رواية عشقت قاسيا الحلقة الخامسة عشر
دخل حسام إلى الغرفة فوجد إيمان نائمة، فناداها بصوت هادئ.
حسام: إيمان؟
فتحت إيمان عينيها ونظرت له ثم تطلعت حولها بعدم وعى.
حسام: إنتى لسه نايمة.
عدلت إيمان من نومتها فجلست وهى تفرد ضهرها بألم واضعة يدها فى جانبها، ثم أردفت: هى الساعة كام.
حسام: العصر قرب يأذن.
إيمان: ياخبر، أنا محسيتش خالص، محدش كلمك؟
حسام: محدش كلمنى إيه بس، أنا هناك من الصبح ولسه راجع دلوقتى كنت قاعد معاهم، بنحاول نهدى مروان، خلينا فالمهم، إنتى تعرفى أى عنوان تانى غير الشقة للزفت ده.
إيمان: لأ، ليه؟
حسام: إحنا روحنا والبواب قال إنه بيجى لمدة ساعات بس ويمشي وده بيحصل كل كاااام يوم، مش دايمآ كمان.
إيمان بسخرية: حتى دى كان بيضحك عليا فيها!!
حسام: كنتى مغفلة أوى، متعرفيش أى مكان ممكن يروحه غير الشقة دى؟
إيمان: كان فيه نادى بيقعد فيه كتير، أنا إفتكرت حاجة، صاحبتى نهى اللى جاتلى هنا بتروح النادى ده، ممكن تقولنا بيروح ولا لأ، ولو لأ، ممكن تجيبلنا أى مكان تانى بيروحه من اى صاحب ليه فى النادى.
حسام: طب كلميها دلوقتى.
إيمان: حاضر.
فأمسكت هاتفها وإتصلت بنهى.
نهى: أيوا يا إيمان ده انا كنت لسه هكلمك.
إيمان: ليه فى إيه؟، صوتك مخضوض كده ليه؟
نهى: الأستاذ اللي كنتى بتحبيه، مطلعتيش إنتى أول واحدة يعمل فيها كده، وإتقبض عليه إمبارح بعد ماغتصب بنت تانية كان راسم عليها الحب زيك.
إنتفضت إيمان من مكانها وهى تفتح عينيها بذعر: إنتى متأكدة من كلامك ده؟
نهى: أيوا طبعآ متأكدة، الدنيا مقلوبة على الموضوع ده من الصبح.
ألقت إيمان الهاتف من يدها على الفراش وهى تنظر لحسام ولا تعرف كيف تحدد مشاعرها، هل تفرح لإنه تم القبض عليه؟، أم تحزن من أجل الفتاة التى إعتدى عليها مثلها، أم تتعجب على مدى غبائها وكيف كانت تصدقه وتعتبره فارسها الذي لن تجد مثله!!.
حسام: فى إيه؟، هى قالتلك إيه؟
إيمان: قالت إنه إغتصب واحدة إمبارح وإتقبض عليه.
حسام: ده واخد الموضوع هواية بقى!!
إيمان: أنا مصدومة، بس مفيش وقت للصدمة، أنا عايزة أعرف مين اللي إغتصبها.
حسام: وده هيفيدك فى إيه؟
إيمان: هروحلها.
حسام بإنفعال: وإنتى عايزة تروحيلها ليه؟؟
إيمان: مش عارفة يا حسام، بس محتاجة أروحلها، أرجوك تساعدنى، ده أول طلب أطلبه منك.
حسام: حاضر حاضر، حاولى بس تعرفيلى هو فى أنهى قسم ومن هناك هنقدر نعرف عنوان البنت.
إيمان: هقول لنهى ثوانى.
وبعد دقائق كان حسام وإيمان يعرفون مكان تامر، فذهبوا إلى هناك وسألوا حتى إستطاعوا أن يعرفوا أن شيرين بالمستشفى وأخذوا عنوانها وتوجهوا إلى هناك.
*******************
كانت سعاد تجلس بجانب شيرين، وخليل غير موجود معهم.
سعاد: إنتو مين؟
حسام موجهآ حديثه لإيمان: خلصي وأنا مستنيكي برا.
حركت إيمان رأسها بالموافقة، فخرج حسام من الغرفة مفسحآ لهم الحديث للتحدث بحرية.
وجهت إيمان بصرها لهم ثم أردفت: أنا إيمان، أنا جاية لشيرين هى متعرفنيش، تامر إغتصبنى زيك ياشيرين.
فغرت شيرين فاها من شدة المفاجئة، فلم تكن تعلم أنها ليست وحدها من طعنها فى شرفها.
سعاد بصدمة: يعنى هو متعود يغتصب بنات الناس عادى كده!!
إيمان: أنا جيتلك عشان أقولك إنك أجدع منى وعملتى اللى مقدرتش أعمله، أنا خبيت على أهلى، لا وكمان دبستها فى حد تانى، بس لإنى روحتله برجلى عشان كان واهمنى إنه عيان وخوفت أقول كده، فاصطريت أكدب.
سعاد: ده نفس اللي عمله مع شيرين.
شيرين: حيوان، كان راسم الحب والغرام، بس أنا كنت بدأت أكشفه وأشك فيه، ويمكن علشان كده حب يخلص منى قبل ماكتشف أكتر، ممكن توعدينى تتكلمى وتعترفى عليه عشان ياخد أقسى عقوبة.
إيمان بأسف: مش هيفيد بحاجة، خلاص عدا فترة كبيرة مش هقدر أثبت إنه عمل فيا حاجة.
شيرين ببكاء: بس حقك وحقى لازم يجى، مش هسيبه غير بالموت.
****************
غادرت إيمان المستشفى برفقة حسام، بعد عدة مشاورات مع شيرين ووالدتها.
ثم وصلوا إلى الوجهة التى يقصدها حسام.
إيمان: إيه ده؟، إنت جايبنى هنا ليه ياحسام؟
حسام: ده بيتك يا إيمان.
إيمان: مانا عارفة إنه بيتى، بس هو بقى بالنسبالى بيت بابا وبس، إنما بيتى هو بيتك إنت، اللي بقيت عايشة فيه دلوقتى معاك.
حسام: خلاص يا إيمان، الحكاية إنتهت.
إيمان بعدم فهم: حكاية إيه اللي إنتهت؟!
حسام: حكايتى معاكى إنتهت خلاص، إرجعى بيت أهلك يا إيمان، كبداية للطلاق.
صدمت إيمان بشدة حتى أنها فقدت القدرة على ترتيب الكلمات، أمام كلماته التى زلزلت كيانها وبشدة.
إيمان: إزاى مش إنت قولت، طب مالناس كده هتتكلم، ماهو انت وعدتنى مش هتسيبنى، عشان الناس متقولش عنى حاجة وحشة، يعنى إيه!!، يعنى كل اللي كان ربطك بيا إنك توصل لبرائتك وبس، تعرف باقى الحقيقة وبس!!.
سحبها حسام من يدها ودخل بها إلى مدخل المنزل.
حسام: إهدى يا إيمان، إحنا فالشارع مينفعش كده.
إيمان: هو إنت قدرت إننا فالشارع!، إنت قولت كلام صعب ميتقالش فى شارع ولا يتقال أصلآ، أنا هعمل مسمعتش حاجة، يلا نرجع بيتنا، ده انا كنت خلاص بدأت أتعود عالبيت وأعتبره بيتى.
حسام: إيمان، إطلعى ولما تهدى هنتكلم.
إيمان بإنفعال: نتكلم فى إيه؟، أنا مش سألتك عاللي هيحصل بعد ماقول الحقيقة، وقولتلى هنفضل على نفس الوضع عشان الناس متتكلمش.
حسام: إحنا عدا على جوازنا فترة معقولة تخليهم يقولوا إننا مرتحناش مع بعض مش أكتر ومتقلقيش هقول لكل اللي يسأل إنى أنا السبب فى الطلاق، محدش هيقدر أبدآ يجيب سيرتك بحاجة وحشة طول مانا موجود.
إيمان: وانا مابقاش يهمنى أى حد ولا رأى الناس فيا يكون إيه، أهم حاجة عندى إنت ووجودى جنبك.
إبتلعت ريقها بصعوبة ثم إقتربت منها وهى تقول: حسام أنااا…..
قاطعها حسام واضعآ يده على فمها يمنعها من الحديث: ماتكمليش يا إيمان، أنا عارف إنتى هتقولى إيه، بس خلاص مابقاش ينفع، عدا الوقت على الكلام والمشاعر دى، كنت بتمناها أوى وبزعل لما مش بلاقيها منك، بس دلوقتى هزعل أوى لو سمعتها أو حاولنا نتكلم فيها.
تطلعت إيمان فى عينيه بدموع تسيل بصمت: يعنى خلاص كرهتنى؟
حسام: حتى السؤال ده مابقاش ينفع أجاوبك عليه.
قبل أن تنطق إيمان بشئ تركها وخرج من مدخل المنزل، فجلست إيمان على ركبتيها تبكى بإنهيار.
***************
فى منزل ماهر
فتحت ندى الباب لإيمان التى ما أن رأت ندى حتى ألقت بنفسها بين أحضانها وأخذت تبكى بنحيب مسموع.
خرج ماهر من غرفته على صوتها.
ماهر: فى إيه؟
تطلعت إيمان فى عينيه بأسى ثم جرت إلى غرفتها وأغلقت الباب من خلفها وبكت بشدة.
**************
ماهر: مسألتيهاش فى إيه؟
ندى: لأ يا بابا ملحقتش.
ماهر: هكلم حسام أفهم منه.
******************
عاد مروان من الخارج.
مروان: حسام ماتكلمش يقول جاب منها عنوان للزفت ده؟
ماهر: لسه قافل معاه، جت من عند ربنا، إغتصب واحده وإتقبض عليه إمبارح، وإيمان هنا.
غضب مروان بمجرد ذكر إسمها: جاية هنا تعمل إيه؟، هى مش خايفة إنى أقتلها واشرب من دمها!
ماهر: حسام مش عايزها، قرر يطلقها.
مروان: وانا هقتلها قبل ماتطلق وهى لسه متجوزة قريب وتجيبلنا العار للمرة التانية.
ماهر: إسمع يامروان، غلطة إيمان إنها راحت بيت واحد غريب وبعدها خبت وخليتنا نمشي فى طريق تانى غير الطريق الحقيقى، بس فالأخر هى مغتصبة، يعنى مش بمزاجها عشان تحملها اللوم بالشكل ده، وكفاية اللي أنا عملته فيها، واللي كمان حسام ناوى يعمله، بعد….
مروان: بعد إيه؟
ماهر بأسى: بعد مابقت بتحبه.
مروان: وعرفت منين؟
ماهر: إسأل ندى على حالتها لما دخلت الشقة.
مروان: تتفلق، المهم عندى دلوقتى اللي هيحصل مع الواطى ده، لازم نتابع القضية ونشوف نتوصل لإيه.
ماهر: حسام قالى إنه هيفضل مع والد البنت خطوة بخطوة، وقال إنه مقابلش الراجل بس هيروح تانى لحد مايقابله ويبقى على إتصال بيه عشان أى تطورات.
مروان: هو راح قبل كده؟
ماهر: أيوا راحوا المستشفى للبنت، إيمان طلبت تشوفها.
كاد مروان أن يثور لأن حسام فعل ذلك وحده دون مشورته أو حتى إبلاغه بالأمر، ولكن قطع عليه الفرصة رنين هاتف ماهر برقم قاسم صديقه.
ماهر: ياخبررر، إحنا نسينا نرد عالناس خالص.
ندى: أجل الموضوع ده يا بابا أو أرفضه خالص حتى، أنا مش عايزة لا أتجوز ولا حتى أفكر فى الموضوع ده.
ماهر: لأ ياندى، هنوافق وهنمشي فى كل الأمور عادى خالص، أنا أملى فيكى إنتى إن قلبى يفرح وينسى الحزن بخطوبتك وجوازك.
ندى: وانا إزاى أفرح وأختى كده؟
ماهر: حقها مش هيضيع وهنفضل وراه لحد مانجيبه، أما اللي هى فيه دلوقتى فمحدش مننا هيقدر يخفف عنها، الجرح من اللي عملته كبير أوى.
ندى: حضرتك شوف المناسب وإعمله.
نظر لها ماهر وهو يعيد الإتصال بقاسم.
قاسم: إزيك يا ماهر، ماردتش على الناس ليه؟
ماهر: معلش إنشغلت شوية، بس بلغهم بالموافقة.
قاسم: ألف مبروك يا ماهر ربنا يتمملهم بخير، أنا هبلغهم وهما أكيد هيكلموك للإتفاق معاك.
ماهر: الله يبارك فيك وانا فى الإنتظار إن شاء الله.
وبالفعل تم الإتفاق بين ماهر وأحمد على يوم الجمعة لقراءة الفاتحة والإتفاق على جميع تفاصيل الزواج.
وأتى هذا اليوم وندى فى قمة توترها وسعادتها أيضآ، أما إيمان فكانت فى حال لا يعلمه إلا الله، كان والدها كثيرآ مايشعر بها ولكنه يتجاهل ويقسو عليها لإنه ليس بالسهل أن يظهر الغفران على ماحدث.
ندى: أنا متوترة أوى يا إيمان.
إيمان: ماتضيعيش لحظات السعادة فى الخوف والقلق.
ندى: بس أنا مش سعيدة عشان شيفاكى كده.
إيمان: متشغليش بالك بيا، ده نصيبي، وكل واحد بياخد نصيبه وانا راضية.
**************
وبعد قراءة الفاتحة أطلقت والدة العريس زغرودة تعبر عن فرحتها.
إيمان: ألف مبروك يا ندى ياحبيبتى ربنا يتمملك بخير.
ماهر: مبروك ياولاد.
أحمد: أنا حابب إن أحدد مع حضرتك ميعاد نشترى فيه الشبكة للخطوبة إن شاء الله.
ماهر: خير البر عاجله، نشترى الشبكة فى أقرب وقت يناسبك.
أحمد: أعدى عليكم بكرة إن شاء الله عشان ننزل مع بعض وندى تختار الشبكة؟
ماهر: إيه رأيك ياندى؟
صمتت ندى بخجل وهى تتطلع إلى الأرض.
ماهر: إعتبروها قالت موافقة.
فضحك جميع الحاضرين من قول رجل لا يشعر بطعم لأى شئ ولا لذة لما يقول، ولكن زواج إبنته الكبرى هو ماخفف عنه قليلآ ومسح بعضآ من أحزانه وأعباء قلبه المتعب.
*****************
فى اليوم التالى توجهت الشرطة إلى حيث ترقد شيرين لأخذ أقوالها.
الضابط: عندك أى حاجة حابة تضيفيها؟
صمتت شيرين لثوان تفكر بها ولكن فى النهاية ردت قائلة: لا كده خلاص.
الضابط: طيب هنستأذن إحنا وأى إجراء هنحتاجك فيه هنجيلك.
خليل: هى هتخرج من المستشفى بكرة إن شاء الله.
الضابط: تمام لو فى أى حاجة هنستدعيها.
بعد مغادرة الطبيب تحدث خليل بحدة.
خليل: مقولتيش ليه عن البنت اللي حكتولى عنها؟!
شيرين: هى قالتلى إنه مش هيفيد بحاجة إن يتعرف إنه إغتصبها لإن موضوعها عدا عليه فترة طويلة وكمان خلاص إتجوزت.
خليل: برضو كنتى تقولى وأكيد ده هيدعم موقفنا أكتر، إنتى ناسية إنه غنى ويقدر يخرج منها بفلوسه ومعارفه.
شيرين: أنا كنت هقول بس حسيت إنى كده بخون ثقتها.
خليل: خايفة تخونى ثقتها!!، مانتى خونتى ثقة أبوكى وكان عادى بالنسبالك!!!.
*******************
بعد مرور أسبوع تمت فيه خطبة ندى على أحمد.
كانت ندى تجلس وتتحدث مع أحمد عبر الهاتف، فشعرت بألم شديد فى رأسها ودوار تملكها لثوان.
ندى: أنا أسفة يا أحمد، هقفل واكلمك وقت تانى.
أحمد: هو فى حاجة؟
ندى: حاسه بصداع ودوخه.
أحمد: ألف سلامة عليكى، مالك بس.
ندى: الله يسلمك، هقوم آخد مسكن وهبقى كويسة.
أحمد: طيب نامى شوية ممكن محتاجة تنامى.
ندى: حاضر، مع السلامة.
ثم أغلقت الهاتف فنظرت لها إيمان التى كانت تقرأ القرآن.
إيمان: مالك ياندى؟
ندى: مش عارفة ليه دايخه كده وعينى مزغللة وصداع شديد.
إيمان: طب تعالى إرتاحى على السرير، هروح أجيبلك مسكن لو مخفتيش ننزل عشان تقيسي الضغط.
ثم نهضت إيمان لتسند ندى حتى الفراش.
وبعد ذلك أحضرت لها المسكن والماء.
نظرت لها ندى بعينين ذابلتين من شدة الإرهاق.
ندى: ربنا ميحرمنيش منك يا إيمان.
فضمت إيمان رأس ندى المتعبة إلى صدرها قبل أن ترخيها على الوسادة.
*******************
فى منزل حسام
زينب: يعنى خلاص يا حسام؟، هتطلقها؟
حسام: أيوا يا ماما.
زينب: ليه يابنى؟، مش خلاص قالت الحقيقة كلها وخدت عقابها من أبوها، وكمان إنت ماوريتهاش قليل لما كانت معانا هنا.
حسام: مابقاش ينفع يا أمى، هيفضل اللي حصل قصاد عينى طول الوقت، مهما حاولت أنسى، مش هعرف، وهبقى بحالين معاها، شوية حسام اللي بيحبها وأسعد إنسان عشان هى معاه، وشوية حسام اللي إتجرح منها وأتعس إنسان عشان القدر سبقنى ودمرها ودمرنى معاها.
زينب: لو إنت مش متقبل فكرة إنك تعيش مع واحدة إتعرضت للإغتصاب، دى حاجة مش هقدر أناقشك فيها، لإن كل واحد حر فى قدرته على تحمل حاجة زى دى، وإنك متبقاش ناسي إن واحد قبلك جه جنبها دى فعلآ هتفضل عائق بينك وبينها حتى فى أدق تفاصيل الحياة، بس لو ده قادر عليه عادى يبقى كل شئ يهون يابنى.
حسام: طب هتصدقينى لو قولتلك إنى متقبل جدآ فكرة إن اللي حصلها مش بإيدها وإن ممكن كانت تبقى مراتى وبعد كده تتعرض للإغتصاب وأكيد ساعتها ماكنتش هطلقها طبعآ، بس حاسس بجرح أكبر من كده وهو إنها إستخدمتنى شماعه تعلق عليها غلطها فى إنها راحتله بيته من ورا أهلها، ماهمهاش مشاعرى ولا إنها تجرح الإنسان اللي بيحبها واللي المفروض إتأكدت بنفسها إنه أكتر حد بيحبها خصوصآ بعد اللي عمله فيها اللي كانت فاكراه بيعشقها، قلبى مجروح ومش قادر أنسى لحظة لما باباها جابها قدامى عشان تواجهنى بإنى إغتصبتها، هى صحيح مقدرتش ترفع عينيها فيا، بس قلبها طاوعها تتهمنى وتحطنى فى موقف زى ده ظلم، وتشوه صورتى بكلام صعب وانا طول عمرى معروف ماشي جنب الحيط وفى حالى.
زينب: والله يابنى مابيشفعلها عندى غير سؤالها عليا وأختك فرح الله يرحمها.
حسام: أنا مشتاق لفرح أوى، مشتاق لطفولتى معاها، وهزارنا مع بعض وخناقنا على لعبة ولا ضربة من غير سبب، كانت أصغر منى ب5 سنين بس كنت بعيش معاها الطفولة كلها وكإنى فى سنها، كنت بحب أصغر بعقلى أوى عشان أوصل لتفكيرها وألعب معاها أو أفهم عايزة إيه وأعملهولها، ياريتنى دلوقتى كنت عارفلها مكان قبر أروح أزورها فيه.
زينب: ياريت يابنى، قعدنا 10 أيام ندور فالبحر مش عشان عندنا أمل نلاقيها عايشة، بس كان نفسنا على الأقل ندفنها فى مكان نعرف نزورها فيه دايمآ، ونلقى عارفين حتى بنتنا فين، بس ربنا ما أرادش غير الفراق فى كل حاجة، وكإنها ماكانتش هنا فى يوم من الأيام.
حسام: عمرى ماهنسى يوم ماجت إيمان وقالتلنا إن فرح كانت واقفة معاها وقالتلها تجيب مياة من محل جنبهم وعلى ماراجت ورجعت كان فى واحد بيصرخ إن فى بنت رمت نفسها فى المياة من فوق الكوبرى، وروحنا هناك وعندنا أمل نطلعها بس كان كل شئ إنتهى..
زينب: كانت عنيدة وضيعت نفسها عشان شاب حبته وأبوها رفضه لما إتقدملها، بس كانت عيلة وهو كمان كان عيل على إنه يتجوز ويشيل مسئولية بيت او حتى يخطبها كام سنة زى ماكان طالب.
بكت زينب حتى إنهارت، فقام حسام وبحث عن دواء يخصها ليعطيه لها على الفور فلم يجد، وأخبرته زينب أنه قد نفذ من ليلة أمس.
فتوجه مسرعآ نحو الصيدلية ليحضره لها، فى نفس التوقيت كانت حالة ندى تزداد، فأسندتها ندى متوجهة بها إلى الصيدلية لقياس الضغط، فتقابلت مع حسام، الذي ظلت تطلع له بشوق دفين، فبعد أن كانت تراه كل يوم عدة مرات، أصبحت الآن تمضى الأيام دون أن تسمع صوته حتى.
حسام: مالك ياندى، إنتى تعبانه؟
ندى: دايخة شوية ونزلنا عشان أقيس الضغط.
حسام: ألف سلامه عليكى، فى حاجة أقدر أعملها؟
ندى: لا ياحسام كتر خيرك شكرآ.
حسام: أنا هفضل واقف معاكم لحد ماتخلصوا يمكن تحتاجونى فى حاجة.
ندى: لا متعطلش نفسك، هى طنط زينب عاملة إيه؟
حسام: والله تعبت شوية وجين عشان أجيبلها علاجها.
ندى: طب إدى الروشتة للصيدلى عشان متتأخرش عليها.
وبالفعل اعطى حسام روشتة العلاج للصيدلى وأحضرها ثم إستأذنهم وغادر، وسط نظرات إيمان التى ستموت شوقآ له، وكانت تود لو سألها عن حالها لتخبره كم تتعذب فى غيابه وتشتاق له فى اليوم ألف مرة، ظلت تتابعه ببصرها حتى إختفى تمامآ عن الرؤية، فعاد قلبها لأحزانه التى إنجلت عنه برؤيتها له مرة أخرى.
ونظرت إلى ندى التى إنتهت من قياس الضغط لتوها وجلستها فى يدها.
إيمان بصوت هامس: لازم تصممى يمشي يعنى!، ده انتى رخمة.
مالت ندى عليها برأسها: أصبرى نعرف الضغط عند كام ولما نمشي إتكلمى.
ثم إستطردت ندى بإنهاك وهى توجه حديثها للطبيب الصيدلى: الضغط كام على كام يا دكتور وواطى ولا عالى؟
فنظر لها الطبيب بتعجب وطلب منها أن يقيس لها السكر بالجهاز الصغير الذي يقيس به عن طريق بعض النقاط من دم المريض.