روايات

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الفصل العاشر 10 بقلم سارة أسامة نيل

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الفصل العاشر 10 بقلم سارة أسامة نيل

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الجزء العاشر

رواية مقيدة لأصفاد مخملية البارت العاشر

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الحلقة العاشرة

«مُقيدة بأصفاد مخملية»
<الفصل العاشر> -١٠-
تضعضعت قواي وانهزم جيشي أمام تمردكِ العاتِ، وتالله لم أُفرط في كبح قلبي، لقد ألحفتُ في التحذير لكن لا مناص من هذا القيد، فإني من الوهلة الأولى مُصفد تلك القيود راغبًا قطوفي، ولا أنوي التحرر منها أبد الأبدين..!!
كان هذا وأكثر شعور جبريل الذي دلف لحديقة قصر شريف الهواري، وقد أصابته نوبات الحيرة حول قطوف التي لا ترضخ أبدًا عن تمردها..
هل كل هذا فقط لأمر الزواج أم أن هناك شيئًا أخر ؟!
هي لا تسمح أبدًا له بإختراق حصونها المنيعة لكن لا تعلم أن هكذا يتنامى شغفه بها..
دلف جبريل لغرفة مكتب شريف الذي كان كالأسد الحبيس يدور في الغرفة دون توقف، وفور أن وقعت أعينه على جبريل قال بلهفة:-
– جبريل .. أيه أخرك كدا .. يلا بسرعة وريني سجل الكاميرات..
حرك جبريل رأسه وشرع في تفحص هاتفه وجهاز الحاسوب مفرغًا تسجيل الكاميرات..
وبعد القليل كان جبريل وبصحبته شريف يقفون أمام شاشة الحاسوب بأعين مترقبة حتى تأهبت أعصابهم التي سرعان ما تفلتت حين رأوا الذي يدلف من باب الغرفة موشحًا بالسواد مُغطى الوجه مطموس الملامح..
كان يعلم طريق الغرفة جيدًا لا شك أنه أحد سُكان المنزل الذي يحفظ تفاصيله عن ظهر قلب..
واتجه هذا الملثم حتى دون أن يُكلف نفسه إضاءة الإنارة متجهًا نحو تلك الخزينة السرية التي لا يعلم بأمرها سوى أسرة شريف والأكثر جنونًا أنه لا يعلم شفرتها السرية إلا هم..
وهنا انهار شريف وانهزم تماسكه مدركًا صحة حديث جبريل أن الخائن فردًا من أفراد أسرته، حتى أنه ولج من باب الغرفة، وهذا يعني أنه مرّ من خلال المنزل..
من هذا!!
يكاد أن يفقد عقله، فَمن منهم يفعل هذا به!!
التفت نحو جبريل الصامت بوجوم ثم هدر من بين أنفاسه السريعة الملتهبة:-
– جبريل … اعرفلي هو مين، لازم أعرف مين..
المهمة دي أنا بوكلك بيها، وأنت مسؤول قدامي عن كشف إللي بيعمل كدا..
أخرجه صوت شريف من شروده البعيد ولفت إنتباه شيئًا ما لكنه لم يُصرح به.
لم يكن يتوقع أبدًا أن يكن الفاعل بهذا الحذر الحاد.
طاف على وجه جبريل التعجب وأردف مُجيبًا بأعين مليئة بالإصرار:-
– دا أكيد يا شريف باشا من غير ما تقول..
صدقني هعرف إللي ورا الأفعال دي وكمان الورق ده هيرجعلك .. دا وعد من جبريل رُستم..
☆★☆★☆★☆★☆★☆
هدوءها، برودها، ملامحها المرقوش فوقها اللامبالاة كادوا أن يُصيبوا ثريا والدة جبريل بالجنون وهي تشاهد قطوف تبتسم إبتسامة واسعة ثم أردفت بهدوءٍ قاتل:-
– صدقيني يا ست ثريا الكلام إللي أنتِ قولتيه ده يعيبك ويعيب الباشا ابنك، ميمسش قطوف الهواري أبدًا..
أما بالنسبة لجوازي من جبريل رُستم فأنا مكونتش قاتلة نفسي عليه، العكس يا ست ثريا، ابنك إللي كان مموت نفسه وأقولك تقدري تسأليه لما يوصل بالسلامة..
تاني نقطة أنا مش هرد على غلطك أبدًا يا ست ثريا بس أحب أقولك، أنتِ عندك بنت وما يُلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد، والكلام إللي أنتِ قولتيه بقاا عليكِ يا أم جبريل وأنا واثقة إن ربنا هيخليكِ تسدديه دون أدنى شك..
تالت نقطة .. صدقيني قريب جدًا هخرج من بيتك دون راجعة بس دلوقتي أنا مضطرة، وطول ما أنا متجوزه ابنك ودا بيته فهو كمان بيتي..
واسمحيلي دلوقتي هدخل أوضتي أنا ورحيق علشان مرهقين .. تصبحي على خير يا ست ثريا..
وتخطتها قطوف ودلفت للغرفة تحت تصنم والدة جبريل من تلك القوة التي تراها بأعين تلك الفتاة، قوة عاتية ليس مجرد حديث فقط..
رمقت ريهام شقيقة جبريل أثرها بغضب وهدرت بلهجة شرسة:-
– همجية ومتكبره بس والله لأعلمك الأدب يا بلطجية.
في حين ولجت قطوف للغرفة بهدوء وهي تبتسم لرحيق قائلة:-
– يلا يا جميلة أبدلك هدومك ونسرح الشعر الجميل ده وننام علشان الوقت اتأخر..
نظرت لها رحيق قليلًا ثم تسائلت بتلقائية وبراءة:-
– هما ليه مش بيحبوكِ يا قطوف مع أنك طيبة أوي وبتحبيني، ليه هما كانوا بيزعقوا كدا..
سحبتها قطوف برفق وجلست معها فوق الأريكة وأخذت تربت فوق شعرها بهدوء وقالت:-
– بصي يا رحيق مش لازم الكل يحبنا ومش لازم الكل يكرهنا، بس يمكن علشان بس هما ميعرفوش قطوف لسه، يعني علشان أنتِ عرفتيني فحبتيني وهما لما يعرفوني هيحبوني زي ما أنتِ كدا حبتيني..
وبعدين يلا بقاا علشان ننام يا حلو..
☆★☆★☆★☆★☆★☆
وضع أمام جده مجموعة من الأوراق وأعينه مليئة بالظفر، حرك حيدر رأسه بانتصار وقال:-
– الورق من قلب خزنة شريف الهواري يا حامد بيه.
مدّ يده يتفحص الأوراق ورفع أنظاره مرةً أخرى لحفيده واستقهم بغموض يغرقون به:-
– وبردوا متعرفش من الشخص المجهول ده إللي بيساعدنا يا حيدر..
مين الشخص إللي بيثق فيه شريف الهواري جامد كدا وهو بيخونه..!!
سار حيدر ذهابًا وإيابًا وهو يفكر شاردًا ثم هتف:-
– للأسف لأ يا جدي .. بس إلي بيعمل كدا شخص ماكر جدًا .. خبيث لأبعد حد..
طرق حامد بأصابعه فوق ذراع المقعد ثم ردد بأعين غائمة بالكثير:-
– هو شخص واحد مفيش غيره يا حيدر، شخص بيلعب الكل ومتحكم في كل الخيوط..
تسائل الأخر بفضول متسارعًا:-
– مين يا جدي..
لفظ بهدوء غامض:-
– جبريل رُستم…
☆★☆★☆★☆★☆★
دلف جبريل المنزل وأوشك أن يذهب لغرفته لكن أوقفته والدته بقولها الحاسم:-
– استنى يا جبريل..
زفر بإحباط فهو حقًا يشعر بالإرهاق ويريد أن يأخذ قسطًا وفيرًا من الراحة..
التفت لوالدته وقال بهدوء:-
– خير يا أمي..
قالت بوجه معقود:-
– هي البتاعة دي هتفضل هنا لغاية إمتى.!!
زمّ شفتيه وأغمض جفنيه قليلًا وردد بهدوء:-
– اسمها قطوف يا أمي، وتبقى مراتي، بلاش الأسلوب ده علشان ميليقش بيكِ يا ست ثريا..
انفلت زمام تماسكها وصاحت بانفعال حتى كانت قطوف التي مازالت مستيقظة فوق الفراش تستمع للحديث بوضوح:-
– البت دي بجحة يا جبريل ومعندهاش أي كرامة، المفروض بعد الكلام إللي قولته لها النهاردة مشوفش وشها هنا تاني..
لكن نعمل أيه جبلة، أنا مش طايقة وجودها هنا ومش مصدقة إنك أنت إللي متمسك بالبت القليلة الأدب دي للدرجة دي، أنت أيه إللي حصلك، هي سيطرت على عقلك للدرجة دي وبقيت مهووس..
ولا علشان أبوها صاحب سُلطة يا جبريل….
أنت…….
– خلاص .. كفاية .. كفاية يا أمي، أنتِ مش سامعه الكلام إللي بتقوليه .. وبعدين أيه الكلام إللي قولتيه لقطوف .. قولتيلها أيه..
كان صراخ جبريل بصوت هادرًا ولم يعد يطيق الصمت أكثر من ذلك، وعندما رأت ثريا انفعاله وتلك النيران التي توهجت بعينيه صرخت بغيظٍ أكبر:-
– طردتها من برا بيتي، قولتلها هي عار علينا وأنا عندي بنت أخاف عليها منها..
وإن هي ولا حاجة وإن أنت هتتجوز ومسرحية الجواز دي مش هتستمر أبدًا .. وأنك اتجوزتها مصلحة وكدا كدا هترميها بعد ما المصلحة دي تخلص، أيه أنا قولت حاجة غلط يا جبريل ولا أيه..
لم يصدق بشاعة الحديث الذي وصلت إليه والدته، وثمة عاصفة هوجاء تصادمت بجدران روحه، ألمٌ قارص تخلل لقلبه وقبض على كفيه بشراسة وغضب حتى ابيضت مفاصله..
أغمض عيناه الداكنة وأعاد فتحهم وهبّ يقول بصوت جهوري بنبرة مُدججة بالغضب:-
– تعرفي يا ست ثريا لو حد غيرك إللي كان قال الكلام ده … ورب العزة كنت محيته من الوجود..
قطوف دي مراتي وغلطك فيها بالطريقة دي يبقى غلطتي في شرفي..
أنتِ إزاي تقوليلها كلام زي ده وتجرحيها، أنتِ ترضيها لبنتك..
أنا متجوزتهاش علشان مصالح ولا ناوي أبدًا أطلقها لأخر نفس فيا..
أنا اتجوزتها علشان بحبها .. أنتِ سامعة .. أنا بحب قطوف من يوم ما عيني وقعت عليها وأنا كاتم جوايا لغاية ما جات الفرصة إنها تكون ليا..
تخشب بدن قطوف وتوسعت أعينها وهي لا تُصدق ما سمعته، ألم يتزوجها لأجل منصب والدها واستغلال الموقف ليس أكثر؟!
لكن لماذا لم يُصحح لها، لماذا تركها ترشقه بالكلمات القاسية ولم يدفع تلك الإتهامات عن نفسه!!
لماذا قد يأتفك حديثًا على نفسه!!
أخذ قلبها يمور بشدة وابتلعت ريقها الجاف، حاولت التماسك لكن كان تماسك مزيف بينما تستمع لحديث جبريل الشديد ليظهر أمامها وجهٌ أخر من وجوهُ..
– وجود قطوف هنا يا أمي مؤقت، علشان بس حمايتها وتأكدي أنا كمان مش عايز أسيبها وخصوصًا وأنتِ بتسمعيها الكلام القاسي ده، مش باقي ألا القليل وهعملها فرح وأخدها بيتنا وساعتها هتصدقي إن جوازنا مش مصلحة..
اقعدي مع نفسك وعيدي التفكير يا أمي لأن ده أبدًا مش أسلوب تعامل..
تصبحي على خير..
وتركها دالفًا للغرفة لتتصنع قطوف النوم سريعًا..
سار جبريل حتى توقف أمامها بينما هي ساكنة من الخارج فقط بينما داخلها فتدور بها معارك طاحنة..
انحنى يجلس على عقبيه أمام وجهها وتحركت يده تسير فوق خصلاتها يُنحِيها عن معالم وجهها الجميل بينما يرمقها بحب يتدبر ملامحها في صمتٍ وخشوع هامسًا بإعتذار:-
– حقك عليا يا زيتونة، حقك على قلبي يا قطوف من الجنة.
واقترب يلثم جبينها بحنان ليموت كل الغضب بقلبها فسلطان القلب لا يخضع للعقل أبدًا..
في حين اتجه جبريل يُبدل ملابسه فالنوم يتلاعب بعقله والإرهاق قد نال منه..
أخذ يرتب بعض الأشياء الفوضاوية التي افتعلتها قطوف وهو يبتسم على تمردها وعنادها..
وسهوًا سقطت بعض الأشياء من يده وأحد الحقائب لتنفرط أمامه أشياء جعلته يتلبد متخشبًا وهو ينظر بصدمة هزّت أركانه..
رفع رأسه ينظر نحو قطوف الساكنة يرمقها بصدمة وعدم تصديق..
لقد كان متيقنًا أن خلفها شيئًا ما!!
يعلم أنه ليس الغامض بتلك الحكاية فقط..
بينما هي يلفها غابة ضبابية من الغموض..!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مقيدة لأصفاد مخملية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى