روايات

رواية عشقت خيانتها الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الجزء الحادي والعشرون

رواية عشقت خيانتها البارت الحادي والعشرون

عشقت خيانتها
عشقت خيانتها

رواية عشقت خيانتها الحلقة الحادية والعشرون

صعدت “سحر” سلم المستشفى برفقه “دنيا” وهى تتذمر للغايه وتعالت تقاسيم الضيق فوق وجهها لتلوم “دنيا” بشده …
_ أنا مش عارفه أنتى هبله ولا على نياتك ولا إيه … بقى بعد كل إللى عملته مع “نسمه” وطلعت السواد إللى جواها ده كله … لسه عايزة تزويرها وتطمنى عليها … أنتى غريبه أوى …!!!!!
تملك طبع “دنيا” الرومانسى عليها مردفه بإستعطاف لقلب “سحر” تجاه “أحلام” التى كانت صديقتهم ورفيقتهم طوال الأربعه سنوات الماضيه …
_ هى غلطت … بس مش حنقتلها يعنى … وهى فى محنه دلوقتى .. أقله نطمن عليها بس …
زفرت “سحر” بضيق وهى تضرب كفيها بعضهم ببعض …
_ وأنا إللى كنت فاكرة “نسمه” لوحدها إللى هبله … أراهنك زمانها هى كمان حتقولك مسامحاها … أنا عارفاها …
_خلاص بقى خليكى طيبه أمال … خلاص وصلنا … أوضتها أهى …
داخل غرفه “أحلام” …
إستلقت “أحلام” بجبيرة كامله لجسدها كله مثبته بوضع لا تستطيع الحراك مطلقاً ..
ظلت تنظر تجاه السقف بألم بالغ ، لم تدرى “سحر” أو “دنيا” إن كان هذا الألم نفسياً أم جسدياً …
تبادلتا النظرات بإشفاق على حالها الرث فمن يستطيع الشماته بهذا الموقف …
حتى “سحر” التى لا تسمح لقلبها بالتدخل بما يتطلبه عقلها نهائياً أشفقت حقيقه على حال صديقتها فما بينهم عشرة سنوات طويله …
تقدمت “دنيا” نحو “أحلام” تطمئن على أحوالها …
_ إزيك يا “أحلام” …عامله إيه دلوقتى ….؟؟
مالت “أحلام” بطرف عينيها تجاه “دنيا” لتتساقط دمعه حزينه غير مصدقه لقدومهم لزيارتها بعد ما حدث …
_ “دنيا” ..”سحر” ..!!! … أنا مش مصدقه إن أنتوا جيتوا تزورونى …!!!!
رغم أن “سحر” قلبها رق لها ولما حدث لها لكنها تظل خائنه للصداقه لتصطنع التجهم والضيق قائله ..
_ اه طبعا بعد إللى قلتيه وعملتيه فى “نسمه” …!!!!!!!
لكزتها “دنيا” بمرفقها بقوة فهذا ليس الوقت المناسب التفوه بعبارات التأنيب تلك …
_ “سحر” بعدين بقى ….!!!
تطلعت “أحلام” بصديقتها “سحر” قائله بندم بالغ …
_ أنا ندمانه والله يا “سحر” … أنا غلطت متزعلوش منى …
_ مش إحنا إللى زعلانين منك … “نسمه” هى إللى المفروض تعتذرى لها ..
_ أنا عارفه أنى غلطت فى حقها كتير .. وهى متستحقش منى كده أبداااا .. أنا لازم أشوفها وأستسمحها ويا ريت تسامحنى …
برأفه شديده عقبت “دنيا” …
_ إن شاء الله تسامحك .. أنتوا المفروض أقرب إتنين لبعض …
_ تفتكروا ممكن تسامحنى … ساعدونى وخلونى أشوفها … أنا حاسه إن كل ده حصلى بذنبها …
_ إستغفرى ربنا بقى … وإحنا بس نوصل لها حنخليها تجيلك …
_ يا ريت …
بعد إنتهاء زيارتهما لـ”أحلام” لامت “دنيا” “سحر” بشده …
_ مكنش له لزوم الحده دى يا “سحر” … هى فيها إللى مكفيها …
_ والله أنا كدة … متبقاش عامله كل ده وأحسسها إن كل حاجه عادى … حتى لو “نسمه” سامحتها … برضه حيبقى جوايا إنها عملت كل ده فيها ومش حقدر أنساه مهما حصل …
_ إحنا خلاص كلها أيام ونمتحن ومحدش يعرف حنشوف بعض تانى ولا إيه …
_ لاااااا…. كله إلا إحنا حنفضل أصحاب على طول …
_ طبعاً يا أوختى …
___________________________________
عمر ..
إستقل “عمر” القطار المتوجه الى المنيا للعوده الى جده الحاج “صالح” ملبياً لرغبته فى التعرف بإبنه عمه التى توصلوا إليها بعد غياب طويل ….
مرت الساعات الثقيله فلم يكن سفره ما يود فعله بل كان يفضل البقاء للبحث عن حب عمره الوحيد …
كم هى قاسيه الحياه لتجبره لترك ما يحب لأجل من يحب ….
___________________________________
فى المساء ….
وصل “عمر” وسط ترحيب حار من الحرس والعاملين قباله البوابه الخارجيه ….
إتجه نحو الداخل بحديقه البيت الكبيره ، يتوسط الأشجار والورود المزروعه على جانبى الطريق الداخلى المؤدى إلى البوابه الزجاجيه للبيت …
كان “صالح” يجلس بالمقعد الخيزران بالحديقه تلك جلسته المعتاد عليها ، ليبتسم فور رؤيته لحفيده المحب يقترب نحوه ..
_ “عمر” .. !!!! حمد الله على السلامه يا إبنى … راجل وقد كلامك … لو مكنتش جيت كنت عرفت أنى غلطت فى تربيتك .. إنما أنا ربيت راجل قد وعده وكلمته إن العيله أهم …
” رغماً عنى حبيبتى أبتعد عنك يا قطعه زمردتى ، رغماً عنى أسافر مجبراً لإرضاء جدى ، لكنى سأعود لايجادك ووقتها لن أتركك ثانيه تضعين من يدى فقط أجدك ولن أجد سواكِ بديلاً يا بعيده عن عينى لكنك بداخل قلبى ..”
إبتسم “عمر” إبتسامه مزيفه ليخفى حزنه بداخله ..
_ طبعاً يا جدى … أنا عمرى ما أقدر أكسر كلامك .. ولا أرفض طلبك أبداا …
_ أقعد يا أبنى أرتاح …
جلس “عمر” بصمت فوق المقعد المقابل للجد “صالح” الذى كان متحمساً للغايه يتحدث بسعاده تلقائيه كمن ردت به الروح مرة أخرى بلم شملهم جميعاً …
_ أنا مش مصدق إن العيله إتلمت خلاص .. ولقينا بنت عمك …
_ صحيح يا جدى .. لقيتها إزاى …؟؟
_ هى جت هنا … كانت بتسأل على أبوها الله يرحمه … ياااه شفت الدنيا …
_ الحمد لله … الحمد لله يا جدى …
تعجب “صالح” من ردود “عمر” المقتضبه وكأنه يحمل ثقل بقلبه لا يود الفصح عنه …
_ مالك يا إبنى حالك مش عاجبنى بقاله فترة ….؟!!!
تنهد “عمر” بضيق وقد فاض به الكيل ليظهر عكس ما بداخله ليردف بهدوء …
_ عندى مشكله .. بس متشغلش نفسك بيها يا جدى أنا ححلها إن شاء الله …
زاد “صالح” فخراً بحفيده الغالى القادر على مواجهه مشكلاته وحلها بنفسه …
_ مش بقولك راجل … أكيد إبن “أحمد سليمان” راجل يعتمد عليه مش محتاج مساعده من حد .. مش أى كلام …
إبتسم “عمر” إبتسامه باهته تجاه جده وهو يدور بعيناه متسائلاً ..
_ أمال فين بنت عمى أسلم عليها ….؟؟
_ زمانها نازله .. هى بعد الغدا طلعت ترتاح شويه … زمانها جايه دلوقتى ….
____________________________________
نسمه …
إرتدت “نسمه” فستان طويل أزرق اللون ولملمت شعرها بصوره أنيقه ..
بمعنى أدق إستعدت بصورة رسميه للغايه لمقابله إبن عمها المنتظر وصوله ..
فجميع العاملين اليوم يحضرون كل شئ على أكمل وجه لمقابله إبن العم هذا فهو الوريث الوحيد لهذا الجد الثرى ذو النفوذ …
توترت “نسمه” من مقابله إبن عمها فهى لا تعرف عنه الكثير سوى ما يترائى فى مخيلتها عن إبن العم الصعيدى الفذ …
خرجت من غرفتها عابرة الممر الطويل الذى يمر بغرفه الجد “صالح” وفى نهايه الممر الغرفه التى كانت تُحضر اليوم لإستقبال إبن عمها اليوم ….
هبطت السلم المنحنى وقبل أن تصل إلى نهايه الدرجات رأت جدها الجالس فى الحديقه فقد كانت البوابه الزجاجيه الكبيره مفتوحه على مصراعيها والأضواء الكاشفه توضح من كان يجلس وبوضوح …
تيبست “نسمه” مكانها ويدها ممدوده للحاجز الجانبى للسلم وكل قدم موضوعه على درجه مختلفه أثناء هبوطها …
تثلجت أطرافها وشعرت بالدماء الساخنه تدور برأسها …
علت خفقات قلبها صعوداً وهبوطاً من أثر رؤيتها له …
تمعنت أكثر وأكثر .. إنها ليست مخطئه ….
” هو ……. هو …..!!!!!”
جالت بنظرها بتشتت حولها ولم تستطع إكمال طريقها …
إستدارت بسرعه رافعه طرف فستانها الطويل لتركض بعجاله شديده صاعده درجات السلم بسرعه هى نفسها لا تتخيلها …
فكل ما سيطر على تفكيرها أن تركض وتبتعد حتى لا يراها أو يلمحها “عمر” ….
دلفت غرفتها بسرعه و أغلقت الباب بقوة من خلفها وهى تستند عليه بظهرها بصدر ناهج بقوة وعيناها جاحظتان عن وسعهما …
تنفست بصعوبه وأحست فجأه بدموع ساخنه تنهمر من عينيها …
لتبدأ قواها فى الإنهيار …
أرتمت فوق فراشها تخبئ وجهها بوسادتها لتعلو شهقاتها غير مصدقه وواعيه لما يحدث ذلك معها فقد ظنت لوقت قليل أنها قد بدأت منعطف جديد بحياتها ، إستقرت بوجود جدها ، شعرت للحظات أنها قد بدأت تنساه وأن وجوده لا يؤثر بها …
ليظهر هو الآن ليهدم كل شئ وكل حلم شعرت بتحقيقه ، فحتى حلم العائله والسند جعله مستحيل بوجوده …
” يعنى (عمر) … هو إبن عمى !!!!!! … أنا ليه ضعيفه كده … أنا ليه مش قادره أمسك نفسى لما شفته … ليه كل حاجه رجعت من الأول … كأنه لسه جارحنى دلوقتى … كأن قلبى لسه مكسور دلوقتى من كلامه …. كأنى لسه …. لسه بحبه ومش قادرة أنساه لحد دلوقتى ….؟!!!
يعنى هو من دون كل الناس إللى فى الدنيا يطلع هو إبن عمى !!!! …. وأكيد حيفرح لو شافنى مكسورة كده قدامه …. لا …
لا يا (عمر) مش حسمح لك تجرحنى تانى .. أو تشوفنى مكسورة تانى … لاااااااا …”
___________________________________
فى الحديقه …
“صالح” بسعال قوى فمازال لم يتخطى مرضه وعلاجه …
_ أنا كنت قاعد مستنيك عشان تشوف بنت عمك بس مش قادر أقعد هنا أكتر من كده أنا حطلع أوضتى أرتاح ….
_ خلاص يا جدى .. أطلع أوضتك أرتاح أنت وأنا حعمل بس مكالمه تليفون و أستناها هنا …
_ أعمل أنت مكالمتك الأول ونشوف …
نهض “عمر” من جلسته مخرجاً هاتفه محاولاً الإتصال بـ “وائل” ليسأله اذا كان هناك أى أخبار عن “نسمه” وعن البحث عنها ….
دلف “صالح” إلى داخل البيت منادياً “عبد القادر” ..
_ يا “عبد القادر” …
_ أيوه يا حاج …
_ أبعت حد يشوف الست “نسمه” منزلتش ليه …
_ حاضر يا حاج …
___________________________________
بغرفه نسمه …
سمعت طرقات على باب غرفتها أحاطت جسدها بسرعه بغطائها متصنعه النوم لتطل بعد عدة دقات “سعيدة” من خلف الباب قائله ….
_ يا ست “نسمه” … ياست “نسمه” …
إبتلعت ريقها بغصه دون أن تظهر ذلك لتجيب بهمهمه …
_ همممم …
_الحاج “صالح” بيقولك مش حتيجى …؟؟
ربما لأن صوتها إمتنع عن الخروج من حنجرتها فظهر ذلك بأنها تغط بالنوم وبصوت ناعس أجابتها ..
_ مش قادره .. تعبانه شويه وعايزة أنام …
_ ماشى يا ست ..
لم تجادلها بل إنصاعت لرغبتها فوراً لتبلغ زوجها “عبد القادر” بذلك والذى بدوره ذهب مباشرة للحاج “صالح” يبلغه بتعب الست “نسمه” …
تسند “صالح” صاعداً نحو غرفته فقواه أصبحت لا تمهله الإنتظار والبقاء أكثر من ذلك فهو مازال متعب للغايه لكنه نظر نحو “عبد القادر” قائلاً …
_ لما يرجع “عمر” بيه قوله أنى عايزه فى أوضتى ضرورى …
_ حاضر يا حاج …
صعد بعدها “صالح” تجاه غرفته جالساً بإسترخاء فوق فراشه بإنتظار “عمر” بعدما ينهى مكالمته التى إنشغل بها …
____________________________________
نسمه …
بعد أن تركتها “سعيده” دفعت الغطاء عنها ثم نهضت جالسه للحظات قليله قبل أن تتجه نحو زر الإضاءه وتغلقه لتصبح الغرفه معتمه للغايه …
تسللت ببطء نحو الشرفه مقتربه من حافه سور الشرفه ، جلست على الأرض تنظر من الفراغات التى تتوسط هذا الجدار الحديدى للشرفه وهى تنظر نحوهم …
تحرك جدها متجهاً نحو الداخل بينما جلس “عمر” على أحد المقاعد يتحدث بالهاتف ..
ثبتت عيناها الغائمتان تجاهه وهو يجلس أمامها بحزن منكسر ، علت ضربات قلبها الذى كاد يندفع خارج صدرها من قوة ضرباته …
فيا لعجب الأقدار ها هى اليوم تجلس بعيداً عنه تراه ولا يراها .. فاليوم يوم الوداع الأخير ….
كم كان وسيما حزينا دون أن تعلم سبب حزنه القاتم ذاك ..؟؟؟
كم تأثرت لرؤيته بمثل هذا الحزن فى عينيه العسليتين …
ضغطت بقوة بأسنانها لتغلق شفتيها بإحكام حتى لا تخرج شهقاتها الحزينه لوداعه …
نهضت مسرعه لداخل غرفتها مرة أخرى قبل أن ينتبه لها …
غطت فمها بكفها تمنع صوت بكائها التى لم تعد تحتمل ألمه القابض بصدرها …
إشرأبت برأسها وهى تمسح دموعها بكبرياء قائله لنفسها محاوله التحلى بالقوة التى لا تمتلكها إطلاقاً …
” أنا مينفعش أتكسر تانى قدامه … ومينفش أقابله … لأنه حيفهم أنى لسه بحبه …انا أساساً مينفعش أتعامل معاه أصلاً … ”
لتهوى جالسه فوق الفراش بملامح تعيسه للغايه …
” أنا مينفعش أقعد هنا …حيتعامل معايا إزاى ؟!! .. كبنت عمه يعنى زى أخته .. أكيد لأ طبعاً …!!!!!
كواحده ميعرفهاش … أكيد لأ طبعاً …
كحبيبته….!!!!!!! ……. إستحاله طبعاً ….!!!
أنا لازم أمشى من هنا … لازم أروح أعيش مع خالتى … معنديش حل تانى …. لازم أقول لجدى دلوقتى وأسافر الفجر قبل ما (عمر) يحس بيا أصلاً ….”
____________________________________
عمر ….
مسح وجهه بكف يده بإحباط تام وهو يستكمل مكالمته التى طالت كثيراً مع “وائل” …
_ يعنى برضه ملقتش حاجه !!!!! … معلش يا وائل … أنا معتمد عليك لحد ما أرجع … أنا جاى بكرة على طول … مع السلامه….
أغلق “عمر” الهاتف بحزن ليجد “عبد القادر” منتظره ليبلغه رسالة جده إليه ….
_ الحاج “صالح” تعب ومستنيك فوق فى أوضته يا بيه ..
_ ماشى يا “عبد القادر” …
صعد “عمر” لغرفه جده عاماً أن يخبره بسفره فى الصباح فعليه العوده للبحث عن (زمردته) الغائبه و(بسمته) الضائعه وحياه فؤاده من جديد …
قبل أن يطرق باب غرفه جده سمع صوته يسعل بقوة بصورة مخيفه للغايه أصابته بقلق بالغ على جده ..
دفع الباب مسرعاً نحو الداخل للحاق به ليجده ممدداً فوق فراشه ووجهه شاحب للغايه ليتسائل بتخوف …
_ مالك يا جدى إيه إللى حصل…. أنت كنت كويس من شويه … ؟؟؟
_ يلا حسن الختام بقى يا بنى …
_ لا يا جدى بعد الشر عنك .. إحنا منساويش أى حاجه من غيرك ….
_طب ناولنى يا بنى الدواء ده مش قادر آخد نفسى …
ساعد “عمر” جده بتناول الدواء ليستريح قليلاً …
_ الحمد لله …
_ جدى أنت شكلك تعبان أوى .. إحنا لازم نروح للدكتور تانى … أنت بدأت ترجع زى الأول ….
_ بص يا بنى .. الواحد مش بياخد أكتر من عمره … المهم دلوقتى .. أقعد جمبى عشان عايزك فى موضوع مهم …
____________________________________
نسمه …
إرتدت “نسمه” شال كبير غطى وجهها بالكامل وقررت التسلل نحو غرفه جدها لتبلغه بقرارها بالسفر من ثم تعود لتجهز نفسها قبل أن يشعر بها “عمر” من الأساس …
فتحت باب غرفتها بهدوء حتى لا تصدر أى صوت متسلله بخفه على أطراف أصابعها حتى وصلت لغرفه جدها ووقبل أن تطرق الباب وجدته مفتوحاً وسمعت صوت “عمر” وجدها بالداخل يتحدثان ..
فقررت العودة إلى غرفتها والمجئ بوقت آخر بعد خروج “عمر” …
بصوت واهن إستكمل “صالح” …
_ أنا عايزك فى حاجه مهمه بخصوص بنت عمك ….
_ بنت عمى …!! خير يا جدى …
_ أنا حاسس أنى خلاص نهايتى قربت .. وعايز أطمن عليكم … ده أنا ماليش فى الدنيا غيركم … أنتوا أقرب ولادى …
_ قصدك إيه يا جدى …؟؟
_ إسمعنى يا إبنى ومتقاطعنيش …. أنا خلاص حاسس أنى حموت والبنت دى يتيمه و إتبهدلت كتير ولازم نضمن لها عيشه كريمه ومحدش يبهدلها تانى .. ولقيت إن أحسن حل إن إنتوا تتجوزوا ….
وقف “عمر” بصدمه وقد إتسعت عيناها بذهول قائلاً بحده …
_ إيه ..!!! نتجوز !!!!!! …. لا يا جدى … أوعدك إنها حتبقى فى عينى وحاخد بالى منها .. إنما جواز لأ …
_ أقعد كدة وإهدى بس … إيه إللى يمنع بس يا “عمر” …
جلس “عمر” محاولاً التقليل من إنفعاله حتى لا يغضب جده مبرراً له لماذا يرفض زواجه من إبنه عمه …
_ أنا حقولك يا جدى إيه إللى يمنع …. إللى يمنع أنى بحب واحده تانيه وعايزة أتجوزها ..
_ مين دى إللى أنت عايز تتجوزها … و إمتى ده حصل …؟؟ … وهى يعنى أحسن من بنت عمك فى إيه ….؟؟؟
_ جدى إسمعنى ومتحطنيش بين نارين … أنا مقدرش أرفض لك طلب … بس أنا بحب واحده …. بحبها أوى …
لم يشعر “عمر” بنفسه إلا وترك العنان لبكاءه الحار هذه المرة أمام جده القوى … لكنه يعلم أنه لن يستضعفه أو يشمت به .. فقط لأنه منه …
“صالح” وقد رق حالاً لـ”عمر” ….
_ أنت بتبكى يا أبنى … للدرجه دى بتحبها …؟!!!
_ للدرجه دى وأكتر يا جدى … و إللى مأثر فيا أوى أنى ضيعتها كمان من إيدى …
_ ضيعتها !! أنا يا أبنى مش فاهم حاجه ….
_ حاحكى لك كل حاجه يا جدى … لما رحت الكليه السنه دى مكنش هاممنى حاجه غير أنت ودراستى .. وطبعاً قلت بما إنك حتغيب كتير مسافر للعلاج أنى أحول القاهرة تانى مع زمايلى ….
لما رحت لفت نظرى إن فيه بنت الكل بيتكلم عليها كلام مش كويس وإنها أخلاقها مش كويسه وبتتكلم وتصاحب مع شباب … فبالتحدى بس …. قلت أشربها من نفس الكأس يمكن تفوق وتتعلم الدرس …
عقص “صالح” وجهه ممتعضاً ليردف بلوم …
_ يعنى يا إبنى ملقتش غير واحده بالأخلاق دى …!!!!!!
_ إستنى بس يا جدى … أنا فعلاً كنت فاكر كده بس لما قربت منها لقيتها غير كده خالص … حبيتها أوى … لدرجه أنى نسيت كل الكلام إللى سمعته عنها وعن سمعتها … لحد ما فى يوم واحد جالى وقالى إنها ناويه تكمل اللعبه إللى بتلعبها عليا وتفهمنى إن أهلها غاصبين عليها الجواز … المهم أنا للأسف صدقته و إتعاملت معاها بمنتهى القسوة وجرحتها أوى وسبتها … لكن عرفت بعد كده إنها معملتش أى حاجه من دى … وإن صاحبتها هى إللى عملت فيها كل ده وهى إللى كانت مطلعه عليها كل الكلام ده عشان غيرانه منها … وحاولت تفرق بينى وبينها …
_ لا حول ولا قوة إلا بالله …
_ المشكله إنى مش لاقيها خالص … دورت عليها فى كل مكان وقلبت الدنيا عليها إختفت … حاسس أنى حموت يا جدى … أنا عاوزها ومش عايز حد غيرها …
_ بس يا بنى كل إللى بتقوله ده مش كفايه … فيه حاجات تانيه أهم من الحب والحاجات دى عشان تفتح بيت … وأنت شايف بنت عمك أهى ملهاش حد فى الدنيا .. نديها يعنى للى يستغلها ويطمع فيها .. ولا إحنا أولى بلحمنا ..
_ بالله عليك يا جدى ما تعيد إللى عملته تانى مع عمى!!!!!! …أديك شايف إللى حصله بعدها …. أنا كمان مقدرش أستغنى عن إللى بحبها دى .. أنا بس ألاقيها و أراضيها …. أنا مش عايز أى حاجه من الدنيا غيرها …
ليعيد “صالح” حديثه بإستنكار …
_ ومالك ومالك عمك يروح للغريب ..؟!!!! يرضيك أموت وأنا مش مرتاح … أنا حاسس أنى بودع خلاص يا أبنى ….
_ كفايه يا جدى .. أنا مش ناقص ضغط كمان … كفايه إللى أنا فيه ….
_ والله يا بنى لو عليا وعايز ترضينى تتجوز بنت عمك … ولو مُصر روح أتجوز إللى أنت بتحبها .. وسيبنى فى تعبى وقلقى عليها فى تُربتى لما أموت .. ما أنا سايبها فى الدنيا من غير ضهر ولا سند … يعنى مش كفايه حرمتها من أبوها .. كمان حسيبها للدنيا تبهدلها لوحدها …
أحنى “عمر” رأسه فى إنكسار فقد وقع فعلاً بين نارين …
نار قلبه وحبه المتيم “بنسمه” ونار إرضاء جده الذى يعلم فور رفضه للزواج بإبنه عمه فربما يتأثر وربما قلبه لن يتحمل ذلك …
لم يجد “صالح” بُد من ترك “عمر” يفكر بقراره لبعض الوقت …
_ سيبنى شويه يا أبنى أرتاح … وأنت فكر كويس فى الكلام إللى قلتهولك ده ورد عليا ..
_ حاضر…
ترك “عمر” جده ليهبط مرة أخرى إلى الدور السفلى جالساً بمفرده بالحديقه فربما يجد حل للورطه التى وضعه بها جده ..
لكنه لن يقبل إستبدال “نسمه” بأى من كانت حتى لو هى إبنه عمه وشريكته فى الميراث ..
فهو لا يكترث بالمرة للمال ، كل ما يريده هو الإستغناء بـ “نسمه” عن الدنيا كلها …
قرر “عمر” السفر للقاهرة فباقى على الإختبارات النهائيه فقط يومان ولابد أن يجد “نسمه” فقلبه لا يريد غيرها …
____________________________________
فى الصباح …
إستقل “عمر” القطار مثقل بحمله الثقيل الذى يفكر به …
بينما طلب الحاج “صالح” من السائق الخاص أن يوصل “نسمه” إلى القاهرة إستعداداً للإختبارات فقد إتفقت مع جدها إنها سوف تمكث هذه الأيام لدى خالتها أم “ريم” ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى