روايات

رواية ياسيم الفصل الأول 1 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية ياسيم الفصل الأول 1 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية ياسيم الجزء الأول

رواية ياسيم البارت الأول

رواية ياسيم الحلقة الأولى

✨️✨️✨️✨️✨️
سبحان الله وبحمده ✨ سبحان الله العظيم
✨️✨️✨️✨️✨️
فى مثل هذا الوقت من يناير يكون الطقس شديد البروده كما هو معتاد في فصل الشتاء، أرادت أن تختلى بنفسها قليلا لتستمتع بهدوء الأجواء الليليه، أرتدت مأزر ثقيل وولجت لشرفتها وحين تجاوزت الباب حتى لفح وجهها رياح بارده..
تمسكت بملابسها وقبضت عليها بقوه حتي لا يتسلل الهواء إلي جسدها..
وما هي إلا لحظات وتساقط على وجهها بعض قطرات المطر.. مما جعلها ترفع رأسها الى السماء استمتاعا برائحه المطر التي تعشقها..
وسرعان ما اشتدت حباته المتدافعه بكثره جعلتها تضم يدها لصدرها ترفعهم تناجي ربها لعلها تكون ساعة استجابة ويستجيب لها وتخرج من هذا المأذق الذي ينغص عليها حياتها منذ وفاه والدها…
ظلت تدعو وتناجي ربها هاتفه :
— ياكاشف الهم فرج همي، ويسر امري، وأرحم ضعفي، وقله حيلتي،
يا هادي القلوب اهدي قلبي.. يا مغيث أغثني، يا مغيث، ظلت تكررها…. انهمرت دموعها أكثر حتى اختلطت بحبات المطر…
ظلت هكذا حتى توقف المطر وهدأ الطقس من حولها، وهي تفرغ ما في قلبها إلى الله، حتى عمت حاله من الطمأنينة والسكينه قلبها وروحها….
جففت وجهها ودلفت الى الداخل وهي ترتجف من البرد… ذهبت إلى غرفه الحمام أبدلت ملابسها، وصعدت إلى فراشها لكي تغفو.. ولكن لمن يأتى النوم .. النوم لخالى البالى نعمه..
تُرى فيما ذهنها مشغول………
حالة من الأرق تسيطر عليها.. تتقلب يمين يسار يعاندها النوم أن يزورها.. تحاول أن تغمض عينيها، ولكن لا سبيل فى أن يطيعها.. لم يذق جفنيها طعما للنوم….
مسحت على وجهها أكثر من مره لتبعد صورته من أمامها.. وجهه يداهمها كلما اغمضت مقلتيها.. وصوتة الأجش وهو يطمئن عليها وقت الحادث لا يخرج من أذنها…
احتلت شفتيها ابتسامه هادئه…. عندما وقعت بأحضانه لتتوهه فى عسلية عينيه.. وتنسى موتها الذى كاد أن يكون وشيك..
خبطت على رأسها بغباء من ردت فعلها أناذاك، وهى تنظر له ببلاهه متناسيه أنها محاطه بين زراعيه..
استفاقت حينها عندما هزها بعنف يحثها على النطق ليعلم مدى الضرر الذى لحق بها..
سحبت وسادتها تحتضنها بحالميه
هي لا تعلم متى أصابها الحب… ولا كيف اخترق قلبها وتغلغل داخل مشاعرها… ليحتل عقلها.. هي فقط دقائق أو حتى ثواني التي جعلت كيانها أسير له…..
هي ترى كل يوم أوجه كثيره بسبب عملها، ولكن هو الوحيد من ترك أثرا داخلها..
تشعر إنها قابلت نجم من نجوم هوليود في جاذببتة وأناقته و وسامته التي خطفت قلبها، وأَسَرت عقلها.. رائحة عطره مازالت لا تخرج من أنفها بعد أن غزت رئتبها من الوهله الأولى…
لقد مر على صدفة لقائهم أكثر من أسبوع، ولكن برغم كل ما تمر به من مشاكل وضغوطات يوميه لا يمكنها نسيانه…
ظلت هكذا عقلها يطرح عدة اسئله عنه لا إجابة لها… هي من تتهرب من فكره الحب أو الزواج… أصبحت أسيره لصورته الجميع يعلم أنها ترفض الارتباط.. ولاكن من وقت التقت به وخفق قلبها لذكرياته القليلة معها..
من لقاء واحد استمرت الحرب ناشبه في عقلها وقلبها حتى داعب النوم مقلتيها لتغفو بسلام وهى تحلم بمن أسر وجدانها…..
*************
فى غرفة تدل على رجولة وأناقة صاحبها.. استيقظ على صوت رنين متواصل يصدر من هاتفه.. ذات النغمه المزعجه نوعا ما، الموضوع فوق تلك المنضده بجوار فراشه، والذي ما لبس غير أنه قام بتكاسل أمسكه وفصله، والقاه بإهمال فوقها..
تمطع يفرد زراعيه باسترخاء، يتتائب بخمول يحث نفسه على الاستيقاظ.. استقام وخطي بخطوات ثقيله أثر النوم الذى مازال عالق بمقلتيه..
دلف إلى حجرة الحمام الملحقة بغرفة نومه وبعد عده دقائق خرج وهو يلف نصفه السفلي بمئزره بيضاء اللون ويجفف شعره بمنشفه صغيره..
خرج بمزاج معتدل بعد الشاور، ليلج إلى حجرة ملابسه يدندن وهو يرتدى بدلته، فهذه عادته فهو عاشق للاغانى القديمه..
وقف أمام المرآه مستمتعا يطلق سفيرا متناغما مع غروره والتباهي الذى يسكن عينيه، وهو يتأنق بعد أن انتهى من تصفيف خُصُلات شعره .. المتمرده كصاحبها، وارتدى ساعته التى تعتبر الأقرب والأغلى الى قلبه لأنها كانت تخص والده رحمة الله عليه….
أشرقت ابتسامته وهو يرى هيئته التي تخطف الأنفاس، وتنعكس في المرآه أمامه.. ازدادت ابتسامته انفراجا عندما تذكر زرقة مقلتيها.. التي رآهم في ظلام ليله دامسه.. ليغرق فى محيط عينيها..
لن أنسى رعدها وبرقها وعواصفها التي اطاحت بكل ما يقابلها.. كما اطاحت عيونها بقلبى..
وما كنت أؤمن بالعيون وسحرها حتى دهتني بالهوى عيناك…….
عاد مجددا يطلق صفيرا بعد انتهاءه من وضع عطره المفضل.. ألقى نظره اخيره على هيئته التي ما دائما تزيده غرورا….
وكيف لا وهي إحدى اسلحته التي يعتبرها كنزا من كنوز الدنيا.. والتي تجعل الفتيات يتهافتون عليه..
دون تفكير ارتدى معطفه الاسود وهبط لكي يتناول وجبة الإفطار مع والدته المريضه التي تتحمل آلامها لكي تجلس معه و تطمئن علي احواله وتدعو له بصلاح حاله.
ابتسمت له عندما وجدته يهبط الدرج وعلى وجهه ابتسامه مشرقه كشروق الشمس ينير عليها حياته..
اقترب منها وانحنى وطبع قبله على يدها ومقدمه رأسها هاتفا بحبور :
— عامله أيه يا ست الكل وإزاي صحتك النهارده.
ردت عليهم بابتسامتها الحنونه وهي تمرر أناملها على ذراعه مردفه :
— الحمد لله يا ابني .. أنا بخير طول ما أنت بخير..
أكملت وهي تنظر داخل عدستيه لكي تتأكد من ظنها بأمنيه طال إنتظارها :
— نفسي اعرف أيه سر السعاده والابتسامه الجميله دي.. مش ناوى تفرح قلبي بقي يا حمزه بجوازك.. هموت قبل ما أشوف ولادك يا ابني .
….
رد عليها بفزع قائلا :
— بعد الشر عليكى ياأمى .. متقوليش كده أنا عايش بنعمة دعواتك، ووجودك فى حياتى….
بسط يده وامسك فنجان قهوته أرتشف منه وهو يتذكرها مردفا :
— ادعيلي حضرتك يا ست الكل ربنا ييسر الحال.. وأنتى هتلاقي ضحكتي وروقاني دوول على طول.. وأن شاء الله أسعدك….
انفرجت أساريرها وخرج صوتها هادئ متزن بحنان تدعو الله ان يرزقه بزوجه صالحه .
استقام والتقط أدواته من على الطاوله وقبل رأسها قائلا :
— أمي أنا ممكن أبات بره النهارده اذا اتاخرت لو سمحتي خدي ادويتك في ميعادها….
ثم حول نظره الى الداده الواقفه بجوار والدته مردفا بتوصيه :
— دادا مش هوصيكي على ماما.
اشارات بابهامها على مقلتيها هاتفه : — من عيني يا حمزه باشا.
انحني وطبع قبله مره أخرى على مقدمة رأسها وألقى عليها السلام وانصرف….
أمرت الداده أن تأخذها الى غرفتها لكي تستريح…
صعد سيارته التي أحضرها له حارس الأمن أمام باب الفيلا الداخلي.. ألقى التحيه عليه واستقلها يقودها بهدوء.
مد يده على المسجل ليقوم بتشغيل إحدى الأغاني التي يفضلها والتي ذكرته بها، عندما ظهرت أمام سيارته تهرول من شيء يجهله.. كاد يصدمها لولا القدره الالهيه العظيمه..
باستمتاع أخرج صفير متناغم مره اخرى، لكن متماشي مع لحن الاغنيه التى تعبر عن حاله….
ظل يفكر في حوريته التي ظهرت واختفت فجأه ولم يعرف عنها شيئا، سوى ملامحها الهادئه الجميله وزرقوتيها الباكيه….
وصل الى وجهته فى أرقى حي من أحياء مصر الجديده، والذي به هيئه حكوميه يقوم بالتفتيش عليها، بصفته وكيل النيابه الإدارية، وجد المساعدين يقفون ينتظرونه أمام احدى المصالح الحكوميه التي يقوم بالتحقيق فيها.. نظرا لاختلاس بعض الموظفين من أموال الدوله..
القى عليهم التحيه ودلف إلى الداخل وهم ورائه..
كانت طلته خاطفه ترجف القلوب بين الضلوع….
صعدوا الى المكتب المخصص لهم وكلا منهم يتخذ مكانه ليباشر عمله….
************
في نفس الأثناء كانت ترتب المنزل وتعطي لجدتها أدويتها هاتفه بحب :
— جدتي أنا كده خلصت كل حاجه.. حضرتك عاوزه مني حاجه قبل ما انزل…
ابتسمت جدتها تلاقئيا وهي تمرر أناملها على خصولات شعرها قائله بحنو :
— لا يا قلب جدتك مش عاوزه حاجه ياحبيبتي..
تابعت حديثها باستفهام :
— هتنزلي بردوا تفتحي الكافيه لوحدك.. لسه مفيش حد عاوز يجي يشتغل معاكي…
ردت عليها بيأس قائله :
— هو طول ما عمي وابنه حازم بيجوا يعملوا مشاكل، ويضربوا العمال، ويطفشوا الزباين.. أنا هلاقي حد يشتغل معايا أو حتى يدخل يشرب قهوه…..
أنا تعبت بجد يا جدتي مبقتش عارفه اعمل أيه.. بفكر اسيب ليهم كل حاجه.. البيت والكافيه ونروح نأجر شقه في أي مكان.. واخليهم يشبعوا بكل حاجه.. أنا تعبت من البهدله والاهانه بتاعة كل يوم…..
قبضت جدتها على أناملها بقوه هاتفه بتحذير :
— إياكي تعملي حاجه من دي حتى لو فيها موتك..
أبوكي الله يرحمه وأمك تعبوا وطفحو الدم لحد ما عملوا ليك الشقه دي والكافيه..
واللي أخذه عمك من أبوكي قد اللي عندك مرتين وثلاثه.. أ
استرسلت توضح لها :
— أبوكي كان عارف أن عمك هياخد كل حاجه ومش هيديك حاجه.. عشان كده أبوكي أتنازل عن حقه في ميراثه من جدك مقابل أن عمك يسيب لك البيت.. إللى أنتى اتربيتي فيه والكافيه اللي بتحبيه.. ونصيب ابوكي من جدك كان قد نصيب عمك
يعني اللي خدوا كفايه وبزياده كمان.. بس أبوكي من طيبة قلبه وثقته فى عمك مخدش الورق إللى يأمنك من طمع عمك ويضمن حقك.. والقدر قال كلمته والعمر كان قصير ..
عقبت بمراره :
— ياما قلتله يمضيه على تنازل فى حقه الشرعي.. فى حالة لو قابل رب كريم مقابل الورث إللى أخده من جدك .. ولكن ديما كان يقولى مش معقوله هخون أخويا ياأمى…
تابعت بحسره :
— هو ياحبيبى كان مأمن جدا.. أنا بس إللى كنت شايفه إللى فى النفوس.. الله يرحمه كان أحن خلق الله.. راح وسابنا للجاحد أبو قلب حجر…
اتفطر قلبها مع انتهاء كلماتها..
استرسلت بيأس :
— ابني طماع، ومش بيشبع، ولو خد كنوز الأرض كلها.. برده مش هيشبع، وهيفضل يبص على اللي في أيد غيره..
بعزيمة هتفت تشجعها :
— أنتي استحملي وأنا هشوف لي حل معاه هو وابنه.. خلي بالك من نفسك وخليكِ كده جدعه وبنت راجل زي ما أنتي طول عمرك ..
وتكلي على الله وربنا كبير.
اومأت لها ياسيم هاتفه :
— ربنا يسترها يا جدتي ادعي لي انتي بس..
انهت كلامها مودعه جدتها وانصرفت الى وجهتها لكي تعمل لتستطيع توفير ثمن ادويه جدتها فمعاش والدها وحده لا يكفى…
سارت ويدها في جيوب معطفها من شده برودة الجو.. وصلت الى الكافيه وقامت بفتحه، وظلت تنتظر أن يأتي لها ذبائن…. فالحال راكد بسبب المشاكل التى يفتعلها عمها وابنه.. مما سوء سمعة المكان….
***********

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ياسيم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى