روايات

رواية عشقت خيانتها الفصل الثلاثون 30 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الفصل الثلاثون 30 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الجزء الثلاثون

رواية عشقت خيانتها البارت الثلاثون

عشقت خيانتها
عشقت خيانتها

رواية عشقت خيانتها الحلقة الثلاثون

⚜️ سأسافر …⚜️
دنيا …
خرجت “دنيا” من شقه والديها متجهه صوب مكتب المحاسبه الذى تعمل به ، نعم هى متأخره قليلاً عن مواعيد العمل الرسمية لكنها قد عَقَدت العزم على أن تبتعد تماماً عن هذا “البارد” الذى لم ولن يهتم لها …
دلفت إلى المكتب دون الإهتمام برؤيته كما إعتادت كل صباح بل إتجهت مباشرة لغرفه الأستاذ “رأفت” مدير المكتب لمقابلته …
طرقت الباب بخفه إستئذاناً للدخول حين سمح لها “رأفت” بذلك …
_إدخل …
تقدمت “دنيا” بإبتسامتها النقيه التى تعبر عن صفاء قلبها حقاً لتلقى بتحيه الصباح على هذا الرجل الوقور الذى طالما كان يعاملها كإبنه له دوماً …
_ صباح الخير يا أستاذ “رأفت” …
_ “دنيا” … صباح الخير … تعالى إدخلى .. واقفه على الباب كدة ليه …؟!!
أغلقت “دنيا” باب المكتب الزجاجى الضبابى بحرص لخوفها الدائم من أى من الأبواب الزجاجية لظنها أنها ستتهشم حقاً لو صدمته بقوة …
أشار لها الأستاذ “رأفت” بالجلوس …
_ أقعدى يا “دنيا” … خير كنتى غايبه إمبارح ليه …؟!!
ضمت “دنيا” شفاهها حرجاً وهى تمسك إبتسامتها التى بدت متأصله بملامح وجهها مردفه …
_ هو … أصل مش إمبارح بس … أنا أصلاً لسه جايه من بيتنا دلوقتى …
أعاد “رأفت” جزعه للخلف ناظراً نحو “دنيا” بإستراب فهى دائمه الإلتزام والإنتظام بموعد العمل …
_ غريبه … ليه يا “دنيا” … فى مشكله ولا إيه …؟!!
فركت كفيها بتوتر قليلاً قبل أن تستطرد حديثها لما جائت حقاً من أجله …
_ بص بقى يا أستاذ “رأفت” … من الآخر كدة .. أنا عايزة أسيب الشغل …
وضع “رأفت” قلمه الأسود الذى كان يمسك به بين أصابعه فوق سطح المكتب بذهول وهو يطالع “دنيا” بنظرة أب حنون وليس مديراً لها ثم هتف بإندهاش …
_ تسيبى الشغل …!!!! ليه كدة … حصل إيه …؟!!
كانت تظن أنها ستتأثر للغايه حين تُسأل عن سبب بُعدها عن هذا المكان لكنها وجدت نفسها تتكلم بأريحيه شديده وربما ببعض الراحه بعد التخلص من هذا العبء الثقيل بإلتزامها بإرتباطها بـ”وائل” …
_ بابا تعبان شويه … وأنا كمان مش حابه أجى المكتب .. فيه حاجات بتخنقنى …
كرجل مخضرم ذو تجارب عديده وإدراك لما يحدث من حوله كان يعلم بميل تلك الفتاه الرقيقه بزميلها “وائل” ليربط بذكاء بين رفضها للعمل وبين ميلها له ليعقب بفراسه …
_ هو الواد “وائل” ده مزعلك ولا إيه … ده لو زعلك أنا أشد لك ودانه …!!!!
تخيلت “دنيا” بعقلها مشهد هزلى للأستاذ “رأفت” ممسكاً بأذن “وائل” حقاً يشده منها حتى تصبح كأذنى الأرنب الطويله لتبتسم ساخرة وهى تعلق على ذلك بطريقه مازحه …
_ لا وعلى إيه يا أستاذ “رأفت” هى ودانه طويله خِلقه … مش ناقص تشوه هو …
ضحك الأستاذ “رأفت” مقهقهاً من خفه ظل تلك الصغيرة التى تذكرة بإبنته الغائبه بسفرها مع زوجها منذ بضعه شهور …
_ أه يا عفريته … طب أعملك فيه إيه …؟!!
تحلت “دنيا” ببعض الجديه مردفه …
_ ولا حاجه … أنا خلاص عايزة أبقى بعيد وخلاص ….
تفهم ما تريده بالفعل ليقترح “رأفت” عليها إقتراح بسيط حتى لا تخسر وظيفتها بالمكتب حتى تستطيع الحكم على الأمور بمنظور أكثر عقلانيه …
_ طيب أنا عندى فكرة … خدى أجازة شهر … شهرين بدون مرتب … وبعدها قررى تكملى شغل ولا لأ …
تفكرت “دنيا” للحظات لتجد أن تلك الفكرة لا بأس بها إطلاقاً لتهتف موافقه …
_ حلو ده … نعتمد موضوع أجازة بدون مرتب ده … قشطه …
_ يا بنت إحترمينى شويه … إيه قشطه دى ….!!!!
_ ما أنا خلاص كدة مش بشتغل هنا و حعمل أجازة … أقول براحتى بقى من غير ما حاجه تكبس على نفسى …
بغضب مصطنع أشار “رأفت” تجاه باب المكتب مازحاً …
_ إطلعى بره يا “دنيا” … روُّحى يلا … إعملى أجازتك عند “دعاء” بره .. ده أنا إللى حرتاح منك … وأبقى سلمى على بابا وقولى له ألف سلامه …
_ الله يسلمك يا غالى … سلام …
خرجت “دنيا” بروحها الخفيفه ليبتسم “رأفت” من مزاحها الظريف على قلبه لتتجه “دنيا” لصديقتها “دعاء” لتقوم بعمل تلك الإجازة لمدة شهرين بدون مرتب …
خرجت من المكتب دون إعتبار لوجود “وائل” من الأساس لتذهب للتسوق أولاً قبل عودتها للمنزل …
وائل …
لاحظ “وائل” خروج “دنيا” من المكتب ليضيق حاجباه بإستراب لرؤيه طيفها …
” مش دى (دنيا) … ؟!! هى جت ولا ماشيه ولا إيه …؟؟!”
نظر للفراغ الذى خلفته بعدها ثم عاد ببصره تجاه مكتب “دعاء” بآخر الرواق ليتجه إليها متسائلاً …
_ “دعاء” … هى دى “دنيا” إللى كانت هنا ولا مين ….؟!!
_ أيوة “دنيا” … عملت أجازة بدون مرتب ومشيت …
إتسعت حدقتاه بذهول متسائلاً بصوت خفيض متحدثاً لنفسه بهمهمه ….
” أجازة بدون مرتب …. غريبه … ليه …؟! ”
___________________________________
علام …
أنهى مكالمته مع “نسمه” ليثور كالثور يضرب ويدفع كل ما يظهر أمامه بعنف و غضب صارخاً …
_ بقى أنا “علام صبحى” يتعلم عليّا وتتخطف بنت خاله … ليه .. هفيه فى الداخليه ولا إيه ….؟!!!
لتكن ثورته وغضبه لأنانيته فقط وليس خوفاً وقلقاً على تلك المسكينه ضحيه هؤلاء المجرمين الذين قاموا بإختطافها …
رفع هاتفه لأذنه بعدما ضغط على رقم ما قائلاً بحده وصرامه …
_ أيوة يا “أحمد” … حديك رقم تليفون عايزك تتعقب مكان الشريحه دى … تعرف لى مكانها بأقصى سرعه … هى فى محافظه المنيا فى مغاغه بس عايز المكان بالضبط … تمام … حبعت لك الرقم فى رساله … حالاً فهمت …
أنهى المكالمه وهو يدفع بالهاتف بزمجره فوق المكتب قائلاً …
_ لازم أعرف مكانِك يا “سحر” … لازم ترجعى النهارده … لااااااازم …
___________________________________
سحر …
ها قد إستطاعت إدراك كل شئ وبالتفصيل الملل من هذا الأخرق الذى أخرج ما فى جعبته كله دون حتى الضغط عليه ، كما لو كان ينتظر تلك الفرصه ليزيح عن كاهله إحساسه بالذنب تجاههم ….
أدرك “هريدى” أنه قد وقع بشباكها لكن متأخراً جداً ، أدرك أنه تفوه بكل شئ وأنها تعلم عنهم كل شئ الآن لينظر نحوها بتخوف بالغ …
_ بالله عليكى يا خيتى … ما تقولى حاچه لحد … “أبو المعاطى” لو عرف حيموتنى .. ده أخوى وأنا خابره … معندوش قلب …
ربما علمت ما خططوا له ولماذا لكنها لن تؤذى هذا الشخص الذى يتوسل إليها بحفظ سره وتدفع به إلى التهلكه ، خاصه وقد رأت بالفعل قسوة وغلظه هذا المدعو “أبو المعاطى” …
زمت “سحر” شفتها بإمتعاض فقد كانت بالفعل تود الهرب لكنها لو هربت الآن فسوف يؤذى هذا الرجل الذى ساعدها وكان رؤوفاً بهما …
_ ماشى يا “هريدى” … أنا مش حجيب سيرة لحد ما أعرف أخرج من هنا …
بتوتر بالغ لملم “هريدى” صينيه الطعام خارجاً من ( المندره) وهو يلعن نفسه لعدم حفظ لسانه الذى سيأتى له بالمتاعب يوماً …
أوصد باب ( المندره) من خلفه جيداً ليسرع مبتعداً كما لو كان لم يفعل شيئاً بالمرة …
ضغطت “سحر” بإصبعيها شفتها السفليه متفكره بحديث “هريدى” …
” يعنى إللى إسمه (أبو المعاطى) ده ضحك على صاحبهم الطويل إللى كان هنا وفهمه إن جِده سلف جِد “عمر” فلوس ومرجعهاش وأنه له كدة ورث فى فلوس “عمر” وإن “عمر” رفض يرجع له الورث بتاعه فقال يخطف إبنه عشان يرجع الفلوس وبعدها يرجع الولد … وأنا جيت معاه بالغلط لما مسكت فى “مؤمن” ومرتضش أسيبه … يعنى الطويل ده لو فهمته حيسيبنى … لأنه مخدوع فى إللى قالهوله (أبو المعاطى) الشر ده … صح كدة … يبقى لازم أفهمه عشان أخرج من هنا …”
___________________________________
عمر …
أبلغ “عمر” الشرطه بما حدث وأخبرهم عن تلك المكالمه التى وردته وأعطى لهم هذا الرقم الذى إتصل عليه ليخبره بوجود إبنه لديه …
عاد مرة أخرى للبيت الكبير فليس بيده حيله الآن وعليه ترك الشرطه لعملها بالبحث عن ولده و “سحر” ….
البيت الكبير …
نظر “عمر” إلى درجات السلم الصاعده للدور العلوى بضعف فمازالت معركته دائرة وعليه التعامل مع “نسمه” بحرص شديد كما أخبرته الطبيبه النفسيه ….
صاح “عمر” منادياً “سعيده” وهو يسألها …
_ ست “نسمه” لسه تعبانه ….؟!!
_ يا حبه عينى … أخدت الدواء المهدي ده وراحت فى النوم …
_ كويس … روحى أنتى يا “سعيده” … لو عوزت حاجه حناديكى …
_ ماشى يا “عمر” بيه …
صعد “عمر” إلى غرفتهم ليجلس إلى جوار “نسمه” التى غرقت بنوم عميق أثر إرهاقها و بفعل المهدئ الذى تناولته أيضاً …
ملس على رأسها بحنو وهو يعدها بصوت خفيض حنون للغايه …
_ بإذن الله “مؤمن” يرجع لنا … وتفرحى تانى حبيبى … مش قادر أشوف زعلك وحزنك ده … بس إن شاء الله “مؤمن” راجع .. إن شاء الله يا رب … ترجع لنا إبننا بخير يا رب …
____________________________________
عنتر …
غطى وجهه بكفيه تحسراً لما آلت إليه الأمور فهو ليس شريراً بطبعه بل كان يبحث فقط عن حقه ، لكن الأمور خرجت عن طورها وتورط بالفعل وسيعاقب بالتأكيد على ما فعله خاصه بعد هروب “أبو المعاطى” وتركه يتحمل المسؤولية بمفرده …
ليقضى “عنتر” بجلسته لساعات وساعات لا يقوى على العودة للدار ورؤيه والدته ولا حتى على الذهاب للمندره لرؤيه الطفل وأمه فقد شُل تفكيره تماماً عن الوصول لحل يخرجه من تلك الورطه ….
___________________________________
سقطت الشمس بمغيبها وأخفت ضوئها ليحل الليل بسكونه ومازال الجميع منتظر …
البيت الكبير …
إستيقظت “نسمه” لتجد “عمر” متكئاً على ظهر سريرهما بصمت لترفع رأسها بإعياء واضح تحاول فهم صمته المطلق باحثه عما يريح قلبها الذى يعتصر ألماً …
_ “مؤمن” جه يا “عمر” …؟!!!
إنتبه “عمر” لها ليعتدل بسرعه يجاهد نفسه بإبتسامه ضعيفه مرغم على إظهارها لها …
_ لسه حبيبى … بس الظابط أكد لى إنه حيلاقيه على طول وحيرجع لنا …
تقوست شفتاها بألم لتشعر بتجمع دموعها المحرقه بعينيها مرة أخرى ..
كم أصبحت بكاءه للغايه …
نكست عيناها عن “عمر” المختنق المتحير بين إظهار حزنه على ولده المفقود أم يتحلى بالقوة لأجل من يعشقها قلبه ..
تحدثت “نسمه” بنبره مستسلمه للغايه …
_ أنا فهمت دلوقتى قصد الدكتورة يا “عمر” … فهمت والله … لما قالتلى لازم يكون إهتمامى باللى بحبهم مش بالحاجات الماديه إللى حواليا ….
رفعت وجهها بترجى تجاه “عمر” وقد تحلى صوتها بنبره منتحبه …
_ قولها أنا فهمت والله … أنا عرفت إن إنت و”مؤمن” أهم عندى من أى حاجه فى الدنيا … أنا فهمت خلاص … رجعوا لى “مؤمن” بقى … رجعولى “مؤمن” ووعد والله … ما حيبقى فيه أهم منكم فى حياتى كلها …
ربت “عمر” مشفقاً على إنهيارها الذى كان يتخوف منه ليضمها برفق قائلاً …
_ حيرجع حبيبى … حيرجع … إن شاء الله حيرجع … إحنا بس ندعى ربنا وهو حيستجيب إن شاء الله….
رفعت “نسمه” عيناها الغائمتان للأعلى بتضرع قائله بخفوت …
_ ياااااا رب
___________________________________
عنتر …
مع مغيب الشمس أضطر “عنتر” للعودة للدار ومازالت أفكاره مشوشه تماماً ولا يدرك حقاً ما عليه فعله …
دلف إلى داخل الدار برويه شديده ليقابل نظرات والدته المرتابه فحتى مع عدم معرفتها لما يدور حولها إلا أن قلبها كان دليلاً مضيئاً لها طريقها …
نظرت بشك تجاه ولدها المتجهم وهى تتسائل ..
_ حمد الله على السلامه يا وليدى … وينك من بدرى …؟!!
رفع “عنتر” رأسه وهو يقف مقابلاً لوالدته التى ظهرت ضئيله الحجم للغايه إلى جوار ولدها ذو القامه العريضه والطول المهيب ، فقد كانت والدته قصيرة القامه نحيفه إلى حد كبير …
سحب “عنتر” نفساً قويه وهو يجبر نفسه على إخفاء حيرته وتخوفه مردفاً بتصنع …
_ عادى يامه … كنت مشغول شويه بس …
حركت “فهيمه” رأسها بالتفهم دون تصديق ما يدعى قائله …
_ طيب تعالى غير خلچاتك (ملابسك) عقبال ما أحضر لك الوكل … زمانك على لحم بطنك من صباحيه ربنا … ربنا يزيح عنك الغشاوة ويفك أسرك من المؤذى “أبو المعاطى” إللى مفيش وراه إلا الشر …
_ ماله “أبو المعاطى” بس يامه دلوقتى … حد چاب سيرته …!!!
_ ومن غير ما نچيب سيرته … طول ما أنت بتاخد شورته وإنت مش حتشوف طيب … يا وليدى الطيب للطيب … وهو محراك شر ماشى على الأرض … ربنا يكفينا شره ويبعده عننا … وكل شئ يرچع لأساسه وأصله …
ربما قالتها تلك المرأه البسيطه بتلقائيه للغايه لكن صدى تلك الكلمات أخذ يتردد صداها بعقل “عنتر” ليتفكر بها جيداً كما لو كانت إشارة ما لإنهاء تلك الورطه …
((الطيب للطيب … كل شئ يرچع لأساسه و أصله …))
شرد ذهن “عنتر” بتلك الكلمات ليحدث نفسه قائلاً …
” كل شئ يرچع لأصله … يعنى أرچعهم لدار (سليمان) ويا دار ما دخلك شر … قبل ما البوليس يقبض علىّ وأروح فى داهيه … بس كيف بس ومرت (زوجه) “عمر” شافتنى وعرفتنا … وأكيد حتبلغ عننا … أعملها كيف دى بس …”
نادت “فهيمه” ولدها …
_ يا “عنتر” الوكل چاهز يا وليدى … يلا بلاش كسل أمال …
أفاق “عنتر” من شروده مجيباً والدته …
_ ماشى يامه … بس حروح مشوار ضرورى الأول وأرچع طوالى …
خرج “عنتر” بعجاله مرة أخرى من الدار وسط إندهاش والدته لتلوح بعدها بتفويض الأمر لله عائده إلى غرفتها لحين عوده ولدها مرة أخرى ….
____________________________________
دنيا ….
عادت “دنيا” من الخارج لتخلع حذائها قرابه باب الشقه وتعلق مفاتيحها بالصندوق الخشبى خلف الباب لتستمع لنهايه مكالمه والدها إلى شخص ما حين دلفت إلى الداخل …
_ حنشوف كدة يا حاج … أرتب الدنيا وأرد عليك حاضر … مع الف سلامه … فى رعايه الله …
رفعت “دنيا” حاجباها بتساؤل صامت تجاه والدتها التى تجلس إلى جوار والدها تستمع لمجرى المكالمه بإنصات تام …
ثم همست “دنيا” بفضول …
_ مين هاه … مين ؟!!!
ضمت والدتها أصابعها بإشارة إنتظار قليلاً لحين إنتهاء والدها من مكالمته لتضطر “دنيا” للإنتظار بترقب …
أغلق “عبد الراضي” المكالمه وهو ينظر تجاه “دنيا” بنظرة غامضه ثم عاد ببصره تجاه زوجته قائلاً …
_ هاه … إيه رأيك …؟!!
حركت والدة “دنيا” رأسها تعجباً وهى تردف بعدم تصديق …
_ سبحان الله … الواحد مش مصدق يا “راضى” … تفتكر الكلام ده بجد ….؟!!!
_ مش يمكن … !!!! حد عارف …؟!!
قلبت “دنيا” نظراتها بين والديها ببلاهه حين هتفت بصوت عالٍ لإيقاف تلك الحلقه التعجبيه منهما …
_ إييييييه … هو فيه إيه …. إنت تقولها إيه رأيك … وهى تقولك الواحد مش مصدق … خليكوا واضحين معاكم واحده مخها على قدها … ميييييح … مبتفهمش التلميحات دى خااالص …
أشار ” عبد الراضي” لإبنته بالجلوس أولاً لتلبى “دنيا” طلب والدها بالجلوس بمقابلتهم …
_ بصى يا “دنيا” … يوم ما سبنا البلد وأهم حاجه كانت حصلت وزعلتنا خلتنا نسيب بيت العيله ونيجى على مصر ( القاهره) نعيش هنا إن عمى أخد ورث أبويا الله يرحمه ومرضيش يدينى حقى … عشان كدة فيه قطيعه ما بينا وبين العيله … دلوقتى عمى ده كلمنى وقالى إنه تعبان وعايز يرجع لى حقى … وعايزنى أروح أخد حقى …
بتفاجئ سعيد إرتسمت إبتسامه فرحه على محيا “دنيا” قائله …
_ قشطه … حلو حكايه الورث دى … أهى حاجه تنغنغنا كدة …
لوت أم ” دنيا” فمها بإستياء قائله …
_ وأبوكى حيروح إزاى يا حسره … دى رجله مكسورة … ودول لازم حد يقف لهم لحد ما يجيب الورث وييجى …
حركت “دنيا” رأسها بوجه ممتعض كنايه على عدم الفهم وربما تهرب مما تلمح به والدتها …
_ قصدك إيه يعنى … أمال مين إللى حيروح …؟!!؟
ثبتت نظرات والدها ووالدتها عليها بترقب لتلوح “دنيا” بإصبعها رافضه بشده وسط ضحكه ساخره من توريطها بتلك المسأله …
_ لاااااااااااا …. أنا ماليش دعوة … بتبصوا لى كدة ليه … أنا لا أعرف أسافر ولا أعرف حد ولا أى حاجه هناك ….
أردفت بسرعه أم “دنيا” تحاول إقناعها …
_ وهو إحنا حنسيبك … حنبقى معاكى بالتليفون … واحده واحده … يرضيكى ورث أبوكى يروح مننا … ده إحنا ما صدقنا يا “دنيا” …
أمالت فمها جانبياً بتفكر فمن جانب والدها حقاً لا يستطيع السفر ومن جانب آخر عليها البحث عن ميراث والدها الضائع ولن تتركه لمجرد أنها فتاه وهو ليس لديه ولد يطالب بذلك لتجيب بطريقه طفوليه مرغمه على ذلك …
_ وأنا المفروض أعمل إيه بالضبط ….؟؟!
تهللت أسارير والدتها وإبتسم والدها برضا حين هتفت أم “دنيا” قائله …
_ حضرى نفسك للسفر …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى