمفاجأه: ومسؤليتك كزوجه فين؟ وأنا كزوج مش موافق إنك….
لم يسترسل قماح حديثه حين قاطعته سلسبيل قائله:
سبق وقولت يوم جوازك بـ هند أن جوازنا قائم عالورق فقط…مسؤليتى كزوجه سقطت بإختيارك يا قماح.
……. ـــــــــــــــــــ
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا