روايات

رواية سفير العبث الفصل الخمسون 50 بقلم روزان مصطفى

رواية سفير العبث الفصل الخمسون 50 بقلم روزان مصطفى

رواية سفير العبث الجزء الخمسون

رواية سفير العبث البارت الخمسون

رواية سفير العبث الحلقة الخمسون

° التنهيدة الخمسون °
| كُلما لمحت عيني الشمس جائت غيمة مُمطرة لتُخفيها خلفها، ويبدأ الجو في البُهتان.. وتُمطر، ك عازف أنيق يعرف جيدًا مفاتيح حُزنك ليُطربك بمقطوعة تُعيد لك حتى أصغر جِراحك، ك حُزنك على دُميتك التي فقدتها في سن الخامسة، ورسوبك للمرة الأولى في المدرسة.. وخِذلان صادم تعرضت له من صديق تثق به.. من أخبرك أن للسعادة مفاتيح لم يُخبرك أنه من الصعب لأحد أن يمتلكها |
#بقلمي
* قبل ساعات / حفل العيد ميلاد
بدأ العيد ميلاد وراحت والدة عيسى تخبط على أوضته عشان تصحيه هو ومياسة وتعرفهم يجهزوا عشان الناس على وصول ، فتحت مياسة الباب وهي معيطة وبتترعش وقالت بصوت مبحوح وهي بتحاول تتمالك نفسها : أيوة يا ماما هنجهز ونطلع أهو .
بصت والدة عيسى بصدمة لعيون ومناخير مياسة المحمرين من العياط وقالت بقلق : خير يا بنتي أعوذ بالله! حصل حاجة ولا إيه مال وشك ؟
مياسة وهي بتمسح عينيها إبتسمت إبتسامة بهتانة وقالت : مفيش حاجة خلاف بسيط بس ، هنغير بس ونطلع .
والدة عيسى : طب يلا أنا مستنية اهو .

 

 

قفلت مياسة باب الأوضة وبدأت تغير هدومها وهي مكشرة وعمالة تشهق من العياط
بصلها عيسى بحزن وقال : والله ما بحب غيرك، كل الحكاية إني تخيلتها واقفة ف نطقت إسمها من الخضة والرهبة بس
مياسة قالت وهي بترمي المخدة على الأرض بعصبية : أه تخيلتها ، تخيلتها وأنا نايمة في حضنك ! حسستني إنك جايب عاهرة تقضي مصلحتك بس لسه قلبك فاكر حبيبتك القديمة ، صح !
عيسى برق بصدمة وقال : ينفع يعني اللي إنتي بتقوليه دة ؟ أمل صُغيرة طفلة يا مياسة!
قربلها وهو بيلمس دراعاتها وبيسحبها ناحيته برومانسية وقال : بس إنتي مراتي وحبيبتي
سحبت مياسة إيديها من إيده وقالت بقلبة وش : أنا هحضر عيد الميلاد عشان مكسرش بخاطر ماما ويوسف وهتعامل عادي ، بس من فضلك عاوزة أرجع بيتي لما عيد الميلاد يخلص ، تمام ؟
عيسى عينيه لمعت وهو بيبصلها وقال : هنرجع سوا ، بيتنا
مياسة بضيق من اللي حصل : ربنا يسهل
خرجت مياسة من الأوضة وراحت للحمام عشان تغسل وشها وتحاول تفوق من الزعل وتتعامل عادي ، لكن اول ما قفلت باب الحمام عليها وبصت لنفسها في المرايا عيطت جامد وحطت إيديها على رقبتها بخنقة وهي بتقول بصوت عياط : انا بغير .. بحبه وبغير ابعدي عننا بقى ، خرجي شبحك من جواه عشان تعبت أوي أنا!

 

 

غسلت وشها ولمت شعرها لفوق بعدها خرجت وهي بتقول بإبتسامة حلوة لحماتها : أساعدك ف إيه يا ماما؟ مامة عيسى سحبتها على جنب وهي بتقول : مالك يما كنتي بتعيطي ليه ؟ أنا زي أمك ووالله لو عيسى زعلك لا أجيبلك حقك منه
مياسة بابتسامة : لا أبدًا خناقة عبيطة من بتاعة المتجوزين دي متستحقش نزعل من بعض بسببها
خرج عيسى من الاوضة وهو بيقفل قميصه وراشش برفان وظابط شعره وبيبص لمياسة بتتنيحه
مياسة بإبتسامة : إيه يا بابا أعملك فنجان قهوة عشان تفوق ؟
عيسى بجد مش تمثيل زيها : إنتي قهوتي
والدة عيسى : الله الله ، طب مش قدامنا طيب
فضل عيسى باصث لمياسة مبيحركش نظرُه من عليها، راحت حركت وشها بعيد وهي متضايقة عشان كُل لما تحس بحبُه وضعفها ناحيتُه تتعب أكتر
رن جرس الباب ف راحت والدة عيسى تفتح لقت نيللي وأمها واقفين قُدام الباب، رحبت بيهُم ودخلوا.. أول ما والدة نيللي قعدت وشافت عيسى قالتلُه: جيت يا عيسى؟ مش بنشوفك إلا في المُناسبات يعني
سند عيسى بدراعُه على الكومود وقال: وإحنا برضو مش بنشوفك غير عشان تفتحي موضوع الشقة.
والدة عيسى: يوه!
والدة نيللي بصتلُه وإبتسمت وقالت: وهو يابني لما نطلُب نأجر الشقة منكُم إيه الحُرمانية في كدة؟
عيسى برفعة حاجب: إسمها إيه العيب في كدة، والعيب هنا إنك تسلطي بنتك تزن على ودان أخويا عشان كلامك إنتي منفعش، غير كدة دي شقتي أنا ومش عاوز أبيعها ف ريحي دماغك من ناحيتها خالص.
والدة نيللي وهي بتلبس شنطتها: طب يا أم عيسى كُل سنة ويوسف طيب، نستأذن إحنا.. قومي يا بت
قربتلها أم عيسى وهي بتقعدها وبتقول: تعدميني، ياختي عيسى زي إبنك هنزعل بسبب شقة لا إله إلا الله
والدة نيللي بتصميم: معلش طالما عملنا الواجب خلاص مالوش لزوم قعدتنا .
والدة عيسى: بقولك تعدميني! والله لاتقعدي لحد ما نطفي الشمع وتدوقي التورتة، متكسريش بنفس العيال إقعُدي
سحبت مياسة عيسى على جنب وهي بتقول: بالراحة على الناس يا عيسى عيب كدة!
عيسى سحب إيدُه بغضب وعروق وشه بانت وهو بيقول: إسكتي لو سمحتي إنتي متعرفيش خبثُهم
مياسة بتكشيرة من إسلوبه معاها: تمام أنا بس بقولك عشان متخربش عيد ميلاد أخوك.
جت تمشي راح ساحبها عيسى جوة الحمام وهو بيقول: تعالي يا مياسة هقولك كلمة
شهقت وهو ساحبها راح قفل عليهُم الباب.
* في المُستشفى
دخل أخو راغب وهو ماسك شنطة صغيرة وبيدور بعينيه على راغب، أول ما شافُه راح مشاورله بعينيه وقربلُه.. وقف راغب بتعب وهو متعصب وقال: سنة على ما تجيب بنطلون وقميص!

 

 

أخوه وهو بيديه الشنطة أبوك شافني ومسكني تحقيق في الجنينة، المهم روح غير عشان هدومك متبهدلة فعلًا
راغب سحب الشنطة منه وقال: خلاص روح إنت مش عاوز أبوك يقعد يعملك حوارات بسببي، وهبقى أكلمك شات أفهمك الدنيا.
سلم راغب على أخوه ومشي، راح راغب للحمام عشان يغير هدومه وفضل عاصم يهدي في رهف وهي نايمة على كتفه وبتعيط على منال أختها.
* داخل فيلا بدر الكابر
بدر بعصبية: بطلي عياط وفهميني، يعني إيه قالك لمي حاجتك إنتي والبنت عشان هتسافروا! حصل حاجة في شُغله يعني؟
قاطعت سيا كلامهُم وهي خارجة من المطبخ وماسكة مج نسكافيه وبتقول بعصبية: شُغل! هو اللي بيعمله دة بتسميه شُغل؟ متنقطنيش يا بدر!
قعدت سيا وبصت لبنتها اللي بتعيط برفعة حاجب وقالت: وأنتي متتعبيناش أنا وأبوكي أكتر وياريت تقولي في إيه
عدلت سيليا وشها وقالت: معرفش ماله معرفش مفهمتش، كُل اللي قالُه إن حياتنا سوا خطر عليا وعلى البنت
بدر: وهو بروح أمه جاي يعرف دة بعد ما خلاص بنتك بقت طول رُكبتك!
سيليا بعياط: هو في حاجة مضيقاه يا بابي، عزيز مش طبيعي كُل ما أشوفه ألاقيه مُنهك ومتوتر وحزين.. عينيه ونظراتُه حزينة.
خرج بدر الفون من جيبُه ف بصتلُه سيا بتكشيرة وهي بتقول: بتتصل عليه؟
بدر بضيق: أيوة بشوفه فين! عاوز أفهم ماله.
* في فيلا عزيز
رجع الفيلا عشان يتطمن على سيليا وسيلا جهزوا نفسهُم ولا لا، لقى فونه بيرن ورقم بدر الكابر ظاهر على الشاشة.. مسك الفون ورد وهو بيقول: أيوة.
زعق بدر وقال: تك أوة! في خلال نُص ساعة تكون قُدامي هنا في بيتي.
عزيز بضيق: سيليا عندك؟
بدر بحزم: نُص ساعة مش هتكلم تاني.. يلا.

 

 

قفل بدر في وشه ف رمى عزيز الفون وأتكسر وهو بيقول من بين سنانه: لازم تروح تتنيل لأبوها.
خرج عزيز من الفيلا وهو بيقول للحرس: قفلوا الابواب عشان سيبتها مفتوحة، وواحد منكُم يلملم فوني مكسور على الأرض جوة وياخده يوديه تصليح.
الحرس بطاعة: أوامرك يا قائد.
ركب وراح لفيلا حماه بدر الكابر، ودخل.
بدر وهو بيطفي سيجاره الفخم: إتفضل أقعُد يا عزيز بيه، فهمنا إنت شخصيتك إيه إنهاردة
عزيز بإستغراب: نعم؟
بدر: كل يوم بحالة! وبنتي ذنبها إيه تمرمطها معاك وتعيطها.
عزيز بعصبية: ذنبها مبتعرفش تحفظ سر البيت وعلى طول بتجري عليكُم تدخلكُم.. أنا جوزها والأخق والأدرى إيه الأمان ليها هي والبنت
وقف بدر وقال بعصبية أكتر: إلزم حدودك! اللي بتتكلم عنهُم دول بنت وحفيدة بدر الكابر، ومفيش مخلوق من حقه يسربهم زي قطط البيت من غير علمي بالتفاصيل إنت فاهم!
سيا وهي بتغمض عينيها: السُكر هيعلى عليك يا بدر بالراحة يا حبيبي التفاهُم بهدوء.
بدر بتبريقة: هو أنا مش قولتله إترزع نتكلم راجل لراجل؟ بدأ يهلفط بالكلام ف يستحمل.
عزيز وهو بيكور إيدُه: أنا مبهلفطش! اللي مسفرها مع بنتك دي بنتي برضو وطول ما أنا عايش محدش ليه يحدد مصيرها غيري
بدر وهو بيلف حوالين عزيز: تقدر تفهمني هيسافروا برة فين؟ عن الست جايدا وإبنك يعني عاوز تقعدها مع مراتك الأولانية، مش كدة؟
عزيز بتكشيرة: دة قراري وأنا حُر فيه
زعقلُه بدر وقال: ما تظبُط كلامك يالا! أنطق في إيه خايف منه يمكن أساعدك!
لف عزيز وبص في عيون بدر وقال: بُصلي كويس، أنا من صُلب توفيق لكن مش زيُه عشان أخاف، وأنت لما شوفتني أعتقد تأكدت من دة.. أنا كُل خوفي على مراتي وبنتي.
بدر: أيوة من إيه!
نقل عزيز نظراتُه لبدر مرة ولسيا مرة بعدها قال: معنديش حاجة أقولهالك غير إنك لو مخلتهمش يسافروا، ذنبهُم هيكون في رقبتك
خرج عزيز من الفيلا وراه دعوات سيا: حسبي الله ونعم الوكيل فيك لو بنتي هيطولها أذى بسببك، كانت جوازة الشوؤم
بدأت سيليت في العياط ف خرج بدر الكابر الفون من جيبُه وهو بيقولها: ولا يهمك يا بابا خليكي معانا هنا وسيبيه أنا هعرف وراه إيه، هقدر أحميكي كويس متقلقيش

 

 

سيليا بعياط: يا بابي أنا خايفة على عزيز.
بدر: لا متخافيش عليه.. هعرفلك في إيه، قومي إغسلي وشك وإقعدي مع سيلا فوق عشان متخافش
طلعت سيليا راحت سيا قالت لبدر: بتتصل بمين؟
بدر بتركيز: بقاسم الكاشف، مفيش غيرُه هيعرف قرار الموضوع.
* في العيد ميلاد
قعد واحد مع الجيران مسك دماغ عيسى كلام مش سايبُه عن الأسعار والدنيا وكُله.
ومياسة كانت قاعدة مع جارة تانية بتقولها: بس إنتي شكلك بت حركة كدة ونغشة
مياسة بإستغراب: إزاي يعني مش فاهمة؟
الجارة: أصل عيسى دة زينة شباب الحارة وولادها.. واد جدع كدة متأصل، بس بختُه قُليل.. أتحسر يا حبة عيني لما أمل ما_تت.. راعي معاه الحتة دي وإحتويه هو حنين أوي أوي.
حطت مياسة رجل على رجل بحركة تلقائية غير مقصودة وإبتسمت وهي بتبُص لعيسى اللي قاعد قُدامهت ورافعة حاجب، بعدها نقلت نظرها للجارة وقالتلها: واضح إن حضرتك تعرفيه أوي.
شربت الجارة حبة بيبسي وقالت: أومال، مش جيران والدنيا عندنا هنا بنتعامل ک عيلة مش مُجرد ناس عايشين في نفس الحتة.
مياسة بتنهيدة: قولتيلي.
بص عيسى لمياسة وأول ما عينيها جت في عينيه شاورلها على رجليها اللي باينة وهي حاطة رجل على رجل، راحت شادة الفُستان لتحت راح عيسى حركلها راسه يمين وشمال بعد كدة شاور بإيدُه إن نزلي رجلك.
نزلت رجليها وقامت وقفت عشان تشوف لو حماتها محتاجة حاجة
الراجل اللي قاعد مع عيسى: أومال فين يوسف، مش هيطفي الشمع ولا إيه!
* في بلكونة الشقة
نيللي وهي بتحُط إيديها فوق إيد يوسف: إنت أتضايقت مني أنا وماما؟ صدقني يا يوسف أنا بحبك عشان كدة عاوزة مصلحتك.. الشقة دي مش هتفرق مع عيسى أخوك في حاجة لكن هتفرقلك إنت!
بصلها يوسف بطرف عينُه وقرر يسحبها في الكلام وقال: ليه بقى! يعني إشمعنى هتفرقلي ومش هتفرق لعيسى! دة بالعكس دي مُهمة عند عيسى أكتر مني، بحُكم إنها شقة أمل وبتاع.
رجعت نيللي شعرها لورا من على وشها بسبب الهوا وهي بتقول بعيون زايغة: لا معتقدش إن دة بس السبب.
سند يوسف على السور وهو بيجُرها للكلام وبيقول: أومال؟

 

 

قربت نيللي ليوسف وسندت على السور زيُه وقالت: يا يوسف الشقة دي فيها حاجة هتغير من حياتي وحياتك وتخلينا في مستوى أخوك المادي من غير تعب
كشر يوسف بإستغراب وضيق عينُه وهو بيقول: إزاي يعني؟
بصت نيللي وراها بعدين رجعت بصت ليوسف وقالت بهمس: زمان.. قبل الحادثة دي، عمو أبو أمل جه لبابا ومعاه شنطة.
يوسف بتركيز: وبعدين؟
كملت نيللي وقالت: وقاله إنه محتاج يخبيها عنده عشان الأمان بس بابا رفض.. خوفًا عليا أنا وماما من أي مصايب، ف عمو أبو أمل قال لبابا ييجي الشقة يساعدُه يخبوا الشنطة هناك.
يوسف: وإنتي عرفتي الكلام دة منين؟ قبل الحادثة إنتي كُنتي صغيرة أعتقد.
نيللي: ماما سمعته وحكتلي.. ولما بابا حكى لماما عن اللي شافه في الشنطة قال حاجة بملايين.. شوف تمنها كام دلوقتي لو لقيناها.
يوسف بصدمة: عمل كدة ومراتُه وبنتُه في البيت!
نيللي: معرفش التفاصيل دي أوي أنا بحكيلك اللي حصل مش أكتر، معرفش هدد مراتُه ولا هي خافت ولا مكانتش في البيت أصلًا ساعتها معرفش
فتح يوسف بوقه من الصدمة ف لمست نيللي إيدُه وهي بتقول برجاء: عشان خاطري يا حبيبي فكر، عاوزين نطلع من الحارة الفقر دي ونعيش في مستوى كويس.. والشقة نبقى نرجعها لأخوك بعد فترة بس ناخُد اللي فيها، أنا حكيتلك عشان تتشجع وتطلُبها متفتكرش إني طمعانة فيها لشيء
سحب يوسف إيدُه بعصبية وقال: ومقولتليش ليه من الأول؟ كُنتي عاوزة تاخدي الحاجة لنفسك إنتي وأمك وتدونا صابونة صح!
وشها بهت وقالت بصدمة: إخص عليك ولو نيتي كدة هحكيلك دلوقتي ليه؟ كُل الحكاية كُنت مستنية أفاجئك أول ما أضمن إن الشقة بتاعتنا
يوسف!

 

 

قاطع كلامهُم صوت والدتُه وهي بتقول: يلا يابني الناس بتسأل عنك عاوزين نطفي الشمع.
حط يوسف إيده ورا رقبتُه وقال: ط طيب طيب جاي.
مسك دراع نيللي جامد ف إتخضت ف قالها يوسف: إقفلي سيرة الموضوع دة خالص وإتعاملي عادي جوة سمعاني؟ عدي الليلة دي على خير
سحبت نيللي دراعها وقالت بتصميم: تمام بس فكر في كلامي وشوف مستقبلنا وإنت معاك عربية وفلوس ومستواك حلو.
خرجت ف خرج وراها وهو باصص لعيسى واقف ورا مياسة قُدام التورتة وحواليهُم الناس، شاورله عيسى بإيدُه ف قرب يوسف ووقف جنبه وعيسى بيقوله: كُل سنة وإنت طيب يا عم چو.
إبتسم يوسف وهو بيرُد وبيقول: وإنت بالصحة والسلامة
حطت مياسة الشمعة وهي بتبُص حواليها وبتقول: في كبريت نو_لعها بقى؟
حاوط عيسى جسمها بإيديه وهي مدياله ظهرها وخرج ولاعة من جيبُه وهو بي_ولع الشمعة وبيهمس في ودن مياسة: لا في مانجا أحلى من التورتة.
مياسة بهمس: إتلم
إتعدل عيسى في وقته وبدأوا يغنوا بعد ما والدة عيسى قفلت النور.. ويوسف باصص لعيسى اللي بيغنيله ومبسوط.. لغاية ما خلصوا غُنا وقالوله: يلا إتمنى أمنية وطفيها.
غمض يوسف عينُه وإتمنى وبعدها نفخ على الشمعة وإنطفت.. فتحوا النور وبدأوا يسقفوا ويبوسوا يوسف وبدأ الحج الغُريبي يقطع التورتة بعد ما خلص شُغل وطلع
أثناء تقطيع التورتة قال يوسف لعيسى بهمس: أنا داخل أوضتي تعالى ورايا من غير ما حد ياخُد بالُه.
إستغرب عيسى وشاف يوسف بيتسحب من وسط الناس راح متسحب وراه ودخل الأوضة، قفل عيسى الباب وراه وهو بيقول: في إيه يابني؟
يوسف بهمس: ششش وطي صوتك لاحد يسمعنا
عيسى: يا سلام؟ حاجة مهمة أوي كدة.
بلع يوسف ريقُه وهو باصص لعيسى وقال: أهم مما تتصور.
رفع عيسى حاجب ببُطء وإستنى كلام يوسف.. بدأ يوسف الكلام وهو بيقول: عارف ليه نيللي وأمها مصممين يشتروا شقة أمل؟..

 

 

* بعد عشر دقائق.
خرج عيسى من الأوضة وهو بيحاول يتمالك أعصابُه ولاحظت مياسة دة، قربتله مياسة بقطعة من التورتة وهي بتقوله بهمس: شوفتك بتتسحب ورا يوسف، في حاجة أو قالك حاجة ضايقتك؟
فتح عيسى شفايفُه عشان يرُد عليها لكنُه شاف أمل واقفة وسط الناس وبتلعب بالبالونة
بعد مياسة وهو بيدخُل بين الناس عشان يوصلها.. البالونة كانت على الأرض وبيحركها الهوا.. لكن عيسى كان شايف أمل
قعد على رُكبه وهو بيحرك عينيه على خُصلات شعرها، ووشها الصُغير وتفاصيلها ومُنبهر ومبسوط
والناس شيفاه قاعد على رُكبه باصص للفراغ.. سابت مياسة طبق الجاتوه وراحت قعدت على رُكبها قُدامه وحطت إيديها فوق إيدُه وهي بتقول: إنت بخير؟ الناس واخدة بالها وبتبُصلنا
بدأ الناس ينشغلوا بنفسهُم تاني وعيسى بيغمض عينُه وبيفتحها وهو شايف مياسة قُدامه مبيروحش طيفها زي ما طيف أمل بيروح..
شهق شهقة بسيطة وهو بيقول بتعب: بخير.. أنا بخير وكويس
قامت مياسة وسحبته يقوم معاها من على الأرض وهي بتقوله: طب تعالى إقعُد ناكُل تورتة طيب، تعالى!
قعد جنبها وهو باصص على باب الشقة هاين عليه يقوم يطرُد الناس عشان يدخُل يجيب الأثار من شقة أمل.
* في منزل عيسى الغُريبي
وقف نوح وهو بيلبس الجاكيت وأمير بيقوله: يابني مينفعش تتحرك وإنت في الحالة دي، وكمان البوليس قالب الدنيا عليك عشان اللي حصل مع ليث
نوح بضيق: مش قولتوا مفيش حاجة رسمي لسه ولا تحقيق! أنا لازم أتطمن على رفيف أنا عارف إنها قلقانة.. وحشتني وعندي شعور إني محتاج أشوفها دلوقتي
أمير بهدوء: طب إقعُد هجيبهالك أنا لحد عندك
نوح بصلُه بصدمة وقال: بجد هتجيبها؟
أمير: ياعم هضحك عليك ليه! إديني ساعة وتكون عندك.
قعد نوح تاني وهو تعبان وبص لأمير اللي بيلبس الجاكيت عشان ينزل وقالُه: هو الواد عزيز مرجعش لحد دلوقتي ليه؟
أمير بيتريق: الوااد عزيز! دة لو سمعك هيتعفرت ويتخنلك في صوته يقولك إسمي القائد
ضحك نوح وهو بيقول: على رأيك.. خلي بالك وإنت جايبها خليها تلبس تقيل عشان الجو مبرد
أمير بعد ما عدل لبسُه: متخافش يا حنين.
فتح أمير الباب لقى عزيز في وشه ومكشر، بعد عزيز أمير بإيدُه ودخل إترمى على الكنبة جنب نوح وهو بيتنهد بضيق.
امير: ماله دا؟ هنزل بسُرعة أعمل كول وأرجعلكُم.
قفل أمير الباب ف بص نوح لعزيز وهو بيقول: حصل حاجة ولا إيه؟
عزيز بعصبيتُه المُعتادة: حصل زفت.. يخربيت ليث على بيت اليوم اللي عينوه فيه في الداخلية
نوح قلق وقال: في إيه ما تنطق.

 

 

عزيز بتكشيرة: مفيش مشاكل البيت بس.. إنت صحتك عاملة إيه دلوقتي؟
نوح بهدوء: بخير.. المُهم رفيف جاية هنا دلوقتي
ضيق عزيز عينُه بعدم تركيز وهو بيقول: رفيف مين؟ أااه طب ما دة غلط يا عم!
نوح بنبرة غريبة: قلبي مقبوض مش مرتاح.. حاسس إني عاوز اشوفها وأخُدها في حُضني
رجع عزيز ينام على الكنبة تاني وهو بيقول: طب كويس إنك مجبتلناش سحلية الليالي التانية.
نوح بضيق: عزيز إنت بتخبط في نسواننا ليه؟؟ ومع ذلك محدش بيجيب سيرة مراتك! لعلمك نقدر بس مقدرين حالتك
عزيز بإعتذار: ياعم إهدى مقصُدش.. كُل الحكاية إنها ملهاش أمان
نوح: والله؟ يعني لازم أي ست يكون ليها أمان بالنسبالنا يكون أهلها زي مراتك كانوا شغالين مافيا؟
عزيز: حاجة زي كدة
نوح بضيق: طب وسع عشان إنت مُستفز وأنا مش قادرلك
عزيز بتساؤل: هو عيسى كُل دة لسه في عيد ميلاد أخوه؟
* داخل المشفى
رهف وهي نايمة على كتف عاصم: خلاص قوم روح إنت عشان أختك عُلا.
طبطب على دراعها وهو بيسند دقنُه فوق راسها وبيقول: كدة كدة كُنا هنقضي اليوم سوا، نسيتي؟
رهف بعياط: يوم عن يوم يفرق.. كُنا هنقضيه وإحنا مبسوطين.
عاصم بهدوء: هو مش الحُب إني أكون معاكي في المُرة قبل الحلوة؟ أنا مرتاح وإنتي جنبي مهما إن كانت الظروف.
دخل راغب عليهُم وهو ماسك ساندوتشين من الكافيتيريا وإزازتين مياه وبيقول: حاجة بسيطة عشان بقالكُم وقت طويل هنا.
بصلُه عاصم وإبتسم وقال: كُنت هقوم أجيب لرهف فعلًا، كُلك ذوق.
رهف إتعدلت وبصت لراغب وقالت: يعني جبتلنا ومجبتش لنفسك؟
راغب بتوتُر: أكلت حاجة خفيفة على الواقف كدة، كُلي يا أنسة رهف عشان لما منال تفوق يكون فيكي حيل تواسيها وتخففي عنها.
إبتسمت رهف على إهتمامُه بأختها ف راح راغب قعد بعيد ورجع راسُه لورا.
بصت رهف لعاصم وقالت: تعرف! عُمري ما تخيلت إن منال أختي ممكن تحب وتتحب بسبب مظهرها الخارجي وتعامُلها القاسي.. بس دة شكله حنين أوي وهيراعيها هي تعبت في حياتها كتير بسبب أبويا وبسبب الظروف.
عاصم: شكلُه جدع وراجل فعلًا، بس متبصلهوش كدة عشان مش مزهرية قاعدة جنبك
فتحلها الساندوتش وقالها: كُلي طيب عشان زي ما قالك تكوني فايقة لما منال تفوق
رجعت رهف عيطت تاني وهي بتقول: بس هي تفوق.
لسه جاي يرُد عليها فونه رن ف إدا الساندوتش لرهف وقال: لو بتحبيها كُليه حتى لو قطمتين.
مسكت رهف الساندوتش وبدأت تاكُل ف إبتسم راغب من بعيد.. وراح عاصم على جنب يرُد على الفون
عاصم بهدوء: نعم؟

 

 

ريفان: عاوزة أقابلك ضروري، سيب اللي في إيدك أيًا كان إيه اللي بتعملُه وتعالي قابلني في ****
عاصم ببرود: عندي حجات مُهمة مينفعش أسيبها.
ريفان بنفس البرود: صدقني أنا مش خسرانة حاجة سواء جيت ولا لا، لكن أنا عندي إجابات كتير لأسئلتك.
ضحك عاصم بخفة وقال: إنتي اللي محتاجة إجابات مش أنا، إنتي اللي إتسابتي علني قُدام الكُل.
ريفان بتلميح عشان بيتكلموا فون: هه.. الناس لما تحصل حاجة وحشة لحد يقولك قدر، مبيدوروش على أسباب يعرفوا بيها اللي حصل دة حصل إزاي وليه.. كلامي واضح بالنسبة ليك؟
عروق وش عاصم ظهرت وهو باصص لرهف اللي قاعدة وماسكة الساندوتش وبهتانة بعدها قال: إسبقيني على المكان اللي قولتي عليه وأنا ساعة وأكون عندك
ريفان بخُبث: كدة إبتديت تفهم.. هنزل أهو
قفل عاصم في وشها وراح لراغب قالُه: لو قولتلك في حاجة مُهمة هعملها هتاخُد مني ساعة ساعتين، تخلي بالك من رهف لحد ما أرطع هبقى بتقل عليك؟
راغب بتعب: لا خالص أنا كدة كدة قاعد متقلقش ، خُد راحتك يعني
خبطه عاصم بخفة على دراعه وهو بيقول: مُتشكر
قرب عاصم لرهف وهو بيقول: مودموزيل.. تسمحيلي بس أنزل أعمل حاجة بسُرعة تخُص الشُغل وأرجعلك؟
هزت رهف راسها بمعنى أه ف باس عاصم راسها.. غمضت عينيها ورجعت فتحتهم وهي باصة لعيونه ف قالها عاصم: إنتي الحاجة الوحيدة اللي حسستني بقيمة حياتي من ساعة ما قابلتك.. لا ميراث ولا جنة الفلوس إدوني رُبع شعور من اللي حسيتُه وأنا جنبك
رهف بهمس وهي باصة لعيونه: وأنا كمان.
باس إيديها وهو بيقول وقال: مش هتأخر
مش عاصم وقرر يقابل ريفان عشان يعرف منها تقصُد إيه.
* في منزل الغُريبي
الناس بدأت تسلم وتمشي ف قرب عيسى من مياسة وهي واقفة على الحوض بتغسل الأطباق: أناوهروح البيت أتطمن على الجماعة وأرجع.

 

 

مياسة بسُخرية: جماعة؟ ليه هو إنت إتجوزت غيري؟
عيسى: مش وقت هزار يا مياسة، أنا بعرفك إني نازل بس.
خبطت مياسة الطبق بالراحة وهي بتقول: لا دي مبقتش عيشة بقى، بتديني خبر سيادتك إنك نازل يعني مش مستني رأيي!
عيسى برقلها وقال: هننكد ولا إيه! ما أنا لازم اروح أتطمن عليهُم! وإنتي خليكي هنا لحد ما أرجعلك.
سحبها من رقبتها جامد وباس رقبتها وهو بيقول: ماشي يا مانجا؟
خرج من المطبخ قابل أمه وهي بتكنُس الأرض من الزينة وقالتله: إيه نازل تجيب سجاير؟
بص عيسى حواليه وقال: لا لا.. رايح مشوار صُغير وراجع بس
خرج يوسف من الأوضة بسُرعة وهو بيلبس تيشيرت غير اللي كان لابسه وبيقول: هاجي معاك إستنى.
شاورله عيسى بإيدُه وقال: خليك
نزل عيسى على السلم جري وراح وقف تاكسي.. وقاله على عنوان البيت وإتحرك بيه.
* داخل منزل الرايق
دخل واحد من الحرس وهو باصص للأرض وبيقول: رفيف هانم، أمير باشا برة
صِبا بتعب: جوزي حبيبي، جاي عشان ياخُدني تقريبًا
رفيف: طب خليه يتفضل
دخل أمير وهو بيتنحنح وبيقول: إحم.. يلا يا صِبا عشان أروحك.. وإنتي يا انسة رفيف، تعالي معايا
وقفت رفيف بخضة وهي بتقول: نوح جرالُه حاجة!
بصت صِبا بخضة من كلام رفيف ف قال أمير بسُرعة: لا لا إنتي فهمتي غلط! تعالي بس، يلا يا صِبا عشان أروحك.
حطت رفيف الشال عليها لإنها كانت لابسة فُستان بعدها قالت: طب وأختي الصُغيرة؟
أمير بهدوء: مش هيحصلها حاجة متقلقيش، مش هي نايمة؟
بصت رفيف لأختها وقالت: أيوة.
أمير: طيب الحرس هياخدوا بالهُم منها، يلا بس عشان منتأخرش
خرجت رفيف قُدامهم ف أخرت صِبا خطواتها وقربت لأمير وهي بتقول: بقولك إيه، لو في حاجة قولي أنا عليها عشان البت متتفزعش.
أمير: مفيش حاجة يا حبيبتي، كُل الموضوع إن نوح عاوز يشوفها وأنا عاملهالها مُفاجأة
صِبا بإبتسامة: طب حلو والله رفيف هتفرح، وبالنسبة للحيوانة اللي جوة اللي عاوزة تُخرج عشان تبلغ عنكُم؟
أمير بص لباب مكتب نوح المقفول وقال: الحرس موجودين برضو.. يلا بس
خرجوا سوا من البيت وركبوا مع أمير، إتحرك بيهُم وخرج من البيت.

 

 

* في العربية
صِبا لأمير: ما تاخُدني معاكُم إختصارًا للوقت؟
أمير: لا الجو برد وهتتعبي، بعدين لازم ترتاحي عشان ضهرك والحمل مش هتفضلي طول الوقت برة البيت كدة دة الفجر كام ساعة وييجي.
رفيف بتساؤل: هو إنتي عارفة إحنا رايحين فين يا صِبا؟
صِبا وهي حاطة إيديها على بطنها: لا يا قلبي أنا بقول بدل ما اروح أجي معاكُم يعني وخلاص.
رفيف حولت سؤالها لأمير وقالت: طب طمني من فضلك أنا قلبي هيوقف.
أمير وهو سايق: صدقيني مفيش حاجة.. كُل الحكاية هاخدك مشوار صُغير وهرجعك بعدها.
فضلت رفيف تهز في رجليها طول الطريق من التوتُر والفضول، وأمير بيبُصلها في مراية العربية الأمامية عشان يشوف ريأكشنات وشها.
* في منزل عيسى.
دخل البيت لقى نوح وعزيز قاعدين جنب بعض وساكتين.. خد عيسى نفسه وهو بيقول: في حاجة حصلت؟
رفع عزيز راسُه وبص لعيسى وقال: حاجة إيه؟
عيسى وهو بيبُصلهُم: أنا اللي بسأل! إيه سكوت المقابر بتاعكُم دة؟
عزيز بضيق: وإنت عاوزنا نعمل إيه؟ نقوم نرقُص يعني؟
بص عيسى لنوح وقال: أومال فين أمير؟
نوح بألغاز: خرج يجيب حاجة حلوة وجاي
رمى عيسى علبة السجاير بتاعتُه على الترابيزة بضيق بعد ما خرجها من جيبُه وقال: ما تخلصوا يا جدعان الواحد مش ناقص! دة إنت إسم على مُسمى يا جدع
ضحك الرايق وهو بيقول: زي ما قالك عزيز بالظبط، عاوزنا نعمل إيه قاعدين ساكتين عادي مفيش مصايب ولا زفت.. أمير نزل يجيب رفيف وجاي في الشكة
عيسى بصدمة: رفيف مين! ياعم مش وقته بجد
نوح بتعب: أنا قلبي مقبوض وحاسس إني عاوز اشوفها إنهاردة إنت مالك يا جدع، هتذلنا عشان قاعدين في بيتك!
خد نوح نفس عميق وقال: لو تعرفوا اللي جرالي إنهاردة.. دماغي هتن_فجر
عزيز: مش أوسخ من مشاكلي مع حمايا
عيسى بإنفعال: ياعم مش مشاكل عيلة ولا مشاكل عادية خالص، الدهبي والخولي والمايسترو لما..
لسانه إتش_ل ف غمض عينُه وكمل وقال: لما أخدوا مني أمل كانوا بيدوروا على أمانة خدها أبو أمل منهُم وإعتبروها خيانة.
ضيق الرايق عينُه بتركيز بعدها غمز بتساؤل: أمانة زي إيه يعني؟
عيسى وهو بيرجع شعرُه لورا: ما أنا معرفش زي إيه.. المايسترو الله يجحمه رغم ثقته الكبيرة فيا وإنه كان مسلمني رقبته في الشُغل بس مجابش ليا سيرة الحكاية دي خالص ولا إتفتحت قُدامي إلا لما الدهبي سقط كلام عليها وهو سكران قُدامي.. كُل اللي أعرفه إن أبو أمل خد الأمانة دي وخباها في مكان في شقته، اللي هي شقتي حاليًا بعد ما أم أمل الله يرحمها إننازلت لينا بيها ف بقت شقتي وإشتريتها..
نوح بإستفسار: إرجع بالكلام كدة، بتقول خباها في شقته؟ الأمانة اللي بسببها المايسترو وجماعتُه قت_لوا أمل
عيسى بإنفعال مرضي ” الذُهان “: أمل مما_تتش!!
بلع عزيز ريقُه: إهدى يا عيسى، لما خدوها منك يا سيدي يقصُد.
عين عيسى رفت وهو مش مُتقبل الواقع في عقله وقال: بالظبط.. فين في الشقة معرفش هندور بس عاوز واحد منكم ييجي معايا، الحوار دة عرفته من البت اللي اخويا بيحبها.. هي ابو أمل طلب من ابوها يساعده يخبوها
نوح بتساؤل سريع: وأبو البت دي عايش؟

 

 

عيسى: لا.. المهم.. عاوز حد ييجي معايا.
عزيز: ما إنت شايف حالة نوح وتعبه، وأمير لسه مجاش.. إصبُر أمير ييجي عشان ننزل سوا ونروح
عيسى: مش قادر أصبُر أنا قاعد على أعصابي!
ضرب الجرس ف قام عيسى جري فتح الباب لقى أمير في وشه، شاور عيسى براسُه لعزيز ف قام عزيز وراه وهما بيسلموا بالكلام سلام سريع على رفيف اللي دخلت.. اول ما دخلت الشقة وقف الرايق بتعب وهو دايخ وبيبُصلها بتتنيح.
رفيف عينيها لمعت بالدموع وهي بتقول بنبرة إشتياق واضحة: نوح!
جريت عليه وحضنتُه جامد ف إتوجع من بطنُه، بعدت وهي بتلمس بطنُه بصوابعها برقة وبتقول: أنا أسفة! إنت كويس؟
نوح وهو بيلمس خدودها: مبقيتش كويس غير لما شوفتك.
حضنها بالراحة وهو بيغمض عينُه من الوجع: وحشتني ريحة شعرك.. وحُضنك!
حطت راسها على صدره ناحية قلبه وعيونها شلالات دموع مبتسكُتش.
امير بإستغراب: هو عزيز وعيسى راحوا فين؟
* في منطقة المنيل
وصل عزيز وعيسى بالتاكسي ونزلوا منه، شافهُم البوهيمي ف قال لعيسى: أي خدمة؟
عيسى بسلام: حبيبي تسلم.
طلعوا على السلم ف قال عيسى لعزيز: هجيب المُفتاح من جوة وأجيلك، وكمان عشان لو وصلهُم صوت من الشقة اقولهم بنظبطها أنا وصاحبي.
عزيز: تمام.
دخل عيسى يجيب المُفتاح ف قابل أبوه.. إتنحنح عيسى وهو بيقول: إيه يا حج.
ابوه: إيه مزعل مراتك منك ليه؟.
عيسى كشر وقال: مزعلها؟
أبوه: أيوة بتعيط وأمك بتهديها جوة.. متبقاش قاسي عليها البت باين عليها بسكوتة مش حملك.
عيسى خد نفس عميق بعدها إتضايق عشان عزيز مستنيه وقال: هشوف بس شقة أمل عشان حاسس إن ريحة المجاري طالعة منها.. هظبط كام حاجة مع صاحبي فيها بعدين هشوف مياسة.
رفع الحج الغُريبي أكمام جلابيتُه وهو بيقول: إستنى أساعدك.
عيسى بسُرعة: لا لا يا حج عشان إنت متوضي وبتاع، معلش حابب أكون مع صاحبي بس.
قالها بحُزن ف حس الغُريبي إن إبنه متأثر وجايب حد يشاركُه همومه راح قال: خُد راحتك يابني.. خُد راحتك.
دخل عيسى بسُرعة جاب المُفتاح من اوضته لقى مياسة وأمه قاعدين على السرير، سحب المُفتاح وأمه بتناديه راح قالها بصوت عالي وهو طالع لبرا: بعدين يماا.. بعدين.
طلع لشقة أمل لقى عزيز لسه واقف، خد عيسى نفس عميق وبص للباب وإيديه بتترعش.. عينيه رفت من الحُزن لكنه تمالك أعصابه لأقصى حد وفتح الباب.

 

 

عمل صوت تزييق وريحة تُراب هلت منه عشان متنضفش بقاله فترة يمكن شهر أو كام إسبوع، دخل عزيز وراه وبص للشقة الصُغيرة في الضلمة.. فتح عيسى النور وهو بيقول: بدفع الكهربا بتاعتها دايمًا.. وبتأك إن اللمبات شغالة
عزيز وهو بيقلع الجاكيت: حلو الكلام دة، عاوزين نقلب الشقة على الحاجة اللي الراجب مخبيها، بس إنت إيش ضمنك يا معلم إننا ننلاقيها ما يمكن حد يعرف الحوار وجه خدها
عيسى: معتقدش لإن أم أمل كانت عنينا عليها طول الوقت بحُكم إنها كانت ست كفيفة.. وكمان المُفتاح يُعتبر كان معانا.
عزيز: فُل، يلا نبدأ!
* في منزل العقرب
نوح كان قاعد على الكنبة ورفيف نايمة على صدرُه وبتقول: متتصورش فرحتي لما شوفتك بعيني، كُنت بحلم بيك من كُتر تفكيري فيك وفي اللي حصلك
إتعدلت وبصت لوشه وقالت: أنا مسمحتش ليها تُخرج تبلغ عنكُم حبستها بس خدت بالي منها في أكل وشُرب، أنا مش هسمح لحاجة تبعدنا عن بعض أيًا كانت هي إيه
إبتسم نوح وقال ببحة تعب: بقينا نقول كلام حلو ومنتكسفش أهو، بس خدودك لسه بتحمر.. ودي أكتر حاجة بحبها فيكي يا من يرف القلب لها
إبتسمت وهي بصالُه وقالت: لسه فاكر تخليني أشوفك إنهاردة؟
نوح وهو بيشيل الوشاح عن شعرها وبينزله بإيدُه قال: قلبي مبطلش دق.. كان محتاج فعلًا يشوفك، ولما شوفتك هدي.
حضنتُه رفيف بهدوء تاني عشان حالتُه وقالت: أنا بحبك أوي..
شد عليها نوح في حُضنه وقال: أنا اللي بحبك.. من قبل ما تحبيني ومن أول ما شوفتك.
أمير كُل دة قاعد في المطبخ بيتكلم واتس مع صِبا.
* بعد ساعة ونصف / شقة أمل
عزيز كان بينهج من التعب وهو وشه عليه عرق وبيقول: وبعدين؟ قلبنا الدنيا مش لاقيين حاجة ما جايز دافن الشنطة تحت السيراميك!
ضرب عيسى في الأرض برجله بغيظ وقال: ياعم سيراميك إيه ماهو متنيل ثابت أهو وبعدين هيعمل دة إزاي مش سهل الحوار!!
عزيز: أنا برأيي حبيبة أخوك بتحور..
عيسى: بتحور إزاي وهي هتحور ليه وهتعرف منين حوار الأمانة دة! بالفعل سبب كل البلاوي خيانة أبو أمل ليهُم!
خبك عيسى الحيطة اللي جنب باب الحمام بإيدُه جامد وقال: يخربيت أم النحس.
فتح بوقه بتبريقة وهو باصص لعزيز اللي كان واقف حاطط إيدُه في وسطه وبيتنفس بسُرعة، لما شاف نظرة عيسى راح محرك دماغه بمعنى إيه!
عيسى بلهفة فضل يلمس باقي الحيط لقاه جامد راح قال لعزيز: الحيطة من الناحية دي تحسها خشب مدهون!! عاوز شاكوش ولا حاجة اكسرها بيها!!!

 

 

عزيز: ثواني أنا شوفت فاس في البلكونة بتاعتهُم
عيسى بلهفة: هاتُه بسُرعة!
جري عزيز يجيب الفاس و إداه لعيسى
عيسى كان ماسك الفاس وبيخبط في الحيطة في شقة أمل وعزيز وراه وهو بيبُص بصدمة.
خرج عيسى قطعة أثار وهو بيبُص بصدمة لعزيز اللي فاتح بوقه وبيبُص لعيسى
عيسى إفتكر كلام المايسترو عن أبو أمل: دة خاين ومرجعش الأمانة لصحابها.. وكان تمن خيانتُه روح بنتُه
إفتكر كلام أمه عن إن أم نيللي عايزة الشقة راح قايل بنبرة غلط: يا ولاااد الكااالب.
عزيز: يعني حبيبة أخوك مبتحورش والزلية أمها عارفة وعايزة الشقة عشان كدة!
عيسى بصدمة: عشان دة! أخدوا مني أمل؟؟
جه عيسى عشان يرمي الأثار في الأرض ف مسك عزيز إيدُه وقال: بتعمل إيه؟ مش كفاية صوت الفاس اللي مليون في المية أبوك هيسألك عنُه!
حطُه عيسى على الأرض وضم رجليه لصدرُه وهو باصصلُه بضيق وعينيه إحمرت وقال: ملعون أبو الفلوس اللي خلتهم يحرموني منها.. أنا عيشت أيام سودا بسبب اللي عملوه
عزيز قرب لعيسى يواسيه وقال: يمكن لأول مرة هتسمع من الكلام دة.. بس مياسة عوضتك متنكرش، وأنا عارف إنك بتحبها.
عيسى بعيون حمرة: بحبها بس موجوع.. وجع زحب في نفس القلب مش قادر اتعايش معاهُم.
بلع عزيز ريقُه وقال: طب هنعمل إيه في موضوع التمثال دة؟
عيسى وهو بيبُصله: هناخدُه للرايق.
عزيز بتبريقة: إنت إتجننت؟؟ عاوزنا ننزل بيه عادي في الشارع كدة.
عيسى بنفس تبريقة عزيز: أيوة زي ما هو جابه زمان ودخل بيه المنطقة عادي كدة
عزيز من بين سنانُه: زمان غير دلوقتي! إحنا وضعنا مُختلف البوليس مستني لينا على غلطة!
عيسى: بالعكس زمان أوسخ، جماعة المايسترو بنفسهُم كانوا بيدوروا عليه.. ودة مُثلث إبن ستين في سبعين زي ما إنت عارف..
طب قوم إغسل وشك وظبط نفسك عشان ننزل..
عيسى: خليك هنا لحد ما أجيب شنطة فيها قميصين نخبي الزفت دة وسطهُم.. وأغسل وشي بعدها أناديك تدخُل تغسل وشك وتظبط نفسك
دخل عيسى الشقة بعدها دخل على الحمام على طول وقفل الباب من غير مُفتاح.. قلع قميصُه وبدأ يغسل نفسه على الحوض.. دخلت مياسة الحمام وقفلت الباب وراها وهي بتبُصله
عيسى: بعدين يا ماسة، بعدين يا حبيبي
مياسة: دلوقتي! تفهمني نزلت تعمل إيه ورجعت مع عزيز ودخلتوا شقة أمل ليه؟
لف عيسى وبصلها وقال: بتراقبيني؟ إيش عرفك إن عزيز هنا!

 

 

مياسة بعياط: جاوب على سؤالي، لما مش بتحبني وقلبك مشغول إتجوزتني ليه..حرام عليك أنا بتعذب.
بدأت تعيك وهي لاوية بوقها.. قربلها عيسى بصدره العريان والمياه بتنقك من شعره ومسك وشها بين إيديه.. وخلاها تبُصله
أول ما بصتلُه عينيه راحت لشفايفها و..
* بعد نص ساعة / شقة أمل
عزيز بضيق: الله يخربيت أهلك يا عيسى كُل دة تأخير!
إتفتح باب الشقة ودخل عيسى وهو بيلبس الحزام بتاع بنطلونه وبيربُطه، رمى الشنطة لعزيز وقال: معلش إتأخرت
رمى عزيز الشنطة على عيسى تاني وقال: حُطه إنت في الشنطة ودخلني الشقة أغسل نفسي.
عيسى بنحنحة: أه صح، إستنى..
حط عيسى الأثار بين الهدوم في الشنطة وقفلها.. بعدها فتح الباب ودخل عزيز يغسل نفسُه في الحمام.
فضل واقف مستني لحد ما خلص وطلع..
نزلوا سوا ووقفوا تاكسي عادي وركبوا معاه.. إتحرك بيهُم عشان يوصلهُم للبيت..
* فجر اليوم اللي بعدُه / قصر أمير الدهبي
شجن هانم كانت نايمة في سريرها.. دخل أمير ووشه بهتان من التعب.. قلع جزمتُه ودخل تحت اللحاف جنب أمه
صحيت شجن وهي بتقول: مين؟
أمير بنبرة حزينة وتعبانة: أنا يا أمي
شجن: مالك يا أمير إتخانقت مع صِبا؟
أمير وهو بيقرب لحُضن شجن قال ببحة عياط: لا بس بردان، إفتكرت وانا صغير لما كُنت بخاف أو ببرد بتاخديني في حُضنك وتنيميني
حضنته شجن وهي بتبوس راسه وبتقول: يا حبيبي يابني، مهما كبرت يا أمير.. أنا حُضني مفتوحلك دة إنت إبني الوحيد وسندي في الحياة.. إيدك متلجة ليه.
أمير ودموعه بتنزل على وشه: ما أنا بقولك بردان.. بترعش.
دفتُه بإيديها وهي بتقول: دلوقتي هتدفى، هتنعس وهتدفى، لما كُنا نروح مصيف كُنت بتفضل بردان طول اليوم كدة متنامش إلا في حُضني..
غرز أمير راسُه في حُضن أمه وقال بإبتسامة وهو بيترعش: وكُنتي بتعمليلي ساندوتشات بانيه، وبرميها في الرمل عشان ماكُلش.
ضحكت شجن وقالت: بالظبط.. طول عمرك مغلبني.
حاوط جسمها بإيدُه وهو بيترعش وقال: هتوحشيني يا أمي، هيوحشني الدفا بتاعك.

 

 

شجن وهي مش فاهمة: طالما بوحشك متنامش جنب صِبا بقى، تعالى نام في حُضني كُل يوم.
امير: ياريت.. ينفع.. أنا ضيعت أيام كتير بعيد عن حُضنك بس كان غصب عني.. هتوحشيني يا ماما.
شجن: يا حبيبي ميوحشكش غالي أبدًا، نام يا ماما.. نام وارتاح
أمير بتعب: أناخايف أغمض عيني.
شجن وهي بتطبطب عليه: لامتخافش النوم جميل، غمض.. غمض ونام.
غمض أمير عينه وشدت شجن اللحاف عليه.
* في غُرفة سيلا
عزيز حضنها من ورا ف فتحت عينيها وهي بتقول: بابي هتنام جنبي؟
ملس على شعرها وقال: لو مش عوزاني أطلع يا بابا
سيلا قعدت في السرير وقالت: لا لا، تيتة نيمتني وقالتلي بابا هييجي وهيصحيكي.. وأنا كنت مستنياك.
عزيز وهو باصص لبنته بإبتسامة: بس تيتة نايمة، وجدو نايم وحتى ماما.. ينفع تفضلي صاحية عشان مستنياني؟ اغنيلك؟ اغنيتنا!
سيلا بسعادة وهي بترجع لحُضن أبوها: أه يارييت
عزيز بهمس عشان هي تنام: في البحر سمكة..
سيلا بنُعاس: سمكة..
عزيز بهمس: بتزُق سمكة.
سيلا: س..
عزيز كمل غُنا وهي بتغمض عينيها وبتفتح بوقها: على الشط واقف صياد بشبكة.. في البحر موجة بتزُق موجة.
وكمل غُنا لحد ما صوته راح من ودانها ونامت نوم عميق
– صباح اليوم التالي-
•أمام قصر أمير الدهبي.
صحيوا على صوت عربيات الشُرطة ملت الجنينة بتاعة القصر.. بص امير من الشباك كإنُه عارف إنهُم جايين.
قام بهدوء ولبس جزمتُه وهو باصص لأمه اللس مفزوعة وبتشد الكُرسي المُتحرك بتاعها: في إيه على الصُبح يا ستار.
نزل أمير ببرود وصِبا لبست الروب بتاعها وهي بتقول لأمير بخضة: في إيه يا حبيبي!!
نزلت وراه وهو مبيرُدش عليها وشجن جريت بالكُرسي بتاعها عند الأسانسير.. نزل أمير لتحت ووقف قُدامهم ف قال الظابط: كويس إن مفيش مقاومة منك، خدوه!
شجن بصويت: تاخدوه فين لا إبني.. ابني الوحيد، دة اللي طلعت بيه من الدنيا.. دة رجليا وضهري في الحيااة
صِبا وهي بتترعش: تاخدوه فين!! أمير هما بيقولوا إيه؟؟
امير وشه باهت وباصص للأرض ومستسلم
صِبا نفسها بدأ يسرع وشجن بتصرُخ: لا يا حبيبي يابني، واخدينه فييين.. يا أمييير

 

 

صِبا بزعيق مع الشُرطة: في إيييه في إيييه سيبوه.. أميييير. أميييير
صوتها بدأ يعلى مع شجن لحد ما مياة نزلت بين رجليها على السلم وهي مبرقة وفاتحة بوقها زي ما تكون بتطلع في الروح
صِبا بصويت: لا متنزلش، متنزلش إنهاردة أااااه
قعدت على الأرض ف لف أمير وشافها راح جاي يرطعلها شدوه جامد.
شجن هانم سرعت الكُرسي على السلم ف وقعت وقعة وحشة والحرس جريوا لحقوها هي وصِبا
دخلوا أمير البوكس وهو باصصلهم وعيونه شلالات عاوز ينزل لكن عاجز!
* في فيلا بدر الكابر
صحيت سيلا على صوت صويت وعياط تحت وصوت سارينة شُرطة.. عملت بيبي على نفسها من الخضة ونزلت على السلم واحدة واحدة، كل سلمة بتنزل برجليها الإتنين.
لحد ما وصلت لبرة لقيتهم واخدين أبوها وشادينه جامد ف لوت بوقها استعداد للعياط وهي فاتحو عينيها وبتقول: بابا!
بدر بعصبية اول ما سمع صوت سيلا: سيبوه هو هيركب معاكُم من نفسُه!
ليث واقف وراسه مربوطة وباصصلهُم بتشفي وقال: متدخلش في شّغلنا!
سيليا امها وعمامها كانوا ماسكينها وهي بتقول: يا عزييييز..
سيلا جريت وهي بتعيط وبتقول: باباااا، يا بااااابا
عزيز عيط من صوت سيلا وقالها وهما شادينه: متخافيش يا بابا، متخافيش.
بدر عينيه إحمرت وقال: هحاسبكُم على المنظر اللي حفيدتي شافتُه دة
سيلا بعياط جاتلها حالة هستيريا وهي بتنادي على ابوها وواقفة قدام البوكس بتعيط وهو باصصلها بحّزن وعيك على عياطها.
سيلا: يا باباااا إهيء.
حضنها بدر وهو بيقول: هرجعهولك.
سيلا وهي بتجري ورا البوكس اللي فيه ابوها وعزيز بيغمض عينه عشان ميشوفش بنته بالمنظر دة
فضلت سيلا تصرخ وجانلها حالة هستيرية.. رفعها بدر من على الأرض وهو بيطبطب عليها وهي عمالة تقول: يا بابااااا بعياط.
سيليا فقدت الوعي بين إيدين عمامها وسيا مبطلتش عياط على الحال.
إفتكر بدر كلمة عزيز ” معنديش حاجة أقولهالك، بس لو مسافروش ذنبهُم في رقبتك ”
بدر قال بتأثُر وهو حاضن سيلا: طول عمرك راجل.. ومش هسيبك هقف معاك.
* أمام منزل الرايق
سحبوه وخرجوا مروة بالكُرسي بتاعها، ورفيف بتعيط وبتقول: بالراحة عليه تعبان.. حرام عليكُم
الظابط: خايفة عليه ياختي!
نوح بعصبية: متتكلمش معاها كدة!
سحبوه جامد ف عيطت رفيف وهي بتقول: يا نوح أنا ماليش غيرك، يا نووووح.
مروة كانت قاعدة على الكُرسي بتاعها وبتقول: وأخيرًا!
* في حارة المنيل
كانوا ساحبين عيسى والغُريبي ساب اللي في إيده وأمه مسحولة في الأرض يوسف بيحاول يشدها وهي ماسكة في رجل عيسى

 

 

ام عيسى: لا إبناااااي، بالله عليك متاخدهوش من حُضني تانييي!
جري الغُريبي وهو بيسحب عيسى مندراعه والشُرطة ساحبينُه جامد
ستات الحارة من البلكونات: حسبي الله ونعم الوكيل مش سايبين الواد الغلبان في حاله ليه هتبقوا إنتوا والزمن عليه
يوسف بزعيق: يا باشاا بالراحة يا باشااا!!
الظابط: بس ياروح امك بدل ما نسحبك معاه.
مياسة وهي بتجري وراهُم: هو عمل إيه حد يرد؟؟ طب قسم ايه حد يرد علياا!!
عيسى بحُزن: خُد أمي يا يوسف من على الأرض.. حقك عليا يمااا.
حضنت ام عيسى رجله اكتر وهو مجرور معاهُم وقالت: لا مش هسيبااااك، لااااا يا عيسسى.
ركبوه البوكس وهما بيرموه، الحح الغُريبي قال وهو بيعيط بشهقة: أنا مش هسيبك يا عيسى، لو الزمن غدر بيك أبوك في ضهرك
عيط عيسى وهو باصصلهم بحنين للمرة الأخيرة، شاف امل واقفة معاهم ف دموعه نزلت
والغريبي شايف العربية بتبعد بإبنه..
في الخلفية صوت مدحت صالح وهو بيقول./ حقك على عيني.. يابني يانور عيني، لأجل الوفا بديني لك عندي بعض كلام /

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفير العبث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى