رواية عش العراب الفصل السابع 7 بقلم سعاد محمد سلامة |
رواية عش العراب الحلقة السابعة
﷽
السابع
ـــــــــــــ
غادر النبوى وأخذ معه تلك الطفله وترك همس مع كارم بالكافيه.
نظر كارم لها عقلة يقول:
ألا تعلمين حبيبتي كم مره فكرت فى الإنتحار كى ألحق بيكِ ونتقابل بين شظايا النيران نحترق سوياً… لكن كآن القدر رسم لى البقاء كى تعودى إلي.
تبسم كارم يقول: إقلعى النقاب اللى على وشك يا همس أظن مبقاش له لازمه بعد كده تخفى وشك عنى، انا كان عندى إحساس إنك هاميس بنت عمى ما يوم ما لمحتك فى المقابر يوم جواز سلسبيل وقماح…. ولقائتنا بعد كده مكنتش صدف أكيد كانت من ترتيب مين الله أعلم.
رفعت همس النقاب عن وجهها وقالت: لقائنا مره تانيه كان من ترتيب القدر يا كارم فاكر كنت بتقولى أيه دايماً…
هاميس هى العروسه اللى كان الفراعنه بيرموها فى النيل كل سنه علشان الخير يفيض بعد كده.. بس هاميس مماتتش فضلت عايشه فى القلوب، إنها رمز للعطاء والتضحيه.
تبسم كارم يقول: وأنتى ضحيتى ليه بحياتك قدامنا يا هاميس ليه رضيتى تبقى ميته خا…. لم يُكمل كارم كلمة خاطيه، وإسترد حديثه يقول:
إحكى لى الحكايه من الأول يا هاميس.
وهتصدقنى يا كارم.. هكذا ردت همس.
نظر لها كارم قائلاً:
لو مكنش عندي ثقه إنك بريئه يا همس مكنتش إتعذبت الفتره اللي فاتت وكنت نسيتك بسهوله جدا، شيلى النقاب عن رغم إن وشك عمره ما فارق خيالى بس وحشيتنى بسمة وشك يا همس.
رفعت همس النقاب عن وجهها وقالت بشعور الهزيمه:
بسمتى إختفت يا كارم.
بالفعل نظر كارم لملامح همس شعر بغصه قويه فى قلبهُ، صورة وجهها كما هى لكن إختفت عينيها اللتان كانتا تضويان ببريق الطفوله حتى بريق الطفوله إنطفئ،أمامهُ وجه صبيه عابس،تحسر قلبهُ وقال:
إحكى لى من أول الحكايه يا همس.
نظرت له همس قائله:عاوز أنهى حكايه فيهم،حكاية إنى إزاى عايشه وبتنفس لغايه دلوقتى رغم إنى حاسه إن قلبى ميت وحياتى إنتهت،ولا الحكايه التانيه،حكايه همس اللى أتوصمت بكلمة…خا…
قبل أن تكمل همس الكلمه تحدث كارم:إبدأى بأى حكايه فيهم يا همس.
غص قلب همس وقالت:هبدأ بحكاية إزاى إنى لسه عايشه.
فلاشــــــــ**ــــــباك
بأحدى غرف المنزل
كانت همس موضوعه على طاوله
دخلت هدايه الى الغرفه من أجل أن تقوم بتغسيل جسدها ومن ثم تكفينها،دخلت بقلب مُنفطر إحدى الزهرات التى تربت على يديها عقلها لا يُصدق ما حدث قبل قليل،ولا حتى أن همس إرتكبت تلك الخطيئه بإرادتها هى من ربت حفيديتها وربتهن على العفه،سواء عفت النفس أو عِفة البدن،الوجع يتضاعف بقلبها ليس وجع..بل فجع.. فجيعه كبيره تقتسم بقلبها ،إقتربت بدموع تسيل من عينيها كزخات مطر كحال الطقس الممطر،كآن السماء هى الآخرى تبكى لوجيعة قلب هدايه،أصبح جسد همس مُسجى أمامها مباشره
كلما رفعت يدها لا تستطيع أن تصل الى جسد همس بسرعه تعود لجوارها،لكن وقع بصرها على جسد همس لاحظت مازالت الدماء تندفع منها بغزاره كما أنها سمعت صوت آنين خافت للغايه،أعتقدت أنها تتخيل ذالك…
لا تعرف سبب لما مدت يدها بسرعه وضعتها فوق جرح همس الذى ينزف،شعرت بنبض يكاد يضيع،نظرت لوجه همس رآت شفاها إنفرجت تآن بلا صوت،مسحت دموع عينيها وإستقوت قائله:همس إنت لسه عايشه لسه فيكى الروح.
آنت همس وكآنه الآنين الآخير،بالفعل بعدها صمتت همس…وضعت هدايه يدها على قلب همس مازال هنالك نبض ضعيف،فتحت ملابسها سريعًا رأت مكان الرصاصه،وإندفاع الدماء منها،آتت بأقطان وقامت بوضعها فوق الجرح حاولت كتم غزارة الدماء،كى ترى مكان الجرح،لكن فوجئت الرصاصه قريبه من القلب كثيراً،عليها التصرف سريعاً،أتخرج وتقول لهم أن همس مازالت حيه وتعطيهم أمل واهى سُرعان ما يزول،فكر عقلها وقلبها معاً بسرعه أخرجت ذالك الهاتف الخلوى القديم الطراز وقامت بالضغط على زر الإتصال لأحد الأرقام الموجوده على الهاتف وقفت تنتظر الرد الذى بنظرها تأخر فهذا الرنين الثانى لكن بنظرها لحظه قد تفرق بعودة همس للحياه أو مغادرتها نهائياً…
سمعت رد عليها فقالت بلهفه:إنت فين يا نبوى مبتردش عليا من أول رنه ليه؟
رد النبوى مُتعجباً: أنا رديت علطول،أنا داخل عالوحده الصحيه أجيب دكتور يكشف على همس علشان أطلع تصريح الدفن وشهادة الوفاه.
ردت هدايه بتسرع:مالوش لازمه إرچع للدار بسرعه تعالالى من الباب الورانى للأوضه اللى دخلنا فيها همس،بسرعه بجولك.
قالت هدايه هذا وأغلقت الهاتف،وإقتربت من جسد همس مره أخرى،وضعت يدها على عُنقها هنالك مازال النبض،كان القطن الموضوع على جرحها قد غرق من دمائها،أزاحت ذالك القطن ووضعت غيره تضغط عليه بقوه لولا خوفها لقامت بفتح جسد همس وأخرجت تلك الرصاصه من جسدها،عَل خروجها يُنهى هذا النزيف،لكن مهما كان لديها قلب جامد وبعض المهارات لكن لم تصل لتلك الخبره التى تحتاجها همس الآن تحتاج ليد طبيب متخصص،وقبل الطبيب تحتاج الى معحزه ليست بيد أحد سوا الله..
بالفعل بعد دقائق معدوده دخل النبوى من باب الغرفه المُطل على الحديقه تحدث بنهجان:
فى أيه يا أمى،خلتينى ليه أرجع قبل ما أوصل للوحده وأجيب الدكتور.
ردت هدايه بهدوء قليل إكتسبته من خبرتها السابقه:
همس لسه فيها الروح.
ذُهل النبوى قائلاً:بتقولى أيه،إزاى!
ردت هدايه:مش وجت إزاى دلوق،
دلوق لازم نحاول ننجدها يمكن ربنا ياخد بيدها… ووجتها تظهر الحجيجه.
إقترب النبوى من الطاوله الموضوعه عليها همس ووضع يده على عنقها،إنذهل حين شعر بنبض تحت يدهُ،تبسم بتلقائيه لا يعرف كيف وقال:فيها الروح صحيح،هطلع أجول لناصر ومرته.
مسكت هدايه يد النبوى وقالت:النبض ضعيف يا نبوى،بلاش تديهم أمل كداب،خُدها للمستشفى،ونشوف الدكاتره هتجول أيه،يلا بسرعه يا ولدى الوجت مش فى صالحها،النزيف مش عم يتوجف.
نظر النبوى لهدايه وقال:وهطلعها إزاى من الأوضه جدام اللى موچدين بالدار.
فكرت هدايه قائله:إستنى يا ولدى
قالت هذا وآتت بملاءه ولفت بها جسد همس وقالت له:
إطلع هات العربيه جدام باب الاوضه بسرعه،بالفعل لم ينتظر النبوى،وخرج وآتى بالسياره أمام باب الغرفه الخلفى،حمل همس سريعاً وخرج بها من الغرفه ووضعها بالسياره،أشارت له هدايه أن ينطلق سريعاً.
بسرعة الرياح كان يسير النبوى بالسياره ووصل الى إحدى المشافى الخاصه…دخل الى الإستقبال يحمل همس ينادى بصوت جهور على أحد أن يآتى إليه للمساعده…دلوه على غرفة الاستقبال طلب النبوى التعامل السريع معها،وبالفعل تدخل الأطباء وحولوها الى العمليات مباشرةً
وقف النبوى أمام باب غرفة العمليات ينتظر الوقت لا يمر، بعد دقائق من دخول همس لغرفة العمليات.. خرج أحد الأطباء قائلاً:المريضه النبض ضعيف للغايه وممكن فى أثناء العمليه تموت.
رغم شعور النبوى بالآلم القاتل لكن قال:أرجوك يا دكتور حاول تنقذها بأى شكل.
رد الطبيب:مش فى أيدى أنقذها دى بين إيدين ربنا،أنا بس حبيت أبلغك بالوضع،دلوقتي هدخل للعمليات وإدعى لها.
بالفعل وقف النبوى أمام غرفة العمليات،لكن رن هاتفه،علم من تكون…رد عليها وقال:أنا فى المستشفى والدكتور بيجول الآمل ضعيف للغايه.
سآم قلب هدايه وقالت له:حتى لو كان يبجى عملنا اللى علينا يا ولدى،أنا مش هجول لحد إنها لسه عايشه وهتصرف.
تعجب النبوى قائلاً:هتتصرفى إزاى يا أمى هتحطى عروسه من القطن فى كفن بدالها،رأيي نستنى نشوف الدكتور هيجول أيه تانى وأيه اللى هيحصُل.
ردت هدايه:مش هتفرق يا ولدى عروسه قطن من چتت همس،الوجت بيمر وممكن الشك ولا الكلام يتنطور على اللى حصل بين الخلج،لو همس رچعت تانى للحياه وجتها مش هنغلب نجول للناس إنها لساتها عايشه بس كان غلط الدكتور… قالت هدايه هذا وصمتت تتآلم ثم قالت بآنين:ولو سلمت روحها للى خلجها مش هنغلب فى دفنها،خليك يا ولدى لحد الدكتور ما يطلع شوف هيجولك أيه وأنا هنا هتصرف.
أغلقت هدايه هاتفها..ونظرت حولها بالغرفه،هنالك كنبه بالغرفه عليها مرتبه،توجهت لها وقامت بشقها من المنتصف،وقامت بتخيط مُجسم لجسد همس وقامت بحشوه بآقطان من تلك المرتبه،أصبح من يراها إن لم يقترب منها لا يعلم أنها عروس بنموذج جسد بشريه لكن من القطن، إنتظرت بعض الوقت قبل أن تخرج…
لكن سمعت طرق على الغرفه… قامت بغطاء العروس ورسمت الدموع وتوجهت الى باب الغرفه الداخلى وفتحته، وجدت أمامها عطيات التى تبكى بتمثيل قائله: همس فين، رايده أشوفها قبل ما تندفن فى التراب… يا حسرة جلبى على شبابها، جرالها إيه أنا مش مصدجه اللى حصل.
ردت هدايه: اللى حُصل ربنا رايده وأنا خلاص غسلتها وكفنتها وحرام نكشفها من تانى ونعذبها، أنا مستنيه النبوى على ما يرچع هو جالى جدامه ساعه بالكتير يكون چاب تصريح الدفن على ما يچهزوا لها القبر.
نظرت عطيات نظره خاطفه على تلك الطاوله، بالفعل تبدوا إنتهت من تغسيل وتكفين همس، قالت عطيات بعويل بعض كلمات الندب.
تحدثت هدايه بصرامه: إكتمى ندب، أدعى لها بالرحمه واقرى لها قرآن، مسمعش كلمة ندب عاد.
بالفعل كتمت عطيات صوتها وبكت بتمثيل متعجبه من تلك القويه التى تحدثت معها بصرامه.
بعد وقت بالمشفى
خرج الطبيب من غرفة العمليات
تلهف عليه النبوى قائلاً: طمنى يا دكتور… هتعيش.. جصدى لسه عايشه.
رد الطبيب بمهنيه: هى لسه عايشه بس الأمل ضعيف جداً.
رد النبوى وقال: يعنى أيه يا دكتور.
رد الطبيب: فيها روح وفينا روح الله أعلم، هقولك حالتها بالضبط، المريضه واصله لينا متأخر، الرصاصه من رحمة ربنا تفادت القلب بأقل من إتنين سنتى، بس واضح المريضه نزفت دم كتير قبل ما تجى لهنا فى المستشفى، وتقريباً توقف ضخ الدم فى باقى الجسم وده أدى نقص فى وصول الأوكسچين للمخ،والمريضه تعتبر فى غيبوبه الله أعلم هتفوق منها أو لأ غير منعرفش جسمها هيقاوم أو لأ،توقع الأسوء.
أغمض النبوى عينيه بتآثُر.
تحدث الطبيب:أنا هبلغ أمن المستشفى عشان يتخذ الإجراءات الازمه…دى حاله خطيره ومضروبه بالرصاص.
أماء النبوى رأسه بصمت فسهل عليه حل مشكلة الأمن بالمال فالمشفى بالنهايه خاص.
بعد قليل إتصل على هدايه التى ردت سريعاً،أخبرها بما قاله الطبيب له،أغمضت هى الأخرى عينيها وتدمعت مره أخرى وقالت له تعالى للدار بسرعه يا نبوى.
بالفعل عاد بعد قليل للدار،وحمل العروس القطنيه ووضعها بنعش وحملوه،وخرجوا من الغرفه التى أغلقت أبوابها هدايه سريعاً بالمفتاح.. ووقت الدفن هو من حمل العروس ووضعها بالقبر…لتنتهى مراسم الدفن المُزيف.
مر أكثر من ثلاث أسابيع مازالت همس تعيش بفضل الأجهزه الطبيه ربما عدت مرحلة الخطر،لكن لم تفيق مازالت سابحه بملكوتها الخاص،كان النبوى وهدايه يقومون بزيارتها يومياً… حاول الاطباء إفاقة همس أكثر من مره لكن لم تكن تستجيب، أرجح الأطباء أن ربما ذالك بسبب نقص وصول الأوكسچين للدماغ بعد تعرضها للنزف لفتره طويله.
لكن
فوجئ الطبيب المباشر لها ببعض مؤشرات الإفاقه
بالفعل بدأت همس تفيق وتعود للوعى تدريجياً…
نظر لها الطبيب ببسمه وقال: أهلا برجوعك مره تانيه…
نظرت همس للطبيب وقالت بخفوت: أنا فين.
رد الطبيب: فاكره إسمك أيه؟
همست بصوت خافت: هاميس.
عندك كم سنه يا هاميس.
حاولت همس التذكر… صمتت لبعض الوقت.
لاحظ ذالك الطبيب ذالك وقال: إسم والداك أيه؟
صمتت همس تتذكر بصعوبه… لكن لا تتذكر.
تحدث الطبيب: طب فاكره سبب إصابتك أيه؟
أغمضت همس عينيها، تتذكر رأت نفسها وهى تمسك السلاح بيدها تظغط عليه، وتذكرت وقوعها على الأرض.
فتحت همس عينيها.
تحدث الطبيب: حاولى متجهديش عقلك وقوليلى اللى فكراه بس.
ردت همس: كارم… سلسبيل.. هدايه.
مين كارم؟
ردت همس:إبن عمى.
تبسم الطبيب:
طب مين سلسبيل؟.
ردت همس: أختى الكبيره.
سأل الطبيب: طب مين هدايه.
ردت همس:أختى الصغيره،وكمان….؟
كمان أيه؟
تذكرت همس قائله:جدتى هدايه يبقى كمان إسم جدتى.
تبسم الطبيب يقول:مش فاكره حد تانى.
أغمضت همس عينيها تعتصرها وفتحتها تهز رأسها ب لا.
رد الطبيب:تمام بلاش تجهدى عقلك مع الوقت هتفتكرى البقيه.
أمائت همس برأسها،وقالت:أنا أزاى لسه عايشه؟
تبسم الطبيب يقول:أمر ربنا،واضح إن رحلتك لسه منتهتش،أنا بقول كفايه كده النهارده وياريت ترتاحى وبلاش تفكرى كتير…وكمان فى ضيوف موجودين بالمستشفى علشانك،وحابين يطمنوا عليكى،مصدقوا إنك فوقتى.
إنفرجت شفاه همس ببسمه طفيفه وقالت:مين.
رد الطبيب:دلوقتي هيدخلوا ونشوف هتتعرفى عليهم ولا أيه اللى هيحصل.
فتح الطبيب باب الغرفه… قائلاً: إتفضلوا
دخل النبوى يُمسك يد هدايه التى تبسمت بإنشراح حين رأت همس تفتح عينيها،كذالك النبوى.
إقترب الإثنان من الفراش، إنحنت هدايه قائله:
حمدلله على سلامتك… يا همس.
نظرت لها همس متعجبه تقول: همس مين؟
تعجبت هدايه كذالك النبوى الذى نظر للطبيب، أماء له الطبيب أن يحاول الحديث مع همس…
بالفعل إقترب النبوى وإنحنى كى يُقبل جبين همس، لكن برد تلقائى بعدت رأسها عنه… تتوجس منه…وكذالك نظرت لهدايه أيضاً ببعض التوجس أقل من النبوى فى البدايه ثم شعرت ببعض الأُلفه معها.
بعد خرج النبوى بصحبة الطبيب وترك هدايه مع همس بالغرفه تحدثها ببعض الأشياء.
بينما تحدث النبوى للطبيب:همس مالها ليه خافت منى؟
رد الطبيب:همس عندها فقدان جزئى للذاكره…بسبب الغيبوبه اللى كانت فيها لأكتر من تلات أسابيع ممكن تكون حاله نفسيه ومع الوقت هترجع لها الذاكره كامله،بس بلاش ضغط عليها لآن ممكن يجى لها إنتكاسه نفسيه رأيي المهم دلوقتي إنها فاقت من غيبوبتها والذاكره مع الوقت هترجع لها.
تآلم النبوى قائلاً:فعلاً أهم شئ إنها رجعت للحياه من تانى..متشكر يا دكتور ياترى إمتى ممكن تخرج من المستشفى؟
رد الطبيب:هى حالتها الجسمانيه لحد كبير كويسه… بس ممكن تفضل هنا كم يوم تبقى تحت الرعايه تحسُباً فقط لأى إنتكاسه…نقدر وقتها ندخل بسرعه،كمان لازم تتعرض على طبيب نفسي يشخص حالتها أفضل منى.
رد النبوى:تمام حضرتك أكيد تعرف أطباء نفسيين ممكن تدلنى على واحد منهم.
فكر الطبيب وقال:تمام أعرف دكتوره نفسيه وتبقى أخت زوجتى وهى متميزه فى الطب النفسى.
تبسم النبوى يقول بشكر:شكراً جداً يا دكتور ياريت تكلمها تتابع حالة همس.
رد الطبيب بعمليه:تمام هكلمها دلوقتي وأديها تقرير كامل عن حالة همس،بس ليا إستفسار،وأنا بحاول معاها هى إفتكرت تلات أسماء بس ممكن لو إتقابلت مع واحد منهم يكون له تآثير وتسترد ذاكراتها بالكامل.
رد النبوى بإستفسار:ومين اللى ذكرت أسمائهم.
رد الطبيب:أول أسم ذكرته كان كارم وقالت إنه إبن عمها.
للحظات دب الشك فى قلب النبوى وسأل عقله أيُعقل أن يكون كارم هو من إنتهك همس…لكن سُرعان ما زال الشك عن رأسهُ كارم إعترف له أنه يريد الزواج من همس بعد نهاية هذا العام الدراسي،كما أنه أكثر من حزن عليها بصدق يرى ذالك بوضوح…لكن لما تذكرته همس
جاوب عقله:ربما كانت تشعر بمشاعر كارم وتبادله نفس المشاعر.
نظر النبوى للطبيب وقال:ومين الإسمين التانين؟
رد الطبيب:سلسبيل وهدايه،وقالت هدايه إسم أختها وإسم جدتها كمان…وأنا عارف الحجه هدايه لآنها كانت بتيجى معاك الفتره اللى فاتت زيارات ليها.
تعجب النبوى يقول:طب طالما فاكره أمى ليه لما قربت منها خافت منها.
رد الطبيب:بصراحه معرفش،علشان كده قولت محتاجين طبيب نفسى،أنا هكلم الدكتوره دلوقتي،،وأشرح لها اللى شوفته وسمعته من همس وهخليها تجى من بكره تتابع معاها.
مد النبوى يدهُ للطبيب يصافحه قائلاً:مره تانيه متشكر يا دكتور.
صافحه الطبيب وغادر،بينما عاد النبوى الى داخل الغرفه وجد هدايه جالسه جوار همس على الفراش تضمها على صدرها وهمس صامته لا تتحدث…كذالك هدايه تحتويها تُربت عليها بيديها بحنان.
لكن حين رأت همس النبوى مره أخرى للحظه خافت منه وتمسكت بهدايه.
ضمتها هدايه قائله:متخافيش يا همس ده عمك النبوى هو اللى أنقذك وجابك لهنا المستشفى…همس أنا لو مكنش عندى ثجه إنك مظلومه مكنتش خليت عمك ينجدك،كنت سيبتك تتعذبى لآخر لحظه بعمرك،يا بتى إن بشر وخطائين بس جدامنا فرص نصلح أغلاطنا وأنى إتعلمت من الأيام محكمش بظاهر الآمر الله أعلم باطنه أيه.
تشبثت همس بهدايه قائله:ليه مش فاكره حاجه غير إن كان فى إيدى سلاح وبعدها توهت وعقلى فصل،كمان مش فاكره حد غير سلسبيل وهدايه أخواتى وكمان كارم إبن عمى.
دب نفس الشك فى عقل هدايه حين قالت همس ذالك…رفعت بصرها ونظرت للنبوى الذى هز رأسه بلا مستحيل كارم أن يؤذى همس ذالك الإيذاء الفادح هو أعلم بقلب ولده…
زال الشك من عقل هدايه وقالت لهمس:بكره تفتكرى كل شئ يا بتى،ودلوق هجول لأبوكى وأمك يچوا يزوركى،يمكن جرح جلبهم يخف.
إبتعدت همس عن حضن هدايه وقالت برفض:لاء مش عاوز أقابل حد ومتعرفش عليه،أرجوكِ إنتى بتقولى إنك جدتى وأنا مش فاكراكِ بس حاسه براحه معاكِ،أرجوكِ بلاش أشوف فى عنيهم نفس الصعبانيه اللى شيفاها فى عينك إنتى واللى بتقولى عليه يبقى عمى،يمكن مع الوقت أفتكرهم مش عاوزه أصعب على حد تانى.
جذبتها هدايه لحضنها وقبلت رأسها وحبست دمعه بعينيها وقالت لها:اللى تريديه يا بتى،أنا كنت بجول إنك خدتى منى الشكل بس،بس لاه يا بتى جوتى فى منها چواكى ومع الأيام متأكده الحجيجه هتبان.
غادر النبوى ومعه هدايه، بالسياره تبسم النبوى وقال:
مش هنجول لناصر ومرته بجى يا أمى إن بتهم عايشه أهى خلاص أخيراً فاجت من الغيبوبه.
ردت هدايه: لاه يا ولدى مسمعتش كلام الدكتور إنها عندها نجص فى الذاكره وناسيه حاجات كتير، وكمان رغبتها، خلينا كيف ما أحنا مدارين عليها لحد ما تعود لهمس ذاكراتها، ووجتها تقرر هى اللى ريداه.
إمتثل النبوى لحديث هدايه ووافق عليه، ربما مع مرور الأيام تتذكر همس وتعود كما كانت.
بالفعل مع الآيام..بدأت همس علاج نفسي مع تلك الطبيبه التى كانت تجلس مع همس تستمع لها وأحياناً تعطى لها بعض الصور التى أخذتها من زيارات هدايه والنبوى لها بالمشفى،كانت همس كآنها تتعرف على أُناس غرباء عنها.
بعد مُضى أسبوع
خرجت همس من المشفى بصُحبة هدايه والنبوى
كان بداخلها شعور بالخوف لا تعلم تفسير له،طلبت منهم عدم العوده بها الى المنزل ووافقوا على طلبها.
بالفعل بإحدى العمارات الراقيه بمدينة بنى سويف…
فتح النبوى باب إحدى الشقق وقال:
إدخلى يا أمى.
دخلت هدايه ومعها همس تحت يدها،دخل النبوى خلفهن وأغلق الباب.
تبسمت هدايه حين أقبلت عليها إمرأه بمنتصف الاربعين وإنحنت تُقبل يد هدايه بحبور قائله:
الحجه هدايه والله ليكى واحشه كبيره والله لما النبوى بيه جانى البلد وجالى الحجه هدايه جصداكى فى خدمه تعمليها لها،جولت له رجابتى فداها،ده فضلها عليا أنا وبناتى كلياتهم لو مش هى يمكن كانوا ضاعوا منى،بعد المرحوم چوزى،بس مين العروسه الزينه اللى معاكى دى،لاه إستنى أنا جلبى حاسس إنى أعرفها زين.
تبسمت هدايه وقالت:طمر فيكى العيش والملح يا وصيفه،ركزى زين إكده وجوليلى مين دى.
تمعنت وصيفه وقالت:دى بتى همس،جصدى يعنى زى بتى أنا رضعتها من صدرى على بنتى لما الست نهله كانت واخده حمى شديده بعد ولادتها يچى بخمس شهور،ومكنتش بترضى لا تاكل ولا ترضع من الجزازه اللى كنتم بتحطوا لها فيها الحليب،وكنت عنديكم بالصدفه وجتها و خدتها منها ورفجتها لصدرى وهى قبلت ورضعت منى على بنتى اللى كانت أكبر منها بسنه.
تبسمت هدايه وقالت:فعلاً دى همس وأنا شيعت ليكى عشانها عاوزاكِ تجعدى إمعاها إهنه فى الشجه دى،ومتسأليش ليه؟
تبسمت وصيفه وقالت:ينجطع لسانى لو سألت ليه يا حجه هدايه كلمتك ليا أمر،مع إنى بطلت خدمه وبيع الزبده فى بيوت الناس الغنيه بعد ما چوزت آخر بناتى وأطمنت عليهم،جولت الحمد لله أعيش اللى باجلى من العمر،معاش المرحوم يكفينى وكفايه شجا بجى،بس إنتى تؤمرينى آمر…كفايه وجفتك چارى زمان وكمان ناصر بيه هو اللى دورلى على معاش من الحكومه،وغير خيركم اللى مغرجنى،فى كل چوازه من بناتى كانت سترتها وفرشها وعزالها من خيركم،مع إنى كنت من بلد تانيه بعيده عن بلدكم،كنتم معرفه مع المرحوم چوزى،كان بيشتغل أچرى عيندكم،وكانت وصايته ليا لو چرالى حاچه روحى للحچه هدايه وولادها هيكرموكى وده اللى حصل.
ردت هدايه:بلاش كلامك الماسخ ده،أنا متفضلتش عليكى ده كان رزجك من عند ربنا،وبلاش كلام كتير،همس أمانتك.
ردت وصيفه:دى فى عنيا يا حچه هدايه،إنى خدامتها.
إستردت وصيفه حديثها وقالت:
بس فى حاچه إكده عاوزه أجولها بس لو موافجتيش أنا هبجى مع الأبله همس برضوا.
رد النبوى:جولى أيه هى الحاچه دى،لو جصدك عالمرتب متخافيش اللى هتطلبيه مش هنختلف عليه.
أخفضت وصيفه وجهها فى الأرض وقالت:فهمتنى غلط يا نبوى بيه،أنى ميهمنيش الفلوس قد انى أرد جزء صغير من فضل الحچه هدايه عليا،أنا كل اللى فيها بت بنتى،ربنا خلجها بعيب إنها خارسه،وروحنا بيها لدكاتره كتير وأستعجبوا إزاى خارسه وبتسمع،بس ده أمر ربنا بجى الحمد لله وبنتها دى جاعده معايا دايماً تاخد بحسى ومتعلجه فيا بزياده،هى عندها خمس سنين.
تبسمت هدايه وقالت:وفيها أيه يا وصيفه هاتيها معاكى والنبوى يشوف لها حضانه جريبه من إهنه وكمان يعرضها على دكتور يمكن يكون فى حل وعجدة لسانها تتفك.
فرحت وصيفه وإنحنت على يد هدايه قائله:ربنا يزيد من خيرك يا حجه هدايه،وأنى هبجى تحت رچل،الابله همس اللى معزتها من معزة بناتى هى بتى زيهم بالتمام.
سحبت هدايه يدها من أمام وصيفه تمنعها أن تُقبل يدها وتبسمت،وكذالك همس شعرت براحه مع تلك المراه هى وتلك الطفله الصغيره التى من قدرة الله تسمع ولا تتحدث… ومرت أيام تصحبها أشهر إنتهى الربيع وأقبل الصيف، همس إستعادت جزء كبير من ذاكراتها بفضل الطبيبه النفسيه كذالك زيارات النبوى وهدايه لها غير أحاديثهم الهاتفيه.
لكن حين طلبت منها هدايه العوده الى المنزل، بكت همس وقالت لها أنها غير قادره على مواجهتم، من الأفضل لها أن تظل بنظرهم ميته أفضل من نظرات الإتهام أواللوم و حتى الشفقه منهم لن تقدر على تحملها، الآن، ربما مع الوقت تعود لهم، لكن ليس الآن.
لكن ذات يوم بالصدفه أثناء جلوس همس عصرًا بشرفة تلك الشقه،كان هنالك كافيه كبير فى المقابل للعماره،رأت دخول كارم الى هذا الكافيه عرفته من الصور،لا تعلم لما أرادت ان تراه عن قُرب،بالفعل إرتدت ثيابها ووضعت على وجهها ذالك النقاب التى أصبحت ترتديه كلما خرجت من الشقه خشية ان يتعرف عليها أحد وهى لا تعرفه.
بالفعل ذهبت الى ذالك الكافيه،دخلت إليه،جابت عينيها المكان الى أن وقع بصرها على مكان جلوس كارم،جلست خلف طاوله قريبه منه،رأت تلك البسمه التى شقت شفتاه حين نهض يسلم على أحد الأشخاص،تعجبت ذالك الشعور الجديد عليها لما اليوم تتمعن بملامح كارم بهذا الشكل تضارب بعقلها وقلبها الأحاسيس ماذا يعنى لها كارم،هى إستردت ذاكراتها كلياً،جلست فى المقابل له الى أن نهض ودفع الحساب وغادر الكافيه،عادت الى الشقه،تبسمت لتلك الطفله الصغيره التى تفاجئت أن إسمها همس هى الآخرى وسمتها جدتها تذكراً لهمس التى أرضعتها ذات يوم مع إبنتها،كانت تحب الأسم وظل عالقاً برأسها،لكن همس الصغيره ولدت بلطف من الله معها،صماء حديثها همهمه غير مفهومه لمن لا يعرفها لكن ببقائها معها لوقت تعودت وفهمت همهمتها وأصبحت صديقتها الصغيره،او كما تنعتها إبنة أختها بالرضاعه…
مر وقت آخر،أثناء زيارة النبوى لها فى يوم أخبرها أن سلسبيل ستتزوج.
فرحت بداخلها لكن سرعان ما غص قلبها،سلسبيل تتزوج بعد وفاتها بأشهر قليله أتكون نسيتها،جميعهم نسوها،تآلم قلبها المجروح،لكن تعجبت حين علمت بمن ستتزوج سلسبيل…قماح!
سلسبيل كانت ربما لا تكره قماح،لكن كانت تتجنب مجلسهُ،كما أنها كانت تقول أنه هوائى من ناحية النساء
لم تظن أن سلسبيل جُبرت على هذا الزواج فالأيام قادره على التغيير من المشاعر،وأكبر مثال على ذالك هى،كيف تغيرت مشاعرها اليوم عن الأمس القريب التى رأت فيه كارم،التى كانت سابقاً لاتراه أكثر من أخ،اليوم ليس كذالك،كما أن مشاعرها ناحية قماح إنكشفت حقيقتها أمامها اليوم،لم تنسى حزنها يوم أن تزوج ب هند كم شعرت بالتعاسه وقتها،اليوم تبتسم،لكن كل ما يشغل بالها سلسبيل تمنت أن تراها عروس،لكن كيف.
فكرت،وفكرت،وعقدت النيه ستحضر عُرس سلسبيل…
بالفعل إتصلت على النبوى يوم عُرس سلسبيل صباحاً،ذهب إليها..
جلست معه تقول:
عمى أنا هحضر فرح سلسبيل.
تبسم النبوى وقال:بجد الفرح كده هيبجى فرحين،فى جلبى،سلسبيل أكتر واحده إتمنيتها تبجى من نصيب قماح…وظهورك هيزود الفرحه فى جلوبنا كلنا.
ردت همس:أنا مش عاوزه أظهر يا عمى أناهحضر متنقبه زى ما بقيت بنزل للشارع بالنقاب،عمى أنا لسه مش قادره عالمواجهه،مش جاهزه ليها،وبعدين أفضلى تنسونى زى ما حصل كده،بعد موتى بكام شهر أهو فرح فى دار العراب.
نهض النبوى وقال لهمس قومى غيرى البيجامه اللى عليكى دى يا همس وتعالى معايا،مش عاوزه تحضرى فرح سلسبيل،ومفكره إننا نسيناكى،لازم تشوفى حاجه بعنيكى ووجتها أحكمى بنفسك.
رغم تعجب همس لكن بدلت ملابسها وإرتدت نقاب على وجهها،وذهبت مع عمها،تعجبت أكثر حين دخل بها الى المقابر الخاصه بهم،تركها وإبتعد عنها لكن قبل ذالك قائلاً:أكيد فاكره مكان قبر چدك الله يرحمه،حتى لو مش فاكره المكان فى يافطه مكتوب عليها إسمه… أنا هستناكى هناك فى العربيه، لحد ما ترچعى
بالفعل ذهبت همس الى مكان قبر جدها…لكن قبل أن تقترب من القبر تفاجئت بالواقف أمام القبر يضع زهره صفراؤ اللون على قبرها وتدمع عيناها يتحدث لمن بالقبر،علمت أن هذا القبر الجميع يعتقد أن همس مدفونه به…وقفت صامته تتابع همس كارم تتمنى أن تكون بداخل القبر تتسمع لما يقوله…
لكن فجأه شعرت بشى يلعق قدمها،إنخضت وخرج منها صوت مسموع،أنتبه له كارم،فنظر ناحية الصوت
تصنم لدقيقه وهو ينظر لها،سار فجأه ناحيتها،لكن همس حين نظر لها إرتبكت وحين رأته يتقدم ناحيتها إرتجفت لم تدرى بنفسها وهى تجرى من أمامهُ تقطع المقابر التى كانت تخشى المرور من أمامها سابقاً الآن هى بداخلها تجرى هرباً من كارم…
بينما كارم دخل له شعور أن تلك التى كانت واقفه يعرفها جيداً.
هربت همس بسيارة النبوى، تبكى ذالك العاشق لها كيف يوماً كانت ترفض مشاعره التى كانت ظاهره لها،عاقبها الله على ذالك ببعدها عنه ليس عنه فقط،بل عن جميع أحبائها.
بالطريق توقف النبوى قائلاً:
إتأكدتى إننا نسيناكى،لسه عند رأيك ليه يا همس مش عاوزه ترجعى خايفه من أيه،أنا وجدتك لغاية دلوقتي دافنين سر إنك عايشه بسبب طلبك.
ردت همس:مسيرى هرجع يا عمى بس لسه مش جاهزه للرجوع،ودلوقتي أنا هحضر فرح سلسبيل زيي زى أى حد مدعى للفرح…بالفعل بعد وقت كانت تجلس بين النسوه،ولإنشغال الجميع بالفرح المُصغر لم ينتبه أحد لوجودها حتى هدايه التى قالت فيما بعد للنبوى لو كان أخبرها أن همس بالمنزل ما كانت جعلتها تخرج منه وكانت أفشت سر انها مازالت على قيد الحياه…لكن فات الآوان..
بدات تمر أيام لاحظت همس مجئ كارم لذالك الكافيه كثيراً…كانت تراقب الكافيه من شرفة الشقه وحين تراه كانت تنزل وتدخل للكافيه،حتى ذالك اليوم التى إصطدمت به همس الصغيره،ربما كان القدر يريد أن تظهر أمام كارم،يومها كانت تحدثه وهى ترتجف من داخلها…
أخبرت عمها عن لقائها بكارم،وأنه يتردد كثيراً على ذالك الكافيه،وتكررت لقائتها بكارم لأكثر من مره حتى أنه فى إحدى المرات حاول الحديث مع همس الصغيره لكن لم ترد عليه وردت بدلً عنها هاميس
،بحث عمها فى ذالك الآمر وأكتشف ان كارم عرض على مدير الكافيه شراؤه،فكر النبوى وسبق كارم وأشترى الكافيه هو وسجله بأسم همس بوقت قصير للغايه.
وها هى أمامه الآن بعد أن أكتشف من تكون
عادت همس من التذكر،يديها ترتعش ليست يدها بل جسدها بالكامل كما انها تبكى،
نهض كارم من مقعده وجلس بالمقعد المجاور لهمس ومد يدهُ وأمسك يدها فى البدايه بتردد سُرعان ما ضغط عليها بقوه وقال بشفقه:كفايه يا همس بلاش تكملى الباقى دلوقتي.
سحبت همس يدها من يد كارم سريعاً بخوف،وكادت تنهض.
تعجب كارم من ذالك هو شعر برعشة يد همس حين وضع يدهُ عليها
لكن قال لها:همس لازم ترجعى معايا وتواجهى الجميع إنك عايشه.
عادت همس تجلس قائله:لأ مش هرجع يا كارم أنا مش قد المواجهه مش هتحمل لا لوم ولا عتاب ولا إتهام الأفضل لهم يفضلوا فاكرين إن همس مبقتش موجوده…أنا فرحت لما سلسبيل إتجوزت من قماح.
رد كارم بمفاجأه:يمكن سبب عدم رجوعك لدار العراب إنك مش قادره تتحملى إن قماح بقى جوز أختك سلسبيل.
تفاجئت همس قائله:قصدك أيه؟
رد كارم:أنا كنت عارف إن عندك مشاعر ناحية قماح يا همس أوقات كنت بكرهه،كان نفسى تبصلى بنفس النظره اللى كانت عينيكى بتلمع بيها لما كنتى بتشوفى قماح وكمان لما كنتى بتحاولى تلفتى نظرهُ ليكى،بس هو عمره ما شافك غير همس بنت عمه.
تفاجئت همس وقالت:مش هكدب يا كارم ولا هكذب كلامك ده،بس هتصدقنى لو قولتلك إنى بلوم نفسى إنى فكرت فى يوم إنى كنت مش هقول بحب قماح،كنت معجبه بيه مش أكتر،بس يوم زفافه هو وسلسبيل إتأكدت إنى كنت مراهقه عاجبها الشاب اللي له كلمه وسط الكبار،كان إعجاب مش أكتر من كده،موصلش لحب.
رد كارم:طب مفيش حد تانى وصل لقلبك.
تبسمت همس دون رد.
تبسم كارم هو الآخر وقال:أفهم من سكوتك ده إنك موافقه على عرض بابا،إننا مش بس نتشارك فى الكافيه ونتشارك فى الحياه كلها،وأنا موافق يا همس إنك تفضلى بعيد عن العيله،بس متأكد فى يوم هتكملى لى سرد بقية اللى حصل،ووقتها هنرجع للعيله وإيدينا فى إيد بعض زى كده.
أنهى كارم قوله وأمسك يد همس…لكن همس إرتجفت وسحبت يدها من يدهً بخوف وتدمعت عينيها.
غص قلب كارم، يبدوا أن ما حدث بالماضى ترك أثراً على همس هى تخشى إقترابهُ او لمسه لها.
يبدوا طريق عودة هاميس للحياه غير مُمهد وعليه بالصبر والأحتواء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده لمنزل العراب.
بالأتلييه الخاص بسلسبيل
أثناء تشكيل سلسبيل لأحدى المنحوتات بالأتلييه، لا تعلم لما فجأه شعرت بدوخه بسيطه أغمضت عينيها،لترى
طيف رداء أسود لإمرأه مُنقبه لا يظهر من وجهها سوى عينيها العسليه،التى تُشبه عين…همس
فتحت سلسبيل عينيها سريعاً تُفكر فى ذالك الخاطر التى رأتهُ شرد عقلها همس فى الفتره الأخيره أصبحت تأتى بخاطرها كثيراً فى بداية موتها لم تكُن تأتى بخاطرها…أيكون مثلما قالت هدى قبل قليل همس تريد إخبارها بشئ قد يُظهر برائتها،يا ليت هذا يحدث وتظهر براءة همس وقتها سترفع رأسها أمام ذالك القاسى قماح الذى يستغل سيرتها أحياناً كثيره من أجل أن تخضع لما يُريدهُ مُتقبله بصمت.
فى ذالك الأثناء دخلت هدى عليها وجلست على أحد مقاعد الغرفه ونفجت أوداجها تقول:
أنا حاسه بملل فظيع،بقالى فتره طويله يمكن من بعد ما خلصت إمتحانات مخرجتش من البيت،كنا فى الأول بنسلى بعض،بس من يوم ما أتجوزتى من قماح،وأنتى بقى معندكيش وقت ليا،كم ساعه بالنهار،لكن لما قماح يبقى فى البيت بيبعدك مش بس عنى،عن الكل،يظهر جدتى كان عندها وجة نظر وإن الواد قماح ده بيحبك،بس بيدارى.
سخرت سلسبيل وهمست لنفسها قائله:هتقوليلى،ده بيعشقنى لدرجة متتصورهاش،كله بالعنف أو الغصب أو المعايره،بس كله علشانك يا يهون.
نهضت هدى تقول:بقولك أيه يا سلسبيل مش معاكى رخصة قيادة سيارات.
ردت سلسبيل:أيوا بابا إستخرج ليا رخصه من فتره،بس بتسألى ليه.
ردت هدى:أيه رأيك نخرج شويه فى عربيه بره فى الجنينه وأكيد السواق سايب المفاتيح فيها.
تبسمت سلسبيل بموافقه وتفهم:قصدك نهرب من البيت نتهوى شويه.
تبسمت هدى وقالت:ونشم عوادم السيارات وريحة أكل المطاعم وناكل من الشارع ومش بعيد بابا يجى القسم يضمنا،زى اللى حصل قبل كده وهمس كانت…
صمتت هدى تشعر بغصه قويه فى قلبها،كذالك شعرت سلسبيل،لكن قالت:لأ متخافيش المره دى معايا رخصة قياده وكمان نشغل Gps عالطريق يعرفنا الطرق المخالفه،ومنوقفش فى مكان الونش يشيل العربيه زى المره اللى فاتت.
تبسمت هدى قائله:طب أيه مش يلا بينا نتصرمح فى الشوارع شويه.
تبسمت سلسبيل قائله:يلا بينا،هطلع أغير هدومى دى…
وأنتى رخصة القياده بتاعتى هتلاقيها فى أوضتى اللى فى شقة بابا فى درج التسريحه روحى هاتيها وتعالى ونتقابل عند العربيه.
تبسمت هدى
بالفعل بعد دقائق كانتا الأثنتين بالسياره تبتسمان بمرح.
…..
آتى المساء
أصبحت الساعه فى حوالى التاسعه والنصف.
دخل قماح برفقة ناصر الى غرفة هدايه.
تحدث ناصر:حرمً يا أمى عجبال ما تصلى فى الحرم وأنا صُحبه معاكِ.
تبسمت هدايه ومدت يدها لقماح الذى ساعدها على النهوض من على الأرض وقالت:المره الجايه اللى هروح فيها الحرم النبوى،هاخد قماح وسلسبيل معايا ويكون ربنا رزجهم بالذريه الصالحه اللى تجمع بينهم وتقر عيونهم.
تبسم قماح بموده وآمن على دعائها قائلاً:يارب إن شاء الله.
بينما تبسم ناصر وقال: أمال البنات فين، يا أمى.
صمتت هدايه تنظر لقماح
بينما تلك الحقود قدريه التى يمتلئ قلبها الغلول من محبة الجميع لقماح، هى ليست فقط تكرهه هى تتمنى أن يختفى من الحياه مثلما أختفت أمه سابقاً، لما تعلم لما عاد لهنا مره أخرى، يحصد حب وإعجاب الجميع، لكن لا
لتدخل تشعل فتيل قد يُنهى ذالك الحب الذى يحصده قماح من الجميع، وذالك عن طريق تلك الحمقاء سلسبيل
قماح سبق أن طلق زوجته السابقه بسبب مخالفتها لأمره وخروجها دون إذن مُسبق منه،
يبدوا أن الحظ سيعود لها اليوم
من ملامح قماح،يبدوا أنه لا يعرف الحمقاء سلسبيل خرجت من المنزل، لتدخل وتضع أول شُعله فى عقل ذالك الحقير قماح.
بالفعل دخلت بتلهف وإدعاء قائله: حجه هدايه الساعه قربت على عشره والبنات مرجعوش للبيت أنا خايفه يكون حصل لهم حاجه مش زينه.
تعجب ناصر وقال: بنات مين اللى مرجعوش.
ردت قدريه بتمثيل: أيه ده أنتم متعرفوش ياريتنى ما كنت أتكلمت.
رد قماح: ردى على سؤال عمى.. بنات مين؟
ردت قدريه تدعى الخوف واللهفه: هدى وسلسبيل خدوا العربيه من الجنينه وخرجوا من قبل المغربيه ولحد دلوق مرجعوش…يارب يرجعوا بالسلامه.
نظر قماح لجدته التى تنظر لقدريه بتوعد، إستشف صدق قول زوجة والده…وفتح هاتفه،يتصل على سلسبيل الهاتف يرن ولا أحد يرد.
بينما فتح ناصر هاتفه واتصل على هدى،التى أخبرته أنهن بالطريق عائدين للمنزل،خلال دقائق.
أغلق ناصر الهاتف وقال:هدى بتجول إنهم بخير على وصول.
نظرت قدريه لملامح قماح المتهجمه وقالت:يوصلوا بالسلامه،بداخلها نشوه لديها يقين أن قماح لن يفوت خروج سلسبيل من المنزل دون إذنه دون عقاب منه،تتمنى بداخلها أن يحدث الطلاق بينهما بأقرب،وقتها سيتفرق الجميع من حول قماح،ويصبح مكروه. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا